عندما نتمتع بالصحة، نادرا ما نفكّر بحالنا عندما نمرض. لكن متى أصبنا بالمرض، يصبح كلّ ما نفكّر به هو استعادة صحتنا مرة ثانية.
مهما كان حجم الثروة التي قمنا بتجميعها في هذا العالم، تصبح عديمة الفائدة إذا فقدنا الصحة الجيدة. كلنا نعرف في أعماقنا،بأنّنا سنصبح مجرد حفنة من التراب بعد أن تنتهي الحياة.
في ضوء ذلك، ما الذي يصبح مهما ؟ هذا هو السؤال المثير. قد تقول المال، ولكننا لا نستطيع أخذه معنا عندما نموت. ولا يمكن أن يكون المهم ممتلكاتنا أو عقاراتنا لأننا، مرة أخرى، لا نستطيع أخذها معنا. فامتلاك المال والممتلكات أمر مؤقت جدا. وهذه الأشياء لن تعود مهمة لنا بعد أن نموت.
بعض الأشخاص قد يتجهون إلى العلاقات عندما يدركون هذا، ويشعرون بأنّ العائلة والأصدقاء يجب أن يكونوا الشيء الأكثر أهمية في حياتهم. مع ذلك، نحن سنفقد الاتصال مع العائلة والأصدقاء عندما نتوفّى أيضا.
بعض الناس يموتون وبعد ذلك يرجعون، وتعرف هذه الظاهرة بتجربة "على وشك الموت". ويتحدّث العديد من أولئك الناس عن ما رأوا في حالة الموت. يتحدّثون أيضا عن شعور رائع تقريبا. البعض فقط يقولون بأنه مكان سيئ جدا، لكن الأغلبية تشعر بالارتياح. فهم لا يشعرون بألم أو معاناة أجسامهم.
في تجربة الموت الوشيك، يتكلم العديد حول عملية مراجعة الحياة، حيث يرون كامل حياتهم تمر أمامهم. الأشياء الجيدة التي قاموا بها والسيئة أيضا. بالإضافة يرون كم أثرت أعمالهم وكلماتهم على الآخرين أيضا. على ما يبدو من المؤلم جدا معرفة كم آذينا الآخرين وسبّبنا لهم الألم.
كما يروا الأشياء الجيدة التي قاموا بها. وفقا لسيدة مرت بهذه التجربة قالت بأنّ أهمّ حدث في حياتها حصل عندما كانت بنتا صغيرة. قالت بأنّ هذا العمل كان حمل وردة بيدها وإعطائها حب غير مشروط. هذه هي، من كل حياتها، أكثر ما اثر بها كانت تلك الوردة.
في ضوء ذلك، يمكننا أن نستنتج بأنّ المهم قد لا يكون من نحن ولكن كيف عاملنا الآخرين في هذه الحياة. لذا، عندما نتأمّل حياتنا ونضع أهدافنا، لعلها فكرة جيدة أن نفكّر بشأن الآخرين أولا.
الحياة ليست مؤقتة، لكن الحياة على الأرض مؤقتة. فكيف سنواجه كلّ أولئك الناس الذين أسئنا إليهم، عندما تنتهي هذه الحياة الفانية؟ لذا تأمل، أن تقوم بأشياء يمكن أن تجعلك تشعر بالرضا والسعادة.