المتصوفة يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المتصوفة يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-15, 02:51   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سأضرب مثلا لكم في فهم أقوال ابن تيمية
لو واحد سألنى عن الموسيقى والغناء مثلاً وأنا قلت له أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان هناك كلام طلع البدر علينا وضرب الدف فى العرس وأتيناكم أتيناكم فحيّونا نحييكم !انا لست خاطئ! تعرفون لماذا ؟
لأن الموسيقى والغناء اليومين الآن عبارة عن كليبات وألبوم وصداع لاعلاقة له بالدف فى العرس ولا بطلع البدر علينا
إذن استحضار الواقع مهم فى توجيه مسار الكلام
وواقع الصوفية لايخفى عليكم
وأنتم أعلم منى بما عليه الغالبية العظمى من الذين ينتسبون إلى التصوف
أرجو أن أكون قد وفقت فى توضيح ..أما عن شطحات وتزكيات هذه بدع لم نسمع بها في عهد رسول الله وصحابته الكرام نحن نقتدي بهؤلاء والعبرة بالدليل وليس بشطحات والصيحات وال
تفاخر والترنح كالشياطين وعواء كما الكلاب فالتنظرو للفيديو جيدا قبل التشدق التباهي بغير محله..
.
فلايكون مضلاً من يدعوك إلى عبادة الله وحده
وسؤال الله وحده
واللجوء إلى الله وحده
والنذر لله وحده
والذبح لله وحده ..









 


قديم 2012-08-15, 03:00   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة بيئة صوفية
قال المخالف:(الفتوى التي تدُل على البيئة الصوفية التي يعيش فيها ابن تيمية).
ثم ذكر المتعالم جوابه عن سؤال ذِكر عددي، فقال:
"وسئل عمن هلل سبعين ألف مرة، وأهداه للميت يكون براءة للميت من النار، حديث صحيح أم لا وإذا هلل الإنسان وأهداه إلى الميت يصل إليه ثوابه أم لا؟
فأجاب: إذا هلل الإنسان هكذا سبعون ألفا أو أقل أو أكثر وأهديت إليه نفعه الله بذلك وليس هذا حديثا صحيحا ولا ضعيفا والله أعلم".[1]
رد الشبهة
ظن المخالف من الجواب – وبعض الظن إثم – أن هذا بيئة صوفية من ابن تيمية، وهذا تعالم منه، فأي بيئة صوفية في جواب سائل عن ذكر عددي. وهل الإكثار من التهليل بالمئيين بيئة صوفية، وهل في رد ابن تيمية ما يفهم منه ما فهمه المتعالم؟ ألم يحث النبي r على أن يكون لسان أحدنا رطبا من ذكر كما في السنن من حديث عبد الله بن بسر t:
( أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله).[2]
وحديث أبي هريرة t: (كان رسول الله r يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات).[3]
وفي رواية أحمد: (قالوا يا رسول الله ومن المفردون قال الذين يهترون في ذكر الله).[4]
وحديث أبي سعيد الخدري t وفيه ضعف محتمل عند أحمد: (أن رسول الله r قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون).[5]
ترى هل هذا من رسول الله r بيئة صوفية؟؟ حاشا وكلا؟
أما البيئة الصوفية التي يزعم المتعالم نسبتها لابن تيمية وهو منها بريء فأسوق بعضها عله يستطيع التميز والمقارنة:
قال الدكتور المالكي في كتابه أبواب الفرج (ص 98) : "دعاء الناصر" ثم قال: "من أعظم أبواب الفرج هذا الدعاء العظيم الشامل الذي رويناه عن مشايخنا عن الإمام العارف سيدي محمد بن ناصر الدرعي رحمه الله"، ثم ساق أبياتا كثيرة فيها توسلات واستغاثات بالأقطاب والأوتاد.
فانظر أخي المسلم كيف جعل من الدعاء الشعري المختلط بتوسلات واستغاثات الأموات، دعاء عظيما وأعرض عن عن دعاء القرآن والسنة دليل على على عدم التوفيق.
ثم ذكر (ص 116) خصائص وأسرار البسملة مما لم يرد فيه شيء مشروع كـ:
قراءتها عند النوم 21 مرة للحفظ من موت الفجاءة، وقراءتها 113 مرة يوم الجمعة ،و 313 مرة مع الصلاة على النبي لزيادة الرزق، و787 مرة لقضاء الحوائج العامة، و2500 مرة بعد الصبح للفتح والفهم، ثم ذكر قراءتها عن الغزالي 12000 مرة وصلاة ركعتين بعدها وسؤال المصلي حاجته.
ثم ذكر (ص 118) دعاء البسملة وفيه: "يا من هو كهيعص حمعسق الم المر المص بسر اسم الله الأعظم..
ثم ذكر (ص 134) نقلا عن العلماء ولم يذكرهم ولست أي العلماء يقصد أنه رتبوا قراءة آية الكرسي بعدد حروفها أو بعدد كلماتها أو بعدد المرسلين من الأنبياء، وذكر ترديد قوله تعالى (ولا يؤده حفظهما ...) 70 مرة.
قال مقيده عفا الله عنه: وقد استفاد المالكي هذا من كتاب شمس المعارف للبوني الصوفي.[6]
ثم ذكر المالكي أيضا (ص 138) ترتيب قراءة (حسبنا الله ونعم الوكيل) 450، و950 ، و 19000، و 4000، و 7000 مرة.
والكتاب طافح بهذه البيئة الصوفية المقيتة، التي أبعدت مرتاديها عن معين النبوة الصافي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا غيض من فيض شيخ صوفي معاصر مقتدى به عندهم.

[1]) مجموع الفتاوى (24/323).

[2]) أخرجه الترمذي (الدعوات ح 3375)، وابن ماجة (الأدب 3793). وصححه الألباني.

[3]) مسلم (الذكر ح 2676).

[4]) المسند (2/323).

[5]) المسند (3/71).

[6]) (1/120).










قديم 2012-08-15, 03:01   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة المولد النبوي والإحتفال
قال المخالف: (ابن تيمية الصوفي ذوقاً و مشرباً و موقفه من المولد النبوي.
إبن تيمية و موقفه من أحبابه الصوفية يتجلّى واضحاً في كل أحكامه فهل حرّم إبن تيمية المولد النبوي الشريف؟! مقال يُبيّن غوامض محبة ابن تيمية للصوفية و تعلقه بجناب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.
إبن تيمية يكرهُ أن يُخصص يوم الولادة فقط بالإحتفال و لا يُحرّم الإحتفال بالمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه).
رد الشبهة
أقول وبالله التوفيق مناقشا لنقاطه الآتية نقطة نقطة:
قال المخالف:أولاً : مناقشة تخصيص يوم المولدوالحكم فيه فقط كراهة تنزيه، فالمسألة ليست من مسائل العقيدة كما يقول المتطرفون.
ثم ساق كلام الشيخ من اقتضاء الصراط ما نصه: "فصل: ومن المنكرات في هذا الباب سائر الأعياد والمواسم المبتدعة، فإنها من المنكرات المكروهات سواء بلغت الكراهة التحريم أو لم تبلغه".[1]
قال مقيده عفا الله عنه: أقر المخالف بكلام ابن تيمية أن المولد من المنكرات، ولم يستطع دفعه أو إثبات خلافه، وأما قوله أن المولد ليس من مسائل العقيدة فباطل بل هو عين الباطل، وفي ختام ردي عليه سأذكر العقائد الفاسدة التي يعتقدها أهل المولد ومشايخه والتي يُدعى لها فيه والتي قد تخرج معتقدها من الملة؟ وهي موجودة في مؤلفات المولد أيضا.
قال المخالف: "ثانياً: الإشكال في المولد تحديد موعد زماني فقط، و ليس التعظيم والمحبة، لأجل هذا أدرجها ضمن القسم الثاني في الأعياد الزمانية". ثم ساق كلام ابن تيمية من الإقتضاء ما نصه:
"تقدم أن العيد يكون اسما لنفس المكان ولنفس الزمان ولنفس الاجتماع، وهذه الثلاثة قد أحدث منها أشياء: أما الزمان فثلاثة أنواع، ويدخل فيها بعض بدع أعياد المكان والأفعال، أحدها يوم لم تعظمه الشريعة أصلا، ولم يكن له ذكر في وقت السلف ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه، مثل أول خميس من رجب …..".[2]
وكما ساق قوله:
" النوع الثاني: ما جرى فيه حادثة، كما كان يجري في غيره من غير أن يوجب ذلك جعله موسما، ولا كان السلف يعظمونه كثامن عشري ذي الحجة، الذي خطب فيه النبي r بغدير خم، مرجعه من حجة الوداع فإنه r خطب فيه خطبة وصى فيها باتباع كتاب الله، ووصى فيها بأهل بيته كما روى مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم t".[3]
قال مقيده عفا الله عنه: زعمه أن المولد من النوع الثاني مما بينه ابن تيمية، ليس فيه ما يؤيد مذهب المخالف، وهو حجة عليه حيث لم يخرجه من دائرة المبتدعة المحدثين في دين رب العالمين المشابهين للنصارى، كما رضيه المخالف فيما يأتي لنفسه ومن لف لفه:
قال المخالف : " ثالثاً : إقامة الإحتفالات لتعظيمه ومحبته مُثاب فاعلها. البدعة المكروهة كراهة التنزيه هي: تحديد يوم مُعين للإحتفال، الله قد يثيبهم على المحبة والإجتهاد لا على تخصيص يوم".
ثم ساق المخالف راضيا الطعن في نفسه، ومن على منهجه من كلام ابن تيمية، كونهم مبتدعة مشابهون للنصارى، قوله:
" وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي r وتعظيما له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي r عيدا".[4]
قال مقيده عفا الله عنه: ابن تيمية رحمه الله لم يجزم القول بالثواب كما فهم المخالف تعالما، إذ قال: "قد يثيبهم الله" وقد تفيد الإحتمال، وقد لا يثيبهم الله إذ هذا راجع له سبحانه وتعالى فتنبه؟
قال المخالف:رابعاً : لم يترك ابن تيمية المسئلة دون أن يضع حلولاً لمن يريد تعظيم النبي ومحبته.فالحل لديه أن لا تُخصص يوم الثاني عشر بالإحتفال فقط و لكن إحتفل قبله أو بعده أو في غير اليوم إن لم تستطع أن تضم إليه غيره.
ثم ساق من كلام ابن تيمية ما نصه: " وذلك أن النبي r نهى عن تخصيص أوقات بصلاة أو بصيام، وأباح ذلك إذا لم يكن على وجه التخصيص، فروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي r قال: (لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله r يقول: (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو يوما بعده)، وهذا لفظ البخاري".[5]
قال مقيده عفا الله عنه: المخالف متعالم جدا لا يحسن الإستدلال، فكلام ابن تيمية السابق عن تخصيص العبادة المشروعة بدون مخصص، كمن يخص يوم الجمعة بصيام إذ الصيام مشروع منصوص عليه بالكتاب والسنة، فهل المولد مشروع مثله؟؟
ثم زعم كاذبا أن الحل لدى ابن تيمية: أن لا تُخصص يوم الثاني عشر بالإحتفال فقط، و لكن إحتفل قبله أو بعده، أو في غير اليوم إن لم تستطع أن تضم إليه غيره.
وهذا ما لاسبيل لإثباته من كلام ابن تيمية، لا منطوقا ولا مفهوما بل العكس خلافه، وإنما هو فهم فاسد فهمه المخالف معتمدا على تعالمه في توجيه نصوص استدل بها ابن تيمية دون الربط بينها، ومما يثبت فساد فهمه وتعالمه، قياسه الإحتفال بيوم المولد على الصوم قبل يوم الجمعة أو بعده، وهذا والله من الصوفيات المضحكات المبكيات.
قال المخالف: " وجاء من بعد ابن تيمية تلميذه النجيب إبن قيم الجوزية، ليحل هذا الإشكال من أوسع أبوابه، فيُجيب على من يحتج بالقول بأن بعض الأعمال لم تثبت عن السلف:
فذكر من كلام ابن القيم ما نصه: "والقائل أن أحدا من السلف لم يفعل ذلك قائل مالا علم له به، فإن هذه شهادة على نفي ما لم يعمله، فما يدريه أن السلف كانوا يفعلون ذلك ولا يشهدون من حضرهم عليه".[6]
قال مقيده عفا الله عنه: وهذا تعالم آخر من المخالف، إذ كلام ابن القيم على إهداء ثواب الأعمال الصالحة للميت، وهو عمل فردي لا يطلع عليه كل أحد، وليس عملا جماعيا حتى يقال فيه: وما يدريه أن السلف كانوا يفعلونه، بخلاف الإحتفال بالمولد الذي هو عمل جماعي، يحضره المشايخ والمريدون ولا يخفى على الناس بحال، بل يدعونهم ويرغبونهم لحضوره فأفهم!!
ثم قال المخالف : " خلاصة المقال : المسألة إجتهادية .. لايُنكر على فاعلها إتباع قول عالم من العلماء و ممّن قال بجوازها : ابن حجر و السيوطي و السخاوي و ابن السني وغيرهم".
ثم ساق من كلام ابن تيمية ما نصه: "وسئل عمن يقلد بعض العلماء فى مسائل الاجتهاد فهل ينكر عليه أم يجهر، وكذلك من يعمل بأحد القولين، فأجاب:
الحمد لله، مسائل الإجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يجهر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه، وإذا كان فى المسألة قولان فإن كان الإنسان يظهر له رجحان أحد القولين عمل به، وإلا قلد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم فى بيان أرجح القولين والله أعلم".[7]
قال مقيده عفا الله عنه : المخالف كالغريق الذي يتمسك بقشة علها تنجيه من الغرق، وهذا الكلام حق في مسائل الإجتهاد التي اجتهد فيها علماء السنة؟ استدل به المخالف تعالما لإحقاق باطل وهو الإحتفال بالمولد الذي هو من اجتهاد الرافضة؟
وإليك الجواب فيمن اجتهد واخترع الإحتفال بالمولد:
مخترع الإحتفال بالمولد النبوي
الإحتفال بالمولد النبوي ليس من الدين الحنيف في شيء، ومخترعه ليس من أهل السنة والجماعة، لكي نبرر فعله - إن جاز لنا التبرير - أن هذا الإحتفال إجتهاد فقهي من هذا العالم، بل أحدثه الرافضة الفاطمييون العبيدون في القرن الرابع الهجري لما حكموا مصر، كما أحدثوا أمورا أخرى منها ماكان لمسلمي مصر ومنها ماكان لأقباطها، والذي ظهر لي أن هذا كان من باب سياسة إلهاء الشعب المصري.
يذكر لنا المؤرخ المقريزي (ت 845 هـ) في خططه: الأمور والأعياد والمواسم التي أحدثوها للمسلمين والأقباط وهي: "رأس السنة وموسم أول العام ويوم عاشوراء، وموالد النبي r وعلي والحسن والحسين وفاطمة ومولد الخليفة الحاضر، وليلة رجب وليلة نصفه، وليلة أول شعبان وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر وموسم النحر، وعيد الغدير وكسوة الشتاء وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النيروز، ويوم الغطاس ويوم الميلاد وخميس العدس وأيام الركوبات".[8]
ثم يصف المقريزي الفاطميين بقوله: "إعلم أن القوم كانوا شيعة، ثم غلوا حتى عُدّوا من غلاة أهل الرفض".[9]
قلت: وغلوهم في الرفض يظهر من الأعياد التي أحدثوها لأهل البيت والتي منها: يوم عاشوراء وعيد الغدير. ثم وصف المقريزي ما كانوا يفعله الفاطمييون في يوم عاشوراء من النياحة والبكاء وشق الثياب وأرخ ذلك في سنة 363هـ.[10]
أما أعياد النصارى التي أحدثوها فهي: يوم النيروز وعيد الميلاد والغطاس وخميس العدس، وقد فصل المقريزي في خططه الكلام عنها.[11]
أما يوم الغطاس فيقول عنه ابن تيمية رحمه الله: أنه اليوم الذي عَمّد فيه يحيى عيسى عليهما السلام في ماء المعمودية، فهم يتعمَّدون في هذا الوقت ويسمونه عيد الغطاس.[12]
فإذا كان هؤلاء هم من اخترع المولد النبوي والإحتفال به، فهل نتبعهم ونجعلهم قدوة لنا فيما ابتدعوه، ولا يخفى أن الفاطميين لهم تاريخ أسود مع المسلمين السنة إبان حكمهم لمصر. ومع ذلك نجد صوفيا محترقا يزعم أنه من أهل السنة يقول: "وليس المهم من فعله من الحكام أو الشعوب".[13]
وهذا قول لا يقوله منتسب للعلم وأهل، وقد نهينا أن نكون إِمْعه، ولقد نصح الصحابي الجليل ابن عمر t لله ودينه ونبيه وأمته فقال: (من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد r، كانوا خير هذه الأمة أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه r ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد r كانوا على الهدى المستقيم والله رب الكعبة).[14]
التصوف والإحتفال بالمولد
فكرة المولد النبوى والإحتفال به راقت كثيرا لمشايخ الصوفية ومريديهم، فتلقفوها من رحم الدولة الفاطمية العفن، وزادوا عليها إحتفالات أخرى لمشايخهم وأقطابهم مثل مولد أحمد البدوي وأبي الحسن الشاذلي وإبراهيم الدسوقي وغيرهم، وآخرها مولد الشيخ الداعية المشهور محمد متولي الشعراوي وكان مولده لمدة خمسة أيام.[15] وللأستاذ ج. و. مكفرسون كتاب (الموالد في مصر) ذكر فيه عشرات الموالد التي يقوم بها المسلمون والأقباط.
إن الصوفية وطرقها منظمة كبيرة لها لوائح ونظم مُقننة، فاللوائح الداخلية للطرق الصوفية لعام (1905م)، تثبت إهتمام الصوفية بالموالد والإحتفال بها، ففي الفصل الخامس من هذه اللوائح، والذي يتعلق بالشئون العامة، تنص المادة السادسة فيها على أنه:
"يمكن لكل شخص بإقامة مولد وتنظيمه، إذا ثبت قيامه بفعل ذلك لمدة لا تقل عن خمس سنوات، ومن الأمور الأساسية أنه لا ينبغي أن يقوم بجوار المولد أو موقعه الملاصق أي شيء يناقض السلوك القانوني، مثل الألعاب والملاهي وما شابهه".[16]
ويقول شيخ مشايخ الطرق الصوفية الدكتور أبو الوفا التفتازاني:
"ينظم القانون – 118 لسنة 1976م، كذلك في الباب الثاني الموالد والمواكب الصوفية، ويبين كيفية التصريح بها من مشيخة الطرق، والضوابط الكفيلة بأن لا يتنافى شيء منها مع القواعد الدينية والصوفية، المستمدة من آداب الشريعة الإسلامية، وينظم كذلك مجالس الذكر والإحتفالات الدينية، وإقامة الندوات بحيث تتفق كلها مع الشريعة".[17]
قال مقيده عفا الله عنه : فهل هذا من الدين في شيء؟؟
العقائد الفاسدة التي يحتوي عليها الإحتفال بالمولد
· حديث النور عمدة الإحتفال بالمولد وبه يُبدأ
عقيدة النور المحمدي اخترعها أقطاب التصوف وأصّلوا لها في كتبهم وأشعارهم، معتمدين على حديث موضوع لا أصل له في كتب السنة، نسبوه زورا وبهتانا للإمام عبدالرزاق.
وهذا الحديث الموضوع ضرره عظيم على العقيدة الإسلامية، لما فيه من مخالفة ما أخبرنا الله ونبيه عن أصل المخلوقات، وأيضا يعد هذا الحديث أصل عقائد التصوف كعقيدة تأليه النبي r والحقيقة المحمدية، ووحدة وجود النبي r.
· عقيدة الحقيقة المحمدية في مؤلفات المولد النبوي
من الثابت والمسلمات لدينا أن مشايخ المولد النبوي من المتصوفة، كما أنهم يعتقدون معتقداتهم، يثبت ذلك مؤلفاتهم وما بثّوه فيها من عقائدئهم، ومن هذه العقائد (عقيدة الحقيقة المحمدية) المستوحاة من النور المحمدي، وهو مصطلح لم يستقر فيه أقطاب التصوف على تعريف واضح محمدد، بل قال كل واحد فيه بحسب ذوقه وما ورد على قلبه فيه.
· غلوهم في النور المحمدي
لا تكاد ترى غلوا في الأمة إلا وللصوفية فيه قصب السبق، وغلوهم في النور المحمدي يكاد يخرج من الملة فمن ذلك:
· زعمهم أن الله عزوجل ظهر في النور المحمدي، ذكر هذا الباطل منظر المولد في العصر الحديث النبهاني في جواهره عن مولد المغربي.[18]
· زعمهم أن النور المحمدي هو المرآة التي ظهر فيها الله عزوجل _ تعالى الله عما يقول الزنادقة علوا كبيرا. وفي ذلك يقول الجيلي واصفا الصورة المحمدية:

أنوار حسن بدت في القلب لامعة مسترات وهي الشمس طالعة
للحق فيها ظهور عند عارفه فليس تخفى التجليات ساطعة
إلى أن قال:
مخلوقة وهي مرآة لخالقها قريبة قد غدت في الحكم طائعة[19]
وقد ذكر ذلك النبهاني عن بعض المتصوفة كـ: عبدالقادر الجزائري[20]، والمغربي في مولده[21]، والميرغني.[22] وهذه العقيدة ذكرها القاشاني (ت730هـ) وغيره عن المتصوفة.[23]
· زعمهم أن الجن استفاضت من ذلك النور، ذكره النبهاني عن ابن عابدين في شرحه لمولد الهيتمي.[24]
· زعمهم أن الله أبرز الأنبياء من فيض ذلك النور، ذكره النبهاني عن مولد المغربي.[25]
· زعمهم أن الأنبياء شربوا من النور المحمدي، ذكره النبهاني عن عبدالعزيز الدباغ أحد الأقطاب الأُمْيّين.[26]
· كما زعم القطب عبدالعزيز الدباغ أن النور المحمدي في ذوات الكفار ولولاه لخرجت إليهم جهنم وأكلتهم أكلا، ذكره النبهاني في حجة الله على العالمين.[27]
· زعمهم أن ابن الفارض الشاعر خلق من النور المحمدي، ذكره النبهاني في جواهره نقلا عن شرح النابلسي لديوان ابن الفارض ذرية بعضها من بعض فقال النابلسي عند قول ابن الفارض في تأيته:
وحزني ما يعقوب بثّ أقله وكل بِلا أيوب بعض بليتي
"فالناظم من جملة من خلق من نوره r".[28]
· ومن مزاعمهم في المولد
حضوره r الموالد التي تقام.
زعمهم أن مُحب النبي r لا يبلى جسده.
أن الله لايعذب قلبا أحب النبي r
زعم المالكي في أحد الإحتفالات إيمان عبدالمطلب
وقد فصلنا الكلام عليه في بحثنا : " الإحتفال بالمولد النبوي تحت المجهر".


[1]) (ص 267).

[2]) (ص 266).

[3]) (ص 267).

[4]) المصد السابق (ص 267).

[5]) المصد السابق (ص 260).

[6]) الروح (ص 143).

[7]) مجموع الفتاوى(20/207).

[8]) الخطط المقريزية (2/436).

[9]) المصدر السابق (2/440).

[10]) المصدر السابق (2/329).

[11]) المصدر السابق (2/26 - 441).

[12]) اقتضاء السراط المستقيم (ص 227).

[13]) انظر كتاب الإحتفال بالمولد النبوي (ص 45).

[14]) حلية الأولياء (1/305).

[15]) نشرت ذلك جريدة الأهرام المصرية (عدد الجمعة 11 يونيو 1999 – صفحة 9 قسم الإجتماعيات).

[16]) انظر موالد مصر المحروسة (ص 49).

[17]) انظر رسائل المجلس الأعلى للطرق الصوفية (ص 37).

[18]) المصدر السابق (3/339 - 343).

[19]) الإنسان الكامل (2/46).

[20]) جواهر البحار (3/272 نقلا عن كتابه المواقف).

[21]) المصدر السابق (3/337 – 339).

[22]) المصدر السابق (4/116).

[23]) انظر معجم اصطلاحات الصوفية (ص 102)، المعجم الصوفي للحفني (ص 226).

[24]) جواهر البحار (3/369).

[25]) المصدر السابق (3/341).

[26]) انظر كتابه حجة الله على العالمين (ص 54).

[27]) المصدر السابق (ص 53).

[28]) جواهر البحار (3/310).











قديم 2012-08-15, 03:18   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزرق مشاهدة المشاركة
هؤلاء ليسوا ائممتكم . ألم تعدوهم ضالين مبتدعة ؟ الإمام ابن حجر والنووي والقرطبي والشوكاني ووووو أيس مؤولة ضالة ؟ فكيف تحتج بكلام المبتدعة الضالين سبحان الله ! أرجوا ان تقتصر في ردودك على شيوخك المبجلين فحسب

سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟
فأجابوا :
" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241) .
هذا وقد ألف أحد ططلبة العلم كتابا سماه(منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة)


طعنات الأشاعرة في الحافظ ابن الحجر والنووي والبيهقي:

1-قال الكوثري(وابن شيبة هذا جهله ابن حجر فيما جهل مع أنه معروف عند الحافظ عبد القادر القرشي.وابن دقماق المؤرخ.والتقي المقيزي،والبدر العيني،والشمس بن طولون الحافظ فنعد صنيع ابن حجر هذا من تجاهلاته المعروفة-لحاجة في النفس-وقانا الله من اتباع الهوى.(التأنيب ص7)

2-قال السقاف في (( زهر الريحان )) ص (137 ) : (( والقسم الثالث : نواصب وهم على نوعين ! نواصب بالتوارث دون قصد أمثال النووي ، ونواصب عن قصد وهم مثل الجوزجاني وابن العربي المالكي صاحب القواصم واحترت في الهيتمي هل هو قائل بالنصب وراثة متأثرا بالأجواء التي عاش بها أم أنه متعمد قاصد لكن تصنيفه لذلك الكتاب الفارط يرجح القصد والتعمد ! )) .
3-


قال السقاف في تعليقه على (( الإبانة ))
ص ( 167 ) : (( وبالمناسبة : فإن البيهقي في كتاب (الاعتقاد) جاء بنصوص الإبانة وطورها وطولها وعرضها ولم يفعل إلا التقليد والمتابعة لترهات الإبانة المخزية فما نرد به على هذه النصوص ههنا نرد به على تلك !! )) .





وقال ص ( 30 ) : (( فهنا يلتقي الحنابلة المجسمة وابن تيمية مع الأشعري والبيهقي والخطابي وشيوخه الأشاعرة في حمل الأمور على ظاهرها وهذا ما يأباه أهل التنزيه والحق !! )) . وقال ص (31 ) : (( فظهر أن طريقة من يسميهم بعض الناس بالمجسمة أمثال ابن تيمية هي نفس طريقة بعض السلف والأشعري والخطابي والبيهقي لا فرق ، مهما حاول المتعصبون أن يتمحلوا لإظهار فروق بين الفريقين لأنها فروق خيالية يتوهمونها وهي لا ثم !!)) .

فانظر أين الإنصاف بين الفريقين لتعلم من هم السبابون الشتامون آ السلفيون أم الجهميون؟!











قديم 2012-08-15, 03:23   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أقول لهؤلاء الفتانين والمتشدقين أن السلفيين
ليس لهم إلا علماء السعودية وأن علماء السلفية ينحصرون فقط في السعودية,وهذا بلا شك من التدليس والكذب الصراح إذ أنه من المعلوم أن علماء السلفية لا يحصرهم مكان ولا زمان ومن هؤلاء العلماء الذين لا يحدهم زمان ولا مكان :

أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمان بن عوف وسعيد ابن زيد وعائشة وحفصة وأنس وأبو هريرةوأبو موسى وابن مسعود وغيرهم ثم اويس القرني ,وسعيد بن المسيب ,و عروة ابن الزبير, و سالم بن عبد الله بن عمر ,و عبيداالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود,و محمد بن الحنفية , و علي بن الحسن زين العابدين ,و القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق ,و الحسن البصري , ومحمد بن سيرين ,وعمر بن عبد العزيز , ومحمد بن شهاب الزهري
ثم أتباع التابعين و على راسهم :مالك بن انس,و الاوزاعي ,و سفيان الثوري ,و سفيان بن عيينة الهلالي ,والليث بن سعد .
ثم من تبعهم و على راسهم :
عبد الله بن مبارك ,ووكيع ,و الشافعي ,و عبد الرحمان بن مهدي ,و يحيى القطان
ثم تلاميذهم الذين اتبعوا منهجهم و على راسهم :
احمد بن حنبل ,و يحيى بن معين ,وعلي بن المديني
ثم تلاميذهم و على راسهم
:البخاري , ومسلم ,و ابوا حاتم ,و ابو زرعة ,و الترميذي , وابوا داود ,والنسائي.
ثم من جرى مجراهم عبر الاجيال المتلاحقة كابن جرير الطبري ,و ابن خزيمة ,وابن قتيبة الدنيوري,و الخطيب البغدادي ,و ابن عبد البر النمري ,و عبد الغني المقدسي ,و ابن الصلاح ,و ابن تيمية شيخ الاسلام,و المزي ,و ابن كثير ,و الذهبي ,و ابن قيم الجوزية, وابن رجب الحنبلي ,وابن عبد الوهاب وغيرهم وفي عصرنا ابن باديس والبشير الإبراهيمي والزواوي ومبارك الميلي وابن باز والألباني ومباركفوري ومحمد صديق الخان وأبو عبد الباري والعثيمين والوادعي والمدخلي وغيرهم ممن سلك دربهم و اقتفى اثرهم في التمسك بالكتاب و السنة و فهمها بفهم الصحابة رضي الله عنهم الى ان ياتي امر الله,و يقاتل اخرهم الدجال . هؤلاء الذين نعني بهم السلف اهل الحديث .

والسعودية كغيرها من البلدان فيها الصوفي وفيها الإخواني وفيها الحزبي كما فيها السني السلفي والسلفيون يتبعون فقط علماء السلفية هناك لقوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
قال الشيخ السعدي رحمه الله »وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمتنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم وأنه بذلك يخرج الجاهل من التبعة)تفسير الكريم الرحمان 3/62). __________________
أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين ، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون ، ولا ينقصون قدرهم ، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل ، والتأول له ، والترحم عليه ، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه ؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه ، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال .

وبيان خطأ المخطئ في الشرع سواء كانت هذه الأخطاء بدعا أو دون ذلك لا يعتبر سبا ولا منقصة بل هو من تمام العدل والإنصاف والنصح لدين الله .ومات ذكره الشيخين لا غبار عليه فهو عين الحق والإنصاف إذ من المعلوم أن الإمام النووي وابن حجر قد وقعوا في بعض البدع فهم ليسوا من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل بدع ومن أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة فهل هناك عدل وإنصاف أكبر من هذا؟!
أم أنكم تريدون منا أن نتجمل مع أخطاء الناس في دين الله؛ فنصبح كاليهود الذين {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}؟!
{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ؟!
هذا وليعلم هؤلاء أن السلفيين يفرقون بين الأخطاء الصادرة عن علماء الإسلام مما أصلوا دعواتهم على منهج أهل السنة فتكون من قبيل الإجتهاد الذي يؤجرون عليه أجرا واحدا وخطؤهم مردود وبين أخطاء دعاة البدعة ممن كانت أصولهم قائمة إبتداءا على غير منهج أهل السنة فتحمل أخطائهم على البدعة
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون :مجتهدا فيها أو مقلدا....ثم قال : فالقسم الأول على ضربين :أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به والثاني : وأما إن لم يصح بمسبار العلم أنه من المجتهدين فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم إذ وقع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الأصل وهو التبعية » الإعتصام(1/193/-197).
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟
فأجابوا :
" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241) .
هذا وقد ألف الشيخ كندوا كتابا سماه(منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة) وللشيخ مشهور حسن آل سلمان كتاب بعنوان(الدلائل الوفية في تحقيق عقيدة النووي السلفية) أما الإمام أبو حنيفة فسلفي قح كما هو معلوم!.


طعنات الأشاعرة في الحافظ ابن الحجر والنووي والبيهقي:

1-قال الكوثري(وابن شيبة هذا جهله ابن حجر فيما جهل مع أنه معروف عند الحافظ عبد القادر القرشي.وابن دقماق المؤرخ.والتقي المقيزي،والبدر العيني،والشمس بن طولون الحافظ فنعد صنيع ابن حجر هذا من تجاهلاته المعروفة-لحاجة في النفس-وقانا الله من اتباع الهوى.(التأنيب ص7)


2-قال السقاف في (( زهر الريحان )) ص (137 ) : (( والقسم الثالث : نواصب وهم على نوعين ! نواصب بالتوارث دون قصد أمثال النووي ، ونواصب عن قصد وهم مثل الجوزجاني وابن العربي المالكي صاحب القواصم واحترت في الهيتمي هل هو قائل بالنصب وراثة متأثرا بالأجواء التي عاش بها أم أنه متعمد قاصد لكن تصنيفه لذلك الكتاب الفارط يرجح القصد والتعمد ! )) .
3-
قال السقاف في تعليقه على (( الإبانة ))
ص ( 167 ) : (( وبالمناسبة : فإن البيهقي في كتاب (الاعتقاد) جاء بنصوص الإبانة وطورها وطولها وعرضها ولم يفعل إلا التقليد والمتابعة لترهات الإبانة المخزية فما نرد به على هذه النصوص ههنا نرد به على تلك !! )) .



وقال ص ( 30 ) : (( فهنا يلتقي الحنابلة المجسمة وابن تيمية مع الأشعري والبيهقي والخطابي وشيوخه الأشاعرة في حمل الأمور على ظاهرها وهذا ما يأباه أهل التنزيه والحق !! )) . وقال ص (31 ) : (( فظهر أن طريقة من يسميهم بعض الناس بالمجسمة أمثال ابن تيمية هي نفس طريقة بعض السلف والأشعري والخطابي والبيهقي لا فرق ، مهما حاول المتعصبون أن يتمحلوا لإظهار فروق بين الفريقين لأنها فروق خيالية يتوهمونها وهي لا ثم !!)) .










قديم 2012-08-15, 03:25   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
webfun
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
انا كنت اظن ان الصوفية فرقة تدعو للزهد و الاكثار من الذكر و العبادة الى ان وجدت في احد الأسواق الشعبية كتاب قديم اسمه مصرع التصوف او تنبيه الغبي الى تكفير ابن عربي
للشيخ برهان الدين البقاعي و هو احد تلامذة ابن حجر العسقلاني فاشتريته بـ 200 دينار و بعد ان قرأته عرفت ان الصوفية فرفة ضالة مضلة.ايضا الكتاب يتكلم عن الأمير عبد القادر الجزائري,
الكتاب رااااااائع و الله اني اشريت كنز بـ 200 دينار. انصحكم بشراءه
بالتوفيق










قديم 2012-08-15, 03:36   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة webfun مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
انا كنت اظن ان الصوفية فرقة تدعو للزهد و الاكثار من الذكر و العبادة الى ان وجدت في احد الأسواق الشعبية كتاب قديم اسمه مصرع التصوف او تنبيه الغبي الى تكفير ابن عربي
للشيخ برهان الدين البقاعي و هو احد تلامذة ابن حجر العسقلاني فاشتريته بـ 200 دينار و بعد ان قرأته عرفت ان الصوفية فرفة ضالة مضلة.ايضا الكتاب يتكلم عن الأمير عبد القادر الجزائري,
الكتاب رااااااائع و الله اني اشريت كنز بـ 200 دينار. انصحكم بشراءه
بالتوفيق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .بارك الله فيك يا اخي ونعمه الكنز في معرفة الحق وإزالة الغشاوة من عينيك

مصرع التصوف أو تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي

ويليه كتاب تحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد
وهو عبارة عن
ذبًّا عن صفاء التوحيد وحمايةً لجنابِ العقيدة النقية، وإزالةً للّبس والتشويه عن أذهان بعض المسلمين، جاء هذا المجموع ليجلي الحقيقة في مسألة خاض فيها غلاة المتصوفة كابن عربي وابن الفارض، ومن قال بقولهما الشنيع الذي لم يقل به أحد من المسلمين، بل هو من جنس أقوال النصارى والملاحدة، وهو القول بوحدة الوجود ونفي الفرق بين الخالق والمخلوق، وقد اشتمل على كتابين لأحد أعلام القرن التاسع الهجري، هو الإمام برهان الدين البقاعي المحدث المفسر العلامة المؤرخ المشهور.









قديم 2012-08-15, 09:43   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

وفي رسالة بعث بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب الى الشيخ عبد اللَّه بن عيسى قاضي الدرعية وإبنه عبد الوهاب، قال: (فقد ذكر لي أحمد أنه مشكل عليكم الفُتيا بكفر هؤلاء الطواغيت مثل أولاد شمسان وأولاد إدريس، والذين يعبدونهم مثل طالب وأمثاله...)(15). وفي رسالة أخرى إلى عبد الرحمن بن ربيعة - أحد علماء ثادق - قال بعد كلام: (فمن عبد اللَّه ليلا ونهارا ثم دعا نبيا أو وليا عند قبره، فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا اللَّه، لأن الإله هو المدعو، كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهم، وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره...)(16). وخلص الى القول بأن (وهذا الشرك الذي أذكره اليوم قد طبق مشارق الأرض ومغاربها، إلا الغرباء المذكورين في الحديث وقليل ماهم)(17).
(وإن صح عندك الإجماع على تكفير من فعل هذا أو رضيه ـ أي من جعل وسائط مع الله ـ أو جادل فيه فهذه خطوط المويس وابن اسماعيل واحمد بن يحي عندنا في إنكار هذا الدين والبراءة منه وهم الآن مجتهدون في صد الناس عنه فإن استقمت على التوحيد وتبينت فيه ودعوت الناس إليه وجاهرت بعدواة هؤلاء خصوصاً ابن يحيي لأنه من أنجسهم وأعظمهم كفراً وصبرت على الأذى في ذلك فأنت أخونا وحبيبنا وذلك محل المذاكرة في المسائل التي ذكرت..)(18).
وفي رسالة أرسلها إلى سليمان بن سحيم قاضي الرياض، خاطبه فيها قائلاً (نذكر لك أنك أنت وأباك مصرحون بالكفر والشرك والنفاق..)، ثم يقول: (أنت وأبوك لا تفهمون شهادة أن لا إله إلا الله أنا أشهد بهذا شهادة يسألني الله عنها يوم القيامة أنك لا تعرفها إلى الآن ولا أبوك..)(19). ثم يقول:
(وإنمّا كفّرنا هؤلاء الطواغيت أهل الخرج وغيرهم بالأمور التي يفعلونها هم منها أنهم يجعلون آباءهم وأجدادهم وسائط، ومنها أنهم يدعون الناس إلى الكفر، ومنها أنهم يُبغّضون عند الناس دين محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويزعمون أن أهل العارض كفروا لما قالوا لا يعبد إلا الله وغير ذلك من أنواع الكفر..)(20)
و بعث إلى أحد علماء الإحساء يقال له أحمد بن عبد الكريم، وقد شكّ في مسألة تكفير المعيّن بعد أن قرأ كلاماً لإبن تيمية، فجاءه الجواب بأن نقده نقداً جارحاً بقوله:
(إذا أعمى الله القلب فلا حيلة فيه، وأنا أخاف عليك من قوله تعالى “ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون”، والشبهة التي دخلت عليك هذه البضيعة التي في يدك تخاف تغدي أنت وعيالك إذا تركت بلد المشركين وشاك في رزق الله، وأيضاً قرناء السوء أضلوك كما هي عادتهم، وأنت والعياذ بالله تنزل درجة درجة أول مرة في الشك، وبلد الشرك وموالاتهم والصلاة خلفهم، وبراءتك من المسلمين مداهنة لهم، ثد بعد ذلك طحت على ابن غنام وغيره، وتبرأت من ملة إبراهم، وأشهدتهم على نفسك باتباع المشركين من غير إكراه لكن خوف ومداراة..)(21).
وفيما فصّل في مسألة تكفير الأنواع لا الأعيان، فإنه بدا كما لو أنه يميل الى أشد من ذلك، ولفت ألى أنه لو مضى على طريقة صاحب (الإقناع) لشرف الدين الحجّاوي الدمشقي (لكفّرنا كثيراً من المشاهير بأعيانهم)(22)، وقد فعل ابن عبد الوهاب ذلك، حين أكّد في رسالة للأحسائي على (ردّة الفخر الرازي عن الإسلام مع كونه عند علمائكم من الأئمة الأربعة)(23).
وذكر الشيخ عبد الله وإبراهيم أبناء عبد الطيف وسليمان بن سحمان قالوا: إن أهل العلم والحديث لم يخـتلفوا في تكفير الجهمية..)(24). وسئل الشيخ عبد الله، والشيخ ابراهيم إبنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سمحان عن الجهمية؟ فأجابوا: (أما الجهمية، فالمشهور من مذهب أحمد، وعامة علماء السنة، رحمهم الله، تكفيرهم، لأن قولهم صريح في مناقضة ماجاءت به الرسل، وأنزلت به الكتب..)(25)، وقال في مكان آخر (أن الامام أحمد، وأمثاله، من أهل العلم والحديث، لا يختلفون في تكفير الجهمية، وأنهم ضلال زنادقة مرتدون..)(26). وختم: (وأما الإباضية في هذه الأزمان، فليسوا كفرة من أسلافهم، والذي يبلغنا أنهم على دين عبّاد القبور، وانتحلوا أموراً كفرية..ومن كان بهذه المثابة فلا شك في كفره، فلا يقول بإسلامهم إلا مصاب في عقله ودينه)(27).
ولعل أهم ما صدر في تكفير الجهمية، ما ورد في كتاب (إجماع أهل السنة النبويّة على تكفير المعطّلة الجهمية)، وهو عبارة عن مجموع يضم عدّة رسائل لكل من الشيخ العلامة إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (1280 ـ 1329هـ)، والشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ (1265 ـ 1339هـ)، والشيخ العلامة سليمان بن سحمان الفزعي الخثعمي (1266 ـ 1349هـ)، وهو يندرج في السلسلة السلفية للرسائل والكتب النجدية (5 ـ 8). وينطلق مصنّف الكتاب من أن الإسلام تعرّض لعملية تحريف في تاريخه من خلال نشر علم الكلام ومنطق اليونان، وأن من تزعم هذا المذهب هو الجهم بن صفوان الذي وصفه المصنّف بأنه (رأس الفرقة الضالة، الكافرة، الخاسرة، الجهمية)(28) وقد أخذها عن الجعد بن درهم، وكانوا يمثلون الخط الذي يقول بخلق القرآن وضد الخليفة المتوكل الذي قرّب أحمد بن حنبل وضد المعتزلة.
وقد كتب مشايخ من الوهابيين رسائل في تكفير الجهمية وتكفير من شك في كفرهم: (وأنهم ضلال زنادقة، وأن الصلاة لا تجوز خلف من لا يكفّر الجهمية، وأن هذا هو مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه..)(29).
من بين الرسائل المدرجة في الكتاب، رسالة بعنوان (كشف الأوهام والإلتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس) للشيخ سليمان بن سمحان الفزعي الخثعمي، غاية ما أراد إثباته من كل المناقشات التي دارت حول تكفير الجهمية واختلاف العلماء حول تكفيرهم بالمطلق، أن كفرهم لا مراء وجدال فيه، وأنَّ من لم يكفّرهم أو يشك في كفرهم فهو كافر: (لا خلاف بين العلماء في الجهمية مطلقاً، بل قد ذكر شيخ الاسلام في بعض أجوبته تكفير الإمام أحمد للجهمية، وذكر كلام السلف في تكفيرهم وإخراجهم من الثلاث والسبعين فرقة، وغلّظ القول فيهم، وذكر الروايتين في تكفير من لم يكفّرهم..)(30). وشمل الحكم الأباضية (فأباضية أهل هذا الزمان على ما بلغنا جهمية، عبّاد قبور، ليسوا على مذاهب أسلافهم الماضين..)(31).
وحين واجه إشكالية أن ليس كل جمهور أهل السنة والجماعة تكفّر الجهمية، ردّ الخثعمي بالقول:
(فالجواب أن يقال لهذا الغبي الجاهل: قد ذكر أهل العلم بأن من لم يكفّر المشركين، أو شكَّ في كفرهم فهو كافر، كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام العشرة: (الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم فهو كافر)(32).
ومن الناحية التاريخية، كانت للجهمية باشتقاقاتها الإعتزالية العقلانية حيثية شعبية وازنة ومكانة لدى السلطان، بدليل أن فتاوى الحنبلية بوجوب إعادة الصلاة وراء إمام جهمي: (وقد صرّح الإمام أحمد فيما نقل عنه إبنه عبد الله وغيره أنه كان يعيد صلاة الجمعة وغيرها، وقد يفعله المؤمن مع غيرهم من المرتدين إذا كان لهم شوكة ودولة..)(33).
التكفير للجهمية شمل غيرهم أيضاً: (وبهذا كفّروا من يقول القرآن مخلوق، وأن الله لا يرى في الآخرة، وأن الله ليس على العرش..وهم عند كثير من السلف مثل: ابن المبارك، ويوسف بن أسباط، وطائفة من أصحاب أحمد ليسوا من الثلاث وسبعين فرقة التي افترقت عليها الأمة)(34). وانسحب الحكم على من سواهم مثل (الجهال المقلدين لهم من المتكلمين وغيرهم، ممن دخل عليه شيء من كلام الجهمية من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم، من طوائف أهل البدع الذين أحسنوا الظن بمن قلدوه، ممن نزع إلى مذهب الجهمية..)(35).
نشير إلى أن هناك من نقد كتاب (إجماع أهل السنة النبوية على تكفير المعطلة الجهمية)، واعتبره مليء بالمجازفات والإطلاقات، وقد اشتغل أبي محمود عماد الدين الفرج على وضع كتاب بهذا الشأن في موقع (جنوب مصر السلفية) الذي يشرف عليه، وقدّم فيه بعضاً مما ورد في الكتاب من مواطن الإنتقاد، (وهي كثيرة) حسب قوله، ولكن اكتفى ببعضها (لدلالتها على غيرها). ومن بين ما ذكره (أن في الدرر ـ للشوكاني ـ إطلاقات لا تنبغي)، ويرى الفرج بأن الجهمية ثلاث فرق: المعتزلة، والصفاتية، والجهمية التي تثبت الأسماء مجازاً ولذلك أشكل على من قال بكفرهم كأعيان بل انتقد القول (أن من لم يكفّر الجهمية بأعيانهم فهو كافر).
مثال آخر، إبن حجر الهيتمي الذي قال الشيخ سليمان بن سمحان في كتابه (البيان المبدي لشناعة القول المجدي)(36) عنه ما نصّه:
(إن هذا الرجل ممن أعمى الله بصيرته، وأضله على علم، وقد انقدحت في قلبه الشبهات، وصادف قلباً خالياً، فهو لا يقبل إلا ما لفقوا من الترهات، وما فاض من غيض ذوي الحسد والحقد والتمويهات، بما لا يجدي عد ذوي العقول السليمة والألباب الزاكية المستقيمة).
وقال أيضاً في كتابه (الصواعق المرسلة الشهابية ص 277)، (وابن حجر المكي ـ عامله الله بعدله ـ من الغالين في الصالحين، ومن الثالبين لأئمة المسلمين.. ومن كانت هذه حاله، وهو أقواله فحقيق أن لا يلتفت إليه). بل تجد في كتب الجنابلة والوهابية أوصافاً ترميه بالضلال والإبتداع والجفاء والتعصب والقبورية والجهل والغلو(37).
وبصورة عامة، فإن الرؤية الكونية للوهابية تقول: إن كل بلد لا يقام فيه أحكام الاسلام تعتبر من وجه بلد كفر، وكل مسلم لا يقدر على إظهار دينه ولا يهاجر فحكمه حكم أهل بلده، أي كفّار (فحكمه حكمهم في الظاهر)(38).
وقد صدر حكم بكفر بلدان بعينها، لأنها مسكونة بطائفة تفعل الكفر. على سبيل المثال:
(إذا كان يعلم أن جهمية دبي وأبي ظبي ونحوهم شر فرقة، وأن الجهمي رديء المذاهب، ويعلم أن من في هذه البلدتين من المسلمين عصاة ظالمون لأنفسهم، ويعلم أن الخوارج من أهل البدع المارقين بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم كلاب النار، وأنهم دانوا بشر المذاهب، وأنهم قد جاءوا بأعظم فرية فما هذا التحامل والتجازف في مسبة من عاداهم وأبغضهم وحذر عن مجالستهم وأغلظ في ذلك..)(39).
وقد حكم علماء الوهابية على (جهمية دبي وأبي ظبي وأباضية أهل الساحل وجهميته) بالكفر (فهؤلاء قد بلغتهم الدعوة، وقامت عليهم الحجة، وقد وقعت المخاصمة والمجادلة بينهم وبين من هناك من طلبة العلم وراسلوا المشايخ..الخ)(40). وقد أفتى الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ والشيخ سيمان بن سمحان الفزعي الخثعمي بما نصّه (لا تصح إمامة من لا يكفّر الجهمية والقبوريين أو يشك في تكفيرهم..)(41).
وسئل الشيخ محمد بن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ عن الكفر في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فأجاب بما نصّه:
(واعلم أن أهل نجد باديتهم وحاضرتهم، قبل دعوة شيخ الإسلام، وعلم الهداة الأعلام، مجدد ما اندرس من معالم الإسلام، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه، في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، قد اشتدت غربة الإسلام فيما بينهم، واستحكمت، وعمّ الشر وطمّ، وفشا الشرك، وشاع الكفر وذاع، في القرى والأمصار، والبادية والحاضرة، وصارت عبادة الطواغيت والأوثان، ديناً يدينون به...)(42).

....يتبع










قديم 2012-08-15, 09:51   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

التكفير بشروط غير ملزمة

غالباً ما يتحدّث علماء ودعاة الوهابية عن شروط صارمة في التكفير، ولكن حين التأمّل نجد بأنها شروط غير ملزمة لهم، بل قد يكون خلافها.
في الجانب الوردي من المشهد: نشرت رابطة العالم الاسلامي رسالة مختصرة بعنوان (التكفير وضوابطه)، للدكتور منقذ بن محمود السقّار، الباحث في ادارة الدراسات والبحوث في الرابطة. استعرض فيها الكاتب قصص التكفير في تاريخ المسلمين وبين اتباع المذاهب والفرق حتى غدت سمة غالبة. يقول ما نصّه: (من أهم الأسباب التي غذّت فكر التكفير في واقعنا المعاصر ما تلقاه من توقف الكثيرين عن تكفير من لا يسع مسلماً إلا تكفيره، إذ وصل الأمر ببعضهم الى التوقف في اطلاق الكفر على اليهود والنصارى..). ثم يقول (فمثل هذا التفريط يمهّد الطريق لظهور المخالف الذي يكفّر النصارى ومن وافقهم في أعيادهم ومناسباتهم..)(4).
التكفير بشروط غير ملزمة

غالباً ما يتحدّث علماء ودعاة الوهابية عن شروط صارمة في التكفير، ولكن حين التأمّل نجد بأنها شروط غير ملزمة لهم، بل قد يكون خلافها.
في الجانب الوردي من المشهد: نشرت رابطة العالم الاسلامي رسالة مختصرة بعنوان (التكفير وضوابطه)، للدكتور منقذ بن محمود السقّار، الباحث في ادارة الدراسات والبحوث في الرابطة. استعرض فيها الكاتب قصص التكفير في تاريخ المسلمين وبين اتباع المذاهب والفرق حتى غدت سمة غالبة. يقول ما نصّه: (من أهم الأسباب التي غذّت فكر التكفير في واقعنا المعاصر ما تلقاه من توقف الكثيرين عن تكفير من لا يسع مسلماً إلا تكفيره، إذ وصل الأمر ببعضهم الى التوقف في اطلاق الكفر على اليهود والنصارى..). ثم يقول (فمثل هذا التفريط يمهّد الطريق لظهور المخالف الذي يكفّر النصارى ومن وافقهم في أعيادهم ومناسباتهم..)(4).
وفي المجمل الكتاب يشتمل على آراء جديرة بالتأمل في توضيح أبعاد الرويات والاحاديث الواردة في الكفر ومغازيها، والحاجة إلى التريّث في استعمالها كأدلة بمفردها دون النظر إلى الأبعاد الأخرى، خصوصاً وأن حكم التكفير ليس عقلياً وانما شرعي، أي يستند على أدلة سمعية ليس القياس من بينها.
يقول بأن الراسخين في العلم من علماء الإسلام (لا يعتبرون الوقوع في الكفر مسوغاً للحكم بكفر المسلم قبل تبين حاله، فإنهم يفرقون بين وصف الفعل بالكفر ووسم فاعله بهذا الحكم..)(5).
وقد أورد فيضاً من الآراء لعلماء المذاهب الاسلامية قاطبة يتوقفون فيها عن تكفير شخص بعينه فيما الاحتمالات واردة بأن يكون ما يمنع صدق الحكم عليه وأن الله سبحانه وتعالى قد يعلم منه غير ما يعلم منه من يطلق الحكم.. ومن ذلك وجوب الاكتفاء بالحكم على ظاهر المسلم والاعراض عن السرائر، وهذه قاعدة شرعية متينة.
في المقابل، ثمة صورة مناقضة تماماً يعرضها رئيس مجلس القضاء الاعلى السابق وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح اللحيدان في محاضرة له بعنوان (فضل دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب). يبدأ اللحيدان محاضرته بما نصّه: (..عاد الى الجزيرة في غالب ربوعها ألوان من الإشراك، وفشت فيها بدع متنوعة... ومن الضلالات وجود الشرك الأكبر في هذه الجزيرة...فالإشراك متفشي والحدود مهجورة..فكان قلب الجزيرة قد خيّم عليه إظلام قاتم، وكأن الله جلّ وعلا إدّخر لأحد أبناء هذه الجزيرة من يحمل راية التوحيد، وينادي بدعوة الرسول فتقشع دعوته ظلمات الباطل ويقضى بها على معاقل الشرك والضلال)(6).
ويتسلسل اللحيدان في تقديمه تصوّره الديني الراديكالي القائم على تكفير الآخر: (..فمهما صلّى الإنسان وصام، ومهما تصدّق وبذل، مهما رفق بالناس وأحسن، إذا كان باقياً على شيء من الشرك الأكبر لم ينفعه شيء..)(7). أين هذا الجواب من كلام شقيق بن عبد الله العقيلي التابعي المتفق على جلالته حين قال: (كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) رواه الترمذي وإسناده صحيح.
وفي رؤيته الكونية الصارمة المشتملة على تكفير ضمني لبلاد المسلمين يقول ما نصّه: (..لم يكن في بلاد العالم الإسلامي كله شيوعاً للتوحيد وانتشاراً لإخلاص العبادة واستنكار البدع بسمة عامة كما في هذه البلاد..)(8). وبمزيد من الإيضاح: (..إن الناس إذا نسوا ما كانت عليه البلاد قبل الدعوة ظنوا أن هذا الشيء الذي نعيشه وهذا الخير الذي نتفيؤه وهذه النعم التي يتلقاها صغارنا عن كبارنا وأحياؤنا عن أمواتنا وقت حياتهم أنها كانت من تراث البلاد وكانوا عليها من قديم الزمان، بينما مبدؤها من حدود المائة والخمسين بعد الألف (1150هـ) ونشأة سلطانها بعد ذلك في عشر أو قريب من ذلك..)(9). أليس في هذا النص حكم غير مباشر بتكفير من كان يعيش قبل هذا التاريخ، أي قبل ظهور الشيخ ابن عبد الوهاب؟!
في سؤال مباشر للشيخ اللحيدان: هل الآباء والأبناء الذين وقعوا في الشركيات دون علمهم في العصور القديمة قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هل هم مشركون، أفتونا مأجورين؟
اجاب: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) البقرة ـ134. والأمر الآخر: إن الشرك الأكبر لا يعذر به أحد(10).
ويتبين من هذا الجواب أن اللحيدان يرى بأن كل من سبق دعوة ابن عبد الوهاب مشركون.
وفي سؤال عن كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) والموقف منه أجاب اللحيدان متهجّماً على كل من ينال من كتب علماء الوهابية (..إذا رأيتم أحداً يغمزها فاتهموه في عقيدته..)(11).
وفي سؤال عن موقفه من الدولة العثمانية وخروج ابن عبد الوهاب عليها، قال اللحيدان: (..فلا شك أن نجداً ومن سار على المنهج الذي سارت عليه أول إقليم في ذلك الوقت خرج عن سلطان الدولة العثمانية، لأن الشرك الأكبر لا يستنكر في وقتها والأضرحة تشيَّد على الأموات، ولا يقتل إنسان دعا بالشرك الأكبر أو يلزم)(12). وكل تلك الأحكام تصدر بتساهل مفرط، ولكن حين تخرج بنتيجة: أن الوهابية مذهب تكفيري، يقال لك بأن ذلك بهتان عظيم وعداون أثيم على الوهابية، وفرية، فإن لم يكن هذا الكلام تكفيرياً فما هو التكفير إذن؟
هنا نرى ما يعني التكفير لدى اللحيدان وأهل دعوته. في سؤال: هل صحيح أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومنهجها تتحمّل جريمة الشباب التكفيريين؟ فأجاب: (..التكفير الذي وجد في هذه الفترة هو في الحقيقة جلب لنا بعد حرب الأفغان والإتحاد السوفييتي واختلاط الشباب بأناس آخرين هناك وسماع بعض دعايات المعترضين، وإلا فجميع المتعلِّمين في المملكة من قبل عام التسعين (1390هـ) ومن عام التسعين ومن عام الأربعمائة (1400هـ)، إنما تعلَّموا على منهج كتب الشيخ وأبنائه وتلامذته ولم يكن هناك تكفير ولا تضليل ولا دعايات منهجية، ولم يكن عندنا في نجد وفي المملكة دعوة تبليغ ولا دعوة إخوان ولا دعوة سروريين..)(13).
وهذا الكلام يسترعي التأمل في كلام اللحيدان نفسه قبل ذلك، ثم استدعاءً مكثفاً لنصوص مستفيضة في رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده والتي تنطوي على تكفير مناطق وأعيان، وما يقال عن الإخوان الذين خرجوا على إبن سعود في 1927، وحجّتهم في ذلك أن إبن سعود عطّل الجهاد، وكذلك حركة الإخوان الثانية التي قادها جهيمان العتيبي وتحصّنوا بالحرم المكي في نوفمبر 1979، ومشايخ الصحوة الذين كتبوا (مذكرة النصيحة) والتي اشتملت على إعادة أسلمة للدولة السعودية. وفوق ذلك، فإن من يعود إلى الأدبيات العقدية لتنظيم القاعدة يجدها مبنية على كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الشرك والولاء والبراء والهجرة والجهاد..
حول التقارب مع الشيعة، يقول اللحيدان: (أما التقارب بحيث يترك الرافضة عقيدتهم ويوالون من يوالي أبا بكر وعمر وعثمان وصحابة محمد صلى الله عليه وسلم ويشهدون لعائشة بالبراءة ويؤمنون بأن القرآن لم يحرّف وأن من قال بتحريفه كفرـ وأن من اتهم عائشة بالزنا كفر.. إن أرادوا أن يتقاربوا إلينا بترك هذه الأمور كلها، فنحن نفرح بهم.. وأما أن نتقرب فنسكت عن بيان الحق ونقول: نحن إخوان. فلا شك أن هذا هو الضلال المبين، ومن يدعو إلى السكوت عن بيان الحق والسكوت عن رد الباطل، هذا لا يدعو إلى خير وإنما يدعو إلى ضلال)(14).
فهنا لايكتفي اللحيدان بإخراج الشيعة من دائرة الاسلام، بل يفترض أن الإتّهامات واقعة بالقطع، ولا حاجة للتريّث، وإذا وجدت في كتاب أو عدة كتب هل هي متبنيات عامة لدى الشيعة، كما ينسحب الحال على كل المذاهب الاسلامية الأخرى؟!
سئل اللحيدان عن حكم المشاركة في الحوار الوطني الذي يضم، حسب السائل، (علمانية ورافضية وقبورية صوفية وأهل سنة حركيين وغيرهم)، فأجاب: (لاشك أنه بادرة غير محمودة وأنه عمل غير مناسب، والناس مضت عشرات السنين ولم يوجد هذا، وكان من سبقنا خير منا من علماء وحكام)(15). فهل بحسب المنطق الوهابي يعتبر ذلك خروجاً على ولي الأمر، باعتبار أن مبادرة الحوار الوطني هي من الملك عبد الله نفسه، فإذا كانت غير محمودة، فهل ذلك يعتبر خروجاً على النظام؟! وأليس رفضه الحوار دليل على نفيه لإسلام كل تلك الجماعات؟!
سئل عن صحة الرواية القائلة بأن الشيخ أبا حامد الغزالي مات تائباً وعلى صدره (صحيح البخاري)، فأجاب: لم أطلع على هذا، لكن لن نحاسب عنه. ولم ينكر على السائل حكمه على الشيخ الغزالي بخروجه عن الاسلام، حتى يحتاج الى وضع صحيح البخاري على صدره في إشارة الى تخليه عن خطه الفكري.
التكفير يستثني الحكّام

ثمة معذّرية غير متناهية يوفّرها علماء الوهابية للحكّام، تمنع تكفيرهم في كلّ الأحوال وما يترتب على ذلك من تدابير: نزع يد الطاعة، والخروج على الحكّام. يمثّل سعيد بن وهف القحطاني من أبرز المنافحين عن الحكّام، بمن فيهم حكّام الجور. بل ثمة في كتاباته ما يلفت الى أنه ما كتب في التكفير إلا ليدافع عن الحكّام ويؤصّل لحرمة الخروج عليهم.
من الواضح أن القحطاني ينزع الى الدفاع عن الحاكم في بيان خطر التكفير، كما يظهر في تشديده على طاعة ولاة الأمر وإن طغوا. فهو يصدر عن رؤية سياسية وليس ثيولوجية، ولا يتطرق من جهة ما الى تكفير المسلم الآخر، مع أنه ينطلق في خطبته حول خطر التكفير من موقف يعتبر تساميحاً: (ولا يجوز تكفير المسلم إلا اذا تحققت الشروط في كفره وانتفت الموانع ويكون ذلك من الراسخين في العلم(16).
ولكن ما يلبث أن يدور الحديث برمّته حول تكفير الحكّام والعلماء المتماهين معهم، وانعكاسات ذلك. ويذكر من المفاسد التي تحصل بسبب التكفير: إحتقار العلماء وإهانتهم والوقوع في أعراضهم..ومن آثارها قتل الإنسان نفسه بالتفجير أو بغيره، وقتل المعاهدين والمستأمنين، والذميين، والحربيين الذين يتطلب قتالهم إذن الامام(17).
هنا تتموضع رؤية الشيخ ناصر الدين الألباني بطابعها النمطي المتوارث كقوله: (ولا شك بأن واقع أولئك العرب في عصر الجاهلية مماثل لما عليه كثير من طوائف المسلمين اليوم!)(18). ويشرح ذلك على النهج التيولوجي الوهابي (وأما غالب المسلمين اليوم الذين يشهدون بأن |لا إله الا الله" فهم لا يفقهون معناها جيداً، بل لعلهم يفهمون معناها فهماً معكوساً ومقلوباً تماماً)، فمثل هؤلاء في نظر الألباني (فهو والمشركون سواء، عقيدة، وإن كان ظاهره الاسلام)، ثم يقدّم رأياً حازماً بما نصّه: (فإني أقول كلمة ـ وهي نادرة الصدور مني ـ وهي: إن واقع كثير من المسلمين اليوم شرٌّ مما كان عليه عامة العرب في الجاهلية الأولى من حيث سوء فهمهم لمعنى هذه الكلمة الطيبة، لأن المشركين العرب كانوا يفهمون ولكنهم لايؤمنون ـ حقاً ـ بمعناها..)، ليختم بالقول: (..أنا أقول اليوم: لا فائدة مطلقة من تكتيل المسلمين ومن تجميعهم، ثم تركهم في ضلالهم دون فهم هذه الكلمة الطيبة، وهذا لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة) لأن في الآخرة، حسب رأيه (فلا يفيد شيئاً إلا اذا كان قائلاً لها وهو فاهم معناها أولاً، ومعتقداً لهذا المعنى ثانياً)(19). وهذا الرأي نجده يتكرر لدى أكثر من رمز وهابي معاصر من الذين لا يهمهم كثرة المسلمين، بل يرون مبادرات التقريب والتوحيد بين المسلمين عبثية وبلا طائل، لأنها مبادرات لا تستند على معنى موحّد للتوحيد.
شأن كل علماء المدرسة الوهابية، فإن الألباني يرى بأن من مصادر توحّد المسلمين وافتراقهم هو توحيد الأسماء والصفات، أي إثبات كل الصفات المادية الواردة حول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم. يقول الألباني: (أنا أعرف بالتجربة أن كثيراً من إخواننا الموحّدين السلفيين يعتقدون معنا أن الله على العرش استوى دون تأويل، ودون تكييف، ولكنّهم حين يأتيهم معتزليون معاصرون أو جهميون معاصرون أو ماتريدي أو أشعري ويلقي إليه شبهة قائمة على ظاهر آية لايفهم معناها الموسوس ولا الموسوَس إليه فيحار في عقيدته ويضل عنها بعيداً، لماذا، لأنه لم يتلق العقيدة الصحيحة من كل الجوانب..)، بكلمات أخرى (..أن عقيدة التوحيد بكل لوازمها ومتطلباتها ليست واضحة ـ للأسف ـ في أذهان كثير ممن آمنوا بالعقيدة السلفية نفسها، فضلاً عن الآخرين الذين اتبعوا العقائد الأشعرية أو المتريدية أو الجهمية..). يقول بأن أكثر المسلمين المعاصرين اليوم حين يقولون كلمة لا إله الا الله لا يفهمون معناها الصحيح وهذا الفرق الجوهري هو الآن متحقق في مثل هذه العقيدة، وأعني بها علو الله على مخلوقاته كلها..(20).
وفي السياق، حمل الألباني على علماء الأزهر واتهمهم بطريقة غير مباشرة بأنهم أجهل من راعية غنم، وقال بأن الكثير ممن يدعون العلم بالكتاب والسنة لا يعرفون أين الله!(21).
عوداً الى مقاربة سعيد بن علي بن وهف القحطاني في التكفير، فمن الواضح أن المؤلف مسكون بهوى الدفاع عن الحكّام، حتى أنه حين بدأ في الباب الأول الموسوم (أصول وضوابط وموانع في التكفير) لم يجد مفتتاحاً للباب إلا مبحث تحريم الخروج على أئمة المسلمين ووجوب طاعتهم في المعروف، دون أن يكلّف نفسه عناء الربط بين هذا المبحث وأصول وضوابط وموانع التكفير، ما لم يكن المؤلف ينزع إلى الدفاع عن السلطة في ضوء حملة التكفير التي واجهتها منذ ظهور تيار الصحوة السلفية بعد غزو العراق للكويت في أغسطس 1990.
وكرر ذلك في المبحث الثاني بعنوان (تحريم الخروج على الإمام المسلم) ونقل عن الطحاوي تحريمه الخروج على الحكّام، أو بحسب اصطلاحه ولاة الأمر (وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يداً من طاعة، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية..)(22)، ولا ندري هل الجور معصية أم طاعة؟!
وقد أسهب القحطاني في التحذير من الخروج على الحكّام، وجمع ماهب ودب من أحاديث ضعيفة وموضوعة دعماً لفكرة عدم الخروج على الحكام. وحمل على الشيعة والخوارج والمعتزلة وقال بأن (قلوبهم ممتلئة غلاً وغشاً، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص وأغشّهم للأئمة والأمّة وأشدّهم بعداً عن جماعة المسلمين)(23).
يقدّم القحطاني صورتين متقابلتين للتكفير: الأولى تقول بالحكم بالظواهر إذ الله يتولى السرائر ويورد القصة المشهورة عن أسامة الذي قتل رجلاً بعد أن قال لإ إله الا الله، وانكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله وقال له (أفلا شققت عن قلبه.. الخ الرواية). الصورة المقابلة، وتحت عنوان (الإحتياط في تكفير المعيّن)، يقول (فإن مذهب أهل السنة وسط بين من يقول: لا نكفّر من أهل القبلة أحداً، وبين من يكفّر المسلم بكل ذنب دون النظر الى توفر شروط التكفير..)(24).
والسؤال أين يمكن وضع الحكم بالظاهر مقابل وسطية السنّة كما يزعمها القحطاني، بلحاظ أن كل المسلمين يصدق عليهم الحكم بالظاهر، وقد يقتلون بطريقة أسامة في حال تبنى أحد ما الرأي القائل بأن ليس كل من يقول لا إله الا الله هو مسلم حقاً، كما هو مذهب الوهابية، وبالتالي فالمسلمون جميعاً عرضة للقتل على طريقة أسامة، أليس كذلك؟!
سيقال لك: السلف متفقون على عدم تكفير المعيّن إلاّ بعد قيام الحجّة، والرد هو: ألا يتعارض قيام الحجة مع الحكم بالظاهر، واذا قيل لا: فهل مطلوب من المسلم التفتيش في عقائد المسلمين حتى يتثبّت من صحة إسلامهم، كيما يقيم الحجة؟ هذا وقد قرأنا في موانع التكفير أن الجهل والخطأ والإكراه والتأويل والاجتهاد لا تعذر في كل حال.
وفيما يجد القحطاني كل عذر لحكّام الجور، فإنه في تكفير المسلمين يرى بأن ثمة نوعاً من الكفار وهم من (ينتسبون لدين الاسلام، ويزعمون أنهم مؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم يصدر منهم ما يناقض هذا الأصل، ويزعمون بقاءهم على دين الإسلام، وأنهم من أهله، فهؤلاء لتكفيرهم أسباب متعددة ترجع كلها إلى تكذيب الله ورسوله، وعدم التزام دينه..)(25). فأين هذا التشدّد إزاء المسلمين من تسامحه المفرط إزاء حكّام الجور؟!
عارض القحطاني موقف المرجئة القائل بعدم تكفير أحد من أهل القبلة على أساس أن (في أهل القبلة المنافقين الذين فيهم من هو أكفر من اليهود والنصارى، بالكتاب والسنّة، والاجماع، وفيهم من قد يظهر بعض ذلك حيث يمكنهم، وهم يتظاهرون بالشهادتين..)(26). فكيف عرف المنافقين من أهل القبلة؟ وكيف أنكر ظاهر المسلمين وقد أمر في بداية كتابه بالحكم بالظاهر؟
على المنوال نفسه، يقدّم خالد بن أحمد الزهراني في كتابه (الغلو في التكفير) رؤية لاهوتية في التكفير متماهية مع الرؤية الكونية لدى المدرسة الوهابية. وبخلاف موضوع التوحيد الذي يصرّ علماء الوهابية على مقاربته من منظور وهابي محض، تستدعي على الدوام أدبيات إبن تيمية، ولكن في موضوعة التكفير، بطابعه الدفاعي، يتم استحضار أهل السنة والجماعة، ليس لكون الوهابية تقرّ بصحة إسلام الطوائف السنيّة من غير الوهابية، ولكن لأن الأخيرة تدرك تماماً بأنها خاسرة في مناظرة التكفير حين تكون منفردة في الميدان، خصوصاً وأن فتاوى التكفير ?لصادرة عن علماء هذه المدرسة ضد بقية المذاهب الإسلامية السنيّة والشيعية، وكذا علماء وأقطاب كبار فيها، لا تحصى ما يجعلها في موقف واهن ومعزول. فالزهراني يرد على الدعوى القائلة بأن (أهل السنة والجماعة يكفّرون المسلمين)(27).
وهذا النص يبعث أسئلة جمّة حول المقصود بأهل السنة والجماعة، وكذا المسلمين. فإن كان المعني بأهل السنة والجماعة غالبية المسلمين فتلك دعوى باطلة إذ كيف يكفّر المسلمون أنفسهم، وإن كان المقصود بأهل السنة والجماعة هم أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو إبن تيمية فقد بطل الإحتجاج من أصله.
ومع ذلك فهو ينقل عن ابن دقيق العيد قوله: (وهذا وعيد عظيم لمن كفر أحداً من المسلمين وليس كذلك، وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين، ومن المنتسبين الى السنة وأهل الحديث لمّا اختلفوا في العقائد، فغلظوا على مخالفيهم، وحكموا بكفرهم)(28).
في ردّه على (شبهة التكفير والقتال المثارة حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب) يقول بأن (هذه الشبهات التي يثيرها أعداء الحق هي أقوى سلاح لديهم..)(29). والحال أن ما يعتبره شبهة يستند، في الأصل والخاتمة، على فائض من الأدلّة المستمدة من كتب ورسائل إبن عبد الوهاب نفسه، سوى أن مناصري الوهابية يعتبرون تكفير علمائهم للمسلمين عموماً ومعيّنين يستند زعماً على حجة!
لكن حين يعود الزهراني إلى نصوص الشيخ محمد بن عبد الوهاب يغفل المضمون التكفيري في كلامه، وتجريده أهل زمانه والأزمنة التي سبقته بعد الشيخ ابن تيمية، لا يتوقف ولو لبرهة للتأمل في أبعادها التكفيرية، فمثلاً حين يقول بأن (التوحيد الذي أظهره هذا الرجل، يقصد نفسه ـ هو دين الله ورسوله، لكن الناس لا يطيعوننا، وأن الذي أنكره هو الشرك..)(30)، فهذا نص واضح على إخراج أهل زمانه من الاسلام، وأنه جاء لهم بالتوحيد وعصوه، وبذلك عصوا أمر الله ورسوله بحسب مضمون هذا النص.
لا بد هنا من الإضاءة على الأمثلة التي أوردها الزهراني في ردّه كيما يشارك القارىء في تقييم مثل هذه المواقف التي لم تصدر عن شخصيات عادية أو كونها تنتمي إلى مدرسة فكرية واحدة، بل هي أقرب الى المدرسة الوهابية، وأمثلة ذلك:
ـ الشيخ محمد بن علي الشوكاني: يقول عن الشيخ ابن عبد الوهاب وأتباعه (ولكنهم يرون أن من لم يكن داخلاً تحت دولة صاحب نجد، وممتثلاً لأوامره يعتبر خارجاً عن الإسلام) ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، ج2 ص 5
ـ الشيخ محمد بن ناصر الحازمي: ذكر خصلتين في الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الأولى: تكفير أهل الأرض بمجرد تلفيقات لا دليل عليها، والأخرى التجاري في سفك الدماء المعصوم بلا حجة ولا برهان. أنظر أبجد العلوم، ج3 ص 194
ـ الشيخ محمد صديق حسن خان، أعلن في كتابه (ترجمان الوهابية) براءة أهل الحديث من الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، لأنهم يعرفون بإراقة الدماء.
لا بد من الإشارة هنا الى أن الزهراني إكتفى بذكر أمثلة أو، بتعبيره (شبهات) المقرّبين من المدرسة الوهابية، وغفل آراء العشرات من علماء المدارس الإسلامية الأخرى في مصر وشمال افريقيا وبلاد الشام والعراق واليمن، وسنعرض لبعضها في محطات من البحث.
وكان أول من نبّه الى خطر ماجاء به إبن عبد الوهاب من تكفير للمسلمين الشيخ محمد بن عبد الرحمن ابن عفالق، وقد كتب ابن عبد الوهاب رسالة له موتورة، خرج فيها عن حدود اللياقة في التخاطب مع المختلف، ورماه بالكفر والفسوق، وقد أوردنا سابقاً طرفاً من رسالة إبن عبد الوهاب إليه. وقد قال إبن عفالق عن الأخير (وهذا الرجل كفّر الأمة..)، وهذا واضح في نصوص رسائله التي ذكرنا طرفاً منها في الجزء الأول من البحث. مثل ذلك قول أحمد بن علي القباني أن الشيخ ابن عبد الوهاب (كفّر هذه الأمة بأسرها، وكفّر كل من لم يقل بضلالها وكفرها). أنظر: فصل الخطاب في رد ضلالات ابن عبد الوهاب، ص 36
وأسهب سليمان بن أحمد بن سحيم في الإنكار على تكفير إبن عبد الوهاب للمسلمين، وبعث برسالة إلى علماء المناطق وقال عن دعوته: (ومنها: أنه ثبت أنه يقول: الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء)، فصل الخطاب في رد ضلالات ابن عبد الوهاب، ص 165
ويضيف: (ومن أعظمها أنه من لم يوافقه في كل ما قاله، ويشهد أن ذلك حق، يقطع بكفره، ومن وافقه، ونحى نحوه وصدّقه في كل ما قاله قال: أنت موحد، ولو كان فاسقاً..) فصل الخطاب، ص 168. وقال مثل ذلك، الشيخ علوي بن أحمد بن الحسن الحداد.
اما حسن بن عمر الشطي فذكر في ذيل كتاب (رسالة إثبات الصفات)، حيث ذكر صفات ابن عبد الوهاب ومنها (تكفيره المسلمين واعتقاده حل دمائهم، وأموالهم، وسبي ذراريهم). مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضلّ بها العوام، ص 5، 164
وقال العالم الحجازي الكبير الشيخ أحمد بن زيني دحلان عن الوهابيين (فلا يعتقدون موحداً إلا من تبعهم فيما يقولون، فصار الموحدون على حد زعمهم أقل من كل قليل..). الدرر السنية في الرد على الوهابية ص 42، 43
وفي رأي أحمد رضا خان عن الشيخ ابن عبد الوهاب جاء (والذي يسعده أن يكفر أجداده ومشايخه وهو لا يكتفي بهذا، بل يكفّر سائر المسلمين، ومن بينهم الأئمة والمشايخ، إن إبن عبد الوهاب قد أعلن عقب ظهور دينه الجديد أن الأمة الإسلامية منذ ستمائة سنة تتخبط في ظلام الشرك وقد ردد الوهابيون قول زعيمهم فيما بعد)(31). وقال محمد بن نجيب سوقية (إن مذهبهم تكفير الأموات، ورمي الأحياء بالشرك من الموحدين)، تبيين الحق والصواب، ص 8
ما يبعث على الدهشة هي الردود التي ساقها الزهراني لتفنيد ما يعتبره شبهات وافتراءات، ويقول بأن الشيخ إبن عبد الوهاب تولّى بنفسه الرد عليها، ومنها هذا النص الملغوم والمستقطع من رسالته لأهل الرياض ومنفوحة (وقولكم: إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا؟ فإنّا لم نكفّر المسلمين، بل ما كفّرنا إلا المشركين)(32).
من يتعامل مع النص دون قراءة عميقة لعقيدة إبن عبد الوهاب يعتبره نصاً عادياً، ولكن قليل من التأمل يظهر أن الرجل لا يعترف بإسلام أهل الرياض ومنفوحة، ولذلك هو لم يكفّر مسلمين بل كفّر مشركين، لأنهم كذلك بحسب عقيدته، وأن مواصفات المسلم لا تنطبق إلا على من طابق المواصفات والمعايير الوهابية في التوحيد!
بل كل ما سيأتي بعد ذلك من آراء يندرج في السياق نفسه. على سبيل المثال، إن قوله بعدم تكفير أحد لمجرّد الظن، وتكفير الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فذاك واضح بأنه يتعامل مع أناس لم يدخلوا الإسلام حتى يصيبهم بالظن السيء أو برمي الجاهل دون علم وحجة، ولذلك يختم محاجّته بهذا القول (فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله) ودين الله ورسوله ليس سوى ما جاء به هو دون غيره!
ونقرأ في رسالة له الى حمد التويجري يذكر فيها بعض الرد على إبن سحيم (وكذلك تمويهه على العوام، أن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، نقول سبحانك هذا بهتان عظيم! بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم، في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في ألوهيته بعد ما تبيّنت له الحجة على بطلان الشرك)(33). وفي رده على التكفير بالعموم وأمره أتباعه بالهجرة اليه (..قولهم: إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل..)(34).
وقد سئل مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ: ظهرت بعض المزاعم التي تقول: إن التكفير في العالم اليوم هو نتاج دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويزعمون أن بعض الكتب هي كتب تأصيل لمنهج التكفير، ككتاب كشف الشبهات، والدرر السنيّة؟ فأجاب بالقول بأن كتاب كشف الشبهات (كتاب وضعه الشيخ لبيان شبه المشركين في زمانه.. ليبين فيها شبه المشركين قديماً وحديثاً.. فمن تأمل كشف الشبهات التأمل الصحيح رأى العقيدة السليمة الواضحة فيه)، وقال عن كتاب الدرر السنية فقال بأنها (رسائل مشايخ نجد وأئمة الهدى، كلها عدل، وكلها خير، وكلها توضح الحق، وكل الدرر السنيّة وما فيها من رسائل لمن درسها صادقاً خالياً من الهوى يرى فيها الحق الواضح، أما من عميت بصيرته فقد يقرأ القرآن ولا يفهمه..)(35). والتعليق على كلام المفتي: إن لم يكن في ذلك تكفير لأهل زمان ابن عبد الوهاب، وما قبله وربما ما بعده لمن لم يفهم معنى التوحيد، فما هو التكفير إذاً؟
في تعريف الزهراني لأهل السنة والجماعة على ضوء مبدأ التكفير (أهل السنة والجماعة وسط بين من يقول: لا نكفّر أحداً من أهل القبلة، وبين من يكفّر المسلم مباشرة بكل ذنب دون النظر في توفّر شروط التكفير وانتفاء موافقه). ويقول في مكان آخر (فأهل السنة يقولون: من استحلّ ماهو معلوم من الدين بالضرورة كفر، ومن قال: القرآن مخلوق أو أن الله لا يُرى في الآخرة، كفر..)(36). ونتوقف هنا عند هذا التعريف لأن ذلك يرسم حدّاً فاصلاً وقاطعاً بين الوهابيين وبين أهل السنة والجماعة التي ينزع الوهابيون الى احتكارها، ونفيها عن غيرهم من خلال القول مثلاً بأن من لا يكفر أحداً من أهل القبلة، وهو الحال الذي عليه غالبية أهل السنة والجماعة، يصبح خارجها، ومن ثم من قال بأن القرآن مخلوق، وهم غالبية أهل السنة في بداية ظهور المسألة، وكذلك من يقول أن الله لا يرى في الآخرة، وهم كل الشيعة، وبعض أهل السنة فهم في نظر الزهراني كفّار!
وما يلفت في عرض الزهراني للآراء في موضوعة التكفير، فإنه يكتفي، غالباً، برصد آراء خط مدرسي واحد مثل الامام أحمد، وابن تيمية، وابن القيم، وابن عبد الوهاب، أو المقرّبين منهم..
ذكر الزهراني موانع للتكفير منها: العذر بالجهل في حالات، وليس على سبيل الإستمرار، والخطأ، والإكراه، والتأويل وهو الذي يقصد به التلبّس والوقوع في الكفر من غير قصد لذلك، بل مع اعتقاد أنه على صواب، وهو ناشيء عن قصور في فهم الأدلة الشرعية دون تعمد المخالفة(37).
وفي مانع التأويل كلام طويل لأن أحكام التكفير التي أصدرها إبن عبد الوهاب واهل دعوته تندرج في هذا الباب ويعذر من نالهم التكفير بهذا العامل.
وفي مقالة بعنوان (رواسب الكفر عند المسلم الجديد)، وهي بحسب محتوى المقالة لكاتب وهابي، ينطلق ما نصّه (قرب عهد المسلم الجديد بالكفر يجعله يقع في بعض المخالفات القولية والفعلية، وشواهد ذلك كثيرة في القديم والحديث). وبعد أن يصف مشاهد الكفر والشرك في القديم، ينتقل إلى الحديث ويصفه بما نصّه (..وأن الإنسان قد يقع في الشرك بسبب الجهل..) ولذلك ينصح صاحب المقالة (على تعلّم العقيدة ومعرفتها والتبصّر فيها، خشية أن يقع الإٌنسان في مثل ما وقع فيها هؤلاء ولذلك كان على الداعية إلى الله أن يهتم كثيراً بمسألة العقيدة في دعوة المسلمين الجدد..).
وعاب على أولئك الذين يقومون بتخفيف اللهجة المتطرِّفة بقوله: (حتى بلغ الأمر إلى تبديل كلام الله والدعوة الى خلافه، ومن ذلك الدعوة إلى تغيير كلمة الكافر إلى (الآخر)، ونسوا أن الإسلام إسلام والكفر كفر..). ويمثّل لذلك بكلمات أوضح بما نصّه (وقد فهم كفّار قريش التوحيد أفضل مما فهمه بعض المنتسبين للإسلام في عصرنا من دعاة التقريب بين الأديان، وحوار الحضارات..)(38).
تكفير الصوفيّة

ليس حكماً جديداً تكفير الوهابية للصوفية، فقد أصدر علماؤها ومشايخها الكبار والصغار فتاوى تخرج الفرق الصوفية من دائرة الاسلام، وتشنّع عليها بأقذع الألفاظ التي يربأ خلق المسلم عن الاستماع إليها.
من بين تلك الكتابات المضادة للصوفية، ما أنكر فهد بن سليمان الفهيد في حملته المناوئة للصوفية على ماجاء في كتاب الباحث الحجازي د.عمر عبد الله كامل (التصوف بين الإفراط والتفريط)، وقال: (والعجب الذي لا ينقضي أنهم يعيدون طباعة هذه الكتب التي دسّ فيها الكفر والشرك ثم يوزعون هذه الكتب ويمدحون أصحابها)(39).
ولأنه ينطلق من رؤية سلبية إزاء التصوف، فقد اعتقد بأن كل ما يصدر عن شيوخ الصوفية ورموزها وأتباعها هي (شركيات). فقد أورد ما اعتبره ضلالات الصوفية، منها هذا الرأي للشيخ أبو العلا العفيفي:
(التصوف هو المظهر الروحي الديني الحقيقي عند المسلمين، لأنه المرآة التي تنعكس على صفحتها الحياة الروحية الإسلامية في أخص مظاهرها فإذا أردنا أن نبحث عن العاطفة الدينية الإسلامية في صفاتها ونقائها وعنفها وحرارتها وجدناها عند الصوفية). نقلاً عن التصوف الثورة الروحية في الإسلام، ص 96
فحين نقرأ هذا النص بتجرّد تام، لا نجد فيه ما يعيب خصوصاً حين يصدر عن رجل يعتقد جازماً بأن التصوف هو الجوهر الروحي للإسلام، وله مطلق الحق في الاعتقاد بذلك، سيما وأنه لا ينطوي على اعتداء على حق الآخر المسلم في الإعتقاد بما يراه ضمن اجتهاد داخل المجال الاسلامي.
ونقل المؤلف آراء أخرى لمؤلفين ومشايخ للصوفية ليس فيها ما يمثل عدواناً أو إختراقاً لمحظور ديني، بل هي تأمّلات خاصة في التصوف الإسلامي، كأقوال عبد القادر عطا، وعبد الرحمن عميرة، ومحمد أمين الكردي النقشبندي.
وحين أجمل ما اعتقده (أعظم بدع المتصوفة) حصرها في: قصد القبور، وتتبع أماكن الأنبياء والصالحين وزيارتها، والذكر، والإحتفال بالمولد النبوي، والزهد عن المباحات، وشعائر التصوف(40).
ويمثّل كتاب عبد الرحمن عبد الخالق الموسوم بـ (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة)، نموذجاً للتكفير النمطي الذي يقوم على سوابق إزاء الآخر. فقد بدأ كتابه بمقدمة ناريّة جاء فيها (فإن أعظم فتنة أبتلي بها المسلمون قديماً وحديثاً هي فتنة التصوّف..هذه الفتنة التي تلبّست للمسلمين برداء الطهر والعفة والزهد والاخلاص، وأبطنت كل أنواع الكفر والمروق والزندقة، وحملت كل الفلسفات الباطلة ومبادىء الإلحاد والزندقة..وهم بوجه عام من الزنادقة المبتدعين والكفار المستترين..)(41).
ولا يمكن لرؤية بهذا التحامل والشناعة إلا أن تؤول الى أحكام في غاية القسوة، فقد حمّل عبد الخالق التصوّف كل ظاهرة إلحادية وإفسادية (وكان التصوف هو المعبرة التي عبر عليها الملحدون والزنادقة والمفسدون في الأرض والعباءة التي تستّر بها كل من يريد التخريب والتدمير لأمة الإسلام ورسالة القرآن..فقد تحوّل الزنادقة ومن لا أصول لهم معروفة من الأعاجم والملاحدة فدخلوا في التصوف..)(42).
رؤية إبن باز للمسلمين

يخرج الشيخ عبد العزيز بن باز، المفتي السابق للمملكة، المسلمين من دائرة الإسلام ويضعهم في دائرة الجهل والجاهلية على أساس أنهم لم يفهموا معنى لا إله الا الله أي لا معبود بالحق سواه. يقول ما نصّه: (أن الله خلق الثقلين لهذا الأصل الأصيل وأمرهم به، وأرسل به رسله وأنزل به كتبه فتأمّل ذلك جيداً وتدبّره كثيراً ليتضح لك ما وقع فيه أكثر المسلمين من الجهل العظيم بهذا الأصل الأصيل حتى عبدوا مع الله غيره، وصرفوا خالص حقه لسواه)(43)، أي أن أكثر المسلمين مشركون!
واعتبر الشيخ إبن باز أن (أهل السنة والجماعة) هم فقط من يثبتون الصفات لله سبحانه وتعالى بظاهرها، كاليد والساق والوجه، والاستواء والرؤية يوم القيامة، ومن خالف ذلك يخرج حكماً من مسمى (أهل السنة والجماعة)، ولذلك اعتبر الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم من أهل البدع وأدخل الأشاعرة فيهم لأنهم نفوا بعض الصفات وأثبتوا البعض(44).
فلم يبق من (أهل السنة والجماعة) إلا من قال بمقولة الحنابلة والوهابية حيث (أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات..)(45).
وفي نواقض الإسلام تحدّث الشيخ إبن باز عن أنواع الردّة، ومن بينها بطبيعة الحال زيارة قبور الأنبياء والأولياء والدعاء عندهم والذي يعتبره الوهابيون (وسائط)، ما يجعلهم كفاراً، لينتقل إلى مرحلة أخرى وهو تكفير الكافر: (من لم يكفّر المشركين أو شكَّ في كفرهم أو صحَّح مذهبهم كفر)(46).
ومن نافلة القول فإن ثمة نوعاً من الردّة ذكره الشيخ إبن باز واستغلّه أعضاء القاعدة وغيرهم من المنتمين للتيار السلفي المعارض وهو (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين)(47). وقد ثبت مظاهرة آل سعود ومعاونتهم على المسلمين في مواطن عدديدة في أفغانستان وباكستان وفلسطين ولبنان وغيرها، فضلاً عن قضايا التسلّح والتجارة التي باتت مصدراً رئيساً لمعاونة غير المسلمين على المسلمين.
المصادر:

1 ـ خالد بن أحمد الزهراني، الغلو في التكفير بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الإثني عشرية، تقديم الشيخ الدكتور محمد بن ابراهيم السعيدي، طبع خاص 1431هـ، ص 17
2ـ موقع الشيخ حامد العلي
https://www.h-alali.net/f_open.php?id...a-0010dc91cf69
3 ـ طريق الاسلام
http : //www . islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=9326
4ـ الدكتور منقذ بن محمود السقّار، التكفير وضوابطه، رابطة العالم الاسلامي، ص 30
5ـ المصدر السابق، ص 47
6ـ الشيخ صالح اللحيدان، محاضرة بعنوان (فضل دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب)، أعدّها سالم الجزائري، ص 3
7ـ المصدر السابق، ص 4
8ـ المصدر السابق، ص6
9ـ المصدر السابق، ص6
10ـ المصدر السابق، ص8
11 ـ المصدر السابق، ص 9
12 ـ المصدر السابق، ص 11
13 ـ المصدر السابق، ص 14
14 ـ المصدر السابق، ص ص 15، 16
15 ـ المصدر السابق، ص 17
16 ـ د. سعيد بن علي بن وهف، خطر التكفير والإفساد والتفجير، الخطبتان الاولى والثانية، مختارات من خطب د. سعبد بن علي بن وهف، طبع خاص (د.ت)، ص 1
17 ـ المصدر السابق، ص ص 3ـ4
18 ـ محمد ناصر الدين الألباني، التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام، (أصل هذه الرسالة شريط مسجل ثم كتب وطبع في مجلة السلفية، العدد الرابع عام 1419هـ)، ص 4
19 ـ المصدر السابق، ص ص 7 ـ 9
20 ـ المصدر السابق، ص ص 11 ـ 12
21 ـ المصدر السابق، ص 13
22 ـ الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني، قضية التكفير بين أهل السنة وفرق الضلال في ضوء الكتاب والسنة، سلسلة رسائل سعيد بن علي بن وهف القحطاني (15)، تقديم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، طبع خاص، سنة 1417هـ، ص 14
23 ـ المصدر السابق، ص 19
24 ـ المصدر السابق، ص 35
25 ـ المصدر السابق، ص 58
26 ـ المصدر السابق، ص 116
27 ـ خالد بن أحمد الزهراني، الغلو في التكفير.. بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الاثني عشرية (د.ت)، نسخة بي دي إف على الانترنت، تقديم الدكتور محمد ابراهيم السعيدي، 1431هـ، ص 7
28 ـ المصدر السابق، ص 13 وانظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، الجزء الرابع ص 76
29 ـ المصدر السابق، ص 15
30ـ المصدر السابق، ص 18
31 ـ أعز النكات بجواب سؤال أركات (باللغة الأوردية) عن الزهراني، الغلو في التكفير بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الاثني عشرية، مصدر سابق ص 24
32 ـ مجموع مؤلفات الشيخ، مصدر سابق الجزء5، ص 189
33 ـ مجموع مؤلفات الشيخ، ج5 ص 60
34 ـ مجموعات مؤلفات الشيخ، ج3 ص 11
35 ـ الغلو في التكفير، الزهراني، مصدر سابق، ص 44 عن فتاوى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ـ هل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تكفيرية؟، موقع: www . alifta.net
36ـ الزهراني، المصدر السابق، ص 51
37 ـ المصدر السابق، ص 57
38 ـ توحيد الكلمة على كلمة التوحيد، ص ص 1 ـ 2 من موقع شبكة الألوكة (www . alukah.net)
39 ـ نشأة بدع الصوفية، إعداد: د. فهد بن سليمان الفهيد، (د.ت)، ص 16
40 ـ المصدر السابق، ص 32
41 ـ عبد الرحمن عبد الخالق، الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة، الطبعة الثانية 1984، مكتبة إبن تيمية، النقرة ـ الكويت، ص ص 5، 6
42 ـ المصدر السابق، ص 7
43 ـ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، العقيدة الصحيحة وما يضادها ونواقض الاسلام، طبع خاص، الرياض، 2000، ص 8
44 ـ المصدر السابق، ص ص 11، 25
45 ـ المصدر السابق، ص 25
46 ـ المصدر السابق، ص 26
47 ـ المصدر السابق، ص 27










قديم 2012-08-15, 09:57   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الاجابة: هذا النوع من السفر حرام لأنه بغير حاجة(27).
ـ فتوى رقم 7365 بعنوان (تمنّي وقوع الضرر للكفّار وبلادهم)، ونص السؤال:
ساءني كما ساء كل مسلم ينتمي لهذا البلد ما حدث من تفجيرات في الرياض، وهي أعمال مشينة تنافي الإسلام ولا يرضاها الله ولا رسوله، وسؤاله هو يقول: كيف وهي تحدث في بلد إسلامي ولكن يا شيخ أجد في نفسي الميل لأن تحدث مثل هذه التفجيرات في بلاد الكفار لضرب مصالحهم وهز اقتصادهم وزعزعة أمنهم، وهل أنا على صواب في ميلي هذا أم لا؟
الاجابة: تمني وقوع الضرر بالكفار فلا بأس بذلك، وأن يلحق بهم الأذى..(28).
ـ فتوى رقم 11158 بعنوان (القتال من أجل تحرير الأرض)، ونص السؤال:
من قاتل لأجل تحرير الأرض من الكفّار هل يعتبر جهاداً في سبيل الله أم لا؟
الاجابة: لا يكون فقط تحرير الارض ولكن يكون لإعلاء كلمة الله ونشر الدين أيضاً والا اذا كان فقط لتحرير الأرض فهذا ليس بجهاد في سبيل الله(29).
ـ فتوى رقم 11535 بعنوان (دار الإسلام ودار الكفر)، ونص السؤال:
أورد الشوكاني في كتاب السيل الجرار عن دار الإسلام ودار الكفر أن الاعتبار بظهور الكلمة، فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام بحيث لا يستطيع من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام فهذه دار إسلام، وإن كان الأمر بالعكس فالدار بالعكس، السؤال : هل الدولة التي تحكم بالقوانين الوضعية يقال عنها إنها بلاد مسلمة أو دولة كافرة بغض النظر عن شعبها؟
الاجابة: العبرة بالحكم ان كان للشرع فهي دولة مسلمة وان كانت للقانون فهي دولة كافرة..(30).
في السياق نفسه، يحدد الضابط في تحديد دار الكفر ودار الإسلام، حيث يعرّف الفوزان دار الكفر بأنها (التي يحكم فيها بغير ما أنزل الله. هكذا قرر العلماء أما البلاد التي لا تحكم بالشريعة فهي بلاد كفر، وكذلك البلاد التي يرتفع فيها أعلام الشرك..الأفلام والأوثان ولا يغيّر فيها فهذه تعتبر بلاد كفر)(31).
الفوزان وتكفير الصوفيّة

في مساجلة على صفحات جريدة (السياسة) الكويتية، المثيرة للجدل، قدّم الفوزان ردّاً على المقابلة التي أجرتها الجريدة بتاريخ 1/12/2005 مع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الأسبق والرمز الصوفي البارز في الكويت يوسف هاشم الرفاعي، حيث خلص الفوزان إلى أن (التصوّف ضلالة وشرٌ وكله مبتدع).
وكان السيد الرفاعي قد تعرّض لجماعة السلف في جمعية إحياء التراث الإسلامي، وهي جمعية كويتية تستمد مواقفها ورؤاها اللاهوتية من كبار علماء الوهابية في المملكة مثل إبن باز، وإبن عثيمين، والفوزان، والجبرين وغيرهم. الرفاعي لفت إلى أن جماعة السلف في الجمعية (تركوا الحديث عن الملابس غير المحتشمة للنساء وانتشار المخدرات وتنكروا لمشكلة البدون وأصبح عملهم فقط ينصب حول مهاجمة الصوفية). ونفى الرفاعي أن تكون حلقات الذكر تشتمل على مخالفات دينية، وكذلك الإحتفال بالمولد النبوي الشريف. وتساءل الرفاعي (هل بن عبد الوهاب أو بن باز أعلم من العلماء السابقين الذين لم يحرموا الصوفية لأنهم فئة صفت قلوبهم لله عز وجل...). وأيّد الرفاعي منع كتب بن باز وبن عثيمين من الكويت، مشيراً إلى أنها (كتب تكفيرية وتدعو إلى التطرف وتؤدي إلى فتنة كبرى في المجتمع والى أشياء لا تحمد عقباها). وقال إن تطرفهم (وصل إلى أنهم يحاولون هدم كل آثار النبي صلى الله عليه (وآله) وسلّم كما أزالوا المكان الذي كان استراح فيه النبي عندما جرح في جبل أحد..).
وردّ الرفاعي على جماعة السلف الذين قالوا بأن التصوف لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بأن التصوف موجود وتمت تسميته بهذا الإسم منذ القرن الثاني الهجري، وسأل الجماعة السلفية هل كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم إسمه علم الفقه أو علم الحديث أو مسمى سلفيّ، فإذا كانت الصوفية بدعة فالسلفية هي الأخرى بدعة(32).
ردّ الفوزان كان صارماً وقال بأن في أجوبة الرفاعي على أسئلة الصحيفة: (مغالطات وضلالات لا يمكن السكوت عنها)، واعتبر التصوّف أشد من من استنكار الملابس غير المحتشمة وانتشار المخدّرات (لأنه بدعة وضلالة وقد يصاحبه شيء من الشرك من دعاء الصالحين والاستغاثة بالأموات فهو مع كونه بدعة فهو وسيلة الشرك بالله، والملابس غير المحتشمة والمخدرات معصية، والبدعة أشد من المعصية فيبدأ بالأهم فالمهم).
وقال الفوزان بأن (التصوّف كله مبتدع.. والتصوف محدث في الدين فهو ضلالة وشر). وخلص في تعريضه بالصوفيّة للقول (من تصوف فقد ابتدع ومن ابتدع كان مجرماً).
في مسألة تكفير الشيخ إبن باز المسلمين واتّهامهم بالبدعة والضلال، يعيد الفوزان إنتاج واحدة من قواعد التكفير الوهابية (فالشيخ لا يكفّر ولا يبدِّع ولا يضلِّل إلا بحسب الأدلّة الصحيحة وعلى ضوء معتقد أهل السنّة والجماعة)(33)، وهو الكلام المكافىء لقاعدة: تكفير من كفّره الله ورسوله. فالتلطي وراء النص العلوي في تكفير الآخر يبدو خياراً هروبياً ومخرجاً آمناً لمثل هؤلاء. وللفوزان بحث بعنوان (حقيقة التصوّف) أخرج فيه المتصوّفة من الإسلام ونسب إليهم الشرك والكفر والزندقة(34).
الهوس التكفيري في دورة الاستفتاء

قسم الإفتاء في الموقع الرسمي للفوزان، ومواقع مشايخ الوهابية عموماً، من شأنه الإضاءة على طبيعة التوجيهات العقدية والفقهية التي يطلقها مشايخ الوهابية لأتباعهم وأهل دعوتهم، الأمر الذي أدّى إلى خلق هواجس نفسية ذات طبيعة دينية، بحيث صار الإنتماء الديني أو بالأحرى الموقف العقدي يحدّد طبيعة العلاقة مع الآخر. كثير من الأسئلة التي تطرح من قبل المستفتين على مشايخ الوهابية تحوم حول موضوعات الكفر والتكفير والكفّار، والمواقف المترتّبة عليها، ونسرد هنا طائفة من الأمثلة لبيان درجة انغماس العوام في موضوعات عقدية حاسمة، أي بما تنطوي عليه من موقف لاهوتي قاطع: كفر/إيمان.
ـ في سؤال عن حكم من أسلم في العصر الحالي في إحدى دول الكفر، هل يلزمه أن يهاجر إلى ديار المسلمين؟ يجيب الفوزان بالقول: اذا قدر على ذلك ولم يقدر على اظهار دينه فهذا يجب عليه الهجرة..(35).
في هذا الصدد، ثمة مثال يجدر ذكره هنا كونه يومىء الى الرؤية الكونية لدى الفوزان وأهل دعوته، وننقل هنا نصّ الفتوى:
امرأة أمريكية هداها الله للإسلام ووالديها نصرانيان، وهي تريد أن تذهب إلى موريتانيا لتعلّم العلم الشرعي والقرآن والعربيّة، وسيرافقها عمّها كمحرم، ولكنها ستبقى هنالك لوحدها مع بعض النساء المسلمات، هل يجوز لها ذلك، علماً بأنها سترجع إلى بلادها فيما بعد مع المحرم؟
الجواب : لا بأس بذلك في السفر إذا كان معها محرم في السفر ذهاباً وإياباً وتبقى مع المسلمين في البلد تتعلم. الإقامة في بلاد المسلمين لا يشترط لها محرم، المحرم إنما هو في السفر، لكن بشرط ألاّ تخرج مع رجل، وكذلك لا تختلط مع الرجال، وكذلك أن تتحجب، وأن تبتعد عن السفور، تلتزم بآداب الإسلام..(36).
في السؤال والجواب تكمن قطيعة ثقافية وحضارية. فالسائل يصوّر المرأة الأميركية وكأنها قادمة من صحراء نجد، وتنتمي إلى إحدى القبائل المتشدّدة في بريدة أو عنيزة، وستركب البغال دون وطاء لتقطع مسافات بعيدة. جواب الفوزان جاء منسجماً مع إيحاءات السؤال، فراح يرسم خارطة طريق للمرأة الأميركية ذهاباً وإياباً، وفي إقامتها وسفرها، والمحذورات الواجب تفاديها دفعاً لوقوع المحظور، مروراً بالهيئة التي يجب أن تكون عليها، وصولاً الى موعد عودتها الى ديارها..ما غفل عنه الفوزان هو ذكر حكم عودتها الى ديارها (الكافرة!) في حال قدرتها على الهجرة منها الى دار الإسلام!
س: إذا كانت أفعال شخص كلُّها تناقض ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏؛ فهل يجوز لنا تكفيرُهُ مع أنه ينطقُ الشَّهادتين‏؟‏
جـ ـ من أتى بناقض من نواقض الإسلام؛ كترك الصلاة متعمِّداً، أو الذَّبح لغير الله، والنَّذر لغير الله؛ كما يُفعلُ عند الأضرحة، أو دعاء غير الله، والإستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، أو سبّ الله أو رسوله، أو سبِّ الدين، أو الإستهزاء بالقرآن أو بالسُّنَّة؛ فهذا مرتدٌّ عن دين الإسلام، يُحكم بكفره، ولو كان يقول‏:‏ لا إله إلا الله؛ لأن هذه الكلمة العظيمة ليست مجرَّد قول يقال باللسان، وإنما لها معنى ومقتضىً تجبُ معرفتهما والعمل بهما‏.‏ قال صلى الله عليه وسلم‏: “من قال‏:‏ لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبَدُ من دون الله‏” ‏[‏رواه مسلم في ‏”‏صحيحه‏”‏ ‏(‏1/53‏)‏ من حديث أبي مالك عن أبيه‏]‏ فلم يجعل النُّطق بـ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ كافيًا في عِصمته الدَّم والمال، حتى يضيف إليه الكفر بما يُعبَدُ من دون الله‏.‏ وقال تعالى‏:‏ { ‏فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا‏} ‏[‏البقرة‏:‏ 256‏]‏ فقدَّم الكفر بالطَّاغوت على الإيمان بالله‏.‏ إلى غير ذلك من الأدلة(37).
فهنا يتجاوز الفوزان الظاهر الذي أمرت النصوص الدينية الإلتزام به في الحكم على إيمان المرء، ولكّنه يغوص إلى أبعد من ذلك، حيث يطالب بسبر النوايا، وما إذا كانت شهادة (لا إله إلا الله) كافية لعصمة الدم والمال والعرض، والحكم على المرء بالإسلام، مع إقامته للفرائض. ليس الأمر كذلك، بحسب الرؤية اللاهوتية الوهابية، وإنما يتعلق بمتطلبات أخرى لا يقدر على معرفة حقيقتها سوى الله سبحانه وتعالى، كما هو فحوى حديث مشهور (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله). فلم يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يؤمنوا بالله بحسب التقسيم اللاهوتي الوهابي: توحيد الذات، والأسماء، والصفات، أو توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية، فحين آمنوا بالله عزّ وجل، إنما آمنوا به إلهاً ورباً وخالقاً ورازقاً وبكل صفات الكمال التي وردت في كتابه العزيز، ولم يخضعوا للإختبار. ولم يعقد الصحابة جلسة بينهم أو لحديثي عهد بالإسلام ليسألوهم عن التوحيد وفروعه وأقسامه.
ـ سائل من الكويت عن طريق الشبكة يقول: هل يجوز تكفير الكافر بعينه: مثال من يقول بتحريف القرآن أو من قال: ليس القرآن بكامل هل نقول له: كافر، وهو ما زال على قيد الحياة ولم يرجع عن قوله؟
الجواب: نعم من نطق بكلام الكفر أو سجد لغير الله أو ذبح لغير الله نحكم عليه بالكفر ونعامله معاملة المرتدين..فمن أظهر من موجبات القتل يقتل(38).
بطبيعة الحال، فإن من لديه إطّلاع على تراث السجال المذهبي في المجال الإسلامي الحديث، لن يجد عناءً بأي حال في معرفة الجهة المعنيّة بالسؤال، ومن يفترض السائل بأنها تقول بتحريف القرآن، فهي، بحسب للأدبيات الوهابية، الشيعة بدرجة أساسية. ومن جهة أخرى، فإن جواب الفوزان، كما تلفت إجابات أخرى لأسئلة مماثلة، يستحضر أطراف السجال المذهبي، ولذلك لم يتردد في الإجابة لحضور المثال: فكل التوصيفات: سجد لغير الله وذبح لغير الله تنطبق في الذاكرة اللاهوتية الوهابية على الشيعة وتلحق بهم طوائف أخرى.
ـ س: هل نحكم على من ذبح لغير الله أو حلف بغير الله بالشرك؟ أو من عمل أي عمل شركي نحكم عليه بالشرك عيناً؟ وهل لابد من إقامة الحجة عليه قبل الحكم عليه؟
الجواب: نعم من فعل الشرك عيناً نحكم عليه بالشرك عيناً، فمن سجد لغير الله وذبح لغير الله نحكم عليه بالشرك والكفر ويطلب منه التوبة(39).
هنا يتأكّد الموقف التيولوجي لدى الفوزان حيال الموضوع الوارد في خانة التكفير، فهو يعيد الألفاظ والقوالب ذاتها ليجعلها بمثابة مسوّغات في التكفير.
الفوزان وتكفير الشيعة

لا يخضع تكفير الشيعة لأي من قواعد التكفير المقترحة في الأدبيّات الوهابية، فثمة تساهل مطلق في أحكام التكفير حين تتعلق بالشيعة، فلا حاجة لتطبيق معايير تكفير المعيّن وتكفير العموم، ولا شروط نواقض الإسلام العشرة، ولا التثبّت أو التريّث، أو حتى تفويض العلماء والراسخين في العلم للقيام بهذه المهمة، الأمر الذي يجعل من التكفير أمراً ليس بالضرورة دينياً، أي ليس مؤسساً على اعتبارات أو حسابات دينية. وهنا نعرض لطائفة من فتاوى تكفير الشيعة، وما ترشد إليه تلك الفتاوى من حالة اغراق عقدي وسط المجتمع الوهابي، إلى حد بات الأصل هو تكفير الشيعة، وأن الشاذ هو من يتردد في ذلك، كما تكشف عنه فتاوى التكفير بوضوح شديد:
ـ س: بعض الناس لا يكفّر الرافضة فكيف نقنعهم علماً بأننا سقنا لهم بعض أقوال أهل العلم؟
الجواب: يترك هذا الأمر لأهل العلم، وإن كانت هناك حاجة أم غير ذلك، لما يترتب عن ذلك أشياء لا تحمد عقباها(40).
كان السائل واضحاً في أن ثمة موقفاً عقدياً عاماً بين علماء الوهابية من الشيعة، بل لفت السائل إلى أن أهل العلم قد أفتوا بذلك، وأن فتاويهم متداولة، ويمكن الرجوع إليها والتحاكم على أساسها بين العوام أنفسهم. فمن الواضح أن السائل هو عامي ويتحدث عن أناس من العوام رفضوا تكفير الشيعة، ويطلب من الفوزان وسيلة لإقناعهم بكفر وتكفير الشيعة.
الفوزان، وإن بدا متحفّظاً وحذراً في الإجابة، خشية استغلال جوابه من قبل المترّبصين بمشايخ التكفير، لم يعترض على طريقة السؤال ولم يحذّر من تكفير العموم، بل أقصى ما طلبه أن يترك هذا الأمر لأهل العلم، كيما يقرّروا متى يجب استعلان تكفير الشيعة، دفعاً لنتائج غير محمودة العواقب.
ـ سؤال يقول: هل الرافضة كفار، وهل يفرّق بين علمائهم وعامتهم في ذلك؟
الجواب: هو القاعدة كل من دعى غير الله وذبح لغير الله وعمل عملاً لغير الله فهو كافر من الرافضة وغيرهم، فكل من عبد غير الله فهو كافر، ومن زعم بأنه يجب اتباع أحداً غير الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه كافر.. الرافضة يرون أن لأئمتهم منزلة أعلى من الأنبياء وأن لأئمتهم الحق في أن يحرّموا ما أرادوا وأن يحللوا ما أرادوا، وهذا من أعظم الكفر والعياذ بالله، هذا عندهم ليس خافياً هذا في كتبهم، وعندهم أمور كثيرة. اما التفريق بين علمائهم وعامتهم، فعلماؤهم نعم لأنهم يعلمون، أم عامتهم فتقام عليهم الحجة وإن لم تقم فإنهم على ضلال..(41).
لاختلاف التاريخ والظروف بين الفتوى السابقة وهذه الفتوى، لا يتردّد الفوزان هنا في وضع مواصفات الكافر وتطبيقه على الفور على الشيعة، بناء على قاعدة مفترضة: كل من دعى غير الله، وذبح لغير الله وغير ذلك؟ ثم يتنكّب لموقع آخر ينفرد فيه بالشيعة كيما ينعتهم بما قرّ في ذاكرته، من بينها أن الشيعة يرون بأن للأئمة منزلة أعلى من الأنبياء ولهم الحق في التحريم والتحليل ثم يختم (وهذا عندهم ليس خافياً هذا في كتبهم). لا يحتاج الفوزان للتدليل على الكثرة، فهو هنا يتجاوز (العينيّة) الى (العموم)، بل يترك الباب مفتوحاً لمزيد من النعوت زيادة في الإعتقاد بتكفيرهم كقوله (وعندهم أمور كثيرة). ما يلفت أن الفوزان لا يطبّق قواعد العذر بالجهل على الشيعة، خصوصاً العوام منهم، بل يرى في حال عدم قيام الحجة عليهم فإنهم على ضلال، (وعند الشيخ الألباني فسّاق)، أما علماء الشيعة فهم، عند الفوزان وعلماء الوهابية عموماً، كفّار دون أدنى ريب، وإنما الكلام في العوام هل يسري عليهم حكم الكفّار أم ينتظر قيام الحجّة عليهم!
ـ سؤال: هل الرافضة كفار؟
الجواب: الرافضة وغيرهم من يعرفون الحق ولا يريدونه كفار الرافضة وغيرهم، فكل من عرف الحق واستمر على ما هو عليه فهذا كافر(42).
يبدو الموقف حاسماً في جواب الفوزان الذي قطع بأن الشيعة كفّار لأنهم عرفوا الحق ولا يريدونه. بطبيعة الحال، فإن الفوزان يفترض أن الحق هو ما كان عليه هو وأهل دعوته، وأن الشيعة إنّما يرفضون هذا الحق على وجه الخصوص، وليس حقاً آخر، قد يكون في غير الفوزان ومذهبه الوهابي، أو ربما متوزّعاً بين عدد من المذاهب الإسلامية!
ـ سؤال: في مدرستنا أستاذ نشك أنه رافضي، ونحسن معه المعاملة والدعوة، ولكن إذا سلم عليه أحد الأساتذة يرد ويقول: عليكم السلام، فقط، فما هو التوجيه لنا؟
الجواب: والله هذا مشكلة أن يعطى الروافض مجال للإختلاط بأهل السنة ويدرسون أبناء أهل السنة، هذا من المشاكل الخطيرة ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمور للانتباه لهذا الأمر فإنه خطير جداً، ولكن تعاملوا معهم بعدم الأذى وعدم الإساءة إليه، ولكن لا تنبسطوا معه وتعاملوه معاملة أهل السنة(43).
يرسم الفوزان في جوابه خارطة طريق في العلاقة بين الوهابية والشيعة في هذه البلاد، ويعتبر أن الإختلاط بينهم (مشكلة)، وتزيد المشكلة خطورة حين يضطلع معلّم شيعي بمهمة تدريس الوهابية، ولذلك يدعو أن يوقف الحكّام من آل سعود هذا الأمر ويتنبّهوا له. ورغم أن الفوزان بدا كما لو أنه رحيم القلب في التعامل مع المعلّم الشيعي، إلا أنه ربط ذلك بعدم معاملته معاملة الوهابية.
ـ فتوى رقم 2165 بعنوان (التعامل مع الرافضة ومجاورتهم)، ونص السؤال: أنا أسكن في منطقة وأكثر جيراني فيها من الرافضة فما هو التعامل معهم؟ وهل أزورهم وآكل وأشرب معهم؟
الاجابة: أرض الله واسعة دوّر لك بيت بعيد عنهم في منطقة فيها أهل السنة(44).
ـ فتوى رقم 2836 بعنوان (التقريب مع الرافضة)، ونص السؤال: هل من منهج أئمة الدعوة التقريب مع الرافضة وماهو رأيكم فيمن يدعون للتقريب مع هؤلاء؟
الجواب: نحن لا نتقارب الا مع أهل الحق، أما اهل الباطل وأهل الضلال فلا نتقارب معهم الا اذا تابعوا ورجعوا الى الحق(45).
ـ فتوى رقم 3165 بعنوان (تمجيد علماء الرافضة)، ونص السؤال: يقول البعض من الكتّاب بتمجيد علماء الرافضة فيقول مثلاً: قال سماحة الشيخ، ويذكر إسم هذا الرافضي ماحكم هذا الفعل؟
الجواب: هذا لا يجوز تمجيد علماء الضلال لأن فيه تمجيد لما هم عليهم رضا بما هم عليهم وموافقة. الواجب هجرهم والواجب بغضهم والواجب معاداتهم في الله(46).
ـ فتوى رقم 11477 بعنوان (حكم الرافضة)، هل الرافضة كفّار؟
الاجابة: الرافضة وغيرهم من أعرض عن الحق فهم كفار(47)
تكفير الجهمية والمعتزلة

شأن الفرق المصنّفة في قائمة الفرق الضّالة، يتوسّل الفوزان وكثير من علماء الوهابية بمقولات الشيخ إبن تيمية في الفرق الإسلامية الأخرى، ولذلك ليس هناك من داخل الوهابية من خالفه في موقف من أية فرقة إسلامية، بل أخذت مقولاته كمسلّمات، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليضفي عليها طابعاً عصبوياً مذهبياً.
ـ سؤال: هل هناك فرق حكم العلماء بكفرهم كغلاة الجهمية والمعتزلة؟
الجواب: (العلماء وضعوا ضوابط عامة، وأسباب الرد فهي قواعد تطبق على الأفعال والأقوال والتي يطبقها أهل العلم). ثم علّق على الصوفيّة وقال: (من خرج عن السنة فقد ظلّ عن الطريق)(48). لا يذكر الفوزان من هم العلماء الذين وضعوا بزعمه قواعد للحكم بإيمان أو بكفر شخص أو جماعة، سيما وأن الجهمية والمعتزلة فرقتان عظيمتان وينتمي إليهما أكثر من نصف المسلمين، ولذلك فهو يستعمل كلاماً عاماً للتمويه على القارىء بأن من قصدهم بأهل العلم، يمثّلون غالبية المسلمين، وهم في واقع الأمر من ينتمون الى المدرسة الحنبلية فحسب، كما سيتضّح في السؤال التالي.
ـ هذا سائل يقول: الذي ينفي الصفات عن الله تعالى هل يُكَفَّر، ولماذا لم يُكَفِّر السلف المعتزلة والأشاعرة؟
الجواب: وما يدريك أنهم لم يكفّروا، الذي ينفي العصمة والصفات عن الله إن كان مقلّداً أو متأوّلاً يظن أنه على حق وهو ليس كذلك، هذا لا يكفر يدرء عنه التكفير بالتأويل أو التقليد أما الذي يتعمد نفي العصمة والصفات وهو يعلم، فهذا لا شك في كفره، وكفّر 500 عالم كما ذكر إبن القيم كفر الجهمية(49).
هنا يبدو الفوزان أكثر تحديداً في من يسبغ عليه صفة الكفر، كونه يضع ضابطة ينفرد بها دون بقيّة الفرق والطوائف الإسلامية الأخرى وهي المتعلّقة بصفات الله، والتي لا تشاركه فيها بقية الفرق. نذّكر أيضاً بهاجس الإيمان والكفر الذي ينتاب السائل لجهة تحديد ما إذا كان المعتزلة والأشاعرة مسلمين أم كفّار، ما يلفت إلى حالة مرضيّة يعاني منها من خضعوا تحت تأثير موجات التكفير المكثّفة.
ـ سؤال: لماذا لم يُكَفِّر أهل السنة والجماعة الأشاعرة مع أنهم لا يثبتون إلا سبع صفات وينفون الباقي؟
الجواب: الأشاعرة يثبتون بعض الصفات.. يثبتون سبع أو أربعة عشر صفة.. يثبتون الصفات العقلية وينفون الصفات الخبرية.. ولم يكفّروهم لأنهم متأوّلة وليسوا مقلّدة فيدرأوا عنهم التكفير(50). ثمة استثناء يورده الفوزان في معادلة التكفير، ومع أن الإيمان بالتوحيد غير قابل للقسمة، فإثبات صفة ونفي أخرى لا يجعل من المرء موحّداً، أو أن إيمانه كاملٌ. على أية حال، هناك من مشايخ الوهابية من كفّر الأشاعرة كما نقلنا ذلك عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، في الجزء الأول.
ـ سؤال: من يدعو إلى ما يسمى بوحدة الأديان ويقول: إن الأديان المسيحية واليهودية بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هي كالإسلام هل يقال لهؤلاء: إنهم كتابيون أيضاً؟
ـ الجواب: من دان بدين أهل الكتاب فهو كتابي، ولكن السؤال هو من يقول بأن الأديان الثلاثة سواء فهذا يكفر لأنه خلط بين الحق والباطل..ليس هناك دين بعد الإسلام(51).
لا يتردد الفوزان في إطلاق صفة الكفر على اليهود والنصارى، وهذا ثابت في فتاوى عديدة، وهذا يستلزمه تكفير من يقول بأن الأديان السماوية (اليهودية والنصرانية والإسلام) هي سواء، فهذا يكفر، حسب عقيدته. إذن، اليهود والنصارى على الكفر وإن من يقول بغير ذلك يكفر أيضاً، لأن إسباغ صفة الإيمان عليهم يعني مساواتهم مع دين الإسلام، وهذا لا يصح!
ـ السؤال: هل من كان على النصرانية المحرّفة أو اليهودية المحرّفة، هل يكون من أهل الكتاب وتحل لنا ذبيحته، والآن قد كان من أهل الكتاب الدين المحرّف فكيف يكون ذلك، هل يسمى أهل كتاب ودينه محرّف؟
الجواب: كل من انتسب الى أهل الكتاب فهم كتابي ولو كان عندهم تحريف، هذا موجود وقت نزول القرآن هذا التحريف موجود، والله اباح لنا ذبائحهم وتزوّج نسائهم مع وجود التحريف في كتبهم من قبيل وهذا لا يزيل عنهم مسمى أهل الكتاب(52).
سؤال يشتمل على مستوى ذكاء لا نجده في الأسئلة الأخرى، وإن لم يقترب من النقطة الجوهرية في التشابك في مصطلح أهل الكتاب. السائل اكتفى بالإضاءة على مصداق لمفهوم أهل الكتاب، إذ كيف تكون اليهودية والنصرانية محرّفتين، وفي الوقت نفسه يحّل ذبحيتهما؟ الفوزان لم يعالج التناقض ليس في السؤال ولكن في موقفه اللاهوتي من اليهود والنصارى إذ كيف يوصمهم بالكفر ويحّل له أكل ذبائحهم وتزوّج نسائهم، فهل يحلّ أكل ذبيحة كافر؟ والزواج من كافرة؟ بحسب عقيدة الفوزان!










قديم 2012-08-16, 09:50   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ههههههههههههههههه
بدون تعليق
قولنا من المرة الاولى انو غايظكم الوضع لان راس الحربة في مواجهة العدو الصهويني الاسرائيلي هم المرابطون الاشاعرة والصوفية السنة المعتدلة في قطاع غزة العزة ومصر الكنانة
حتى نوفر عليكم الطريقة القبيحة لبتر وترك الردود والمشاركات
لو قلتوا لنا من المرة الاولى هذا الامر لفهمناه ووتفهمنا حلتكم النفسية الميؤوس منها
على كل حال نواصل
هوللاعضاء المنتدى وليس لكم



تاريخ الصوفيه في فلسطين



تاريـخ الصوفيـة فــي فلسطيـن حاضــرها ومستقبلهـا لـدى عـرب الداخـل طريقة القاسمي الخلوتيّة الأكثر نشاطاً لها مراكز ومؤسسات وأنشطة متنوعة في المثلث والجليل

• دخلت طريقة القاسمي الخلوتية الى البلاد على يد الشيخ محمود الرافعي الطرابلسي الذي اعطى الطريقة للشيخ عبد الرحمن الشريف الخليلي، قبل حوالي 170 عاما • د. الشيخ خالد محمود:” التصوف توجه سلوكي وخلقي للانسان لخدمة الانسانية والبشرية، لا افهم التصوف على انه انعزال او هروب من الحياة” • ” التصوف ليس نوعا من الغناء او الرقص او الشعوذة او الدجل فهذه الامور نرفضها ونعارضها، فالتصوف يعني روح العمل ونشر التربية والتعليم وتنشئة المجتمع على الفضائل”



التّصوّف في فلسطين ولدى عرب الداخل، هو امتداد للتّصوّف في العالمين العربي والإسلامي، مع وجود خصوصية للصّوفيّة في فلسطين لاعتبارات تتعلق بروحانية المكان، خاصة وجود الأماكن المقدسة التي يعتزّ بها المسلمون في العالم كافة، وكذلك الظروف السياسية التي يمر بها أبناء المجتمع الفلسطيني. إن أدبيات الطّرق الصّوفيّة متعددة ومتنوعة ويصعب حصرها وتتراوح ما بين الأذكار والأوراد والأشعار والنثر. هناك جانبان للتّصوّف: الأول نظري بحت، والآخر تطبيقي عملي، وكل منهما يكمل الآخر ولا غنى لأحدهما عن الآخر، والجانب النظري يمكن فهمه بسهولة، لكن المجال العملي يصعب فهمه لاعتبارات عدة أهمها السّرية التي يتحلى بها المتصوفون. أما العلم عندهم فهو وهبي من الله، سبحانه وتعالى، ومكتسب يحصل عليه الصوفي بالاجتهاد. تتعدد الطّرق الصّوفيّة في فلسطين، مما يعنى أن نسبتهم كبيرة من حيث أنها لا تخصّ طبقة أو جماعة معينة، إنما تضم قطاعات مختلفة، ولكن الكثير منهم غير ظاهرين للعيان، ويمارسون حياتهم بصورة اعتيادية ولا يصرحون بأنهم متصوّفون، وذلك لاعتبارات عدة. تتعدد أنشطة الطّرق الصّوفيّة في فلسطين، وذلك يختلف من طريقة لأخرى، فالطّريقة الخلوتيّة هي الأكثر نشاطاً من بين الطّرق، ولها مراكز ومؤسسات وأنشطة متنوعة في المجتمع، إضافة إلى العديد من الزّوايا في مناطق مختلفة. إن للصّوفيّة ومريديهم مصطلحات ولغة مشتركة خاصة بهم تتسم بالعمق، فهناك الباطن والظاهر، وكل منهما يكمل الآخر، وهي تُعطى للمريدين ومن لديهم الرغبة في الانضمام إليهم، والعلم عندهم لا ينشر جميعه مرة واحدة، خوفاً من فهم الناس له فهماً خاطئاً. وأخيراً توجد فروقات واضحة بين أتباع الطّرق الصّوفيّة في فلسطين على مستويات عدة أبرزها المستوى الثقافي للفرد حيث أن فهمهم وتعمقهم في الأمور يختلف من فرد لآخر، حتى وإن كانوا منتمين إلى الطريقة نفسها، فهناك من يأخذ الأمور بصورتها السطحية، وآخرون يأخذونها بعمق. دخلت طريقة القاسمي الخلوتية البلاد عن طريق الشيخ محمود الرافعي الطرابلسي الذي تعلم في الأزهر وتلقى الطريقة عن الشيخ أحمد الصاوي، الذي قال: “ربّيت ولدي محمود لبرّ الشام، حيث كان من عادة الشيخ الرافعي زيارة سواحل سورية او ما يعرف بـ “برّ الشام”، في المواسم، وأدى ذلك إلى انتشار مبادئ الطريقة في اللاذقية، صيدا، عكا، دمشق، الخليل، اللد، الرملة، القدس، وفي إحدى الزيارات منح الطريقة للشيخ عبد الرحمن الشريف الخليلي وأجازه بالإرشاد. بعد وفاة الشيخ عبد الرحمن الشريف عام 1887، تسلم الإرشاد الشيخ حسن حسين عمرو أحد أبناء مدينة دورا الخليل واستمر حتى عام 1919، .ثم تسلم الإرشاد الشيخ خير الدين الشريف حتى عام 1926، ثم تسلم الإرشاد الشيخ حسني الدين القاسمي عام 1944، وكان قد تلقى العهد عن الشيخ حسن حسين عمرو وأجازه بالطريقة، ويعتبر عصره العصر الذهبي للطريقة، حيث امتدت من الخليل إلى نوبا إلى عتيل وزيتا وعلار وصيدا ودير الغصون وباقة الغربية وجت وبئر السكة.
يقول الدكتور خالد محمود من مشايخ طريقة القاسمي الخلوتية:” الصوفية عبارة عن مدرسة تربوية، روحية وتعليمية تهدف الى تنشئة افرادها على الخير والفضيلة، التصوف يعني غرس روح المحبة بين افراد المجتمع، رسالتنا هي رحمة للعالمين، ونعتبر التصوف توجها سلوكيا وخلقيا للانسان لخدمة الانسانية والبشرية، لا افهم التصوف على انه انعزال او هروب من الحياة، انما طاقة روحية يتزود بها المؤمن ليقوم بواجبه تجاه ابناء البشرية، لنشر العلم والمعرفة، الطريقة الصوفية هي عبارة عن مدرسة تربوية رئيسها هو الشيخ وطلابها هم المريدون، العصر الذهبي للطريقة في فترة الشيخ محمد القاسمي الذي عمل وساهم في نشر الطريقة في المثلث والجليل، الطريقة الخلوتية رسالتها تربوية تعليمية وروحية، وليس لها اي توجه سياسي او اي اهتمام بالعمل السياسي، التصوف ليس نوعا من الغناء او الرقص او الشعوذة او الدجل فهذه الامور نرفضها ونعارضها، فالتصوف يعني روح العمل ونشر التربية والتعليم وتنشئة المجتمع على الفضائل. طريقة القاسمي الخلوتية الجامعة دخلت الى البلاد على يد الشيخ محمود الرافعي الطرابلسي الذي اعطى الطريقة للشيخ عبد الرحمن الشريف الخليلي، قبل حوالي 170 عاما، وقد انتشرت الطريقة في شمال البلاد وجنوبها على يد الشيخ حسني الدين القاسمي رحمه الله تعالى، وقد اهتم مشايخ هذه الطريقة بنشر العلم والثقافة، لاهمية العلم في تصحيح العمل”. يضيف الدكتور خالد:” لقد سلكت الطريقة عدة وسائل من اجل ذلك، منها اقامة الزوايا والمذاكرة الشفوية التي تتم بين الشيخ ومريديه، واقامة الدورات لتعليم العلوم الشرعية، وانشاء المكتبات خاصة مكتبة أكاديمية القاسمي وتشجيع التصنيف والتأليف في شتى فنون المعرفة وابتعاث بعض الافراد الى المؤسسات التعليمية للحصول على الشهادات الجامعية العليا، ثم تُوِّجَ ذلك كله بانشاء أكاديمية القاسمي التي اهتمت بنشر العلم والمعرفة في مختلف التخصصات، وإنشاء الكلية التكنولوجية استجابة لمتطلبات عصر المعلوماتية والتكنولوجيا، وسعت لتحقيق هذه الغاية الى اقامة المراكز البحثية والمختبرات العلمية، وانشاء مدرسة القاسمي الثانوية للتميز، وهي مدرسة قطرية بإشراف أكاديمية القاسمي، وافتتاح راديو القاسمي التربوي الذي ينطلق بثه من حرم أكاديمية القاسمي. وإنشاء المجمع الثقافي، واقامة روضات رياض الصالحين النموذجية، واقامة المؤتمرات في مختلف الفنون داخل الاكاديمية وايفاد بعض أعضائها للمشاركة في المؤتمرات العالمية، وسعت الى اقامة الندوات في مناسبات متعددة ليتم التفاعل مع المجتمع، واصدرت مجلة “جامعة” وهي مجلة علمية مُحَكَّمَة وفتحت المجال امام الباحثين من مختلف انحاء العالم ليشاركوا بابحاثهم”. يوضح الدكتور خالد:”هدف الاكاديمية ومختلف مؤسساتها إعداد شخصية إنسانية تعتز بثقافتها الممتدة الجذور عبر السنين وقادرة على الحوار الإنساني مع الثقافات الأخرى وتبحث عن الحقيقة دائما في عصر ما بعد الحداثة، عصر العولمة والكم الهائل من المعلومات والصراعات بين الثقافات المتعددة، لهو أمانة ثقيلة، يحتاج إلى مراجعة مستديمة وإثارة العديد من الأسئلة والقضايا ،حيث تعمل الأكاديمية على حلها من خلال تذويت ثقافة المأسسة وتعميق المسؤولية الذاتية بين كوادرها، والإصغاء لبدائل ومواقف متباينة وتحليل القضايا والمعطيات بعقل مفتوح واستخلاص العبر منها”.









قديم 2012-08-16, 10:02   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

جهاد الصوفية في فلسطين:
1.الشيخ أديب ابراهيم السراج، من مواليد القدس عام 1891م من حي باب الواد، أبوه امام مسجد عمر بن الخطاب، تعلم في المدرسة الاسلامية بحي باب الساهرة، سافر إلى عكا وتعلم في المعهد الاحمدي، وأتمَّ حفظ القرآن الكريم مع الترتيل، كما حفظ طائفة من الاحاديث النبوية الشريفة، عُيِّن شيخ سدنة الصخرة المشرفة عام 1921، ثم رئيس هيئة الوعظ والارشاد في المسجد الاقصى المبارك، وكان له درس يومي بعد صلاة العصر، فالتفّ حوله كثير من المريدين الذين تثقفوا على يديه، وعرفوا المخاطر التي تحدق بوطنهم فلسطين بعامة ومدينة القدس بخاصة، وفي يوم الجمعة الاولى من شهر أيار عام 1921، واثر الهجوم الغادر الذي قام به أحد عتاة اليهود الصهاينة، وهو (فلاديمير جابوتنسكي) على المتاجر العربية في حيّ الباشورة في القدس، وما جرى من نهب وسلب وتخريب، وقف الشيخ خطيباً وطالب بالرد على هذا العدوان المبيت، ولكنهم وجدوا قوات الاحتلال البريطانية يقفون في وجوههم ويحمون المعتدين الصهاينة اليهود ، ولكن هذا لم يمنع المحتجين من التقدم، فما كان من الجنود البريطانيين إلا أن أمطروهم بسيل من الرصاص، فاستشهد ثمانية من المسلمين، وجُرح خمسة وعشرون، واعتقل الشيخ، واودع السجن في قلعة القدس، وبعد تدخل من السيد( موسى كاظم الحسيني) والد الشهيد عبد القادر أطلقت القوات البريطانية سراح الشيخ بقرار من المندوب السامي ومن كان معه، لكن الشيخ ظل مصراً على الجهاد والمقاومة ضد أعداء وطنه المحتلين من البريطانيين والصهاينة اليهود، فقام بالقاء خطبه في شهر نيسان عام 1922 وقاد مظاهرة تطالب السلطات البريطانية بوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، واشترك في ثورة البراق عام 1929 وكان أحد قادتها، وبعد ذلك التحق بالقائد المجاهد (سعيد العاص)، وعبد القادر الحسيني، وخاض معهما معارك عديدة ضد الاحتلالين البريطاني والصهيوني اليهودي، وفي عام 1936سقط الشيخ شهيداً اثر اصابته بخمس رصاصات قاتلة، وهو يخوض معركة ضد المحتلين في ضواحي القدس (20)
الشيخ فوزي الامام:
2.من مواليد يافا عام 1901 كان أبوه امام المسجد وواعظه، درس في الازهر الشريف، وانتسب إلى رواق الشام، وسكن في الدور العلوي، وأمضى سبعة أعوام ونال شهادة العالمية. عمل مدرساً بمدرسة العجمي الثانوية في يافا. بعد وفاة والده صار امام المسجد وخطيبه، وفي عام 1936 عند اعلان الاضراب العام في فلسطين، وقف خطيباً على المنبر يوم الجمعة، فحث المسلمين على الجهاد، وتفويت الفرصة على الانجليز والصهاينة الذين يريدون الاستيلاء على الاراضي والبيوت العربية، وطرد أهلها منها، وقاد مظاهرة حاشدة، توجهت إلى حاكم اللواء البريطاني تطالب بوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، واعلان استقلال البلاد، وقد استجاب حاكم اللواء لمطالب المتظاهرين (على سبيل المراوغة والتضليل والخداع) وأظهر تعاطفه مع مطالبهم، ووعد أن يرفعها إلى الجهات العليا، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث. اثر ذلك قام الشيخ فوزي بتكوين جماعة من المجاهدين لحماية مدينة يافا، وعندما حاول اليهود الاعتداء على السكان الآمنين قام الشيخ بردهم وأجبرهم على التقهقر والانسحاب إلى (تل أبيب) من حيث اتوا، وقد انضم الشيخ فوزي بعد ذلك (عام 1937) بمن معه من المجاهدين تحت قيادة (الشيخ حسن سلامة) وتمكنوا من رد عدوان جديد على يافا قام به اليهود في 11/2/1948 رغم وجود الاسلحة الحديثة التي استخدموها مقابلة مع الاسلحة القديمة التي كان يمتلكها المجاهدون، وعلى اثر ذلك قامت القوات البريطانية باسناد المعتدين اليهود؛ بارسال رتل من الدبابات والمصفحات، حيث المعركة غير المتكافئة في العتاد والرجال، ولكن الشيخ المجاهد ظل يقاتل حتى الرصاصة الاخيرة، وسقط بعدها شهيداً في ارض المعركة. (21)
الشيخ أمين العوري،
3.من قرية بيت عور، فيها ولد ثم انتقل إلى القدس فدرس فيها، ومنها ذهب إلى الازهر الشريف، وظل يدرس حتى حصل على شهادة العالمية، وشاهد ما كان يفعله الاحتلال البريطاني في أهل مصر، كما رأى مواقف العلماء الازهريين الرافضين للاجراءات القمعية، التي يقوم بها الانجليز ضدهم وضد أبناء شعبهم، فقرر أن يكون مثلهم، كونهم على حق، وعندما عاد إلى القدس ،عُيّن قيّما على مسجد الصخرة، ومنه انتقل إلى وظيفة أمين عام سرّ الافتاء، وإلى التدريس في مسجد الصخرة، مع عضوية في محكمة الاستئناف الشرعية، وكان في خطبه جميعها يشجع على الجهاد ومقاومة الاحتلال، وما يرتكبه من عدوان ضد الفلسطينيين، حتى صار مؤتمناً عند المجاهدين في غالبية المدن الفلسطينية، مثل القدس والخليل ونابلس، فكانوا يطلعونه على اسرارهم وتحركاتهم، وبهذا صار حلقة الوصل بين المجاهدين في شمالي فلسطين وجنوبها، حيث موقعه المتوسط، وكان يلبي مطالب المجاهدين من خلال معارفه الكثيرين الذين يأتمنونه على أموالهم وأسرارهم، وقد حرر الكثير من المذكرات ضد البريطانيين، وفضح تآمرهم وتشاركهم مع المحتلين الصهاينة. وعلى اثر الاعتداء الذي قام به جنود الاحتلال البريطانيين في 30 أيار 1936 على السكان الآمنين خلال الليل في القدس، وقاموا بضرب النساء والاطفال والشيوخ ، وخربوا البيوت وداسوا على المصاحف، بادر الشيخ إلى كتابة مذكرة للمندوب السامي، وحملها وسار مع نخبة من وجهاء المدينة، وسلموها اليه، فوعدهم هذا بتلبية مطالبهمم جميعها؛ ان قاموا بوقف الاضراب، والاضطرابات، وقد عرف الشيخ يومها ان البريطانيين يكذبون، وان الطريق الصحيح هو اخراجهم من البلاد بالجهاد ، وان لا طريق غيره، فانخرط بالجهاد الفعلي؛ بماله ونفسه ونفذ مجموعة من العمليات في مناطق (العيزرية) و(أبو ديس) ضد القوات البريطانية والاسرائيلية، وشارك في نسف القطار المحمل بالبضائع المنقولة لليهود من يافا إلى القدس، ونفذ المهمة بسرية تامة مع نفر قليل من مريديه، وكان ذلك بعد صلاة الظهر في المسجد الاقصى المبارك، يوم الحادي والعشرين من شهر تشرين ثاني عام 1936، اذ قام بحمل الحقيبة (التي تشبه حقيبة الوعاظ) ، وسار بها حتى وصل مع سائق سيارة إلى قرية (بيت صفافا) القريبة من القدس، حيث يمرّ القطار من هناك، فصلى صلاة المغرب فيها، ومنها اتجه إلى قرية (بتير) التي يمر القطار من واديها؛ بعيداً عن بيوت القرية وأماكن سكن المواطنين، وهناك التقى بعض المجاهدين الذين كانوا ينتظرونه، وعند الساعة الحادية عشرة مساء من ذلك اليوم حدث انفجار هائل تحطم القطار على اثره، وشاءت الاقدار ان يصاب الشيخ بشظية في الرأس، فيسقط شهيداً في المكان الذي زرع فيه الموت للأعداء. (22)
الشيخ عز الدين عبد القادر مصطفى القسام:
4.سوري المولد، اسلامي الهوية والفكر والسلوك، كان والده من الصوفيين المعروفين، فتأثر الطفل بمنهج أبيه وتربى على يديه، وكان هذا الوالد معروفاً بصلاحه وتقواه، وكان راغباً أن يتعلم ولده، فأرسله إلى الازهر حيث تعلم وحصل على الشهادة العليا هناك، ليعود بعد ذلك ويشارك في الثورة ضد الفرنسيين الذين كانوا يحتلون سوريا، بعد الحرب العالمية الاولى، فقبضوا عليه وقدموه إلى المحاكمة، وحكموا عليه بالاعدام، ولكنه تمكن من الهرب، وبعد ذلك توجه إلى فلسطين؛ ليشارك مع اخوانه المجاهدين في مقاومة الاحتلال البريطاني؛ الذي يمهّد لقيام دولة يهودية في الارض الفلسطينية، حسب ما ورد في تصريح بلفور الشهير، وكان الشيخ مدركاً لابعاد هذا المخطط الرهيب، فاستقر في حيفا، وأخذ ينبه الاهالي للخطر المحدق ببلادهم، وذلك من خلال الخطب التي كان يلقيها في المسجد هناك، ومما قاله في احدى خطبه بعدما قام الانجليز باعدام الثوار الثلاثة (فؤاد حجازي) و(عطا الزير) و(محمد جمجوم): " ان الصليبية الغربية الانجليزية، والصهيونية الفاجرة اليهودية، تريد ذبحكم كما ذبحوا الهنود الحمر في أمريكا.. تريد ابادتكم أيها المسلمون حتى يحتلوا أرضكم (من الفرات إلى النيل) ويأخذوا القدس، ويستولوا على المدينة المنورة، ويحرقوا قبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- انهم يريدون اللعب بامهاتكم وبناتكم واخواتكم، وتحويلهن إلى خدم وسبايا، يا ويلكم! ألا تعلمون أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: " اذا ديس شبر من أرض المسلمين فعلى المرأة ان تخرج بغير اذن زوجها وعلى الولد ان يخرج بغير اذن أبيه" أيها المؤمنون، فرض الله علينا الجهاد ليحمينا به، لنحمي أرضنا وعرضنا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) سورة التوبة- الآية 123. وكان الشيخ يقرن قوله بالفعل، اذ اتخذ من (مسجد الاستقلال) في حيفا مركزاً جهادياً، ومقراً للتدريب، وكانت معظم خطبه تحض على الجهاد، وكان كثير الاستشهاد بالآيات الكريمة التي تشجع عليه نحو قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة التوبة –الآية 111، وكان يشدد النكير على كل من يتعاون مع الانجليز، او يقدم لهم أية خدمة؛ لانه كان يدرك ان هذه الخدمات تساعدهم في الاستيلاء على الارض الفلسطينية وتقدم التسهيلات للدولة اليهودية الموعودة، التي يحضرون لقيامها عند استكمال العتاد والعدد. وحينما شعر الانجليز بخطورة هذا الشيخ، الذي تمكن من تأليب الرأي العام في حيفا وضواحيها ضدهم، استدعاه الحاكم الانجليزي للواء حيفا وقال له: يا شيخ، انك معادٍ ومناوئ لنا، وطلب اليه الكفّ عن هذه العداوة، فرد عليه الشيخ بعد أن أخرج مصحفاً من جيب،ه كان يحتفظ به معه دوماً قائلاً: ان هذا الكتاب العظيم يأمرنا بالجهاد ضد العدوان ولن نخالفه. وكان بيان الشيخ الاول بعد ان استفحل الخطر اليهودي : باسم الله، نعلن الثورة، سأخرج فوراً إلى الجهاد، ولن أعود إلى هذا الجامع إلا بعد طرد الانجليز واليهود معاً، وهكذا كان، فقد خرج الشيخ المجاهد يقاتل من أجل هذه الغاية الشريفة؛ كلاً من الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني، فباع بيته الوحيد في حيفا، وباع أصحابه حليّ نسائهم، واشتروا به السلاح والعتاد، وخرجوا للجهاد في سبيل الله وتحرير فلسطين، حتى ضجت منه بريطانيا، فحوصر في غابات مدينة (يعبد) سنة 1935 رافضاً الاستسلام حتى سقط شهيداً مع كوكبة كبيرة من مريديه، من بينهم الشيخ المجاهد (يوسف الزيباري) والشيخ المجاهد (محمد الحنفي أحمد) وغيرهم كثيرون، وبهذا انطوت صفحة مشرقة من تاريخ الصوفية الجهادية في فلسطين؛ لتنطلق بعد حين حاملة اسم هذا الشهيد العظيم الذي نذر حياته كلها لله، فكان له ما اراد حين فاز بالشهادة (23)
لقد استطاع الشيخ المجاهد ان يستثمر التجربة الدينية الصوفية على نحو منظم ليؤكد من خلال الفعل أن الصوفيين لا يتوانون عن بذل النفس والنفيس عندما تكون هناك ضرورة، وهذا ما درج على تأكيده من جاء بعد الشيخ من رجال.
الشيخ فرحان السعدي:
5.من مواليد قرية (نورس) قضاء (جنين) عام 1864. بدأ حياته قارئاً مرتلاً للقرآن الكريم، وحفظ أجزاء منه ، درس في المعهد الأحمدي في (عكا) كان امام مسجد بيان، وعندما احتل الانجليز فلسطين وأخذوا يحولون الاراضي الفلسطينية الاميرية إلى الحركة الصهيونية، هبّ يدافع عن هذه الاراضي، فوقف على منبر المسجد الاقصى في الجمعة الاولى من شهر حزيران عام 1921 وألقى خطبة بيّن فيها للناس خفايا ومخاطر مخططات بريطانيا الاستعمارية، وذكر أنها حوّلت أراضي المشاع في منطقة (بيسان) لصالح الحركة الصهيونية، وقاد مظاهرة صاخبة بعد الصلاة ضد الانجليز، وقد تحولت المظاهرة إلى عمل شعبي كبير، شارك فيها الآلاف، وقد تصدى الانجليز لهذه المظاهرة، فأطقلوا الرصاص الحي على المتظاهرين، مما أوقع العديد من الاشخاص بين شهيد وجريح، كما قامت القوات الانجليزية باعتقال العديد من الشبان، وكان الشيخ السعدي بضمن هؤلاء المعتقلين.
يذكر أن الشيخ السعدي قد شارك الشيخ القسام في جهاده؛ لانهما كانا جنديين في الجيش التركي، فلما سقط القسام شهيداً، تولى الشيخ السعدي القيادة الجهادية من بعده، حيث قام هو ومريدوه ومن تبعهم من المجاهدين، بمهاجمة القوافل اليهودية على الطريق بين (طولكرم) و(نابلس)، رداً على عدوان قام به هؤلاء الجنود في (حيفا) وقد كان الشيخ السعدي يجمع المال من أجل تمويل حملاته الجهادية، وقد كتب رسالة للمؤلف الفلسطيني المعروف الاستاذ (أكرم زعيتر) يقول فيها: "نقوم بالواجب في سبيل الله، بدأنا الجهاد وسوف ننتصر، الحاجة ماسة إلى خرطوش. المال نافذة لهذه الغاية. نعتمد عليكم".
كان أول من أشعل نيران ثورة عام 1936 التي استمرت حتى عام 1939 فيما يُعرف في التاريخ الفلسطيني بأطول اضراب في التاريخ، حيث اشترك الشيخ السعدي مع رجاله في معركة عين جالوت 1936، وجرحت يده اليمنى جرحاً بليغاً، ولكنه بدلاً من التوقف عن الجهاد استخدم مسدساً بيده اليسرى. وعندما ازداد خطر الشيخ أعلن الانجليز عن مكافأة مقدارها ألف جنيه ذهبياً لمن يدلي بمعلومات عنه، وذلك بعد أن أوقع فيهم قتلى وجرحى، ولكن أحداً لم يقبل أن يبيع ضميره، أو يخون الامانة. بعد ذلك ذهب الشيخ إلى الاردن ومنه إلى سوريا، لا ليختفي عن الانظار ويختبئ، بل ليحث الناس على الجهاد في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ، لكنه عاد بأقل القليل.
أما أشهر أعماله الجهادية فتمكنه من قتل الحاكم العسكري لمنطقة نابلس (لويس أندروز) الذي كان يملّك اليهود الاراضي العربية، بعد أن يسلبها من أصحابها بالقوة، وعلى اثر ذلك قام الانجليز بحملة واسعة للبحث عنه تمكنوا من خلالها القاء القبض عليه حيث شكلوا محكمة سريعة لم تستغرق سوى ساعتين فقط، لم يُسمح فيها للمحامين بالمرافعة، واصدرت عليه حكماً بالاعدام في 24 تشرين ثاني 1937، ونفذ الحكم فعلياً بعد ثلاثة أيام، وكان ذلك في 14 رمضان عام 1356، وكان الشيخ صائماً، وكان آخر ما قاله: "الحمد لله، وتلى قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا) سورة الاحزاب- الآية 23 (24)
الشيخ محمد هاشم البغدادي:
6.ولد في القدس عام 1909 بجوار المسجد الاقصى المبارك، تلقى علومه في مدرسة روضة المعارف ومنها إلى المدرسة الاميرية حتى الصف الثاني الثانوي ثم انتقل إلى الشام عام 1356 هـ تلقى العلم عن الشيخ (صالح السرغيني) وأجازه بالطريقة القادرية، ودرس القراءات العشر على الشيخ (بشير الشلاح) وكان يقرأ كل يوم خمسة أجزاء من القرآن، وكان يصلي مع كل وضوء ركعتين، حجَّ بضع حجات، واعتمر مرات كثيرة، وكان يقنت للنوازل عقب الركوع الاخير من كل صلاة مكتوبة، ويحافظ على صلاة الليل، وكان يستأذن زوجته لقيام الليل، وكان يكثر من الدعاء ويقول: هذا زمن الدجال لا زمن أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- ويحضّ على العمل قائلاً: " العمل العمل فلا كسل في ديننا" (25)
جهاده

لم يكن جهاد الصوفية، وبخاصة في فلسطين وعلى رأسهم الشيخ محمد هاشم البغدادي بالكلمة التي تحث على الجهاد فقط، بل انه قد شارك فعلياً في الجهاد ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين، وقد سجن ثلاث مرات على أيدي القوات الانجليزية. مع هذا فلم يكفّ عن الجهاد، فقد كان القائد العسكري لقوات المجاهدين في القدس وضواحيها، وظل كذلك حتى عام 1948، وكان الشهيد القسام يستشيره في جل شؤون الجهاد (26)
لقد اشترك الشيخ محمد هاشم البغدادي في الثورة الكبرى التي اندلعت عام 1936 في فلسطين، وانخرط في القتال الفعلي، وقد حاول المحتلون الانجليز واليهود نسف بيته، بسبب أعماله الجهادية التي نالت منهم، ولكنه لم ينثنِ عن هدفه، وقد جرح في احدى هذه المعارك، وكان يقول: "كان الرصاص يخترق ثيابي، ولا أعبأ بذلك؛ معتمداً على الله" وكان يحث الناس على الرباط والجهاد والصمود في اراضيهم وبيوتهم؛ لان فلسطين أرض الرباط، الارض المقدسة، بنصّ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وقد ثبت في القدس بعد الاحتلال الاسرائيلي لها عام 1967 وكان يشجع الناس على البقاء والصمود واحياء الصلاة في المسجد الاقصى المبارك (27)
جهاده المدني

كرس الشيخ محمد هاشم البغدادي جل نهاره من أجل توصيل العلم ِإلى مريديه، رجالاً ونساءً، وقد كانوا بالمئات، اذْ يفِدون إلى منزله الواقع في سفح جبل الزيتون (الطور) فيتدارسون القرآن والحديث وشؤون الحياة العامة وقضايا الناس في فلسطين، حيث كان الشيخ مصلحاً اجتماعياً يفض المنازعات، ويعمل على تقريب الناس بعضهم من بعض. وقد كان بضمن مريديه عشرات من الاطباء والمهندسين والمحامين، كما كان هناك العشرات من اساتذة الجامعات، والمعلمين، والمربين، الذين تسنموا مناصب رفيعة في المجتمع وبضمنهم مفتي القدس وفلسطين، وأئمة المسجد الاقصى المبارك، وكبار تجار القدس، الذين كان لهم شأن كبير في المجتمع، في أماكن تواجدهم العامة التي تشمل جلّ مجالات الحياة؛ العلمية والثقافية، وغيرها على امتداد فلسطين التاريخية وخارجها.
لقد كانت الزوايا الصوفية المنتشرة في فلسطين عاملاً هاماً في نشر الوعي الوطني والسياسي والاجتماعي، معتمدة على النصوص الاسلامية الثابتة المنقولة عن القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. فقد كان الشهيد عبد القادر الحسيني وجل القيادات الجهادية ممن درسوا في الزوايا الصوفية، فقد ذكر السيد غازي عبد القادر الحسيني أن أباه قد درس القرآن الكريم في زاوية من زوايا القدس (28)
دور الصوفية الجهادي بعد كارثة حزيران

لم يجد الناس مفزعاً يلوذون اليه سوى هؤلاء الشيوخ الاجلاء الذين بثوا في الناس العزيمة، وأعادوا اليهم الثقة بالنفس، وثبتوهم في بيوتهم، وأوجدوا بذور المقاومة الاولى ضد الاحتلال، وكانت اولى الخطوات تقديم الغذاء والكساء والدواء ، والملجأ عند الحاجة، وبعث الامل في النفوس من خلال استقراء التاريخ، الذي يقدم العظة ويحفز الهمم. وكان هؤلاء الشيوخ يذهبون إلى المقاهي، ويتحدثون إلى الناس، ويذكرونهم بالآخرة، ويجلسون معهم ويناقشونهم بأدب جم واحترام ثابت، وكانوا يستغلون المناسبات الدينية والافراح والاتراح ليذكروا الناس، وكانت الدروس التي تلقى في المسجد الاقصى المبارك لها بالغ الاثر في شحذ العزائم ونفض مشاعر الاحباط، لاسيما وأنها تلقى من خلال مكبرات الصوت، حيث صار مئات الآلاف يؤمون المسجد للصلاة، أو للاحتفال في المناسبات الدينية والوطنية، وكان دور مشايخ الصوفية بارزاً في هذا الشأن، وبخاصة الشيخ (عبد الكريم الافغاني) والشيخ (عبد الباسط مرتضى التميمي) و(الشيخ محمد القاضي) و(الشيخ جميل الخطيب) و(الشيخ محمد حسين) خطيب المسجد الاقصى المبارك المفتي العام للقدس، و(الشيخ محمد جمعة أبو سليمان) امام المسجد الاقصى المبارك وغيرهم كثيرون جداً.
دور الصوفية في الانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987

لم يكتف العديد من رجالات الصوفية في طول فلسطين وعرضها بالوقوف موقف المتفرج من الممارسات الاسرائيلية العنيفة، التي تمثلت في هدم البيوت وقتل الشبان والاطفال، واعتقال الرجال والنساء، واستخدام أقصى درجات الفتك والتدمير بالبشر والممتلكات، حيث تجريف الاراضي وقطع الاشجار وحرق المزروعات وقطع المياه والكهرباء عن البيوت والمصانع والمزارع، وتغوير الآبار وطمسها وتفجير خطوط المجاري، وحفر الطرق المسفلتة، واغلاق المدن بالسواتر الترابية والحجرية، وفرض نظام منع التجول لايام عديدة على مدن بأكملها، وقرى ومخيمات، مما تسبب في حدوث حالات عديدة من الوفاة، وامتلأت سجون المحتلين بالاسرى والمعتقلين، الذين مات العشرات منهم تحت طائلة التحقيق والتعذيب، فقام العديد من الناس بمحاولة التخفيف من هذه الوطأة الحادة ضد أهليهم، وكان بضمنهم المئات الذين عرضوا حياتهم للخطر، وهم يقومون بالحراسة الليلية والنهارية للأحياء السكنية المعرضة للهجوم من جانب القوات الاسرائيلية أو قطعان المستوطنين المسلحين، الذين شكلوا رأس حربة استغلتها السلطات الاسرائيلية لايقاع المزيد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف الفلسطينيين، حيث حرموهم من المأكل والمشرب، فكان رجال من الصوفية يقودون حملات الاغاثة للقرى والمدن والمخيمات المستهدفة، ويقدمون لهم الطعام، والشراب الذي كانوا ييجمعونه بطرقهم الخاصة ومن معارفهم ، وينقلونه بسياراتهم، أو بسيارات مريديهم أو أصدقائهم ويقومون بتوزيعه داخل هذه المناطق التي يفرض عليها نظام منع التجول، غير عابئين بالمخاطر الحقيقية التي تلحق بهم اذا اكتشفت سلطات الاحتلال أمرهم، وكان بضمنهم على سبيل المثال الشيخ عبد السلام العنابي أمين سر منطقة شمال غربي القدس، وأحد مؤسسي رابطة المحاربين القدماء في مدينة القدس الشريف والعديد من أصدقائه الصوفيين من تلاميذ الشيخ محمد هاشم البغدادي. ولم تقتصر مهام هؤلاء الرجال على العمل الاغاثي وحده، بل أن عملهم تعدى ذلك إلى نقل الجرحى والمصابين إلى المشافي، واحضار الاطباء الخصوصيين عند تعذر وصولهم إلى المشافي؛ لان قوات الاحتلال كانت تختطف بعضاً من هؤلاء الجرحى وتنقلهم إلى مراكز الاعتقال والسجون.
إلى جانب هذه الاعمال الكثيرة، كان هؤلاء الرجال يقدمون من خلال منظومة شبابية ومن خلال الاطفال الدواء والمعلومات الهامة التي تحافظ على أعلى درجات السلامة للمواطنين الذين تستهدفهم قوات الاحتلال.
التظاهرات العلنية

قاد العديد من رجال الصوفية المظاهرات الشعبية الحاشدة التي تندد بالاحتلال وتطالب بوقف أعماله العدوانية ضد البشر والشجر والحجر في المناطق الفلسطينية، وضد سياسة التمييز العنصري التي تتبعها تلك السلطات، وذلك في مناسبات متعددة، مثل حرق المسجد الاقصى المبارك في يوم 21/8/ 1969 حيث أتت النيران على منبر صلاح الدين الايوبي وعلى قبة المسجد والسقف، وأتلفت أجزاء كبيرة منه لولا أن تدارك الله مسجده من خلال الاعداد الهائلة من المقدسيين الذين هبوا يطفئون النيران بالدلاء التي انتشلوها بأيديهم من الآبار القريبة من المسجد، بينما امتنعت بلدية الاحتلال عن ارسال الاطفائية لاخماد الحريق.
وقادوا وما زالوا يقودون هذه التظاهرات في كل المناسبات الوطنية ، وكان آخر هذه التظاهرات في منتصف شهر آب 2010 عندما قامت بلدية القدس بارسال الجرافات التي اقتلعت قبور المسلمين في مقبرة (مأمن الله) التاريخية المعروفة بمقبرة الشهداء، والتي تضم رفات ما يزيد عن سبعين ألف شهيد من الصحابة والتابعين، وعلى امتداد التاريخ الاسلامي، وبخاصة خلال الفترة الصلاحية (فترة صلاح الدين الايوبي) محرر القدس من أيدي الفرنجة الصليبيين عام 1187م، حيث سقط الكثير من الشهداء خلال عملية تحرير المدينة.


في الاعمار والبناء البشري

تمكن رجال الصوفية بالتعاون مع العديد من رجالات المسلمين الآخرين، من التصدي لاعتداءات العديد من المحاولات التي تستهدف المسجد الاقصى والسكان المقدسيين، فقد تصدوا للمجموعة اليهودية التي تتبع منظمة (أُمناء جبل الهيكل) المتطرفة ومنعتهم من دخول المسجد الاقصى المبارك، وكان الشيخ (محمد الجمل) رئيس المجلس الصوفي الاسلامي الاعلى، والشيخ محمد جمعة أبو سليمان والخطباء الآخرون يتناولون في خطبهم هذه الاعتداءات، وينبهون الناس إلى خطورتها قبل حدوثها، وقد كانت لتوجيهات هؤلاء الشيوخ آثار ايجابية في الصحوة الاسلامية التي تمثلت في اقبال الفتيات المسلمات على الحجاب، وبناء المساجد، وبناء المؤسسات الاسلامية مثل كلية الشريعة في الخليل والجامعة الاسلامية في غزة. وأكاديمية القاسمي في باقة الغربية وكلية الدعوة واصول الدين في بيت حنينا –القدس، وكلية القرآن والدراسات الاسلامية في العيزرية – القدس، وغيرها من الكليات التي كان بضمن كلياتها كلية خاصة بتدريس الشريعة الاسلامية.
لقد نشر رجال الصوفية مع سواهم من الرجال الغيورين على الاسلام الزي الاسلامي الشرعي والآداب الاسلامية العامة، ففي العام 1978 أصبح 25% من الطالبات في المرحلة الثانوية في مدارس (أم الفحم) يلبسن غطاء الرأس المحتشم علماً بأنه لم تكن تلبسه مطلقاً أية فتاة قبل ذلك بعشر سنوات (29)
كما تزايد انتشار المكتبات الاسلامية، ودور الحديث الشريف والقرآن الكريم، والاقبال المتزايد على صيام شهر رمضان، والارتفاع الحاد في طلبات الذهاب لاداء فريضة الحج، وصدرت العديد من المجلات الاسلامية والمعارض الاسلامية الخاصة بالكتاب واللباس معاً، والاقراص المدمجة، وقام هؤلاء الشيوخ بالحث على وحدة الصف والتكاتف والتناصح ونبذ الفرقة والخلاف وما زالوا يفعلون (30)
نماذج من الخطب السياسية

نأخذ على سبيل المثال بعضاً من الخطب التي ألقاها الشيخ محمد محمود الجمل الرفاعي رئيس المجلس الصوفي الاعلى في فلسطين، والمدرس المقيم في المسجد الاقصى المبارك، منذ أكثر من أربعة عقود، من خلال مكبرات الصوت في المسجد الاقصى المبارك، يوم الجمعة، والذي اعتقل مرات عديدة بسبب مواقفه وخطبه.
·النوذج الأول: ذكر الشيخ جملة من الاحاديث النبوية الشريفة الخاصة بالقدس، يحض الناس على المرابطة في المدينة وأكنافها، ومنها: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه : يا قدس أنتِ مقدسة بنوري، وفيك المحشر والمنشر، أزفّك يوم القيامة كما تزف العروس لبعلها، أنت جنّتي وقدسي، وصفوتي من بلادي، فمن سكنك فبرحمة مني عليه، ومن خرج منك فبسخط مني عليه،،، .ومنها: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سيأتي أقوام يوم القيامة يكون ايمانهم عجباً ، فيقال بشراكم اليوم، طبتم فادخلوها خالدين، فيغبطهم الملائكة والانبياء والناس على محبة الله لهم، فيقول الصحابة: من هم يا رسول الله، قال: ليسوا منا ولا منكم، هؤلاء يأتون بعدكم فيجدون كتاباً عطّله الناس، وسُنَّة أماتوها، فيقبلون على الكتاب والسنة فيحيونها، ويقرؤونها، ويعلمونها الناس، فيلاقون في سبيلها أشد وأعنف مما لاقيتموه، وان ايمان أحدهم بأربعين منكم، وشهيد أحدهم بأربعين من شهدائكم، فأنتم تجدون على الحق أعواناً، وهم لا يجدون على الحق اعواناً، فيحاطون من الظالمين من كلِّ مكان، آه على أحبابي. قال الصحابة: أولسنا أحبابك يا رسول الله؟ قال: بل انتم اصحابي، قالوا: وأين هم يا رسول الله؟ قال: هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، حتى يأتيهم نصر الله، وستكون عزة الاسلام على أيديهم، ثم رفع يديه بالدعاء وقال: اللهم انصرهم واجعلهم رفقائي على الحوض. ومنها: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، ولا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمرُ الله، وهم كذلك، قالوا يا رسول الله، وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس (31)
·النموذج الثاني: في الحض على الثبات والاستنصار بالاشقاء العرب، وذلك اثر ارتكاب الاحتلال مجازر ضذ الشعب الفلسطيني قال: اللهم اليك تشكو أمهات ثُكلت، وأطفال يتّمت، وزوجات رمّلت، وشباب قتّلت، وبيوت دمّرت، وأرض جُرفت ونهبت، ومستوطناتٌ بُنيت، ومدن وقرى حوصرت، وأشجار قطعت، وزروع أُحرقت، ونشكو اليك من حكام تخاذلت عن نصرتنا وتخلت، ولم يعلموا أن الله سيوقفهم يوم العرض عليه (وقِفوهم انهم مسؤولون، ما لكم لا تناصرون، بل هم اليوم مستسلمون)
ثم انتقل الشيخ فأورد مجموعة من الحوادث التاريخية، وما نزل من الوحي ليثبت اقدام المؤمنين؛ لتشابه الحالين .
قال: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ. إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (32)
الخلاصة: ان الصوفية في فلسطين، تحتل مكانة بارزة في الاعمال الجهادية بالمال والنفس، دون أن تخرج عن الحدود التي رسمتها السنة النبوية الشريفة في القول والعمل، وهي تابعة في هذا الأمر، وليس الجهاد حكراً على فئة دون اخرى؛ فقد وضع رجال الصوفية كتباً عديدة في الحث على الجهاد ومنها:
1.رسالة الجهاد في فتوىخليفتنا الاعظم السلطان الغازي محمد رشاد، لمحمد أديب النقشبندي.
2.فضائل الجهاد للشيخ الشهيد علي مصطفى الموستاري.
3.تحفة الراغب بالسعادة في الترغيب، بطلب الشهادة لاحمد الفلالي (33) .
وهذا يعني انهم لم يتخلوا عن طريق الجهاد أبداً، سواء في وقت السلم، حيث الجهاد المدني الذي يقوم على نشر العلم الشرعي، ومبادئ الفضيلة من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن خلال نشر النموذج المقتدى الحي (القدوة الحسنة) ومن خلال اقامة الزوايا المتعددة، حيث توجد في مدينة القدس وحدها أكثر من عشر زوايا، للصوفية منها خمس حول المسجد الاقصى وحده، وهي عاملة، بالاضافة إلى مئات الربط والزوايا المنتشرة في مدن فلسطين وقراها وأغوارها ومخيماتها بعد عام 1948، وهي تؤدي دورها العقدي والوطني والسياسي معاً، رغم الرقابة الشديدة التي يمارسها الاحتلال على هذه الزوايا الخيرة، والتي سترت عشرات العوائل المحتاجة في مدينة القدس وضواحيها، وكانت اذا نادى المنادي للجهاد أول من يلبي.
ونشرت أفكارها السمحة في اوساط متعددة من المجتمع، سواء الرجال أو النساء والمسنين والشبان، مما ساعد في تمكين النسيج الاجتماعي الفلسطيني؛ رغم ما يزيد عن أربعة عقود من مظالم الاحتلال القاسية، التي لم يشهد العصر الحديث لها مثيلاً؛ وهذا ما يجعل الصوفية في فلسطين، تحتل مركز الصدارة في كل عمل خير مقاوم. بالقلب واللسان واليد.










قديم 2012-08-16, 10:07   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ياخواني اعضاء المنتدى المشاهدين والمتتبعين وحدهم فقط
قارنو ماكتبه في الفوق الان ومابين فتاوي المصالحة والصلح مع اليهود
تعرفون لماذا التطاول والتحامل على الاشاعرة السنة والصوفية السنية المعتدلة
هذا كل مافي الامر
القضية سياسية وليست دينية بضغط من الصليب الانجلو امريكي
ولا علاقة لها بالانتصار للحق ابدا
فتفطنوا لذلك










قديم 2012-08-16, 10:27   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


فهذا رابط لرسالة " الصوفية وطرقها " للشيخ ممدوح الحربي حفظه الله.
وهي عبارة عن تفريغ لشريط المحاضرة التي كانت بنفس العنوان.

https://saaid.net/book/10/3405.zip

الرابط منقول من بعض المواقع









قديم 2012-08-16, 10:40   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
hamiddeg
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية hamiddeg
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ديدن الوهابية في كل حين هو التدليس والكذب علي عوام المسلمين حتي لا ينكشف مذهبهم الشاذ الذي خالف منهج السلف الصالح..
فتراهم ينعتوا كل صوفي باقبح الاقول ويروجون لاشاعة ان السادة الصوفية قد عاونوا علي الاستعمار
ومدوا يدهم للاحتلال والمثل يقول رمتني بدائها انسلت.
فالوهابية السلفية لا يوجد في سيرتهم منذ نشاه مذهبهم اي سيرة لجهاد او محاوله للدفاع عن بلاد الاسلام
وسنذكر ذلك ببعض الامثلة اليسيرة لانه لا يتسع المقام لذكر الكثير.
ولتعلم اخي المسلم ان الصوفية هم حملة لواء الجهاد في كل وقت وحين كما ستري
والوهابية حملة لواء القتل وأستباحة دماء المسلمين في كل وقت وحين.

اولا:- الوهابية وخدمة الاستعمار وأستباحة دماء وأعراض وأموال المسلمين.

في البداية ليس لنا في الحقيقة ان نجحف حق الوهابية في الجهاد
فجهاد محمد ابن عبدالوهاب وقتل المسلمين وحرقهم وسلب اموالهم واستباحه أعرضهم هو خير دليل علي جهاد السلفية الوهابية.
بل انه من غير المعقول ان ننسي جهاد جهيمان العتيبي واحتلاله الحرم الشريف وهو من تلاميذ الشيخ أبن باز وصديق مقبل الوادعي وكلهم مشايخ للسلفية
وليس من المتصور أن ننسي جهاد الشيخ جابر السلفي في منطقة أمبابة في جمهورية مصر العربية وقتله المسلمين واستباحه اموالهم وجيشة المدعم بالجنازير والسيوف والمسدسات وهو من خريجي جامع التوحيد السلفي في منطقه رمسيس ومسجد السنة المحمدية (العلي بالله) في منطقة الزيتون.
ولا نستطيع ان ننسي جهاد ايهاب صاحب تفجيرات الازهر فهو خريج مسجد انصار السنة المحمدية في منطقة الزيتون
وجهاد السلفية في الجزائر وأتباحة دماء واعرض واموال المسلمين في هذه الارض التي ذاقت ويلات الاحتلال الفرنسي.
وجهاد طالبان وقاعدة المغرب والتفجير والتدمير لكل مسلم لا يسير علي مذهبهم وأستباحة دماء المواطنين في بلاد الغرب وهم ليسوا من الحربين.
وغيرها الكثير من جهاد الوهابية المزعوم التي لو اردنا الكتابة عنه لاحتجنا لمجلدات ومجلدات فيكفيك مراجعة موأقع الأخبار او الصحف أو مراجعة بعض الكتب التي تكشف القوم ستري أسماء وأفعال يشيب لها الولدان
كيف نستطيع ان ننكر كل ذلك واليك نبذه بسيطة عن منشأ الدين الوهابي الجديد محمد أبن عبدالوهاب ومن جل كتبهم ومن مشايخ الوهابية فيذكرون لنا كيف كان جهادهم.
فعندما جاء محمد بن عبدالوهاب بدينه الجديد والذي يعتمد اساسا على تكفير المسلمين واستحلال دمائهم بدل محاربة اعداء المسلمين المعروفين بحجة تنقية الاسلام من الشرك والبدع اهتم الانكليز الذين كانت امبراطوريتهم لاتغيب عنها الشمس اشد الاهتمام بهذه الديانة الجديدة وتحالف محمد ابن عبدالوهاب ما كان الا تطبيق المخطط الذي رسمته الحكومة البريطانية للقضاء على الجهاد في سبيل الله ضد ضدهو وضد كل عدو اثيم, فتم تحويل الجهاد ليصبح في العقيدة الوهابية حربا طاحنة بين المسلمين بدعوى البدعة والشرك ومن يقرأ حروب الوهابية في ارض الجزيرة العربية وما حولها يلاحظ ذلك بجلاء.
فخلال تاريخ الوهابية كله لم يسجل لها التاريخ مواجهة واحدة مع اليهود والنصارى بل سجلهم حافل بقتل اهل مكة والطائف والمدينة المنورة وقطر والبصرة وكربلاء والنجف وعمان وبلاد الشام وهم يتفاخرون بهذا التاريخ الدامي في مؤلفاتهم فاين جهادهم للاستعمار الذي كان قد دخل اكثر من دوله اسلامية وضعف الخلافة في هذا الوقت؟؟
________________________________________
يقول المؤرخ الوهابي عثمان ابن بشر صاحب كتاب عنوان المجد في ترجمة شيخه ابن عبدالوهاب [كان هو الذي يـجهِّز الجيوش، ويبعث السرايا، ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه، والوفود إليه والضيوف عنده، والداخل والخارج من عنده]
عنوان المجد، 1/91..
________________________________________
قول عثمان ابن بشر في أحداث سنة 1212هـ: [وفيها غزا هادي بن قرملة وأغار على البقوم في الحجاز فهزمهم وقتل منهم عدّة رجال ثم بعد شهرين غزاهم فقتل منهم قتلى وأخذ كثيراً من الإبل والغنم]. عنوان المجد 1/111
________________________________________
ما فعله الوهابية في (وقعة اليتيمة) وهم يقاتلون مسلمون موحدون انظر ماذا يقولون وكان الاسلام لهم وحدهم وباقي الامة كانوا علي درب الكفر سائرون.
من كلام مؤرخهم عثمان بن بشر نصاً حيث يقول: [فكرُّوا على أهل القصيم كرة واحدة، فغابت الشمس قبل وقت غيوبها، وأظلم بحالك الغبار شمالها وجنوبها، فوطأهم المسلمون (!) وطأة شديدة، فلما سمعوا ضرب الهمام ولوا منهزمين، وعلى جباههم هاربين، وذهل الوالد منهم ولده، والمنهزم أشفق على السلامة ورمى ما بيده، واستمر الضرب في أقفيتهم بعدما كان في صدورهم، وانتقل الطعن من نحورهم إلى ظهورهم، وقتل المسلمون [يقصد الوهابيةُ] فيهم قتلاً ذريعا، وفتكوا فيهم فتكاً شنيعا، فكان الواحد من المسلمين يقتل العشرين، وأكثر من قتلهم أهل الرياض].
________________________________________
الاغارة واستحلال دماء واموال واعراض المسلمين وهو ما ذكره عثمان أبن بشرفي أحداث سنة 1245هـ حيث يقول: [وفي أوله غزا محمد بن عفيصان بأمر الإمام تركي بجيش من المسلمين وقصد ناحية الإحساء فأغار على قافلة مقبلة من بندر العقير وأخذها وكان معها من الأموال ما لا يحصى]
عنوان المجد 2/35..
هذه إذن هي دعوة التوحيد من منظور خوارج العصر القافلة الحافلة، والكثير من الإبل والغنم، واغتصاب الأموال التي لا تحصى؛ ولا بأس بحسب -عقيدة الوهابية- كما في -عقيدة اليهود- أن تهدر دماء المسلمين في سبيل ذلك.
________________________________________
ويذكر المؤرخ الشهير عبدالرحمن الجبرتي - وهو ذو هوى وهابي - في كتابه (تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار) أنهم (حاربوا الطائف وحاربهم أهلها ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون ، واستولوا عليها عنوة ، وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال ، وهذا رأيهم مع من يحاربهم)
ص 90 ، ط. دار اليمامة للبحث والترجمة والإشراف ، طبعة أولى.
________________________________________
وفي احتلال مكة وقتلهم فيها الاطفال والنساء وحتي الحيوانات يذكر لنا مؤرخهم فيقول
يذكر مؤرخ الوهابية عثمان النجدي في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ( أن لحوم الحمير والجيف بيعت فيها بأغلى الأثمان ، وأكلت الكلاب ، وأخذ الناس يهجرونها نتيجة الخطر الجاثم على أطرافها ، فلم يبق فيها إلا النادر من الناس.)
عنوان المجد في تاريخ نجد (ج1 ، ص 135)
________________________________________
ويذكر ايضا ي عثمان بن بشر النجدي مؤرخ الوهاببية ومؤلف كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) في حرب كربلاء واحداث عام 1801 قائلا " أخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أهلها فالحمد لله رب العالمين ولا نعتذر عن ذلك ونقول.. وللكافرين أمثالها."
________________________________________
ولقد اثبت المحققون في تاريخ الوهابية أن هذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزاره المستعمرات البريطانية. انظر كتاب (أعمده الاستعمار) لخيري حماد، و(تاريخ نجد) لسنت جون فيلبى أو عبد اللّه فيلبى، و(مذكرات حاييم وايزمن) أول رئيس وزراء للكيان الصهيونى، و(مذكرات مستر همفر)، و(الوهابية، نقد وتحليل) للدكتور همتي.
________________________________________
فهل يوجد للوهابية سيرة جهادية لاعلاء كلمة الإسلام ؟ نتحدي احدا من بني وهبان ان يرد لان جميع اعمالهم عبارة عن جرائم وتدمير وحرق وسلب ونهب.










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
المتصوفة, الميدان, الأعمال, يفسدون, ويهدمون, قوانين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc