مهري وحقوق الانسان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مهري وحقوق الانسان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-01, 06:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
souad571
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Question مهري وحقوق الانسان

في بداية الثمانينيات، لم يجد الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، من شخصية سياسية محنّكة يدفع بها لشغل منصب سفير للجزائر بباريس (1984 ـ 1988)، سوى الراحل عبد الحميد مهري، الذي كان يشغل يومها وزيرا للثقافة والإعلام.

كان عبد الحميد مهري في مقدمة الشخصيات التي واجهت بشراسة التيار الفراكوفوني التغريبي، الذي كان يقوده كلا من الراحل مصطفى الأشرف ورضا مالك، ولذلك استغرب لما عرض عليه هذا المنصب، حيث كان يعتقد أن الموالين لفرنسا والمتشبعين بثقافتها والمدافعين عن طروحاتها، هم الذين* ‬كان* ‬يجب* ‬أن* ‬يعيّنوا* ‬في* ‬هذا* ‬المنصب،* ‬على* ‬الأقل،* ‬من* ‬أجل* ‬أن* ‬يؤدوا* ‬عملهم* ‬بسلاسة*.‬
يروى أحد تلامذة مهري ورفقائه لـ"الشروق"، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الراحل لما عرض عليه منصب سفير بفرنسا، اعتذر بلباقة للشاذلي بن جديد، وقال له بلطف: "أنت تعرف نضالي ومواقفي وتوجهاتي، التي كانت كلها تعمل من أجل إبعاد الجزائر عن الهيمنة الفرنسية أثناء الاحتلال،* ‬ومقارعة* ‬أتباعها* ‬من* ‬بني* ‬جلدتنا* ‬بعد* ‬الاستقلال،* ‬ولذلك* ‬أعتقد* ‬أنه* ‬من* ‬الأفضل* ‬البحث* ‬عن* ‬شخصية* ‬أخرى* ‬مناسبة* ‬لهذا* ‬المنصب*".‬
ألح الرئيس الأسبق ولم ييأس من إمكانية قبول مهري للعرض، ولأجل ذلك منحه فرصة للتفكير، يقول المصدر، ثم استدعاه مرة ثانية، لكن في هذه المرة قبل مهري العرض مقابل جملة من الشروط.. كان من بينها أن سفارة فرنسا ستكون مفتوحة أمام جميع الجزائريين بدون استثناء ما دام سيكون* ‬مسؤولا* ‬عنها*.‬
كان الأمر غريبا بعض الشيء، لأن مهري لم يكن يقصد الرعايا الجزائريين والمهاجرين الموجودين بفرنسا، بقدر ما كان يقصد شخصيات أعلنت تمردّها وخروجها عن طاعة النظام القائم آنذاك، منذ الاستقلال. لقد كان يقصد شخصيات مثل أحمد بن بلة وحسين آيت أحمد، والراحل محمد بوضياف،* ‬الذين* ‬كانوا* ‬مطاردين* ‬في* ‬أوربا* ‬من* ‬طرف* ‬مخابرات* ‬بلادهم*.‬

مهري* ‬وبوضياف* ‬وجها* ‬لوجه
كان يقصد مهري من فتح أبواب سفارة باريس أمام هذه الشخصيات، الجلوس إليهم والخوض معهم في مشاكل بلادهم السياسية وغيرها، وتمكينهم من جواز السفر الجزائري، ومن ثم إمكانية زيارة أهلهم وحتى المكوث بينهم نهائيا، وهم الممنوعون والمطاردون.
لم يجد الرئيس الأسبق من مخرج سوى الاستجابة لهذا الشرط، الذي تحول بموجبه الراحل مهري، إلى وسيط بين السلطة والمعارضة، في وقت لا تزال فيه البلاد محكومة بالحديد والنار.. وبمجرد تقديم الراحل أوراق اعتماده للسلطات الفرنسية، سارع إلى الاتصال بمحمد بوضياف، الذي كان* ‬يومها* ‬لاجئا* ‬بالمملكة* ‬المغربية،* ‬وطلب* ‬منه* ‬زيارته* ‬بمقر* ‬السفارة*.‬
يقول رفيق الراحل، إن تسبيق بوضياف على غيره من الشخصيات الوطنية المعارضة، كان مرده إلى العلاقة الحميمة التي كانت تربط الرجلين، حيث كان بوضياف مسؤولا تنفيذيا مباشرا على مهري قبل الثورة، في حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي انبثقت عن حزب الشعب، بمنطقة قسنطينة،* ‬كما* ‬أن* ‬بوضياف* ‬هو* ‬الذي* ‬عين* ‬مهري* ‬مسؤولا* ‬عن* ‬منطقة* ‬سطيف* ‬يومها*.‬* ‬
استجاب بوضياف، بحسب المصدر، لدعوة مهري، وانتقل إلى باريس حيث يوجد مقر السفارة.. وباحترام وتقدير كبيرين، طلب "الحكيم" من بوضياف أن يعود إلى الوطن، لأن "الجيل الجديد في الجزائر بحاجة إلى من يلقنه الفكر الثوري وقيم الدفاع عن الوطن، خاصة وأن رموز الثورة لم يبق* ‬منهم* ‬إلا* ‬القليل* ‬على* ‬قيد* ‬الحياة*"‬*.‬

بوضياف* ‬وحجة* ‬حقوق* ‬الإنسان
موقف الراحل بوضياف كان الرفض المطلق، بحجة أن النظام في الجزائر لا يؤمن بالديمقراطية ولا يعمل بمبادئها، ومما قاله في هذا الإطار: "لن أعود إلى الجزائر ما دامت لا تعمل بالديمقراطية، ولا تقدس حقوق الإنسان، ولا تحترم حرية الإعلام والتعبير"، وكان تأكيده مركزا على* ‬انتهاك* ‬حقوق* ‬الإنسان،* ‬بحسب* ‬رفيق* ‬الراحل*.‬
لم ييأس "الحكيم" وحاول الكرة بعد سنة من اللقاء الأول، مترجيا بوضياف أن يعود برفقته للوطن الذي ضحى من أجله، من أجل النضال سويا لشرح المعاني السامية للثورة، للشباب، وقدم مهري لبوضياف ضمانات بالإقامة داخل الوطن في ظل الاحترام والتقدير، وبعيدا عن أية مضايقة بسبب* ‬مواقفه* ‬السياسية،* ‬إلا* ‬أن* ‬بوضياف* ‬رفع* ‬للمرة* ‬الثانية* ‬حجّة* ‬*"‬عدم* ‬احترام* ‬حقوق* ‬الإنسان* ‬وانتهاكها* ‬في* ‬الجزائر*"‬*.‬
ويستطرد مهري لرفيقه وتلميذه قائلا: "وتشاء الأقدار أن يعود الزعيم بوضياف إلى وطنه في العام 1992، ولكن هذه المرة كرئيس للدولة، لكن ويا للأسف، كان أول قرار أمضاه بوضياف بعد عودته، هو فتح المحتشدات والمراكز الأمنية، بجنوب البلاد أمام أبنائه من الجزائريين"، وهو* ‬ما* ‬استغرب* ‬له* ‬*"‬الحكيم*"‬،* ‬الذي* ‬علق* ‬على* ‬الأمر* ‬قائلا*: "‬أين* ‬هي* ‬الديمقراطية* ‬وحقوق* ‬الإنسان* ‬التي* ‬كان* ‬يدافع* ‬عنها* ‬بوضياف* ‬قبل* ‬ذلك؟*"‬*.‬*









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مهرج, الانسان, وحقوق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc