ألشجرة الحزينة
(من أساطير قبيلة أولاد سيدي الناصر الجزائرية)
قديما، عندما كان أولاد سيدي الناصر في ذهاب وإياب بين التل (شمال الجزائر) والصحراء(جنوب الجزائر)، ولد لرجل منهم فتى هو السابع في إخوته.. وفي اليوم السابع من ولادته ، وبعد تأدية حيثيات العقيقة، شاهدت أمه كما شاهد أبوه في المنام أن جنية ستحول هذا الفتى إلى شجرة حزينة تسير بأخبارها الركبان.. فعقدت الأم عزمها على أن تزود ابنها بكل التمائم الممكنة عساها أن تكون سدا أمام هذا التحول الغريب، فشاورت زوجها وظلت تفعل ذلك سبع سنين متتاليات.. وبالمقابل عقد الأب عزمه على أن يطوف بابنه كل الأضرحة والمقامات لعل ذلك ينجيه مما شاهد في المنام، وبدأ الطواف في سابعة الفتى وظل الأمر متواصلا سبعة أعوام متتالية أيضا.. وفي تلك الفترة كبر الفتى تدريجيا وصار آية في خـَلـْقه وخُلـُقِهِ وفروسيته مما جعل الأبوين يطمئنان ويقولان عما رأياه إنه مجرد أضغاث أحلام... وحين النزول بالصحراء أثناء الشتاء، نزل بجانبهم عرش آخر قادم من عمق الرمال... وبعد أيام شاء القدر أن يقع الفتى في هوى فتاة من تلك القبيلة الصحراوية، وقد وقعت هي بدورها في هواه بمشاعر متساوية.. والغريب أن الفتاة كانت في عمر الفتى بالضبط، وهي السابعة في أخواتها، وأن أبويها شاهدا في المنام بعد العقيقة أن جِنِّي سيحولها إلى شجرة حزينة تسير بأخبارها الركبان .. وبالتوازي، قد فعل أبو الفتاة وأمها ما فعل أبو الفتى وأمه.. وتبادل العشيقان غرامهما بالنظرة حينا، وبالرسول حينا، وباللقاء خلسة حينا في أجواء تتقاطع فيها الرغبة بالرهبة دونما توقف، ويتداخل فيها الأمل بالألم في كل رمشة عين.. وبعد أخذ ورد تقدم الفتى لخطبة فتاته لكن الرفض كان هو الجواب.. لقد شاع خبر عشقهما، وحرمان العشيقين من الزواج هو شريعة الصحراء.. ومع انتهاء الشتاء رحلت الفتاة مع قومها وكذلك فعل الفتى.. واشتد الوجد والصبابة بالحبيبين – هنا وهنالك- إلى درجة الهوس.. وعندما حل الصيف، لم يستطع الفتى المقاومة فركب حصانه واتجه جنوبا نحو ديار عشقه، وعندما افتقده أهله وهم يتأهبون للرحيل نحو التل تخلوا عن قصدهم والتحق الإخوة بأخيهم سيرا على آثاره، ولما وصلوا إلى أطلال خيمة الفتاة وجدوا فتاهم ميتا في المكان الذي كان يلتقي بها فيه، والحصان يصهل باكيا فوق رأس سيده، فدفنوه ثم عادوا.. وبعد شهور وصل الخبر إلى الفتاة ففقدت رشدها وأخذت طريق أطلال السنة الماضية فالتحق أهلها بدورهم بها ولما وصلوا و جدوها ميتة فوق قبره، فتم دفنها بجانبه وعويل أخواتها يمزق المكان.. ولما دار الحول نبتت فوق كل قبر شجرة، إلا أن الشجرتين اتحدتا -على مسافة طول الحصان- في شجرة واحدة، تخضر مرتين في السنة لكن بدون ثمار.. تخضرّ المرة الأولى في الربيع، ولما يصل الصيف، في اليوم الذي مات فيه الفتى، تفقد جميع أوراقها مرة واحدة، وأثناء سقوط الأوراق يُسمع بجانب القبرين صهيل الحصان الباكي.. وتخضرّ المرة الثانية في الخريف، ولما يصل الشتاء، في اليوم الذي ماتت فيه الفتاة، تفقد أيضا جميع أوراقها مرة واحدة، وأثناء سقوط الأوراق يُسمع بجانب القبرين عويل الأخوات النائحات.. وهكذا ظل الحال، وهكذا تحقق المنام الذي تنبأ بهذا المسار الغريب .
لمعرفة كامل التفاصيل الاطلاع على كتاب عرش اولاد سيدي الناصر بن عبدالرحمن للكاتب الدكتور جلالي بومدين
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-05-04, 15:18
من يعرف اصل اولاد سيدي الناصر؟
العرض العادي
