حكم العذر بالجهل في العقيدة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكم العذر بالجهل في العقيدة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-09, 18:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
miramer
عضو محترف
 
الصورة الرمزية miramer
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي حكم العذر بالجهل في العقيدة

حكم العذر بالجهل في العقيدة
ما رأي سماحتكم في مسألة العذر بالجهل، وخاصة في أمر العقيدة، وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيراً؟



العقيدة أهم الأمور وهي أعظم واجب، وحقيقتها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة، والشهادة له بذلك، وهي شهادة أن لا إله إلا الله يشهد المؤمن بأنه لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى، والشهادة بأن محمداً رسول الله أرسله الله إلى الثقلين الجن والإنس، وهو خاتم الأنبياء، كل هذا لا بد منه، وهذا من صلب العقيدة، فلا بد من هذا في حق الرجال والنساء جميعاً، وهو أساس الدين وأساس الملة، كما يجب الإيمان بما أخبر الله به ورسوله من أمر القيامة، والجنة والنار، والحساب والجزاء، ونشر الصحف، وأخذها باليمين أو الشمال، ووزن الأعمال... إلى غير ذلك مما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. فالجهل بهذا لا يكون عذراً بل يجب عليه أن يتعلم هذا الأمر وأن يتبصر فيه، ولا يعذر بقوله إني جاهل بمثل هذه الأمور، وهو بين المسلمين وقد بلغه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وهذا يسمى معرضا، ويسمى غافلاً ومتجاهلاً لهذا الأمر العظيم، فلا يعذر، كما قال الله سبحانه: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا[1]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ[2]، وقال تعالى في أمثالهم: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ[3]، إلى أمثال هذه الآيات العظيمة التي لم يعذر فيها سبحانه الظالمين بجهلهم وإعراضهم وغفلتهم، أما من كان بعيداً عن المسلمين في أطراف البلاد التي ليس فيها مسلمون ولم يبلغه القرآن والسنة فهذا معذور، وحكمه حكم أهل الفترة إذا مات على هذه الحالة الذين يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب وأطاع الأمر دخل الجنة ومن عصا دخل النار، أما المسائل التي قد تخفى في بعض الأحيان على بعض الناس كبعض أحكام الصلاة أو بعض أحكام الزكاة أو بعض أحكام الحج، هذه قد يعذر فيها بالجهل. ولا حرج في ذلك؛ لأنها تخفى على كثير من الناس وليس كل واحد يستطيع الفقه فيها، فأمر هذه المسائل أسهل. والواجب على المؤمن أن يتعلم ويتفقه في الدين ويسأل أهل العلم، كما قال الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[4] ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لقوم أفتوا بغير علم: ((ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال))[5]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[6] فالواجب على الرجال والنساء من المسلمين التفقه في الدين والسؤال عما أشكل عليهم، وعدم السكوت على الجهل، وعدم الإعراض، وعدم الغفلة؛ لأنهم خلقوا ليعبدوا الله ويطيعوه سبحانه وتعالى ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، والعلم لا يحصل بالغفلة والإعراض؛ بل لا بد من طلب للعلم، ولا بد من السؤال لأهل العلم حتى يتعلم الجاهل.
[1] سورة الفرقان الآية 44.

[2] سورة الأعراف الآية 179.

[3] سورة الأعراف الآية 30.

[4] سورة النحل الآية 43.

[5] رواه أبو داود في الطهارة برقم 284.

[6] رواه البخاري في العلم برقم 69، ومسلم في الزكاة برقم 1719.



مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.








 


قديم 2012-03-09, 19:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العُذرُ بالجَهل

عند أئمةِ الدَّعوة

- رحمهم الله تعالى-



كتبه :

رشيد بن أحمد عويش المغربي

-غفر الله له ولوالديه وللمسلمين-


بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ الحمد للّه نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) آل عمران: ١٠٢ .

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء: ١.

( يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله و قولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعمالكم وَيَغفر لَكُم ذُنُو بَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً ) الأحزاب: ٧٠ - ٧١.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلَّم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

إن قضية تكفير المعيّن من أخطر القضايا التي عاشتها الأمة الإسلامية منذ عصر الصحابة إلى يومنا هذا فقد ظهرت فرقة الخوارج في أوائل زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان وفي زمن خلافة علي بن أبي طالب الخليفة الراشد - رضي اللّه عنهما - وكفّروه وحاربوه ظلماً وعدواناً وكفّروا صحابة رسول اللّه والمسلمين الذين كانوا معه بل قتلوا بعضهم. وتتابعت الفرق ظهوراً بعد فرقة الخوارج إلى زمننا هذا، فأما أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فقد هداهم اللّه إلى الحق ووفقهم للزومه وكانوا وسطاً بين الغالي فيه والجافي عنه، وهذه الفرقة - أي الخوارج- قد أصلت منهجها الخطير في تكفير المسلمين فتصدى لهؤلاء أئمة من أهل الحق بيّنوا زيفهم وباطلهم بأدلة ناصعة واضحة منذ زمن الصحابة إلى يومنا هذا، ومن ضمن أولئك الأئمة الذين هم على الحق أئمة الدعوة وعلى رأسهم شَيخ الإسلام المجدّد لمعالم الدين محمد بن عبد الوهاب التميمي -رحمه اللّه رحمة واسعة-، فقد بيّنوا - رحمهم اللّه - منهجهم في تكفير المعيّن وأنهم سائرون في ذلك على منهج السلفي الصالح فأوردت بعض نصوصهم في وجوب " إقامة الحجة على المعيّن قبل تكفيره " على قدر المستطاع و لم أستوعبها كلها لعدم توفر المصادر العلمية لديّ، وقد نقلت عنهم - رحمهم اللّه - أكثر من ثلاثين نصاً من كلامهم، وهذا - إن شاء اللّه- يكون كافياً شافياً لإخواننا الذين فهموا كلام أئمة الدعوة فهماً خاطئاً - واللّه يغفر للجميع- ، وختمت هذه الرسالة ببيان الحق في مسألة " فهم الحجة " وبيّنت أن منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب وسائر أئمة الدعوة أنهم كانوا يرون اشتراط فهم الحجة وأنهم في ذلك متبعون لا مبتدعون، ونقلت تعليقاً لمحمد رشَيد رضا على كلام الشيخ أبا بطين - رحمه اللّه- به يزول كثير من الإشكالات في هذه المسألة، وأن مذهب المحققين من أهل العلم والحديث أنه لا بد مع قيام الحجة من فهمها .

والذي دفعني إلى جمع كلامهم -رحمهم اللّه- الدفاع عنهم إذ نُسب إليهم غير ما يعتقدون مما سطرّوه ودوّنوه في كتبهم.

وأسأل اللّه رب العرش العظيم أن يجعل هذه الرسالة مباركة وخالصة لوجهه الكريم ودفاعاً عن هؤلاء الأعلام إن ربنا لسميع الدعاء.

قال الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي - رحمه اللّه- في بيان عقيدته قائلاً :
.... حمل الملف منسقاً على (بي دي أف) :

( أدخل موقع التحميل : اضغط هنا لتحميل الملف = يمين الفأرة = حفظ الهدف باسم ) :

https://www.gulfup.co....php?id=3992509










قديم 2012-03-12, 10:57   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابوزيدالجزائري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ابوزيدالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي الكريم دعك و النقل عن المغمورين الذين لم يعرفوا بثني الركب لدى المشايخ و لا بدراسة العقيدة من مصادرها الأصلية ، هذا المغربي قد تغافل عن كثير من النقول ، و وقع في خلط عجيب حيث جعل العذر بالجهل في الأصول التي لا يقوم الاسلام الا بها كالعذر بالجهل في باقي مسائل الدين ، و أنا كنت قد قمت ببحث جمعت فيه كلام أئمة الدعوة الواضح و الصريح في المسألة فجمعت أضعاف ما أتى به ثم عدلت عن نشره لأني لست أهلا للكتابة في هذا الموضوع و لكني أحيلك على :

1-مفيد المستفيد للعلامة الامام محمد بن عبد الوهاب.
2-كشف الأوهام و الالتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس.

3-كشف الشبهتين .كلاهما للعلامة سليمان بن سحمان.
4-فتيتان في تكفير الجهمية و القبورية .لمجموعة من علماء الدعوة النجدية.
5-تكفير المعين للعلامة اسحاق بن عبد اللطيف .
6-الأدلة والبراهين على عدم العذر بالجهل في أصول الدين لعبد الرحمان بن حسن.-
7-الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد.
8-عارض الجهل للراشد تقديم الفوزان.
9-ضوابط تكفير المعين للراشد تقديم الفوزان.
10-توجيه الاستدلال للشيخ فركوس.
11-الجهل و العذر به للفوزان.










قديم 2012-03-12, 10:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابوزيدالجزائري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ابوزيدالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجهل والعذر به

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد كثر في هذا الوقت الكلام في العذر بالجهل مما سبب في الناس تهاونًا في الدين، وصار كل يتناول البحث والتأليف فيه مما أحدث جدلًا وتعاديًا من بعض الناس في حق البعض الآخر.
ولو ردوا هذه المسألة إلى كتاب الله وسنة رسوله وإلى أهل العلم لزال الإشكال واتضح الحق كما قال الله تعالى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء: 83]، وإذًا لسلمنا من هذه المؤلفات والبحوث المتلاطمة التي تحدث الفوضى العلمية التي نحن في غنى عنها، فالجهل هو عدم العلم وكان الناس قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء، فلما بعث الله هذا الرسول وأنزل هذا الكتاب زالت الجاهلية العامة، ولله الحمد، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الجمعة: 7]، فالجاهلية العامة زالت ببعثته صلى الله عليه وسلم أما الجاهلية الخاصة قد يبقى شيء منها في بعض الناس ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، والجهل على قسمين: جهل بسيط وجهل مركب فالجهل البسيط هو الذي يعرف صاحبه أنه جاهل فيطلب العلم ويقبل التوجيه الصحيح.
والجاهل المركب هو الذي لا يعرف صاحبه أنه جاهل، بل يظن أنه عالم فلا يقبل التوجيه الصحيح وهذا أشد أنواع الجهل، والجهل الذي يعذر به صاحبه هو الجهل الذي لا يمكن زواله لكون صاحبه يعيش منقطعًا عن العالم لا يسمع شيئًا من العلم وليس عنده من يعلمه فهذا إذا مات على حاله فإنه يعتبر من أصحاب الفترة قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء: 15]، والجهل الذي لا يعذر به صاحبه هو الجهل الذي يمكن زواله لو سعى صاحبه في إزالته مثل الذي يسمع أو يقرأ القرآن وهو عربي يعرف لغة القرآن فهذا لا يعذر في بقائه على جهله لأنه بلغة القرآن بلغته والله تعالى يقول: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام: 19]، فالذي بلغه القرآن ووصلت إليه الدعوة والنهي عن الشرك الأكبر لا يعذر إذا استمر على الشرك أو استمر على الزنا أو الربا أو نكاح المحارم أو أكل الميتة وأكل لحم الخنزير وشرب الخمر أو أكل أموال الناس بالباطل أو ترك الصلاة أو منع الزكاة أو امتنع عن الحج وهو يستطيعه لأن هذه أمور ظاهرة وتحريمها أو وجوبها قاطع وإنما يعذر بالجهل في الأمور الخفية حتى يبين له حكمها، فالعذر بالجهل فيه تفصيل:
أولًا: يعذر بالجهل من لم تبلغه الدعوة ولم يبلغه القرآن ويكون حكمه أنه من أصحاب الفترة.
ثانيًا: لا يعذر من بلغته الدعوة وبلغة القرآن في مخالفة الأمور الظاهرة كالشرك وفعل الكبائر لأنه قامت عليه الحجة وبلغته الرسالة، وبإمكانه أن يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، ويسمع القرآن والدروس والمحاضرات في وسائل الإعلام.
ثالثًا: يعذر بالجهل في الأمور الخفية التي تحتاج إلى بيان حتى تبين له حكمها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد ستبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"، فالحلال بين يؤخذ والحرام البين يتجنب والمختلف فيه يتوقف فيه حتى يتبين حكمه بالبحث وسؤال أهل العلم.
فالجاهل يجب عليه أن يسأل أهل العلم فلا يعذر ببقائه على جهله وعنده من يعلمه قال الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل: 13]، فيجب على الجاهل أن يسأل ويجب على العالم أن يبين ولا يكتم، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ* إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 159-160]، ولا يجوز للمتعالم وهو الجاهل المركب أن يتكلم في هذه الأمور بغير علم، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والإخلاص في القول والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
20 / 3 / 1432هـ









قديم 2012-03-13, 11:26   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابوزيدالجزائري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ابوزيدالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام للعلامة الفوزان :


السؤال : حدثونا عن فضل التوحيد ، وهل من وقع في الشرك الأكبر وهو جاهل طول عمره يفعل هذا ومات عليه ، هل يُعذر بالجهل ، وما هو ضابط الجهل بالعذر ؟


الجواب : فضل التوحيد فضلٌ عظيم ، لأنه يُخرج من الكفر والشرك إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة ، فيعيش المسلم على عبادة الله ، وعلى نورٍ من الله سبحانه وتعالى ، وكل ما عمل من خير فإنه يثاب عليه ويؤجر عليه مع التوحيد ، وأما المشرك فلا يُقبل له عمل ، ولا ينفعه عملٌ صالح ما دام على الشرك ، فهذا يدل على فضل التوحيد ، ومن أعظم فضائل التوحيد أنه يُنجيك من النار ويُدخلك الجنة يوم القيامة ، فتكون من أهل الجنة ، بخلاف المشرك فإنه يكون من أهل النار ، (إنه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) ، وبعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن الكريم والسنة النبوية ووجود العلم والعلماء زال الجهل والحمدلله ، فالذي يعيش مع المسلمين ويقرأ القرآن ويسمع الأحاديث والخطب والمواعظ والمحاضرات والدروس هذا لا يجهل أمر الشرك ، الشرك من الأمور الظاهرة الواضحة التي توعد الله عليها بأشد الوعيد ، فأمره واضح جلي ، فالذي يعيش مع المسلمين ويسمع القرآن ويسمع الأحاديث والنصوص ، ويسمع البرامج الإعلامية في العقيدة ، هذا بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة ، فلا يُعذر ببقائه على الجهل وعلى الشرك في أمرٍ ظاهر واضح ، إنما يُعذر بالجهل من عاش بعيداً عن المسلمين ، ولم يسمع القرآن ولم يسمع شيئاً من العلم ، فهذا هو الذي يُعذر بالجهل ويكون مثل أصحاب الفترة الذين يُوكل أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى ، وهذا قليلٌ في الناس خصوصاً الآن بعدما قويت وسائل الإعلام وبلغت المشارق والمغارب ، فصار كلٌ يسمعها ، وكلٌ يقرأها ، وهذا من حكمة الله لإقامة الحجة ، كان الإسلام في الأول ينتشر بالجهاد والدعوة إلى الله ، ولما ضعُف الجهاد أو قل أو انعدم ، وضعُفت الدعوة إلى الله على بصيرة ، صارت وسائل الإعلام مما أقام الله بها الحجة على عباده ، فلا يبقى أحدٌ لا يدري عن الشرك وعن التوحيد وعن الجنة وعن النار ، لا أحد يجهل تحريم الزنا ، لا أحد يجهل تحريم الشرك ، لا أحد يجهل تحريم الربا ، لا أحد يجهل تحريم الخمر والمسكرات ، هذه أمورٌ واضحة ، ولا أحد يجهل تحريم قتل النفوس بغير حق ، هذه كلها أمورٌ واضحة ، فلا يُعذر الإنسان بدعوى الجهل فيها لأنها واضحة والإنسان يسمعها ويقرأها ، ويعيش في مجتمعٍ مسلم ، فكيف يدَّعي أنه جاهل ، فهذا لا يُعذر بالجهل ، إلى متى الجهل ؟ ، وهذا بإمكانه أن يسأل ، بإمكانه أن يتعلم ، فيزول جهله ، ولكنه قصَّر وفرط ، فهو الملوم فيهذا .
https://www.alfawzan.af.org.sa/node/13595

لا حظ جعل المشرك الجاهل الذي لم تصله الحجة في حكم أهل الفترة و لم يجعله مسلما .










قديم 2012-03-13, 18:09   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سفير النوايا الحسنة
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام ثاني أفضل مشارك في الدورة 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير










قديم 2012-03-16, 19:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
wassim.ra
عضو جديد
 
الصورة الرمزية wassim.ra
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكوووووووووور على الموضوع المهم









قديم 2012-12-30, 18:00   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
miramer
عضو محترف
 
الصورة الرمزية miramer
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










قديم 2012-12-31, 14:52   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
batman78
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










قديم 2012-12-31, 15:21   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نسمة 16
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نسمة 16
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2012-12-31, 18:59   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
miramer
عضو محترف
 
الصورة الرمزية miramer
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة batman78 مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
آمين وجزاكم الرحمن بالمثل وأكثر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمة 16 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك

آمين وفيكم بارك الرحمن









قديم 2012-12-31, 21:47   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الطيب الشريف
مشرف منتدى الترحيب، التعارف و التهاني
 
الصورة الرمزية الطيب الشريف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا.










قديم 2013-01-01, 18:34   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
miramer
عضو محترف
 
الصورة الرمزية miramer
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

آمين وفيكم بارك الرحمن










قديم 2013-01-01, 18:43   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
مهدي الباتني
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miramer مشاهدة المشاركة
حكم العذر بالجهل في العقيدة
ما رأي سماحتكم في مسألة العذر بالجهل، وخاصة في أمر العقيدة، وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيراً؟



العقيدة أهم الأمور وهي أعظم واجب، وحقيقتها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة، والشهادة له بذلك، وهي شهادة أن لا إله إلا الله يشهد المؤمن بأنه لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى، والشهادة بأن محمداً رسول الله أرسله الله إلى الثقلين الجن والإنس، وهو خاتم الأنبياء، كل هذا لا بد منه، وهذا من صلب العقيدة، فلا بد من هذا في حق الرجال والنساء جميعاً، وهو أساس الدين وأساس الملة، كما يجب الإيمان بما أخبر الله به ورسوله من أمر القيامة، والجنة والنار، والحساب والجزاء، ونشر الصحف، وأخذها باليمين أو الشمال، ووزن الأعمال... إلى غير ذلك مما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. فالجهل بهذا لا يكون عذراً بل يجب عليه أن يتعلم هذا الأمر وأن يتبصر فيه، ولا يعذر بقوله إني جاهل بمثل هذه الأمور، وهو بين المسلمين وقد بلغه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وهذا يسمى معرضا، ويسمى غافلاً ومتجاهلاً لهذا الأمر العظيم، فلا يعذر، كما قال الله سبحانه: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا[1]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ[2]، وقال تعالى في أمثالهم: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ[3]، إلى أمثال هذه الآيات العظيمة التي لم يعذر فيها سبحانه الظالمين بجهلهم وإعراضهم وغفلتهم، أما من كان بعيداً عن المسلمين في أطراف البلاد التي ليس فيها مسلمون ولم يبلغه القرآن والسنة فهذا معذور، وحكمه حكم أهل الفترة إذا مات على هذه الحالة الذين يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب وأطاع الأمر دخل الجنة ومن عصا دخل النار، أما المسائل التي قد تخفى في بعض الأحيان على بعض الناس كبعض أحكام الصلاة أو بعض أحكام الزكاة أو بعض أحكام الحج، هذه قد يعذر فيها بالجهل. ولا حرج في ذلك؛ لأنها تخفى على كثير من الناس وليس كل واحد يستطيع الفقه فيها، فأمر هذه المسائل أسهل. والواجب على المؤمن أن يتعلم ويتفقه في الدين ويسأل أهل العلم، كما قال الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[4] ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لقوم أفتوا بغير علم: ((ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال))[5]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[6] فالواجب على الرجال والنساء من المسلمين التفقه في الدين والسؤال عما أشكل عليهم، وعدم السكوت على الجهل، وعدم الإعراض، وعدم الغفلة؛ لأنهم خلقوا ليعبدوا الله ويطيعوه سبحانه وتعالى ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، والعلم لا يحصل بالغفلة والإعراض؛ بل لا بد من طلب للعلم، ولا بد من السؤال لأهل العلم حتى يتعلم الجاهل.
[1] سورة الفرقان الآية 44.

[2] سورة الأعراف الآية 179.

[3] سورة الأعراف الآية 30.

[4] سورة النحل الآية 43.

[5] رواه أبو داود في الطهارة برقم 284.

[6] رواه البخاري في العلم برقم 69، ومسلم في الزكاة برقم 1719.



مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.
احذورا الحدادية فهي تعقد ان من يعمل بقاعدة الجهل والعذر به

هو جهمي والعياذ بالله
والعثيمين وبن باز والالباني عندهم جهمي

الله المستعان









قديم 2013-01-01, 19:56   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
حسن بدر الدين
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
العذر, العقدية, بالجهل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc