والله لما قرأت هده المقالة صدمت و خلت ان الشيخ حي يرزق بيننا لما فيها من تصوير دقيق لحال الامه، فقال بمناسبة العيد:وجاء هذا العيد. .. والهوى في مراكش يأمر وينهي، والطغيان في الجزائر بلغ المنتهى، والكيد في تونس يسلط الأخ على أخيه، وينام ملء عينيه، والأيدي العابثة في ليبيا تمزق الأوصال، وتداوي الجروح بالقروح، وفرعون في مصر يحاول المحال، ويطاول في الآجال ؛ ومشكلة فلسطين أكلة خبيثة في وجه الجزيرة العربية، تسري وتستشري ؛ والأردن قنطرة عبور، للويل والثبور، وسوريا ولبنان يتبادلان القطيعة، والحجاز مطمح وراث متعاكسين، ونهزة شركاء متشاكسين، وقد أصبحت حماية (بيته)، معلقة بحماية زيته، واليمن السعيدة شقية بأمرائها، مقتولة بسيوفها ؛ والعراق، أعيا داؤه الراق ؛ وتركيا لقمة في لهوات ضيغم، وهي تستدفع تيارا بتيار، وتستجير من الرمضاء بالنار، وفارس طريدة ليثين يتخاطران، وباكستان لم تزمع التشمير، حتى رهصت بكشمير؛ والأفغان تحاول الكمال، فيصدها الخوف من الشمال، وجاوة لم تزل تحبو، تنهض وتكبو، وتومض وتخبو". .."هذه ممالك العروبة والإسلام، كثرت أسماؤها، وقل غناؤها ؛ وهذه أحوال العرب والمسلمين، الذين يقبل عليهم العيد فيقبل بعضهم على بعض، يتقارضون التهاني، ويتعللون بالأماني ؛ أفلا أعذر إذا لقيت الأعياد بوجه عابس، ولسان بكي، وقلم جاف، وقلب حزين؟ ".
قال هدا قبل 50عاما.
اه اين الان اولئك الرجال ؟