معًا لإنهاء الاعتقال السياسي في سجون الضفة وغزة

[رسالة فلسطين]

في اليوم الوطني للأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال

معًا لإنهاء الاعتقال السياسي في سجون الضفة وغزة

مع كل فجر جديد نجد أنفسنا مطالبون ببذل المزيد من الجهد تجاه أسرانا وقضيتهم العادلة، ولكن مع حلول يوم الأسير الفلسطيني، يوم الوفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة و للأسرى الشهداء مع وقف التنفيذ، يوم الوفاء لذويهم وأطفالهم، يوم الوفاء لكل من التحق بالحركة الأسيرة، في مثل هذا اليوم السابع عشر من كل عام تمر علينا ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، هذا اليوم الذي وافق إطلاق سراح أول أسير فلسطيني "محمود بكر حجازي" من سجون الاحتلال في عام 1974؛ نجدها تعود إلينا اليوم و الاعتقال السياسي في فلسطين قد بلغ ذروته، فأصبحنا نُحي يوم الأسري لمن هم خلف قضبان الاحتلال و الإخوة معًا.

ونحن اليوم في فلسطين و خارجها، أمام تحديات جديدة تفرض نفسها على واقعنا الذي نعايشه، لهذا نجد أنفسنا مطالبون ببذل أقصى ما نملك من جهد وإمكانيات لتسليط الضوء على ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال: من قهر وذل وانتهاك فاضح لأبسط حقوقهم الإنسانية، وإبراز صور معاناتهم، وإيصال صرخاتهم للعالم ، وأخبارهم الملتهبة دائمًا كلهيب شمس تموز/يوليو في النقب ونفحة، وإطلاعهم على أوضاعهم المرة كمرارة الزنازين، القاسية كقساوة غرف العزل، ومن جهة أخرى تسليط الضوء على سجناء الرأي أو ما يعرف بالمعتقلين السياسيين في سجون الإخوة هنا وهناك في الضفة و القطاع، لعل العالم يستفيق من سباته العميق، و لعل شعبنا يحقق الأمل في إنهاء الانقسام و تحرير المعتقلين السياسيين.

فهذا التخاذل الرهيب والصمت اللامبرر، وغياب الرادع الحقيقي هو ما يدفع من جهة الاحتلال للتمادي والتصعيد في انتهاكاته المتواصلة لحقوق الإنسان الفلسطيني عامة والأسير خاصة، و من جهة أخرى، يزيد وتيرة الاعتقال السياسي في فلسطين في ظل الانقسام.

نصف مليون فلسطيني دخلوا سجون الاحتلال منذ العام 1967، ربع الشعب الفلسطيني كان أسيراً ولا زال، وسمة الاعتقال هي السمة المميّزة للمجتمع الفلسطيني، شعب مقيّد ونزيف وطن لا زال يسيل على آلاف الأجساد القابعة في الغياب، ولم يبق شيء إلا وجرّبه الاحتلال على الأسرى: سجون سريّة، أساليب تعذيب شيطانية، عزل انفرادي في مقابر موحشة، معسكرات صحراوية تخشى الطيور أن تحلّق في فضائها، إهمال طبي للمرضى وتجارب طبية لا أخلاقية، وحرمان من الزيارات، عربدة واستفزازات بين النوم واليقظة، الحرب لم تنته بعد والسجن لا زال يتسع.

وحسب آخر الإحصائيات، فقد بلغ عدد الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ما يقارب 6000 أسير وأسيرة، موزعين على 25 سجنًا ومعتقلًا، ومن بين هؤلاء 820 أسيرًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة، كما يوجد 37 أسيرة منهن مَن أنجبت وهي مكبّلة بالقيود، و245 طفلاً يشكلون ما نسبته 4.1 % من إجمالي عدد الأسرى، فيما يوجد المئات من الأسرى اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا مرحلة الطفولة وهم في السجن ولا يزالون، و180 معتقلاً إداريًا، و12نائبًا، وعدد من القيادات السياسية، وهؤلاء موزعون على قرابة 17 سجنًا ومعتقلاً ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، هداريم، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو غيرها من السجون.

و رغم ظروفهم الصعبة التي يعانون منها إلا أن أصواتهم حطمت قيدهم لتوصل رفضهم لاعتقال إخوانهم مهما كانت الانتماءات السياسية في سجون فلسطينية سواء في الضفة أو في غزة، مطالبين بتوحيد الصف الفلسطيني و توحيد الجهود لتحرير الأراضي الفلسطينية وأسراها من سجون المحتل و عدم تشتيت الجهود.

[ناصر رندة]

بارك الله فيك