تعزية الرئيس الشاذلي بن جديد
بفيـض من الحزن ، بفيض من الألم ، بفيض من الأسى و الحسرة ، أنعي إلى الشعب الجزائري كافة وفاة الرئيس الفاضل الشاذلي بن جديد . و إنا لنحسبه عند الله عز وجل من الصالحين ، فقد شهد الشعب الجزائري النبيل ،و العلماء الأجلاء،و الساسة الوطنيون،وكل من عرفه بأنه كان رجلا وطنيا حقا ،مؤمنا بالله عز وجل أولا،و بقضايا وطنه و أمته ثانيا . فما رأينا منه و الله إلا خيرا، وما سمعنا عنه إلا ما يرضي الله تعالى .و ليس أدل على ذلك من اتصافه بالأخلاق الفاضلة من نبل و حياء و وقار وتقدير للعلماء و احترام للشعب
وتمجيد لمقومات الشخصية الوطنية من لغة و دين و هوية وقيم و أعراف .و ما أعظمها من خصال .وما أ نبلها من محامد. شهادة لا ينكرها الإ جاحد حاقد .نسأل الله تعالى أن يجعلها له ذخرا يوم القيامة . إن الشعب الجزائري الأبي الأنوف، الوطني الغيور،المحب لرموزه الوطنية لن ينسى ذ كراك ،و سيدونها في النفوس و الطروس ،لتبقى خالدة عبر التاريخ ،راسخة في الأذهان تتذكرها الأجيال عندما تتوق للوطنية .
إننا في مثل هذا الموقف الأليم ، --- وعيوننا تذرف دمعا، وقلوبنا تـتقطع حسرات ، ونفوسنا تلهف زفرات ، و صدورنا تملأ كمـدا و حزنا ---نشارك أسرة الفقيد ،والشعب الجزائري حزنه و ألمه لفقدان هذا الرمز ،لا نقول إ لا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما مات ولده إبراهيم<<تدمع العين و يحزن القلب ،و لا نقول إلا ما يرضي ربنا،وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون >> و إنا لله و إنا إليه راجعون و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم .و لا نملك أمام هذا المصاب الجلل إلا أن نرفع أكـف الضراعة للـه عز وجل الغفور الرحيم ، راجين منه أن يعفو عن ماوالاته ،و يغفر ذنوبه ، و يمحو خطاياه ،و يتغمد روحه الطاهرة برحمته الواسعة ، ويلهم ذويه الصبر و السلوان .
وفي الأخير أوصي نفسي والمحبين له بأن يكثروا له من الدعاء في دبر كل صلاة ، وذلك أضعف الإيمان،فلا ينفع الميت إلا الدعاء، لا تحرموه منه إن كنتم إياه تحبون .و خير ما أختم به تعزيتي هذه هو التذكير ببعض الأدعية المأثورة .<< اللهم اغفر له وارحمه، وعافه، واعف عنه،وأكرم نُزُله، ووسِّع مُدخَله، واغسله بالماء والثلج والبرَد، ونقـه من الخطايا كما نقَّيت الثوب الأبيض من الدَّنس، و أبدله دارًا خيرًا من داره ،و أهلاً خيرًا من أهله،و زوجًا خيرًا من زوجه، و أدخله الجنة، و أعِذه من عذاب القبر>>.<< اللهم إن الشاذلي في ذِمتك وحبل جِوارك فقِهِ من فتنة القبر و عذاب النار، و أنت أهل الوفاء و الحق . فاغفر له و ارحمه إنك أنت الغفور الرحيم >>.<< اللهم عبدك و ابن عبدك و ابن أَمتك احتاج إلى رحمتك و أنت غني عن عذابه ، إن كان محسنًا فزد في حسناته و إن كان مسيئًا فتجاوز عنه '' .
- كتبها حبشي تجاني -