صراع شرس على خلافة أولمرت
الفلسطينيون يفضلون ليفني على موفاز ونتانياهو
ذكرت تقارير صحفية أن الصراع بدأ يشتد بين القيادات الإسرائيلية لخلافة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، حيث تنحصر الزعامة الحزبية داخل "كاديما" بين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير المواصلات شاؤول موفاز، فيما يقارعهما على الزعامة السياسية بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود.
في غضون ذلك، أكد مسئولون فلسطينيون أن عملية السلام قد تتواصل في حال فوز ليفني برئاسة كاديما ومن ثم تشكيلها الحكومة, إلا أنهم أشاروا إلى أن المفاوضات أمامها مستقبل ضبابي في حال تشكيل موفاز للحكومة, ومستقبل أسود حال تشكيل الحكومة من قبل نتانياهو.
وألمح مسئول، فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن ليفني, التي ترأس أيضا الوفد الإسرائيلي في مفاوضات الحل النهائي, مستعدة للاستمرار في المفاوضات الجارية حاليا باتجاه التوصل إلى اتفاق.
وقال "المواقف الإسرائيلية التي تعبر عنها ليفني معروفة جيدا لنا كفلسطينيين ومواقفنا معروفة جيدا بالنسبة لها من خلال سلسلة طويلة من الاجتماعات التي عقدت بين الطرفين حتى الآن".
ولكنه أشار إلى أن تاريخ موفاز المرشح لرئاسة كاديما كان أسود مع الفلسطينيين, منوها إلى قيام موفاز بمحاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة وعملياته العسكرية الشديدة ضد الفلسطينيين, فضلا عن تصريحاته التي كانت على الدوام مصدر توتر وليس استقرار.
وقال "موفاز في تصريحاته الأخيرة إنه يريد أن يكون هو المسئول عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين, ولكنه في نفس الوقت يقول إنه فيما يجب أن تجري العملية التفاوضية ببطء, فسيقوم ببعض الخطوات الاقتصادية للتخفيف عن السكان وهو ما يعني أن المفاوضات قد تستمر 10 سنوات تماما كما قال سابقا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق شامير".
ويشير المسئول إلى أنه في حال النظر إلى تصريحات زعيم الليكود فإنه لا يمكن توقع سوى مستقبل أسود للعملية السياسية. وقال "نتانياهو لا يريد الدولة الفلسطينية, وإن أرادها فإنها من وجهة نظره يجب أن تكون دولة كانتونات على مساحة محدودة من الأرض الفلسطينية". وأضاف أن نتانياهو حول المفاوضات في الماضي إلى عملية أمنية بحتة ورفض الحديث في الشأن السياسي.
تاثير غياب أولمرت على عملية السلام
اولمرت وليفني
على صعيد آخر قال محللون إن قرار أولمرت التنحي، يجعل الهدف البعيد للولايات المتحدة بالتوصل الى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين بحلول نهاية العام الحالي، اكثر بعداً، لكنه قد يوفر مساحة أكبر للتفاوض من أجل اتفاق جزئي.
وكان أولمرت الذي تطارده فضائح فساد، أوقع السياسة الاسرائيلية ومحادثات السلام في الشرق الاوسط في حالة من الفوضى الاربعاء عندما أعلن أنه سيتنحى بعد انتخابات تجري في 17 سبتمبر/ ايلول داخل حزب كديما الذي يتزعمه لاختيار زعيم جديد.
ومما يزيد الشكوك السياسية تعقيدا دعوة زعيم حزب الليكود اليميني بنيامين نتنياهو الخميس إلى إجراء انتخابات مبكرة، مما قد يؤدي إلى تشكيل حكومة معارضة لتوقيع اتفاق سلام.
في هذه الأثناء، شكك غيث العمري مدير ادارة الدفاع في جماعة فريق العمل الخاصة بفلسطين ومقرها واشنطن، في إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع بحلول نهاية العام.
وقال العمري الذي كان عضوا في فريق التفاوض الفلسطيني خلال جهود تحقيق السلام التي دعمتها الولايات المتحدة في كامب ديفيد عام 2000، أنه لا يعتقد أن اولمرت يتمتع بالسلطة المعنوية للتفاوض من أجل التوصل لاتفاق، وان كبيرة مفاوضيه وخليفته المحتملة وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني لن تستطيع تقديم تنازلات وسط الاحداث السياسية المتتابعة.
وونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن العمري قوله: "ليفني لن تدخل موسم الانتخابات رافعة شعار تقسيم القدس، انها لا تستطيع تقديم التنازلات اللازمة". وقال: "سندخل في نمط متجمد في ما يتعلق بالمفاوضات. أعتقد أن من المستحيل سياسيا التوصل الى اتفاق بحلول نهاية العام".
ونظم أربعة وزراء من حزب كديما بينهم ليفني وموفاز حملات ليحلوا محل اولمرت في الانتخابات الداخلية للحزب، في حين أظهرت استطلاعات للرأي تقدم ليفني داخل كديما. لكن نتانياهو قد يحاول احباط خطط كديما لتشكيل الحكومة المقبلة من خلال الحصول على غالبية في الكنيست تؤيد اما تشكيل ائتلافه الخاص او تقديم موعد الانتخابات المقرر اجراؤها عام 2010.
وتشير استطلاعات للرأي الى أن نتانياهو الناقد البارز لتحركات اولمرت على صعيد تحقيق السلام، سيفوز بهذه الانتخابات المبكرة.