ماذا قال العلماء عن الطريقة التيجانية؟؟؟ - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ماذا قال العلماء عن الطريقة التيجانية؟؟؟

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-04, 16:53   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
مهدي0315
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مهدي0315
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

6 و 5 - هذا كذب وبهتان الالباني وابن باز وال الشيخ لم يفتوا ابدا بالجهاد في الجزائر بل سهموا في توبة الكثير من الارهابيين وفي والمصالحة وهم اشد الناس حرصا على حقن الدماء اقرا كتاب فتاوى كبار العلماء في الجهاد فب الجزائر موجود في الاسواق ام الذين يقتلون المسلمين اهل السنة والتوحيد في العراق فانت تعلم جيدا انهم الشعية والايرانين والاحتلال

انت تناقظ نفسك مرة تقول السلفين يحرمون الجهاد في العراق ومرة تقول انهم هم من يقلون المسلمين
الذين افتوا الجهاد هم جماعة القرضاوي والاخوان والخوارج









 


قديم 2012-10-04, 17:27   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
مهدي0315
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مهدي0315
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

7- الشيخ الالباني لم يصحح حديث او يضعف حديث من هواه بل اعتد على ذلك في طرق علمية او ما يمى بعلم التخريج اي دراسة رواة الحديث وهذا العلم يعتمد على الاجتهاد والشيخ ليس معصوما من الخطى
اما قول انة مرة يصحح حديث او يضعفه فهذا لانك لم تتطلع على السلسلتين الضعيفة و الصحيحة فلا تتطاول على الشيخ فانه من محدثي هذا الزمان










قديم 2012-10-04, 17:40   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
مهدي0315
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مهدي0315
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

8 - نعم انا اقول الشعية اخطر من اليهود لانه ببساطة يلبس عبائتك ويطعن فيك الشيعة أخطر لسبب أن اليهود معروف أنهم يهود ، وما عندهم مردود من العامة والخاصة ، والنصارى كذلك ، ونصوص القرآن الكريم صريحة فى تكفيرهما ، والناس قاطبة ينفرون منهما. فلن لهم خطر كبير على ديننا. فعداؤهم ظاهر.
أما الشيعة أو بصفة عاااامة أية بدعة خطره على الإسلام شديد جداً لأسباب أسوأها وأخطرها أنهم قد غيروا الملة!! ملة الإسلام!! حرفوا فيها وبدلوا ، ووضعوا فيها ما ليس منها ، ونزعوا منها ما هو منها. وزعموا أن هذا هو الإسلام وهو ليس بإسلام!!
الأمر الثانى أنهم يلبسون على الناس الحق بالباطل
و في الاخير اللهم اهدينا فيما هديته










قديم 2012-10-04, 17:48   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
مهدي0315
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مهدي0315
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رات من خلا ل مداخلت انك تقران بين السلفية والشيعة والصوفية وهذه هي حقيقة المقارنة

1 السلفية مسلمون موحدون ملتزمون بالكتاب والسنة ويقتدون بسيد المرسلين والصحابة والتابعين باحسان .
2 الصوفية مسلمون مبتدعون ضالون عليهم مأخذ من التبرك بالقبور ودعاء الأموات والاستغاثة بهم كما يفعل الروافض .
3 الشيعة هم الرافضة الامامية الاثنى عشرية وهم زنادقة .










قديم 2012-10-04, 18:04   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
مهدي0315
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مهدي0315
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بالله عليك من المخرف من يقول ان رسول الله ينزل اليه ويملي اليه الفتاوي وانه يري الرسول حيا يرزق او من يسب الصحابة وياًله سيدنا علي ويقول ان جبريل اخطئ في انزال الوحي او يقول ان القران محرف والحقيقي موجود عند فاطمة الزهراء










قديم 2012-10-05, 11:05   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
saidat56
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم بالدليل والبرهان

السلام عليكم. لكل المشككين فى جواز رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم التى نؤمن بها نحن التيجانيون بان الشيخ سيدى احمد التيجانى راى الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة فى خلوته ولقنه الاذكار التى تخص الطريقة التيجانية ( الاستغفار و الهيللة والصلاة على النبى ). لقد جئتكم بموضوع وجدته فى احد المنتديات يتكلم بالبرهان والدليل حول جواز الرؤية. اليكم الموضوع منقول بامانة للفائدة.
________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
بخصوص رؤية النبى صلى الله عليه وسلم أفيدك بهذا النقل لعله يفى بالمقصود وإن كان المنتدى ملىء بالتنويه على هذا الموضوع ولكن لا بأس بالزيادة

رؤية النبي يقظة

القول الفصل في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة كما بحثه أهل العلم من صلحاء هذه الأمة الخيرة رؤية النبي يقظة وأدلتها الحقة من أهل الحجج والدقة كما ورد في البغية :

وَأَمَّا رُؤْيَتُهُ صلى الله عليه وسلم يَقَظَةً بِعَيْنِ الرَّأْسِ لِذَاتِهِ الْحَقِيقِيَّةِ فَقَدْ نَصَّ عَلَى جَوَازِهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ الْمُعْتَبَرِينَ، وَحُكيَ وُقُوعُهَا لِكَثِيرٍ مِنَ الْعَارِفِينَ الْكَامِلِينَ.
قَالَ الشَّيْخُ جَلاَلُ الدِّينِ السُّيُوطِي رضي الله عنه فِي مُؤَلَّفِهِ الذِي تَرْجَمَهُ بـ [الإِعْلاَمُ بِحُكْمِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ] عِنْدَ ذِكْرِهِ لِعِدَّةِ أُمُورٍ اسْتَنَدَ فِيهَا إِلَى أَنَّ سَيِّدَنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذَا نَزَلَ يَجْتَمِعُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلاَ مَانِعَ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَنْهُ مَا احْتَاجَ إِلَيْهِ مِنْ شَرِيعَتِهِ، مَا نَصُّهُ: "الثَّالِثُ: أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ أَئِمَّةِ الشَّرِيعَةِ نَصُّوا عَلَى أَنَّ مِنْ كَرَامَاتِ الْوَلِيِّ أَنَّهُ يَرَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَيَجْتَمِعُ بِهِ فِي الْيَقَظَةِ، وَيَأْخُذُ عَنْهُ مَا قُسِّمَ لَهُ مِنْ مَعَارِفَ وَمَوَاهِبَ. وَمِمَّنْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: الْغَزَالِي، وَالْمَازْرِي، وَالتَّاجِ ابْنِ السُّبْكِي وَالْعَفِيفْ اليَافِعِي وَمِنْ أَئِمَّةِ الْمَالِكِيَّةِ: الْقُرْطُبِي، وَابْنُ أَبِي جَمْرَةَ، وَابْنُ الْحَاجِ فِي الْمَدْخَلِ" اهـ الْمُرَادُ مِنْهُ بِلَفْظِهِ.
وَحَكَى أَيْضاً، أَعْنِي الشَّيْخَ جَلاَلُ الدِّينِ السُّيُوطِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، فِي كِتَابِهِ الذِي تَرْجَمَهُ [بَتَنْوِيرِ الْحُلَكِ، فِي إِمْكَانِ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ وَالْمَلَكِ]، الْقَوْلَ بِإِمْكَانِ رُؤْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم يَقَظَةً كَذَلِكَ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ الْعَرَبِي الْمَالِكِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ [قَانُونُ التَّأْوِيلِ].
وَذَكَرَ فِي [الْجَيْشِ الْكَبِيرِ] أَنَّ اللَّقَانِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى حَكَى اتِّفَاقُ الْحُفَّاظِ عَلَى جَوَازِ رُؤْيَتُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْيَقَظَةِ وَالْمَنَامِ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي ذَلِكَ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا هَلْ يَرَى الرَّائِي ذَاتَهُ الشَّرِيفَةَ حَقِيقَةً أَوْ مِثَالاً يَحْكِيهَا، فَذَهَبَ إِلَى الأَوَّلِ جَمَاعَاتٍ، وَذَهَبَ إِلَى الثَّانِي الْقَرَافِي، وَالْغَزَالِي اهـ. وَذَكَرَ هَذَا الْخِلاَفَ السُّيُوطِي فِي [تَنْوِيرِ الْحُلَكِ] وَقَالَ بَعْدَهُ مَا نَصُّهُ: "وَفَصَّلَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْنُ الْعَرَبِي فَقَالَ: رُؤْيَتُهُ صلى الله عليه وسلم بِصِفَتِهِ الْمَعْلُومَةِ إِدْرَاكٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَرُؤْيَتُهُ عَلَى غَيْرِ صِفَتِهِ الْمَعْلُومَةِ إِدْرَاكٌ للْمِثَالِ. وَهَذَا الذِي قَالَهُ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ".
قَالَ، يَعْنِي السُّيُوطِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: "وَلاَ يَمْتَنِعُ رُؤْيَةُ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ بِجَسَدِهِ وَرُوحِهِ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم وَسَائِرُ الأَنْبِيَّاءِ أَحْيَاءٌ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمْ بَعْدَمَا قُبِضُوا، وَأُذِنَ لَهُمْ فِي الْخُرُوجِ مِنْ قُبُورِهِمْ وَالتَّصَرُّفِ فِي الْمَلَكُوتِ الْعُلْوِي وَالسُّفْلِي. وَقَدْ أَلَّفَ الْبَيْهَقِي جُزْءاً فِي حَيَاةِ الأَنْبِيَّاءِ، وَقَدْ أَلّفْنَا فِيهَا جَزْءاً لَطِيفاً" اهـ الْمُرَادُ مِنْهُ بِلَفْظِهِ.
ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلاَمٍ هُنَا مَا نَصُّهُ: "فَحَصَلَ مِنْ مَجْمُوعِ هَذِهِ النُّقُولِ وَالأَحَادِيثِ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ بِجَسَدِهِ وَرُوحِهِ، وَأَنَّهُ يَتَصَرَّفُ وَيَسِيرُ حَيْثُ شَاءَ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ وَفِي الْمَلَكُوتِ، وَهُوَ بِهَيْئَتِهِ التِّي كَانَ عَلَيْهَا قَبْلَ وَفَاتِهِ لَمْ يَتَبَدَّلْ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنَّهُ مُغَيَّبٌ عَنِ الأَبْصَارِ كَمَا غُيِّبَتِ الْمَلاَئِكَةُ مَعَ كَوْنِهِمْ أَحْيَاءً بِأَجْسَادِهِمْ. فَإِذَا أَرَادَ اللهُ رَفْعَ الْحِجَابِ عَمَّنْ أَرَادَ كَرَامَتَهُ رَآهُ عَلَى هَيْئَتِهِ التِي هُوَ عَلَيْهَا، لاَ مَانِعَ مِنْ ذَلِكَ، وَلاَ دَاعِيَ إِلَى التَّخْصِيصِ بِرُؤْيَةِ الْمِثَالِ" اهـ مِنْهُ بِلَفْظِهِ أَيْضاً.
وَهَذَا التَّحْصِيلُ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الذِي اعَتَمَدَهُ السُّيُوطِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى مِنَ الْخِلاَفِ إِمْكَانَ رُؤْيَتِهِصلى الله عليه وسلم يَقَظَةً وَمُشَافَهَةً بِذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ الْحَقِيقِيَّةِ. وَهُوَ أَيْضاً كَافٍ فِي رَدِّ جَمِيعِ مَا يَخْدِشُ فِي وَجْهِ صِحَّتِهِ كَمَا تَرَى.
وَذُكِرَ فِي [الْجَيْشِ الْكَبِيرِ] أَنَّ شَيْخَ مَشِايِخِ الْمَالِكِيِّةِ أَبَا الْحَسَنِ سَيِّدِي عَلِيّاً الأَجْهُورِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى نَقَلَ هَذَا التَّحْصِيلَ بِلَفْظِهِ فِي نَوَازِلِهِ، فَهُوَ قَائِلٌ بِهِ.
وَقَالَ الإِمَامُ السَّاحِلِي فِي [بُغْيَةِ السَّالِكِ] بَعْدَ مَا ذَكَرَ طَبَقَاتِ النِّاسِ فِي انْطِبَاعِ صُورَتِهِ الشِّرِيفَةِ صلى الله عليه وسلم فِي نُفُوسِهِمْ: "وَوَرَاءَ هَذَا مَا هُوَ أَعْلَى دَرَجَةً مِنْهُ، وَهُوَ أَنْ يَرَاهُ بِعَيْنِ رَأْسِهِ عِيَّاناً فِي عَالَمِ الْحِسِّ. وَلاَ تُنْكِرْ هَذَا، فَقَدْ يُكْرِمُ اللهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِإِقَامَةِ صُورَتِهِ الْكَرِيمَةِ لَهُ حَتَّى يُشَاهِدَهَا. وَهَذَا مِنْ جَائِزِ الْكَرَامَاتِ التِي يُتْحِفُ اللهُ بِهَا أَوْلِيَاءَهُ" اهـ نَقْلُهُ فِي [الْجَيْشِ].
وَنَقَلَ إِثْرَهُ كَلاَمَ صَاحِبِ [رَوْضَةِ النِّسْرِينِ] فِي طَبَقَاتِ مَنِ انْطَبَعَتْ صُورَتُهُ الْكِرِيمُةُ صلى الله عليه وسلم فِي نُفُوسِهِمُ؛ وَنَصُّ مَا نَقَلَهُ مِنْهُ:

وَمُـكْثِـرُ الـصَّـلاَةِ فِـيـهِ يُـشْــــــــــرِقُ

فِـــي قَـلْـبِـهِ نُـورٌ لَــهَــا يُـحَـقِّـــــــــقُ
وَالـنَّـــاسُ فِــــي ذَاكَ لَــهُــمْ مَــرَاتِـبُ

بِـقَـــــدْرِ مَــا تَــصْــفُــو لَـهُمْ مَشَارِبُ
لَـــهَا بِــذِهْــــنِ بَــعْــضِــهِـمْ تَـصَــوُّرُ

بَـــعْـــدَ تَــــــأَمِّــــلٍ وَفِـــكْــرٍ يَــكْـثُـرُ
يَــــرَاهُ فِــي الــنَّــــوْمِ بِــلاَ كَــمَـــــالٍ

وَذُو تَـــصَــــوُّرٍ لَــــــدَى اعْـــتِـزَالِ
أَحْــيَـــانَ ذِكْـــرِهِ يَــفُــوقُ مَـنْ سَلَفْ

وَكَـــامِـــلُ الـــرُّؤْيَــا بِــهَا قَدْ اتَّصَفْ
وَمَـــنْ إِذَا يَــسُــــدُّ عَــيْــناً أَبْــصَـــرَا

نَــــوْمــاً وَضِـــدَّهُ سَــمَــا مَـــنْ غَبَرَا
فَــمَـــنْ بِــعَـيْــنِـي رَأْسِـــــــهِ يَــــرَاهُ

فِــــــي عَـــالَــمِ الْــحِـــسِّ لِـمَا عَرَاهُ
وَقَالَ، يَعْنِي صَاحِبُ [رَوْضَةِ النِّسْرِينِ]، فِي شَرْحِهِ لِهَذَا الْبَيْتِ: "وَالذِّي يَظْهَرُ لِي أَنَّ بَعْضَ الأْوِلِيَاءِ يَرَى فِي الْيَقَظَةِ رُوحَهُ مُتَشَكِّلَةً بِصُورَتِهِ الشَّرِيفَةِ، وَأَهْلَ الْمَقَامِ الأَعْلَى يَرَوْنَ حَقِيقَةَ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ كَأَنَّهُ مَعَهُ فِي حَيَاتِهِ صلى الله عليه وسلم"اهـ. وَقَالَ، يَعْنِي صَاحِبُ [الرَّوْضَةِ] الْمَذْكَورَةِ، فِي مَحَلِّ آخَرَ مِنْ شَرْحِهِ: "هَذَا: وَمِنْ فَوَائِدِ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا تُقَرِّبُ الْعَبْدَ مَعَهُ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَلْتَقِي مَعَهُ يَقَظَةً، وَبِذَلِكَ يَأْمَنُ مِنَ السَّلْبِ، وَقَبْلَ الْتِقَاءِ الْوَلِيِّ مَعَهُ يَقَظَةً يَكُونُ عَلَى خَوْفٍ مِنَ السَّلْبِ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْهُ" اهـ.
فَتَحَصَّلَ مِنْ هَذَا الذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ هَؤُلاَءِ الأَئِمَّةِ رضي الله عنهم: أَنَّ رُؤْيَتَهُ صلى الله عليه وسلم بِعَيْنِ الرَّأْسِ فِي عَالَمِ الْحِسِّ، وَمَا يَتْبَعُهَا مِنَ الأَخْذِ عَنْهُ، وَسُؤَالُهُ عَمَّا يَعْرِضُ، وَمُشَاوَرَتُهِ فِي الأُمُورِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، كُلُّ ذَلِكَ مُمْكِنٌ عَقْلاً، ثَابِتٌ نَقْلاً، لاَ مَانِعَ مِنْهُ لْمَنْ أَكْرَمَهُ اللهُ بِهِ مِنَ الأَوْلِيَاءِ. وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ كَرَامَاتِهِمْ الْمُتَّفَقِ عَلَى جَوَازِ وُقُوعِهَا عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ لِثُبُوتِ حَيَاتِهِصلى الله عليه وسلم كَغَيْرِهِ مِنَ الأَنْبِيَّاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وَلِثُبُوتِ الإِذْنِ لَهُمْ فِي الْخُرُوجِ مِنْ قُبُورِهِمُ، وَالتَّصَرُّفِ فِي الْعَوَالِمِ الْعُلْوِيَّةِ وَالسُّفْلِيَّةِ، بِالدَّلاَئِلِ الْقَطْعِيَّةِ، الْقَائِمَةِ تَصْرِيحاً أَوْ ضِمْناً مِنَ النُّصُوصِ الشَّرْعِيَّةِ.
قَالَ الْجَلاَلُ السُّيُوطِي، أَوْلَ كِتَابِهِ [إِنْبَاءُ الأَذْكِيَاءُ، لِحَيَاةِ الأَنْبِيَّاءِ]: "حَيَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَبْرِهِ هُوَ وَسَائِرُ الأَنْبِيَّاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ مَعْلُومَةٌ عِنْدَنَا عِلْماً قَطْعِيّاً لِمَا قَامَ عِنْدَنَا مِنَ الأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ، وَتَوَاتَرَتْ بِهِ الأَخْبَارُ".
وَذَكَرَ مِنَ الأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمُ فِي صَحيحِهِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: »أَنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمْ فَإِذَا هُوَ حَيٌّ فِي قَبْرِهِ يُصَلِّي قَائِمًا».
وَمِنْ ذَلِكَ حِدِيثُ: »الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ».
وَعَنْ ثَابِتْ البَنَّانِي رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لحُمَيْدٍ الطَّوِِيلِ: "هَلْ بَلَغَكَ أَنَّ أَحَداً يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ غَيْرَ الأَنْبِيَّاءِ؟" قَالَ: "نَعَمْ"، وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ: "اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي هَذِهِ الْكَرَامَةَ"، فَرُوِيَ أَنَّهُ بُقِرَ عَلَى قَبْرهِ فَوُجِدَ قَائِماً يُصَلِّي".
وَذِكْرُ الْقَبْرِ فِي مِثْلِِ هَذِهِ الأَخْبَارِِِِ دِلِيلٌ لِحَيَاةِ الْجَسَدِ، إِذْ لَوْ كَانَ الْمُرَادُ الرُّوحُ لَمْ يُحْتَجْ لَتَخْصِيصِهِ بِكَوْنِهِ فِي الْقَبْرِ". قَالَهُ فِي [تَنْوِيرِ الْحُلَكِ].
وَذَكَرَ فِي [إِنْبَاءِ الأَذْكِيَّاءِ] أَيْضاً عَن الْبَيْهَقِي: "أَنَّ منْ شَوَاهِدِ هَذَا الْبَابِ لُقْيَهُ صلى الله عليه وسلم لِجَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَّاءِ فِي لَيْلَةِ الإِسْرَاءِ، وَأَنَّهُ كَلَّمَهُمْ وَكَلَّمُوهُ، وَأَنَّهُ رَأَى سَيِّدَنَا مُوسَى قَائِماً يُصَلِّي، وَكَذِلِكَ سَيِّدَنَا عِيسَى، وَكَذِلكَ سَيِّدَنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى جَمِيعِهِمْ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ".
وَذَكَرَ فِي [الإِنْبَاءِ] أَيْضاً عَنْ دَلاَئِلِ النُّبُوَةِ أَنَّ سَعِيدَ بَنَ الُمَسَيَّبِ قَالَ: "لَقَدْ رَأَيْتُنِي لَيَالِي الْحَرَّةِ وَمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِصلى الله عليه وسلم غَيْرِي وَمَا يَأْتِي وَقْتُ صَلاَةٍ إِلاَّ سَمِعْتُ الأَذَانَ مِنَ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ". وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ: "لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ الأَذَانَ وَالإِقَامَةَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ الْحَرَّةِ". وِفِي رِوَايَةٍ: "فَكُنْتُ إِذَا حَانَتِ الصَّلاَةُ أَسْمَعُ أَذَاناً يَخْرُجُ مِنَ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ". وَفِي رِوَايَةِ الدَّارِمِي: "وَلَمْ يَبْرَحْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْمَسْجِدَ، وَكَانَ لاَ يَعْرِفُ وَقْتَ الصَّلاَةِ إِلاَّ بِهَمْهَمَةٍ يَسْمَعُهَا مِنْ قَبْرِهِ صلى الله عليه وسلم".
وَنقَلَ فِي [الإِنْبَاءِ] أَيْضاً عَنِ الْقُرْطُبِي رَحِمَهَ اللهُ تَعَالَى: "أَنَّ مَوْتَ الأَنْبِيَّاءِ إِنَّمَا هُوَ رَاجِعٌ إِلَى أَنْ يَغِيبُوا عَنَّا بِحَيْثُ لاَ نُدْرِكِهِمْ وَإِِنْ كَانُوا مَوْجِدِينَ أَحَيَاءً، وَذَلِكَ كَالْحَالِ فِي الْمَلاَئِكَةِ فَإِنَّهَمْ مَوْجُودُونَ أَحْيَاءً لاَ يَرَاهُمْ أَحَدٌ مِنْ نَوْعِنَا إِلاَّ مَنْ خَصَّهُ اللهُ بِكَرَامَتِهِ مِنْ أَوْلِيَائِهِ" اهـ.
وَذَكَرَ هُنَا كَلاَمَ الشَّيْخَ عَفِيفَ الدِّينِ الْيَافِعِي، وَنَصُّهُ عَلَى نَقْلِهِ: "الأَوْلِيَاءُ تَرِدُ عَلَيْهِمْ أَحْوَالٌ يُشَاهِدُونَ فِيهَا مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَيَنْظُرُونَ الأَنْبَيَّاءَ أَحْيَاءً غَيْرَ أَمْوَاتٍ، كَمَا نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فِي قَبْرِهِ. وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ مَا جَازَ لِلأَنْبِيَّاءِ مُعْجِزَةً، جَازَ لِلأَوْلِيَّاءِ كَرَامَةً، بِشَرْطِ عَدَمِ التَّحَدِّي. وَلاَ يُنْكِرُ ذَلِكَ إَلاَّ جَاهِلٌ" اهـ. قَالَ السُّيُوطِي بَعْدَ حِكَايَتِهِ لِكَلاَمِ الشَّيْخِ عَفِيفَ الدِّينِ هَذَا رَحَمَهُمَا اللهُ تَعَالَى: "وَنُصُوصُ الْعُلَمَاءِ فِي حَيَاةِ الأَنْبِيَّاءِ كَثِيرَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِهَذَا الْقَدْرِ" اهـ.
وَفِي هَذَا الْقَدْرِ الذِي ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ أَيْضاً مِنْ ذَلِكَ كِفَايَةٌ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِكَلاَمِ النَّاظِمِ هُنَا، وَاللهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.
وَمَا تَعَسَّفَ بِهِ بَعْضٌ هُنَا مِنِ اسْتِحَالِةِ رُؤْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم يَقَظَةً لِمَا يَلْزَمُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ خُرُوجِهِ مِنْ قَبْرِهِ، وَمَشْيِهِ فِي الأَسْوَاقِ، وَخُلُوِّ قَبْرِهِ مِنْ جَسَدِهِ الْمُقَدَّسِ، رَدَّهُ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ حَجَرٍ الْمَكِّي بِقَوْلِهِ: "وَهَذِهِ الإِلْزَامَاتُ كُلُّهَا لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَزِمٍ، وَدَعَوَى اسْتِلْزَامَهُ لِذَلِكَ عَيْنُ الْجَهْلِ وَالْعِنَادِ". ثُمَّ بَيْنَ ذَلِكَ بِمَا نَقَلَهُ عَنْهُ فِي [الْجَيْشُ]، فَرَاجِعْهُ فِيهِ إِنْ شِئْتَ. وَهُوَ مُسْتَفَادٌ مِنَ النُّصُوصِ السَّابِقَةِ لِمَنْ تَأَمَّلَهَا.
وَمَا أَلْزَمَهُ الْحَافِظُ الْعَسْقَلاَنِي أَيْضاً عَلَى الْقَوْلِ بِإِمْكَانِ رُؤْيَةِ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ فِي عَالَمِ الْحِسِّ، مِنْ أَنَّ الرَّائِي يَكُونُ صَحَابِيّاً، رَدَّهُ الْعَلاَّمَةُ الْهَيْثَمِي أَيْضاً، وَكَذَا السُّيُوطِي فِي [تَنْوِيرِ الْحُلَكِ] بِأَنَّ شَرْطَ الصُّحْبَةِ أَنْ يَرَاهُ وَهُوَ فِي عَالَمِ الْمُلْكِ، وَهَذِهِ رُؤيَةٌ وَهُوَ فِي عَالِمِ الْمَلَكُوتِ، وَهِذِهِ الرُّؤْيَةُ لاَ تُفِيدُ صُحْبَةً. قَالَ السُّيُوطِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: "وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ الأَحَادِيثَ وَرَدَتْ بِأَنَّ جَمِيعَ أُمَّتِهِ عَرَضُوا عَلَيْهِ فَرَآهُمْ وَرَأَوْهُ وَلَمْ يُفِدْهُمْ ذَلِكَ صُحْبَةً لأَنَّ الرُّؤْيَةَ فِي عَالَمِ الْمَلَكُوتِ" اهـ بِمَعْنَاهُ وَغَالِبُ لَفْظِهِ.
قُلْتُ: وَعَالَمُ الْمُلْكِ هَوَ عَالَمُ الْحِسِّ وَالشَّهَادَةِ وَمِنْ شَأْنِهِ دُخُولُ الْمَحْدُودَاتِ وَالْمَرْسُومَاتِ وَالْمُعَرَّفَاتِ تَحْتَ حِيطَةِ الْحُدُودِ وَالرُّسُومِ وَالتَّعْرِيفَاتِ، لَتَقْيِّيدِ الْحِسِّ لِكُلِّ مَحْدُودٍ وَمَرْسُومٍ بِحَدِّهِ وَرَسْمِهِ.
وَعَالَمُ الْمَلَكُوتِ هُوَ عَالَمُ اللَّطَافَةِ وَالْغَيْبِ، وَمِنْ شَأْنِهِ خَرْقُ الْعَوَائِدِ.
وَحَقِيقَةُ خَرْقِ الْعَادَةِ: الْخُرُوجُ عَنْ مُحِيطَاتِ مَا هُوَ مَعْلُومٌ وَمُعْتَادٌ مِنَ الْحُدُودِ وَالرَّسُومِ وَالتَّعْرِيفَاتِ وَسَائِرِ الضَّوَابِطِ الْمُنْحَصِرَةِ فِي عَالَمِ الْحِسِّ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذِهِ الرُّؤْيَةَ لِمَنْ أَكْرَمُهُ اللهُ بِهَا مِنْ بَابِ خَرْقِ الْعَادَةِ، وَلِذَلِكَ دَخَلَتْ فِي حَيِّزِ بَابِ الْكَرَامَةِ كَمَا لاَ يَخَْفَى، فَلاَ يُورِِدُ عَلَيْهَا الإِلْزَامُ الذِي أَوْرَدَهُ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى إِلاَّ مَنْ لَمْ يُمْعِنِِ النَّظَرَ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَ الْكَلاَمِ فِي بِسَاطِ بَابِ خَرْقِ الْعَادَةِ وَالْكَلاَمِ فِي بِسَاطِ الْحِسِّ وَالشَّهَادَةِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
وَلاَ يَذْهَبْ بِكَ الْوَهْمُ إِلَى أَنْ تُنْفِيَ الْخُصُوصِيَّةَ الْكُبْرَى، وَالْمِزِيَّةَ الْعُظْمَى، عَمَّنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الْكَرَامَةِ التِي هِيَ الرَّؤْيَةُ لَهُصلى الله عليه وسلم يَقَظَةً وَمُشَافَهَةً حَيْثُ انْتَفَتْ عَنْهُ دَرَجَةُ الصُّحْبَةِ. فَإِنَّ دَرَجَةَ الصُّحْبَةِ دَرَجةً سَامِيِّةً لاَ مَطْمَعَ فِي دَرْكِهَا لأَحَدٍ مِمَّنْ عَدَاهُمْ، لِمَكَانِ صُحْبَتِهِمْ لِجَسَدِهِ الطَّاهِرِصلى الله عليه وسلم فِي مُدَّةِ وُجُودِهِ الْحَقِيقِّي الْخَارِجِي، وَلِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: »لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً...» الْحَدِيثُ.
وَهَؤَلاَءِ الْكُمَّلِ المُكْرَمُونَ بِرُؤْيَةِ ذَاتِهِ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ مَزِيَّةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى غَيْرِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يُكْرَمْ بِذَلِكَ، مَنْ ذَلِكَ مَا صَرَّحَ بِهِ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ رضي الله عنه فِي الْبَاب الثَّالِثِ عَشَرَ وَثَلاَثِمِائَةٍ مِنَ [الْفُتُوحَاتِ الْمَكِّيِّةِ] مِنْ أَنَّهُمْ يُحْشَرُونَ مَعَهُ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَّامَةِ كَمَا يُحْشَرُ الصَّحَابَةُ الْكرَامُ رضي الله عنهم ، قَالَ: "وَأَمَّا مَنْ يَرَاهُ فِي النَّوْمِ فَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَصْحَابِ هَذَا الْمَقَامِ، وَإِنْ رَآهُ أَلْفَ مَرَّةٍ حَتَّى يَرَاهُ وَهُوَ مَسْتَيِقِظٌ كَشْفاً، وَيُخَاطِبُهُ، وَيَأْخُذُ عَنْهُ، وَيُصَحِّحُ لَهُ مِنَ الأَحَادِيثِ مَا وَقَعَ فِيهِ الطَّعْنُ مِنْ جِهَةِ طَرِيقِهَا" اهـ.وَهَذِهِ مَزِيَّةٌ عَظِيمَةٌ لِهَؤُلاَءِ الْكُمَّلِ عَلَى مَنْ عَدَاهُمْ، إِلاَّ أَنَّهُمْ لاَ يَرْتَقُونَ بِهَا إِلَى دَرَجَةِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم. فَهِيَ مِثْلُ الْمَزِيَّةِ الْحَاصِلَةِ للَّذِينَ يَرْوُونَ الأَحَادِيثَ الْمُتَّصِلَةَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ عَصْرٍ، فَإِنَّهُمْ يُحْشَرَونَ مَعَ الرُّسُلِِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ لأَنَّهُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَّاءِ فِي التَّبْليغِ، وَالْفَقِيهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي رِوَايَةِ الْحَدِيثِ فَلَيْسَ لَهُ هَذِهِ الْمَزِيَّةِ. انْظُرْ [الْفُتُوحَاتُ] فِي الْبَابِ السَّابِقِ فَقَدْ بَسَطَ الْكَلاَمَ فِيهِ فِي تَحْقِيقِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَرِضِيَ عَنْهُ.
وَأَمَّا مَنْ نُقِلَتْ عَنْهُ هَذِهِ الْكَرَامَةُ التِّي هِيَ رَؤْيَةُ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ صلى الله عليه وسلم فِي عَالَمِ الْحِسِّ فَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ الأَكَابِرِ رضي الله عنهم:
مِنْهُمُ الشَّيْخُ الْكَامِلُ مَوْلاَنَا عَبْدُ الْقَادِرُ الْجِيلاَنِي رضي الله عنه. فَقَدْ نَقَلَ فِي [تَنْوِيرِ الْحُلَكِ] عَنِ الشَّيْخِ سِرَاجِ الدِّينِ بْنِ الْمُلَقِّنِ أَنَّهُ ذَكَرَ عَنْهُ فِي كِتَابِ طَبَقَاتِ الأَوْلِيَاءِ أَنَّهُ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الظُّهْرِ فَقَالَ لِي: يَا بِنِيَّ، أَلاَ تَتَكَلَّمُ؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ أَنَا رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ، كَيْفَ أَتَكَلَّمُ عَلَى فُصَحَاءِ بَغْدَادَ؟ فَقَالَ: افْتَحْ فَاكَ، فَفَتَحْتُهُ، فَتَفَلَ فِيهِ سَبْعاً، وَقَالَ: "تَكَلَّمْ عَلَى النَّاسِ وَادْعُ إِلَى سَبِيلِِِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. فَصَلِّيْتُ الظُّهْرَ، وَجَلَسْتُ، وَحَضَرَنِي خَلْقٌ كَثِيرٌ. فأُرْتُجَّ عَلَيَّ، فَرَأْيَتُ عَلِيّاً يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَائِماً بِإِزَائِي فِي الْمَجْلِسِ، فَقَالَ لِي: يَا بِنِيِّ، لِمَ لاَ تَتَكَلَّمُ؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، قَدْ أُرْتُجَّ عَلَيَّ، فَقَالَ: افْتَحْ فَاكَ، فَفَتَحْتُهُ، فَتَفَلَ فِيهِ سِتاً. فَقُلْتُ: لِمَ لَمْ تُكْمِلْهَا سَبْعاً؟ فَقَالَ: تَأَدُّباً مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ تَوَارَى عَنِّي، فَقُلْتُ: غَوَّاصُ الْفِكْرِ يَغُوصُ فِي بَحْرِ الْقَلْبِ عَلَى دُرِّ الْمَعَارِفِ فَيَسْتَخْرِجُهَا إِلَى سَاحِلِ الصَّدْرِ، فَيَنَادِي عَلَيْهِ تُرْجُمَانُ اللِّسَانِ، فيُشْتَرَى بِنَفِائِسِ أَثْمَانِ حُسْنِ الطَّاعَةِ "فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اَللهُ أَن تُرْفَعَ " اهـ.
قَالَ: وَقَالَ، يَعْنِي السِّرَاجُ بْنُ الْمُلَقِّنِ فِي تَرْجَمَةِ الشَّيْخِ خَلِيفَةِ: "كَانَ كَثِيرَ الرُّؤْيَةِ لَهُ صلى الله عليه وسلم يَقَظَةً وَمَنَاماً، فَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ أَكْثَرَ أَفْعَالِهِ مُتَلَقَّاةٌ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم. وَرَآهُ فِي لَيْلَةٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةٍ قَالَ لَهُ فِي إِحْدَاهَا: يَا خَلِيفَةَ، لاَ تَضْجَرْ مِنِّي، فَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَوْلِيَاءِ مَاتَ بِحَسْرَةِ رَؤْيَتِي".
وَنَقَلَ عَنِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ نُوحٍ الْمَقْدِسِيِّ أَنَّهُ ذَكَرَ فِي كِتَابِ [الْوَحِيدُ] بَعْضُ الْمَشَايِخِ، وَسَمَّاهُ، وَقَالَ فِيهِ: "كَانَ يُخْبِرُ أَنَّهُ يَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ سَاعَةٍ حَتَّى لاَ تَكَادُ تَمُرُّ سَاعَةً إِلاَّ وَهُوَ يُخْبِرُ".
وَمِمَّنْ ثَبَتَتْ لَهُ هَذِهِ الْكَرَامَةُ أَيْضاً الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الشَّاذِلِي رضي الله عنه وَتِلْمِيذُهُ وَخَلِيفَتُهُ الشَّيْخُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُرْسِي. وَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَدَّ عَلَيْهِ، وَيُجِيبُهُ إِذَا تَحَدَّثَ.
وَمِمَّنْ ثَبَتَتْ لَهُ هَذِهِ الْكَرَامَةُ: الأُسْتَاذُ سَيِّدِي عَلِي بْنُ وَفَا رضي الله عنه ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ رَآهُصلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ يَقَظَةً لاَ مَنَاماً وَعَلَيْهِ قَميصٌ أَبْيَضُ مِنْ قُطْنٍ، ثُمَّ رَأَى الْقَمِيصَ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهُ: "اقْرَأْ"، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةَ (وَالضُّحَى) وَسُورَةَ (أَلَمْ نَشْرَحْ)، ثُمَّ غَابَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم. وَأَنَّهُ لَمَّا بَلَغَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً أَحْرَمَ للصَّلاَةِ فَرَآهُ صلى الله عليه وسلم قُبَالَةَ وَجْهِهِ، فَعَانَقَهُ، فَقَالَ: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " قَالَ رضي الله عنه: "فَأُوتِيتُ لسَانَهُ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ".
وَذَكَرَ السُّيُوطِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى عَنْ بَعْضِ الأَوْلِيَاءِ أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَ فَقِيهٍ، فَرَوَى ذَلِكَ الْفَقِيهُ حَدِيثاً، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيُّ: "هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ". قَالَ: "وَمِنْ أَيْنَ لَكَ؟". قَالَ: "هَذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِكَ يَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَقُلْ هَذَا الْحَدِيثَ". وكُشِفَ للفَقِيهِ فَرَآهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: "مَا قُلْتُ ذَلِكَ". فَسَلَّمَ الْفَقِيهُ للْوَلِيِّ اهـ.
وَنَقَلَ فِي الْجَيْشِ الْكَبِيرِ عَنِ الشَّيْخِ الْعَارِفِ بِاللهِ تَعَالَى سَيِّدِي عَبْدِ الْوَهَّابِ الشَّعْرَانِيُّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ [لَطَائِفُ الْمِنَنِ وَالأَخْلاَقِ]: "أَدْرَكْتُ بِحَمْدِ اللهِ جَمَاعَةً مِمَّنْ رَأَى رَسُولَ اللهِصلى الله عليه وسلم فِي الْيَقَظَةِ". وَعَدَّ مِنْهُمْ سَيِّدِي عَلِيّاً الْخَوَّاصْ وَالْحَافِظُ السُّيُوطِي وَغَيْرُهُمَا. قَالَ يَعْنِي الشَّعْرَانِي رضي الله عنه : "وَكَانَ سَيّدي إِبْرَاهِيمُ الَمَتْبُولِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يَقُولُ: نَحْنُ خَمْسَةٌ فِي الدُّنْيَا لاَ شَيْخَ لَنَا إِلاَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: الْجُنَيْدُ -يَعْنِي نَفْسَهُ- وَالشَّيْخُ أَبُو مَدْيَنَ، وَالشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْيمِ القَنَاوي، وَالشَّيْخُ أَبُو السُّعُودِ بْنُ أَبِي الْعَشَائِرِ، وَالشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الشَّاذِلِي رضي الله عنه ".
وَقَالَ الشَّعْرَانِي يُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهِ: "لاَ أَعْلَمُ أَحَداً فِي مِصْرَ الآنَ أَقْرَبُ سَنَداً إِلَى رَسُولِ اللهِصلى الله عليه وسلم مِنِّي، فَإِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ رَجُلَيْنِ: سَيِّدِي عَلِيّاً الْخَوَّاصْ، وَسَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الْمَتْبُولِي فَقَطْ".
وَنَقَلَ صَاحِبُ [الْجَيْشْ] عَنْهُ أَيْضاً أَنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ [الْمِيزَانُ]، بَعْدَ أَنْ جَزَمَ بِأَنَّ الْمُجْتِهِدِينَ جَمِيعِهِمْ كَمَالِكٍ وَالشَّافِعِي رَحَمَهُمُ اللهُ يَقُولُونَ بِرُؤْيَةِ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ فِي الْيَقَظَةِ وَيَسْأَلُونَهُ عَمَّا يَحْتَاجُونَ للسُّؤَالِ عَنْهُ مَا نَصُّهُ: "وَقَدْ اشْتَهَرَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الأَوْلِيَاءِ الذِينَ هَمْ دُونَ الأَئِمَّةِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْمَقَامِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيُصَدِّقُهُمْ أَهْلُ عَصْرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ كَالشَّيْخِ إِبْرَاهِيمَ الدَّسُوقِي، وَسَيِّدِي الشَّيْخُ جَلاَلُ الدِّينِ السُّيُوطِي، وَالزَّوَاوِي، وَالْمُرْسِي، وَأَبِي مَدْيَنَ، وَأَبِي السُّعُودِ، وَالشَّاذِلِي، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ، وَجَمَاعَاتٍ ذَكَرْنَاهُمْ فِي طَبَقَاتِ الأَوْلِيَاءِ".
قَالَ: "وَرَأَيْتُ بِخَطِّ جَلاَلِ الدِّينِ السُّيُوطِي عِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، وَهُوَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ الشَّاذِلِي، مَرَاسَلَةً لِشَخْصٍ سَأَلَهُ شَفَاعَةً عِنْدَ السُّلْطَانِ قَايَتْبَايْ، وَنَصُّهَا: اعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّنِي اجْتَمَعْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى وَقْتِي هَذَا خَمْساً وَسَبْعِينَ مَرَّةً يَقَظَةً وَمُشَافَهَةً، وَلَوْلاَ خَوْفِي مِنِ احْتِجَابِهِ صلى الله عليه وسلم عَنِّي بِسَبَبِ دُخُولِي للْوِلاَةِ لَطَلَعْتُ الْقَلْعَةَ وَشَفَعْتُ فِيكَ عِنْدَ السُّلْطَانِ. وَإِنِّي رَجُلٌ مِنْ خُدَّامِ حَدِيثِهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي تَصْحِيحِ الأَحَادِيثِ التِّي ضَعَّفَهَا الْمُحَدِّثُونَ مِنْ طَرِيقِهِمْ. وَلاَشَكَّ أَنَّ نَفْعَ ذَلِكَ أَرْجَحُ مِنْ نَفْعِكَ أَنْتَ يَا أَخِي" اهـ.
قَالَ، يَعْنِي الشَّعْرَانِي رضي الله عنه: "وَيُؤَيِّدُ الشَّيْخُ جَلاَلُ الدِّينِ فِي ذَلِكَ مَا اشْتُهِرَ عَنْ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ بْنِ زِينِِ الْمَادِحِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَرَاهُ يَقَظَةً وَمُشَافَهَةً، وَلَمّا حَجَّ كَلَّمَهُ مِنَ الْقَبْرِ. وَلَمْ يَزَلْ هَذَا مَقَامُهُ حَتَّى طَلَبَ مِنْهُ شَخْصٌ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ عِنْدَ حَاكِمِ الْبَلَدِ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَجْلَسَهُ عَلَى بِسَاطِهِ، فَانْقَطَعَتْ عَنْهُ الرُّؤْيَةُ. فَلَمْ يَزَلْ يَتَطَلَّبُ مِنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مِنْ بَعِيدٍ، فَقَالَ: تَطْلُبُ رُؤْيَتِي مَعَ جُلُوسِكَ عَلَى بِسَاطِ الظَّلَمَةِ، لاَ سَبِيلَ لَكَ إِلَى ذَلِكَ. فَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ اهـ.
وَنُقْلَ فِي [الْجَيْشْ] أَيْضاً عَنِ الشّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الأَجْهُورِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ ذَكَرَ فِي نَوَازِلِهِ أَنَّهُ رَأَى جَمَاعَةً مِمَّنْ وَقَعَتْ لَهُمْ رُؤْيَتُهُ وَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، قَالَ: "مِنْهُمْ شَيْخُنَا الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى شْيَخُ الْمَالِكِيَّةِ فِي زَمَانِهِ الشَّيْخُ مُحَمَّدٌ البُنُوفْرِي "، قَالَ: "وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ لِجَمْيعِ النَّاسِ. وِمِنْهُمْ أَيْضاً شَيْخُنَا الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ الْحَمَّالِي الْمَشْهُورُ بِحُشَيْشٍ، وَكَانَ يَقَعُ لَهُ ذَلِكَ كَثِيراً. وَالْقَرَائِنُ الدَّالَّةُ عَلَى صِدْقِهِمَا فِي ذَلِكَ بَيِّنَةٌ مُفِيدَةٌ للْقَطْعِ. وَمِنْهُمْ شَيْخُنَا نُورُ الدِّينِ القُلُوصِي، وَشَيْخُهُ الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ أَحْمَدُ الأَحْمَرِي، وَقَدْ اجْتَمَعْتُ بِهِ مِرَاراً عَدِيدَةً وَدَعَا لِي بِالدَّعَوَاتِ الصَّالِحَةِ" اهـ.
وَذَكَرَ السَّيُوطِي فِي [تَنْوِيرِ الْحُلَكِ] وَغَيْرُهُ أَنَّ الشَّيْخَ أَبَا الْعَبَّاسِ الْقَسْطَلاَنِي دَخَلَ مَرَّةً عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: "أَخَذَ اللهُ بِيَدِكَ يَا أَحْمَدُ". وَذَكَرَ عَنْ الشَّيْخِ أَبِي السُّعُودِ بْنِ أَبِي الْعَشَائِرِ أَنَّهُ قَالَ: "كُنْتُ أَزُورُ شَيْخِي أَبَا الْعَبَّاسِ وَغَيْرَهُ مِنْ صُلَحَاءِ مِصْرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيَّ لَمْ يَكُنْ لِي شَيْخٌ إِلاَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم"، وَأَنَّهُ كَانَ يُصَافِحُهُ عَقِبَ كُلِّ صَلاَةٍ. وَتَقَدَّمَ قَوْلُ الشَّيْخِ مَوْلاَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ: "لَمْ أَتَزَوَّجْ" إلخ.
وَفِي هَذِهِ النُّبْذَةِ التِّي اقْتَصَرْنَا عَلَيْهَا هُنَا مِنْ ذِكْرِ مَنْ اتَّفَقَتْ لَهُ هَذِهِ الْكَرَامَةُ الْعَظِيمَةُ، كِفَايَةٌ لِمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ للتَّصْدِيقِ وَالتَّسْلِيمِ لِهَذِهِ الْعِصَابَةِ الْكَرِيمَةِ.
المصدر : بغية المستفيد

---------------------------------------------------------------------------

انتهى. فما على المشككين واعدا الطريقة التيجانية خاصة الا ان يراجعوا نفوسهم بعد قراءة الموضوع الذى يحتوى على الدليل والبرهان للكثير من العلماء الاجلاء المعروقين والا نقول لهم اذا كنتم تكذبون برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة من طرف اولياء الله فما حجتكم " هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ". شكرا.









قديم 2012-10-05, 12:53   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
مهدي0315
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مهدي0315
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التجانيون يعتقدون ان احمد التجاني راى الله يقظة وملى عليه صلاة الفتح وبعض الاذكار اليس هذا يناقض الاية الكريمة

قال الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾ . ( سورة المائدة :3 ) .
ان كنت تريد البرهان فاليك البرهان منقول





الفوائد الملتقطة
في الرد على
من زعم رؤية النبي r يقظة








المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
( لقد تجرأ بعض الصوفية في ادعاء خروج النبي r من قبره ورؤية مشايخ القوم له يقظة لا مناماً في الحياة الدنيا والتلقي منه، على اختلاف بينهم في كيفية هذه الرؤية كما سيأتي إن شاء الله بيانه ضمن هذا المبحث، فممن قال بذلك منهم:
ابن حجر الهيتمي في «الفتاوى الحديثية» (ص217) والسيوطي في «تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي r والملك» ضمن «الحاوي للفتاوي» (2/255)، وأبو المواهب الشاذلي كما في «الطبقات الكبرى» للشعراني (2/69)، والشعراني كما في «الطبقات الصغرى» (ص89)، وأحمد التيجاني وخلفاؤه كما في «رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم» (1/210)، ومن المتأخرين: خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم كما في «طبقات ابن ضيف الله» (ص190)، ومحمد بن علوي المالكي في «الذخائر المحمدية» (ص259)، ومحمد فؤاد الفرشوطي في «القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات المحمدية للسادة الصوفية» (ص25))( ) ؛ و علي الجفري الملقب بـ ( زين العابدين ) !! فقد تحدث عن هذه المسألة في عدة مجالس مسجلة بصوته، وممن يقول بها كذلك مفتي مصر الحالي علي جمعة؛ بل قد زعم – علي جمعة - بأنه رأى النبي  يقظة!! وقوله هذا مسجل بصوته والله المستعان.
وفيما يلي أنقل ردوداً لبعض أهل العلم على هذه الدعوى وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم؛ وأن ينفع به ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






* أولاً:
ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم إمكانية رؤية النبي r يقظة
قال الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله – في كتابه العجاب «تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي» (2/47-49) باختصار:
( من الأدلة على عدم إمكانية رؤية النبي r يقظة أن أموراً عظيمة وقعت لأصحاب رسول الله r وهم أفضل الأمة بعد نبيها كانوا في حاجة ماسة إلى وجوده بين أظهرهم ولم يظهر لهم، نذكر منها:
- انه وقع خلاف بين الصحابة بعد وفاة النبيr بسبب الخلافة، فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم.
- اختلاف أبي بكر الصديق مع فاطمة رضي الله عنهما على ميراث أبيها فاحتجت فاطمة عليه بأنه إذا مات هو إنما يرثه أبناؤه فلماذا يمنعها من ميراث أبيها؟ فأجابها أبو بكر بأن النبي r قال: « نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة » رواه البخاري وغيره.
- الخلاف الشديد الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة وعلي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين من جهة أخرى، والذي أدى إلى وقوع معركة الجمل، فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، فلماذا لم يظهر لهم النبي r حتى يحقن هذه الدماء؟
- الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب t مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقن تلك الدماء.
- النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما والذي أدى إلى وقوع حرب
صفين حيث قتل خلق كثير جداً منهم عمار بن ياسر. فلماذا لم يظهر النبي r حتى تجتمع كلمة المسلمين وتحقن دمائهم.
- أن عمر بن الخطاب t على جلالة قدره وعظمة شأنه كان يُظهر الحزن على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول: (ثلاث وددت أن رسول الله r لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهداً ننتهي إليه: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا) متفق عليه.فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له: لا تحزن حكمها كذا وكذا) اهـ .



* * * *










* ثانياً:
أقوال بعض أهل العلم في هذه المسألة
إليك أخي القارئ الكريم أقوال بعض أهل العلم في هذه المسالة؛ وأغلب هذه النقول من كتاب «القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل» للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله:
1 - قال القاضي أبو بكر بن العربي نقلاً من «فتح الباري» للحافظ ابن حجر العسقلاني (12/384): (شذ بعض الصالحين فزعم أنها - أي رؤية النبي  بعد موته - تقع بعيني الرأس حقيقة).
2 - الإمام أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي في «المفهم لشرح صحيح مسلم» ذكر هذا القول وتعقبه بقوله: (وهذا يدرك فساده بأوائل العقول ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها وأن يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده ولا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره.
وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل) وإلى كلام القرطبي هذا أشار الحافظ ابن حجر في «الفتح» بذكره اشتداد إنكار القرطبي على من قال: (من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة).
3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته «العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية»: (منهم من يظن أن النبي r خرج من الحجرة وكلمه وجعلوا هذا من كراماته ومنهم من يعتقد أنه إذا سأل المقبور أجابه.
وبعضهم كان يحكي أن ابن منده كان إذا أشكل عليه حديث جاء إلى الحجرة النبوية ودخل فسأل النبي r عن ذلك فأجابه، وآخر من أهل المغرب حصل له مثل ذلك وجعل ذلك من كراماته حتى قال ابن عبد البر لمن ظن ذلك: ويحك أترى هذا أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار فهل في هؤلاء من سأل النبي r بعد الموت وأجابه وقد تنازع الصحابة في أشياء فهلا سألوا النبي r فأجابهم، وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثها فهلا سألته فأجابها؟).
وحكاية ابن منده التي أشار إليها ابن تيمية رحمه الله في هذا الكلام ذكرها الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء»‏ (17/37-38) في ترجمة أبى عبد الله محمد بن أبى يعقوب إسحاق بن الحافظ أبى عبد الله محمد بن يحي بن منده وقال الذهبي فيها: (هذه حكاية نكتبها للتعجب).
وقال في إسنادها: (إسنادها منقطع) اهـ.
4 - قال الحافظ الذهبي في ترجمة الربيع بن محمود المارديني في «ميزان الاعتدال في نقد الرجال»: (دجال مفتر ادعى الصحبة والتعمير في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكان قد سمع من ابن عساكر عام بضع وستين).
يعني الحافظ الذهبي بالصحبة التي ادعاها الربيع ما جاء عنه أنه رأى النبي r في النوم وهو بالمدينة الشريفة فقال له: أفلحت دنيا وأخرى، فادعى بعد أن استيقظ أنه سمعه وهو يقول ذلك.
ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني في «الإصابة في تمييز الصحابة» (1/ 513).
5- الحافظ ابن كثير ذكر في ترجمة أحمد بن محمد بن محمد أبى الفتح الطوسي الغزالي في «البداية والنهاية» ‏ (12/196) أن ابن الجوزي أورد أشياء منكرة من كلامه منها أنه - أي أبا الفتح الطوسي - كان كلما أشكل عليه شيء رأى رسول الله r في اليقظة فسأله عن ذلك فدله على الصواب، وأقر ابن كثير ابن الجوزي على عد هذا من منكرات أبى الفتح الطوسي، وابن الجوزي ذكر هذا في كتابه «القصاص والمذكرين» (ص156).
6- ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» (12/385) أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي r في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك ثم تعقب الحافظ ذلك بقوله: (وهذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف).
7- قال السخاوي في رؤية النبي r في اليقظة بعد موته: (لم يصل إلينا ذلك - أي ادعاء وقوعها - عن أحد من الصحابة ولا عمن بعدهم وقد اشتد حزن فاطمة عليه‏ r حتى ماتت كمداً بعده بستة أشهر على الصحيح وبيتها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه) نقل ذلك القسطلاني في «المواهب اللدنية» (5/295) عن السخاوي.
8- قال ملا علي قاري في «جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي» (2/238): (إنه أي ما دعاه المتصوفة من رؤية النبي r في اليقظة بعد موته لو كان له حقيقة لكان يجب العمل بما سمعوه منه r من أمر ونهي وإثبات ونفي ومن المعلوم أنه لا يجوز ذلك إجماعاً كما لا يجوز بما يقع حال المنام ولو كان الرائي من أكابر الأنام وقد صرح المازري وغيره بأن من رآه يأمر بقتل من يحرم قتله كان هذا من الصفات المتخيلة لا المرئية) انتهى كلام الملا علي قاري وفيه فائدة أخرى هي حكايته الإجماع على عدم جواز العمل بما يدعى من يزعم أنه رأى النبي r في اليقظة أنه سمع منه أمر أو نهي أو إثبات أو نفي، وفي حكايته الإجماع على ذلك الرد على قول الزرقاني في «شرح المواهب اللدنية» (7/29) ما نصه: (لو رآه يقظة - أي بعد موته - وأمره بشيء وجب عليه العمل به لنفسه ولا يعد صحابياً وينبغي أن يجب على من صدقه العمل به قاله شيخنا).
9- قال الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله في كتابه « الإنصاف في حقيقة الأولياء وما لهم من الكرامات والألطاف » بعد ذكره لبعض أقوال الصوفية المخالفة للشريعة: ( فإن لم يكن هذا القول من أقوال أهل الجنون وإلا فلا جنون في الأكوان، وأعجب من هذا قول السيوطي: (أن من كرامة الولي أن يرى النبي  ويجتمع به في اليقظة ويأخذ عنه ما قسم من مذاهب ومعارف).
قال: (وممن نص على ذلك من أئمة الشافعية الغزالي والسبكي واليافعي، ومن المالكية القرطبي وابن أبي حمزة وابن الحاج في «المدخل»). قال: (وحكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثاً، فقال له الولي: هذا الحديث باطل. فقال له الفقيه: من أين لك هذا؟ قال: هذا النبي واقفٌ على رأسك يقول: إني لم أقل هذا الحديث. وكُشف للفقيه فرآه. وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: لو حجب عني النبي  طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين)( ).
وهذا استدل به السيوطي على أن عيسى بن مريم إذا نزل من السماء آخر الزمان فإنه يأخذ علم شريعة النبي محمد عنه  وهو في قبره( ).
وأما الخضر فقالوا: أخذ عن أبي حنيفة خمسة عشر سنة بعد موته، وفيه دلالة على بلادة الخضر عندهم وقلة فهمه حيث بقي هذه المدة يأخذ العلم.
والحاصل: أن هذا كلام لا تجري به أقلام من لهم عقول فضلاً عمن يعرف آثاره من علم معقول أو منقول، وقد ثبت أن أبا بكر الصديق وعمر الفاروق كانا يتمنيان لو سألا رسول الله  عن مسائل من علم الدين، وهذا أبو بكر يقول للجدة لما جاءت تطلب ميراثها من ابن ابنها أو ابن بنتها. ما أجد لك في الكتاب شيئاً ولا سمعت من رسول الله  شيئاً وسأسأل الناس العشية، فلما صلى الظهر أقبل على الناس فقال: أن الجدة أتتني تسألني ميراثها. إلى أن قال: فهل سمع أحدٌ منكم من رسول الله  شيئاً؟ فقام المغيرة بن شعبة فقال: سمعت رسول الله  يقضى لها بالسدس فقال: هل سمع ذلك معك أحد فقام محمد بن سلمة فقال: كقول المغيرة( ).
ومثله قصة عمر في الاستئذان( ) ورجوعه إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في عدة وقائع( )، وكم من مسائل اجتهد فيها الصحابة وهم في الحجرة النبوية وفي المدينة الطيبة. فكيف ساغ لهم الاجتهاد مع إمكان وجود النص وأخذه عن لسان المصطفى  . وكم وكم من قضايا حار فيها الصحابة فرجعوا إلى الرأي وبعضهم كان لا يعلم الحديث في القضية التي حار فيها حتى يرويها له بعض الصحابة، ولا حاجة إلى التطويل لذلك. فيا عجباه لعقول تقبل هذا الهذيان، ومن قوم يعدون أنفسهم من العلماء الأعيان... الخ ) .
10- قال الشيخ عبد الحي بن محمد اللكنوي - رحمه الله - في «الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (ص46): (ومنها - أي من القصص المختلقة الموضوعة - ما يذكرونه من أن النبي r يحضر بنفسه في مجالس وعظ مولده عند ذكر مولده وبنوا عليه القيام عند ذكر المولد تعظيماً وإكراماً.
وهذا أيضا من الأباطيل لم يثبت ذلك بدليل، ومجرد الاحتمال والإمكان خارج عن
حد البيان).
11- قال الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله - في «حكم الاحتفال بالمولد النبوي»: (بعضهم يظن أن رسول الله r يحضر المولد؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن الرسول r لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون:ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ]المؤمنون:15- 16[، وقال النبي r: «أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر. وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر» عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.
فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي r وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة … الخ).
12- قال عبد الفتاح أبو غدة( ) في تعليقه على «المصنوع في معرفة الحديث الموضوع» لعلي قاري - رحمه الله - (ص273): (ومن غريب ما وقفتُ عليه بصَدَدِ (التصحيح الكشفي) و(التضعيف الكشفي): ما أورده الشيخ إسماعيل العجلوني الدمشقي في مقدمة كتابه «كشف الخفاء ومزيل الإلباس»(1/9-10)، على سبيل الإقرار والاعتداد به!
قال: (والحكم على الحديث بالوضع والصحة أو غيرهما، إنما بحسب الظاهرِ
للمحدثين، باعتبار الإسناد أو غيره، لا باعتبار نفس الأمرِ والقطع، لجواز أن يكون الصحيح مثلاً باعتبار نظر المحدث: موضوعاً أو ضعيفاً في نفس الأمر، وبالعكس. نعم المتواتر مطلقاً قطعي النسبة لرسول الله r اتفاقاً.
ومع كون الحديث يحتمل ذلك، فيعمل بمقتضى ما يثبت عند المحدثين، ويترتب عليه الحكم الشرعي المستفاد منه للمستنبطين.
وفي «الفتوحات المكية»! للشيخ الأكبر قدس سره الأنور!!، ما حاصله: فرب حديث يكون صحيحاً من طريق رواته يحصل لهذا المكاشف أنه غير صحيح لسؤاله لرسول الله r فيعَلم وضعه، ويترك العمل به وإن عمل به أهل النقل لصحة طريقه.
ورب حديثٍ ترِك العمل به لضعف طريقه، من أجل وضاع في رواته، يكون صحيحاً في نفس الأمر، لسماعِ المكاشف له من الروح حين إلقائه على رسول الله r) انتهى.
قال عبد الفتاح - أبو غدة -: هذا ما نقله العجلوني وسكت عليه واعتمده!
ولا يكاد ينقضي عجبي من صنيعه هذا! وهو المحدث الذي شرح «صحيح البخاري»، كيف استساغ قبول هذا الكلام الذي تهدر به علوم المحدثين، وقواعد الحديث والدين؟ و يصبح به أمر التصحيح والتضعيف من علماء الحديث شيئاً لا معنى له بالنسبة إلى من يقول: إنه مكاشَف أو يَرى نفسه أنه مكاشَف! ومتى كان لثبوت السنة المطهرة مصدران: النقل الصحيح من المحدثين والكشف من المكاشفين؟! فحذارِ أن تغتر بهذا، والله يتولاك ويرعاك) اهـ.



* ثالثاً:
الرد على الشبهات
قال الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم - حفظه الله - في «خصائص المصطفى r بين الغلو والجفاء عرض ونقد على ضوء الكتاب والسنة» (ص207-218):
(أكثر ما يستدل به هؤلاء: الحكايات، والادعاءات المنقولة عن أرباب الأحوال الصوفية، ومنهم من يستدل بحديث أبي هريرة الذي رواه البخاري ولفظة: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي» .]«كتاب التعبير»حديث رقم 6993 (12/383 مع «الفتح»[.
والكلام على هذا الاستدلال من عدة أوجه سيأتي بيانها إن شاء الله.
وأورد الآن بعض الحكايات التي يذكرونها إما في معرض الاحتجاج أو الاستشهاد أو الكرامات:
قال الشعراني في«الطبقات الكبرى» (2/69): (قال أبو المواهب الشاذلي:رأيت رسول الله r فقال لي عن نفسه: لست بميت وإنما موتي تستري عمن لا يفقه عن الله؛ فها أنا أراه ويراني).
وقال أيضاً في «الطبقات الكبرى» (2/67): (كان أبو المواهب كثير الرؤيا لرسول الله ، وكان يقول: قلت لرسول الله r إن الناس يكذبوني في صحة رؤيتي لك، فقال رسول الله : وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها أو كذبك فيها لا يموت إلا يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً. وهذا منقول من خط الشيخ أبي المواهب).
وقال أيضاً في المرجع السابق (2/70): (رأيت رسول الله r فسألته عن الحديث المشهور: «اذكروا الله حتى يقولوا مجنون». في «صحيح ابن حبان»: «أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون» فقال : صدق ابن حبان في روايته وصدق راوي اذكروا الله، فإني قلتهما معاً، مرة قلت هذا ومرة قلت هذا).
ويزعم بعض تلامذة خوجلي بن عبد الرحمن: (أن شيخهم يرى النبي r كل يوم أربعة عشرين مرة - الصواب:كل يوم أربعاً وعشرين مرة- والرؤيا يقظة). ]«طبقات ابن ضيف الله» (ص190)[.
ويقول الشعراني: (وكان يقول- يعني أبا العباس الـمُرسي- لي أربعون سنة ما حُجبت عن رسول الله ، ولو حُجبت طرفة عين ما أعددن نفسي من جملة المسلمين).
هذا هو حال طائفة من الغلاة الذين عبدوا الله على جهل وغرور فتلاعب بهم الشيطان أيما تلاعب، فإن ماتوا على تلك الحال ولم يتراجعوا عن ذلك المقال فليتبؤوا مقعدهم من النار على لسان المختار .
وطائفة أخرى لها حظ من العلم في بعضه دخن، يستعمل ما آتاه الله من علم في نصرة الباطل وأهله من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
لما سُئل ابن حجر الهيتمي: (هل يمكن الاجتماع بالنبي r يقظة والتلقي منه؟ فأجاب: نعم يمكن ذلك وصرح بأن ذلك من كرامات الأولياء الغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية، والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية. وحًكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثاً فقال له الولي: هذا الحديث باطل، قال: ومن أين لك هذا؟ قال هذا النبي r واقف على رأسك يقول: إني لم أقل هذا الحديث وكُشف للفقيه فرآه) ] «الفتاوى الحديثية» (ص217)[.
وأعجب من تلك الحكاية زيارة النبي r للسيوطي في بيته يقظة لا مناماً وقراءة السيوطي للأحاديث بين يدي النبي r وهو يسمع.
قال الشعراني في «الطبقات الصغرى» (ص28-29) : (أخبرني الشيخ سليمان الخضيري قال: بينا أنا جالس في الخضيرية على باب الإمام الشافعي t إذ رأيت جماعة عليهم بياض وعلى رؤوسهم غمامة من نور، يقصدوني من ناحية الجبل. فلما قربوا مني فإذا هو النبي r وأصحابه، فقبلت يده، فقال النبي : امض معنا إلى الروضة. فذهبت مع النبي r إلى بيت الشيخ جلال الدين، فخرج إلى النبي r وقبل يده وسلم على أصحابه، ثم أدخله الدار، وجلس بين يديه. فصار الشيخ جلال الدين يسأل النبي r عن بعض الأحاديث وهو r يقول: هات يا شيخ السنة).
وقال الشعراني أيضاً في المرجع السابق (ص30): (وكان  - يعني السيوطي- يقول رأيت النبي r يقظة فقال لي يا شيخ الحديث. فقلت: يا رسول الله أمن أهل الجنة أنا؟ فقال: نعم. فقلت: من غير عذاب يسبق؟ فقال النبي : لك ذلك).
ألا يعلم الهيتمي وهو على معرفة بعلوم الحديث، بل وله فتاوى حديثية في ذلك والسيوطي - والعهدة على الشعراني- وله ألفية في علوم الحديث وله عليها شرح كبير أن تلك الحكايات والادعاءات لا يجوز الاحتجاج ولا الاستشهاد بها في شيء من أمور الدين. بل هي باطلة ومن أبين الأدلة على بطلانها سؤال الولي والسيوطي للنبي r يقظة لا مناماً . فلو كان مثل هذا السؤال ممكناً لما أفنى علماء الحديث أعمارهم في التمييز بين الصحيح والضعيف، ولكان تأليف الدواوين الضخمة في أحوال الرجال نوعاً من العبث وتضييعاً للأوقات، ولاستغنوا عن ذلك بسؤاله r مباشرة عن صحة الأحاديث وضعفها كما فعل السيوطي شيخ السنة !!
بل ما كان للهيتمي وصنوه السبكي ومن نحا نحوهم أن يتكلفوا التأليف في مسائل الزيارة والاستغاثة بالنبي r ويسودوا صفحات كتبهم بالأحاديث الضعيفة والمنكرة، وكان الأولى لهم أن يسألوا النبي r عن المسائل التي نازعهم فيهم خصومهم كما فعل السيوطي شيخ السنة !!! أم أنه لا يوجد أولياء لله في ذلك الوقت؟! إنهم يعرفون ولكنهم قوم يُحرَّفون.
وبعد هذا النزر اليسير من الحكايات والادعاءات المنقولة عن أرباب الأحوال الصوفية في دعوى مقابلة النبي r يقظة والتلقي منه، وكل حكاية تتضمن تكذيب تلك الدعوى، ننتقل إلى الرواية التي استدلوا بها. وهذا سندها ومتنها:
قال البخاري رحمه الله: حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت النبي r يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي» ] «البخاري» (كتاب التعبير) (12/383) مع «الفتح» حديث رقم 6993[.
والكلام على الاستدلال بهذه الرواية من عدة أوجه:
الوجه الأول: من حيث مخالفتها لروايات أصحاب أبي هريرة :
جاء هذا الحديث عن أبي هريرة t من خمسة طرق، أربعة منها تخالف تلك الرواية، وتفصيلها على النحو التالي:
الطريق الأولى:
عن أبي صالح ذكوان السمان(1) عن أبي هريرة t مرفوعاً: «تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني ولا يتمثل الشيطان في صورتي». ]رواه البخاري في «صحيحه» كتاب الأدب، حديث رقم 6197، مع «الفتح»، وأحمد (1/400)، (2/463)[.
الطريق الثاني:
عن محمد بن سيرين( ) عن أبي هريرة  مرفوعاً: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي».]رواه مسلم في «صحيحه» (15/24) مع «شرح النووي»، وأحمد (2/411)، (2/472)[.
الطريق الثالث:
عن العلاء بن عبد الرحمن( ) عن أبيه( ) عن أبي هريرة t مرفوعاً بمثل اللفظ السابق. ]رواه ابن ماجه (كتاب الرؤيا) حديث رقم 3901[.
الطريق الرابع:
عن عاصم بن كليب( ) عن أبيه( ) عن أبي هريرة t مرفوعاً بمثل اللفظ السابق. ]رواه أحمد (2/232، 342)[.
الطريق الخامس:
عن أبي سلمة( ) بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة.
ورواه عن أبي سلمة اثنان:
1- محمد( ) بن عمرو بن علقمة الليثي. ولفظه: «من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتشبه بي» كلفظ الجماعة.]رواه أحمد (2/261)[.
ب- محمد( ) بن شهاب الزهري، واختُلف على الزهري في لفظ الحديث:
- فرواه محمد( ) بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عنه بلفظ الشك: «من رآني في المنام فسيراني أو فكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي».]رواه أحمد (5/306)[.
وتابعه سلامة بن عقيل على الرواية بالشك.]الخطيب «تاريخ بغداد»(10/284)[.
ورواه يونس( ) بن يزيد عن الزهري، واختُلف على يونس في لفظ الحديث كذلك.
- فرواه عبد الله( ) بن وهب عن يونس بالشك كما رواه ابن أخي ابن شهاب وسلامة بن عقيل عن الزهري باللفظ السابق.]رواه مسلم (كتاب الرؤيا) (15/24 مع «شرح النووي »)، وأبو داود (4/444-445)[.
- ورواه أنس بن عياض( ) عن يونس بلفظ: « من رآني في المنام فقد رأى الحق» كلفظ الجماعة.]رواه ابن حبان (7/617)[.
- ورواه عبد الله( ) بن المبارك عن يونس باللفظ المخالف لكل الطرق السابقة عن أبي هريرة: « من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» ] «البخاري»(كتاب التعبير) (12/383) مع «الفتح» حديث رقم 6993[.
ولم يقتصر هذا اللفظ للرواية على مخالفة الطرق الأخرى لأصحاب أبي هريرة ، بل خالف جميع الألفاظ التي وردت عن جمع من أصحاب رسول الله r ممن روى هذا الحديث.
الوجه الثاني: من حيث مخالفتها لروايات الصحابة الآخرين:
روى حديث رؤيا النبي r في المنام جمع من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بألفاظ متقاربة ومعان متوافقة، وتفصيل ذلك على النحو التالي:
اللفظ الأول:رواه أنس بن مالك( ) وجابر بن عبد الله( )، وأبو سعيد الخدري( )، وابن عباس( )وابن مسعود( )، وأبو جحيفة( )  مرفوعاً:« من رآني في المنام فقد رآني».
اللفظ الثاني: رواه أبو قتادة( ) وأبو سعيد الخدري( ) رضي الله عنهما مرفوعاً: «من رآني فقد رأى الحق».
اللفظ الثالث: رواه جابر t مرفوعاً: «من رآني في النوم فقد رآني ».] «صحيح مسلم» (كتاب الرؤيا) (15/26) مع شرح النووي)[.
فظهر من هذين الوجهين أن الرواية التي استدل بها القوم جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث عن أبي هريرة ، بل جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث من أصحاب النبي r، ونتيجة لهذا الاختلاف ولكون الرواية في «صحيح البخاري» أخذ أهل العلم يتأولون معناها ويذكرون لها أجوبة لتتوافق مع روايات الجمهور.
الوجه الثالث: أجوبة العلماء عن ذلك اللفظ المشكل:
ذكر ابن حجر في «فتح الباري» (12/385) ملخصاً لتلك الأجوبة بقوله:
(وحاصل تلك الأجوبة ستة:
- أحدها: أنه على التشبيه والتمثيل، ودل عليه قوله في الرواية الأخرى: «فكأنما رآني في اليقظة».
- ثانيها: أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير.
- ثالثها: أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه.
- رابعها: أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكن ذلك، وهذا من أبعد المحامل.
- خامسها: أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه.
- سادسها: أنه يراه في الدنيا حقيقة ويُخاطبه، وفيه ما تقدم من الإشكال.
الوجه الرابع: ما يرد على القوم من الإشكال على المعنى الذي قالوا به:
والإشكال الذي أشار إليه ابن حجر رحمه الله ذكره بعد قوله: (ونُقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي r في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك. قلت - أي ابن حجر- : وهذا مشكل جداً ولو حُمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة، ويُعَكَّرُ عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يُذكر عن واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف. وقد أشتد إنكار القرطبي( ) على من قال: من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة). ]«فتح الباري»(12/385)[.
والإنكار الذي أشار إليه ابن حجر هو قول القرطبي: (اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء، وهذا قول يُدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء، فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب، لأنه جائز أن يُرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير
قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل).
وممن أنكر على القوم رؤيتهم للنبي r يقظة القاضي أبوبكر بن العربي( ) قال كما في «فتح الباري» (12/384) : (وشذ بعض القدرية فقال: الرؤية لا حقيقة لها أصلاً وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس).
الوجه الخامس: اضطراب مقالات القوم في كيفية الرؤية:
فلما اشتد الإنكار على هؤلاء القائلين برؤيته r في الدنيا بعد وفاته يقظة لا مناماً، اضطربت مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا فمنهم من أخذته العزة بالإثم فنفى الموت عن النبي r بالكلية وزعم أن موته r هو تستره عمن لا يفقه عن الله.
- ومنهم من زعم أنه r يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه ويسير حيث شاء في أقطار الأرض في الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته. ]عمر الفوتي «رماح حزب الرحيم» (1/210) بهامش «جواهر المعاني»[.
- ومنهم من زعم أن له r مقدرة على التشكل والظهور في صور مشايخ الصوفية. ]عبد الكريم الجيلي «الإنسان الكامل»(2/74-75)[.

وفريق لان بعض الشيء:
- فمنهم من زعم أن المراد برؤيته كذلك يقظة القلب لا يقظة الحواس الجسمانية. ]الشعراني «الطبقات الكبرى» نقلاً عن محمد المغربي الشاذلي[.
- ومنهم من قال إن الاجتماع بالنبي r يكون في حالة بين النائم واليقظان.]الشعراني «الطبقات الصغرى» (ص89)[.
- ومنهم من قال إن الذي يُرى هي روحه r .]محمد علوي المالكي «الذخائر المحمدية» (ص259)، «القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات» لفؤاد الفرشوطي (ص25)[.
وعليه فبعد أن ظهر تفرد تلك الرواية التي استدل بها القوم عن روايات الجمهور، وتلك الاحتمالات التي تأولها أهل العلم في المراد بمعناها، وتلك الإشكالات والإنكارات التي وردت على المعنى الذي قصده القوم، واضطراب مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا، بكل ذلك يسقط استدلالهم بها، والقاعدة المشهورة في ذلك: إذا ورد على الدليل الاحتمال بطل به الاستدلال) انتهى كلام الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم – جزاه الله خيراً-.

كما رد الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله - في كتابه العجاب «تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي»(2/39-52) على من يستدل بقول النبي : «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» على إمكانية رؤية النبي  يقظة بقوله:
( أما رواية: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة» لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي r في اليقظة:
1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله r أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.
2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً: باب في إمكان رؤية النبي r في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.
3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ « فسيراني في اليقظة» بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها: «فقد رآني» أو «فقد رأى الحق» أو « فكأنما رآني في اليقظة» أو «فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة» بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ «فسيراني في اليقظة» لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:
أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه: ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ «فسيراني في اليقظة» إلا في موضع واحد.
ثانياً: أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، وأحمد (5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ «فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة» وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ «فكأنما رآني» أو «فقد رآني» لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في «تنوير الحلك»: (وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي ») فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.
رابعاً: ذكر الحافظ ابن حجر في «الفتح» (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة «فقد رآني في اليقظة» بدل قوله: «فسيراني».
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: (وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله: (إن كان المحفوظ «فكأنما رآني في اليقظة» فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي r في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على: أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول: لو فرضنا أن هذا اللفظ «فسيراني» هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/26): (فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته r في اليقظة عياناً.
وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.
وجملة القول أن إدعاء إمكان رؤيته r في اليقظة ووقوعها مذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:
الوجه الأول: اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤية، وهل هي رؤية لذاته r على الحقيقة، أو رؤية لمثال لها، نقله السيوطي في «تنوير الحلك» ضمن «الحاوي للفتاوى» (2/263).
ثم قال: (الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).
ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله: (رؤية النبي r بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال) ثم قال السيوطي: (ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه؛ وذلك لأنه r وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.
أقول: إذا كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم - يقولون إن النبي r لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط، فكيف يدافع السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟
الوجه الثاني: أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟
أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً حين قال في نفس المصدر: (أكثر ما تقع رؤية النبي r في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر) فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين، ثم قال: (لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض، وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …).
الوجه الثالث: أن بعض كبار الصوفية ينفي وقوع رؤية النبي r في اليقظة.
فيقول أبو القاسم القشيري في«الرسالة القشيرية» (باب رؤيا القوم) (ص368): (وقال بعضهم: في النوم معان ليست في اليقظة، منها: أنه يرى المصطفى r والصحابة والسلف الماضين في النوم ولا يراهم في اليقظة) اهـ.
وقد يقول قائل: إن هذا نقله القشيري عن بعضهم ولا ندري هل هم من الصوفية أو من غيرهم؟
والجواب:
أ- أن القشيري نفسه من كبار الصوفية وقد نقل العبارة وأقرها.
ب- أنه لا ينقل في رسالته مثل هذا الكلام إلا عن الصوفية، حيث ذكر في مقدمة
كتابه أنه إنما يذكر سير شيوخ التصوف وآدابهم ... وما أشاروا إليه من مواجيدهم،
وأكده في الخاتمة.
الوجه الرابع: أن هذه العقيدة مخالفة لإجماع أهل السنة والجماعة وهي خاصة بأهل البدعة، قال ابن حزم في «مراتب الإجماع»(ص176): (واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس).
الوجه الخامس: أنه يلزم من القول بإمكان رؤيته في اليقظة ووقوعها لوازم باطلة قد ذكرتها أثناء نقل أقوال أهل العلم في هذا الموضوع.
وأخيراً: نقل السيوطي عن بعض أهل العلم احتجاجه على حياة الأنبياء بأن النبي r اجتمع بهم ليلة الإسراء في بيت المقدس.
ومقصده أن ما دام هذا ممكناً في حق النبي r معهم فيمكن أن يكون جائزاً في حق أولياء أمته معه، فيرونه في اليقظة.
والجواب على هذه الشبهة أن يقال:
أولاً: ليس النزاع في حياة الأنبياء في قبورهم ولا في اجتماع النبي r بهم ليلة الإسراء ولا صلاته بهم إماماً، فإن ذلك كله ثابت رواية، فيجب على جميع المؤمنين التصديق به.
ثانياً: أن مما يجب أن يعلم أن حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا نعلم كيف هي، وحكمها كحكم غيرها من المغيبات، نؤمن بها ولا نشتغل بكيفيتها، ولكننا نجزم بأنها مخالفة لحياتنا الدنيا.
ثالثاً: أن الذي أخبرنا بأنه اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء هو الصادق المصدوق الذي يجب على كل مؤمن أن يصدقه في كل ما أخبر به من المغيبات دقيقها وجليلها، ولذا آمنا بما أخبرنا به واعتقدناه عقيدة لا يتطرق إليها شك إن شاء الله تعالى.
أما من جاءنا بخبر وقوع رؤية النبي r في اليقظة فمجموعة من الدراويش خالفت الكتاب والسنة والإجماع والمعقول، فلم يجز - ولا أقول فلم يجب - أن نصدقهم في دعواهم تلك.
بل وجب على كل موحد ذاب عن حمى التوحيد أن يردها بما استطاع لأنه باب يؤدي فتحه إلى ضلال عظيم وخراب للأديان والعقول ويفتح باب التشريع من جديد، ولا حول ولا قوة إلا بالله. والله أعلم) . انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح جزاه الله خيراً بتصرف.
ولمزيد من الفائدة انظر كتاب «المصادر العامة للتلقي عند الصوفية عرضاً ونقداً» للشيخ صادق سليم صادق (ص405-430) وكتاب «تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي» للشيخ محمد أحمد لوح (2/36-52)، وكتاب «خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء» تأليف الصادق بن محمد بن إبراهيم، وكتاب «رؤيا الرسول  يقظة ومناماً ضوابطها وشروطها » للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.










قديم 2012-10-05, 23:47   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
عبد الله110
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبد الله110
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله "










قديم 2012-10-07, 17:13   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
rouge et noir
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اعجبني رد السلفي عندما قلت له ان الله سبحانه و تعالى قال في كتابه : و لتجدن اشد الناس عداوة اليهود و ... الى آخر الآية

ليقابلي و يقول لا ، ان الشيعة هم الاخطر .... في آخر الزمان اصبح جهال السلفية ادرى من خالقهم .... هذه الصفات التي اهلكت بني اسرائيل يا بني سعود










قديم 2012-10-07, 18:24   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
مهدي0315
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مهدي0315
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rouge et noir مشاهدة المشاركة
اعجبني رد السلفي عندما قلت له ان الله سبحانه و تعالى قال في كتابه : و لتجدن اشد الناس عداوة اليهود و ... الى آخر الآية

ليقابلي و يقول لا ، ان الشيعة هم الاخطر .... في آخر الزمان اصبح جهال السلفية ادرى من خالقهم .... هذه الصفات التي اهلكت بني اسرائيل يا بني سعود
لا باس انا جاهل لكن اذكر الاية بشكل صحيح مع اسم السورة و رقم الاية لا تقطع الاية دون اتمامها هذا كلام الله قران كريم


( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ

بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82

وكلامي لا يتعارض مع الاية ابدا انا قلت اليهود والنصارى بين الله تعالى عداوتهم وخطورتهم

اقرا معتقدات الشعية و ماذا يفعلون بالمسلمين السنة في العراق و العلوين في سوريا والحوثين في اليمن ثم رد عليا









قديم 2012-10-09, 16:24   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
بنت الرّحّل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بنت الرّحّل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rouge et noir مشاهدة المشاركة
اعجبني رد السلفي عندما قلت له ان الله سبحانه و تعالى قال في كتابه : و لتجدن اشد الناس عداوة اليهود و ... الى آخر الآية

ليقابلي و يقول لا ، ان الشيعة هم الاخطر .... في آخر الزمان اصبح جهال السلفية ادرى من خالقهم .... هذه الصفات التي اهلكت بني اسرائيل يا بني سعود




قوله أنهم أشد عداوة ليس دليلا على أنه حصر الخطر فيهم دون غيرهم أو أن هم أكثر الناس عداوة وخطرا فقد قال سبحانه : ((وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون))
جاءت لفظة (العدو) تبين أنهم هم العدو على الحقيقة وكأنه حصرٌ للعداوة فيهم دون غيرهم ثم أكد بعد ذلك على وجوب الحذر منهم فقال ( فاحذرهم )
وهذا ما لم يذكر بعد ذكر عداوة اليهود والنصارى
فلا يعني أنه هنا نفى صفة العداوة عن اليهود والنصارى والمشركين حين حصرها في المنافقين وإنما هذا يدل على درجات العداوة وأنها متفاوتة لكن عداوة المنافقين أشد خطرا لعدم تميزهم عن الموالين والمحبين

ولا تقل لي أني اتهم الشيعة وغيرهم من الفرق الضالة بالنفاق وإنما أبين لك أن الشخص الذي يظهر موالاة المسلمين ويدعي أنه منهم هو أشد خطرا ممن يظهر الكفر البواح وينتمي إليه علنا

وذلك أنه دائما يوثق به ويحسن الظن به ...
ومن هنا كان خطر الشيعة أشد لأنهم لا يمارسون شيئا مخالفا للإسلام إلا وهم يعتقدون أنه من الإسلام ولا ينشرونه إلا باسم الإسلام مع أنه مخالف للإسلام

والمسلمون بعامتهم يوالون كل من كان مسلما وبالتالي يثقون فيهم ويحسنون الظن بهم .. (وهم العدو فاحذرهم)
أرجو أن يعجبك ردي كما أعجبك رد ذلك السلفي

أتمنى لك التوفيق













قديم 2012-10-10, 11:43   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
msam3i2010
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا سبحان الله ... الآية صريحة بشدة عداوة اليهود و انتم تجادلون ... لا حول و لا قوة الا بالله










قديم 2012-10-20, 12:06   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
mouha.24
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

فيه مقولة مشهورة للابن باديس رحمه الله على هذا الكيان السرطاني
كل الطرق بدع وظلالة الا التيجانية فهي كفر
ولهذا يكرهونه ويسمونه ابن ابليس
مستحيل تجد اعند ابنائهم اسم عبد حميد
لان الشيخ رحمه الله توعدهم بحرب مثل الاستعمار الفرنسي تماما










قديم 2012-10-20, 13:02   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
deltamethrine
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير










قديم 2012-10-23, 09:48   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
msam3i2010
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلفية و الشيعة وجهان لعملة واحدة : خدمة أعداء الاسلام .... و انظروا ماذا يفعل السلفية في تونس و ارجعوا الى التقتيل الذي حدث في بلادنا على ايدي و فتاوي السلفية .... ربي يهديكم يا اتباع السلفية










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
ماذا, التيجانية؟؟؟, العملاء, الطريقة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc