تاريخ المولودية الشعبية الجزائرية
عميد الأندية المسلمة الجزائرية
تأسيس النادي
ككل أيام شهر رمضان المعظم، في ميدان الحصان (ساحة الشهداء حاليا) كانت الجموع غفيرة و الأكشاك تعرض كل أنواع المأكولات و الحلويات و كان الشاب عبد الرحمن عوف جالسا بالساحة يتأمل في جمال البحر، و على بعد أمتار منه كان هناك بعض الأطفال يلعبون بكرة مصنوعة من الورق و يتنافسون عليها و علامات السرور و البراءة بادية على وجوههم، فلفت هذا المشهد انتباه عبد الرحمن و أخذ يتابعهم باهتمام و بينما هم يلعبون مرت بجانبهم مجموعة من العساكر الفرنسيين، فنظر الرقيب للأطفال باستعلاء و قال لهم باحتقار: هذه هي حديقة أمراء العرب!! ( Voici le Parc des Princes des Arabes) نسبة لملعب حديقة الأمراء بباريس، فبقي عبد الرحمن مذهولا من هذه الجملة، التي أثرت فيه كثيرا و أشعرته بالإهانة و جعلته لا ينام الليل و منذ هذه اللحظة و فكرة تأسيس ناد لكرة القدم تراوده أكثر من أي وقت مضى حيث أصبحت قضية مبدأ بالنسبة له، و في اليوم الموالي و عند لقائه بأصدقائه طرح عليهم فكرته المتمثلة في تأسيس أول ناد جزائري مسلم ينافس الأندية الفرنسية، فلقي مقترحه ترحابا واسعا من طرفهم.
في يوم 7 أوت 1921 الموافق لـ12 ربيع الأول 1339 اجتمع عوف رفقة أصدقائه من حي القصبة العتيق و باب الوادي أمام مقهى ياحي، ليختاروا اسم و ألوان النادي الجديد، و قاموا باقتراح العديد من الاسماء على غرار: (البرق الرياضي الجزائري، الهلال الجزائري، النجم الرياضي، الشبيبة الرياضية، ...) و قد وجدوا صعوبة في اختيار الاسم المناسب و في لحظة لم يتوقعها أحد صعد صوت من داخل المقهى من شخص مجهول مناديا: " مولوديــــــــــة ! " (نسبة للمولد النبوي الشريف الموافق لذلك اليوم)،و هي التسمية التي لقيت تجاوب هؤلاء الشبان ليتم الاتفاق على تسمية الفريق "المولودية الشعبية الجزائرية"، و اختيار ألوان العلم الوطني كألوان رسمية للفريق و هي الأخضر و الذي يرمز للأمل، إضافة لكونه اللون الرمزي للإسلام، أما اللون الأحمر فهو يمثل حب الوطن و التضحية من أجله.
قضى عبد الرحمن عوف الليلة لجمع الوثائق اللازمة لتأسيس النادي رسميا: تأسيس الجمعية الرياضية، تحضير الإمكانيات اللازمة (المادية و المالية)، اختيار ملعب للفريق و مقره الخاص، و قد لقي كل المساندة و التشجيع من طرف أصدقائه لتحقيق حلمه، فانتقل لمقر الولاية لدفع الملف و الحصول على الموافقة الرسمية لتأسيس النادي، فتم رفض طلبه جملة و تفصيلا، و قد كانت حجة الإدارة أنه لا يمكنه تأسيس جمعية لأنه لم يبلغ سن الراشد بعد كونه كان يبلغ من العمر 19 سنة، و رغم هذا الرفض إلا أنه لم يفقد الأمل فقام بتزوير الوثائق و انتحل هوية زوج عمته "عبد المالك، و قد تم استدعاؤه مرتين من طرف الولاية، بهدف الغاء ملفه المتمثل في تأسيس ناد رياضي مسلم إلا أنه تمكن من تجاوز كل أسئلتهم المخادعة، ففي الاستداء الأول قاموا بسؤاله عن هدف إنشاء هذا الفريق ؟ فأجاب أنه يهدف لتدريب و تحضير الشبان للخدمة العسكرية، و في الاستدعاء الثاني سألوه عن سبب اختياره اللونين الأخضر و الأحمر و إلى ما ترمز ؟ فأجاب مباشرة: الأخضر يرمز للجنة و الأحمر للنار ، أما الأسئلة الأخرى فكانت شكلية و تمكن من تجاوزها كلية لتتم المصادقة رسميا على تأسيس فريق مولودية الجزائر الذي اتخذ كشعار له النجمة و الهلال.
البداية
تشكيلة الفريق موسم 1921/1922
دخلت المولودية المنافسة موسم 1921/1922 بتشكيلة مكونة من شبان لم يسبق لها لعب كرة القدم و لا تمتلك أي خبرة مقارنة بفرق أخرى تأسست قبلها بسنين و رغم هذا إلا أن العميد تمكن من احتلال مرتبة مشرفة نهاية الموسم في البطولة، و في الموسم الموالي انضم النادي رسميا للرابطة الفرنسية (الجزائر كانت تحت الاستعمار) في درجتها الخامسة، و رغم النقص الفادح للإمكانيات فالفريق كان يوفر الملابس للاعبيه بصعوبة بالغة إلا أنه و في نهاية موسم 1922/1923 تمكن من تحقيق الصعود للدرجة الرابعة، و رغم أدائه و نتائجه الرائعة و الكرة الجميلة التي كان يقدمها إلا أن العميد كان يعاني من تعتيم إعلامي كبير من قبل الصحافة الفرنسية لدرجة أنها لم تكن تذكر حتى نتائجه ! و هذا خشية نمو شعبية النادي التي كانت في تصاعد رهيب، لتخرج اتحادية المستعمر بقانون BORDE الذي يلزم على الأندية المسلمة على إشراك لاعبين 2 أوربيين في التشكيلة الأساسية و هذا بهدف الإنقاص من شعبيتهم التي أصبحت تقلق السلطات الفرنسية.
تشكيلة الفريق موسم 1926/1927
بعد الصعود إلى القسم الرابع حقق النادي نتائج متوسطة في أول موسمين، و مع دخول سنة 1925 تلقى العديد من لاعبي العميد دعوة لقضاء الخدمة العسكرية "إجباريا"، ليجد الفريق نفسه منقوصا من أفضل لاعبيه و هو ما دفع المسيرين لقرار تعليق المنافسة لمدة موسمين، ليعود الفريق للمنافسة موسم 1927/1928 بطموحات كبيرة و يتوج في نهاية المطاف ببطولة القسم الرابع، و يحقق الصعود بجدارة و استحقاق لقسم الدرجة الثالثة أين قضى ثلاث مواسم إلى غاية سنة 1931 و بعد موسم شاق تمكن العميد من احتلال المرتبة الأولى ليلعب مباراة فاصلة لتحديد الفريق الصاعد و هذا ضد نادي زرالدة و فاز عليه، ليحقق صعودا جديدا هذه المرة للقسم الثاني.
تشكيلة الفريق التي حققت الصعود للقسم الأول موسم 1935/1936
بعد تحقيق الصعود للقسم الثاني سنة 1931 و لمدة 5 سنوات متتالية ضيع العميد الصعود بقليل، رغم أنه في بعض المواسم كان المرشح الأول للفوز باللقب، و هذا إلى غاية موسم 1935/1936 و بصعوبة بالغة تمكن الفريق من تحقيق المركز الأول نهاية الموسم ليتأهل إلى المباراة الفاصلة التي جرت بالحراش ضد الفريق القوي أولمبيك مارينغو، و انتهى اللقاء بنتيجة التعادل 1-1 و هو ما دفع بالاتحادية إلى إعادة اللقاء في نفس الملعب لينتهي اللقاء مجددا بنفس النتيجة 1-1، و يعاد للمرة الثالثة و لكن هذه المرة بملعب العفرون و أمام جمهور غفير جدا و جو مشحون، و رغم الانحياز الفادح للحكم لجهة فريق المستعمر إلا أن المولودية تمكنت من الفوز عليه بنتيجة 2-1 من توقيع شلبابي و عابد، لتحقق صعودا تاريخيا لقسم النخبة كأول فريق مسلم يلعب في القسم الأول، هذا الفوز لم يتحمله أنصار المستعمر و حتى السلطات و الذين اجتاحوا أرضية الميدان و قاموا بالاعتداء على لاعبي و مسيري الفريق.
العميد في قسم النخبة
في أول موسم لها في القسم الأول 1936/1937 أنهت المولودية البطولة في المرتبة الرابعة متفوقة على فرق عريقة و كبيرة تفوقها إمكانيات، لتحتل نفس المرتبة في الموسم الموالي، و تحقق التأهل لكأس شمال افريقيا أين أقصيت في الدور الثاني على يد الفريق الجار العدو AS St Eugène بعدما تمكنت من قهر Gallia Sport d'Orléansville في الدور السابق بنتيجة 3-0.
موسم 1939/1940 عرف بداية متذبذبة بسبب انطلاق الحرب العالمية الثانية، و هو الأمر الذي أخر انطلاقة البطولة، إلا أنه و في نهاية المطاف أعلنت الاتحادية على انطلاق البطولة على شكل 3 مجموعات، حيث يتنافس رواد هذه المجموعات على لقب البطولة، و قد وقعت المولودية في المجموعة الثالثة رفقة كل من نادي البليدة(نادي المعمرين)، الاتحاد المسلم للبليدة(نادي مسلم)، أولمبي العناصر، جمعية بوفاريك، أولمبيك حسين داي، ...
أنهى العميد البطولة كرائد لمجموعته بـ32 نقطة بفارق نقطة وحيدة عن نادي FC Blida و هو ما أهله للعب دورة اللقب لتحديد الفريق المتوج بالبطولة لموسم 1939/1940، أول مباراة للعميد كانت ضد بطل المجموعة الأولى نادي الرايسينغ و فاز عليه بنتيجة 3-1، أما اللقاء الثاني فقد انتهى بنتيجة كاسحة 3-0 ضد فريق غاليا سبورت، هذا اللقب أدى إلى خروج الآلاف من المناصرين للاحتفال في شوارع العاصمة فقد كانت لانتصارات الفريق أبعاد ثورية أكثر منها رياضية، و قد كان بمثابة معجزة بالنسبة لفريق كان منذ أقل من عقدين يلعب في الدرجة الخامسة و امكانياته لا يمكن مقارنتها بفرق أمثال سانتوجان، الرايسينغ، الغاليا، جمعية بوفاريك، ... و هي فرق قوية جدا حققت العديد من البطولات المحلية و الشمال افريقية.
في الموسم الموالي للقب البطولة حقق العميد الوصافة خلف البطل AS St Eugène، ليواصل الفريق المنافسة على الأدوار الأولى طوال المواسم الأربعة التالية، و في موسم 1940/1945 و بعد منافسة شرسة من بين المولودية و AS St Eugène، ليتمكن الفريق من الفوز في آخر جولة في العفرون بنتيجة 6-0 و انهاء الموسم في الصدارة رفقة الفريق الجار، و هذا ما كان يعني أن المولودية هي بطل الموسم بما أن فارق الأهداف كان لصالحها حسب قانون الاتحادية الفرنسية، إلا أن هذه الأخيرة أعلنت و أمام دهشة الجميع اقتسام اللقب بين الفريقين، ليحقق العميد لقبه الثاني.
في الموسمين المواليين حقق الفريق المركز الثاني، و في موسم 1947/1948 احتل العميد المركز الثاني للمرة الثالثة على التوالي، إلا أنه تمكن من الفوز بلقب كأس الجزائر بعد فوزه لعى وداد بوفاريك في الدور الأول بنتيجة 2-0، Stade Guyotvillois بنتيجة 1-0، ثم الجار اتحاد العاصمة في الدور ربع النهائي بنتيجة 2-0 من توقيع حاحاد و المهداوي، ثم أولمبيك حسين داي في نصف النهائي بنتيجة 2-0 أيضا، ليتأهل إلى النهائي الذي جرى بملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة ضد الجار AS St Eugène، و هو اللقاء الذي فاز به العميد بنتيجة 5-3 و قد نصب آيت سعادة نفسه نجما للقاء بدون منازع بعد تسجيله لثلاثية كاملة منح بها فريقه أول لقب في المنافسة.
و كالعادة في الموسم الموالي احتل العميد الوصافة، ليحدث نفس الشيء في الموسمين المواليين 1949/1950 و 1950/1951 و هو ما منح الفريق لقب "الملاحق الأبدي" بجدارة و استحقاق بما أنه احتل المركز الثاني لمدة 6 مواسم متتالية بفارق نقطة وحيدة على البطل ! و في نهاية الموسم 1950/1951 عادت المولودية للفوز بكأس الجزائر للمرة الثانية في تاريخها بعد إزاحتها لفريق اتحاد البليدة في الدور نصف النهائي أين فازت عليها على أرضية ميدانها بالبليدة بنتيجة 2-1 لتتأهل مرة أخرى للنهائي ضد نفس الفريق AS St Eugène، و لكن هذه المرة لعب النهائي في ملعب سانتوجان (عمر حمادي حاليا)، ليحقق العميد اللقب للمرة الثانية ضد نفس الفريق و لكن بصعوبة بالغة هذه المرة و بنتيجة 3-2، و في الموسم الموالي كان النادي يهدف للحفاظ على تاجه و قد واجه في الدور ثمن النهائي فريق شبيبة القبائل في ملعب 20 أوت بالعاصمة و فاز عليه بنتيجة ساحقة 7-0، ثم Gallia Sport d'Orléansville بنتيجة 1-0، ليقهر في الدور نصف النهائي الفريق العملاق AS Boufarik بنتيجة 8-1، إلا أن النهائي الذي جرى في ملعب 20 أوت كان مخيبا للآمال إذ انهزم العميد بنتيجة 3-1 ضد أقوى فريق في تلك الفترة و الأكثر تتويجا بالمنافسة فريق FC Blida.
أحداث 11 مارس 1956 و الانسحاب من المنافسة
آخر لقاء للعميد في الفترة الاستعمارية يوم 11 مارس 1956 (1-1 AS St Eugène)
مجازر 8 ماي 1945 دفعت باللاعبين الجزائريين الذين كانوا يلعبون للأندية الفرنسية للإنضمام للفرق المسلمة ، و منه فقد انتقل للعميد اللاعبان السابقان لجمعية سانت أوجان ، يتعلق الأمر بـ إبرير و معوش ، ثم اتفقت الفرق فيما بينها لإلغاء قانون التواجد الإجباري للاعبين أوربيين في الأندية المسلمة لأنهم لم يكونوا يفيدون الفريق في شيء بل كانوا براقبون تحركات المسيرين و الرياضيين خاصة و أن أغلبهم كانوا أعضاء في جبهة التحرير ، و بعد كفاح شديد تمكن مسيروا الأندية المسلمة من الوصول لمبتغاهم ، و بعد هذا أصبحت جميع الفرق المسلمة مشكلة من لاعبين مسلمين فقط.
في يوم 11 مارس 1956 كانت هناك مباراة مهمة للعميد في ملعب سانت أوجان (بولوغين حاليا) ضد الجار الغريم جمعية سانت أوجان (فريق فرنسي) ، و قد كان المعب مكتضا عن آخره و كل المؤشرات كانت توحي بعدم مرور اللقاء على خير فمن جهة كان جمهور المولودية غفيرا و من الجهة الأخرى جماهير الفريق الخصم رفقة قوات الـCRS و قد وجد الأنصار الجزائريون صعوبات بالغة ، إهانات تفتيش صارم و مهين ، إعتداءات من الشرطة لأدنى الأسباب ، إلا أن هذا لم ينقص من إرادة هؤلاء الشبان لأنهم كانوا محفزين لرفع اللوان الوطنية عاليا .
انطلق اللقاء في أجواء مشحونة و تمكن الفريق المضيف AS St Eugène من افتتاح باب التسجيل قبل أن يتمكن العميد من التعديل في آخر لحظات اللقاء و هو ما فجر الفرحة عند أنصار المولودية و هو ما لم يتحمله الفرنسيون فبدؤوا يعتدون على كل من وجدوه أمامهم ليختلط الحابل بالنابل و تنشب معركة بين الجماهير و دخول لأرضية الميدان تدخل الشرطة زاد الأمر تعقيدا خاصة و أن الذنب الوحيد للجزائريين هو فرحتهم بهدف التعادل لتستم المعركة إلى خارج الملعب حيث تم تسجيل الكثير من الإصابات و تحطيم أكثر من 20 سيارة ، و تم إلقاء القبض على الكثير من أنصار المولودية و الزج بهم في السجن أين لقى العديد منهم حتفه بسبب التعذيب .
بعد هذه الأحداث بيومين أي في 13 مارس 1956 قرر مسيرو المولودية الإنسحاب من المنافسة رغم النداءات المتواصلة للتعقل و عدم التسرع إلا أن القرار لا رجعة عنه ، و هو ما جعل باقي الأندية المسلمة تتعاطف مع العميد و في مقدمتهم نادي إتحاد البليدة الذي انسحب من المنافسة مباشرة (كان ينشط مع العميد في القسم الأول) ، ثم التحق بهما باقي الفرق المسلمة على غرار : إتحاد الجزائر ، نصر حسين داي ، رائد القبة ، إتحاد الحراش ، أولمبيك سانت أوجان ، وداد بلكور ، ...
ما بعد الاستقلال
تشكيلة العميد موسم 1962/1963
بعد أكثر من 7 سنوات من الحرب، تحصلت الجزائر على استقلالها في ذات الخامس من جويلية (يونيو) 1962، فقد العميد العديد من اللاعبين في ميدان التحرير أثناء الثورة على غرار بوكرية، فرحاني، باسطة، ... ، إذ أن العميد قدم 78 شهيدا بين لاعبين و مسيري.
بعد تأسيس وزارة الشباب و الرياضة الجزائرية قامت بإعادة بعث البطولة الوطنية على شكل دوري جهوي، حيث قام النادي بتدعيم التشكيلة باللاعبين السابقية لمنتخب جبهة التحرير الوطني و يتعلق الأمر بكل من الحارس عبد الرحمن بوبكر و المهاجم أمقران وليكان.
انطلقت المنافسة على شكل بطولة جهوية و تم تقسيم الفرق على عدة أفواج كل فوج يحوي 10 فرق، احتلت المولودية صدارة مجموعتها بعد منافسة شرسة مع شبيبة القبائل حيث تواصلت القبضة الحديدية بين الفريقين إلى غاية الجولة الأخيرة أين التقى الفريقان على ملعب بولوغين و الشبيبة متفوقة على العميد بنقطتين في الترتيب، و قد كانت النتيجة بيضاء إلى غاية الدقائق الأخيرة من المباراة قبل أن يحرر مازاري الجميع في الدقيقة الـ85 من اللقاء و يضع العميد في الصدارة (للعلم فلقاء الذهاب بالثنية انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1)، و قد عرف هذا الموسم رقمين قياسيين حيث كانت أكبر نتيجة في تاريخ العميد و البطولة بالفوز على شباب يسر في ملعبه بنتيجة 16-1 و تحقيق 12 انتصار متتالي. تأهل العميد لدورة اللقب و احتل المركز الثاني في المجموعة خلف اتحاد العاصمة بـ3 انتصارات و هزيمة واحدة و هو ما أهله لنصف نهائي البطولة الوطنية أين واجه مديوني وهران و فاز عليه بنتيجة ثقيلة 4-0 من توقيع حاحاد في الدقيقة 25 ثم و ثلاثية لـ وليكان في الدقائق 40، 50 و 60. النهائي الذي لعب في ملعب 20 أوت في العاصمة و جمع العميد مع غريمه الاتحاد لعب في النصف الساعة الأخير الذي عرف تسجيل اتحاد العاصمة ثلاثية تداول على تسجيلها بن تيفور في الـدقيقة 60، كريمو 73 و برناوي 89. بعد الموسم الجيد الذي أداه العميد في الموسم الماضي أين كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب دخل الفريق المنافسة كأحد المرشحين للعب على اللقب و قام باستقدام بعض الوجوه الجديدة على غرار: زرقة، بوسلوب، زواوي، بركاني، بوراس، لموي، لينضموا للاعبين جازولي، متراح، عبطي، معروف، لوصيف، آيت بن علي و سنّان و هي تشكيلة الفريق لهذا الموسم، إلا أن العميد أدى موسما متوسطا حيث احتل المرتبة الخامسة و وصل لنصف نهائي كأس الجمهورية و أقصي ضد مولودية قسنطينة في ملعب بن عبد المالك.
تمكن العميد من ضمان مكان له في أول بطولة وطنية موسم 1964/1965 و قد كان يقدم أجمل كرة قدم في ذلك الموسم سواء على المستوى التقني أو التكتيكي، كانت المنافسة على الريادة على أشدها بين المولوديتين الجزائرية و الوهرانية، و قبل جولة واحدة عن نهاية مرحلة الذهاب في ليلة عيد الفطر، التقى العميد في ملعب بولوغين رائد البطولة فريق مولودية وهران الذي كان يتفوق عليه بنقطة وحيدة، فالفوز عليه كان يعني الحصول على المركز الأول، فبعد منافسة شديدة على أرضية الميدان انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، ليدخل العميد الشوط الثاني بنية التسجيل المبكر و هو ما يفسر السيطرة المطلقة على المنافس الذي و عكس مجريات اللقاء تمكن من افتتاح مجال التهديف عن طريق مهاجمه زرقة، إلا أن العميد تمكن من تعديل النتيجة و إضافة الهدف الثاني عن طريق نفس اللاعب عواج، ليصفر الحكم نهاية اللقاء بفوز المولودية باللقاء و اللقب الشرفي "البطل الشتوي"، و مباشرة بعد صافرة الحكم حدثت اشتباكات بين لاعبي الفريقين تطورت إلى أحداث خطيرة ليجتاح الأنصار أرضية الميدان، قام وزير الشباب و الرياضة صادق بطال باقصاء مدى الحياة للاعبين زرقة، متراح، سنّان و معروف منة جانب العميد إضافة إلى لموي، بوجلال و بوراس من جانب الفريق الوهراني، إضافة للعقوبة الصارمة و المثيرة للجدل و التي لم تحدث من قبل و لا من بعد تلك الأحداث رغم حدوث أحداث شغب أكثر خطورة، هذه العقوبة اسقاط العميد المباشر للقسم الجهوي (القسم الثاني) رغم أنه كان رائدا للبطولة !
في الموسم الموالي 1965/1966 و في أول موسم له في الجهوي سيطر العميد على البطولة سيطرة مطلقة و حقق الصعود بفارق أكثر من 10 نقاط عن الوصيف فريق اتحاد العاصمة، ليعود النادي لمكانه الطبيعي بين فرق النخبة، لكن بعد نهاية الموسم خرجت الوزارة بقرار غريب و هو استحداث بطولة جديدة و هي القسم الوطني الثاني، الذي جمع الفرق النازلة من الوطني الأول و الصاعدة من بطولة الجهوي، ليكون مصير العميد موسمين آخرين في القسم الأدنى حيث قام في الموسم الأول بتجديد التشكيلة و بناء فريق مستقبلي من ابنائه، على غرار أفضل جناح في تاريخ الجزائر عمر بطروني، شوشي، مالوفي، كاوة، قديورة، موسى، ...) ليحتل المرتبة السابعة، و في الموسم الموالي تمكن الفريق من تحقيق الصعود بعد سيطرة شبه مطلقة على المنافسة و بفارق 7 نقاط عن ملاحقه الاتحاد، ليعود عميد الأندية الجزائرية للقسم الأول بعد 3 مواسم في القسم الأدنى.
تشكيلة العميد موسم 1968/1969
عودة المولودية للقسم الأول بجيل جديد من اللاعبين الشباب كانت بقوة إذ احتلت المركز الرابع في أول موسم، لتواصل الصعود بقوة و تحتل المركز الثاني الموسم الموالي (1969/1970).
زبير باشي يتسلم كأس الجمهورية 1971 من يدي الرئيس الراحل هواري بومدين
دخل العميد المنافسة موسم 1970/1971 بنية تحقيق أول لقب له بعد الاستقلال خاصة مع نضج تشكيلته المكونة أغلبها من ابناء الفريق، و قد كان لهم ما أرادوا بعد احتلال النادي للمركز الثالث في البطولة و تأهل للمباراة النهائية لكأس الجمهورية ليلاقي الفريق الجار الاتحاد، وقد هذا اللقاء لعب في يوم 13 جوان 1971 بملعب 20 أوت بالعاصمة، تحت أنظار الرئيس الراحل هواري بومدين، و مباشرة بعد بداية اللقاء افتتح الجناح الطائر للعميد عمر بطروني باب التسجيل، ليضيف زميله باشي الهدف الثاني في النصف ساعة الأول، و هي النتيجة النهائية للقاء، ليصفر الحكم نهاية المباراة بأول ألقاب العميد الذي كان يحتفل يومها بخمسين سنة من تأسيسه، هذا اللقب أهل الفريق لمنافسة كأس شمال افريقيا للأندية الفائزة بالكأس التي جرت الدورتها في الجزائر العاصمة، و قد أوقعت القرعة العميد في مواجهة الترجي التونسي في الدور نصف النهائي، ليفوز عليه بنتيجة 3-0، قبل أن يلاقي فريقا تونسيا آخر في النهائي و يتعلق الأمر بالنادي الافريقي ليفوز عليه بنتيجة 1-0 و يحقق أول لقب خارجي في تاريخه، و في الموسم الموالي 1971/1972 تمكن النادي أخيرا من الفوز بالبطولة الوطنية بعد منافسة شديدة مع فريق شباب بلكور، ليعود العميد في الموسم الموالي و يحقق كأس الجمهورية الثانية ، و هو ما أهله للمشاركة من جديد في الكأس الشمال افريقية و يفوز بلقبها للمرة الثانية، هذا الانجاز تلاه لقب البطولة الوطنية موسم 1974/1975 ليتأهل لأول مرة في تاريخه للمشاركة في كأس افريقيا للأندية البطلة موسم 1975/1976.
الفريق الأسطوري للعميد صاحب الثلاثية التاريخية 1976
موسم 1975/1976 سيبقى في التاريخ للأبد، كيف لا و قد عرف أول تتويج قاري في تاريخ الجزائر، إضافة لأول و آخر فريق في تاريخ الجزائر يحقق الثلاثية (بطولة-كأس-دوري أبطال افريقيا)، كل هذا تحقق بفضل تشكيلة قوية جدا يعتبرها العديد كأفضل تشكيلة جزائرية لكل الأوقات، أول ألقاب النادي كان كأس الجمهورية بعد قهر الفريق القوي آنذاك مولودية قسنطينة بثنائية نظيفة، ليتبعه أسبوعين بعد ذلك بلقب البطولة الوطنية بعد عودته بفوز صعب من تيزي وزو في آخر جولة أمام شبيبة القبائل بنتيجة 3-2، ليختم العميد موسمه بكأس دوري أبطال افريقيا بعد إقصائه لفرق قوية جدا أمثال الأهلي بن غازي الليبي، الأهلي المصري و إينوغو رنجرز النيجيري، ليتأهل إلى النهائي لمواجهة أفضل فريق في تلك الفترة و هو حافيا كوناكري الغيني، مباراة الذهاب التي جرت بغينيا انتهت بفوز المحليين بنتيجة 3-0، و رغم هذه النتيجة إلى أن العميد لم يستسلم، ففي ذات يوم 18 ديسمبر 1976 و أمام حوالي 125.000 مناصر غصت بهم مدرجات ملعب 5 جويلية، تمكنت المولودية من قلب الهزيمة الثقيلة إلى فوز بالثلاثية، لتتمكن من الفوز بالكأس عن طريق ضربات الجزاء الترجيحية.
موسمين بعد الثلاثية التاريخية عاد العميد من جديد لتحقيق لقب البطولة الوطنية 1977/1978 بفضل دفاعه القوي جدا و نخص بالذكر الثنائي الخبير محيوز و زنير في الإرتكاز ليتلقى الفريق 28 هدفا فقط مقابل توقيع خط الهجوم لـ 47 هدفا كان من نصيب عبد السلام بوسري منها 14 هدفا ما مكنه من الحصول على لقب هداف البطولة للمرة الثانية في مسيرته، و في الموسم الموالي و بعد منافسة شرسة مع نادي شبيبة القبائل و في مباراة اختتام الموسم تنقل العميد لمدينة الجسور المعلقة لمواجهة فريق شباب قسنطينة في مباراة الموسم بالنسبة للفريقين خاصة و أن العميد كان يتفوق على شبيبة القبائل بفارق نقطة وحيدة في الترتيب بينما شباب قسنطينة كان لزاما عليه الفوز لتحقيق البقاء في القسم الأول، انتهى الشوط الأول بالتعادل الأبيض رغم المحاولات العديدة للاعبي المولودية، و بعد بداية الشوط الثاني بدقائق تمكن عبد السلام بوسري من افتتاح باب التسجيل ليضيف آيت حمودة الهدف الثاني للمولودية قبل أن يقلص الفريق المحلي النتيجة في أواخر اللقاء ليصفر الحكم نهاية اللقاء بفوز العميد باللقب الخامس في تاريخه مقابل سقوط الفريق المحلي للدرجة الثانية ليحافض النادي على لقب البطولة و بوسري على لقب الهداف.
هذا النجاح الكبير للعميدلم يعجب الكثير خاصة و أن النادي فرض سيطرة كبيرة على المنافسات الوطنية، و لوقف مسيرة هذا الجيل الأسطوري لم يجد القائمون على الكرة سوى الخروجبقانون جديد على مقاس الفريق بمنع اللاعبين الذين تفوق سنهم 27 أن يلعبوا في المستوى العالي بحجة تقدمهم في السن !! ليتخلى الفريق مكرها على خيرة لاعبيه مرة واحدة و يتعلق الأمر بكل من عمر بطروني أفضل جناح أيمن في تاريخ الجزائر و الذي انتقل للفريق الجار الاتحاد، إضافة لقائد الفريق باشي، زمور، عمروس، باشطة، كاوة و الآخرين.
علي بن شيخ يحمل كأس الجمهورية 1983 الهجرة الجماعية لألمع عناصر الفريق حطمت مسيرته رغم استقدام صانع ألعاب المنتخب الوطني لخضر بلومي، إلا أن النتائج كانت مخيبة لينهي الفريق موسم 1979/1980 في المرتبة الثامنة، ثم المرتبة الخامسة في الموسم الموالي، ليحتل المرتبة العاشرة نهاية موسم 1981/1982 و يقصى من الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية أمام نادي بناء الجزائر، و في الموسم الموالي عاد الفريق لمنصات التتويج ليحقق كأس الجمهورية الرابعة في تاريخه بعد إقصائه لفرق قوية على غرار شبيبة القبائل ثم شباب بلوزداد ليفوز على الجار رائد القبة في المربع الذهبي قبل أن يحقق العميد اللقب بعدقوزه في النهائي على جمعية وهران في مباراة تاريخية بنتيجة 4-3، و هو ما أهله للمشاركة في كأس الكؤوس الافريقية أين أقسي في الدور ربع النهائي ضد الأهلي المصري بعد الفوز بهدف يتيم في مباراة الذهاب بملعب 5 جويلية إلا أن العميد إنهزم في لقاء العودة في القاهرة بنتيجة 3-1 رغم أنه ضيع فرصة كبيسرة جدا في الدقائق الأخيرة كانت ستؤهله للمربع الذهبي.
توالت النكسات و ابتعد الفريق عن منصات التتويج لعدة مواسم، إلى أن جاء موسم 1988/1989 و دخل العميد المنافسة بنية الفوز باللقب و تمكن من المنافسة إلى آخر جولة مع فريق شبيبة القبائل بعدما تعادل الفريقان ذهابا بنتيجة 0-0 في ملعب 5 جويلية و إيابا بنتيجة 1-1 بملعب أول نوفمبر، إلا أن فريق الشبيبة تمكن من العودة بالفوز في الجولة الأخيرة في تنقله إلى عنابة في مباراة أسالت الكثير من الحبر خاصة بعد خروج لاعب اتحاد عنابة "شنيني" من أرضية الميدان و رميه القميص بسبب رفضه المشاركة في المهزلة، لتبقى الجملة الشهيرة التي قالها المدرب كرمالي: "المولودية هي البطل الحقيقي"، لينهي العميد البطولة في المركز الثاني ويتأهل لكأس الأندية العربية، أين أوقعته القرعة في الدور الأول أمام نادي النجم الرياضي الساحلي التونسي،مباراة الذهاب التي جرت بملعب 5 جويلية انتهت بفوز العميد بنتيجة 1-0 ثم تمكن من العودة بالتعادل الإيجابي 1-1 من سوسة ليتأهل للدورة النهائية التي الغيت بسبب حرب الخليج.
في الموسم الموالي 1990/1991 نافس العميد على لقب البطولة مع فريقي شبيبة القبائل و مولودية قسنطينة، لتتراجع نتائجه في الجولات الأخيرة ليحقق هذا الأخير اللقب في نهاية المطاف، باقية المواسم كانت متشابهة وكان الفريق يلعب بدون روح إذ كان يضمن بقاءه في قسم النخبة و لا ينافس على الألقاب و هوما يفسر احتلاله وسط الترتيب لسبعة مواسم متتالية، و في موسم 1997/1998 تمكن العميد من العودة إلى منصات التتويج بعد فوزه على شباب باتنة في نهائي كأس الرابطة المحترفة بنتيجة 1-0 بملعب 5 جويلية أمام جمهور غفير جدا، و بعدما أقصت المولودية شباب بلوزداد و اتحاد الحراش بطل الموسم.
فرحة عارمة بعد الفوز في نهائي البطولة سنة 1999 (1-0 ش.القبائل)
في الموسم الموالي 1998/1999 تمكن الفريق من الفوز بلقب البطولة السادس في تاريخ الفريق في بطولة مشكلة من فوجين، و بعد منافسة شديدة مع فريق شباب بلوزداد تمكنت المولودية من انهاء الموسم في صدارة مجموعتها لتتأهل لمواجهة بطل المجموعة الثانية فريق شبيبة القبائل في نهائي تاريخي بملعب أحمد زبانة مع تنقل ما يقارب 60 ألف مناصر للمولودية لعاصمة الغرب، و بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي و لعب و الشوطين الإضافيين و قبل نهاية اللقاء بدقيقتين تمكن مهاجم العميد رحموني من تسجيل هدف الفوز الذي حرر ملايين الأنصار الذينكانوا ينتظرون هذا اللقب منذ مدة طويلة، لولا الحظ لحقق الفريق الثلاثية في ذلك الموسم بعد الفوز بلقب البطولة تمكن من الحفاظ على لقب كأس الرابطة المحترفة بعد فوزه في النهائي على نادي وداد تلمسان إلا أن الحظ عانده في التأهل لنهائي كأس الجمهورية بعد هزيمته في المربع الذهبي ضد الفريق الجار اتحاد العاصمة بضربات الترجيح بعد نهاية اللقاء بالتعادل 2-2 و أمام جمهور فاق 120 ألف مناصر أغلبهم من أنصار العميد.
الموسم الموالي لم يكن بمثل سابقه حيث عانى الفريق الأمرين لإثبات نفسه و أدى موسما كارثيا على طول الخط باحتلاله المركز 11 في البطولة الوطنية إضافة لإقصاءه من جميع المسابقات مبكرا على غرار كأس الجمهورية أين أقصي من دورها الثاني أو كأس الرابطة المحترفة و التي كان العميد حامل لقب نسختيها السابقتين إلا أنه أقصي هذه المرة من دورها الثمن النهائي و حتى مشاركته في دوري أبطال افريقيا كانت سيئة بالخروج من دورها الأول على يد جان دارك السينغالي، هذه النتائج الكارثية ترجع لعدة عوامل أهمها الهجرة الجماعية لخيرة لاعبي الفريق و على رأسهم رفيق صايفي الذي انتقل للاحتراف في فرنسا.
الموسم الموالي 2000/2001 كان كسابقه و لم يتغير أي شيء يذكر بل ساءت الأمور أكثر و أدى الفريق موسما سيئا باحتلاله المركز الـ14 على بعد 7 نقاط من أول النازلين فريق اتحاد الحراش، أما في منافسة كأس الجمهورية فقد أقصي العميد من دورها الثمن النهائي.
الموسم الموالي كان أسوء من سابقيه حيث نافس الفريق على البقاء في حضيرة النخبة و قد كان له ما أراد "فوق أرضية الميدان" إلا أن الفيدرالية كان لها رأي آخر و فعلت المستحيل لاسقاط النادي وكان لهم ما أرادوا، ففي الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الوطنية تنقل العميدإلى باتنة لمواجهة نادي شباب باتنة في مباراة مهمة جدا للفريقين و قد كان الفريق قريبا من تحقيق الفوز إذ صفر الحكم ضربة جزاء شرعية للمولودية ليتراجع عن قراره بعد ضغط لاعبي و مسيري الفريق الخصم إضاف إلى الجمهور الذي كاد يحدث ثورة، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ كرة القدم، كانت المباراة متعادلة بنتيجة 1-1 و في الوقت بدل الضائع منح نفس الحكم الفريق الخصم ضربة جزاء وهمية و هو ما دفع بلاعبي المولودية لمغادرة أرضية الميدان في الدقيقة 93 بعد أمر من المسيرين، و في الجولة الأخيرة التقى العميد في مباراة حاسمة مع نادي رائد القبة بملعب 5 جويلية و أمام جمهور فاق 80 ألفا و رغم نهاية الشوط الأول بتفوق القبة بثنائية تمكن رفقاء وحيد و بن علي من قلب النتيجة و الفوز بنتيجة 4-2 لتحقق المولودية البقاء رسميا في قسم النخبة، إلا أن الفيدرالية خرجت بقرار خصم نقطة من رصيد الفريق قبل بداية الموسم الموالي بأسابيع قليلة ليسقطوا العميد للقسم الثاني، الذي لعب فيه موسما واحدا أنهاه الفريق في الصدارة و بهزيمة وحيدة في تيارت و قد سجل الفريق 62 هدفا مقابل تلقي 15 فقط، ليعود العميد مجددا لقسم النخبة تحديا للذين أرادوا دفنه و لم يتحقق لهم ذلك.
جماهير العميد (الشناوة) الذين تم اختيارهم كأفضل جمهور في منافسة دوري أبطال العرب موسم 2004/2005
عودة الفريق لقسم النخبة كانت بقوة إذ تمكن من احتلال المركز الرابع في البطولة و هو ما أهله للمشاركة في دوري أبطال العرب للمرة الأولى منذ 1989، و رغم أن العميد كان يمتلك تشكيلة متواضعة بلاعبين أغلبهم من الأقسام السفلةى للبطولة الجزائرية إلا أنه تمكن من إقصاء نادي المحرق البحريني الذي كان لاعبوه يشكلون أغلبية منتخب البحرين، بفضل الفوز بهدف براهم شاوش في المنامة و التعادل 2-2 بملعب 5 جويلية، ليتأهل العميد لدور المجموعات أين أوقعته القرعة في مجموعة الموت مع كل من أندية الزمالك، النادي الصفاقسي و نادي الكويت، و رغم قلة الخبرة إلا أنه تمكن من احتلال المركز الثاني خلق صفاقس و التأهل للدور ربع النهائي و الفضل يعود للجماهير الكبيرة التي كانت تؤازر الفريق بقوة و قد فاق الحضور الجماهيري في مباراتي الزمالك و الاتحاد السعودي الـ100ألف مناصر، إلا أن العميد و في مواجهته لهذا الأخيرتمكن من تحقيق الفوز في لقاء الذهاب من الدور ربع النهائي بفضل هدف عامر بن علي عن طريق مخالفة مباشرة سكنت الزاوية اليمنى لحارس الاتحاد، أما لقاء الإياب الذي جرى بجدة فقد لعب الفريق أمام المنافس بطل آسيا إضافة لطاقم التحكيم الذي فعل كل ما بوسعه لتأهيل الفريق السعودي بداية بإخراج هداف الفريق ابراهيم شاوش بالبطاقة الحمراء في الشوط الأول و ألحق به المدرب جون بول رابييه، و رغم صمود الفريق إلا أنه تلقى هدفا في الدقائق الأخيرة من المباراة، و قد احتكم الفريقان للأشواط الإضافية التي لم تأتي بنتيجة ليقصى الفريق بضربات الجزاء الترجيحية.
دخل العميد المنافسة موسم 2005/2006 بهدف العودة إلى منصة التتويج بعد 6 سنوات عجاف، و بعد ضياع فرصة المنافسة على لقب البطولة، ركز النادي على منافسة كأس الجمهورية التي لم يحقق لقبها منذ 23 سنة كاملة، و لم يكن الطريق سهلا للوصول للهدف و بعد تأهله في الأدوار الثلاثة الأولى بسهولة التقى فريقا المولودية و وفاق سطيف في مباراة حاسمة بملعب البويرة في إطار الدور ربع النهائي، و قد كان العميد الأفضل في اللقاء ليتمكن من الفوز بثنائية يونس سفيان و فيصل باجي، هذا الأخير الذي رفع الكرة فوق الحارس بطريقة فنية جميلة، ليتأهل الفريق للمربع الذهبي أين التقى مع أحد الإختصاصيين في هذه المنافسة نادي وداد تلمسان بملعب مستغانم، و الذي شهد تنقلا تاريخيا لأنصار العميد فاق عددهم 40 ألفا غصت بأغلبيتهم مدرجات الملعب فيما بقي كثيرون في الخارج، لتتمكن المولودية من الفوز بثلاثية مقابل هدف وحيد للوداد، و تتأهل للنهائي الكبير بملعب 5 جويلية أمام الفريق الجار الاتحاد في داربي كبير و ثالث نهائي بين الفريقين بعد سنتي 1971 و 1973.
فرحة أنصار العميد بهدف نور الدين دهام الأول في شباك الاتحاد في نهائي كأس الجمهورية 2006
عاشت الجزائر العاصمة و كل المدن المجاورة أسبوعا صاخبا بسبب هذا النهائي الذي جمع بين الإخوة الأعداء المولودية و الاتحاد، و قد عرف اللقاء حضورا قياسيا فاق 120 ألفا غصت بهم مدرجات ملعب 5 جويلية منذ الساعات الأولى لصبيحة اللقاء و قد كان لأنصار العميد النسبة الأكبر، و قد عرف اللقاء حماسا كبيرا و بقيت النتيجة بيضاء رغم المحاولات العديدة للاعبي العميد و قبل نهاية الشوط الأول بلحظات تمكن نورد الدين دهام من افتتاح باب التسجيل برأسية جميلة بعد توزيعة على الجهة اليسرى من حاج بوقش، لينتهي الشوط الأول بتفوق العميد، بداية الشوط الثاني كانت سريعة من جانب العميد إذ و بعد توغل على الجهة اليسرى من الجناح حاج بوقش تعرضة للعرقلة داخل منطقة العمليات من طرف حارس الاتحاد زيماموش، لتتحصل المولودية على ضربة جزاء تولى تنفيذها بنجاح نور الدين دهام، بقية اللقاء لم تعرف الجديد رغم تقليص دوكوري النتيجة للاتحاد في الدقائق الأخيرة لينتهي اللقاء بفوز العميد بالكاس الخامسة في تاريخه و يخرج منافسه خالي الوفاض للمرة الأولى منذ 5 سنوات.
فوز العميد بكأس الجمهورية تزامن مع إعادة بعث منافسة كأس السوبر، و هو ما أهله لمواجهة بطل الجزائر نادي شبيبة القبائل في كلاسيكو كبير بملعب 5 جويلية لتفوز المولودية في نهاية المطاف بهدفين مقابل هدف و تضيف كاسا جديدة لخزائن النادي.
فوز العميد بكأس الجمهورية أهله للمشاركة في كأس الاتحاد الافريقي و هي المشاركة التي تركت آثارا سيئة بسبب المهزلة التحكيمية التي حدثت في لقاء الدور الأول أمام نادي كوارا النيجيري، حيث احتسب الحكم هدفا من لمسة يد واضحة و آخر من وضعية تسلل ليضيف نادي كوارا الهدف الثالث عن طريق مخالفة مباشرة، ليمسك الحارس عبدوني الكرة و يسددها باتجاه منتصف الميدان، و أمام دهشة الجميع قام الحكم بإخراج بطاقة حمراء في وجهه، ليتوجه عبدوني نحو الحارس للاعتداء عليه و هنا اختلط الحابل بالنابل ليكمل المدافع رضا بابوش المباراة في مركز حارس مرمى، إلا أنه ولحسن حظه لم يتلقى أي هدف لينتهي اللقاء بهزيمة العميد بثلاثية نظيفة و الأسوء من هذا اقصاء 5 لاعبين من الفريق من طرف الكونفدرالية الافريقية من بينهم عبدوني مروان و منعهم من لعب كرة القدم لمدة 3 سنوات إضافة لبوعصيدة كمال و معاقبته بسنتين، و رغم هذا تمكن الفريق من العودة في النتيجة في لقاء العودة و الفوز بنتيجة 3-0 إلا أن الحظ عانده لإضافة هدف التأهل ليقصى في النهاية بضربات الجزاء.
و بعدضياع رهاني كأس الكاف و البطولة الوطنية ركز الفريق على منافسة كأس الجمهورية بهدف الحفاظ على لقبها، و لكن هذه المرة الطريق كان أصعب من الموسم السابق فبعد التأهل في الأدوار السابقة على فرق جمعية وهران، وداد بن طلحة و جمعية الشلف التقى العميد مع نادي اتحاد البليدة في الدور نصف النهائي و رغم الفرص الكثيرة للمولودية إلا أن الحظعانده في هز شباك منافسه على غرار تسديدة حجاج التي ردتها العارضة، ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح لتتمكن البليدة من تسجيل أول 3 تسديدات مقابل تضييع المولودية لأول تسديدتين، و رغم أن الجميع كان يتوقع تأهل البليدة للنهائي تمكن الحارس عزالدين سفيان من التصدي لأربع تسديدات مقابل تسجيل المولودية لأربع تسديدات مكنتها من التأهل للنهائي لمواجهة الغريم التقليدي اتحاد العاصمة للمرة الثانية على التوالي.
القائد فيصل باجي يحمل كأس الجمهورية 2007
دخل العميد النهائي لمواجهة اتحاد العاصمة، هذا الأخير كان مرشحا فوق العادة لتحقيق الفوز في هذا النهائي خاصة تألقه في هذه المنافسة بإقصائه اتحاد عنابة، وفاق سطيف ثم شبيبة القبائل برباعية في الدور نصف النهائي إضافة لكونه كان يعيش فترة زاهية مقارنة بالمولودية التي دخلت النهائي بتعداد ناقص و حارس مصاب، إضافة لرغبة الاتحاد في الثأر من هزيمة الموسم السابق، و قد كانت الترشيحات في محلها إذ دخل الاتحاد المقابلة بقوة و كاد يفتتح باب التسجيل في بداية اللقاء لولا التصدي الرائع من الحارس سفيان عزالدين، لتتمكن المولودية من العودة تدريجيا في المباراة و تتمكن من خلق بعض الكرات الخطيرة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي، في الشوط الثاني لم يتغير أي شيء و بقيت النتيجة على حالها إلى أن جاءت الدقيقة 71 و بتسديدة قوية من فضيل حجاج من حوالي 30 متر تمكن من تسجيل الهدف الوحيد في اللقاء ليحقق العميد اللقب السادس في تاريخه في منافسة كأس الجمهورية و الرابع ضد نفس الفريق لتعم فرحة عارمة شوارع الجزائر، و بفوز العميد بكأس الجمهورية تأهل لمواجهة الوفاق في نهائي كأس السوبر بملعب 5 جويلية، ليحقق فوزا تاريخيا بنتيجة 4-0 و يحافض بذلك على لقبه في هذه المنافسة.
في الموسم الموالي عانى الفريق من مشاكل داخلية ساهمت في خروجه خالي الوفاض من جميع المنافسات خاصة الإقصاء من كأس الجمهورية أمام فريق ينشط في القسم الثالث بضربات الجزاء، ليحتل العميد في نهاية الموسم المرتبة السابعة، و بعد موسمين سيئين أنهاهما الفريق في المرتبتين السابعة والخامسة على التوالي