تاريخ مدينتي مغنية واصل تسميتها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > الجزائر ... مدن و أرياف

الجزائر ... مدن و أرياف كل مايتعلق بوصف الجزائر ... سياحة، مناظر خلابة... من نصوص، صور أو فيديو ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تاريخ مدينتي مغنية واصل تسميتها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-09-21, 04:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
teacher0175
عضو جديد
 
الصورة الرمزية teacher0175
 

 

 
إحصائية العضو










B10 تاريخ مدينتي مغنية واصل تسميتها

كثيرا ما حدثتني امي و جدتي و المسماة كذالك مغنية عن هذه المراة المتعبدة وكيف سميت المدينة عليها ...اليكم الموضوع التالي.................
مغنية هي على اسم امرأة طاهرة وقيّمة وشديدة الورع من شدة إيمانها فقد كانت تحج باستمرار وربما سنويا تذهب مع قوافل الحجاج الذين كان بعضهم يمشي على قدميه على تلك المسافة وبعضهم الآخر يركب الخيل أو الجمال... وفي إحدى المرات توقفت القافلة في هذه المنطقة فأعجبت بها الحاجة (مغنية) إعجابا شديدا وعندما عادت من الحج قررت البقاء في هذا المكان والإقامة فيه، وفعلا بقيت فيه حتى ماتت وتركت سلالة من بعدها فتكونت القرية من حول بيتها في بادئ الأمر ثم حول قبرها ...وحملت اسمها أيضا...وما زالت سلالة الحاجة مغنية موجودة في القرية وأفرادها محترمون من قيل الجميع لإيمانهم وجهادهم الطويل، فابن الحاجة مغنية مباشرة قاتل إلى جانب الأمير عبد القادر حتى قبض عليه وقتل، إلى يومنا هذا لا يعرف أحدا أين قتل أو أين دفن...حتى أن هناك من يقول انه اقتيد إلى كورسيكا وقتل هناك وكان مع هذا المجاهد مساعد أو نائب له، هو الآخر ترك سلالة عظيمة من المجاهدين إسمه " ابن عائشة" وله حفيد جاهد إلى جانب الأمير عبد الكريم الخطابي...
ومن سلالتها أيضا مجاهد اسمه "الشيخ موفق" كان في الساحة الجزائرية من بعد الأمير عبد القادر وقد قاتل حتى استشهد ... وما زال اسمه خالدا من خلال (ملحمة طويلة من الشعر الملحون).
إن حكاية الحاجة مغنية لفتت انتباهنا لأنها حكاية تجمع بين عناصرها وروابط الورع والجهاد .. والدم، وهذه الروابط فرضت حضورها الجذاب لأن (مغنية) وجه آخر لمغنية اليوم... المشهورة بالنشاط التجاري وأشياء أخرى لم تكن معروفة في سالف العصر.
في حين ترى بعض المصادر التاريخية العربية الأخرى أنها مدينة معلومة كثيرة البساتين والجنان والمزروعات كثيرة المياه والعيون، طيبة الهواء جيّدة التربة، يمتاز أهلها عن غيرهم بنظارة ألوانهم وتنعم أجسامهم. أما مراعيها فهي أنجع المراعي وأصلحها للماشية، ويذكر أنه يوجد في الشاة ما من شياههم مائتي أوقية شحما....
كما ترى مصادر أخرى أن مدينة مغنية قديمة بناها الأفارقة ثم اتخذها الرومان معسكرا فيما بعد وأدخلوا عليها تعديلات وفق ما تقتضيه التحصينات العسكرية، بنيت في سهل فسيح جدّا على بعد حوالي أربعين ميلا جنوب البحر الأبيض المتوسط وعلى نفس البعد تقريبا من تلمسان، وأراضيها الزراعية كلها غزيرة الإنتاج تحيط بها عدة حدائق، غرست فيها على الخصوص الكروم وأشجار الحمضيات والتين ويخترقها جدول يشرب السكان من مائه، ويستعملونه لأغراض أخرى ...
مجمل القول، انفردت مدينة مغنية ونواحيها عن باقي المدن الأخرى بموقع استراتيجي جد حساس، سمح لها أن تلعب أدوارا بارزة في جميع المجالات سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية وثقافية، إذ اعتبرت مغنية بمثابة نقطة سهلة الاتصال والعبور سواء نحو الشرق أو نحو الغرب.

الموقع الجغرافي:

تقع مغنية في الشمال الغربي للجزائر على منبسط امتداد " أنقـــاد" وفي اتجاه مسالك الطرق التي تشق السهول المترامية الأطراف وجبال فلاوسن وسلسلة- ترارة طوماي- الممتدة إلى جبال بني زناسن نحو البحر الأبيض المتوسط شمالا وسلسلة جبال عصفور جنوبا، ونحو مدينة وجدة وتازة غربا، وتلمسان شرقا، تتربع على مساحة 294 كم2 وبها كثافة سكانية تقدر بـ 96.302 نسمة حسب إحصائيات سنة 1998. مدينة مغنية إداريا يحدها شمالا: بلدية السواني، من الجهة الجنوبية بلدية بني بوسعيد، ومن الشرق: حمام بوغرارة وغربا:المملكة المغربية.

التضاريس:

تعد مغنية أهم مركز في أقصى غرب البلاد وهي من ناحية تشكل بداية لسهل*التريفة* الكبير وإنتهاء بالهضاب الغابية لصبرة ويحد هذا السهل من الجنوب جبال*دقلــن* و*راس عصفور* ومن الشمال المرتفعات المؤدية إلى البحر.

المنـــاخ:
بالرغم من المسافة القصيرة التي تفصلها عن البحر, فإن ناحية مغنية تمتاز بمناخ قاس, يتميز بشتاء بارد وممطر من شهر أكتوبر إلى غاية شهر مارس وبعدم انتظام الأمطار والجليد من جهة, وبصيف حار وجاف من شهر جوان إلى سبتمبر وهذا ما يضفي على المنطقة مناخ شبه جاف وتعتبر مغيـــاثية مغنية متوسطة, تتراوح ما بين 350مم و400مم في السنة, ودرجة الحرارة متوسطة تصل إلى 18° شتاءا و29 °/30° صيفا.

الطابـــع الفلاحي:

تعتبر مغنية ذات طابع فلاحي, أراضيها خصبة, غنية وقوية الإنتاج والمحصول, وتتشكل هذه الأراضي بشكل مساحات محصورة بين مجالين مختلفين من الناحية البيولوجية جبال ترارة شمالا وجبال تلمسان جنوبا وتتميز الناحية الجنوبية لمغنية بأرضية مستوية نسبيا (أراضي فلاحية) لا يتجاوز ارتفاعها عن مستوى البحر بـ 300 م, بينما تتميز الناحية الشمالية بكونها جبلية وجد متشعبة (جبال ترارة) ويبلغ ارتفاعها عن مستوى البحر المتوسط بـ 400 م وأعلى نقطة جبلية هي جبال العرعار وتصل إلى 544 م.

الموارد المائية:

تعبر مغنية عدة أودية التي هي في أغلب الأحيان جافة لكنها تعرف فيضانات مفاجئة وخطيرة أثناء فترات سوء الأحوال الجوية، مثل واد عوينة واد المحاقن، واد واردفو، واد المويلح، واد بونعيم وواد خياسة، والنهر الكبير تافنة. هذه الأودية التي تعتبر المصدر الوحيد لتغذية آبار المنطقة والحوض المائي الهام للمنطقة. دون أن ننسى السد العظيم لحمام بوغرارة وموقعه الاستراتيجي الذي يعتبر ملتقى الأودية المذكورة سالفا.

شبكة الطرقات:
بلدية مغنية ترتبط بكل المدن الكبرى المجاورة بواسطة شبكتين هامتين:

- الطريقين الوطنيين رقم 7 ورقم 22

- الشبكة الحديدية: محور وهران – سيدي بلعباس- تلمسان- مغنية كما ترتبط بالمدن الأخرى كما يلي:

- بالغزوات:عبر أجزاء ط و/7 و7 أأ

- بندرومة: عبر الطريق الوطني رقم 99 (طريق ولائي رقم 06 سابقا)

- بمرسى بن مهيدي: عبر طريق الوطني رقم 7

- بالرمشي:عبر الطريق الوطني رقم 22

- بصبرة: عبر الطريق الوطني رقم 07

- بالعابد: عبر الطريق الوطني رقم 99


الاتصالات الدولية:

-مطار مصالي الحاج (زناتة) الذي يبعد عنها بمسافة 40 كم

-المركز الحدودي* العقيد الطفي * ويبعد عنها بـ 15 كم

- ميناء الغزوات ويبعد عنها بـ :45 كم.

مغنيــــة عبر التاريخ :

عصر ما قبل التاريخ:

كانت نواحي المدينة الشمالية والغربية آهلة بالسكان منذ العصر الحجري, وهذا ما يعرف بحضارة المويلح نسبة إلى النهر الذي ما زال يحمل نفس الاسم, تدل على ذلك الآثار والمغاور الموجودة بنواحي الشيقر (المحطة المعدنية)، معظم هذه البقايا من الأحجار المنحوتة والعظام البشرية موجودة بمتحفي تلمسان ووهران, ويقدرها المؤرخون بحوالي مائـــة ألف سنة قبل الميلاد.

العهد الروماني:

أصبحت مغنية قلعة أو ثكنة عسكرية إبان الاحتلال الروماني للجزائر وأطلق عليها اسم نوميروس سيروروم numerus syrorum بمعنى "سيـــر" نسبة إلى الجيوش التي جيء بها إلى المنطقة من بلاد الشام. وهناك آثار تثبت هذا الوجود الروماني منها حجر في مدخل الثكنة الحالية, وأخرى بمتحف تلمسان.

العهد الإسلامي:

دخل الإسلام منطقة مغنية خلال القرن السابع ميلادي عن طريق البدو الرحل من القبائل العربية التي استوطنت المنطقة بحثا عن العيش والاستقرار، وقد وجدت ذلك في سهو بها (سهل انقاد) ووديانها (واد المويلح وواردفو)واتبعت الرعي والزراعة في كسب قوتها إلا أنها وجدت مقاومة وتعنت من القبائل الأمازيغية (بني بوسعيد وبني سنوس) التي كانت تقطن الجبال المجاورة ووقعت مناوشات وحروب بينهما، ثم همدت شيئا فشيئا حتى استقر الأمر, وتأثر الأمازيغ بالزراعة والترحال العربي فأضحت المنطقة سوقا جهوية للقادم من الشرق والغرب.

الدخول الفرنسي إلى مغنية:
كان ذلك سنة 1836 م عن طريق الجنرال "بيــدو" والذي أقام فيها ثكنة عسكرية على أنقاض ما تركه الرومان مع بعض الترميمات وحفر الخنادق, وغير الاسم " نوميروس سيروروم numerus syrorum " (الثقيلة على اللسان) إلى لآلة مغنية عندما وجد قبة المرأة الصالحة قرب الثكنة وكان ذلك سنة 1844 م. وظلت المدينة "عسكرية" حتى سنة 1922 حين أسس أول مجلس بلدي ذي الأغلبية اليهودية حذفت كلمة "لآلة" واستبدل الاسم بـ: مغنية marnia حتى لا تكون له دلالة عربية.

ونستنتج من الفترة مابين 1836 إلى 1923:

-التحاق بعض التجار بالمدينة سنة 1861 لمصاحبة الجيوش الفرنسية

-إنشاء أول تخطيط معماري للمدينة سنة 1866 (ج كنــال)

- بدء البنايات من الجهة المحادية لواد وارد فو صعودا إلى الشمال ثم الكنيسة والمسجد.

- توافد المعمرين على المدينة لأجل التجارة الرابحة حيث كان سوق مغنية من أكبر الأسواق في الناحية الوهرانية بفعل موقع مغنية الجغرافي، حيث كانت همزة وصل بين المغرب الشرقي والقطاع الوهراني.

- وفي سنة 1924 تم تأسيس البلديات المختلطة وبدئ في تسجيل الأحوال المدنية.

وحتى سنة 1930 م كانت مغنية عبارة عن قرية صغيرة حيث كانت البنايات فيها لا تمثل إلا واحد من عشرين مما هو موجود حاليا وإبتداء من هذا التاريخ بدأ الزحف على المدينة من الريف, فتكون حي المطمر الذي يمثل الحي العربي, وهو يختلف تماما عن الحي الأوروبي الذي يمثل نواة المدينة , وقد عاش كل من سكان الحيين بعيدا عن الأخر ويلاحظ ذلك من خلال موقع مقبرة المسلمين غرب المدينة ومقبرة المسيحيين شرقها ,و يتوسط المدينة إسطبلات عديدة قريبة من السوق دلالة على الرابطين التجارية والتاريخية.

وفي الفترة مابين 1940م و1944م بدأ البناء في المنطقة الفاصلة بين الحي العربي والأوروبي, وتوسعت المدينة من ناحية الجنوب قرب واد واردفو حيث بني معمل خاص لإنتاج مواد كيميائية قريبا من محطة القطار تسهيلا لنقل منتجاته إلى وجدة والغزوات.

وحتى سنة 1962م لم يكن هناك أي اتصال بين المسلمين والمسيحيين كما أن سنوات الكفاح التحريري أجبرت المعمرين على إيقاف حركة العمران والتشييد، ومنذ الفترة نفسها استطاعت بعض العوامل أن تغير وجه المدينة تغييرا يكاد يكون شاملا منها عودة اللاجئين الذين تركوا المدينة إبان حرب التحرير والهجرات الريفية المتلاحقة خلال الحرب التحريرية وبعدها الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمة سكنية حادة عولجت بتشييد بعض الأحياء الجديدة كحي القاضي وحي أرامل الشهداء، حي العزوني وحي الحمري والبريقي وحي عمر مما أدى بالمدينة إلى أن تتوسع خارج المخطط.

نظرة على الحركة الثقافية بمدينة مغنية ونواحيها خلال الفترة الاستعمارية

لم تعرف المدينة ونواحيها ازدهارا ثقافيا بالمعنى المفهوم عن عبارة الحركة الثقافية، وذلك لصغرها وحداثة نشأتها والطابع الريفي الغالب عليها من جهة، ولقربها من تلمسان التي كانت تستقطب رجالات الفكر والثقافة، ولما يتوافر لهم بها من عوامل التشجيع، وروافد المعرفة من جهة ثانية.

إلا أنه لم يمنع سكان المنطقة من الإسهام الوافر في مجال الحفاظ على تراثهم الإسلامي وحفظ شخصيتهم العربية من الضياع والتمزق.

ويرجع ذلك أساسا إلى الكتاتيب القرآنية المنتشرة في المدينة ونواحيها، والتي كانت تعج بالصبيان الذين رفض أولياؤهم بكل قوة أن يعلموهم لغة المستعمر، رغم وسائل الضغط التي لجأ إليها لفرض لغته على سكان الناحية.

وأهم هذه الكتاتيب، والتي كان العامة يطلقون عليها اسم (الجوامع) (جامع زوج بغال)الواقعة قرب حدود الجزائرية المغربية .. وجامع مغنية المدينة:

لقد كان لهذين الجامعين أهمية خاصة، حيث أن الدراسة فيهما لم تقتصر على تحفيظ القرآن الكريم فقط، بل تجاوزته إلى فنون من المعارف الدينية واللغوية، وكان الطلبة يفدون إليها من القرى القريبة والنائية، رغبة في العلم والمعرفة، وكان نظام الدراسة في هذين الجامعين هو النظام التقليدي الذي يكاد يكون معروفا في كافة الأقطار العربية، فقد كان الطالب المبديء بعد حفظه للقرآن الكريم يبدأ دراسته بالآجرومية في النحو، ومتن ابن عاشر في العقائد والفرائض ، فإذا ما استوعبهما انتقل إلى دراسة القطر لابن هشام، والرسالة لأبي زيد القيروان، ثم ينتقل بعد ذلك إلى دراسة الألفية ولامية الأفعال لابن مالك، ومختصر خليل، وربما درس السيرة النبوية وشيئا من البلاغة والمنطق، وبذلك ينهي الطالب دراسته ويصبح الطالب مؤهلا لأن يطلق عليه اسم (العالم )فمن الطلبة من يقف عند هذا الحد، ويعود إلى عشيرته فتتلقاه بالحفاوة والترحاب، وتقام له الحفلات، وينصب إماما لها وقاضيها ومفتيها، يلجا إليه السكان في قضايا دينهم، وفي الخصومات بينهم، وعقد الزواج إلا في القليل النادر.

ومن الطلبة من كان يواصل مسيرة البحث عن المعرفة، فينتقل إلى أقرب مورد لها، وهو بالنسبة لهذه المنطقة أمتعة القرويين بفاس، أو ينتقل إلى جامعة الزيتونة بتونس، ومنهم من كان يشد الرحال إلى المشرق إلى جامع الأزهر الشريف.

لقد كان ذلك نوعا من الصمود في وجه المحاولات الاستعمارية الرامية إلى فصل هذه الأمة عن تراثها وأصالتها وعروبتها، تمهيدا لدمجها في كيانه الدخيل الغريب.

وقد تخرج من الجامعين المذكورين عدد من الرجال واصلوا مسيرة الرفض والصمود في وجه محاولات المسخ والتشويه التي مارسها المستعمر منذ أن وطأت قدماه تراب هذه الأرض الطاهرة إلى أن طرد منها مدؤوما مدحورا.

وفي مطلع الثلاثينات من القرن الماضي زار مدينة مغنية المصلح الجزائري الكبير الشيخ عبد الحميد بن باديس وألقى بالمسجد الكبير خطابا شرح فيه دعوته الإصلاحية الرامية إلى تنقية الدين من الخرافات والبدع وتحريره من قبضة مشايخ الطرق وسيطرة الدراويش وذلك بالرجوع إلى المصدرين الأساسيين لهذا الدين الكتاب والسنة، ولم يتأتى ذلك إلا بإنشاء مدارس لتعليم اللغة العربية على الطريقة الحديثة. واغتنم الشيخ فرصة وجوده بالمدينة ففتح اشتراكا في جريدة الشهاب تسابق إلى الإسهام فيه أعيان الناحية.

ومهما كان أثر هذه الزيارة، فإن ثمرتها المرجوة لم تبرز إلى الوجود إلا في نهاية العقد الرابع وبداية العقد الخامس من القرن الماضي.

ففي هاته الفترة أسست مدرسة التربية والتعليم تحت إشراف جمعية العلماء من التبرعات التي ساهم بها أنصار الجمعية بالناحية وحضر تدشينها المرحوم الشيخ البشير الإبراهيمي سنة 1952.

وقد اشتملت مدرسة التربية والتعليم على خمس (05) حجرات وبلغ عدد التلاميذ نحو ثلاثين ومائتي تلميذ (230) بين ملازم وغير ملازم، بينما مدرسة التقدم اشتملت على نحو خمسين وثلاثمائة تلميذ (350).

وكان اشتراك الشهري لكل تلميذ يتراوح بين دينار ونصف إلى ثلاثة دنانير، يعفى من أدائه الفقراء والمساجين السياسيين، بينما كانت أجرة الأستاذ تتراوح بين خمسة وعشرون دينار كحد أدنى إلى خمسين ومائتين كحد أقصى.

كانت هذه المدارس تتولى إلى جانب التعليم مهمة الوعظ والإرشاد وبث الوعي القومي الوطني بين أوساط السكان، لذلك سرعان ما أقفلها المستعمر في بداية حرب التحرير وألقى بمعظم أساتذتها في غياهب السجون.

تحولت مدرسة التربية والتعليم بعد الاستقلال إلى مدرسة تابعة لوزارة التعليم الابتدائي والثانوي وأصبحت تحمل اسم عبد الحميد بن باديس وألحقت بها مدرسة التقدم إداريا.

مغنيـــــة والحرب التحريرية
شاركت مغنية في الحرب التحريرية ككل شبر من أرض الوطن ولكن بتواجدها على الحدود الجزائرية المغربية, تميزت مشاركتها بميزات خاصة, جعلت الاستعمار الفرنسي يوليها عناية كبرى ويتخذها كأقوى قاعدة عسكرية في الناحية لصد هجومات جيش التحرير ومراقبة كل تحركاته ومنع كل تسرب على طول الحدود الجزائرية المغربية, وأقام على امتدادها مراكز عسكرية يفصل بعضها عن بعض بحوالي 6 كلم. وقد وصل بين المراكز بأبراج للمراقبة لا يزيد بعد الواحد عن الآخر إلا بـ 3 كلم تقريبا.

وليزيد المستعمر الفرنسي التحصينات أكثر قوة وأشد صعوبة بدأ في إقامة الأسلاك الشائكة مع أواخر سنة 1956م, وأخلى الحدود من السكان و خيرهم بين الإقامة داخل المنطقة أو الهجرة إلى المغرب الشقيق, مما جعل الكثير من السكان الناحية ينزحون إلى الأرض المغرب أو يقيمون في المناطق الداخلية من أرض الوطن.

وقد بلغ عرض المنطقة المحرمة الخالية من السكان والتي اعتبرت منطقة عسكرية بحوالي 15 كلم, مدت في وسطها خطوط الأسلاك الشائكة وقد بلغ عرضها(12م) وفي كل خط أنشأ المستعمر بينها طريقا نصف معبد يسمح بمرور السيارات العسكرية ونقل الضروريات للمراقبة الليلية. وبجانب الأسلاك الشائكة مدت خطوط كهربائية عالية التوتر زيادة على الإشارات الضوئية الأتوماتيكية عند مس الأسلاك والأضواء الكاشفة المنبعثة من المراكز العسكرية المتحركة في جميع الاتجاهات وإلى جانب كل هذا زرعت أرض الأسلاك وما جاورها بالألغام مختلفة الأنواع والأحجام.

ورغم هذه التحصينات المستحكمة والحواجز المنيعة كان تسرب جيش التحرير مستمرا إما داخلا إلى الجزائر أو خارجا منها متوجها إلى أرض المغرب. ولكن عند تواجد الأسلاك المكهربة أصبح جيش التحرير يلاقي صعوبة بالغة أثناء العبور لأنه أصبح لا يستطيع إحداث سوى منفذ واحد ضيق في أغلب الأحيان ينفذ منه المجاهدون واحد بعد الأخر, ويزداد العبور أكثر خطورة عندما تعلم نقطة المراقبة بمكان التسلل حيث تبدأ في قنبلته فيضطر الجيش التحرير الوطني إلى الرد على العدو بتغطية الفرقة العابرة.

ومع مطلع سنة 1958م قام الاستعمار بتجميع السكان في قرى وإحاطتها بالأسلاك الشائكة لعزل الجيش عن الشعب وقطع مده بالإمكانيات المادية والبشرية, ومع ذلك بقي الاتصال مستمرا ولم تزد كل هذه الإحتياطات جيش التحرير إلا تكيفا مع الموقف. وقد عان سكان الناحية من خطر الألغام الكثيرة بعد الاستقلال حيث نرى منهم الكثير من المعطوبين بسببها، وقد تمكنت الهندسة العسكرية بتطهير معظم المنطقة من الألغام.

ولقد ذكر لنا التاريخ عن معارك ضارية خاضها جيش التحرير وكبد فيها المستعمر خسائر معتبرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر معركة فلاوسن، المصامدة، وبوسدرة ...

الاستقـــــــــــلال
انطلاقا من موقعها الجغرافي الاستراتيجي، شكلت مغنية أحد المراكز المتقدمة أثناء حرب التحرير. والنصب الذي يتوسط المدينة حاليا يذكر بعدد أبناء المنطقة الذين دفعوا ضريبة الدم للحصول على الاستقلال، وفي نفس الوقت أعطلت مغنية للجزائر المستقلة أول رئيس للجمهورية الجزائرية الديمقراطية والشعبية: السيد أحمد بن بلة.


بعد جلاء الأوروبيين عنها، كانت مغنية عبارة عن تجمع سكني لا يتعدى العشرة آلاف ساكن عرفت بعدها نموا سريعا ومتواصلا في كل الميادين.

في الجانب الفلاحي تم إنشاء شبكة للري الفلاحي واستفادت المنطقة من إنشاء ستة قرى فلاحية اشتراكية (العقيد لطفي، العقيد عباس، المصامدة، البخاتة، البطيم، الشبيكية) ونشاط سوقها الأسبوعي يظهر جليا الإنتاج الفلاحي من الخضر والفواكه.

كذلك سياسة التصنيع المتبعة أعطت لمغنية عدة وحدات في القطاع العمومي مثل مصنع تحويل الذرة (أكبر مصنع في إفريقيا في ذلك الوقت)، مصنع الخزف، مصنع النسيج ومصنع المواد الدسمة، مما سمح بخلق مناصب شغل لم تكن موجودة من قبل.

أما قطاع التربية والتكوين عرف تطورا هاما من حيث الكم والكيف إضافة لعدد المتوسطات ثلاث ثانويات ومتقنة وملحقة جامعية (في طور الإنجاز) ومركزين للتكوين المهني والتمهين.

وكنتيجة حتمية للنمو السريع للسكان توسعت مدينة مغنية في كل الاتجاهات وظهرت أحياء جديدة بأكملها.

ويقدر عدد سكان دائرة مغنية بمجمل بلدياتها حوالي 150 ألف نسمة، فهل ستكون بحركيتها النشيطة في مستوى تحديات القرن الواحد والعشرين.

عادات و تقاليد أهالي مغنية
تبعا للتقاليد الإسلامية، فالعائلات المغناوية أكثر انطواءا على نفسها إلا أن المدينة المتسعة شيئا ما، يعم التعاون بين أهلها مما يسهل رواج أخبار الأحداث التي تقع بها ...

وتتألف التركيبة البشرية المغناوية من عدة فرق متميزة وهي :

ـ أهالي بني واسين ـ أهالي مسيردة ـ أهالي المعازيز- أهالي جبالة ـ أهالي ندرومة ـ القبائل الأمازيغ (أهالي بني بوسعيد، الكاف، بني سنوس ) ـ أهالي مغاربية.

وترتبط كل هذه الفرق بعلاقة فيما بينها كما أنها تألف أنواعا من الطبقات الشعبية المندمجة.

ولعل التقاليد والعادات تتأثر بمجموعة من المعطيات والخصوصيات، لذا نرى بأن الظروف المحيطة وكذا البيئة لها أثر كبير على مختلف العوائد، فسكان السهول والجبال تختلف عوائدهم عن سكان الصحاري والأراضي القاحلة، ولكل جهة أو قبيلة معينة عوائد وتقاليد خاصة بهم، وذلك حسب طبيعة الأرض والموقع الجغرافي...

فمدينة مغنية بحكم موقعها الجغرافي والتي تقع على الحدود الجزائرية المغربية وأقرب مدينة جزائرية إلى المغرب، فنجد أنه من القديم كانت هناك هجرات متتالية، سواء على عهد المدنيين أو على عهد الأتراك أو على عهد الاحتلال الفرنسي، فمدينة مغنية إذن تأثرت بالمناخ المغربي أكثر من المناخ الجزائري فالعادات والتقاليد المأخوذة من المغرب في الحقيقة كثيرة جدا بالمقارنة مع العادات الجزائرية الآتية من الجزائر.

فعادات مغنية لها طابع مغربي بارز في العديد من المجالات، سواء كان ذلك في الموسيقى والغناء أو الرقص والألعاب والأفراح من أعراس وولائم وفي غير ذلك من المجالات الأخرى...


الحياة اليومية العادية للرجل و المرأة داخل المدينة :

كانت للمرأة حرمة كبيرة ومقدسة، بحيث أن الرجل لم يكن يسمي المرأة باسمها، بل كان يطلق ألفاظا دالة عليها مثل (مولات الدار) ـ (الدار) ـ (مولات الخيمة) أما الرجل فقد كان يضحي في سبيل أولاده وزوجته، حيث كان شائعا المثل الذي يقول (الرجل أيموت على أولادو وعلى دارو) ولقد كان رجال الحي يجتمعون في المساء للحديث على حصير في شؤون دنياهم، وهذه تدخل ضمن عوائدهم كما كانوا يجتمعون في كل ليلة عند شخص معين في داره لتشاور. وبصفة عامة، فكل العادات والتقاليد اليومية لسكان مدينة مغنية كانت خاضعة لطابع السكني لأن السكن هو مصدر ومكان هذه العوائد، بحيث أن السكن والبيئة والمحيط لهم تأثير كبير على العادات والتقاليد ومن بين هذه العادات نذكر على سبيل المثال التغذية واللباس.

العـــــــادات و التقـــــــاليد الشعبيـــــة :

إن العادات والتقاليد تختلف من حيث طرق أحيائها وإقامتها، فهناك عادات وتقاليد شعبية مثل الزواج والولادة والعقيقة والختان وغيرها، فهناك عادات وتقاليد شعبية مرتبطة بالأعياد الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد المولد النبوي بالإضافة إلى عادات وتقاليد أخرى من رقص وألعاب ومواسيم وغيرها .

أ ـ الزواج وكيفية اقامة الخطوبة و كتابة العقد :

يلجأ الرجال إلى الاستعانة بالنساء المسنات للحصول على المعلومات المتعلقة بالفتيات اللواتي يريدون الزواج منهن، ويتدبرون أحسن الفرص لرؤية الفتاة خلسة في المنزل المجاور، ولا تملك الفتيات أي دور سلبي أثناء التداول في موضوع الزواج، فهن يجهلن ذلك الذي سيصبح زوجا لهن. ومختلف أطوار الزواج تدور دائما وفق ترتيب ثابت مع طالب الزواج، فيتقدم الراغب في الزواج بطلبه إلى أصهار المستقبل بواسطة وكيل، وحين يتم الاتفاق على مقدار الصداق، يحظر القاضي ليبعث بالعدول إلى منزل الفتاة المخطوبة بحضور وكيلي الطرفين، أما المرأة الثيب، فلا وكيل لها بحيث تتكفل هي شخصيا بمصلحتها ويحرم العدلان العقد، ويدفع الزوج مبلغ الصداق المتفق عليه، وبطبيعة الحال فقد كان أهل الرجل أو العريس هم الذين يعملون على خطبة أهل البنت، وبعد القبول، يقيمون حفلة صغيرة تسمى (حنة الثباث) وهذا قبل كتابة العقد من طرف القاضي. وقد كان هذا العقد يتم كتابيا بحيث كان يتم بعد إقدام العدول إلى دار العروسة، فيسألون البنت حول قبولها أو عدم قبولها، وهي موجودة وراء الحجاب، ولا يسألون أهل البنت حول سنها، وعندما تقرر العروسة بقبولها يتم كتابة العقد هذا في المدينة. أما في البادية فالعقد يتم بالفاتحة فقط وبعد الاتفاق حول الصداق يتم تقديم ما يسمى

"بالزهاج" وهو مكون من كسوة وأغطية وأفرشة، بالإضافة إلى صندوق لأن العروسة عندما تأتي إلى دار العريس تخمل معها الصندوق فقط بحيث لم تكن هناك خزانة كبيرة،كما هو موجود حاليا، فالصندوق كانت العروس تضع فيه كسوتها وحليها وغير ذلك. وحسب رواية المختار بلعيني أن الصداق الذي كان يتم الاتفاق عليه في أواخر القرن التاسع عشر يقدر مبلغه بين 150 و 350 دج ثم انتقل بعد ذلك الى 300 دج ثم 500 دج .......

ب ــ طريقة احياء الأعراس و الأفراح :

وبمجرد انتهاء هذه الإجراءات، يقام حفل بمنزل الزوجة، فتحيط بها جميع الصديقات، ولا يحضره الرجال، ومند انتشار الظلام، تقوم النسوة بحمل الزوجة إلى بيت الزوج، فتتوسط المكان تحت غطاء من نسيج ثم يقمنها واقفة ويغنين، وتحملها سيدة قوية على ظهرها إذا كانت صبية، وعند الوصول تأخذ النسوة مكانهن في بيت الزوجة، وفي غضون هذا الوقت يفسح الزوج خارجا أو يؤخذ إلى الحمام المغربي، وإذا كان صغير السن، تفرغ عليه أحسن ثيابه، ويخفض حائكه على عينيه، و يركب على فرس يخفوه ثلاثة فرسان أو أربعة ويتقدم مثلهم وعلى يمينه وشماله رجلان يروحان عليه بمناديل من حرير، فهو سلطان اليوم وبالنوبة - تتبع الموكب، وصوت الآلات الموسيقية ممزوج بذوي البارود، أما المسنون من الرجال فينسحبون وعند وصول الزوج أمام المنزل، هناك يلجأ فينضم إلى زوجته، في حين ينسحب المشيعون ليتركوه في حجرة العرس ... وقد جهزت الزوجة للظرف بدون حزام، وقدماها ويداها مسبوغة بالحناء، والحاجبان مسرحان، وقد اصطبغ الأحمر الوجنتين، وبعد إتمام الزواج، يمرو الزوج إلى أحد أصدقائه بياض لباس الزوجة فيسلمه هذا إلى النساء اللواتي يحملنه في موكب غنائي إلى الأم مزغردات في حدة واصرار ويقضي الضيوف ليلتهم بالمنزل، ويرسل رب العائلة الشاي والقهوة والمآذب إلى النساء، فيما يجتمع الرجال في الساحة ويوكل إليهم عادة أداء ما يستهلك من قهوة وشاي، وعند الفجر، يتوجه الأصدقاء بالسلطان إلى الحدائق للهو، وتبقى الزوجة الصغيرة جالسة في حجرتها تنوب عنها في الحديث إحدى صديقاتها التي تشغل منصب وزيرة لها، بينما الأخريات يمرحن، وتستمر هذه الولائم لمدة ثلاثة أيام أو سبعة وفي اليوم الأخير تتمنطق الزوجة. وحسب رواية السيد الطيب بن بومدين الدرقاوي، أن أهل العريس يقمن باستدعاء النساء، وهؤلاء النساء يكلفن بجمع الخبز من عند الأهل الأقرباء، ليأتوا به بعد ذلك إلى أهل العريس، أما العروسة فتذهب إلى الحمام بالحائك والبلغاء فقط وفي ليلة العرس تقام هناك رواية وهي تشبه المسرحية أو التمثيلية حاليا، وتدعى هذه الرواية والذي يقوم بهذه الرواية شخص مشهور في مثل هذه الأعراس يسمى "بن عزي"، وكان هذا الشخص مشهور في المدينة كلها لقيامه بهذا الدور الروائي، فيقوم هذا الشخص بحركات مثيرة، فيصعد فوق سطوح المنازل ثم ينزل ثم يصعد، وهو يرقص ويغني مرددا كلمات تدل على فرحه وسروره، والناس المدعوون يبدؤون بالضحك و يدوم هذا حتى الصباح، وكذلك في يوم العرس تجلس النساء، في السرير و الرجال في الركنة وبينهم حجاب طويل، ويقوم النساء يتحريك الحلي، ويرد عليهن وزير السلطان أي العريس فيقول :" هذا الذهب لسيدنا أي للعريس " ويتبادلون بكلمات بينهن حتى وقت متأخر من الصباح، وفي الصباح يخرج العريس وأصحابه، ويجلسون في إحدى الحدائق، ويقوم أحد الأشخاص المعروفين في تلك المناسبات بسرقة الخيط أو حذاء العريس "البلغة " وبعد ذلك يمض العريس و أصحابه بالجري وراء السارق فإذا قبضوه فيضربونه ويعذبونه، وإذا نجى ولم يقبضوا عليه، فيأتي إلى دار العريس، ويعطونه الحلويات من تمر وكاوكاو ويفرحون به وهذان الدوران كان يقومان بهما شخصان معروفان في المدينة.

وبعد مدة طويلة أصبح الزواج وإقامة الأعراس أكبر شأنا ومقاما في مجتمعنا الحالي، حيث ارتفع الصداق بمئات المرات وتعددت الشروط والمطالب وأصبحت الأعراس نوعا من المهرجانات الكبرى، تقام فيها أشهى وأحسن المأكولات والمشروبات وتحييها أفضل الفرق الموسيقية في المدينة، فالعادات والتقاليد القديمة تغيرت تقريبا كلها، ولم يبقى منها إلا البعض التي مازالت بعض الأسر المغناوية المحافظة عليها رغم تغير الزمن.



ج ) - الولادة :

العقم عند النساء عيب ، يفقدهن الحظوة ، فتكون هذه التعيست مجبرات على زيارة القبور وأضرحة الأولياء المشهوريين، فيعلقن خرقا صغيرة هناك، أما النساء الولودات، فمتى رغبن في حمل جديد يهيأن طعاما أيا كان نوعه يضم نسبة كبيرة من رأس الحانوت، فيأكلن هذا الطبق في الوقت الذي يتناسب والإخصاب، ويتم تجنب الحمل مدة سنة، بتناول مقدار من حبات رصاص القنص، ولا تخضع الحامل طول مدة الحمل أي علاج خاص، فهي ترفع الدعاء إلى الله أن يهبها طفلا، هذا الذي سيكون مجيئه إلى هذا العالم مصدر فرحة الأب، ومتى فاجأها المخاض، تستسلم بين يدي عجوز تتغاضى عن العناية الصحية ويمنع دخول الرجال إلى الحجرة، فلا يستثنى الزوج، لكن صخب النساء والصبايا وحتى الأطفال الصغار يزيد في تعذيبها، فهي في حاجة ماسة إلى كثير من الهدوء والسكينة وإذا تعسرت الولادة، تؤمر بشرب الماء الذي غسل الزوج فيه إبهام قدمه اليسرى لتسهيل عملية الولادة.

وقبل أن تلد الزوجة فقد كان زوجها لا يدخل البيت مدة طويلة، ولا يستطيع أن يراها وذلك راجع لشدة حياءه من والديه كما أن أب الزوجة الحامل هو الآخر لا يريد رؤية ابنته فترة طويلة وهذا سواء قبل الولادة أو بعدها لكثرة حياؤه منها، وقد يحكى بأن أحد الذين قد اشتاق رؤية ابنته فذهب إليها - بطبيعة الحال - كانت قد ولدت، وعندما طرق أبوها الباب فتحت ابنته الباب، فوجدت أباها وقد كانت تحمل ابنها على ظهرها، وعندما رأت أباها أخفت ابنها فاتكأت على الحائط بظهرها وهي تحمل ابنها عليه وذلك حتى لا يرى أباها ابنها، وعند رجوع أبيها فقد تذكرت ابنها، لكنها قد وجدته مختنقا كل هذا كان راجعا للحشمة والحياء، كما كان الزوج لا يستطيع الكلام مع زوجته و التحدث إليها أمام أعين والديه، ولا يحمل أبناءه أو يداعبهم، ولا يستطيع الخروج مع زوجته إلى خارج المنزل، كل هذا يرجع إلى شدة الحياء لهذه الأسر القديمة، لكن الحشمة والحياء في مسائل أخرى تكاد تكون جهلا، مثل الزوجة التي تسببت في اختناق طفلها، فهذا يعتبر قمة الجهل.



د ) - العقيقة :

فقد كان في اليوم الثاني من ولادة الزوجة، تستضيف النفساء قريباتها للغذاء، ويأتي دور الأب في اليوم السابع من الولادة، فيذبح شاة وليمة لأصدقائه وأثناء المأذوبة يعرف بالإسم الذي إختاره هو نفسه للمولود. وما كانت تهيأ الأسر المغناوية من أكل عند ولادة الطفل.

فقد كانت الأسرة تصنع أكلا يسما " تقنتا " و" بركوكش " ثم " الزميطة مع زيت الزيتون " وكان هذا في اليوم الأول والثاني وفي الثالث يقيمون كذلك نفس المأكول "بركوكش " مع استدعاء جميع القريبات من النساء، أما في اليوم السادس يغسل فيه الطفل وسمي هذا اليوم " الفتات" وجدته لأبيه هي أولا بحمله في هذا اليوم، وإن لم تكن فجدته لأمه، أما في اليوم السابع فتكون هناك العقيقة، فتذبح فيه الشاة، ولا تشوى فيه الكبد، أي في ذلك اليوم حتى لا يحرق الطفل حسب اعتقادهم، أما رقبة الشاة فلا تأكل، حيث أنه في اعتقادهم حتى تخرج رقبة الطفل طويلة أما النفساء فلا تأكل الرئة.

وشاة العقيقة، هناك من كان يعمل على توضيئها ووضع الملح تحت لسانها وهناك من كان يسرق دم الشاة حتى يستعملونه في أعمال سحرية.


و)- الختان :
وعملية ختان الأطفال كانت واجبة على كل أسرة مغناوية بحكم انتمائها للإسلام، وقد كانت تقام في السنة الثانية حتى السنة الخامسة من عمر الطفل وقد كان يؤتى بالحجام إلى بيت الطفل و بعد عملية الختن يستعمل الأب مادة تدعى "الزرقطون" شبيه بالزعفران كما تهيأ بيضة معه، فهذا الخليط يستعمله الأب لشفاء ابنه، وقد كان يستعمل البيض حتى لا يسيل الدم بكثرة

وقد كان في عيشية يوم العملية، يستضيف فيه الأب أقربائه وأصدقائه، فيرقصون ويفجرون البارود، ويختن الطفل في اليوم الموالي، والعملية يقوم بها مزين، يوضف مقصا لهذه الغاية دون استعمال ضمادة .... ويتكفل الوجهاء بمصاريف ختن الأطفال الفقراء الذين تم ختنهم في نفس الوقت مع ابنه بالمنزل وقد كان يستعمل أثناء الختن كذلك، حيث تضع أحد القربات بيضة في قصعة من الطين، وتبدأ في ضرب تلك البيضة بقصبة طويلة، فتردد كلاما مع كل النساء المدعوين لتلك الوليمة، ولم تتوقف في ضرب القصعة حتى ينتهي الحجام من ختن الطفل، وهناك من يقيم عملية الختان بإقامة الأفراح ودق الطبول وهناك من يعملها سرية وتسمى عندهم "بالسرقة " وهذا موروث عند أجدادهم، فقد تكون هذه العملية سرية، وربما لفقر هذه الأسرة


بعض العادات والتقاليد المرتبطة بالحياة اليومية للأسرة المغناوية :


أ - الذهاب إلى الحمام :

اعتاد سكان المدينة الذهاب إلى الحمام، فلم يكن هناك حمام خاص بالرجال وآخر بالنساء، ولكنه يستعمله الجانبين معا فيكون خاص بالنساء من الصباح إلى غروب الشمس، وخارج هذا الوقت يبقى مفتوحا لرجال، وكانت المياه متوفرة بكثرة ويتردد الرجال على الحمام تقريبا كل أسبوع، أما النساء فيقبلن عليه كل خمسة عشر يوما بالتقريب. أما العامل أو القاضي فلكي يتمكن من الاستحمام بمفرده فإن الحمام يغلق في وجه العموم،

ب - الألعـــاب :

كانت الألعاب مختلفة، حيث نجد لعبة الكرة بالعصي، ثم لعبة تدعى " سرجتو" ثم ركوب الخيل، وهذا نجده بالخصوص خلال الأعراس والولائم " إضافة الى ذلك تجد لعبة المربعات -الشطرنج –ولعبة السيك تاحفيرين آ معيزا، وتتم لعبة السيك بتشكيلة من أربعة أشخاص، إثنين ضد إثنين، والسيك عبارو عن قضبان مقطوعة من صغار فروع الأشجار المغلوقة من الوسط وترمى في الهواء وحين تنزل على الأرض يكون سقوطها إما على واجهة القشرة أو على اللحاء، فتسجل نقطة عند ظهور واجهة خشبية وثلاث لحائية، وأربعة نقط عند أربع واجهات خشبية وست نقط عند أربع واجهات لحائية أما باقي الأقداح فتعتبر سلبية ويسجل الاعب نقطة التى حصل عليها بطريقة النقل ... وتتكون لعبة تاحفيرين من ثماني حفر على الأرض مرتبة الى صفين متوازيين، ولكل منهما ست حصيات ينقل الاعب الحصيات وفق قاعدة اللعبة، وتتم بطريقة رفع الحصي في أسرع وقت ممكن أما لعبة آمعيزا فهي لعبة أكثر شبها بلعبة تا حفيرين لكن الحفر لا تتضمن إلا أربع حصيان وتنقل مع الإجتهاد على ترتيبها الى أربعة أحجار داخل كل حفرة قصد الحصول على معيزا.



ج - موسم الزرع والحصاد :

لقد كان يتم حرث الأرض بطرق تقليدية، ولقد كانت هناك أراضي بورية وخاصة البعيدة عن منابع المياه وتعتمد على الأمطار فقط، وأراضي سقوية تعتمد على المياه وادي المويلح ومياه جوفية ولقد كانت الأراضي والحقول المحيطة بالمدينة تأخذ مياهها من ساقية سيدي يحى وبني بحدل ويوزع الماء بين هذه المزارع بطرق متعادلة، حيث أن توزيعه كان ينضبط بتوقيت معين، وهذا النظام التوزيعي للماء أصبح عادة عند الفلاحين. وكان كل شيء يزرع في هذه الحقول من قمح وشعير وخضر، ويعتني بها الفلاحون منذ البداية الى نضجها، فيستخدم جماعة من العمال حيث يتم جلبهم من مكان يوجد خارج المدينة يسمى " المرفق ".

وخلال فترات الجفاف، حيث كانت ظاهرة " غونجة " وظيفتها طلب الغيث وهي لا تختلف عن الإستسقاء إلا من حيث المصدر بإعتبار أن هذا الأخير عرف ديني " صلاة الإستسقاء ورث عن النبي صلى الله عليه وسلم . وغونجة هو إسم يطلق على تمثال يأخذ شكل عمودي يكسى ثوبا يزين فيصبح دمية وكأنها عروس، تحملها إمرأة مسنة على رأس قصبة ويتبعها الأطفال في موكب، يطوفون بالمنازل ويجمعون العطاءات، تتخلل هذا الطواف عبارات على شكل أدعية، وينتهي الطواف بالجوء الى ضريح من الأضرحة أو كتاب من الكتاتبي الموجودة بالمداشر حيث يهيأ طعام من العطاءات التي جمعت، في أكل الجميع ويختم الحفل بالدعاء الى الله طلبا للمطر، إن " غونجة " التمثال قد إندثرت في كثير من المناطق لكن من جهة اللفظ بقي حاضرا وكثيرا ما يردد أثناء فترات الجفاف.


د ــ زيارة الأضرحة :

إن زيارة الأضرحة عادة قديمة جدا حيث عاهد سكان مدينة مغنية الذهاب الى الأضرحة أو ما يسمى عند العامة بالأولياء الصالحين، ويوم الزيارة تقريبا هي الخميس وحسب إعتقادات السكان كان التبرك بالوالي أو الضريح يشفي من العديد من الأمراض، فضريح سيدي الحاج قدور مثلا يذهب سكان مدينة مغنية اليه وخاصة الشجرة، الموجودة أمامه فيحتك عليها خاصة مرضى الظهر أو الروماتيزم ثم ضريح لالة مغنية يذهب اليه خاصة ناس المصابون بالعين والحسد فقد إعتاد سكان المدينة من الذهاب الى هذه الأضرحة سواءا لشفاء أو الى التنزه وإقامة ولائم صغيرة وذلك بذبح ديك على الضريح، وان الزيارة لم تقتصر على الوالي فقط وإنما يذهب هؤلاء لترحم على موتاهم آخذين معهم التمر بالخصوص لتصدق به على الفقراء.

إن أشهر موسم هو وعدة سيدي أمحمد الواسيني الذي يبعد حوالي 10 كلم على المدينة هذه المناسبة تقام كل سنة في آخر مطلع فصل الخريف وتدوم على الأقل ثلاثة أيام تلتقي فيها كل عشائر بني واسين فتضرب الخيام بقرب ضريح الولي الصالح سيدي أمحمد الواسيني وكل عائلة تذبح شاة وتطهي الطعام للزوار والطلبة الضيوف والملاحظ على هذه الوعدة أو الموسم أنها تتميز بطابعين .

· الطابع الديني : ويتمثل في التكافل الصلح بين القبائل المتخاصمة، التضامن، والتراحم، والتآخي، التبرك بالولي الصالح والإكثار من تلاوة القرآن والمدائح والأدعية ...

· الطابع الثاني وهو ترفيهي بحيث تقام حفلة كبرى تنشطها فرق فلكلورية وفرق فروسية لتباري والتنافس والترويح عن النفس، ويختم الموسم أو الوعدة بخاتمة جامعة يتذرع فيها الحاضرون إلى الله عز وجل بالدعاء والتكبير والتسبيح .

يحيى وهو خاص بأهل أنجاد فقط حيث يجتمعون سنويا قرب ضريح سيدي يحيى لإحياء الموسم ويدوم ثلاثة أيام وتذبح فيه الأغنام وتقام فيه الحفلات، وبذلك تغيرت السمة الحقيقية لهذا الموسم، من موسم كان هدفه إقتصادي الى موسم هدفه الترويح عن النفس.



ع - انتشار ظاهرة الخميسة :

هذه " الخميسة " التي كانت تعلق في أعناق الفتيات أو التي تعلق على أبواب المنازل والهدف من تعليقها هو تجنب النحس والعين كما كان منتشرا في الأوساط الشعبية، والمهم في هذه الظاهرة هو إثبات آلية التفكير أي العقل المنتج لهذه الظاهرة وهو عقل إنساني بالدرجة الأولى، وانتشار هذه الظاهرة مازال إلى يومنا هذا، حيث نلاحظها على مختلف المنازل .



س ــ ظاهرة سونة :

اسم "سونة" كما يرجح من إسم عزونة، وهو إسم شخصي للمرأة التي تقوم بإسم دور عزونة، ونعتقد أن الإسم قد تطور من عزونة الى سونة إسطلاحا نظرا للموقع الذي تحتله عزونة المرأة بين أفراد الفرقة وهذه الظاهرة تختص بها المنطقة، وأعضاء الفرقة يلبسون جلود مايذبح من أضحيات العيد، ويتزينون بأصداف الحلزون وأطباق قديمة وأواني معدنية غير صالحة للإستعمال تتدلى من رأوسهم وصدورهم ويضربون عليها بعصيهم، ويلبسون الثياب البالية والمثيرة، ويضعون على وجوههم لحي مزيفة مصنوعة من مخلات الخروف أو الحمار، وتتكون الفرقة من ستة أو سبعة أشخاص هم " اليهودي " و" باشيخ " و" عزونة" ثم مرافقوهم ويصحب الفرقة عازفون على المزمار ومن يضرب على آلة البندير وبطبع أن الفرجة تبدأ إلا بعدما يتأكد كل أعضاء الفرقة من وجود رخصة السلطات المحلية، وبعد صلاة الظهر عيد الأضحى تبدأ الفرجة بالصخب والتهريج والرقص والغناء ويمتد الحفل ليشمل الشوارع والأحياء والمداشر، ولا يتوقف إلا عند الهزيع الأخير من الليل، ليستمر صباح الغد مع أغنية " سونة أبغات الكديد " التي تكررها كل فرق هذه الظاهرة .

ونظرا لشعبية هذه الظاهرة، فقد كانت تحظى بجمهور عريض، فسونة فرجة شعبية، تعتمد على تقليد اليهود في أزيائهم ولغتهم وحركاتهم وأعمالهم، لتلك نجد أعضاءها يلبسون الثياب الرثة والمثيرة ويقومون بأحقر الأعمال أما مضمون هذه العادت فيتمثل في قصة تحكي علاقة " باشيخ " وجماعته اليهودية وجماعته أيضا، فاليهودي يخطف عزونة زوجة باشيخ، ويأتي هذا الأخير مع جماعته لإسترجاع المرأة غير أن اليهودي يصر على بقائها، والهدف من إختطاف عزونة يكمن في العامل الإقتصادي في بسط النفوذ .

والهدف من تقليد اليهود في عاداتهم وتقاليدهم ليس هو حب في ماكانوا يقومون به ولكن الهدف من ذلك السخرية والإستهزاء من اليهود، وأن اليهود تقريبا كانوا موجوديين في كل المدن الجزائرية وخاصة الجهة الغربية من الجزائر، ومدينة مغنية كان يعيش بها مجموعة كبيرة من اليهود وكانت هناك مقبرة خاصة بهم توجد بالمدينة، وبذلك فقد أثروا ولو بشكل قليل في المجتمع الإسلامي بمدينة مغنية بعاداتهم وتقاليدهم وهذا ليس بالغريب علينا إذا ما تذكرنا الفترة الزمنية التي عاشتها الجالية اليهودية بمغنية بين المساكين وما تميز به طرفان من تعايش سلمي وعلاقة جيدة.









 


رد مع اقتباس
قديم 2009-09-22, 13:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
يوسف المدريدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية يوسف المدريدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع الرائع والمفيد،بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير نتمنى لك المواصلةوالمزيد من المواضيع الرائعة.
مدينة مغنية من اروع واحسن وابهى المدن الجزائرية لقد زرتهاوابهرت .










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc