بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله
قبل ما نبدأ في العلاج
احب اسألكم سؤال واحد
ماهو سبب عدم الانجاب ؟
الجواب
قبل أن يبدأ أحد من الزوجين أو كليهما العلاج، يجب
أولاً:-
أن يفهم كلٌّ منهما أن الإنجاب أو عدمه بيد الله وحده،
قال تعالى:-
{لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكرانا وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير} (الشورى 49 ـ 50).
اذاً بعد هذه الايات المباركات
يجب على الجميع الرضى بما قسمة الله عز وجل
فهو وحده العليم الخبير
واحمد الله عز وجل لانه اعلم واخبر منك فيما ينفعك او يضرك
فقد يكون في سابق علم الله عز وجل ان هذا الولد الذي انحرمت منه قد يكون خيراً لك وانت لا تعلم
ربما قد يكون سبب في شقائك وانت لا تعلم
والله عز وجل اعلم واخبر من خلقه اجمعين
وقد يكون خيراً لك اذا صبرت بان يجازيك الله على صبرك بعد ابتلائك بالجنه وبالخير الكثير
لذلك لا تجزع ولا تهتم وتقبل كل ما اصابك بالرضى التام في كل ما قسمه الله لنا فهو رضى
وبعد هذه المقدمه وقبل ما نبدأ بالعلاج إليك هذه القصة
يقول صاحب القصة :
تزوجت منذ ما يزيد على سبع سنين..
الحمد لله كل ما أنشده - من وجهة نظري - وجدته..
فأنا مستقر في عملي..
مستقر في زواجي..
لا أشكو إلا الملل..
فأنا و زوجتي لم نرزق أطفالاً..
و بدأ الملل..
و كثرت زيارات الأطباء..
كل جهد أعتقد أنني بذلته..
سافرت للداخل و الخارج..
عندما أسمع عن طبيب قادم متخصص في العقم..
أحجز لديه موعداً..التحاليل كثيرة و الأدوية أكثر..
و لكن لا فائدة..
أصبح أكثر حديثنا أنا و زوجتي في الطبيب الفلاني..
و ماذا قال..
و ما سنتوقع..
التوقعات تستمر لمدة سنة أو سنتين..
فمرحلة العلاج طويلة..
منهم من أخبرني أن العقم مني..
و البعض أفادنا أن العقم من زوجتي..
على كل حال..
سارت أيامنا مراجعة و بحث عن حل..
أصبح هاجس الطفل يسيطر على مشاعرنا..
و على الرغم من أنني أحاول أن لا أشعر زوجتي بذلك..
و لكن لابد أن تشعر بما يدور..
فالأسئلة كثيرة..
هناك من يسألها ماذا تنتظر..
و كأن الأمر بيدها..
منهم من ينصحها باسم طبيب في المكان الفلاني..
لقد ذهبت له فلانة و أنجبت طفلاً..
و فلانة..و هكذا أصبح مجتمع زوجتي له نصيب كبير من الأسئلة..
لم يقل لنا أحدلماذا لا نتجه إلى الله و ندعوه دعوة صادقة..
سبع سنوات مضت و نحن نلهث وراء الأطباء و تركنا الدعاء..
و تركنا التوجه إلى الله.
ذات مساء عبرت طريقاً فإذا بشخص كفيف يريد أن يعبر الطريق..
فأمسكت بيده..
و عبرت به الجزء الأول من الطريق..
و وقفنا في المنتصف..
ننتظر خلو الشارع في الجهة الأخرى من السيارات..
و وجدها فرصة ليسألني..
بعد أن دعا لي بالتوفيق و الصحة..
هل أنت متزوج؟فأجبته بنعم..
فأردف قائلاً..
ألك أبناء..
فقلت له لم يقدر الله ذلك..
منذ سبع سنين و نحن ننتظر الفرج..
عبرنا الطريق.و لما أردت أن أودعه قال لي..
يا بني لقد جرى لي ما جرى لك
وقال الكفيف
و أخذت أدعو في كل صلاة..
(رب لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين)
و الحمد لله لي من الولد سبعة
فضغط على يدي و قال:-
لا تنس الدعاء..
و لم أكن أحتاج إلى توصية..
فقد وجدت مفقوداً لي..
أخبرت زوجتي بما حدث لي..
وتجاذبنا الحديث.
أين نحن من الدعاء؟؟؟
كل شيء بحثنا عنه و جربناه..
و كل طبيب نسمع به طرقنا بابه..
فلماذا لا نطرق باب الله؟
و هو أوسع الأبواب و أقربها..
تذكرت زوجتي أن امرأة مسنة قد قالت لها منذ سنتين..
عليك بالدعاء..
و لكن كما قالت زوجتي..
كان في ذلك الوقت لدينا مواعيد لا حد لها مع الأطباء..
أصبحت مراجعاتنا للأطباء مراجعة عادية بدون تلهف و بدون قلق..
مراجعات عادية..
نبحث عن علاج محدد فقد..
يكون سبباً من الأسباب..
و توجهنا إلى الله بقلوبنا..
في الصلوات المكتوبة و في جوف الليل..
تحرينا أوقات الإجابة..
و لم يخب الظن..
و لم نُردَ..
بل فتح الله باب الإجابة..
و حملت زوجتي..
و وضعت طفلة..
تبارك الله أحسن الخالقين..
لم نخف الفرح و لا السرور..
و لكننا الآن نردد..
((ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و أجعلنا للمتقين إماما))
--------
«افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها».
مع الاسف نجد من الناس في هذه الايام
وهم تائهون في هذا المضمار لا يعرفون اين توجد الحقيقة .
وهناك من اصابهم اليأس والصدمة مما اكتشفوه من جشع طبيب
او اثمان ادوية او عمليات جراحية لا تغير من الواقع شيئا
او وصفات العطارين والاعشاب
او الوقوع في مصائد السحرة والمشعوذين والدجالين
«افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها».
ان القرآن الكريم ليس مجرد مصحف نقرأه او نحفظه والله انزل الكتاب ليكون كتاب هداية ومنهاج حياة، ودعانا سبحانه وتعالى الى تدبر آيات القرآن وفهمها دون ان تلوكها ألسنتنا ولا نعي معناها يقول تعالى
«افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها».
واذا تتبعنا كتب التفسير ومناهج المفسرين نجد أن كلا منهم ركز على جانب من الجوانب في التفسير، ولكن هي في النهاية حبيسة الكتب والسطور التي تحتاج الى من
يقرأها ويفهم معناها.
قال تعالى
{ لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور
(49) اويزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير (50) }
سورة " الشورى " . فما على العقيم الا ان يلجأ لله بالدعاء الخالص
دون الاعتراض على قضاء الله وقدره .
وعليه بدعاء سيدنا زكريا
المبين في القرآن الكريم بقول الله عز وجل :_
{ هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء (38) } سورة " ال عمران " .
وقوله تعالى :
{ واني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا (5) }
سورة "مريم " .
وقوله تعالى :
{ وزكريا اذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين (89) } سورة " الأنبياء "
صح عند الترمذي وأحمد عن ابن عباس
رضي الله عنهما
قال:-
كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :-
يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك
إذا سألت فاسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشي لم ينفعوك
إلا بشي كتبه الله لك
ولو اجتمعت على أن يضروك بشي لم يضروك
إلا بشي قد كتبه الله عليك
رفعت الأقلام وجفت الصحف.
زاد أحمد في مسنده :
وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب
وان مع العسر يسرا.
هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأولين والآخرين
في سورة نوح ورد فضل الاستغفار
قال الله تعالى :
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )نوح/10 - 12 .
قال القرطبي :
قوله تعالى
{ فقلت استغفروا ربكم }
أي :
سلوه المغفرة من ذنوبكم السالفة بإخلاص الإيمان .
{ إنه كان غفاراً }أي :
لم يزل كذلك لمن أناب إليه .
وهذا منه ترغيب في التوبة .
{ يرسل السماء عليكم مدراراً }أي :
يرسل ماء السماء ، و{ مدراراً } ذا غيث كثير .
( ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) قال الشعبي :
خرج عمر يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع ، فأُمطروا فقالوا :
ما رأيناك استسقيت ؟
فقال :
لقد طلبتُ المطر بمجاديح السماء التي يُستنزل بها المطر ؛
ثم قرأ
{ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً } .
( بمجاديح ) جمع مِجْدَح وهو نجم كانت العرب تزعم أنها تمطر به .
وأراد عمر رضي الله عنه تكذيب العرب في هذا الزعم الباطل ،
وبَيَّن أنه استسقى بالسبب الصحيح لنزول المطر وهو الاستغفار وليس النجوم .
وشكا رجل إلى الحسن الجدوبة
فقال له :
استغفر الله ،
وشكا آخر إليه الفقر
فقال له :
استغفر الله ،
وقال له آخر :
ادع الله أن يرزقني ولداً ؛
فقال له :
استغفر الله ،
وشكا إليه آخر جفاف بستانه
فقال له :
استغفر الله ،
فقلنا له في ذلك ؟
فقال :
ما قلت من عندي شيئاً ؛
إن الله تعالى يقول في سورة نوح
( استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) .
" تفسير القرطبي " ( 18 / 301 - 303 ) باختصار .
يتبـــع