لماذا تأخر النصر عن سوريا ؟ للشيخ إياد قنيبي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لماذا تأخر النصر عن سوريا ؟ للشيخ إياد قنيبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-17, 09:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Unknown0
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي لماذا تأخر النصر عن سوريا ؟ للشيخ إياد قنيبي

1- ويتخذ منكم شهداء

لماذا تأخر النصر عن سوريا؟ سؤال يرد على ذهن كثير منا. وأود بداية أن أصحح السؤال. فالنصر في سوريا لم يتأخر. النصر في سوريا يولد كل يوم وينمو كل يوم. فنحن كمسلمين نؤمن بالآخرة نُعرف النصر بتعريف الله عز وجل له. قال الله تعالى: ((فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز))، والذين يُقتلون على الإيمان من أهلنا في سوريا هم بهذا المعنى الآن إن شاء الله فائزون منتصرون.

أهل الأخدود عذبوا وحرقوا أحياء، ومع ذلك قال الله تعالى في سورة البروج التي تتحدث عن مصيرهم: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير))، ولهذا فالذين يعذبون ويقتلون من أهلنا في سوريا هم الآن إن شاء الله فائزون منتصرون.

في الحديث الذي رواه البخاري أن حرام بن ملحان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم طعنه مشرك غدرا برمح في ظهره نفذ من صدره، فجعل حرام يضع يده على الدم ويمسح به وجهه وهو يقول: فزت وربِّ الكعبة، فزت وربِّ الكعبة.

فأهم أشكال الفوز والنصر في ديننا أن تموت وأنت ثابت على دينك. فالذين يقتل من أهلنا في سوريا ثابتين على دينهم هم فائزون منتصرون. ولهذا نقول أن النصر يولد كل يوم.

لذا دعونا نصحح السؤال ونقول: لماذا طال البلاء في سوريا؟

إخواني وأخواتي لله تعالى الحكمة التامة. تعالوا نتأمل بعض الحكم الظاهرة لتطويل البلاء على أهل سوريا:

1) ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) ومن أشكال العبادة أن نُعاني ونصبر ونموت في سبيل الله. فالذي يحدث في سوريا هو الأصل وليس شذوذا عن القاعدة. فالله لم يخلقنا الله لنأكل ونشرب وننام ثم نموت، بل ليختبرنا...

لم يخلقنا ربنا عبثا حتى يتركنا هكذا دون اختبار: ((أم حسبتم أن تُتركوا))...أي: (مهملين، لا نختبركم بأمور يظهر فيها الصادق من الكاذب)...(( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)).

((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذبين))

هذه حقيقة نغفل عنها في غمرة الحياة فنظن أن الأصل أن نأكل ونشرب ونتمتع وتَسلم لنا أموالنا وأهلنا...لا يا إخواني، ما لهذا خُلقنا. ولهذا ينبه الله تعالى بمثل هذا المطلع: ((أم حسبتم أن تُتركوا))، ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا))...لن نُترك، فالله تعالى ما خلقنا عبثا بل: ((هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)).

بل عندما نرى آلافا من إخواننا وأخواتنا يُقتلون ننسى أمرا مهما جدا، وهو أن اصطفاء الشهداء مقصود لذاته. الله تعالى يريد أن يتخذ من عباده شهداء: ((وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء)). لاحظ: يغير الله تعالى موازين القوى حتى يتغلب الكفار فيجاهدَهم المؤمنون فتسفك دماء في سبيله تعالى، فهذا أرقى أشكال العبودية. إن كان الله تعالى يحب أن يُتقرب إليه بإهراق دم الأضاحي، كما قال رسول الله: ((ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم))، فما بالك عندما يقبل المسلم أن يراق دمه في سبيل الله. فاصطفاء الشهداء مطلب في ذاته.

هذا معنى ننساه ونحن نتحسر على آلاف الشباب الذين يقتلون في بلاد الشام ويقول بعضنا: ذهب دمهم هدرا، ولا والله –إن شاء الله- ما ذهب هدرا ما داموا قد قُتلوا من أجل دينهم وماتوا ثابتين عليه. لم يضيعوا سدىً، بل اتخذهم الله لنفسه.

ولاحظ التعبير: ((ويتخذ منكم)) أي: لنفسه سبحانه ((شهداء)). تصور صندوقا يُعرض عليك فتزهد في كل ما فيه إلا جوهرة نفيسة تتخذها لنفسك وتقول هذه نصيبي وحصتي. ولله المثل الأعلى: ماذا يريد الله بالدنيا وما فيها؟! هي كلها بزينتها وجمالها وثرواتها لا تَزِن عند الله جناح بعوضة...إنما يتخذ منها لنفسه ويؤيي إلى كنفه: الشهداء.

إذن فهذه الحكمة الأولى: أن الله ما خلق الناس إلا لهذا: ليبتليهم فتظهر منهم العبودية ويتخذ منهم شهداء.

2) طال البلاء لأن الله تعالى أعد لأهل الشام-فيما نحسب- جائزة عظيمة في الدنيا قبل الآخرة...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((واعلم أن النصر مع الصبر))...إذن فعلى قدر الصبر يكون النصر. وأهلنا صبروا صبرا عظيما فسيكون نصرهم إن شاء الله عظيما.

البلاد العربية التي اكتسحتها الثورات وسقطت فيها الأنظمة...حصلت فيها تضحيات، أي نعم، لكن البلاء كان قصيرا نسبيا، أقل من أن يكون به الرفعة والتمكين مما عهدناه من سنة الله. فجاءت ثمرة هذه الثورات مشوبة معكرة. أما أهلنا في الشام، فنُذكرهم أن من حكم الله عز وجل في تربية عباده ما ذكره ابن القيم: (أنه تعالى إذا امتحنهم بالغلبة والكسرة والهزيمة ذلّوا وانكسروا وخضعوا فاسْتوْجبوا منه العز والنصر، فإن خلعة النصر (أي هدية النصر) إنما تكون مع وَلاية الذل والإنكسار، قال تعالى : {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} وقال في المقابل: ((ويوم حنين إذْ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً))

فهو سبحانه إذا أراد أن يُعز عبده ويجبره وينصره كَسَرَهُ أولاً، ويكون جبره له ونصره على مقدار ذله وانكساره). انتهى كلام ابن القيم.

ولهذا لما سؤال الشافعي: أيهما خير للمرء: أن يُمكن أم يبتلى؟ قال: لا يمكن حتى يُبتلى.

وهذا مصداق قوله تعالى: ((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون))، وقوله تعالى: ((وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا)).

فالاستضعاف من العدو إن قابله الصبر من المؤمن جاء من الله المنة ووراثة الأرض والتمكين.

أبطأ سيف الدولة على المتنبي مرة في العطايا فقال له المتنبي:

ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السحب في المسير الجهام

أي أني أرى تأخر عطيتك خيرا، لأن السحابة سريعة السير لا تحمل المطر، أما إن كانت تحمله فهذا يبطئ سيرها.

فالفرج المنتظر ليس فرجا على الشام وحدِها، بل على الأمة كلها، وأملنا أن تولد الخلافة الإسلامية من جديد في بلاد الشام، على الرغم من كل المحاولات العالمية لقطف ثمرة الثورة والجهاد في سوريا. نسأل الله لأهلنا الثبات ليستحقوا أن يمكر الله لهم ويقلب مكر أعدائهم عليهم، و نسأله تعالى أن يعيننا على نصرتهم.

فكل أخ سوري يسقط مؤمنا يسهم إن شاء الله في رفع صرح النصر للأمة، وهذا يخفف المعاناة. وتفاؤلنا هذا ليس له سند من فهم سنن الله فحسب، بل من الأحاديث الثابتة أيضا.

فعن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة: جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق)). فقال ابن حوالة: خِر لي يا رسول الله إن أدركتُ ذلك، فقال: ((عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده)) ...إلى أن قال: ((فإن الله توكل لي بالشام وأهله)) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني وحسنه الوادعي).

وقال عليه الصلاة والسلام: ((ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام)) (صححه الألباني والوادعي)...ولا يخفى أننا في زمان الفتن، خاصة الفتن في الأفكار والقلوب.

3) طال البلاء ليصبح أهلنا في الشام حجة الله على خلقه بأن يضربوا أمثلة من البطولة والثبات والتضحية فيعلمَ الناس أن القرآن لا زال يصنع الرجال، وأن أمة محمد تمرض لكنها لا تموت، وأن قوى الكفر كلها لا تستطيع أن تقتلع جبل الإيمان من قلب طفل سوري أو امرأة سورية بعد أن أرسى الله هذا الجبل. طال البلاء ليكون تثبيت أهل سوريا مظهرا من مظاهر قدرة الله تعالى.

كان الخطباء والدعاة إذا أرادوا أن يحضروا خطبة عن الصبر والثبات عادوا إلى أمثلة من التاريخ...سحرة فرعون قبل ثلاثة آلاف سنة آمنوا في لحظة فلم يعودوا يأبهون بالتقطيع والتصليب والتعذيب، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة سنة يُسحبون على الحديد المحمى وتوضع على صدورهم الصخور لينطقوا بكلمة كفر فيرفضون.

كان الناس، بل ربما نحن الوعاظ والدعاة، نورد هذه النماذج و نحن نتشكك في احتمالية تكررها في العصر الحاضر...كنا نعلم أن هناك أناسا يُعذبون في السراديب في زماننا، لكننا لا نعلم الكثير عن نفسياتهم وظنهم بربهم، خاصة عندما يطول بلاؤهم

وشاء الله عز وجل أن يطول البلاء في سوريا ليرى العالم نماذج لا تقل بطولة عن هذه الأمثلة التاريخية...أطفال ونساء وشيوخ تخالط بشاشة الإيمان قلوبهم فيتحولون إلى عمالقة أنسَت الناس غاندي ومانديلا وجيفارا الذين كان بعض المسلمين يرفع صورهم وكأن أمة محمد عقمت عن إنتاج أبطال مؤمنين لا شيوعيين وكافرين. مَن جيفارا أمام طفل سوري يتألم من آثار التعذيب فيقول: (في سبيل الله، في سبيل الله)؟!

رؤية هذا الطفل ، أو شاب سوري يُدفن حيا وآخر يحرق وهم يرددون: لا إله إلا الله، رؤية امرأة عفيفة تقول أنها نذرت نفسها وأولادها لله وصبرت على موت من مات منهم...كل مشهد من هذه المشاهد أبلغ من الخطب والمواعظ في بطون الكتب وعلى المنابر... وأين هذا؟ في بلد أهله معروفون بالتدين؟ بل في سوريا! سوريا التي ما كنا نظن أن يخرج منها هذا الخير كله، سوريا التي اقترن اسمها بالمسلسلات المدبلجة التي بَح الخطباء حناجرهم في التحذير من آثارها وإفسادها، فإذا بمقاطع فيديو من دقيقة أو دقيقتين لطفل أو امرأة ضعيفة في سوريا...تسكت الخطباء والدعاة وتفعل أكثر من فعلهم عبر السنين وتربيهم وتعلمهم هم أنفسَهم ما كانوا يعلمونه نظريا للناس.

ويشاء الله أن يَستدرجَ جنودَ بشار ليصوروا هذه المقاطع ويبثوها ظانين أنهم بذلك يبثون الرعب ويكسرون العزائم، فيقلبها الله عليهم تلهب حماس أهلنا في الشام وتزيد إصرارهم وتلقن العالم أجمع أبلغ الدروس.

فالله تعالى أقام الحجة على أهل هذا الزمان وأقام لهم أروع الأمثلة بأهل الشام.

وإني لأحسب أن الله عز وجل من فوق عرشه يباهي ملائكته بنماذج البطولة في سوريا، يريهم الله أن هذا الجنس البشري استحق أن يُسجدهم له. ويريهم ما سبق في علمه حين قالوا له: ((أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك))...كأن الملائكة تقول: ماذا تريد يا رب من خلق البشر ونحن نعبدك عبادة لا يفوقنا أحد فيها فنسبح بحمدك ونقدس لك. ما ظنت الملائكة أن يكون في الجنس البشري عظماء بهذا الشكل يفوقونهم في عبوديتهم لله. قال: ((إني أعلم ما لا تعلمون))...سبق في علم الله أن هذه النماذج العظيمة ستكون. وأين حينئذ تسبيح الملائكة من صراخ طفل أو امرأة: (ما لنا غيرك يا الله)، (في سبيل الله)، (لا إله إلا الله)؟! أين تسبيح الملائكة في رخائهم من هذه العبارات تحت التعذيب؟

وبهذا نفهم قوله تعالى: ((وليعلم الله الذين آمنوا))...هو سبحانه يعلم، لكنه يريد إظهار هذا الإيمان لخلقه والمباهاة به.

ولهذا كله طال البلاء في سوريا، وما كانت هذه الحكم لتتحقق بهذا الشكل لولا أن البلاء طال.

هل لا زالت هناك حكم نتكلم نتأملها؟ لكننا سنؤخر الحديث عنهذه الحكمة وغيرها لكلمة قادمة بإذن الله.

https://www.youtube.com/watch?feature...&v=abWpHU0-jm4








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-12-17, 09:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Unknown0
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

2-تجريد القلب الله

تجريد القلب الله

أحبتي الكرام ما زلنا نجيب عن سؤال: (لماذا تأخر النصر عن سوريا؟). في الحلقة الماضية قلنا أن النصر لم يتأخر بل هو يولد كل يوم، وذكرنا مِن حكم تأخر النصر أن الله يريد أن يستخرج من عباده في الشام عبودية الصبر على البلاء ويتخذ منهم شهداء، ويريد تعالى أن يضرب أمثلة معاصرة نتخذها قدوات، ويريد إن شاء الله أن يمكن لأهل الشام ويجعلهم في طليعة العزة والنصر للأمة وهذه الجائزة تحتاج بلاء طويلا.

نتابع اليوم فنقول:

الحكمة الرابعة: أن الله يريد أن يصفي قلوب عباده في الشام من التعلق بغيره. رفع إخواننا في الشام شعار (ما لنا غيرك يا الله). هذا شعار عظيم، إن صدق حاملوه فلهم من الله تعالى ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه))...لكن حتى يصدق حاملوه وتتجرد قلوبهم لله فلا بد من تربية...تربية طويلة يخلو فيها القلب من التعلق بالأسباب الأرضية كلها. فاللجوء إلى الله بصدق مقامٌ عزيزٌ يأبى أن يُزاحِم أو يُزاحَم ... فيبقى خارج القلب إلى أن يطهر القلب من الأسباب الأرضية الخالية عن الله تعالى.

إخواننا في سوريا لجؤوا إلى الله تعالى، لكن هذا اللجوء يحتاج إلى تنقية وتجرد. فلو راجعنا أسماء أيام الجمعة منذ بدء الثورات فسنلاحظ أنها تطورت شيئا فشيئا بحيث بدأت مطالبَ إنسانية عامة ثم حملت طابع طَرق الأسباب الأرضية ومحاولة إرضاء الأقليات، ثم بدأ اليأس من البشر والتعلق برب البشر سبحانه. هذه هي التربية التي تتحقق بالبلاء الطويل. تعالوا نستعرض أسماء الجمعات بدءا من 18-3-2011 وحتى الجمعة الماضية 6-7-2012:

الجمعة 18 آذار 2011 ( الكرامة )
الجمعة 25 آذار 2011 (العزة)
الجمعة 1 نيسان 2011 (الشهداء)
الجمعة 8 نيسان 2011 (الصمود)
الجمعة 15 نيسان 2011 (الإصرار)
الجمعة 22 نيسان 2011 (العظيمة) في إشارة إلى عيد القيامة لدى النصارى بعد يومين من هذا التاريخ
الجمعة 29 نيسان 2011 (الغضب)
الجمعة 6 أيار 2011 (التحدي)
الجمعة 13 أيار 2011 (الحرائر)
الجمعة 20 أيار 2011 (أزادي: الحرية)
الجمعة 27 أيار 2011 (حماة الديار) في محاولة لاستمالة الجيش للوقوف مع الثورة
الجمعة3حزيران2011 (أطفال سورية)
الجمعة 10 حزيران 2011 (العشائر)
الجمعة17حزيران2011 (صالح العلي) وهو اسم ثوري من الطائفة العلوية ثار ضد الفرنسيين
الجمعة 24 حزيران 2011 (سقوط الشرعية) أي الشرعية الدولية
الجمعة 1 تمّوز 2011 ( ارحل)
الجمعة 8 تموز 2011 ( لا للحوار )
الجمعة 15 تمّوز 2011 ( أسرى الحريّة )
الجمعة 22 تموز 2011 (أحفاد خالد)

الجمعة 29 تمّوز 2011 (صمتكم يقتلنا)

الجمعة 5 آب (الله معنا)
الجمعة 12 آب 2011 ( لن نركع إلا لله)
الجمعة 19 آب 2011 (بشائر النصر)
الجمعة 26 آب 2011 (الصبر والثبات)
الجمعة 2 أيلول 2011 (الموت ولا المَذلّة)
الجمعة 9 أيلول 2011 (الحماية الدولية)
الجمعة 16 أيلول2011( ماضون حتى إسقاط النظام)
الجمعة 23 أيلول 2011(وحدة المعارضة)
الجمعة 30 أيلول 2011 ( النصر لشامنا ويمننا )
الجمعة 7 تشرين الأول 2011 (المجلس الوطني يمثّلني )
الجمعة 14 تشرين الأول 2011(أحرار الجيش)
الجمعة 21 تشرين الأول 2011 (شهداء المهلة العربية)
الجمعة 28 تشرين الأول 2011 (الحظر الجوّي)
الجمعة 4 تشرين الثاني 2011 (الله أكبر)
الجمعة 11 تشرين الثاني 2011 ( تجميد العضوية مطلبنا )
الجمعة 18 تشرين الثاني 2011 ( جمعة طرد السفراء )
الجمعة25تشرين الثاني 2011 (الجيش الحر يحميني )
الجمعة2 كانون الاول 2011 ( المنطقة العازلة مطلبنا )
الجمعة 9 كانون الاول2011 ( اضراب الكرامة )
الجمعة 16 كانون الاول 2011 ( الجامعة العربية تقتلنا )
الجمعة 23 كانون الاول 2011 ( بروتوكول الموت )
الجمعة 30 كانون الاول 2011 ( الزحف الى ساحات الحرية )
الجمعة 6 كانون الثاني 2012 ( إن تنصروا الله ينصركم )
الجمعة 13 كانون الثاني 2012 ( دعم الجيش السوري الحر)
الجمعة 20 كانون الثاني 2012 ( معتقلي الثورة )
الجمعة 27 كانون الثاني 2012 ( حق الدفاع عن النفس )
الجمعة 3 شباط 2012 ( عذرا حماة سامحينا )
الجمعة 10 شباط 2012 ( النفير العام – روسيا تقتل أطفالنا )
الجمعة 17 شباط 2012 ( المقاومة الشعبية )
الجمعة 24 شباط 2012 ( سننتفض لأجلك بابا عمرو )
الجمعة 2 آذار 2012 ( تسليح الجيش الحر)
الجمعة 9 آذار 2012 ( ذكرى وفاء للانتفاضة الكردية 2004)...وهُتف فيها في بعض المناطق بهتاف (الشعب يريد خلافة من جديد).

الجمعة 16 آذار 2012 ( التدخل العسكري الفوري )

الجمعة 23 آذار 2012 ( قادمون يا دمشق )

الجمعة 30 آذار 2012( خذلنا المسلمون والعرب)...بدأ اليأس من البشر

الجمعة 6 نيسان 2012 ( من جهّز غازياً فقد غزا )

الجمعة 13 نيسان 2012 ( ثورة لكل السوريين )

الجمعة 20 نيسان 2012 ( سننتصر ويُهزم الأسد )

الجمعة 27 نيسان 2012 ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )

الجمعة 4 أيّار 2012 ( إخلاصُنا خَلاصُنا )

الجمعة 11 أيار 2012 ( نصر من الله وفتح قريب)

الجمعة 18 أيار 2012 ( أبطال جامعة حلب )
الجمعة 25 أيار 2012 ( دمشق موعدنا القريب )
الجمعة 1 حزيران 2012 ( أطفال الحولة مشاعل النصر )
الجمعة 8 حزيران 2012 ( ثوّار وتجّار .. يدا بيد حتى الانتصار )
الجمعة 15 حزيران 2012 ( الاستعداد العام للنفير العام )
الجمعة 22 حزيران 2012 ( إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب؟)
الجمعة 29 حزيران 2012 ( واثقون بنصر الله)

الجمعة 6 تمّوز 2012 ( حرب التحرير الشعبية)


ما الدروس التي سنخرج بها من تطور الشعارات؟

بداية إخواني أوضح أن الحديث هنا ليس عن مشروعية المطالبة بالتدخل الدولي أو الحظر الجوي أو تسليح الجيش الحر. كذلك نحن نعي أن خلو الشعار في جمعة ما من اسم الله تعالى أو عبارات قرآنية لا يعني بالضرورة تراجع إيمان رافعي هذا الشعار. إنما الحديث عن دلالة الشعارات على الحالة النفسية التي يعيشها إخواننا لنتلمس من خلالها التربية الربانية لعباده وكيف يتراوح الإنسان في البلاء الطويل بين حالات متباينة، ولنتلمس الطريق إلى تسريع الفرج.

إذن ماذا نلاحظ:

1) الجمعة 22 تموز 2011 (أحفاد خالد)... هذا أول شعار يحمل مسحة دينية إذا تجاوزنا جمعة الشهداء في بدايات الثورة، حيث أن كلمة شهداء كثيرا ما تستخدم استخداما فضفاضا للتعبير عمن يسقط في سبيل الحرية أو الوطن...إذن مرت أربعة أشهر وأسماء الجمعات ليس فيها أية مسحة إسلامية.

2) بعض الشعارات حملت طابع استمالة النصارى أو العلويين أو الجيش فيما بدا وكأنه تنصل من إظهار الثورة على أنها ثورة إسلامية. والبعض الآخر من الشعارات كان يحمل مصطلحات النظام العالمي مثل "الشرعية"، تجميد العضوية، طرد السفراء، المجلس الوطني. والبعض منها يعول على ما يسمى بالمجتمع الدولي.

3) مع طول البلاء ازداد اليأس من هذه الاطراف جميعها وبدأت هذه الشعارات تتلاشى شيئا فشيئا ويظهر بدلا منها شعارات اللجوء إلى الله.

4) على الرغم مما سبق إلا أن الشعارات لا زالت تتراوح بين هذا المعنى العظيم تارة والمعاني الأرضية تارة أخرى.



إذن في المحصلة، ما الذي حصل خلال الستة عشر شهرا الماضية من الثورة؟

إخواننا في الشام ثاروا على الطاغية، واستعانوا بالله، لكن القلب لم يتجرد لله بعد، ولم يخلُ من التعلق بالأسباب الأرضية. ظنوا البلاء سيزول سريعا، لكنه طال. فلجؤوا إلى البدائل الأرضية، فخذلتهم...فعادوا إلى اللجوء إلى الله...لكن ما زال القلب بحاجة إلى تجرد لله..طال البلاء فلجؤوا من جديد إلى البدائل الأرضية، فلم يجدوا عندها إلا الخذلان والجدب والسراب. وعانوا غصة وهما وقهرا وخيبة أمل في المخلوقين !



يا أهلنا في الشام...نقولها لكم على استحياء منكم لأننا مثلكم مقهورون فلم نستطع نصرتكم تمام النصرة...نقولها لكم وأنتم من تُعلموننا هذه المعاني لكن من باب ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنون))، من باب النصرة بالنصيحة. نقولها لكم: بعد اتخاذ الأسباب المادية الشرعية من جهاد ودعم للمجاهدين، ايأسوا من الأسباب الأرضية جميعها حتى يخلو القلب للتعلق بالله فتستحقوا: ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه)).

إنها اللحظة التي تلقنون فيها التربية الربانية وتيأسون من الأسباب الأرضية كلها، وتَشرقون بمرارة ضعف قوتكم وقلة حيلتكم وهوانكم على الناس...إنها لحظة اليأس والقنوط والقحط والإمحال من كل شيء...لحظة خلو القلب من كل شيء...لحظة انهيار الأمل في كل شيء...كل شيء!...هي اللحظة المناسبة لشعور اللجوء بصدق إلى الله أن ينقذف في القلب! وما أقرب الفرج حينئذ.

يا ساداتنا في الشام، تذكروا لحظات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام... صحيح أن حياة الأنبياء كلها تعلق بالله، لكن الله تعالى ربى أنبياءه فعرضهم للشدائد ليتمحص هذا التعلق بالله ويصفو ويتجرد ويبلغ الذروة ويشتد اليأس في المقابل من المخلوقين فيأتي الفرج.

قال الله تعالى: ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)). فلنأخذ العبرة من قصص الأنبياء عليهم السلام.

كلحظة نوح إذ دعا ربه: (أني مغلوبٌ فانتصر)... فأنجاه الله ومن آمن معه في الفلك.

كلحظة إبراهيم إذ قال: (حسبي الله ونعم الوكيل) وقلبه متجرد من التعلق بغير الله... فجعل الله النار بردًا وسلامًا عليه .

كلحظة يونس إذ أدرك أن البلاء ما كان إلا بذنب فقال: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)... فنجاه الله من الغم وأخرجه من بطن الحوت.

كلحظة موسى إذ قال واثقا بنصر ربه: (إن معي ربي سيهدين) فنجاه الله وأورثه وقومه مشارق الأرض ومغاربها التي بارك فيها.

كلحظة أيوب إذ نادى ربه (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).. فكشف الله ما به من ضر وآتاه أهله ومثلهم معهم.

كلحظة يوسف إذ خلا قلبه من التعلق بالملك وبالخروج المشوب من السجن فقال: ارجع إلى ربك فاسأله .. فأنجاه الله من السجن وآتاه ملكًا ومكن له في الأرض بعد استضعاف.

كلحظة يعقوب إذ وثق برحمة ربه فقال لبنيه: (ولا تيأسوا من روح الله)... فرد الله عليه أبناءه وبصره .

كلحظة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: (لا تحزن إن الله معنا)...فأنجاه الله من سيوف المشركين التي كانت فوق رأسه في الصحراء وأوصله سالما إلى المدينة حيث التمكين بعد استضعاف.

كلحظة الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم ويئسوا من كل شيء وأيقنوا الّا ملجأ من الله إلا إليه فجاء الفرج.

إنها لحظة اليأس من المخلوقين ، فلا يبقى إلا الرجاء في الخالق ، فيأتي الفرج سريعًا: ((حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين)) (يوسف).

إنها لحظة اليقين الخالص بصدق الله ، والثقة المطلقة بقدرته على تنجيتنا مهما أمحلت الأسباب وبأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.

يا أهلنا في الشام...نرى أن الله تعالى يعدكم لمهمة عظيمة بإذن الله، مهمة قيادة الأمة. ومن له هذا الشرف لا بد أن يتجرد قلبه لله. فاختصروا على أنفسكم الوقت...فطالما بقي في القلب تعلق بغير الله سيستمر البلاء لتتنقى القلوب. أما إن عشتم اللحظة المذكورة فما أسرع النصر حينئذ. نصر الله قريب لكن نحن الذين نقترب منه بالتجرد لله أو نبتعد عنه بالتعلق بغيره.

فاحذروا من دعوة الجاهلين الذين يطالبون برجوع الشعارات إلى القيم الوطنية والإنسانية العامة وينادون بألا تحمل هذه الشعارات طابعا دينيا. أي يريدون أن تخلو الشعارات من التعلق بالله. فإنكم إن أطعتم هؤلاء عدتم إلى المربع الأول وتهتم في دهاليز الأسباب الأرضية الخالية عن الله من جديد. وسيطول البلاء أكثر فأكثر إلى أن تلقنوا الدرس الرباني.

فاثبتوا يا ساداتنا على (ما لنا غيرك يا الله)، واثبتوا على (إخلاصنا خلاصنا)، واثبتوا على (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)، واثبتوا على (إن تنصروا الله ينصركم )، واثبتوا على (الله أكبر)، واثبتوا على (لن نركع إلا لله)، واثبتوا على (نصر من الله وفتح قريب)...وحينئذ إن قلتموها واثقين بها مجرِّدين قلوبكم لها فالنصر من الله قريب، والفتح، والله، قريب.

فهذه حكمة من حكم الله في تطويل البلاء على أهلنا في الشام...حتى تتجرد قلوبهم لله وتخلو من التعلق بمن دونَه، ولو أتى الفرج قبل ذلك لخرجوا من المحنة والقلب لم يتجرد لله، ولَفاتهم الوصول إلى هذا المقام العظيم...هل بقيت حكم نتكلم عنها؟ نعم، في الحلقات القادمة بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.

https://www.youtube.com/watch?v=Wicdr...ure=plpp_video









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-17, 09:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Unknown0
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

3-وسقطت الأقنعة

أحبتي الكرام لا زلنا نجيب عن سؤال: لماذا طال البلاء في سوريا. تأملنا في الحلقتين الماضيتين أربع حكم واليوم نتابع بإذن الله فنقول:

5) طال البلاء لتسقط الأقنعة ويبدو الوجه الكالح للباطل ورحمةً من الله بأن يطهر قلوب جماهير المسلمين من المحبة للكفار والمنافقين.

المجتمع الدولي الذي حرص على "إنقاذ" المرأة الأفغانية من الشريعة التي طبقتها الطالبان، وأشاد عام 2003 بظهور امرأة أفغانية بمظهر مقذع في مسابقة ملكة جمال الأرض، ومنح المرأة جائزة خاصة لأنها تعبر عن انتصار حقوق المرأة في أفغانستان...المجتمع الدولي الذي أكد في تونس وليبيا ومصر على أن أي نظام يستلم الحكم لن يتلقى الدعم إلا إذا حافظ على حقوق المرأة ومنع من "اضطهادها" الديني...

هو ذاته المجتمع الدولي الذي يرى أخواتنا في سوريا يُغتصبن يوميا، بل تُخصص كتائب من النظام المجرم لاغتصاب نساء أهل السنة، ثم هذا المجتمع الكذاب المنافق لا يهمه أبدا أن يحافظ على عفة المرأة في سوريا وحقها في أن تصون عرضها من كلاب النظام.

المجتمع الدولي الذي تدخل لـ"إنقاذ المدنيين" في العراق واليمن والصومال من الجماعات الـ"إرهابية"، والذي تظاهر بالاهتمام بأمور المسلمين في لبيا، هو ذاته الذي يرى المسلمين في سوريا يُقطعون ويفرمون ويعذبون ويحرقون ولا يحرك ساكنا. فالقضاء على أكبر قدر من المسلمين هو مطلب في ذاته لأن الزيادة السكانية في العالم الإسلامي غير مرغوب بها،

فهي تزيد المنافسة على الثروات الإسلامية التي يراها الغرب من حقه وتُردف الحركات الإرهابية بالكم البشري، وهو ما لا تريده دول الغرب كما نصت دراسةPopulation and The American Future (الكثافة السكانية والمستقبل الأمريكي) التي أعدت عام 1972.

فالنظام النصيري يمارس دورا مشكورا بالنسبة للمجتمع الدولي بإبادته المسلمين. لكن متى سيتحرك هذا المجتمع؟ عندما يرى أن النظام النصيري يترنح وتبدو إرهاصات كيان إسلامي نقي، حينئذ، وليمنع تشكل هذا الكيان، سيهب هذا المجتمع المنافق باسم إغاثة المنكوبين ونصرة المستضعفين. نسأل الله أن يجعل كيدهم ينقلب عليهم.

وكذلك الحال بالنسبة لإقليم أراكان المعروف ببورما. في ظل قتل وحرق عشرات الآلاف من إخواننا وأخواتنا هناك، الإدارة الأمريكية قبل أسبوع ترفع القيود عن استثمار الشركات الأمريكية في بورما، بناء على وعد كانت قد قطعته لحكومة بورما الشهر الماضي فيما يبدو وكأنه حض على المجازر ومكافأة عليها.

وكذلك دول الاتحاد الاوروبي واستراليا خففت العقوبات التي تفرضها على بورما تزامنا مع المذابح ضد المسلمين. وقال الرئيس الأمريكي: (تخفيف العقوبات اشارة قوية عن دعمنا للاصلاح، وسنقدم حوافز مباشرة للاصلاحيين ومساعدات كبيرة للشعب البورمي)! أي إصلاح؟ قتل عشرات الآلاف من المسلمين. عداوة ظاهرة ما بعدها عداوة. فإبادة المسلمين مقصودة في ذاتها لدى أعداء الإسلام.

طال البلاء ليزداد تساقط أقنعة الأنظمة العربية التي تشارك في الحرب على "الإرهاب" وتطبق قوانين "مكافحة الإرهاب”، ثم لا ترى فيما يحدث في سوريا إرهابا بل تحبس وتحاكم من يحاول الخروج إلى الجهاد في سوريا.

فالجهاد ودعمه عند هذه الأنظمة ينبغي أن يخرج من عباءة المجتمع الدولي ويمر بقنواته حتى يتمكن هذا المجتمع من اختطاف ثمرته وكبح جماحه.

طال البلاء لتسقط أقنعة من ادعوا دعم القضية الفلسطينية.

من سنوات قليلة فقط كان كثير من المنتسبين إلى الإسلام يبنون ولاءهم وبراءهم على القضية الفلسطينية وعلى الموقف من الكيان الصهيوني. فمن يحارب المحتل الصهيوني ويدعم النضال الفلسطيني شيوعيا كان أو بعثيا، قوميا كان أو شيعيا، غربيا كان أو روسيا،

فهو الذي له الولاء والاحترام. حتى لو كان دعمه هذا بمجرد التصريحات الرنانة. ولم يكن كثيرون يفهمون أن عدو عدوك ليس بالضرورة أن يكون صديقك، وأن أي قوى غير القوى السنية المجاهدةعلى بصيرة فإنها إنما تسعى لمصالحها وتنفيذ أجنداتها.

كان الكثيرون يتاجرون بالقضية الفلسطينية ومنهم نظام الأسد، ثم بان للناس إجرام هذا النظام البعثي الذي طالما تغنَّى بالممانعة والقومية ودعم المقاومة.

أنا فلسطيني الأصل وأقول: ظفر أخ مؤمن أو أخت مؤمنة بالشام هو عندي برؤوس كل من خلا من الإيمان من المقاومين والممانعين.

طال البلاء لتسقط أقنعة الروافض.

كان الناس قد انخدعوا بما يُسمى حزب الله، وتعلقت القلوب قبل سنوات قليلة بحسن نصر الله...لم يهمهم بغضه وبغض حزبه لصحابة وأزواج رسول الله وافتراؤهم على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

لم يهمهم فساد عقيدته وولاؤه للأنظمة الشيعية التي تقتل المسلمين في الأحواز وفي العراق. المهم نضاله المزعوم وتصريحاته العنترية وحربه للكيان الصهيوني!

وكان بعض الناس يُثني على الروافض وعلى تحديهم لأمريكا بمشروعهم النووي، ويثنون عليهم بعبارات سطحية ساذجة، كقولهم: (يعجبني في الشيعة أنهم لم يغلقوا باب الاجتهاد، يعجبني في الشيعة طاعتهم لرجال دينهم)

والآن سقط القناع وتكشف الوجه البشع للروافض ورأى الناس أن اجتهادهم وطاعتهم لكبرائهم هي في إعانة النظام المجرم على تقتيل أهل السنة وانتهاك أعراضهم وتعذيبهم. وسقط قناع حزب الله المتاجر بالقضية الفلسطينية، فها هو يساند عصابات الأسد ويترحم على كبار المجرمين الذين سقطوا أول أمس الأربعاء ويصفهم برفقاء القتال.

طال البلاء ليحرج الأحزاب التي تدعي الإسلامية لكن بعض رموزها يمارس النفاق السياسي، ويوالي الأنظمة الشرقية الشيوعية والشيعية "الداعمة للمقاومة” بزعمهم ويضع الأكاليل على قبور أئمة الكفر من لاعني الصحابة ويعتبر أن "الشيشان مسألة روسية داخلية، ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"،

وكان هؤلاء الرموز مع ذلك يلقون الكثير من المدافعين عنهم وعن ممارساتهم الضالة هذه بحجة أنهم مضطرون لها لخدمة القضية الفلسطينية...ها هو رمز من رموزها في بدايات الثورة السورية يؤكد أن حركته "تعتبر التطورات في سوريا شأنا داخليا"!! طال البلاء لينبذ الناس هذه التقية السياسية والميكافيلية والركون إلى الذين كفروا.

والآن، كلما طال البلاء، زاد تساقط هذه الأقنعة جميعها، وكشف الله الباطل ونفر عن أهله ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة))، وعلم الناس أن المجتمع الدولي برمته، والأنظمة برمتها، والممانعين والمقاومين والوطنيين والمناضلين لغير وجه الله برمتهم، لا يهمهم إلا مصالحهم، ولا يرقبون في مؤمن إلا وذمة، ولا يهمهم الدم السني المسلم ولا العرض المسلم. بل يتاجرون بقضايا المسلمين بكذب ونفاق. انكشفت حقيقة الروافض وحقيقة الأنظمة العربية وحقيقة المجتمع الدولي. ليعلم المسلمون أن ليس لهم إلا الله ثم التكاتف مع إخوانهم في العقيدة.

قال سيد قطب رحمه الله في شرح قوله تعالى: ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا)):

(قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماماً . فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله؛ فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة. فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عارياً للناس، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية!).

طال البلاء لتسلم عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين. فحبهم لأعداء العقيدة بحجة نصرتهم لقضايانا القومية والوطنية، هذا الحب وهذا الولاء هو من أعمال القلوب التي يأثم عليها صاحبها. فمن يحب ويوالي الكافر المنتقص من دين الإسلام أو المتنقص من قدر الصحابة يُخشى أن يُحشر معه، فاسم الإيمان منتفٍ عنه. قال تعالى:

((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله)). فمن رحمة الله أن طهر ببلاء سوريا قلوب عباده المسلمين من محبة أعدائه.

فرقٌ بين أن يرضخ المسلمون لأعدائهم لأن عقيدة الولاء والبراء ملوثة عندهم وفي المقابل أن يكونوا كارهين لأعدائهم على بصيرة من باطلهم قد انكسرت قيود الشبهات لكن يمنعهم الضعف والخوف.

ففي هذه الحالة الأخيرة الثورة أرجى وأقرب لأن القلوب حية. طول البلاء في سوريا لم يترك لدى عامة المسلمين شبهة في قبح الباطل وعداوة أهله للإسلام، لذا فأوبة المسلمين إلى مدارج العزة أرجى.

طال البلاء في سوريا لكيلا يتكرر، إن شاء الله، ما حصل في مصر، حيث أحسن الكثيرون الظن في المجلس العسكري وانسحبوا من الميادين قبل أن يُحل، بل وأثنى عليه من أثنى ودعا له من دعا من المشايخ الذين لم يخوضوا غمار بلاء طويل يعرفهم بعدوهم وقبحه، فخذَّلوا الناس عن مقاومة العسكري ورقعوا له إلى أن نُزع فتيل الثورة.

أما في سوريا، فكيف يُظن بامرأة مغتصبة أو أم ثكلى أو أب موتور أو طفل يتيم أن يحسن الظن بقوى الكفر والنفاق؟! وعن أي عزة للأمة نتحدث لو أن الثورة انتهت مبكرا بسقوط الأسد وبقاء مؤسسته العسكرية تحكم البلاد وتجري انتخابات "نزيهة" في ظلها؟!

طال البلاء لكيلا يتكرر ما حصل في ليبيا من تدخل بدا وكأنه "في الوقت المناسب" للمجتمع الدولي، بحيث ساهم مساهمة مباشرة في إسقاط القذافي، فكان له بعد ذلك تمنن على ليبيا وتأثير في اتخاذ القرار وجرأة على نزع السلاح.

أما في سوريا، فأية منة وأي فضل سيعترف به أهلنا لمن تركهم تسفك دماؤهم وتنتهك أعراضهم لأنه لم ير مصلحة له في إغاثتهم؟!

لهذا كله طال البلاء في سوريا. لتسقط الأقنعة ويتكشف الزيف ويفتضح المنافقون.

https://www.youtube.com/watch?v=defGf...E6370C&index=4










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, للشيخ, النصر, بآخر, سوريا, عداد, قنيبي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc