صلاح قوجيل وزير النقل في عهد الشاذلي بن جديد لـ "الشروق"
"قدمت ملفا بنتائج التحقيق في حادث مقتل بن يحيى لصدام لكنه لم يبد أي موقف"
2008.06.26 غنية قمراوي
وزير النقل في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد: صلاح قوجيل أكد وزير النقل السابق في حكومة محمد بن احمد عبد الغني، في عهد الشاذلي بن جديد، في تصريح لـ"الشروق" أن السلطات الجزائرية قامت بالتحقيق في ظروف مقتل وزير الخارجية السابق المرحوم محمد الصديق بن يحيى، إثر سقوط طائرته على الحدود التركية الإيرانية.
وكان هو شخصيا من حمل الملف للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لكن هذا الأخير لم يعلق بتاتا على النتيجة التي توصل إليها التحقيق.
في سؤال "الشروق" حول الشهادات التي أدلى بها وزير الخارجية العراقي في عهد صدام حسين، حامد الجبوري لحصة "شاهد على العصر" لقناة "الجزيرة" القطرية ليلة اول امس، التي كشف فيها أن الجزائر حققت في مقتل وزير خارجيتها في حادث سقوط الطائرة على الحدود التركية الإيرانية ليلة الثالث ماي 1982 وقدمت الملف للرئيس العراقي آنذاك، قال صالح قوجيل "صحيح كنت وزير النقل وقتها وأنا الذي تنقلت إلى بغداد والتقيت صدام حسين وسلمته شخصيا ملف التحقيق الذي قمنا به في حادث سقوط طائرة وزير الخارجية محمد الصديق بن يحيى رحمه الله".
وحسب ما تبين من حديث وزير النقل السابق، فإن التعامل مع الرئيس العراقي صدام حسين لم يكن سهلا، بالنظر إلى طبعه الجاف وشخصيته الصلبة "لم يكن من السهل التعامل مع الرئيس العراقي، لكنني وقفت أمامه كمسؤول جزائري ممثل للدولة الجزائرية، وسلمته خلاصة التحقيق الذي انتهت إليه الجزائر والنتيجة التي توصلنا إليها"، مضيفا أن "المقابلة كانت خاصة واستقبلني الرئيس صدام بحضور وزير الخارجية آنذاك حامد الجبوري، واستلم الملف دونما أي تعليق"، ليؤكد أنه بقي على علاقة مع ذلك الوزير، لأنه هو الوحيد من قابله آنذاك.
وفي تعليقه على ما جاء في شهادة الجبوري على قناة "الجزيرة" أكد قوجيل أنه لم يتابعها كلها، وأنه بحاجة إلى الاطلاع على ما جاء فيها بخصوص الجزائر، لكنه تحفظ جدا على الإدلاء بأي معلومات تتعلق بالملف ونتيجة التحقيق، مبررا موقفه بواجب التحفظ من منصب مسؤول سابق في الدولة "أنا كنت مسؤولا في الدولة الجزائرية وقمت بالمهمة بموجب ذلك المنصب"، مضيفا أنه "لا يمكنني أن أكشف ما جاء به التحقيق ولا محتوى الملف، لأن الدولة الجزائرية من قامت بالتحقيق وهو ملك لها".
وفي لحظة ما تمنينا أن يقول لنا صالح قوجيل مزيدا من المعلومات بخصوص القضية، مثلما شهد حامد الجبوري في القضية، قال وزير النقل السابق "التحقيق لم تقم به الجزائر، إنما دولة إيران باعتبار حادث سقوط الطائرة وقع فوق أراضيها، وفق ما تنص عليه بنود القانون الدولي للطيران المدني".
وعن دور الجزائر في كل هذا رد قوجيل "نحن كنا أعضاء في لجنة التحقيق، أعضاء مراقبين تعاونّا مع إيران، لكن عملنا أكثر في الملف، لأننا معنيون مباشرة والأمر يهمنا بالدرجة الأولى، ومن قتل في الحادث كان وزير خارجيتنا".
وعما إذا كانت العراق هي الدولة الوحيدة التي استلمت نتائج التحقيق قال قوجيل "قدمنا ملفا بنتائج التحقيق لدول أخرى معنية هي تركيا وإيران، لان المنطقة كانت آنذاك منطقة حرب".