الحيل النفسية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحيل النفسية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-01-03, 09:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ABDE83
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الحيل النفسية

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتبعاه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد………….
والعنوان كما سمعتم ورأيتم الحيل النفسية:
وأود أن أقول للأخوة في البداية إن هذا الموضوع هو استكمال لموضوع كنت بدأته من قبل وخرج بعنوان الأمة الغائبة.
ولعل هذا الموضوع هو تشخيص لبعض أسباب غياب الأمة، وهو أيضا مثل سابقه عبارة عن مطالبة بالمشاركة.
أي لون من ألوان المشاركة في الدعوة إلى الله عز وجل، إذ نحن لا نشترط حين نطالبك أنت بشخصك وعينك أيها القاعد بين أيدينا، لا نشترط لمشاركتك في العلم والدعوة والإصلاح والأمر بالمعروف شكلا معينا ولا مقارا معينا أو حجما معينا.
لكن نطلب منك مطلق المشاركة بقدر ما تستطيع.
لأننا نعلم أولا أنك تقدر فإن الله تعالى خلقك إنسانا، وكلمة إنسان بذاتها قبل أن ندخل في أي لفظ شرعي، كلمة إنسان يقول أهل اللغة: (هي مشتقة من النوس، ناس، ينوس إذا تحرك).
إذا أنت متحرك بطبيعتك، وفعال بطبيعتك، فأنت تستطيع أن تصنع الكثير، فنحن نطالبك أولا بهذا.
وثانيا لا نشترط قدرا معينا لأننا نعلم أن الناس ليس نسخة واحدة طبق الأصل بعضهم من بعض، كلا.
فالذي في كبينة القيادة أحيانا شخص واحد أو اثنان وعلى العموم هم أفراد.
لقد حرصت أيها الأخوة في هذه المحاضرة على الوضوح والمباشرة وعدم التعقيد العلمي، لأن المخاطب بهذه الكلمات ليسو هم النخبة وعلية القوم من المثقفين والخاصة والدعاة،…. كلا.
بل نريد أن نخاطب بهذه الكلمات كل إنسان مسلم بغض النظر عن مستواه العلمي والثقافي، وعن عمره وعن أي شيء آخر، ولذلك فلا غرابة أن أحرص على توضيح العبارات وبسطها والبعد عن أي لون من ألوان الترتيب العلمي الذي قد يصعب ويشق على الناس فهمه.
ومن قبل كان أبن قتيبة رحمه الله يقول في بعض كتبه:
(ينبغي أن يكون الخطيب متخير اللفظ قليل اللحظ لا يحرص على تدقيق العبارة ولا على تخصيص المعاني).
أي أنه يذكر معاني مجملة عامة يسهل على كل إنسان فهمها وليس فيها من الغموض والدقة أي مقدار.
ومن بعده كان الإمام الشاطبي أيضا يقول:
( إن السلف رحمهم الله تعالى كان الواحد منهم لا يهتم بالألفاظ، بل يلقي الكلام على عواهله وكيفما أتفق متى ما علم أن هذا الكلام يؤدي المعنى المقصود، ويصل إلى ذهن السامع ويبلغ المعنى الشرعي).
إذا لندرك أننا في هذه الجلسة لا يعنينا تزويق الألفاظ.
ولا تصفيف العبارات، ولا الترتيب العلمي والموضوعي بقدر ما يعنينا أن أمامنا عددا من الحيل النفسية التي نتستر بها أحيانا ينبغي أن نكتشفها ونفضح نفوسنا فيها حتى نضعها أمام الحقيقة وجها لوجه، ولا نبقي عذرا لمعتذر يقعد عن أن يقوم بعمل في سبيل الله عز وجل.
إذا لا تنتظر مني استكمالا للموضوع ولا تطويلا فيه ولا تنظيرا، بل ولا حسن ترتيب، فحسبي أن تفهم الكلام الذي أقوله وتوقن أو تعلم بأنه حق وأنه ينبغي أن نعالجه.
وبادئ ذي بدء نلاحظ أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) نهى عن العجز واستعاذ منه فقال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم وهو حديث طويل:
( أحرص على ما ينفعك وأستعن بالله ولا تعجز).
وهذا نهي ، ولا تعجز، إذا أمسك بيدك كلمة العجز حتى نفكر بعد قليل ما هو العجز.
ثم تنتقل فتجد أن من دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي ثبت عن جماعة من الصحابة كأنس أبن مالك مثلا أو غيره أنه كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من العجز:
( وأعوذ بك من العجز). والحديث جاء عن أنس وزيد أبن أرقم وهو في الصحيح وغيره.
وتجد في القرآن الكريم كلمة العجز أيضا موجودة في مواضع منها:
(واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما…..الآيات)
إلى قوله تعالى:
(فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين)
إذا هنا يبرز أمامك العجز، فالعجز إذا داء، مرض يكون سببه الغفلة وعدم الاهتداء، حتى أن هذا الإنسان مثلا لم يكن عاجزا عن أن يحفر الأرض ليدفن أخاه الذي قتله، ولكنه غفل عن هذا المعنى ولم يتفطن له حتى رأى الغرب يبحث في الأرض فاستيقظ وتنبه ولام نفسه أن يكون الغراب معلماً له ويسبقه إلى هذه القضية فيحفر في الأرض فقال:
(قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين).
وبذلك قد نكتشف أن العجز هو صفة ملازمة للمعتدين أحيانا، لأن هذا الإنسان كان معتديا، فالاعتداء غلف قلبه وغطى على فطرته حتى لم يتفطن إلى مسألة أن يحفر الأرض أخاه.
إذا الزيادة أو النقص الإفراط أو التفريط كل هذه الأشياء تكون سببا في ابتلاء الإنسان بالعجز والقعود وترك العمل.
الإنسان يتعلم إذا حتى من الحيوان، وأنت تعرف قصة الإنسان الذي أراد أن يتعلم النحو ففشل مرة ومرتين وثلاث، وبعد ذلك رأى نملة تصعد وكلما صعدت سقطت ثم تكرر المحاولة.
فبعد ذلك تلقن من ذلك درسا أنه يجب أن يحاول ويكرر المحاولة فيستجيب حتى من الحيوان أو الطير أو غيره، حتى يذكرون هذه القصة عن سيبويه أو غيره.
ولذلك وصم الله المنافقين الذين تخلفوا أنه أراد سبحانه أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وبما كسبت أيديهم، وكذلك بعض المؤمنين أيضا الذين هربوا أو تولوا من المعركة:
(إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم). (فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون).
هذا العجز الوارد في الشرع هو ما يمكن أن نعبر عنه أحيانا بالعوائق النفسية أو الحيل النفسية وهو داء في القلب أو في النفس لكن لا يصل إلى حد أن نعتبر أن صاحبه بالضرورة كما قد يتوهم البعض مريضا نفسيا أو مجنونا مثلا.
لا.. لكن عنده نوع من الخلل، وأنت تلاحظ الفرق بين إنسان سوي النفس سليم القلب ملتزم بالكتاب والسنة كثير الإقبال عليهما شديد التوكل على الله، تجد أن موازينه وحساباته مضبوطة.
وآخر أعماله النفسية كلها غير طبيعية بل هي مصابة بالخلل بسبب نوع من عدم الاعتدال عنده.
فتجد مثلا قضية الإدراك عنده غير منضبطة، لا يدرك الأمور إدراكا صحيحا، ولا يتصورها تصورا صحيحا، ولا يتذكرها ولا يتخيلها بشكل صحيح، فهو يدركها على غير صورتها وبذلك يخطئ الحسابات كما سوف يأتي أمثلة لذلك بعد قليل، وبالتالي تجد أن هذا الإنسان لا يعمل.
أحيانا هناك إنسانا قاعدا لا يعمل، ولو قلت له، قال لك نعم أنا لا أفعل شيء، لماذا ؟
قال لك عسى الله يهديني، والله أنا قادر ومستطيع، فلا يخدع نفسه أو يضحك عليها.
ولكن هناك آخر تجد أنه إذا حادثته وقلت لماذا لا تفعل شيء؟
بدأ يفلسف هذا العجز، ويظهره بصورة العقل أحيانا،
أو بصورة الفهم أو الحكمة، أو حتى بصورة الشرع كما سوف يبدو لك.
فما هي هذه الأعذار التي نتستر ورائها أحيانا حتى نترك العمل ؟
قبل أن أذكرها أود أن أقول لك نقطة حتى تدرك هل أنت تعيش نوعا من الحيل النفسية.
تصور وأنت قاعد بين يدي الآن، هل تشعر أنك المخاطب وأن الكلام وموجه لك مباشرة؟
أم تشعر أنه يعني أناس آخرين غيرك؟
فإن كنت تتصور أن الكلام موجه لك أنت بالذات دون غيرك، فهذا دليل على نوع من الوضوح والصراحة مع نفسك.
لكن إن كنت تشعر بأن المخاطبين أناس موجودين في كوكب آخر، فيجب أن تتنبه إلى أن هذه بداية الحيل النفسية، أنك تجعل الكلام يزل عن يمينك وشمالك ولا يصيبك.

هذا الجزء الأول من محاضرة لفضيلة الشيخ سلمان العودة المرة القادمة سنوافيكم بالجزء الثاني









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc