نساء يرددن: أنقذونا في بيتنا رجل
الحمد لله الذي خلق كلَّ شيء فقدره تقديراً؛ وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أنْ يذّكر أو أراد شكوراً؛ وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله إلى جميع الخلق بشيراً ونذيراً؛ وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
أما بعد :
فليس غريباً أن تطرُق الفتن أبواب الناس فيخرجون إليها مسارعين، ولكن الغريب المحير؛ والمذهل المحزن أن يخرج الناس يبحثون عن مواقع الفتن فيهبّون إليها، وأبواب المحن فيلجونها .
ومما طمّ وانتشر من الفتن المظلمة؛ التي ضاع معها بصر كلِّ مبصر؛ وعقل كل لبيب؛ فتنة ولجت بيوت كثير من المسلمين؛ أفسدت الأخلاق والسلوك؛ وتسترت على كلِّ خلقٍ دنيء؛ وبدت كنافخ الكير الذي إن لم يحرق الثياب بإيقاده للنار والنفخ فيها؛ لا يعدم المرءُ أن يجدَ عنده ريحاً خبيثة .
إنها فتنة عظيمةٌ؛ وقصة حزينةٌ؛ طويلة الوقائع والفصول؛ كلما انتهى منها فصل؛ بدأ فصلٌ آخر يحمل في طياته الهم والويل والثبور؛ وعظائم الأمور .
لسنا نبالغ فيما نذكر؛ وكم ترددنا في طرح مثل هذا الموضوع الحساس؛ ولكن لا بد من الحديث عنه نصحاً للمسلمين؛ وإعلاناً للبراءة من كل سلوك مشين، وتوضيحاً للصورة الحقيقية التي لم يتمعن في ملامحها كثير من الناس، بل لا زالوا يهيمون في الغفلة؛ ويتأرجحون في غياهب الظلم.
إن هذه الفتنة العظيمة؛ هي فتنة السائقين في البيوت؛ الذين جعلهم كثير من الناس بديلاً عنه في الخدمة؛ فإذا ببعضهم يتحول إلى عاشق مغرم، وبعضِهم يتحول إلى أداة شرٍّ فاسدة؛ لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم .
ستسمع ما يهولك؛ ويشعرك بالألم والمرارة؛ من قصصٍ ليس لها مثيل؛ وصرخات من نساء يرددن: أنقذونا.. في بيتنا رجل!.
وعلى رغم التردد في الحديث، دفعنا إليه ما هو أقوى من ذلك كله؛ النصحُ للمسلمين؛ ونداءات بين الفينة والأخرى للحديث عن هذه الطامة؛ ورؤيةٌ لما بدأ يغزو الشوارع من التساهل المشين من قبل النساء مع رجل غريب؛ في أعين كثير من الناس أنه ليس برجل .
إن هذا السائق جاء إلى البلاد لكي يعيش ويقتات؛ ولا همَّ له إلا ذلك؛ لم يأت مُصلحاً لشأن أو واعظاً عن خطيئة؛ فإذا ببعض الناس يتعامل معه وكأنه يتعامل مع جدار جامد وصخور صماء، فما يلبث إلا وقد أطلعه على المحارم؛ فيرى النساء بلا ستر ولا حجاب؛ ويسمع كلاماً وضحكاً يحرك الجبال الشاهقة؛ ويظنّون أنه ليس برجل!
وهذا التساهل هو رأس الشر كلِّه؛ ودليلٌ على عدم الغيرة وضعف الحمية ؛ وكم أخرج التساهل مخدرةً من سترها إلى البغاء والفساد؛ وألقاها بين براثن العشراء؛ ولولا التساهل لكان منالُ الثريا دون منالها؛ والتدرّعُ بالأكفان دون التدرع بجمالها؛ وعناق السيوف دون عناقها .
وكم من امرأة كانت قاصرةَ الطرف على زوجها؛ فلما دب التساهل خرجت على وجهها؛ فلم يجتمع شملُ الإحصانِ والعفةِ بعد ذلك بشملها .
أين هؤلاء من غيرة أناس كانوا أئمة يُقتدى بهم؛ ضربوا في ذلك أروع الأمثلة؛ فاستقام لهم أمر دينهم ودنياهم.
" أكل معاذ بنُ جبل تفاحاً ومعه امرأته؛ فدخل عليها غلامٌ فناولته تفاحةً قد أكلت منها؛ فأوجعها معاذٌ ضرباً " .
" وسمع ابنُ عمر بامرأته تكلم رجلاً من وراء جدار- بينها وبينه قرابة لا يعلمها ابن عمر- فجمع لها قضبانُ النخل ثم ضربها حتى خفت صوتها " .
أين هذه الغيرة؛ أين هذه الحمية؛ أين هي منا ؟!
صورٌ محزنة؛ ووقائعُ مبكية.
نساء يخرجن مع السائق بكامل الزينة إلى الأعراس؛ عطورٌ فواحة؛ ومجملاتٌ مبهرة؛ وضحكات فاتنة؛ هل هذا من الرجولة ؟!
ونساءٌ بدأْنَ يركبْنَ بجانب السائق لا يفصل بينهما إلا سنتيمترات؛ أين الأنفة؟
إن لم يكن إسلامٌ يردع؛ فأين الرجولة؟!
وهذا ما دعى كثيراً من السائقين؛ أن يتمنى ما لم يكن يحلم بأنه سيطوله يوماً من الأيام؛ فناله وطاله .
إن السائق الذي استودعه كثيرٌ من الناس شرفَهم جاء من أجل العيش؛ فلو فعلت المرأةُ ما فعلت لا يهمه؛ إما لأن هذا الأمر في بلاده أمرٌ عادي؛ أو لمآرب أخرى؛ وترْك الأمر بلا رقيب جعل بعض النساء تذهب مع السائق إلى أماكن يجتمع فيها كلُّ شر وعيب وعار وخزي .
اسمعوا هذه الصرخات المدوّية؛ وتفكروا في هذه المواعظ العظيمة؛ تبيِّن لكم إلى أي مدى وصل بنا الحال .
إلى مَن يزعمون أن السائق ليس برجل؛ ويظنّون أن شرف نسائهم وأصولَهن العريقة تمنعهن من الهيام بسائق؛ اسمعوا..
ففي حادثة اهتزّ لها المجتمع؛ واضطربت لها القلـوب؛استيقظت إحدى الأسر
على فاجعة مذهلة؛ وداهية من الدواهي؛ فقد بحثوا عن ابنتهم الصغيرة فلم يجدوا لها أثراً .
أين ذهبت؟ لعلها هنا أو هناك ؛ دون جدوى .
حتى يُفاجأوا بالمصيبة التي أفقدتهم الوعي؛ إن ابنتهم الصغيرة التي تعيش منعّمة؛ هربت مع عشيقها الفقير غير الوسيم؛ الذي يزعم كثير من الناس أنه ليس رجلاً ؛ هربت مع السائق الآسيوي!
كيف حدث هذا ؟! ما الذي ينقصها؟!
كانت هذه الفتاة مثلها مثل باقي الفتيات؛ عاشت مرحلة الطفولة عزيزة مكرمة؛ إلى أن كبرت وقد توفر لها كل شيء؛ وقد استقدم الوالد سائقاً يستعين به على تخفيف الأعباء عن كاهله .
هذا السائق لم يكن وسيماً؛ لكنه استطاع أن يؤثِّر على تلك الفتاة الجميلة الصغيرة؛ وأن يقتحم قلبها الصغير؛ ويؤجج مشاعرها العاطفية بكلمات الحب والغزل؛ فأحبته؛ وتطورت العلاقة بينهما فيما كان أهلها يبيتون في سبات عميق؛ وغفلة لا يعرفون من جرائها أن هذا السائق سيطر على ابنتهم ؛ وامتلك مشاعرها؛ وأثّر عليها لدرجة أنها قررت الذهاب معه إلى حيث يريد .
قطعاً! لم ينتبه الأهل السذج إلى نظرات العشيقين المتبادلة بينهما في المنزل ؛ فكان أن ظل السائق يرافق عشيقته إلى حيث السوق وبيوت الصديقات؛ إلى أن قررا الزواج بعيداً عن هذا المجتمع .
بطريقة أو بأخرى تمكن السائق من تزوير وثيقة سفر لهذه الفتاة وحجزا مقعدين في الطائرة التي أقلعت بهما إلى مطار نيودلهي .
أهل الفتاة دار في خلدهم كل شيء؛ إلا فكـرة واحدة لم تخطر ببالهم ؛ وهي أن
ابنة العز والشرف تهرب مع سائق!؛ ولكن هذا ما حدث؛ وهذه هي الحقيقة.
أهل الفتاة ما زالوا غير مصدقين المصيبة التي حلت بهم؛ غير أنهم لا يملكون إلا الحسرة والقهر؛ فالأم تبكي ليل نهار على فلذة كبدها؛ والأب غارق في أحزانه غير قادر على مواجهة الناس؛ وفيما يتألم أهل الفتاة؛ يظل الآخرون متأهبين لسماع أخبار هذه الفاجعة؛ من دون أن يلتفتوا إلى النار المستعرة في بيوتهم .
من يراقب؛ وفي البيت رجلٌ يملك مشاعر كالآخرين؛ يؤثر ويتأثر كإنسان؛ يحب ويكره، وربما لا يراه البعض كذلك؛ فيأتون به إلى البيت خادماً يعمل كأداة؛ يؤدي الطاعة؛ ويلبي الحاجات؛ لكن كآلة صماء؛ لا يحس ولا يشعر؛ وكأنهم لا يرون هؤلاء من أصناف البشر؛ بل من الآلات الجامدة؛ متناسين أن الآلة ربما تنفجر .
فيا من فتح باب الفتنة؛ اسمع: "قيل لامرأة من أشراف العرب: ما حملك على الزنا؟. قالت: قرب الوساد؛ وطول السواد"؛ أي: قرب وسادة الرجل من وسادتي، وطول السواد بيننا .
وأنت يا مَن تستغرب أن تقع الفتاة المميزة في غرام رجل فقير معدم، ربما يكون قبيح الشكل؛ تأمل جيداً: ألا ترى أن نفوس بعض الناس من المميزين تميل إلى الخادمات السوداوات؛ حتى يقوموا باقتراف الفاحشة والرذائل معهن؛ فما الفرق؟!
قالت إحدى النساء العاقلات وقد انتُقدت لتعرضها لرجل: " لا تعجبن من امرأة أن تقول هويت؛ فوالله لو كانت حاجتها عند أحد السودان؛ لكان هو هواها".
وكان عند رجل من العرب مغنية تغني بين يديه؛ جميلة الصورة؛ لها حسن فائق؛ وجمال رائق، ومعه فتى من أقبح من رأته العين وأحمقه وأغباه، والمغنيةُ مقبلة عليه بحديثها وغنائها، فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم شابٌ من أحسن الناس وجهاً؛ وأطيبه ريحاً، فقال صاحب البيت: إن في أمر هذين لعجباً. قيل: وما ذاك؟. قال: المغنية تحب هذا القبيح وليس لها في قلبه محبة، وهذا الحَسَن الوجه يحبها وليس له في قلبها محبة .
فالجمال والمنصب ليس هو القائد؛ ولكنه الميل؛ ومن يملك قلبه أنْ لا يميل؟!
ألم تسمعوا قول القائل:
تعشّقتُها شمطاء شاب وليـدُها
وللنـاس فيما يعشقون مذاهبُ
فكيف ببعض السائقين والخدم؛ من أصحاب الوسامة والجسامة والاعتناء بالملبس والمظهر؟!
دخل مسلمة بن عبد الملك على أخيه الخليفة هشام بن عبد الملك؛ وعنده خادم جميل، فقال له مسلمة: يا أمير المؤمنين: أي فتياننا هذا؟. قال: هذا خادم لي، فقال: يا أمير المؤمنين، يدخل على حرمك مثل هذا؟!.
قال: إنه مجبوب لا يقدر على النساء، قال: إن لم يقدر عليه ذكّرها الرجال؛ فأخرجه هشام" .
ومن داهية الدواهي أن يجعل الرجل سائقاً في بيته ويلهو في ملذاته؛ فلا يأتي للبيت إلا نادراً؛ فإذا ببيتٍ خالٍ؛ ورجل غريب؛ وامرأة مستوحشة بسبب لهو الزوج الحقير؛ فإذا ضعفت ذهبت للعبث؛ فإذا بالسائق يستر ذلك؛ إما خوفاً أو لمآرب أخرى؛ وإن لم تذهب للعبث في الخارج؛ وعمدت إلى الخطأ والرذيلة؛ فعندها الرجل البديل؛ الذي زرعه الرجل في المنـزل؛ واستودعه عرضه.
ولا تقولوا: لا يمكن للمرأة أن تميل إلى رجل قبيح وضيع؛ فإن الكلب إذا جاع رجع إلى القمامة .
ولطالما ستر بعض السائقين نساء مخدوميهم لأَجَل؛ حتى إذا بلغوه جاءوا بالتهديد والابتزاز؛ لينالوا ما لم يكن يخطر على بالهم وبالِ غيرهم .
وكيف برجل لا ينهار؛ وهو يذهب بامرأة وحيدة يمنة ويسرة؛ ضحكات وتغنج؛ وعري في الملابس لا سيما عند الذهاب للحفلات والأعراس؛ وبعضهن تخرج له بملابس النوم؛ وربما لا ترد يد لامس وهي معه .
فكيف به لا يضعف، وكيف به لا يطمع؟!
اسمعوا:
تقول إحدى النساء: " لا أبرئ نفسي من الذنوب التي ارتكبْت؛ والجرائمِ التي اقترفْت، ولكني لم أكن كذلك قبل أن أتزوج من ذلك الزوج اللاهي عني دائماً بأسفاره وتجارته وملذاته، فقد تزوجته وأنا أبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، وإذا به أمام الجميع الزوج المثالي، أما في الحقيقة فما هو إلا زوج حمّل المسئولية لسائق آسيوي .
من الفراغ بدأت الحكاية؛ فزواج بلغت مدته ثلاث سنوات فارغة؛ لم أر زوجي فيها إلا ما ندر؛ قتلني الفراغ؛ اعتدت التسوق؛ فزوجي يُغدق عليَّ بالأموال التي لا أدري كيف أصرفها وأين؛ تجوال دائم في الأسواق؛ أشتري ما يلزم وما لا يلزم؛ كأنني أشتري الوقت بمال لم أتعب في جمعه؛ لكني أدفع ثمنه من مشاعري وأحاسيسي كامرأة بغياب زوجي عني وانشغاله بجمعه .
وقعت في حبائل أحد الشباب؛ وبدأت المواعيد والزيارات له؛ وكان مَن يوصلني إليه- ولشهور طويلة- السائق الآسيوي؛ بل ويستر عليّ أيضاً؛ فلما طرأ مرة وبالخطأ السؤال على ذهن زوجي: أنت أين تذهب ب"ماما؟"؛ ردّ السائق بكل ثقة: إنها دائماً تذهب للسوق؛ استغربت بداية تستره؛ ولكن قلت: ربما كان هذا لأنه أمرٌ عادي بالنسبة لأخلاقهم وعاداتهم .
وبعد فترة طويلة لاحظت تجرؤ السائق – بديل زوجي- عليّ؛ وبدأ يطلب مني النقود؛ اعتقدت أنه بحاجة للمال للوقود أو لعطل في السيارة فأعطيته عشرة دنانير؛ فأخذها وضحك ورمى بها على وجهي؛ وقال: أنا أريد مائة دينار شهرياً؛ وإن لم تعطيني سأخبر " بابا " .
وافقت وأنا ذليلة؛ وزاد حقدي على زوجي الغائب اللاهي؛ ولا زلت على هذه الحال؛ حتى جاء اليوم الذي لطمني فيه السائق لطمة أفقدتني وعيي؛ فقد تطاول السائق وطلب أن يمارس الخطيئة معي؛ فصُعقت وصفعته على وجهه ؛ فصفعني بما هو أقوى من ذلك؛ فأخرج مجموعة من الصور التي صورها لي وأنا أدخل عمارة الريبة عند صاحبي ودخولي شقته وخروجي من العمارة؛ وقال: إن لم توافقي أوصلت الصور إلى ( بابا )!.
فجئت إلى صديقي؛ وكعادة علاقات الخيانة لا أحد يحمل هم أحد؛ ولا أحد يتحمل مسئولية أحد؛ فأخبرته ففر هارباً مني؛ وطلب قطع العلاقة وألا أريه وجهي .
وها أنا أقضي ليلي بالسهر والبكاء، ونهاري بالهم والتفكير؛ أريد الخلاص ولا أدري كيف؟
وما كتبت هذا لأبرئ نفسي؛ ولكن هل يعقل أن الرفيعة تنام في أحضان هذا القذر؟! هذا ما جنته عليّ نفسي؛ أو زوجي اللاهي " .
فيا أيها الناس اعتبروا بحوادث الزمان؛ إنّا لا نذكر هذا شماتة أو تندراً؛ ولكن اعتباراً مما يحدث لغيرنا؛ والسعيد من وُعِظ بغيره؛ والشقي من وعظ بنفسه ؛ وما هذه إلا أمثلة تساق؛ فانتبهوا حتى لا تدمّر الأسر؛ فيضيع الأبناء والبنات؛ وتهيم الزوجات؛ بسبب تساهل وغفلة؛ وتعدي حدود الله حتى يقع المرء في مغبة فعله .
ويا أيتها المرأة العفيفة:
حافظي على سترك وحيائك وعديه رأس الفضائل؛ فلا تتساهلي في هذا الأمر المشين الذي يُذهب الحياء والأنفة، والتزمي حدود الله في معاملة هذا الرجل الأجنبي الغريب، فهو رجل وإن كان فقيراً معدماً، وإنما دخل الانحراف على الكثير؛ بسب احتقارهم لبعض فئات البشر؛ فلا يرون الخادم رجلاً ولا يرون الخادمة امرأة، فإذا مالت النفوس فإذا بذلك كلِّه يُنسى .
فلا تنفردي مع السائق بطريق؛ وإن كان ولا بد من الذهاب معه فخذي معك من المحارم البالغين أو النساء من يكسر الخلوة، وإياك أن تتزيني أمام ناظريه؛ أو أن تتكلمي على مسامعه بكلام فيه وصف للنساء أو التحدث بمحاسنهن؛ أو أن تتغنجي أو تخضعي بالقول أو تضحكي أمامه؛ فإن هذا لا يجوز؛ وداعٍ لفقد الحياء .
وقد تُظهرين مثل ذلك دون قصد منك لكن بسب الجهل بالأحكام؛ فيدعوه ذلك إلى المكر بك بأي طريقة؛ لا سيما في مثل هذا الزمان الذي ضعفت فيه العقوبات، وفتح باب كلِّ شر؛ فلا شيء يخيف إن لم يخفِ العبدُ من الله .
إننا نقول ذلك؛ يدفعنا واجب النصيحة لكل مسلمة، والخوف على العفيفة أن تنحرف عن الطريق بسب أمرٍ لا تعرف عواقبه؛ بسبب غفلتها أو حسن نيّتها.
ويا أختاه:
لا تغتري بتساهل كثير من الرجال الذين لم يعرفوا لكلمة "رجل" قدرها؛ فإذا بهم يدفعون زوجاتهم نحو النقص والخلل .
فإذ ابتليت بمثل هؤلاء المتكاسلين عن خدمة أهليهم وزوجاتهم؛ فإياك أن تتابعيه على خطئه وتساهله؛ فإن بعض هؤلاء له أعين تبصر؛ ولسان يتكلم، ولكنه كالمغيَّب الذي عمي قلبه وانطمست بصيرته .
فعليك بالالتزام بأحكام الإسلام في هذا الباب الخطير ديانة لله، فإنه يدفع عنك كلَّ بلوى؛ ويوفقك لكل خير .
وإنما الميزان للعبد الصادق هو رضى الله سبحانه، فاجتهدي في العمل بطاعته واجتناب معاصيه؛ فهو الرصيد الباقي.
وليس عيباً أن يخطئ المرء ويزل، ولكن الخطأ الأكبر هو استمراره في الخطأ؛ وعدم تلمس أحواله وإصلاح شأنه .
فيا أخت العفاف والطهر:
كوني على بصيرة من أمرك، وتعقلي في شأنك؛ وكوني مبادرة لكل خير، مصروفة عن كل سوء .
وعندما تطلع شمس الحقيقة والطهر؛ يحمد الشرفاء مسيرهم إليها في الدلجة متسابقين .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
يتبع ان شاء الله