الربيع العربي.. شكيب خليل، الخليفة وبوتفليقة في أوراق البكالوريا!
"...محمد بوضياف زعيم هندي.. ديغول هو رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، رابح بيطاط أحد قادة الربيع العربي.. ندعو بالشفاء لرئيس الجمهورية... الحالة ما هيش مليحا... نحط راسي في الراية"... هي عبارات ومكبوتات وقعها تلاميذ البكالوريا على صفحات الإجابة، وكلمات بذيئة أخرى احتراما لقرائنا نخجل من سردها.
وفضحت عمليات تصحيح أوراق أجوبة البكالوريا مكبوتات المترشحين، وأزعجت كتابتهم وخروجهم عن نص الإجابة، الأساتذة المصححين، حيث امتد الأمر إلى إفراغ التلميذ لمكبوتات غير أخلاقية، ومنحطة تشبه لحد بعيد الكتابات الحائطية لمراهقين .
ولم تعد الظاهرة تعني ورقة إجابة واحدة، قد تكون ضمن مائة ورقة تعطى للأستاذ المصحح، فحسب أساتذة صححوا أجوبة بكالوريا 2013، فإنه من بين 15 ورقة مصححة يخرج نحو 5 تلاميذ عن نص الإجابة، مطلقين العنان لكل ما يجول بخاطرهم .
مكبوتات على أوراق الإجابة
ومن مكبوتات مترشحي شهادة البكالوريا خوضهم في السياسة وتحليلات رياضية لكرة القدم، ومن بينها: يقول نص السؤال: عرّف الشخصيات التالية: محمد بوضياف، ديغول، وورد هذا السؤال في نص مادة التاريخ والجغرافيا، وكانت إحدى إجابات الطلبة كما يلي: محمد بوضياف هو زعيم هندي، أما ديغول فهو أول رئيس للحكومة الجزائرية المؤقتة، ولم يتوقف التلميذ عند هذا الحد، بل تعداه إلى شرح شخصيته بالقول: ديغول قام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية على غرار مشروع قسنطينة.
وفي سؤال آخر في مادة التاريخ والجغرافيا، يقول نص السؤال: عرّف الحركات التحررية؟ فيجيب أحد التلاميذ: "حركة حماس بقيادة نحناح، حركة حزب العمال بقيادة لويزة حنون".
وفي إجابة أخرى، ترك أحد الطلبة نصف الورقة الأولى بيضاء، ثم بدأ يقول "إن رئيسنا مريض ربي يشافيه والحالة ماهيش مليحا نحط راسي في الراية...".
وفي سؤال لمادة التاريخ يقول السؤال: عرّف الحرب الباردة وما معنى المعسكرين؟ يجيب التلميذ: سميت الحرب الباردة، لأنهم وضعوها في الثلاجة، أما تعريف المعسكرين، يجيب التلميذ كما يلي: "راك غالط يا الشيخ، إذا كنت تقصد معسكر فهي تقع في الغرب الجزائري، وإذا كنت تقصد معسكر تدريب الخضر فهم في رواندا".
وأجاب أحد التلاميذ معرّفا جمال عبد الناصر بقوله: "هو رئيس التيار النازي في مصر"، فيما يعرّف آخر رابح بيطاط، بأنه مناضل جزائري وهو أحد قادة الربيع العربي(..)! ويجب تلميذ آخر في تعريفه لجمال عبد الناصر: "جمال عبد الناصر هو أحد المشاهير الأحرار في مصر".
ولم تتوقف الإجابات عند حد التهكم والخروج عن النص، بل تعدت لمحاكاة الواقع الجزائري، حيث يقول سؤال في مادة الاقتصاد شعبة تسيير واقتصاد: عرّف رؤوس الأموال، فيجيب التلميذ: "هي الدراهم التي سُرقت من سوناطراك بقيادة شكيب خليل والخليفة...".
وفي مادة الجغرافيا طلب من التلاميذ تحديد مناطق الدول المصدرة للنفط، وقدمت لهم خريطة صماء، فكانت إجابات احد التلاميذ قاسية جدا.. أحد التلاميذ المجيبين حدد منطقة تواجد الجزائر بوسط إفريقيا وبالضبط بالكونغو... وهو ما يعني أن التلميذ لا يعرف حتى أين توجد بلاده أو أنه حددها متهكما وساخرا... وحدد تلميذ آخر منطقة السعودية في تركيا، وآخرون راحوا يستعطفون الأساتذة على ورقة الإجابة... أحدهم يبكي قائلا على ورقة الإجابة: "يا أستاذ، أنا تلميذ فقير، ولازم نجيب الباك، عاوني يرحم والديك".
ولم يجد تلميذ آخر في مادة الفلسفة ما يمكن تدوينه فراح يكتب: "...راني نخمم وين نروح، ندي كونجي، قولي يا شيخ واش رايك تعطيني 5 نقاط من عندك ونقول للحاجة تدعيلك..".
والملاحظ في إجابات تلاميذ البكالوريا، أن أغلب الإجابات التهكمية تدون في المواد الأدبية على حساب المواد العلمية التي يسعى الطالب لبذل جهد في الغش، وهو ما يعكس إما أن تكون طريقة الحل صحيحة والنتيجة خاطئة، وإما أن يكون العكس.
أما في الإجابات الأدبية فيتجه التلميذ إلى التفلسف وإبداء مواقف وآراء سياسية وتحليلات رياضية، وتزداد الظاهرة كلما لم يجد التلميذ فرصة للغش.