كبار النفوس وصغارها
خير ما تمدح به أيّ إنسان قولك فيه إنّه ذو نفس كبيرة , و شرّ ما تذمّ به أيّ إنسان قولك فيه إنّه ذو نفس صغيرة. و لولا كبار النفوس في الأرض لكانت جحيما , و لولا صغار النفوس فيها لكانت نعيما . أولئك كالنّحل وهؤلاء كالذّباب , فبينما تعيش النّحلة مع الأزهار , تعيش الذّبابة مع الأقذار , ثمّ تعود النحلة فتقدّم جناها إلى الناس شهدا شهيّا , أمّا الذبابة فلا تنقل غير سموم (تقتل الناس), النحلة تحمل البرء للسّقيم , و الذبابة تحمل السّقم للبريء .
فالذي نفسه كبيرة لا يتكبّر على أيّ إنسان, و لا يذلّ لأيّ إنسان , فهو يعلم (أنّ كرامته لا تُصان) إلاّ إذا هو صان كرامة الغير, و هو أبعد الناس عن التبجّح ، فــما تبجّح إنسان بقوة بدنية أو عقلية ، أو بمال أو عقار ، أو بنسب أو جاه ، أو بشهرة أو سلطان إلا لأنّ في نفسه الصغيرة جوعا إلى العظمة الحقّّة التي تأبى الانقياد له.
أمّا الذي صغرت نفسه فيسير في الأرض بوجه ليس وجهه ، ولسان ليس لسانه , ولباس ليس لباسه ، فهو أبدا يبطن غير ما يظهر ، وينطق بغير ما يفكّر و يشعر ، و يسعده أن ينخدع الناس بما يُظهر عمّا يُبطن.
وصدق الشاعر حين قال:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كََالنّجْم لاحَ لنَاظر على صَفَحَات الماء وهْوَ رفيعُ
ولا تك كالدّخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجوّ و(هْو وضيعُ)
ميخائيل نعيمة – بتصرّف–
الأسئلة :
البناء الفكري : (06ن)
1 - استخرج الفكرة العامة للنص؟ (01.5ن)
2 - صنّفَ الكاتب الناس صنفين , اذكرهما. (01.5ن)
3 - لمَ لا يتكبر كبير النفس على أحد ؟ (01ن)
4 - اشرح المفردتين التاليتين : - البرْء – تأبى (01ن)
5 - وظّف المفردتين التاليتين في جملتين من إنشائك : - التبجّح – وضيع (01ن)
البناء الفني : (02ن)
1- في عبارة: ((لأنّ في نفسه الصغيرة جوعا إلى العظمة)) صورة بيانية , اشرحها, وبيّن نوعها. (01ن)
2- قطّع البيت الأول وسمّ بحره. (01ن)
البناء اللغوي : (04ن)
1 - أعرب ما تحته خط في النص. (01.5ن)
2 - ما المحل الإعرابي للجمل الواقعة بين قوسين في النص ؟ (01.5ن)
3 – استخرج من النص جملة تقدّم فيها المبتدأ على الخبر وجوبا مبيّنا سبب التقدم. (01ن)
الوضعية الإدماجية : (08ن)
السند : قمت برحلة مع زملائك في القسم , وكان زميل لكم شخصا متكبّرا لا يقدم لكم يد العون في أيّ شيء , فأفسد عليكم الاستمتاع بسبب تصرفاته.
التعليمة : اكتب نصا سرديا لا يتعدى اثني عشر (12) سطرا تروي فيه ما حدث , موظّفا فيه جملة نعتية وتشبيها .