اللغة والفكر
مقالة جدلية حولالعلاقة بين الإنسان على التفكير وقدرته على التعبير
المقدمة :
طرح الإشكالية
يعتبرالتفكير ميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى ومن منطلق أنالإنسان كائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولا شك إلى وسيلة إلى الاتصال والتواصل معغيرك من الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرف في الفلسفة بالغة فإذا كنا أمامموقفين متعارضين أحد هما يرى أن العلاقة اللغة بالفكر انفصال والأخر يرى أنها علاقةاتصال فالمشكلة المطروحة هل العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال أم انفصال؟
التحليل:
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذهالأطروحة(الاتجاه الثنائي)أن العلاقة بين اللغة والفكرعلاقة انفصال أي أنه لايوجد توازن بين لا يملكه الإنسان من أفكار وتصورات وما يملكهمن ألفاظ وكلمات فالفكر أوسع من اللغة أنصار هذه الأطروحةأبوحيان التوحيدي الذي قال<< ليس في قوة اللغة أن تملكالمعاني >> ويبررون موقفهم بحجة واقعية إن الإنسان في الكثير منالمرات تجول بخاطره أفكار لاكته يعجز عن التعبير عنها ومن الأمثلة التوضيحية أنالأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكريةوالشعورية وهذا يدل على اللغة وعدم مواكبتها للفكر ومن أنصار هذه الأطروحةالفرنسيبركسونالذي قال<< الفكرذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية >>وبهذه المقارنة أن اللغةلايستطيع التعبير عن الفكر وهذا يثبت الانفصال بينهما . النقد
هذهالأطروحة تصف اللغة بالعجز وبأنها تعرقل الفكر لكن اللغة ساهمت على العصور فيالحفاظ على الإبداع الإنساني ونقله إلى الأجيال المختلفة .
عرضالأطروحة الثانية
ترى هذه الأطروحة(الاتجاه الو احدي )إن هناك علاقة اتصال بين اللغة والفكر مما يثبت وجود تناسب وتلازم بينماتملكه من أفكار وما تملكه من ألفاظ وعبارات في عصرنا هذا حيث أثبتت التجارب التيقام بها هؤلاء أن هناك علاقة قوية بين النمو الفكري والنمو اللغوي وكل خلل يصيبأحداهما ينعكس سلبا على الأخر ومن أنصار هذه الأطروحةهاملتونالذي قال<< الألفاظ حصون المعانيوقصد بذلك إن المعاني سريعة الظهور وسريعة الزوال وهي تشبه في ذلك شرارات النارولايمكن الإمساك بالمعاني إلا بواسطةاللغة>>
النقد
هذه الأطروحة ربطت بين اللغةوالفكر لاكن من الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعدم المساواة بين قدرتهم علىالتفكير وقدرتهم على التعبير .
التركيب : الفصل فيالمشكلة
تعتبر مشكلة اللغة والفكر أحد المشكلات الفلسفية الكلاسيكيةواليوم يحاول علماء اللسانيات الفصل في هذه المشكلة بحيث أكدت هذه الدراسات أن هناكارتباط وثيق بين اللغة والفكر والدليل عصر الانحطاط في الأدب العربي مثلا شهد تخلفافي الفكر واللغة عكس عصر النهضة والإبداع ومن المقولات الفلسفية التي تترجم وتخلصهذه العلاقة قول دولا كروا << نحن لانفكر بصورة حسنة أو سيئة إلا لأن لغتنامصنوعة صناعة حسنة أو سيئة >>
الخاتمة: حل الإشكالية
وخلاصة القول أن اللغةظاهرة إنسانية إنها الحل الذي يفصل بين الإنسان والحيوان ولا يمكن أن نتحدث عناللغة إلا إذا تحدثنا عن الفكر وكمحاولة للخروج من الإشكالية إشكالية العلاقة بيناللغة والفكر نقول أن الحجج والبراهين الاتجاه الو احدي كانت قوية ومقنعة ومنهنستنتج العلاقة بين العلاقة بين اللغة والفكر علاقة تفاعل وتكامل .