عمــــر التحدي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عمــــر التحدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-14, 20:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي عمــــر التحدي ( مسابقة)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم


عمـــــــــــــر التحدي



على أرض الله المباركة, أرض قرابين الحرية , وقوافل الشهداء, ومن على قمة الجبل الشامخ يقبع دوار سيدي عامر بين أشجار الزيتون المبــــاركة التي شهدت ثورة أبطال أشاوس صنعوها بأرواحهم الطــــاهرة الزكية ودونها التاريخ في صفحته المشرقة.
وفي كل شبر من أرضنا قصة.
عمــــر, فتى عايش أواخر أيام الثورة في دوار سيدي عامر وفي كوخ متواضع بعد أن تغـيب الشمـــس ويشتد سواد الليل ويعم السكون يأوي اليه عمر و يـــنسل إلى فراشــــه, يســـتلقي على ظهره ممـددا لعله يســــتريح من نكــد يومــــه المتــعب فقد كان يرتــحل بين الدوار والمدينة مسافة طويلة يطويها بأقدامه النحيفة يحـمل بيده عــصا يحــث حمــاره عل السير والشوق إلى حديث عمــي صالح يأسره فقد كان يغتنم لحــظات طيبة معـه وهو يحدثه عن أحـوال المدينة وسكانها عن انتشار المـدارس وغزو الطلاب لها وعن الأساتذة عن العلم عن الطموح والمستقبل المشرق فلم يكن ذا شغـف بتجـارته الزهيدة التي كان يرتحل ويقصد دكان عمي صالح لأجلها وكان هذا الأخير ينير له الطريق بحـديثه وكذالك النفوس الطيبة عندما تصبغها صبغة الخير فتتحرك صوبه تلقائيا وهكذا نفخ عمي صالح في روع عمر.
يتقلب عمر في فراشـــه البسيط, حصـــيرة من الدوم آلفها مـــنذ أن احتضنته الخـالة يامنة, لا زالت رواية الخالة عالقة في مخــيلته المتعبة يوم أن هاجم المستعمر الدوار يقتحمون كل كوخ لعلهم يجدون ضالة مفقودة, انسلوا نحو كوخ عمر ودفعوا الباب بكل قوة وعنف فوقفت فاطمة أم عمر فزعة وقفزة خلفها سعاد البراءة ذات الحدية عشر و كان عمر مسترسلا في نوم عميق لم يتجاوز الرابعة من عمره لا يدري ما يجري حوله دنا ضابطهم القذر ورما يده نحو كتف فاطمة فأمسكت سعاد بيد ودفعت يدها كالسهم نحو عين الوحش وضغطت سبابتها بكل قوة تراجع الضابط إلى الخلف وأفرغ ما في جعبة السلاح من رصاصات على جسد البراءة سعاد وأمها الطاهرة فاطمة فصعدت روح الأم وابنتها إلى خالقها لتنعم مع الشهداء لقد اختارت الموت بشرف على أن تفترسها الذئاب فما أروع تلك النفس الطيبة.. خرج الضابط وقد فقأت عينه لتبقى له ذكره من أرض العزة والشهامة دخلت الخالة يامنة وما إن رأت الجثتين حتى أطلقت زغاريد مدوية اهتز لها الجبل
واندفعت النسوة ملبية النداء وانطلقت حناجرهن بزغاريد مدوية لم تكن تلك الأمسية من خريف سنة 1955 إلا حلقة قد شدت إلى حلقات أخرى وليس من باب الصدفة أن يفترس العدو تلك البراءة وأمها وفي صبيحة ذالك اليوم نصب عساكر المستعمر كمينا للمجاهدين وبدل أن يوقعوهم فيه وجدوا أنفسهم أمام أشاوس وأبطال لقنوهم درسا قاسيا وكبدوهم خسائر جسيمة في الأرواح وسقط عبد القادر شهيدا ليلتحق بقوافل الشهداء وانسحب المجاهدون بنعمة الله لقد عكر فرحت النصر فراق عبد القادر ولم يتسنى لهم حمل جثته لقد أخترق صفوف العدو كالأسد الضاري يزرع فيهم الموت مرددا ..الله أكبر.. والقلب ينبض حبا لشهادة وقد أكرمه الله بها ومع آخر قطرة دم سقط البطل شهيدا ولما وضعت المعركة أوزارها وانكشف الأسد مستلقيا على ظهره معانق سلاحه وسياج الرهبة يحرسه فمن ذا الذي يقترب إليه, أشار الضابط إلى أحد الخونة بجنبه ممن خانوا الشعب والوطن وقد كانوا وسمة عار ونقطة سوداء في الثورة المباركة كانوا سكين الغدر الذي يطعن في الظهر نعم أنى له أن يتقدم وكيف يتقدم وقدماه تأبى أن تتحرك فنهره الضابط بسلاحه فتقدم بخطى ثقيلة وقف قرب البطل يرتعش وانحنى كأنه يتأمل من على شفى حفرة عميقة كيف والبطل كان نعم الجار وسيدا ذا كرم وشهامة لقد عرفه وأخبر العدو لينطلق نحوى دوار سيدي عامر يجر الهزيمة المرة فيفرغ جم غضبه في فاطمة وابنتها سعاد هكذا تتعانق أرواح الزوج والزوجة والبنت سعاد ويبقى عمر وحيد يتيم ويتربى في حجر الخالة يامنة فتنبته نباتا طيبا وتفيض عليه بحنانها وحبها ولما بلغ السابعة من عمره ألحقته بالكتاب وقد منى الله عليه بعد ستة سنوات أن حفظ القرءان كله علي يد الشيخ الجليل مختار والي جانب تحفيظه للقرآن زرع في نفسه القيم السامية والأخلاق الحميدة فكسب عمر علو الهمة والرفعة وطيبة النفس مم جعل أهل الدوار يحبونه ويبجلونه وفي صيف 1963 فقد سنده الوحيد في هذه الحيات الخالة يامنة وودعها إلى مثواها الأخير.
ينفلق فجر أخر من أيام عمر وكعادته مع أول صيحة الديك ينهض عمر يصلي ركعات ويهرع إلى حماره يفك عقاله و يجذب طرف الحبل فيتحرك خلفه يهرول بين الأحراش تارة منعرجا وتارة منحدرا على مسلك ضيق كضيق المعيشة في دوار سيدي عامر وقد كان عمر همزة وصل بين الدوار والمدينة التي تبعد عنه مسافة 40 كيلومتر , لم يكن يشعر بتلك المسافة فكان مشغول الذهن بحال الدوار المزري فجل أترابه ضائعون يقضون أيامهم تسكعا في الوديان والرعي , وقد زاد الأمر تعقيدا أن تولى مكان الشيخ مختار بعد وفاته بوعلام ولم يكن أهلا لذالك لما انطوت عليه سريرته من سوء وطبع على الجشع والطمع و كان الأهالي يخصون الشيخ مقاما رفيعا كالحاكم الذي لا يقطع أمر دونه ويستشار في الصغيرة والكبيرة وكانت كلمة سيدي الشيخ كافية لتداعب نفس معلولة بحب الجاه والتسلط كنفس بوعلام الذي فرض نفسه بقوة المال فقد كان له من أشجار الزيتون ما يعادل حصة الأهالي ناهيك عن قطيع الغنم الذي كان يستأجر له الرعاة ومن أسوء ما كان عليه من جهالة مقته للثورة وأبطالها الأشاوس والقدح والذم في العلماء الذين يصدعون بالحق ويدعون للصلاح فهو يرى فيهم الموت الزاحف والضربة القاضية لطموحه وغايته وان غاية ما يطمح له أن ينعم في دنياه ويلبي شهواته كما تعيش البهائم وكل عمل يفعله يتظاهر بيه لوجه الله وما هو إلى قناع يخفي الوجه القبيح إذ كيف لمن يعرض عن الحقيقة ويدير لها ظهره أن يكون يبتغي وجه الله وكيف لمن يرى الجياع فلا يطعمهم وقد رزقه الله النعمة يبتغي وجه الله وكيف لمن يرى ذا الحاجة ولا يخدمه وهو قادر على الفعل يبتغي وجه الله هذه الجرثومة لا تظهر إلا في مستنقع آسن ولذا صدع الامام عبد الحميد بن باديس رحمه الله بدعوته وحمل لواء الإصلاح ومشعل النهضة ودأب في تطهير المجتمع من هذه الطفيليات التي نفخت في روع الشعب من أفكارها السوداء وجعلت الدين طقوس تقام بقرع الطبول وشطحات الاستهتار والذبح على القبور والاستغاثة بالأموات في ما كان العدو يلتهم الأرض شبرا شبرا ويمسخ هوية الشعب لقد أدرك هذا العدو من تجارب خاضها مع الرجال الصادقون أمثال الأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة أن الشعب لا يتحرك إلا بالدين فجعل من الواقع مستنقع وزرع فيه جراثيم كبوعلام حتى يطيل من عمر بقائه وكان الفضل من الله أن أنعم على الشعب برجل ليس ككل الرجال عبد الحميد بن بديس رحمه الله فغير واقع الشعب ومهد له طريق الحرية وسبيل الخلاص فتحقق الاستقلال وظهر بوعلام بردائه القديم الوسخ ينشر الجهل ويرسخ معانات أهل الدوار لقد جعل من المسجد المتواضع منطلق لدعوته المنحرفة حديثه لناس أساطير الشعوذة والدجل وحكايات أهل القبور ومعجزاتهم مع الأحياء ولكم تمنى لو كان في المسجد ضريح فيتم له المغنم
ما كان عمر يدرك هذه الحقائق لولا أن حملته تلك الأقدام النحيفة على مسالك وعرة وهو الفتى ذا الخامسة عشر ربيع ينسل كل فجر من كوخه المتواضع يحث الخطى يطلب الحياة أبى أن يستسلم للقدر لم يثنيه جمال الريف ولا جداوله ولا أزهاره العبقة لقد أدرك أن هذه الحقائق باب ينفتح على ميدان ينزله الأبطال ليمتطي فيه جواد فيسابق الزمن لعله يظفر بمجد يمنحه الخلود لحاضات قليلة وان كان السير مجهد وينزل على المدينة وقد بدا نصف قرص الشمس في الأفق يرسل أشعته الدافئة التي ينتظرها عمر بشغف يترجل أمام دكان عمي صالح ويلقي التحية فيهب إليه الشيخ الذي أوهنته الأيام ويكفي أن عرفت أنه عايش فترة الاستعمار طفلا وشابا وكهلا وشيخا عايشها روحا وجسدا وفكرا هب يعانق الفتى.. مرحبا بك عمر كيف حالك ؟ وحال أهل الدوار؟ بصوت حاد يرد الفتى الحمد لله بخير.. ثم يقطع نفسه ويتبع لا زال الدوار كالأمس.. يطلب الشيخ من ابنه أن يأتيه بإبريق الشاي ويدعو عمر للجلوس بجنبه يربت على كتف عمر أتدري؟ حين أراك أرى شبابي فيشدني الحنين إلى أيام مضت وتركت ذكراها في حياتي بالأمس كنا تحتي وطأة الاستعمار الغاشم لم نكن نطمح إلا للاستقلال ولم نكن نرى عنه بديل بذلنا النفس والنفيس قمنا إليه سعيا حتى إذا تحقق بتنا نرى فيكم معشر الشباب مواصلة المسيرة فالاستقلال والتحرر هو انبعاث أمة حق لها أن تسير بين الأمم حاملة المشعل بما حاباها الله من فضل وبما خصها من أسباب لقد كانت انطلاقة ثورتنا المباركة عن تخطيط محكم وسبق ذالك دعوة رجال تشبعوا بروح الإسلام ونهلوا من بحر العلم فكانت دعوتهم كالشمس ترسل شعاعها فينير الدرب فقطع حديثه عمر لكن سيدي لماذا كل تلك السنين من عمر الاستعمار...؟ بني إن العدو المحتل في حقيقته شر باطل والصراع قائم بين الشر والخير بين الحق والباطل وان كان العدو المحتل قد مكث بيننا زمن طويل فمرده إلى الضعف والوهن ولا يعلو الباطل إلى في غفلة أهل الحق وهذا ما أطال من عمر المستعمر ناهيك عن ما قد زرعه في هذه السنين الطويلة وما قد هدمه فينا لقد عمد إلى العقول والقلوب الضعيفة فكانت هينة كالعجينة فشكلها كما شاء وهيئها لسنين أخرى طويلة ولا تلبث هذه الفئة أن تكون خليفة المستعمر
هز عمر رأسه كمن وجد مفتاح لباب موصد وأيقن عمي صالح أنها ساعة الافتراق فبادره ما حاجتك اليوم فرد عمر شموع وسكر حمل بضاعته على الحمار وودع عمي صالح انطلق نحو مسلك الدوار وقد على قرص الشمس وجدّ عمر في السير راجعا ببضاعته الزهيدة يبيعها لقومه لقد كان دائم السعي تراه مساءا يحمل فأسا يحتطب فيصنع منه فحما يبيعه فلم يكن ثمار الزيتون على قلته ومحدودية دخله يكفي عمر بل وجد في الفحم وسيلة أخرى لينشط تجارته البسيطة فهذه ميزة تفرد عمر بها في الدوار وقد رفعته في أعين قومه سوى بوعلام الذي كان يرى فيه مصدر قلق وإزعاج فلم يكن يرضى لهذا الفتى اليتيم البائس الفقير أن تراه الأعين وتذكره الألسن بالخير وكأنما أطلع إلى السموات العلى فقرأ في صفيحة الفتى فخبر اليقين










 


رد مع اقتباس
قديم 2010-03-16, 21:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بعد صلات العصر مباشرة يحمل بوعلام سجادته ويتجه نحوى شجرة الصنوبر الباسقة خلف المسجد لطالما اجتمع تحتها أبطال ثورة التحرير المباركة ينشرون الوعي ويلهبون حماس الحاضرين من أهل الدوار , يجلس بوعلام تحتها وحوله شيوخ أهل الدوار ممن غربت شمسهم لم تعد ثمة ثورة وحديث بوعلام عن أوليائه الصلحين وعن معجزاتهم وقدرتهم الخارقة وهم أجداث يرقدون في قبورهم لا زال بأفكاره المنحرفة يشق طريق الظلال ويمهد للجهل فيغرق الدوار في جهل مطبق وانتكاسة
خرج عمر من كوخه يطلب تسلية نفسه ككل أمسية لم يكن كباقي الشباب يقظون جل وقتهم تسكعا في الوديان والشعاب وإنما كان يخلو إلى روضة من روضات الجبل غير بعيد عن الدوار وبينما هو يسير لمح مجلس بوعلام فحدثته نفسه أن يجالسهم فاتجه نحوهم وكلما دنا خف صوت بوعلام ولما استوي على ظهورهم وهم بالجلوس زجره بوعلام إذهب إلى الوادي.. لا شأن لك بالجلوس معنا.. عاد عمر أدراجه منهزما مضى نحوى الروضة وهو يحدث نفسه لماذا أذهب إلى الوادي أهناك مدارس؟؟ هل هناك مجالس العلم؟؟ لماذا عمي صالح يحدثني؟؟ ثمة فرق بين الرجال فهم ليسو سواء كان يسير ويده على ركبته منحنيا ومقدما رأسه كانت الروضة في مرتفع فإذا بلغها تبين المحيط من علو لا ترى إلى سلسلة مترابطة من جبال, لا زال يجد في السير إليها وهو يحدث نفسه توقف فجأة ثم جثي على ركبتيه مدى يده إنها وردة برية ترى ماذا تفعل في هذا المكان وبين هذه الأدغال تمدد بجنبها وهو يتأملها كائن يبدو ضعيف يداعبه تيار الهواء الخفيف فيتمايل من جهة لجهة تأمله فإذا هو هندسة عجيبة وتركيب محكم ألوان متناسقة أحمر وأخضر يسر الناظرين صوت خافت في أعماق عمر ألا ترى هذه القدرة ألا ترى هذا الإبداع ألا ترى هذا الإتقان ..فسبحان من خلق وهدى وقدر كل شيء.. يقظة الضمير وفطنة العقول حين تتحرر من جمودها فتشهد أثر الصانع وقدرته وإبداعه في عوالم الأشياء فتعلن الخضوع له وتلتمس سبيله فتحقق خلاصها , لقد سرى في نفس عمر هذا الشعور وهذا الإدراك – يهدي الله لنوره من يشاء- تأمل الوردة فإذا هي تنغلق على نفسها وكأنما تنهي درسها لعمر رفع رأسه للسماء أسراب الطيور عائدة إلى أعشاشها ومالت الشمس خلف قمم الجبال متوارية عن الأنظار










رد مع اقتباس
قديم 2010-03-19, 19:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ليس كعادته ينهي بوعلام مجلسه في هذا الوقت قبل صلات المغرب بنصف ساعة قام من مجلسه متجه نحو بستانه مشى خطوات ثم التفت خلفه وهتف سى إبراهيم فأقبل إليه هذا الاخير مهرولا انعم سيدي الشيخ تابع بوعلام سيره وهو يتحدث لقد رأيت أمرا فيه خير للفتى عمر.. إيه.. الولد كالغصن المقطوع من الشجرة صعبة عليه الحياة يجب أن نساعده فقطع حديثه إبراهيم لكن الفتى شق طريقه في هذه الحياة نعم يا سي إبراهيم الفتى أصبح شابا يفع مقتدر ولذا رأيت أن أزوجه ابنتي ربيعة تهلل وجه إبراهيم وهتف نعم الأمر سيدي الشيخ فرد عليه بوعلام إذا تدبر أمره
بعد صلات المغرب انسل إبراهيم من بين الصفوف مهرولا إلى بيته ليفاجئ عمر ويفرحه قد كان كالأب لعمر بعد رحيل الخالة يامنة فتح له بابه وأمر زوجته على خدمته ولم يكن يجد عمر ملاذا له غير هذان الزوجين ليخففا عنه مشقة الحياة
توقف إبراهيم أمام بيته برهة حائر أيدخل على عمر في كوخه أم ينتظره لحظة العشاء فيبشره ثم رأى من الحكمة أن يدخل عليه ويحدثه بانفراد دفع باب الكوخ بلطف وهتف عمر فقام إليه عمر تفضل عمي إبراهيم وجلس بجنبه على الحصير رفع رأسه ويده على العمامة يعدلها برفق في ما كان عمر مطرق رأسه يبحث عن جواب لسؤال ترى لما جاء عمي إبراهيم قبل صلات العشاء وخصني بهذه الجلسة ليس من عادته, انبعث صوت إبراهيم عمر أنت رجل طيب والكل يشهد لك نعم لقد انفردت عن أولاد الدوار فلم تعد مثلهم بل سلكت مسلك الرجال تغدو كل فجر مرتحلا إلى المدينة فتأتينا بالمئونة فمن غيرك قام بما تقوم بيه أنت اليوم قادر على بناء أسرة
رفع عمر رأسه قليلا نعم عمي إبراهيم لكن ..فقاطعه , ماذا الست الفتى الذي ذلل الصعاب وانتصر على الفقر والوحدة وتسلل إلى قلوب أهل الدوار كبيرهم وصغيرهم فها أنت رجل تحظى بابنة سيد القوم ففهم عمر وأراد إبراهيم أن يزيل حيرته نعم سنزوجك بربيعة بنت سي بوعلام وهو من طلب مني ذالك









رد مع اقتباس
قديم 2010-03-26, 23:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقف إبراهيم وهم بالخروج ثم التفت إلى عمر لا تنسى العشاء
ليلة صيفية زادها البدر سحرا بين نجوم توقدت مشهد بديع لناظرين من قمة جبل شاهق كان فيه عمر مستلقي على حصير ليلته هذه لا تشبه كل الليالي خال نفسه يقفز من نجمة إلى نجمة فإذا هو وجه لوجه مع القمر نعم ربيعة فتاة كالقمر فتيان الدوار يقدسونها سرا واسمها يجعل نبضات القلب تتسارع والدم يتدفق فيظهر جريانه في العروق لطالما شاهدوها في موكب مع الوصيفات والجاريات متجهة إلى الوادي لغسل الملابس يجتمع الفتيان جانبا يرقبون ويخطفون النظرة ليشهدوا القمر بين النجوم
لم يكن عمر كباقي الفتيان كان منشغلا مترفعا يهفوا لما هو خير ولم يكن يختلف عنهم في ما أودع الله في النفس فكم من مرة التقى ربيعة صدفة وتلاقت الأعين فجأة فيشيح بنظره بعد أن يشهد تلك البسمة ويصيبه السهم كانت سهام ربيعة لا تخطأ عمر ولا ترمى إلى إليه وكان يدرك ذالك
لا زال ليل عمر طويل وصراعه مستمر نفس تهوى وتميل ميلا عظيم فتى في الخامسة عشر يفتح له باب سابق لأوانه ويجد نفسه مرغم على اتخاذ قرار مصيري هكذا بدا له الأمر ثمة طموح وأحلام تتجاوز حدود الدوار بل هي ممتدة إلى أقصى بعد فهل يعرض عن ما هو كائن ماثل بين يديه ويميل للمجهول الغائب البعيد وهذا الإحساس هذا الشعور أليس حقيقة.. رباه أين أنت أماه ..أين أنت أبتاه.. يصرخ فلا مجيب.. يلتفت عن اليمين والشمال فراغ رهيب ووحدة قاتلة









رد مع اقتباس
قديم 2010-03-30, 19:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

يريد أن يرسم في مخيلته صورة الوالدين فلا يستطيع كيف وهو لم يرى الأب عبدالقادر الذي باع نفسه لله وجعل روحه قربانا لحرية الوطن كيف والأم قد اختارت الموت بدل حياة الذل والمهانة هكذا فارقوه وهو صبي شب وكبر على ذكرى فراقهم


هي لحظة ليفصل ويتخذ قرار ..يتقلب على الحصير ويرتحل من محطة إلى محطة بذاكرته لا زالت صورة ربيعة في مخيلته لازالت بسمتها مرتسمة لا زالت نظرتها تلفح قلبه هي رسالة قرأها واطلع على خباياها لم يكن مجرد ضن أو وهم بل هي حقيقة وها هي الفرصة سانحة لتتجسد على ارض الواقع ليشع نور القمر على هذه الغرفة المظلمة ليبدد عتمتها هي حقا حدود البيت ضيقة والمعيشة في هذا الدوار ضنكه وقاتمة السواد فما عساه فاعل أيركن لهذه الحياة أم ثمة حياة أفضل.


لا..لا.. إنها أحلام ربما طيف سكن عمر جراء وحدته فراح يرسم أحلام الكبار يخال نفسه سلطان بيده الأمر يدبر ويقرر يخرج بالجيوش فيقهر الأعداء وكم هم الأعداء الجهل والفقر والتخلف هو يراها هكذا وقائع يزحف إليها بإصرار وعزيمة عليه أن ينتصر على قلبه عليه أن يتنازل عن ربيعة عليه أن يطوي صفحة ويقلب صفحة أخرى كان منشغلا بصراعه فلم يستفيق إلا على صهيل حماره وضجة قد أحدثها فقام مسرعا إليه وما إن فتح الباب حتى لمح ثعبان ينسل هاربا فظن أن الثعبان قد فزعه وعاد إلى نفسه ما عساه فاعلا









رد مع اقتباس
قديم 2010-03-30, 20:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ومع أول صيحة الديك المعلنة لفجر جديد كعادته يصلي ركعات ويمسك رباط حماره ليقلع متجه صوب المدينة لم يبتعد كثير عن الدوار وبينما هو يجد في سيره توقف الحمار وبدا ساكن حاول أن ينهره فلم يستجيب.. وقع على الأرض.. ما هي إلا لحظات حتى ارتجف جسمه ثم سكن إلى الأبد هي الموت نهاية كل حي تأمله عمر بحزن وشفقة ثم تبادر إلى ذهنه أن يجعل له أخدود وينهي أثره كليا من هذه الحياة هرع مسرعا إلى كوخ في طرف الدوار فاخذ فأسا كان موضوع بجنب الكوخ عاد مسرعا كالريح وانهمك في الحفر ولما انتهى دفعه على ظهره فكان منزله الأخير كالقبر وأعاد الفأس وواصل مسيرته راجلا هكذا إذا لم يكن ذاك الثعبان الذي رآه ليلته بتسلله وفراره إلا وقد بلغ غايته وأي غاية هذه التي يحيا بها أن يسلب غيره الحياة هي مشيئة القهار ولا معقب لأمره هو وحده من يدبر الأمر جلّ وعلى وهكذا عمر يودع الدوار ويترك ربيعة لمشيئة القدر طموحه اكبر من أن يسجن نفسه في ذاك الكوخ وذاك الدوار المعدم وما عساه فاعل لو يتزوجها أيرحل بها والى أين يأخذها وهو لا يدري واجهته ولا قبلته هكذا اتخذ قراره أن يغادر الدوار بلا رجعة ويسافر بطموحه وأحلامه .










رد مع اقتباس
قديم 2010-03-31, 21:20   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بدا من بعيد بنيان المدينة ابيض تعلوه حمرة وتتخلله بقع خضراء لشجيرات تزينت بها كان بالأمس ينعم فيها المستعمر .. رحلت وتركت خلفك حلم رغما عنك رحلت لأنك سكنت أرضا لم تكن لك ولن تكون لا زالت تلك الأسوار شاهدة عن جبروتك وطغيانك لا زالت تشهد تسلل الأبطال خلسة فتسكن الرعب والموت للغاصبين كم ليالي أقمتها بالرقص والشرب وصخب الغناء كنت تفر من الرعب من الموت وما كنت تدري أنك تخرج ذليل منكسر
صبح جديد على شعاع الشمس الدافئ كان عمر يتأمل ذاك المشهد وكان يتلهف لملاقاة عمي صالح.. لكن ما ذا سأقول له هجرة الدوار وأهله رفضت الزواج بربيعة وتركت قلبها معلق وماذا بعد أين سأذهب ولمن التجئ عسى الله أن يجعل لي مخرج سبحانه لا يخيب من علق قلبه بيه وأحسن الضن بيه وتوكل عليه حقا هو من خلق الظلام والنور هو من شق بينهما هو من يدرك السر والعلن هو من يدبر الأمر كله انه الآن ليسمع همسي وما يجول في فكري هو اقرب لذاك الشعور الكامن في قلبي لطالما كان اقرب إلي من كل من هم حولي وهو لا يغيب عني طرفة عين
هاهي أبواب المدينة مشرعة وها هو دكان عمي صالح.. يقف عمر على عتبة الباب مطأطأ الرأس فينتبه له عمي صالح وكعادته ينهض بجهد وهو الشيخ الضعيف مرحبا بني تفضل يعانقه يلتفت خالفه أين حمارك يا عمر فيجيب عمر لقد ودعته كما ودعت الدوار يمسك عمي صالح بيد عمر تعالى معي ويدخله بيته يأتيه بصينية القهوة مع بعض الحلويات ويترك عمر برهة ويعود إليه ما وراءك يا عمر يعتدل عمر في جلوسه وبصوت خافت لقد تركت الدوار وفي اللحظة التي غادرته مات حماري دفنته على طرف المسلك وأتيتك وأنا لا ادري ما ذا افعل سوى حلم كنت أحيا به وأرى اليوم سبيل له لكي يتحقق
لقد فهم عمي صالح رسالة عمر يطلب العون ولن يتفانى في مساعدته فهو يعرف أي طينة عمر فرد عليه لا عليك بني ستقضي ليلتك هذه عندي وسيحظر اليوم ابني بالقاسم من العاصمة ومساء الغد ستغادر معه وهو من يتكفل بك ستحقق حلمك يا بني









رد مع اقتباس
قديم 2010-04-03, 22:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لقد اجتمع عمي صالح بابنه بالقاسم الذي كان بالأمس قائد من قادة الثورة وقد رحل الى العاصمة بعد الاستقلال ليستلم مهامه في الدولة وكان كل خميس يزور والده ويتفقده كان بلقاسم يتحدث عن دولة حديثة وعن مشوارها عن خباياها عن فتيل على وشك الاشتعال وبحكم منصب بالقاسم كعقيد في الجيش فهو يعلم من أمور الدولة عكس ما يفهم عوام الناس وحتى خواص الساسة أن ذاك أما عمي صالح فلم يندهش لحديث ابنه فهو يعلم أن شعلة الثورة قامت على جمع لطالما مزقه الاستعمار فتوحد على البندقية ولا تلبث الكراسي والمناصب فتفرق القوم من جديد . كان عمر مشتر في الجلسة
فأراد عمر أن يقحم نفسه في الحديث.. لكن يا عم السنا أبناء الوطن الواحد ؟ صحيح يا عمر نحن شعب واحد في وطن واحد ولكن هي النفس الأمارة بالسوء وأراد أن يغير الحديث فنظر الكهل في العجوز وقال إن الشاب لطموح هو نسخة عبد القادر رحمه الله.
اعتدل في جلوسه واسترجع الذكرى وأسرد الحديث لقد كان أباك قائد محنك وأسد ضاري على العدو التقينا عدت مرات وتبادلنا الحديث وقد كان طموحه كبير ولم يثنيه هذا الطموح في الاندفاع إلى ساحة المعركة لم يكن يخشى الموت بل كان دائما يصنع الانتصار ولو لاه لفتك العدو بخيرة قادة الناحية في صبيحة ذاك اليوم الذي سقط فيه شهيدا لقد اجتمعنا في ليلة وكان العدو قد رصد تحركنا فداهمنا وحاصر المكان ولكن أباك كان بالمرصاد إذ كان مرابط في ثغر من ثغور الجبل المقابل لهذه المدينة ولما علم بالحصار وثب من ساعته وشق طريقه وفتح جبهة من الخلف للعدو فسهل علينا فك الحصار كان يتحدث والدمع متحجر على الجفون وختم كلامه بكلمة تنبع من قلب صادق, تمنيت لو كنت مكانه رحمه الله ورحم الله جميع الشهداء , إنها لأمانة في أعناقنا و للأجيال اللاحقة لقد نزلت هذه الكلمات على عمر كوقع السياط آوى إلى الفراش وهو يعيد المشهد البطولي لأبيه ويرسم منه طريق .










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-05, 20:00   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

1976...دوار سيدي عامر الذي ودعه عمر ذات صيف من سنة 1963 ورغم هذه السنين لم يتغير منه شيء سوى مقام قد أقيم في نهاية الدوار خلف أشجار الزيتون وألبسه بوعلام هيبة ووقار فأضحى للقوم معبدا يقيمون فيه طقوسهم التي علمها لهم كبيرهم جهلا وظلما .
تلك هي أمنية بوعلام قد تحققت وتم له المغنم ذات ظهر جاءه إبراهيم يسعى يتعثر في عبائته سيدي الشيخ ثمة ولي الله مدفون في هذا الدوار لقد وجدته انه احد أحفاد سيدي عامر.. كنت عائدا من المدينة ولما بلغت الدوار شعرت بألم في بطني ووجع شديد خطوة عن يمين المسلك ومسكت حجرة وشددتها على بطني فزال الألم كأن لم يكن شيء تأملت مكان الحجرة فإذا هو قبر قديم ..انتفض بوعلام هي انطلق لنرى ما تقول .. أنظر ها هو.. جثا بوعلام على ركبتيه يتلمس الأرض ويمرر راحت يده عليها يدقق النظر انه هو لطالما حدثتكم عن حفيد سيدي عامر الذي نزل هنا ومات ولم يكن له أولاد إنها روحه الطاهرة ترقد هنا.. فلنبني له مقام يليق بيه ..كان ذالك سنة 1973 أي بعد رحيل عمر بعشر سنوات.
هكذا هو دوار سيدي عامر ليله كنهاره حتى وان أشرقت الشمس عليه لا ثمة شيء يتغير إنها بيئة لا يقهرها الإنسان وإنما تقهره ولا يلجئ إليها إلا مضطرا مكرها أو فقد عقله يزاحم فيها الدواب هي البيئة الظالمة التي تنعدم فيها سبل عيش الإنسان وتتوقف عجلة الزمن عن مواكبة الركب لذا بعد الاستقلال شهدت أدغال الجبال هجرة السكان منها فلم يبقى ثمة مبرر لبقائهم غير أن هذا الدوار وبزعامة بوعلام أراد الاستثناء ومجابهة الجهل بالجهل ومكابدة الشقاء بالشقاء.
مع شروق الشمس ترى قطعان الغنم يسوقها أطفال إلى الشعاب والوديان يحملون عصى يهشون بها الغنم في ما كان باقي الأطفال في القرى والمدن يحملون محفظات كل صباح ويتجهون إلى المدارس حتى لا تتشابه حياتهم بحياة الأنعام
وفي كل وقت شباب الدوار يتسكعون بين الشعاب والوديان لا أرض تحرث فتنبت ولا بنيان يشيد ولا مستقبل سوى الضياع
شيوخ وكهول تلتصق ظهورهم بجدران ضريح لعلى بركة الوالي الصالح تصيبهم وتمدهم في العمر وتحرسهم من السوء
وخلف كل هذا نساء تحمل عبئ حياة تنازلت الرجال عنها فكن لشقاء والمشقة فقط
ليس إلا واقع قد يرضاه الإنسان فيظلم نفسه أو يبتغي له سبيل فيغيرهكذا هي الحياة .
في صبيحة يوم من خريف 1976 وفي هذا المكان كوخ عمر لا زال يغطي حاجيات السكان من المؤن لقد تملكه بوعلام وجعل إبراهيم خادما فيه كما استحوذ على أشجار الزيتون التي كان يمتلكها عمر هو السيد وهو الأولى بها.. لقد جعل من يقوم خادما لأعماله وتفرغ لخدمة الضريح يستقبل يوميا مرضى النفوس والعقول ولأجساد فهو الوسيط بين حاجة الأحياء والميت هكذا جعل من أيام الدوار وفي ضحى هذا اليوم يدخل غريب على الدوار يقف لحظة أمام الضريح يبتسم ويواصل سيره إلى عمق الدوار ويلتف حوله الجمع عمر عمر يقف بينهم بابتسامته المعهودة يتأمل المكان لا شيء تغير حتى الثياب على الأجساد لا زالت هي ولا زالت تقبع تحتها الحياة جامدة اختلط عطره برائحة الدوار لم ينكرها بل أصبح ثمة مزيج بين الماضي والحاضر وكان الفرق شاسع بين الأمس واليوم في صورة عمر
مرحبا عمر أي أرض طوتك .. لقد عدت أين كنت..؟ هكذا عانق بوعلام عمر وهو يمطره بوابل من الأسئلة تأمله إنها ثياب تشبه ثياب المعمر لم يشهدها إلى على أجسادهم أم أصبح عمر من الدولة كما كان ينقل له إبراهيم الأخبار فقطع عنه عمر دهشته فقال بصوت يسمعه من كان حوله لدي لكم خبر مفرح ولا أحدثكم بيه إلا في ذاك المقام










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-07, 07:57   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بعد صلاة العصر أتجه الجمع نحوى المقام وكل في نفسه سؤال وأشدهم حيرة بوعلام ترى أي نبأ هذا يحمله عمر
تزاحمت الأجساد وتطاولت الأعناق يقف عمر والأنظار له مشدودة هذا يومك يا عمر ..مرت سنين كنت تنهل من نور العلم استدركت ما فات ولحقت بالركب وكنت خير من سبق ووضعت قدمك في أول الطريق اخترت طريق المتاعب هكذا اختار عمر الصحافة وأصبح صحفي لا زال في أول طريق وكانت بداية التغير من الأرض التي نشأ فيها
لقد طلب من بالقاسم وطلبات عمر لا ترد - نفس تحمل كل الخير وتسعى له جدير بأن تنحني لها الجبال- ألح عمر أن يرحّل أهل دوار سيدي عامر إلى طرف المدينة المحاذية للجبل ويسكّنوا في قرى اشتراكية لقد حمل في يده أوراق وقلم وعاد الى الدوار ليدون أسمائهم وكان ذالك تكليفا من بالقاسم وأثناء عودته أنتبه للمكان الذي ستر فيه جثة حماره فاذا هو ضريح على شكل مقام فعلم مصيبة القوم ولقد اختار المقام وهو مقام باطل أراد أن يفضح الجهل بصورته الحقيقية ويعريه تماما كما هو
أراد أن يسقط قناع يلبس ظلما
أراد أن يحطم وثننا يعبد ظلما
أردا الحق أن يكون ولا سواه
أراد أن يخلص قومه من المعانات
طلب عمر فأس ليخرج شيء ذات يوم ودعه هنا فكان له الفأس طلب من بوعلام أن يفتح باب الضريح ففتح له دخل ودخل معه بعض الشيوخ وقام بحفر الخندق فأخرج لهم عظام حمار هاهو رأسه وها هي أطرافه جمعها عمر وأخرجها لناس هذا ما كان مدفونا هنا ليس ثمة ولي الله في أرضكم بل هو حمار عمر ودعه هنا ذات يوم
صمتا وذهول دهشة وحيرة اعترت القوم
فأراد أن يوضح الأمور حتى ولو كان حقا ولى صالح مدفون هنا لن ينفع ولن يضر ولن يكون إلى كهذه العظام فالروح عند الله فالذي ينفع ما قد كان هنا من عمل صالح فهل أصلحتم شأنكم..جئتكم اليوم لأدون أسمائكم وسترحلون من هذا الدوار بعد أسبوع .
فقاطعه بعض الشيوخ وأين تريدنا أن نرحل ولمن نترك بيوتنا ؟
ثمة ديار تليق بكم وثمة أعمال تنتظر أبنائكم هناك بيوت حول المدينة خصصت لكم وهناك أراضي فلاحيه خصصت لأبنائكم وهناك مدارس يلتحق بها الأبناء لقد استبشر السكان وعاد الأبناء يحملون الأخبار السارة لنسوة وما إن علمنا الخبر حتى انطلقت الزغاريد مدوية كتلك الأمسية التي شهدت رحيل فاطمة أم عمر لكن اليوم تشهد نهاية المعانات ونهاية الحرمان
هكذا أنهى عمر فصل في الدوار ليبدأ فصل آخر في المدينة أشد قسوة وضراوة ولكن يأبى عمـــــــــــــــــــــــر التحــــــــــــــــــــــدي

تم بحمد الله فصل من حكاية عمر التحدي جعلته في إطار المسابقة
الحكاية نسج من خيال مسافر عبر محطات المضي ثمة حقائق ثابتة, قد تتغير الأيام وتتغير معها الأحوال لكن يبقى الصراع قائم ويبقى الأمل ويبقى التحدي وتبقى الرغبة في التغيير وقد لا نملك الإرادة والعزيمة فيذهب كل سدى كهشيم تذروه الرياح
ولا خير في علم لا يتبعه عمل ..,,وما كان لله داما واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.

سلام .................................................. ................ ...........مصطفى.









رد مع اقتباس
قديم 2010-04-07, 08:10   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
mostefa82
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الله يخليك.هذو هوما الرجالة و النسا تاع بصح.
شكرا لك أخي مصطفى على هذه القصة التي تضاف الى تراثنا المقدس في الجهاد










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-13, 16:51   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mostefa82 مشاهدة المشاركة
الله يخليك.هذو هوما الرجالة و النسا تاع بصح.
شكرا لك أخي مصطفى على هذه القصة التي تضاف الى تراثنا المقدس في الجهاد
شكرا لك أخي الكريم على مرورك الطيب وبارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2010-04-25, 22:52   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي بارك الله فيك
علي هذه القصة الرائعة










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-26, 17:45   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*مصطفى*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريدرامي مشاهدة المشاركة
أخي بارك الله فيك
علي هذه القصة الرائعة
شكرا أخي على مرورك الطيب دمت بالود









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(مسابقة, التحدي, القصة, عــــمر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc