بسم الله الرحمن الرحيم
قالت جدتي
قالت جدتي ذات نهار , هل سطعت الشمس من الإعصار؟ هل نزل المطر المدرار؟ و هل ما زال الليل يمضي يطلبه النهار؟
صمتت و للصمت عندها له أسرار و إصرار , ثم بكت معزوفة بلحنها المنهار بالليل تتلوها و أناء النهار : القبلة الأولى , أ مازالت تجثو لنير الاستعمار!؟ أ مازالت أمتي تنام بالليل و تغفو بالنهار!؟ أ مازال الأقصى ينزف ويحكم ..يا للعار !!!
أناخت الكلمات في ثبات الأمهات الطيبات الأطهار, و فرملت أنفاسها من ثورة الإعصار, يحلو لنا الطعام و الكلام و النوم في الأحلام و بيت المقدس يشملها الدمار!؟؟؟؟؟؟
قالت جدتي أيقظوني , هل أنا في حلم ناعم الملمس ثعبان؟ أم مجرد أضغاث أحلام ؟
رحم الله جدتي بعثت بوالدي مجاهدا في ثورة التحرير , في ذات ليلة جاء لها البشير يخبرها بأسره في بلدة الخليل , فزغردت مردده : سيأتي بعده ألف من الرجال إلى الوغى تسير .
عظيمة هي جدتي تحمل هموم امة في رأسها الصغير , تريدها ثورة تحرر الأسير , الشعب فيها قائد تحسبه أمير. رحم الله جدتي و تقبلها من الثائرين المجاهدين و لدين الله من الناصرين .