المخابرات السورية "اصطادت الغراب".. وكشفت أسرار هروب الطيار حسن مرعي وعلاقة ذلك بإسقاط الطائرة التركية
تناقلت مواقع ومصادر إعلامية تقريراً إخبارياً، كشفت فيه خفايا هروب الطيار السوري إلى الأردن وعلاقة ذلك بإسقاط طائرة تركية، مؤكدة أن ماحصل كان عملية مخابراتية سورية محكمة أطلق عليها "عملية اصطياد الغراب" كللتها الدفاعات الجوية السورية بالنجاح.
وأضافت المعلومات: إن السوريين استيقظوا في ذلك اليوم كأي يوم منذ بداية المؤامرة على سورية، عبوة ناسفة هنا، إطلاق نار هناك، شهيد من هنا وشهيد من هناك، والتضليل الإعلامي هو ذاته، والحسم جارٍ على الأرض.
قبل ظهر ذلك اليوم 21/6/2012 كانت دهشة كبيرة للسوريين، طائرة ميغ 21 تهبط في الأردن بعد انقطاع الاتصال بها وقد كانت في طلعة تدريبية، هذا ما صرحت به وسائل الإعلام السورية.
ظلت الحيرة في نفوس السوريين والأماني ألا يكون الطيار حسن مرعي الحمادة قد انشق وفرّ بالطائرة إلى الأردن، إلى حين قطع الشك باليقين ببيان لوزارة الدفاع السورية ينص على أن الطيار الحمادة يعتبر فاراً من الخدمة وخائناً لوطنه وشرفه العسكري!.. كانت صدمة كبيرة للسوريين وخاصة بعد أن أذاعت وسائل الإعلام السورية خبراً أن سبب الهبوط في الأردن هو عطل فني في الطائرة.
تساءل السوريون كيف للمخابرات السورية أن تغفل عن ذلك، وماذا لو أن الطيار الفار قصف مواقع للجيش العربي السوري عند فراره؟!.
وفي يوم 22/6/2012 انتشر على صفحات الفيسبوك ووسائل الإعلام غير السورية خبر إسقاط طائرة مقاتلة تركية في المياه الإقليمية السورية مقابل البدروسية في اللاذقية، وإصابة مقاتلة تركية أخرى عادت إلى تركيا، لم تؤكد الخبر وسائل الإعلام السورية كما لم تنفه إلى أن صدر بيان عن وزارة الدفاع السورية يؤكد أن دفاعاتنا الجوية أسقطت "جسماً غريباً" تبيّن فيما بعد أنه مقاتلة تركية.
المصادر الإعلامية تساءلت: ما علاقة هروب الطيار "الحمادة" بطائرة تدريبية ميغ 21 إلى الأردن بإسقاط مقاتلة تركية وإصابة أخرى؟. مضيفة: الجواب على هذا السؤال تلخصه عملية محكمة للمخابرات الجوية السورية تحت اسم "عملية اصطياد الغراب.
وفي تفاصيل العملية أن المخابرات الجوية السورية رصدت لقاء الطيار "الحمادة" مع عدة أشخاص غير سوريين، تمّ وضع كافة اتصالاته واتصالات عائلته تحت المراقبة، تمّ التوصل إلى معلومات عن هؤلاء الأشخاص، أنهم أردنيون، وعملاء للمخابرات الأردنية. رصدت المخابرات السورية عدة اتصالات جرى في بعضها ابتزاز "الحمادة" بمقطع فيديو عن سهرة حميمة مع امرأة في دمشق، وفي بعضها الآخر جرى تقديم عدة عروض له من مال وسفر إلى دولة أوروبية مع عائلته، فهمت المخابرات السورية اللعبة، راقبت بدقة تحركات الأردنيين في دمشق ورصدت عدة لقاءات لهم مع أتراك، وعملاء للمخابرات التركية، وصلت الأمور لدرجة يجب فيها التخطيط بدقة ومعرفة النوايا الحقيقية، كانت توقعات المخابرات السورية في البداية أن كل هذا الضغط على "الحمادة" لكي ينشق، لكن لم تكن لديها معلومات عن الهروب بطائرة ميغ 21، اطلعت المخابرات السورية على جدول طلعات التدريب فتوصلت لمعلومات عن طلعة تدريبية لـ"الحمادة" يوم 21 حزيران، ثارت الشكوك حول طائرة الميغ21 وقتها، والذي أكد هذه الشكوك هو سفر عائلة الحمادة المفاجئ إلى الأردن يوم 19 حزيران أي قبل يومين من موعد طلعة الطيران التدريبية للميغ 21، وأقامت العائلة في فندق 5 نجوم في عمان، أيقنت المخابرات السورية أن الحمادة سيفر إلى الأردن يوم 21 حزيران بطائرة الميغ 21، لكنها لم تلق القبض عليه، لماذا؟!.
حصلت المخابرات السورية على معلومات من تركيا عن طريق عملاء لها داخل تركيا عن مخطط يعدّ بالتنسيق مع المخابرات الأردنية والإسرائيلية للبدء بعملية انشقاق وهمي لطائرات مقاتلة سورية ستقصف دفاعات جوية سورية في اللاذقية تمهيداً لفرض منطقة حظر جوي وبعدها منطقة عازلة على الحدود السورية التركية داخل الأراضي السورية بعمق 10- 15 كيلو متراً، يتم تجميع الآلاف من الإرهابيين السوريين والعرب والأفارقة والأفغان فيها لشن هجمات على الداخل السوري انطلاقاً من هذه المنطقة، وتترافق خطة الانشقاق الوهمي مع تحرك لخلايا نائمة في بعض مناطق ريف دمشق وريف حلب وريف إدلب يقودها أردنيون وأتراك لتشتيت تركيز الأمن والجيش السوري، لكن كيف ستحدث عملية الانشقاق الوهمي؟.
طائرة ميغ 21 صنعت في روسيا عام 1959، وقد حصلت سورية على عدد منها منذ عقود، وتمّ الاتفاق مع روسيا بعد عدة جولات من الصيانة والعمرة لهذه الطائرات أن تُستعمل فقط للطلعات التدريبية وهي منزوعة السلاح وفقاً للقانون الدولي والمعاهدات مع الأمم المتحدة.
عملية هروب الطيار "الحمادة" كان المطلوب منها أردنياً وتركياً وبالدرجة الأولى إسرائيلياً هو فقط تصوير الطائرة من عدة جوانب في وضعيتين، في السماء وعند الهبوط، ومن ثم الحصول على نظام التشفير الخاص بالطائرات السورية، هذا النظام يتيح لكل طائرة تحمله مهما كان نوعها، إمكانية التجول ضمن نطاق رصد الرادار السوري على أنها طائرة سورية، أي ترى على شاشة الرادار أنها طائرة سورية.
فكانت المخابرات السورية أمام خيارين: إما أن تلقي القبض على الطيار "الحمادة" قبل الطلعة التدريبية المقررة حسب الجداول في 21 حزيران، وبالتالي لن تتمكن من القبض على كل العملاء الأردنيين والأتراك مع الخلايا النائمة. أو أن تترك "الحمادة" يفرّ إلى الأردن وتمثل دور المخدوع لحين الضربة القاصمة.
ضحّت المخابرات السورية بـ"الحمادة" كطعم، فر "الحمادة" بالميغ 21، بان التخبّط في وسائل الإعلام السورية عن مصير الميغ 21، تارة فُقد الاتصال وتارة هبطت في الأردن، ووزارة الدفاع السورية تجري اتصالات بالأردن لإعادة الطائرة والأردن يبيّن حُسن النوايا، اطمأن أطراف المؤامرة أن خطتهم قد نجحت، كان لديهم وقت قصير جداً لا يتعدى 24 ساعة لتنفيذ مخططهم قبل تدارك الأمر من وزارة الدفاع السورية –حسب اعتقادهم-، آلة إعلامية كانت جاهزة للتصوير في مطار الهبوط في الأردن، وصلت الميغ 21 فوق المطار، بدأ التصوير من عدة جوانب للطائرة، أرسلت الفيديوهات مباشرة إلى استوديوهات قناتي "الجزيرة" و"العربية" اللتين ستنتظران كلمة السر عند عملية الانشقاق الوهمي لتبدأ عرض الفيديوهات تحت عنوان: "انشقاق طيارين سوريين بطائرتين مقاتلتين وقصف أهداف عسكرية للنظام ثم اللجوء إلى تركيا" وأُعدّت التقارير العسكرية والمقابلات التلفزيونية والتحليلات السياسية المرتبطة بالموضوع.
هبطت الميغ 21 في الأردن، سارع خبراء صهاينة، لفك نظام التشفير الخاص بالطائرة، أخذ النظام إلى تل أبيب، استنسخوا نظاماً آخر منه، أرسلوا النظام إلى تركيا بطائرة حربية إسرائيلية هبطت في قاعدة أنجرليك التركية، تمّ تركيب النظامين على مقاتلتين تركيتين، وعند إعلان ساعة الصفر طارت المقاتلتان التركيتان محملتين بالذخيرة الكاملة باتجاه الأراضي السورية لتقصف مواقع عسكرية سورية كما هي الخطة، وصلت المقاتلتان التركيتان إلى المياه الإقليمية السورية مقابل البدروسية في اللاذقية، انخفضتا إلى أقصى حد من سطح البحر كي لا يتم التعرف عليهما بالرؤية العادية، بانتا على شاشات الرادار السوري كأنهما مقاتلتان سوريتان، الطياران التركيان مطمئنان فالسوريون يظنون أنهما طياران سوريان، اقتربت المقاتلتان أكثر من الشواطئ السورية، وفجأة، بدأ إطلاق النار من المضادات السورية على المقاتلتين التركيتين، أسقطت واحدة في البحر وأصيبت الثانية ما اضطرها للعودة إلى تركيا، من المؤكد أن الطيارين التركيين قد ذهلا من هول الصدمة، كما ذهل أردوغان وتلعثم بالكلام، فكيف يطلق الجيش السوري النار على طائرتين تبيّن لديه على شاشات الرادار أنهما سوريتان؟!!.
في الوقت الذي كانت فيه وزارة الدفاع السورية تمثل دور المخدوع بحسن النوايا الأردنية، كانت المخابرات السورية تحضر الكمائن للعملاء الأردنيين والأتراك وخلاياهما النائمة في ريف دمشق وريف إدلب وريف حلب، وكانت تنتظر ساعة الصفر من وزارة الدفاع السورية للانقضاض على هذه الخلايا، عندما فرّ "الحمادة" بطائرة الميغ 21 إلى الأردن صدرت تعليمات هامة من وزارة الدفاع السورية لسلاح الجو السوري بضرورة عدم إقلاع أي طائرة سورية من المطارات مهما كان الظرف حتى إشعار آخر، وتعليمات مشددة وحازمة لقوى الدفاع الجوي بإسقاط أي طائرة مقاتلة تحلق في الأجواء السورية، حتى وإن كانت طائرة سورية!.. نعم وإن كانت طائرة سورية، فالمعلومات لدى وزارة الدفاع كانت كاملة تماماً عن أن مقاتلات تركية ستدخل الأجواء السورية بنظام تشفير لطائرة الميغ 21 وبالتالي لن تتعرف عليها الرادارات السورية سوى أنها طائرات سورية.
عند إسقاط المقاتلة التركية في المياه الإقليمية السورية وإجبار الثانية على العودة، تمّ الاتصال من تركيا بقادة الخلايا النائمة في سورية وإبلاغهم بفشل العملية وعليهم الهروب من المناطق التي يتواجدون بها، فقد علم الأتراك بعد إسقاط الطائرة أن خطتهم بالانشقاق الوهمي قد كُشفت، لكن المخابرات السورية كانت أسرع إليهم، وكان الرد كالعادة: "نعم فشلت العملية واصطدنا الغراب.. مع تحيات المخابرات السورية".
2012/06/26