الهردة الحقيقية .
أن تقاطع ، وأن لا تذهب إلى الانتخاب فهذا حقك وأنت تعبر عن أقلية تمترست في صف خصوم الجزائر ومن يريد بها كل شر وشرير ، ولكن أن تدعو الناس للمقاطعة ، وأن تشكك في انتخابات لم تنطلق بعد ، وتتهجم على مواطن جزائري ترشح لانتخابات بحجج واهية ، كالمرض فهذه هي الهردة الحقيقية لأنك بذلك تحرض على أشياء هي ليست في صالح الجزائر وأنت بذلك تدعو للفوضى وتحرض على الانقلاب على مؤسسات الدولة ، فمن يلاحظ حجم الهجوم والتلفيقات والأكاذيب فإن المقصود ليس شخص بوتفليقة أو مرضه ، فأنت لا تستطيع أن تضمن صحة أي مترشح أخر لو نجح ، كما أن الدستور لا يطلب شهادة صحية تشترط صحة المترشح طيلة عهدته فالمرض والصحة وغيرها بيد الله تعالى ، ولذلك فالهردة الحقيقية أن من يدعون للمقاطعة وإسقاط الدولة ليس لديهم برنامج ولا بدائل ، برنامجهم واحد هو إسقاط الدولة بإسقاط مؤسساتها الشرطة والعسكر والقضاء والحكومة والرئاسة ...إلخ ، وهذا هو المطلوب منهم ، أو أنهم مبرمجون لتحقيق هذا الشيء فقط وفق أجندة أجنبية الكل يعرف أطرافها ومحركوها والأهداف منها ، ففي مصر عندما تم إسقاط النظام ماذا فعل هؤلاء لاشيء ، الأمر الذي استغله الإخوان للوصول للسلطة ، ليعملوا على إسقاطهم في حلقة مفرغة تم فيها استنزاف مصر اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ، وأدى الأمر إلى تفكك مصر ، وانتشار الفوضى وغياب الأمان ، الهردة الحقيقية هي هذه التي اجتمع حولها مجموعة من الناس لا وطنية ولا أخلاق لهم إلا المصلحة والمال لكن الغريب هذا التزاوج بين تيارين لطالما كان على طرفي نقيض الأحزاب المقاطعة التي أغلبها من التيار الإسلامي وحركات الانفصال " الماك " و" نبدل" وغيرها في تركيبة مريبة وشيطانية الأمر الذي يستنج منه بلا ريب أن الهدف هو ليس شخص بوتفليقة ولكن المستهدف الدولة الجزائرية ، استقلالها وسيادتها ومواقفها مع القضايا الدولية العادلة فلسطين والصحراء الغربية دون أن ننسى الشق الاقتصادي ونعني به الموارد الطاقاوية ، فلا يهم الغرب وبعض الدول المنافسة للجزائر لا مصلحة الشعب ولا حرية ولا ديمقراطية وإلا لماذا تأخرت هذه الديمقراطية في العراق الجريح أو في مصر أو في اليمن أو في ليبيا ...إلخ ، إذن المقصود هنا هو " خربوا بلدانكم اقتلوا بعضكم لكن الغاز والبترول خط أحمر لا أحد يقترب منه "، هذا ما خطط له الغرب و أذنابه ويسهرون على إنجاحه في أي منطقة وبخاصة في المنطقة العربية . ولكن الشعب الجزائري يدرك كل هذه الحقائق وسيكون 17 من أفريل يوم الدرس الكبير لمن سبح وغاص في الربيع الصهيوني ، فالجزائر استثناء ، الجزائر وما أدراك من الجزائر التي نلتم منها للأسف في لحظة غفلة وطعنتوها من الخلف في أحداث العشرية السوداء ولكن المؤكد أن الأمر لن يتكرر ولو على جثثنا .
حفظ الله الجزائر ، حفظ الله شعبها ، ومؤسساتها كل مؤسساتها حفظ الله الجيش ، وحفظ قائدها بوتفليقة .
بقلم : الزمزوم