تجــــوم الهـــــــدى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تجــــوم الهـــــــدى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-12-11, 13:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 تجــــوم الهـــــــدى

[align=center]تراجم الصحابة[/align]


[align=center]نفيع بن الحارث[/align]

اسمه وكنيته:

هو نُفَيْع بنُ الحارث. وقيل: نُفَيْعُ بن مَسرُوح، أبو بكرة الثقفي الطائفي، مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - تدلى في حصار الطائف ببكرة، وفرَّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأسلم على يده، وأعلمه أنه عبد، فأعتقه. وقد كُنيَّ بأبي بكرة؛ لأنه تدلى من الحصن ببكرة فمن يومئذ كني بأبي بكرة.



بعض أحباره ومناقبه:

روى جملة أحاديث. حدث عنه بنوه الأربعة، عبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، ومسلم، وأبو عثمان النهدي، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وعقبة بن صهبان ، وربعي بن حراش، والأحنف بن قيس، وغيرهم. سكن البصرة، وكان من فقهاء الصحابة، ووفد على معاوية. وكان أبو بكرة ينكر أنه ولد الحارث، ويقول أنا أبو بكرة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن أبى الناس إلا أن ينسبوني، فأنا نفيع بن مسروح.

وقصة عمر مشهورة في جلده أبا بكرة ونافعاً وشبل بن معبد لشهادتهم على المغيرة بالزنى، ثم استتابهم، فأبى أبو بكرة أن يتوب، وتاب الآخران، فكان إذا جاءه من يشهده يقول: قد فسقوني!. قال البيهقي: إن صح هذا فلأنه امتنع من التوبة من قذفه، وأقام على ذلك.

قال الذهبي: قلت : كأنه يقول: لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد، إذ نصاب الشهادة لو تم بالرابع لتعين الرجم، ولما سموا قاذفين. وعن عبد العزيز بن أبي بكرة أن أباه تزوج امرأة فماتت فحال إخوتها بينه وبين الصلاة عليها فقال: أنا أحق بالصلاة عليها، قالوا: صدق صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثم إنه دخل القبر فدفعوه بعنف، فغشي عليه، فحمل إلى أهله، فصرخ عليه عشرون من ابن وبنت وأنا أصغرهم فأفاق، فقال: لا تصرخوا فو الله ما من نفس تخرج أحب إلي من نفسي، ففزع القوم، وقالوا: لم يا أبانا، قال: إني أخشى أن أدرك زماناً لا أستطيع أن آمر بمعروف ولا أنهى عن منكر، وما خير يومئذ. أخرجه الطبراني في المعجم. وعن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما اشتكى أبو بكرة عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب فأبى، فلما نزل به الموت قال: أين طبيبكم ليردها إن كان صادقاً!!.


وفاته:

قال ابن سعد: مات أبو بكرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة. فقيل: مات سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات سنة اثنتين وخمسين . وصلى عليه أبو برزة الأسلمي الصحابي.

[align=center]كعب بن مالك[/align]

اسمه:

كعب بن مالك ابن أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري الخزرجي العقبي الأحدي.


بعض فضائله:

هو أحد شعراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحد صاحبه الكرام، وأحد الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم، وأحد الذين شهدوا العقبة، وله عدة أحاديث، تبلغ الثلاثين، اتفقا على ثلاثة منها، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين. وقد روى عنه بنوه عبد الله, وعبيد الله, وعبد الرحمن, ومحمد ، ومعبد، بنو كعب وجابر, وابن عباس, وأبو أمامة, وعمر بن الحكم, وعمر بن كثير بن أفلح وآخرون، وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله.

قال ابن أبي حاتم: كان كعب من أهل الصفة، وذهب بصره في خلافة معاوية. وقد ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة. وروى صدقة بن سابق عن ابن إسحاق قال: آخى رسول الله- صلى الله عليه وسلم -بين طلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك. وقيل: بل آخى بين كعب والزبير. وعن كعب: لما انكشفنا يوم أحد كنت أول من عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبشرت به المؤمنين حياً سوياً، وأنا في الشعب، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كعباً بلائمته، وكانت صفراء، فلبسها كعب وقاتل يومئذ قتالاً شديداً، حتى جرح سبعة عشر جرحاً. وقال ابن سيرين : كان شعراء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك. وقال عبد الرحمن بن كعب عن أبيه أنه قال: يا رسول الله قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل، قال : ( إن المجاهد مجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل). وقال ابن سيرين: أما كعب فكان يذكر الحرب، يقول: فعلنا ونفعل ويتهددهم، وأما حسان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم، وأما ابن رواحة فكان يعيرهم بالكفر، وقد أسلمت دوس فَرَقاً من بيت قاله كعب:

نخيرها ولو نطقت لقالت **** قواطعهن دوسا أو ثقيفا

وعن ابن المنكدر عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك: (ما نسي ربك لك، وما كان ربك نسيا بيتاً قلته). قال: ما هو ؟ قال : أنشده يا أبا بكر، فقال:

زعمت سخينة أن ستغلب ربها **** وليغلبن مغالب الغلاب

وفاته:

عن الهيثم والمدائني أن كعباً مات سنة أربعين . وروى الواقدي: أنه مات سنة خمسين. وعن الهيثم بن عدي أيضاً : أنه توفي سنة إحدى وخمسين.

وقصة توبته وصاحبيه في الصحيحين، وهذه أحد مختصرتها.

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه سمعت كعباً يقول: لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة حتى كانت تبوك إلا بدراً ، وما أحب أني شهدتها، وفاتتني بيعتي ليلة العقبة، وقلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة إلا ورى بغيرها، فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة، وكنت أيسر ما كنت، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال، وطيب الثمار، فلم أزل كذلك حتى خرج، فقلت: انطلق غداً، فأشتري جهازي، ثم الحق بهم، فانطلقت إلى السوق، فعسر عليَّ، فرجعت، فقلت: ارجع غداً، فلم أزل حتى التبس بي الذنب، وتخليت، فجعلت أمشي في أسواق المدينة، فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصاً عليه في النفاق، أو ضعيفاً، وكان جميع من تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة وثمانين رجلاً، ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - تبوك ذكرني، وقال : ( ما فعل كعب ؟) . فقال رجل من قومي: خلفه يا نبي الله برداه، والنظر في عطفيه، فقال معاذ: بئس ما قلت، والله ما نعلم إلا خيراً، إلى أن قال: فلما رآني- صلى الله عليه وسلم - تبسم تبسم المغضب، وقال: ( ألم تكن ابتعت ظهرك؟!) قلت: بلى، قال: ( فما خلفك ؟). قلت: والله لو بين يدي أحد غيرك جلست لخرجت من سخطه علي بعذر لقد أوتيت جدلاً، ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق فإني أرجو فيه عقبى الله، إلى أن قال: والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك، فقال: (أما هذا فقد صدقكم ، قم حتى يقضي الله فيك). فقمت، إلى أن قال: ونهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - الناس عن كلامنا أيها الثلاثة، فجعلت أخرج إلى السوق فلا يكلمني أحد، وتنكر لنا الناس حتى ما هم بالذين نعرف، وتنكرت لنا الحيطان والأرض، وكنت أطوف وآتي المسجد فأدخل وآتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم عليه، فأقول: هل حرك شفتيه بالسلام؟ واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رؤوسهما، فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام، يقول: من يدل على كعب، فدلوه علي فأتاني بصحيفة من ملك غسان، فإذا فيها، أما بعد: فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك، ولست بدار مضيعة ولا هوان، فالحق بنا نواسك، قال كعب: فسجرت لها التنور وأحرقتها، إلى أن قال: إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك، فخررت ساجداً، ثم جاء رجل على فرس يبشرني، فكان الصوت أسرع من فرسه، فأعطيته ثوبي بشارة، ولبست غيرهما، ونزلت توبتنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلث الليل، فقالت أم سلمة: يا نبي الله ألا نبشر كعباً ؟، قال : ( إذا يحطمكم الناس ويمنعونكم النوم) قال: فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو جالس في المسجد، وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنارة القمر، فقال: ( أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك ). ثم تلا عليهم:{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(117) سورة التوبة. وفينا نزلت أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (119) سورة التوبة. فقلت: يا نبي الله إن من توبتي ألا أحدث إلا صادقاً، وأن انخلع من مالي كله صدقة، فقال: (أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك). الحديث . وفي لفظ : فقام إلي طلحة يهرول حتى صافحني وهنأني، فكان لا ينساها لطلحة. وفضائل كعب بن مالك كثيرة جداً.


وفاته:

قال بن حبان مات أيام قتل علي بن أبي طالب. واقتصر البخاري في ذكر وفاته على أنه رثى عثمان، ولم نجد له في حرب علي ومعاوية خبراً. وقال البغوي: بلغني أنه مات بالشام في خلافة معاوية.


يتبـــــــــــــــع............









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 13:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]عمار بن ياسر[/align]

اسمه ونسبه وكنيته:

هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس بنون ساكنة بن مالك العنسي. أبو اليقظان. حليف بني مخزوم. وأمه: سمية مولاة لهم.

بعض فضائله:

كان من السابقين الأولين هو وأبوه، وكانوا ممن يعذب في الله، فكان النبي- صلى الله عليه وسلم -يمر عليهم فيقولصبرا آل ياسر موعدكم الجنة) . وعن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر وعمار، وأمه سمية، وصهيب وبلال، والمقداد.

فأما: رسول الله- صلى الله عليه وسلم -فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فألبسهم المشركون أدراع الحديد، وصفدوهم في الشمس، وما فيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد.

وقد اختلف في هجرته إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها، ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه بها، ثم استعمله عمر على الكوفة، وكتب إليهم إنه من النجباء من أصحاب محمد.

قال عاصم عن زر عن عبد الله: إن أول من أظهر إسلامه سبعة فذكر منهم عمارا.ً وعن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له فشكاني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء خالد فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه فقال: (من عادى عماراً عاداه الله، ومن أبغض عماراً أبغضه الله).

وقد اتفقوا على أنه نزل فيه: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.

وعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عماراً فلم يتركوه حتى نال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما وراءك؟). قال: شر يا رسول الله، والله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، قال: (فكيف تجد قلبك) قال: مطمئن بالإيمان، قال: (فإن عادوا فعد) . وقد قيل إن جريراً سأله عمر عن عمار فقال: هو غير كاف، ولا عالم بالسياسة.

له عدة أحاديث ففي مسند بقي له اثنان وستون حديثاً، ومنها في الصحيحين خمسة. وقد روى عنه من الصحابة أبو موسى, وابن عباس, وعبد الله بن جعفر, وأبو لاس الخزاعي, وأبو الطفيل, وجماعة من التابعين. وقد تواترت الأحاديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم -: (أن عماراً تقتله الفئة الباغية) .

وفاته:

أجمعوا على أنه قتل مع علي بصفين سنة سبع وثمانين في ربيع، وله ثلاث وتسعون سنة. وقال أبو عاصم: عاش عمار ثلاثا وتسعين سنة.

[align=center]عبد الله بن رواحة[/align]


اسمه ولقبه وكنيته:

هو الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرىء القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجى الشاعر المشهور. يكنى أبا محمد، ويقال كنيته أبو رواحة، ويقال أبو عمرو. وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة خزرجية أيضاً.


بعض فضائله:

كان أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدراً وما بعدها إلى أن استشهد بمؤتة. وكان من كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بن سعد: كان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو الذي جاء ببشارة وقعت بدر إلى المدينة، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثين راكباً إلى أسير بن رفرام اليهودي بخيبر فقتله، وبعث بعد فتح خيبر فخرص عليهم. ومن فضائله ما جاء في حديث أبي هريرة أن النبي- صلى الله عليه وسلم -قال نعم الرجل عبد الله بن رواحة ). وفي الزهد لعبد الله بن المبارك بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: تزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحة فسألها عن صنيعه فقالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين وإذا دخل بيته صلى ركعتين لا يدع ذلك، قالوا: وكان عبد الله أول خارج إلى الغزو، وآخر قافل. وذكر ابن سعد بسنده عن هشام عن أبيه قال: لما نزلت :{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}(224) سورة الشعراء. قال عبد الله بن رواحة: قد علم الله أني منهم، فأنزل الله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (227) سورة الشعراء. الآية. وعن مدرك بن عمارة قال: قال عبد الله بن رواحة: مررت في مسجد الرسول، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، وعنده أناس من الصحابة في ناحية منه فلما رأوني قالوا: يا عبد الله بن رواحة، فجئت، فقال: اجلس هاهنا، فجلست بين يديه، فقال: كيف تقول الشعر؟ قلت: أنظر في ذلك ثم أقول، قال: (فعليك بالمشركين ). ولم أكن هيأت شيئاً، فنظرت ثم أنشدته، فذكر الأبيات فيها:


فثبت الله ما آتاك من حســن ********* تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا


قال: فأقبل بوجهه متبسماً، وقال: ( وإياك فثبتك الله ) . وأخرج أبو يعلى بسند حسن عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة في عمرة القضاء، وابن رواحة بين يديه، وهو يقول:

خلوا بني الكفار عن سبيـله ***** اليوم نضربكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله ***** ويذهل الخليل عـن خليـله

فقال عمر : يا بن رواحة أفي حرم الله وبين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -تقول هذا الشعر؟ فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ( خل عنه يا عمر، فو الذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل) . وهو أحد شعراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال ابن سيرين كان شعراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رواحة، وحسان ابن ثابت، وكعب بن مالك. وقال ابن سيرين: كان حسان وكعب يعارضان المشركين بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر، وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر، وينسبهم إليه، فلما أسلموا وفقهوا كان أشد عليهم. بل لقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم -يتمثل بشعره؛ فعن عائشة كان يتمثل النبي- صلى الله عليه وسلم -بشعر عبد الله بن رواحة، وربما قال: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. وهو أحد أمراء الجهاد في مؤتة، فقد قيل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جهز إلى مؤته الأمراء الثلاثة، فقالالأمير زيد فإن أصيب فجعفر فإن أصيب فابن رواحة). فلما قتلا كره ابن رواحة الإقدام فقال:


أقسمت يا نفس لتنزلنه ******* طائعة أو لا لتكـرهــه

فطالمأ قد كنت مطمئنة ******* ما لي أراك تكرهين الجنة



فقاتل حتى قتل.

وقال أيضا :

يا نفس إن لا تقتلي تمــوتي ********* هذا حمــام الموت قد لقيت
وما تمنـيت فقــد أعطـيت ******** إن تفعلي فعلـهما هــديت

وفضائله ومناقبه كثيرة جداً.


وفاته :

استشهد ابن رواحة يوم مؤتة.


يتبــــــــــــــع..........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 14:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]عبد الله بن جحش[/align]

اسمه:

عبد الله بن جحش بن رياب، براء وتحتانية وآخره موحدة، بن يعمر الأسدي، حليف بني عبد شمس.



بعض أخباره وفضائله:

هو أحد السابقين، وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ كما قال ابن حبان: " له صحبة ". وهو ممن هاجر إلى الحبشة، وشهد بدراً، كما قال بن إسحاق: هاجر إلى الحبشة، وشهد بدراً ". وقد آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عاصم بن ثابت، فعن مسلم بن محمد الأنصاري عن رجل من قومه قال: " آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت ". وبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في سرية عرفت بسرية عبد الله بن جحش، وبالتالي فهو أول أمير في الإسلام، وقد كان يتمتع بخلق الصبر، فعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: " بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، وقال: ( لأبعثنَّ عليكم رجلاً أصبركم على الجوع والعطش ) . فبعث علينا عبد الله بن جحش، فكان أول أمير في الإسلام.

وروى السراج من طريق زر بن حبيش قال: " أول راية عقدت في الإسلام لعبد الله بن جحش ". واستشهد يوم أحد، قال بن أبي حاتم: " له صحبة، دعا الله يوم أحد أن يرزقه الشهادة، فقتل بها ".

وقال الزبير: كان يقال له: المجدع في الله، وكان سيفه انقطع يوم أحد فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عرجوناً فصار في يده سيفاً، فكان يسمى: العرجون، قال: " وقد بقي هذا السيف حتى بيع من بغاء التركي بمائتي دينار ". وكان قاتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، ودفن هو وحمزة في قبر واحد، وكان له يوم قتل نيف وأربعون سنة.

[align=center]صهيب بن سنان[/align]

اسمه وكنيته وأسرته:

صهيب بن سنان بن مالك، ويقال: خالد بن عبد عمرو بن عقيل، ويقال: طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمري. أبو يحيى.

وأمه: من بني مالك بن عمرو بن تميم. وهو الرومي. قيل له ذلك لأن الروم سبوه صغيراً. قال بن سعد: وكان أبوه وعمه على الأبلة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل، فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن، ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان التميمي فأعتقه.


صفته وبعض فضائله:

روى ابن سعد أنه أسلم هو وعمار، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دار الأرقم. وكان من كبار السابقين البدريين.. وكان فاضلاً، وافر الحرمة، وكان موصوفاً بالكرم والسماحة - رضي الله عنه -.

ونقل البغوي أنه كان أحمر شديد الصهوبة تشوبها حمرة، وكان كثير شعر الرأس، يخضب بالحناء، وكان من المستضعفين ممن يعذب في الله، وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة، فقدما في نصف ربيع الأول، وشهد بدراً، والمشاهد بعدها. وعنه قال صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعث.

ويقال: إنه لما هاجر، تبعه نفر من المشركين، فسئل فقال: يا معشر قريش إني من أرماكم، ولا تصلون إليَّ حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، فرضوا، فعاهدهم ودلهم، فرجعوا فأخذوا ماله، فلما جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ( ربح البيع) . وأنزل الله -عز وجل - : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (207) سورة البقرة . وعن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (السباق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسليمان سابق الفرس).

وروى بن سعد من طريق عمر بن الحكم قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكذا صهيب، وأبو فائد، وعامر بن فهيرة، وقوم، وفيهم نزلت هذه الآية:{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (110) سورة النحل. ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام. وقال صهيب: لم يشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشهداً قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة إلا كنت حاضرها، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيني وبين العدو قط حتى توفي. وعن حمزة بن صهيب عن أبيه قال: قال عمر لصهيب أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك؟ قال: وما هن؟ قال: اكتنيت وليس لك ولد، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم، وفيك سرف في الطعام، قال: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا يحيى، وأنا من النمر بن قاسط سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي، وأما قولك في سرف الطعام فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: (خيركم من أطعم الطعام). له نحو من ثلاثين حديثاً، روى له مسلم منها ثلاثة أحاديث.

وفاته:

قال الواقدي: مات صهيب بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين عن سبعين سنة. وقال المدائني: عاش ثلاثاً وسبعين سنة. وقال الفسوي: عاش أربعاً وثمانين سنة- رضي الله عنه -.

[align=center]سهيل بن عمرو[/align]

اسمه وكنيته:

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري خطيب قريش. أبو يزيد.


بعض أخباره ومناقبه:

قال البخاري: سكن مكة ثم المدينة. وذكره ابن سميع في الأولى ممن نزل الشام. وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية، وكلامه ومراجعته للنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك في الصحيحين وغيرهما. وله ذكر في حديث ابن عمر في الذين دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم في القنوت، فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ } (128) سورة آل عمران. زاد أحمد في روايته: " فتابوا كلهم ". وقال الذهبي : كان خطيب قريش وفصيحهم، ومن أشرافهم لما أقبل في شأن الصلح، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (سهل أمركم).

تأخر إسلامه إلى يوم الفتح، ثم حسن إسلامه. وقال الزبير بن بكار: كان سهيل بعد كثير الصلاة, والصوم, والصدقة, خرج بجماعته إلى الشام مجاهداً. ويقال: أنه صام وتهجد حتى شحب لونه وتغير وكان كثير البكاء إذا سمع القرآن، وكان أميراً على كردوس يوم اليرموك ".

وروى البيهقي في الدلائل من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية قال: قال عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - دعني أنزع ثنيتي سهيل فلا يقوم علينا خطيباً؟ فقال: ( دعها فلعلها أن تسرك يوما ) . فلما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - قام سهيل بن عمرو فقال لهم: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وذكر الواقدي من طريق مصعب بن عبد الله عن مولى لسهيل عن سهيل أنه سمعه يقول: "لقد رأيت يوم بدر رجالاً بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض، معلمين يقاتلون ويأسرون".

وروى ابن شاهين من طريق ثابت البُناني قال: قال سهيل بن عمرو: والله لا أدع موقفاً وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها، لعل أمري أن يتلو بعضه بعضها.


وفاته:

قال ابن أبي خيثمة: مات سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة. ويقال: قتل باليرموك. وقال خليفة: بمرج الصفر. والأول أكثر، وأنه مات بالطاعون.

[align=center]سعيد بن زيد[/align]

اسمه ونسبه:

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى العَدويّ.

وأمه: فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية، كانت من السابقين إلى الإسلام.

وأبوه: زيد بن عمرو كان ممن فر إلى الله من عبادة الأصنام، وساح في أرض الشام يتطلب الدين القيم، فرأى النصارى واليهود فكره دينهم، وقال: اللهم إني على دين إبراهيم، ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم - عليه السلام - كما ينبغي ولا رأى من يوقفه عليها، وهو من أهل النجاة، فقد شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه : (يبعث أمة وحده).


بعض فضائله:

لسعيد بن زيد فضائل كثيرة جداً، ولكننا نشير إلى بعضها، فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين إلى الإسلام، فهو أسلم قبل دخول رسول الله- صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وهاجر، وشهد أحداً، والمشاهد بعدها، ولم يكن بالمدينة زمان بدر، فلذلك لم يشهدها.

في المغازي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب له بسهمه يوم بدر؛ لأنه كان غائباً بالشام، وكان إسلامه قديماً قبل عمر، وكان إسلام عمر عنده في بيته؛ لأنه كان زوج أخته فاطمة. وكان سعيد من فضلاء الصحابة، وقد شهد سعيد بن زيد اليرموك، وفتح دمشق.

ولم يكن سعيدا متأخراً عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة، وإنما تركه عمر- رضي الله عنه - لئلا يبقى له فيه شائبة حظ لأنه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضي حابى ابن عمه فأخرج منها ولده وعصبته فكذلك فليكن العمل لله. وقال سعيد بن حبيب: كان مقام أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد، وسعيد، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف مع النبي -صلى الله عليه وسلم- واحداً كانوا أمامه في القتال، وخلفه في الصلاة.

و روى أبو نعيم في الحلية في ترجمته من طريق أبي بكر بن حزم أن سعيداً قال: اللهم إنها قد زعمت أنها ظلمت فإن كانت كاذبة فاعم بصرها، وألقها في بئرها، وأظهر من حقي نوراً بين المسلمين أني لم أظلمها. قال: فبينما هم على ذلك إذ سال العقيق سيلاً لم يسل مثله قط، فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه، فإذا سعيد بن زيد في ذلك قد كان صادقاً ثم لم تلبث إلا يسيراً حتى عميت، فبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها، قال: فكنا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للآخر: إذا تخاصما أعماك الله عمى أروى، فكنا نظن أنه يريد الوحشية، وهو كان يريد ما أصاب أروى بدعوة سعيد بن زيد.

وفاته:

اختلف في تاريخ وفاته، فقال الواقدي: توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة وقبر بالمدينة نزل في قبره سعد وابن عمر. وقال عبيد الله بن سعد الزهري: مات سنة اثنتين وخمسين – رضي الله عنه -. وعاش بضعاً وسبعين سنة.


فائدة لطيفة:

قال الذهبي في نهاية ترجمته لسعيد بن زيد " فهذا ما تيسر من سيرة العشرة، وهم أفضل قريش، وأفضل السابقين المهاجرين، وأفضل البدريين، وأفضل أصحاب الشجرة، وسادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة، فأبعد الله الرافضة ما أغواهم، وأشد هواهم، كيف اعترفوا بفضل واحد منهم، وبخسوا التسعة حقهم، وافتروا عليهم بأنهم كتموا النص في علي أنه الخليفة، فو الله ما جرى من ذلك شيء، وأنهم زوروا الأمر عنه بزعمهم، وخالفوا نبيهم، وبادروا إلى بيعة رجل من بني تيم يتجر ويتكسب، لا لرغبة في أمواله، ولا لرهبة من عشيرته ورجاله، ويحك أيفعل هذا من له مسكة عقل، ولو جاز هذا على واحد لما جاز على جماعة، ولو جاز وقوعه من جماعة لاستحال وقوعه والحالة هذه من ألوف من سادة المهاجرين والأنصار وفرسان الأمة، وأبطال الإسلام، لكن لا حيلة في برء الرفض، فإنه داء مزمن، والهدى نور يقذفه الله في قلب من يشاء، فلا قوة إلا بالله.


يتبـــــــــــــع..........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 14:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]سراقة بن مالك[/align]

سمه وكنيته:

سراقة بن مالك بن جُعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجي. وقد ينسب إلى جده، يكنى أبا سفيان.

قصة بحثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حداثة الهجرة:

روى البخاري قصته في إدراكه النبي -صلى الله عليه وسلم- لما هاجر إلى المدينة، ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه حتى ساخت رجلا فرسه، ثم إنه طلب منه الخلاص، وألا يدل عليه، ففعل، وكتب له أماناً، وأسلم يوم الفتح. وفي قصته تلك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول سراقة مخاطبا لأبي جهل:

أبا حكم والله لو كنت شاهـداً ***** لأمر جـوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمـداً ***** رسول ببرهان فمن ذا يقاومـه

وقال ابن عيينة عن إسرائيل أبي موسى عن الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لسراقة بن مالك : (كيف بك إذا لبست سواري كسرى ). قال: فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة فألبسه، وكان رجلاً أزب، كثير شعر الساعدين، فقال له: ارفع يديك، وقل: الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز، وألبسهما سراقة الأعرابي.


وفاته:

قال أبو عمر: " مات في خلافة عثمان، سنة أربع وعشرين ". وقيل بعد عثمان.

[align=center]خزيمة بن ثابت[/align]


اسمه وكنيته:

هو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف البجليُّ الصَّحابيُّ الشَّهيرُ.

يُكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عبد الله.


زمن إسلامه:

اختُلف في وقتِ إسلامِهِ، ولكن الذي رجَّحه الذهبيُّ أنه أسلم قبل سنة عشر ، حيث قال -بعد أن ساق رواية موت النجاشي-: فهذا يدلُّ على أنَّ إسلامَ جرير كان قبل سنة عشر؛ لأنَّ النجاشيَّ مات قبل ذلك.

بعض فضائله:

هو من أعيان الصحابة، قال جرير -رضي الله عنه -: لمَّا دنوتُ من المدينة أنخت راحلتي، وحللت عيبتي، ولبستُ حُلَّتي، ثم دخلتُ المسجد فإذا برسول الله يخطب، فرماني الناسُ بالحِدَق-أي نظروا إليه-، فقلتُ لجليسي: يا عبدَ الله، هل ذكرَ رسولُ الله مِن أمري شيئاً؟ قال: نعم، ذكرك بأحسنِ الذِّكرِ، بينما هو يخطب إذْ عرض له في خطبتِهِ، فقال: ( إنه سيدخل عليكم من هذا الفجِّ من خيرِ ذي يَمَنٍ، ألا وإنَّ على وجهه مِسحةَ ملكٍ). قال: فحمدت الله. وقد كان جميلاً، بل كان يشبه بجمال يوسف – عليه السلام-، قال عمر : هو يوسفُ هذه الأمةِ. قال الذهبيُّ: " قلتُ: كان بديعَ الحسن، كامل الجمال. وقد قدَّمه عمرُ في حروب العراق على جميعِ بَجِيلة، وكان لهم أثرٌ عظيمٌ في فتح القادسية، ثم سكن جريرٌ الكوفةَ، وأرسله عليٌّ رَسُولاً إلى معاويةَ ثم اعتزل الفريقين، وسكن قرقيسيا. وفي الصَّحيح عن جرير قال: ما حَجَبَني رسولُ اللهِ منذ أسلمتُ ولا رآني إلا تبسَّم. ومسند جرير نحو من مئة حديث بالمكرر، اتفق له الشيخان على ثمانية أحاديث، وانفرد البخاريُّ بحديثين، ومسلم بستةٍ.

وفاتُهُ:

اختُلف في تاريخِ وفاتِهِ، فقال الهيثمُ وخليفةُ ومحمد بن مُثنَّى: تُوفِّي جرير سنة إحدى وخمسين. قال ابنُ الكلبيِّ: مات سنة أربع وخمسين.

[align=center]حسان بن ثابت[/align]

اسمه ونسبه وكنيته:

هو سيد الشعراء المؤمنين، والمؤيد بروح القدس، حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك ابن النجار، الأنصاري الخزرجي النجاري المدني، ابن الفريعة، شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وصاحبه.

وأمه الفريعة بنت خنيس.

وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل أبو الوليد.


بعض فضائله:

حدث عنه ابنه عبد الرحمن، والبراء بن عازب، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وآخرون، وحديثه قليل.

قال ابن سعد: عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين في الإسلام.

وقال ابن سعد عن الواقدي: لم يشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مشهداً كان يجبن.

وقال ابن مندة: حدث عنه عمر وعائشة وأبو هريرة.

وقال ابن إسحاق: سألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان ابن كم كان حسان وقت الهجرة؟ قال: ابن ستين سنة، وهاجر رسول الله ابن ثلاث وخمسين.

وقال ابن المسيب : كان حسان في حلقة فيهم أبو هريرة، فقال: أنشدك الله يا أبا هريرة هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أجب عني أيدك الله بروح القدس؟) فقال: "اللهم نعم".

وروى عدي بن ثابت عن البراء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لحسان: ( اهجهم وهاجهم وجبريل معك).

وقال سعيد بن المسيب: مر عمر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظه، فقال حسان: قد كنت أنشد فيه وفيه خير منك، قال: صدقت.

وعن عروة عن عائشة قالت: كان حسان يضع له النبي - صلى الله عليه وسلم - منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً، ينافح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ). أخرجه أبو داود والترمذي.

وعن جابر قال: لما كان يوم الأحزاب، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من يحمي أعراض المسلمين؟) . قال كعب بن مالك: أنا، وقال ابن رواحة : أنا، وقال حسان: أنا، قال: (نعم اهجهم أنت، وسيعينك عليهم روح القدس ).

وعن عروة قال: سببت ابن فريعة عند عائشة، فقالت: يا ابن أخي، أقسمت عليك لما كففت عنه، فإنه كان ينافح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

وعن عطاء بن أبي رباح قال: دخل حسان على عائشة بعدما عمي فوضعت له وسادة، فدخل أخوها عبد الرحمن، فقال: أجلستيه على وسادة، وقد قال ما قال، يريد مقالته نوبة الإفك، فقالت: إنه تعني أنه كان يجيب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويشفي صدره من أعدائه، وقد عمي، وإني لأرجو ألا يعذب في الآخرة .

وروي عن عائشة قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فهجته قريش، وهجوا معه الأنصار، فقال لحسان : (اهجهم وإني أخاف أن تصيبني معهم بهجو بني عمي) . قال: لأسلنَّك منهم سل الشعرة من العجين، ولي مقول يفري مالا تفريه الحربة، ثم أخرج لسانه فضرب به أنفه كأنه لسان شجاع بطرفه شامة سوداء، ثم ضرب به ذقنه.

وعن أبي سلمة أن حسان قال: والذي بعثك بالحق لأفرينَّهم بلساني هذا، ثم اطلع لسانه كأنه لسان حية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لي فيهم نسباً، فائت أبا بكر فإنه أعلم قريش بأنسابها، فيخلص لك نسبي). قال: والذي بعثك بالحق لأسلنَّك منهم، ونسبك سل الشعرة من العجين، فهجاهم فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لقد شفيت واشتفيت). وعن محمد بن السائب بن بركة عن أمه أنها طافت مع عائشة ومعها نسوة، فوقعن في حسان، فقالت: لا تسبوه قد أصابه ما قال الله: { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }. وقد عمي، والله إني لأرجو أن يدخله الله الجنة، بكلمات قالهنَّ لأبي سفيان بن الحارث:

هجوت محمداً فأجبت عنه **** وعنـد الله في ذاك الجـزاء

فإن أبي ووالـده وعرضــي **** لعرض محمد منكـم وقــاء
أتهجـوه ولست له بكـفء **** فشـركما لخيـركـما الفــداء

وعن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اهج قريشاً فإنه أشد عليهم من رشق النبل). وسمعته يقول: (هجاهم حسان فشفى ).

وعن مسروق قال: كنت عند عائشة، فدخل حسان بعد ما عمي، فقال:

حصان رزان ما تزن بريبة **** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل


فقالت: لكن أنت لست كذلك؟ فقلت لها: تأذنين له وقد قال الله: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (11) سورة النــور. فقالت: وأي عذاب أشد من العمى؟!. وقالت: إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وعن سعيد بن جبير قال: قيل لابن عباس قدم حسان اللعين، فقال ابن عباس: ما هو بلعين، قد جاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه ولسانه. وقال ابن الكلبي: كان حسان لسناً، شجاعاً، فأصابته علة أحدثت فيه الجبن.

وقال أبو عبيدة: فضل حسان بن ثابت على الشعراء بثلاث كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي - صلى الله عليه وسلم - في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام، وكان مع ذلك جباناً.. مات حسان قبل الأربعين في قول خليفة، وقيل سنة أربعين، وقيل خمسين، وقيل أربع وخمسين، وهو قول بن هشام حكاه عنه بن البرقي، وزاد وهو بن عشرين ومائة سنة، أو نحوها.


وفاته:

قال ابن إسحاق: " توفي حسان سنة أربع وخمسين ". وأما الهيثم بن عدي والمدائني فقالا : " توفي سنة أربعين ". وقال ابن سعد: " توفي زمن معاوية ". والجمهور على أنه عاش مائة وعشرين سنة. وقال بن سعد: عاش في الجاهلية ستين، وفي الإسلام ستين، ومات وهو بن عشرين ومائة.


يتبــــــــــــــــع...............










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 14:23   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]جعفر بن أبي طالب[/align]


اسمه :

جعفر بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، أبو عبد الله، بن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأحد السابقين إلى الإسلام، وأخو علي شقيقه.

قصته مع النجاشي وبعض فضائله:

كان يلقب بجعفر الطيار، وقد هاجر الهجرتين، وهاجر من الحبشة إلى المدينة، فوافى المسلمين وهم على خيبر، إثر أخذها، فأقام بالمدينة أشهراً، ثم أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جيش غزوة مؤتة بناحية الكرك فاستشهد، وقد سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيراً بقدومه، وحزن والله لوفاته. وقد وروى عنه ابن مسعود وعمرو بن العاص وأم سلمة وابنه عبد الله حديج بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود، قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ثمانين رجلاً أنا وجعفر، وأبو موسى وعبد الله بن عرفطة، وعثمان بن مظعون، وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية، فقدما على النجاشي فلما دخلا سجدا له وابتدراه فقعد واحداً عن يمينه، والآخر عن شماله، فقالا : إنَّ نفراً من قومنا نزلوا بأرضك، فرغبوا عن ملتنا، قال: وأين هم؟ قالوا: بأرضك، فأرسل في طلبهم، فقال جعفر: أنا خطيبكم فاتبعوه، فدخل فسلم، فقالوا: مالك لا تسجد للملك؟ قال: إنا لا نسجد إلا لله، قالوا: ولم ذاك؟ قال: إنَّ الله أرسل فينا رسولاً، وأمرنا أن لا نسجد إلا لله، وأمرنا بالصلاة والزكاة، فقال عمرو : إنهم يخالفونك في ابن مريم وأمه، قال: ما تقولون في ابن مريم وأمه؟ قال جعفر: نقول كما قال الله: روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر، قال: فرفع النجاشي عوداً من الأرض، وقال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان ما تريدون ما يسوؤني هذا، أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى في الإنجيل، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته، فأكون أنا الذي أحمل نعليه وأوضئه، وقال: انزلوا حيث شئتم، وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما، قال: وتعجل ابن مسعود فشهد بدراً. وقد روى نحوه ابن عون عن عمير بن إسحاق عن عمرو بن العاص محمد بن إسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء ، وأن رسول الله لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان هو في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم -إن بأرض الحبشة مَلِكاً لا يظلم أحداً عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً ) . فخرجنا إليه أرسالا حتى اجتمعنا، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا. وقال الشعبي: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر أبناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما: أبي خير من أبيك، فقال علي: يا أسماء اقضي بينهما؟ فقالت: ما رأيت شاباً كان خيراً من جعفر، ولا كهلاً خيراً من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئاً، ولو قلت غير هذا لمقتك، فقالت: والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار. وعن أبي قتادة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيش الأمراء وقال:" عليكم زيد، فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب جعفر فابن رواحة " . فوثب جعفر، وقال: بأبي أنت وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل زيداً عليَّ، قال: " امضوا فإنك لا تدري أي ذلك خير ". فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله، ثم إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر وأمر أن ينادي: الصلاة جامعة، قال - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أخبركم عن جيشكم؟ إنهم لقوا العدو، فأصيب زيد شهيداً، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء جعفر فشد على الناس حتى قتل، ثم أخذه ابن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيداً، ثم أخذ اللواء خالد، ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه)، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أصبعيه وقال : ( اللهم هو سيف من سيوفك فانصره) . فيومئذ سمي سيف الله، ثم قال انفروا فامددوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد ). فنفر الناس في حر شديد. وقال ابن إسحاق: وهو أول من عقر في الإسلام، وقال:

يا حبـذا الجنـة واقترابهـا ******** طيبـة وبارد شرابـــهـا

والروم روم قـد دنا عذابها ******* علي إن لا قيتها ضرابها

وعن نافع عن ابن عمر قال: فقدنا جعفر يوم مؤتة، فوجدنا بين طعنة ورمية بضعاً وتسعين، وجدنا ذلك فيما أقبل من جسده. وعن نافع أن ابن عمر قال: جمعت جعفر على صدري يوم مؤتة فوجدت في مقدم جسده بضعاً وأربعين من بين ضربة وطعنة. وعن أسماء قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بني جعفر فرأيته شمهم، وذرفت عيناه، فقلت يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء؟ قالنعم قتل اليوم). فقمنا نبكي ورجع فقال: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد شغلوا عن أنفسهم ). وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: لما جاءت وفاة جعفر عرفنا في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - الحزن. وعن ابن عباس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا في الجنة، مضرجة قوادمه بالدماء يطير في الجنة). وعن أبي هريرة مرفوعارأيت جعفرا له جناحان في الجنة). ويُقال عاش بضعاً وثلاثين سنة – رضي الله عنه -. وعن الشعبي قال: لما رجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم -من خيبر تلقاه جعفر، فالتزمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبَّل بين عينيه وقال : ( ما أدري بأيهما أنا أفرح بقدوم جعفر أم بفتح خيبر). وفي رواية: فقبل ما بين عينيه وضمه واعتنقه. وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن ابنة حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ علي بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها فاختصم فيها هو وجعفر وزيد فقال علي : ابنة عمي وأنا أخرجتها، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، فقضى بها لجعفر ، وقال : ( الخالة والدة ). فقام جعفر فحجل حول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار عليه، فقال: ما هذا؟ قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم. وقال الشعبي: كان ابن عمر إذا سلَّم على عبد الله بن جعفر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. وعن أم سلمة في شأن هجرتهم إلى بلاد النجاشي، وقد مر بعض ذلك، قالت: فلما رأت قريش ذلك اجتمعوا على أن يرسلوا إليه، فبعثوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، فجمعوا هدايا له ولبطارقته، فقدموا على الملك، وقالوا: إن فتية منا سفهاء فارقوا ديننا ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه، ولجؤوا إلى بلادك فبعثنا إليك لتردهم، فقالت بطارقته: صدقوا أيها الملك، فغضب، ثم قال: لا لعمر الله لا أردهم إليهم حتى أكلمهم، وقوم لجؤوا إلى بلادي، واختاروا جواري، فلم يكن شيء أبغض إلى عمرو وابن أبي ربيعة من أن يسمع الملك كلامهم، فلما جاءهم رسول النجاشي اجتمع القوم، وكان الذي يكلمه جعفر بن أبي طالب، فقال النجاشي: ما هذا الدين؟ قالوا: أيها الملك كنا قوما على الشرك، نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم والدماء، فبعث الله إلينا نبياً من أنفسنا، نعرف وفاءه وصدقه، وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي ونصوم، قال: فهل معكم شيء مما جاء به؟ وقد دعا أساقفته فأمرهم فنشروا المصاحف حوله، فقال لهم جعفر : نعم، فقرأ عليهم صدراً من سورة كهيعص، فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، ثم قال: إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء بها موسى، انطلقوا راشدين، لا والله لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عيناً، فخرجا من عنده، فقال عمرو: لآتينه غداً بما أستأصل به خضراءهم، فذكر له ما يقولون في عيسى، قال شباب علي وجعفر وعقيل أمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. وقال الواقدي: هاجر جعفر إلى الحبشة بزوجته أسماء بنت عميس، فولدت هناك عبد الله وعوناً ومحمداً. وقال ابن إسحاق: أسلم جعفر بعد أحد وثلاثين نفساً. وقال أبو جعفر الباقر: ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر لجعفر بن أبي طالب بسهمه وأجره. وروي من وجوه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم جعفر قاللأنا بقدوم جعفر أسر مني بفتح خيبر). وفي رواية تلقاه واعتنقه وقبله. وفي الصحيح من حديث البراء وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجعفرأشبهت خَلْقي وخُلُقي). وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: كنا نسمي جعفر أبا المساكين، كان يذهب بنا إلى بيته، فإذا لم يجد لنا شيئاً أخرج إلينا عكة أثرها عسل فنشقها ونلعقها. وعن عكرمة سمعت أبا هريرة يقول: ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم -أفضل من جعفر بن أبي طالب. رواه الترمذي والنسائي وإسناده صحيح.

وفاته:

استشهد بمؤتة من أرض الشام، مقبلاً غير مدبر، مجاهداً للروم في حياة النبي- صلى الله عليه وسلم -، سنة ثمان. وقد حز النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه حزناً بليغاً، فعن عائشة قالت: لما أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحزن.

[align=center]جبير بن مطعم[/align]

اسمه وكنيته:

هو جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي شيخ قريش في زمانه، أبو محمد، ويقال: أبو عدي القرشي النوفلي ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -.

بعض أخباره وفضائله :

هو ابن المطعم بن عدي الذي هو من الطلقاء الذين حسن إسلامهم، وقد قدم المدينة في فداء الأسارى من قومه، وكان موصوفاً بالحلم، ونبل الرأي كأبيه، وكان أبوه هو الذي قام في نقض صحيفة القطيعة، وكان يحنو على أهل الشعب، ويصلهم في السر، ولذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: (لو كان المطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له). وهو الذي أجار النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من الطائف حتى طاف بعمرة، ثم كان ابنه جبير شريفاً مطاعاً، وله رواية أحاديث، روى عنه ولداه الفقيهان محمد ونافع، وسليمان بن صُرد، وسعيد بن المسيب، وآخرون، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن أزهر، وعبد الله بن باباه، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ووفد على معاوية في أيامه. وعن ابن شهاب أن محمد بن جبير أخبره عن أبيه أنه جاء في فداء أسارى بدر، قال: فوافقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} (2) سورة الطور. فأخذني من قراءته كالكرب. وعن جبير بن مطعم قال: كنت أكره أذى قريش لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فلما ظننا أنهم سيقتلونه لحقت بدير من الديارات، فذهب أهل الدير إلى رأسهم، فأخبروه، فاجتمعت به، فقصصت عليه أمري، فقال: تخاف أن يقتلوه؟، قلت: نعم، قال: وتعرف شبهه لو رأيته مصوراً، قلت: نعم، قال: فأراه صورة مغطاة كأنها هو، وقال: والله لا يقتلوه، ولنقتلنَّ من يريد قتله، وإنه لنبي، فمكثت عندهم حيناً، وعدت إلى مكة، وقد ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فتنكر لي أهل مكة، وقالوا: هلم أموال الصبية التي عندك استودعها أبوك، فقلت: ما كنت لأفعل حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي، ولكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم، فقالوا: إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه، فقدمت المدينة، وقد بلغ رسول الله الخبر، فدخلت عليه، فقال لي فيما يقول: (إني لأراك جائعاً هلموا طعاماً). قلت: لا آكل خبزك، فإن رأيت أن آكل أكلت، وحدثته، قال: (فأوف بعهدك).

وقال ابن إسحاق حدثنا عبد الله بن أبي بكر وغيره قالوا: أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤلفة قلوبهم، فأعطى جبير بن مطعم مئة من الإبل. وقال مصعب بن عبد الله: كان جبير من حلماء قريش وسادتهم، وكان يؤخذ عنه النسب.

وقال ابن إسحاق حدثنا يعقوب بن عتبة عن شيخ قال: لما قدم على عمر بسيف النعمان بن المنذر، دعا جبير بن مطعم بن عدي فسلحه إياه، وكان جبير أنسب العرب للعرب، وكان يقول: إنما أخذت النسب من أبي بكر الصديق، وكان أبو بكر أنسب العرب. وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن جبير بن مطعم تزوج امرأة فسمى لها صداقها، ثم طلقها قبل الدخول، فتلا هذه الآية: {إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (237) سورة البقرة. فقال: أنا أحق بالعفو منها، فسلم إليها الصداق كاملاً.

وفاته:

قال الهيثم بن عدي وخليفة وغيرهما : توفي جبير بن مطعم سنة تسع وخمسين. وقال المدائني سنة ثمان وخمسين.

[align=center]ثمامة بن أثال[/align]

اسمه وكنيته:

هو ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عتبة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة الحنفي.

وكنيته: أبو أمامة اليمامي.


قصة ربطه في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وإسلامه :

جاء في البخاري من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة -رضي الله عنه - ، قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أطلقوا ثمامة) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. وقد أخرجه البخاري أيضاً بأطول من هذا. وذكر ابن إسحاق أن ثمامة ثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة، وارتحل هو ومن أطاعه من قومه، فلحقوا بالعلاء الحضرمي، فقاتل معه المرتدين من أهل البحرين، فلما ظفروا اشترى ثمامة حلة كانت لكبيرهم، فرآها عليه ناس من بني قيس بن ثعلبة فظنوا أنه هو الذي قتله وسلبه فقتلوه.

يتبــــــــــــــــع.........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 14:31   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]أويس القرني[/align]

اسمه:

هو القدوة الزاهد، سيد التابعين في زمانه، أبو عمرو، أويس بن عامر، بن جزء، بن مالك القرني، المرادي، اليماني، وقرن بطن من مراد.

بعض أخباره وفضائله:

وفد على عمر، وروى قليلاً عنه، وعن علي، وروى عنه يسير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد رب الدمشقي، وغيرهم حكايات يسيرة. ما روى شيئاً مسنداً ولا تهيأ أن يحكم عليه بلين، وقد كان من أولياء الله المتقين، ومن عباده المخلصين. وعن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال نعم، قال: من مراد، ثم من قرن ؟، قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: ألك والدة؟ قال: نعم، قال سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم -يقول: (يأتي عليكم أويس بن عامر، مع أمداد اليمن من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل). فاستغفر لي؟، قال: فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي!!. قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس، فقال: تركته رث الهيئة، قليل المتاع، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لا بره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل). فأتى أويساً، فقال: استغفر لي؟ قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح، فاستغفر لي، قال: استغفر لي؟ قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، قال: فاستغفر له، قال: ففطن له الناس، فانطلق على وجهه، قال أسير: وكسوته بردة، وكان كل من رآه، قال: من أين لأويس هذه البردة؟!. وعن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه وزاد فيها, ثم أنه غزا أذربيجان فمات فتنافس أصحابه في حفر قبره. وقال أبو أحمد بن عدي في "الكامل " : أويس ثقة صدوق، ومالك ينكر أويساً، ثم قال: ولا يجوز أن يشك فيه ".

وقد ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وقال: " كان ثقة ". وذكره البخاري فقال: " في إسناده نظر ". وأخباره وفضائله كثيرة.

[align=center]أمامة بنت أبي العاص[/align]

اسمها:

أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية، وهي من زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

بعض فضائلها:

من فضائلها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحملها في الصلاة ، كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحمل أمامة بنت زينب على عاتقه، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها. وكانت من أحب أهله إليه؛ كما روت عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهديت له هدية فيها قلادة من جزع، فقال: لأدفعنَّها إلى أحب أهلي إليَّ، فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة" يقصدن عائشة " ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت زينت، فأعلقها في عنقها. وعن عائشة أن النجاشي أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حلية فيها خاتم من ذهب، فصه حبشي، فأعطاه أمامة. وفضائلها كثيرة.

وفاته:

ماتت في دولة معاوية بن أبي سفيان ولم ترو شيئاً.

[align=center]أم معبد الخزاعية[/align]

اسمها:

هي أم معبد الخزاعية التي نزل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر. وهي مشهورة بكنيتها. واسمها عاتكة بنت خالد.

قصة مرور النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها ليلة الهجرة:

عن حزام بن هشام عن أبيه خنيس بن خالد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة، هو وأبو بكر ومولى أبي بكر، وهو عامر بن عامر بن فهيرة، ودليلهما عبد الله بن أريقط، مروا على خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة، جلدة، تسقى وتطعم، بفناء الكعبة، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروه، فلم يصيبوا عندها شيئاً، وكان القوم مرملين، وفي كسر الخيمة شاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا أم معبد، هل بها من لبن؟) قالت: هي أجهد من ذلك، فقال: ( أتأذنين لي أن أحلبها ؟) . قالت: نعم إن رأيت بها حلباً؟ فمسح بيده ضرعها، وسمى الله، ودعا لها في شاتها، فدرت واجترت، فدعا بإناء فحلب فيه حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا ، وشرب آخرهم، ثم حلب فيه ثانياً ثم غادره عندها، وبايعها وارتحلوا عنها.

وقد ذكر الواقدي في قصة أم معبد وقصة الشاة التي مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرعها، وذكر أنها عاشت إلى عام الرمادة، قالت: فكنا نحلبها صبوحاً وغبوقاً، وما في الأرض لبن قليل ولا كثير. وأخرجه ابن سعد عن الواقدي عن حزام بن هشام بنحوه، وزاد وكانت أم معبد يومئذ مسلمة. وقال الواقدي قال غيره: قدمت بعد ذلك وأسلمت وبايعت. وقد ذكروا أن قريشاً لم تعرف أين توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعوا صوتاً بأعلى مكة تتبعه العبيد والصبيان، ولا يرون شخصه يقول:

جزى الله رب الناس خير جزائه **** رفيقين قالا خيمتي أم معبد
ليهن بنـي كعــب مكـان فتاتهــــم **** ومقعدها للمسلمين بمرصد


[align=center] أم أيمن[/align]

اسمها ونسبها:

هي أم أيمن الحبشية مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاضنته، ورثها من أبيه، ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة، وكانت من المهاجرات الأول، واسمها: بركة، وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي فولدت له أيمن، ولأيمن هجرة وجهاد، استشهد يوم حنين، ثم تزوجها زيد بن حارثة، ليالي بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فولدت له أسامة بن زيد، حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

بعض فضائلها:

عن عثمان بن القاسم قال: لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء فعطشت -وليس معها ماء- وهي صائمة وجهدت فدلي عليها من السماء دلو من ماءٍ، برشاء أبيض فشربت، وكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت. وعن سفيان بن عقبة قال: كانت أم أيمن تلطف النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقوم عليه فقال: من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن، قال: فتزوجها. وعن محمد بن قيس قال جاءت أم أيمن فقالت: يا رسول الله احملني؟ قال أحملك على ولد الناقة ). قالت: إنه لا يطيقني (ولا أريده). قال: (لا أحملك إلا عليه ). يعني يمازحها. وعن أنس أن أم أيمن بكت حين مات النبي - صلى الله عليه وسلم -قيل لها: أتبكين؟! قالت: والله لقد علمت أنه سيموت، ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عنَّا من السماء. وروى قيس بن مسلم عن طارق قال: لما قتل عمر بكت أم أيمن وقالت: اليوم وهى الإسلام، وبكت حين قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - .


وفاتها:

قال الواقدي : ماتت في خلافة عثمان.


[align=center]الربيع بنت معوذ[/align]

اسمها واسم زوجها وأمها:

هي الرُّبيع بنت مُعوِّذ بن عفراء بن حرام بن جندب الأنصارية النجارية، من بني عدي بن النجار. تزوَّجها إياس بن البكير الليثي، فولدتْ له محمداً.

وقال ابن سعد: أمُّها أمُّ يزيد بنت قيس بن زعوراء روتْ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.


بعض فضائلها:

وقال الذهبيُّ : لها صحبةٌ وروايةٌ، وقد زارها النَّبيُّ- صلى الله عليه وسلم - صبيحةَ عُرْسِها صِلةً لرحمِها، عُمِّرتْ دَهْراً، ورَوَتْ أحاديثَ ". وقالَ ابنُ أبي خيثمة عن أبيهِ: كانتْ من المُبايعاتِ بيعةَ الشَّجرةِ. وقال أبو عمر: كانتْ ربما غزت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وعن الرُّبيِّع بنت معوذ قالت: جاء النبيُّ- صلى الله عليه وسلم -فدخل عليَّ غداةَ بنى بي، فجلس على فراشي كمجلسك مني ، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال لها : ( دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين ). وأخرج البخاريُّ والنَّسائيُّ وأبو مسلم الكجَّي عن الرُّبيع بنت مُعوِّذ قالتْ: كُنَّا نغزُو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونسقي القومَ، ونخدمهم، ونرد القتلى والجرحى إلى المدينةِ. وأخرج ابنُ سعد عن الرُّبيع بنت مُعوِّذ قالتْ: قُلتُ لزوجي: اختلعُ منكَ بجميعِ ما أملك؟ قال: نعم، فدفعتُ إليه كلَّ شيءٍ، غيرَ دِرْعي، فخاصمَني إلى عثمانَ، فقال: ( له شرطُهُ )، فدفعتُه إليه.

وفاتها:

تُوفِّيتْ في خلافة عبد الملك، سنة بضع وسبعين - رضي الله عنها-.


يتبـــــــــع..........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 14:38   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]الأرقم بن أبي الأرقم[/align]

اسمه وكنيته:

اسمه: عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، يكنى أبا عبد الله. قال ابن السكن: أمه: تماضر بنت حذيم السهمية، ويقال: بنت عبد الحارث الخزاعية.

بعض فضائله:

كان من السابقين الأولين. قيل أسلم بعد عشرة. وقال البخاري: له صحبة. وذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.

وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وكانت داره على الصفا، وهي الدار التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلس فيها في الإسلام.

وعن عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده، وكان بدرياً، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلاً مسلمين، وكان آخرهم إسلاماً عمر، فلما تكاملوا أربعين رجلاً خرجوا. وروى الحاكم أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص.

وفاته:

قيل: عاش بضعاً وثمانين سنة. وقد توفي بالمدينة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص بوصيته إليه. وقال عثمان بن الأرقم: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين، وله ثلاث وثمانون سنة. وروى ابن مندة من طريق إبراهيم بن المنذر، قال: توفي الأرقم في خلافة معاوية، سنة خمس وخمسين.

[align=center]مصعب بن عمير[/align]

اسمه وكنيته:

هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب السيد الشهيد السابق البدري القرشي العبدري. يكنى أبا عبد الله.


أخباره وبعض فضائله:

أحد السابقين إلى الإسلام، قال أبو عمر: أسلم قديماً، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه، فعلمه عثمان بن طلحة، فأعلم أهله، فأوثقوه، فلم يزل محبوساً إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة، فهاجر إلى المدينة، وشهد بدراً، ثم شهد أحداً، ومعه اللواء فاستشهد.

قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير، فقلنا له: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال: هو مكانه وأصحابه على أثري، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم أخو بني فهر الأعمى.

وعن أبي وائل عن خباب قال: هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن نبتغي وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئا؛ منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد ولم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (غطوا رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر). ومنَّا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها.

وعن شعبة عن سعد بن إبراهيم أنه سمع أباه يقول: أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام فجعل يبكي، فقال: قتل حمزة فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوباً واحداً، وقتل مصعب بن عمير فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوباً واحداً، لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا،ً وجعل يبكي.

وعن علي بن أبي طالب عمن سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنه استقى لحائط يهودي بملء كفه تمراً، قال: فجئت المسجد، فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة، وكان أنعم غلام بمكة وأرفه، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر ما كان فيه من النعيم، ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه عليه، ثم قال: (أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة من خبز ولحم؟!) . فقلنا: نحن يومئذ خير نكفى المؤنة، ونتفرغ للعبادة، فقال: (بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ).

وذكر ابن إسحاق بسنده عن سعد بن مالك قال: كنا قبل الهجرة يصيبنا ظلف العيش وشدته، فلا نصبر عليه، فما هو إلا أن هاجرنا فأصابنا الجوع والشدة، فاستضلعنا بهما وقوينا عليهما، فأما مصعب بن عمير فإنه كان أترف غلام بمكة بين أبويه، فيما بيننا فلما أصابه ما أصابنا لم يقو على ذلك فلقد رأيته وإن جلده ليتطاير عنه تطاير جلد الحية، ولقد رأيته ينقطع به فما يستطيع أن يمشي فنعرض له القسي ثم نحمله على عواتقنا، ولقد رأيتني مرة قمت أبول من الليل فسمعت تحت بولي شيئا يجافيه فلمست بيدي فإذا قطعة من جلد بعير فأخذتها فغسلتها حتى أنعمتها ثم أحرقتها بالنار ثم رضضتها فشققت منها ثلاث شقات فاقتويت بها ثلاثاً.

قال ابن إسحاق: وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قتل , قتله ابن قمئة الليثي، وهو يظنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فرجع إلى قريش فقال: قتلت محمداً، فلما قتل مصعب أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللواء علي بن أبي طالب. وفضائله كثيرة جداً.

[align=center]عمرو بن الجموح[/align]

اسمه:

عمرو بن الجموح بفتح الجيم وتخفيف الميم بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي.


قصة إسلامه وبعض فضائله:

هو من سادات الأنصار، واستشهد بأحد.

قال بن إسحاق في المغازي: كان عمرو بن الجموح سيداً من سادات بني سلمة، وشريفاً من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنماً من خشب يعظمه، فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ ومعاذ بن جبل كانوا يدخلون على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة فيغدو عمرو فيجده منكباً لوجهه في العذرة، فيأخذه، ويغسله، ويطيبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك لأخزينه، ففعلوا ذلك مراراً، ثم جاء بسيفه فعلقه عليه، وقال: إن كان فيك خيراً، فامتنع؟ فلما أمسى أخذوا كلباً ميتاً، فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح فوجده كذلك، فأبصر رشده، وأسلم، وقال في ذلك أبياتا منها:

تالله لو كُنت إلهاً لم تكُنْ **** أنت وكلبٌ وسْطَ بِئْرٍ في قرن
أُفٍ لمثواك إلهاً مُسْتَندَن **** فالآن فتشناك عن شــرّ الغبنْ


وقال بن الكلبي: كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاماً.

وعن عكرمة قال: قدم مصعب بن عمير المدينة يعلم الناس، فبعث إليه عمرو بن الجموح، ما هذا الذي جئتمونا؟ قالوا: إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن، قال: نعم، فقرأ صدراً من سورة يوسف، فقال عمرو: إن لنا مآمرة في قومنا، وكان سيد بني سلمة، فخرجوا، ودخل على مناف، فقال: يا مناف، تعلم والله ما يريد القوم غيرك، فهل عندك من نكير؟ قال: فقلده السيف، وخرج، فقام أهله، فأخذوا السيف، فلما رجع، قال: أين السيف يا مناف؟ ويحك إن العنز لتمنع إستها، والله ما أرى في أبي جعار غداً من خير، ثم قال لهم: إني ذاهب إلى مالي فاستوصوا بمناف خيراً، فذهب، فأخذوه، فكسروه، وربطوه مع كلب ميت، وألقوه في بئر، فلما جاء، قال: كيف أنتم؟ قالوا: بخير يا سيدنا، طهر الله بيوتنا من الرجس، قال: والله إني أراكم قد أسأتم خلافتي في مناف، قالوا: هو ذاك انظر إليه في ذلك البئر، فأشرف، فرآه، فبعث إلى قومه، فجاؤوا، فقال: ألستم على ما أنا عليه؟! قالوا: بلى، أنت سيدنا، قال: فأشهدكم أني قد آمنت بما أنزل على محمد، قال فلما كان يوم أحد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ). فقام وهو أعرج، فقال: والله لأقحزن عليها في الجنة، فقاتل حتى قتل.


وفاته:

استشهد في أحد – رضي الله عنه - .

[align=center]عروة بن مسعود[/align]

اسمه:

عروة بن مسعود بن معتب، بالمهملة والمثناة المشددة، بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي، وهو عم والد المغيرة بن شعبة. وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة.


بعض مناقبه:

كان أحد الأكابر من قومه، وقد قيل إنه هو المراد بقوله: {عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (31) سورة الزخرف. وقد ثبت ذكر عروة بن مسعود في الحديث الصحيح في قصة الحديبية، وكانت له اليد البيضاء في تقرير الصلح. وقد ترجم له ابن عبد البر، وذكر أنه شهد الحديبية، وهو كذلك، ولكن في العرف إذا أطلق على الصحابي أنه شهد غزوة كذا، يتبادر أن المراد أنه شهدها مسلماً، فلا يقال: شهد معاوية بدراً؛ لأنه لو أطلق ذلك ظنَّ من لا خبرة له لكونه عرف أنه صحابي أنه شهدها مع المسلمين. وقد ذكر ابن إسحاق أن أبا بكر لما صدر من الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود الثقفي على النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفي رواية ابن إسحاق: أنه اتبع أثر النبي - صلى الله عليه وسلم- لما انصرف من الطائف فأسلم، واستأذن أن يرجع إلى قومه، فقال: (إني أخاف أن يقتلوك). قال: لو وجدوني نائماً ما أيقظوني، فأذن له، فدعاهم إلى الإسلام، ونصح لهم، فعصوه وأسمعوه من الأذى، فلما كان من السحر، قام على غرفة له، فأذن فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال: (مثل عروة مثل صاحب ياسين، دعا قومه إلى الله فقتلوه) . وقد اخُتلف في اسم قاتله، فقيل: أوس بن عوف، وقيل: وهب بن جابر. وقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس فيَّ إلاَّ ما في الشهداء، الذين قتلوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم.


يتبـــــــــــــع..........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 14:48   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]عبد الله بن حذافة[/align]

اسمه وكنيته:

عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السَّهمي. أبو حُذافة، أو أبو حُذيفة. وأمُّه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة.

بعض مناقبه:

من السَّابقين الأولين، يُقال شهد بدراً، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق، ولا غيرُهما من أصحاب المغازي. وفي صحيح البخاريِّ عن ابن عباس قال: نزلتْ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء. في عبد الله بن حُذافة.

ومن مناقبِهِ ما قاله أبو رافع قال: وجَّه عمرُ جيشاً إلى الرُّوم فأسروا عبد الله بن حُذافة، فذهبوا به إلى ملكِهم، فقالُوا: إنَّ هذا من أصحابِ محمد، فقال: هل لك أنْ تتنصرَ وأُعطيَك نصفَ ملكي، قال: لو أعطيتني جميعَ ما تملك وجميعَ ما تملك العرب, ما رجعتُ عن دين محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - طرفةَ عينٍ، قال: إذاً أقتلك، قال: أنت وذاك.

فأمر به، فصُلب، وقال للرُّماة : ارمُوه قريباً من بدنه، وهو يعرضُ عليه ويأبى فأنزله ودعا بقدرٍ فصبَّ فيها ماء حتى احترقتْ، ودعا بأسيرينِ من المسلمين فأمرَ بأحدِهما فأُلقي فيها، وهو يعرضُ عليه النَّصرانيةَ وهو يأبى، ثم بكى فقيل للملك: إنه بكى فظن أنه قد جزع فقال: ردُّوه، ما أبكاك؟ قال: قلتُ: هي نفسٌ واحدة تُلقى الساعة فتذهب فكنتُ أشتهي أنْ يكونَ بعدد شعري أنفس تُلقى في النار في الله، فقال له الطاغيةُ: هل لك أنْ تُقبِّلَ رأسي وأُخلِّي عنك ، فقال له عبدُ الله: وعن جميع الأسارى، قال: نعم، فقبَّل رأسَهُ، وقدم بالأسرى على عمرَ، فأخبرَهُ خبرَهُ، فقال عمر : حقٌّ على كلِّ مسلمٍ أنْ يُقبِّلَ رأسَ ابن حُذافة، وأنا أبدأ فقبَّل رأسَهُ. ومناقبُهُ - رضي الله عنه- كثيرةٌ جِدَّاً.

وفاته:

يُقال: مات في خلافة عثمان. وقال أبو نُعيم: تُوفِّي بمصر في خلافة عثمان. وقال ابن يونس: إنه تُوفِّي بمصر ودُفن بمقبرتها.

[align=center]عبد الله بن الزبير بن العوام (رضي الله عنه)[/align]

اسمه وكنيته:

عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي.

أمه: أسماء بنت أبي بكر الصديق.

يُكنى: أبا بكر. ثم قيل له: أبو خبيب .

مولده وبعض مناقبه:

ذكر ابن حجر أنه ولد عام الهجرة. وحفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير. وحدث عنه بجملة من الحديث. وهو أحد العبادلة، وأحد الشجعان من الصحابة، وأحد من ولي الخلافة.. وبويع بالخلافة سنه أربع وستين عقب موت يزيد بن معاوية، ولم يتخلف عنه إلا بعض أهل الشام. وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة، وحنكه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسماه باسم جده، وكناه بكنيته. وزعم الواقدي أنه ولد في السنة الثانية. والأصح الأول. وعن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت: فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة، ونزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل فيه، فكان أول شيء دخل في جوفه ريق النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له، وبرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام. وقال الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب قال: سمعت أصحابنا يقولون : ولد عبد الله بن الزبير سنة الهجرة. وفي الرسالة للشافعي إن عبد الله بن الزبير كان له عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين، وقد حفظ عنه. وفي البخاري عن بن عباس أنه وصف ابن الزبير فقال: عفيف الإسلام، قارئ القرآن، أبوه حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأمه بنت الصديق، وجدته صفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعمة أبيه خديجة بنت خويلد. وشهد ابن الزبير اليرموك مع أبيه الزبير، وشهد فتح إفريقية، وكان البشير بالفتح إلى عثمان. وقال أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال: ما رأيت أحداً أعظم سجدة بين عينيه من ابن الزبير. وعن عثمان بن طلحة قال: كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاثة: شجاعة، ولا عبادة، ولا بلاغة. وقال هشام بن عروة: أول من كسا الكعبة الديباج ابن الزبير، وكان يطيبها حتى يوجد ريحها من طرف الحرم، وكانت كسوتها قبله الأنطاع. وقال الذهبي: " مسنده نحو من ثلاثة وثلاثين حديثاً، اتفقا له على حديث واحد، وانفرد البخاري بستة أحاديث، ومسلم بحديثين".

وفاته:

قتل بن الزبير في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، وهذا قول الجمهور.


[align=center]صفية عمة النبي (صلى الله عليه وسلم)[/align]

اسمها ونسبها:

هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ووالدة الزُّبير بن العوام، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهي شقيقة حمزة، أمُّها هالة بنت وهب خالةُ رسولِ اللهِ- صلى الله عليه وسلم - ، وكان أول مَن تزوَّجها الحارثُ بن حَرْب بن أُمية ثم هلكَ، فخلف عليها العوَّام بن خُويلد بن أسد بن عبد العُزَّى، فولدت له الزُّبيرَ والسَّائبَ.

بعض فضائلها:

هي الوحيدةُ من عمات النبي - صلى الله عليه وسلم - التي أسلمت -على الصحيح- كما ذكر ذلك الذهبيُّ، فقال : "والصَّحيحُ أنه ما أسلم من عمَّاتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سواها، ولقد وَجَدتْ-أي حزنت- على مصرع أخيها حمزة وصبرتْ واحتسبتْ، وهي من المهاجراتِ الأول، وما أعلمُ هل أسلمتْ مع حمزة أخيها أو مع الزُّبير ولدها، وقد كانت يوم الخندق في حصنِ حسَّان بن ثابت، قالت: وكان حسانُ معنا في الذرية, فمرَّ بالحصن يهوديٌّ فجعل يطيف بالحصن والمسلمون في نحورِ عدوِّهم، ثم ساقتِ الحديث، وأنها نزلتْ وقتلتِ اليهوديَّ بعمودٍ. فروى هشام عن أبيه عنها قالتْ: أنا أولُ امرأةٍ قتلتْ رَجُلاً ؛كان حسَّانُ معنا، فمرَّ بنا يهوديٌّ، فجعل يطيف بالحصن، فقلتُ لحسَّان: إنَّ هذا لا آمنه أنْ يدلَّ على عورتنا، فقُم فاقتله، قال: يغفرُ الله لك، لقد عرفت ما أنا بصاحبِ هذا، فاحتجزتُ وأخذتُ عموداً، ونزلتُ فضربتُهُ، حتى قتلته. وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالتْ: لمَّا نزلتْ:{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}(214) سورة الشعراء. قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: (يا فاطمةُ بنتُ محمد، يا صفيةُ بنتُ عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملكُ لكم مِن اللهِ شيئاً، سلُوني من مالي ما شئتُم ). وهي القائلةُ تندبُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :

[align=center]عين جودي بدمعــة وسهــــود ***** واندبي خير هالـك مفقـود
واندبي المصطفى بحزن شديد ***** خالط القلب فهو كالمعمود
كدت أقضـي الحياة لمـــا أتــاه ***** قدر خط في كتاب مجيــد
فلقــد كــــان بالعبـــاد رؤوفـــا ***** ولهم رحمة وخير رشيـــد
رضي الله عنـه حيـــاً وميتـــاً ***** وجزاه الجنان يوم الخلود [/align]

وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: لما قُبض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خرجت صفيةُ تلمع بردائها، وهي تقول:

[align=center]قد كان بعدك أنباء وهنبثة ***** لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب [/align]

وذكر لها ابن إسحاق من رواية إبراهيم بن سعد وغيره في السيرة أبياتاً مرثية في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - منها:

[align=center]لفقد رسول الله إذ حان يومه ***** فيا عين جودي بالدموع السواجم[/align]


وفاتها:

تُوفِّيتْ صفيةُ في سنة عشرين، ودُفنتْ بالبقيعِ، ولها بِضعٌ وسبعون سنة.

[align=center] سفينة مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)[/align]
اسمه وكنيته ولقبه:

هو سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو عبد الرحمن. كان عبداً لأم سلمة فأعتقته، وشرطت عليه خدمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما عاش. لقب بسفينة واسمه مهران، وقيل رومان. وقيل قيس.


سبب تلقيبه بسفينة:

ولتسميته بسفينة سبب، فقيل إنه حمل مرة متاع الرفاق، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أنت إلا سفينة ) . فلزمه ذلك.


روايته للحديث:

روي له في أربعة عشر حديثاً، وحديثه مخرج في الكتب سوى صحيح البخاري، حدث عنه ابناه عمر وعبد الرحمن، والحسن البصري، وسعيد بن جمهان، ومحمد بن المنكدر، وأبو ريحانة عبد الله بن مطر، وسالم بن عبد الله، وصالح أبو الخليل، وغيرهم.

وفاته :

توفي بعد سنة سبعين.


يتبـــــــــع.........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 14:53   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]سعد بن معاذ- رضي الله عنه -[/align]

اسمه وكنيته:

سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي، سيد الأوس. وأمه: كبشة بنت رافع لها صحبة. ويكنى: أبا عمرو.

بعض أخباره وفضائله:

وقال ابن إسحاق: " لما أسلم وقف على قومه فقال: يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم قالوا سيدنا فضلاً وأيمننا نقيبة، قال: فإن كلامكم علي حرام رجالكم ونساؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله، قال: فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا ". وقد شهد بدراً باتفاق، ورمي بسهم يوم الخندق، فعاش بعد ذلك شهراً، حتى حكم في بني قريظة، وأجيبت دعوته في ذلك، ثم انتقض جرحه فمات. أخرج ذلك البخاري وذلك سنة خمس.

وقال المنافقون: لما خرجت جنازته ما أخفها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الملائكة حملته ). وفي الصحيحين وغيرهما من طرق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ).

وعن عائشة قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. وروى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري أن بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد وجاء على حمار، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( قوموا إلى سيدكم ).

وعن عائشة قالت: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قافلين من مكة حتى إذا كنا بذي الحليفة وأسيد بن حضير بيني وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيلقى غلمان بني عبد الأشهل من الأنصار فسألهم أسيد، فنعوا له امرأته، فتقنع يبكي، قلت له: غفر الله لك أتبكي على امرأة وأنت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد قدم الله لك من السابقة ما قدم؟! . فقال: ليحق لي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما يقول، قال قلت: وما سمعت؟ قال: قال لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ). وهذا الحديث متواتر . ومعنى " اهتز " كما قال النضر، وهو إمام أهل اللغة: فََرح.

وعن واقد بن عمرو بن سعد قال: دخلت على أنس بن مالك، وكان واقد من أعظم الناس وأطولهم، فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال: إنك بسعد لشبيه، ثم بكى فأكثر البكاء، ثم قال: يرحم الله سعداً كان من أعظم الناس وأطولهم بعث رسول الله جيشاً إلى أكيدر دومة، فبعث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعلوا يمسحونها وينظرون إليها، فقال: (أتعجبون من هذه الجبة؟). قالوا: يا رسول الله ما رأينا ثوباً قط أحسن منه، قال: (فوالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون). وأخبار سعد بن معاذ - رضي الله عنه- وفضائله كثيرة جداً.

وفاته:

رمي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة فمات من رميته تلك وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة فصلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودفن بالبقيع.

فائدة قيمة:

عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال: لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة الحارث بن أوس، وأسيد بن الحضير، وأبو نائلة سلكان، وسلمة بن سلامة بن وقش، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقف، فلما وضع في قبره، تغير وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وسبح ثلاثاً، فسبح المسلمون، حتى ارتج البقيع، ثم كبر ثلاثاً، وكبر المسلمون، فسئل عن ذلك فقالتضايق على صاحبكم القبر، وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا هو، ثم فرج الله عنه). قال الذهبي – رحمه الله – معلقاً على هذه الضمة التي تكون في القبر-: قلت هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء، بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نفسه، وألم سؤاله في قبره وامتحانه، وألم تأثره ببكاء أهله عليه، وألم قيامه من قبره، وألم الموقف وهوله، وألم الورود على النار، ونحو ذلك، فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد، وما هي من عذاب القبر، ولا من عذاب جهنم قط، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه، قال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} (39) سورة مريم . وقال: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} (18) سورة غافر . فنسأل الله تعالى العفو واللطف الخفي. ومع هذه الهزات، فسعدٌ ممن نعلم أنه من أهل الجنة، وأنه من أرفع الشهداء - رضي الله عنه-. كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا ينالُه هول في الدارين، ولا روع، ولا ألم، ولا خوف. سلْ ربك العافية، وأن يحشُرنا في زمرة سعد.

[align=center]ربعي بن حراش[/align]

اسمه ونسبه وكنيته:

هو رِبْعيُّ بن حِرَاش بن جحش بن عمرو بن عبد الله العبسيُّ ثم الكوفي التابعي الجليل المشهور، أبو مريم.

رِبْعيّ : بكسر أوله، وسكون الموحَّدة، بلفظ النسب، حِرَاش: بمهملة مكسورة.


بعض مناقبه:

سمع من عمر بن الخطاب يوم الجابية، وعلي بن أبي طالب، وأبي موسى الأشعري، وأبي مسعود البدري، وحُذيفة بن اليمان، وأبي بكرة الثَّقفي، وعدة. وحدَّث عنه أبو مالك الأشجعي، ومنصور بن المعتمر، وعبد الملك بن عمير، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون. قال محمد بن علي السلمي: رأيتُ ربعي بن حراش، مرَّ بعشَّار، ومعه مال، فوضعه على قربوس سرجِهِ، ثم غطَّاه، ومرَّ. وقال الأصمعيُّ: أتى رجلٌ الحجاجَ، فقال: إنَّ ربعي بن حراش –زعموا- لا يكذب، وقد قدم ولداه عاصيين، قال: فبعث إليه الحجاج، فقال: ما فعل ابناك؟ قال: هما في البيت، والله المستعان، فقال له الحجَّاجُ بن يوسف: هُما لك، وأعجبه صدقُهُ. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: رِبعيٌّ ثقة. وعن الحارث الغنوي قال: آلى رِبعيُّ بن حِراش أنْ لا تفتر أسنانُه ضاحكاً حتى يعلمَ أين مصيرُهُ، قال الحارث: فأخبر الذي غسَّله أنه لم يزلْ مُتبسماً على سريرِهِ ونحن نُغسِّلُه، حتى فرغنا منه - رحمة الله عليه.

وفاته:

اختُلف في تاريخ وفاته، قال هارون بن حاتم: حدثونا أنَّ ربيعاً تُوفِّي سنة إحدى وثمانين. وقال خليفةُ: بعد الجماجم(1) سنة اثنتين وثمانين. وقال أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن المديني وغيرهما: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. وقال ابن نُمير: تُوفِّي سنة إحدى ومائة. وقال أبو عُبيد: سنة مئة. وقالَ المدائنيُّ وابنُ معين: سنة أربع ومائة.

يتبـــــــــــــع..........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 15:07   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]حكيم بن حزام[/align]

اسمه وكنيته وأسرته:

هو حكيم بن حزام بن خُويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي الأسدي، ابن أخي خديجة زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - .

وأمه صفية، وقيل أخته، وقيل زينب بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العُزَّى.

ويُكنى أبا خالدٍ.

مولده وبعض مناقبه:

قال الذهبيُّ: " أسلم يوم الفتح، وحَسُنَ إسلامُهُ، وغزا حُنيناً والطائف، وكان من أشراف قريش وعقلائها ونبلائها، وكانت خديجةُ عمَّتَهُ، وكان الزُّبيرُ ابنَ عمِّه ".

وقال موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزُّبير: سمعت حكيم بن حزام يقولُ: وُلدت قبلَ الفيل بثلاث عشرة سنة، وأنا أعقلُ حين أراد عبد المطلب أنْ يذبحَ عبدَ الله ابنَهُ.

وقُتل والد حكيم في الفجار، وشهدها حكيمٌ.

وحكى الزُّبير بن بَكَّار أنَّ حَكيماً وُلد في جوف الكعبة، قال: وكان من ساداتِ قريشٍ، وكان صَدِيقَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قبل المبعث، وكان يودُّه ويُحُّبه بعدَ البعثةِ، ولكنَّهُ تأخَّر إسلامُهُ حتى أسلمَ عام الفتح.

وثبتَ في السِّيرة أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: (مَن دخلَ دارَ حَكِيم بن حزام فهو آمنٌ ).

وكانَ من المؤلَّفة، وشَهِدَ حُنيناً وأُعطيَ من غنائمها مائةُ بعيرٍ، ثم حَسُنَ إسلامُهُ، وكان قد شهد بدراً مع الكفَّار، ونجا مع مَن نجا، فكان إذا اجتهدَ في اليمين، قال: والذي نجَّاني يومَ بدرٍ.

وقال الزُّبير: جاء الإسلامُ, وفي يدِ حَكيمٍ الرِّفادةُ(1)، وكان يفعلُ المعروفَ، ويصلُ الرَّحِمَ. وفي الصَّحيحِ أنه سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -, فقالَ: أشياء كنتُ أفعلُها في الجاهليةِ ألي فيها أجرٌ؟ قالَ: (أسلمتَ على ما سلفَ لك من خيرٍ).

وكانت دارُ الندوة بيدِهِ، فباعها بعد من معاوية بمائة ألف درهم، فلامه ابنُ الزبير، فقال له: يا ابنَ أخي اشتريتُ بها داراً في الجنة، فتصدَّق بالدَّراهم كلِّها، وكان من العلماء بأنسابِ قُريشٍ وأخبارها.

وعن عِرَاك بن مالك أنَّ حَكيم بن حزام قال: كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ النَّاسِ إليَّ في الجاهلية، فلما نُبِّىءَ وهاجر شهد حكيمٌ الموسمَ كافراً، فوجد حُلَّةً لذي يزن تُباع فاشتراها بخمسين ديناراً ليهديها إلى رسولِ الله، فقدم بها عليه المدينةَ فأراده على قبضِها هديةً، فأبى.

قال عبيد الله: حسبتُه قال: إنَّا لا نقبلُ من المشركينَ شيئاً، ولكن إن شئتَ بالثمنِ. قال : فأعطيته حين أبى عليَّ الهدية. [رواه الطبرانيُّ]. وفي روايةٍ زيادة: فلبسها فرأيتُها عليه على المنبر فلم أر شيئاً أحسنَ منه يومئذٍ فيها، ثم أعطاها أُسامةَ، فرآها حَكيمٌ على أسامةَ، فقالَ: يا أسامةُ, أتلبس حُلَّةَ ذي يزن؟! قال: نعم، والله لأنا خيرٌ منه، ولأبي خيرٌ من أبيه، فانطلقتُ إلى مكةَ فأعجبتُهم بقوله. وعن سعيد وعروة أنَّ رسولَ اللهِ- صلى الله عليه وسلم - أعطى حَكيماً يومَ حُنين فاستقلَّهُ فزادَهُ فقال: يا رسولَ اللهِ, أيُّ عطيتك خير ؟ قال: (الأولى). وقالَ يا حكيمُ, إنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوةٌ، فمن أخذَهُ بسخاوةِ نفسٍ، وحسن أكله بُوركَ له فيه، ومَن أخذه باستشرافِ نفسٍ، وسوء أكله لم يُباركْ له فيه، وكان كالذي يأكلُ ولا يشبعُ). قال: ومنك يا رسول الله؟ قال: ( ومنِّي).

قال: فو الذي بعثك بالحق لا أرزأُ أحداً بعدك شيئاً. قال: فلم يقبل ديواناً ولا عطاءً حتى مات، فكان عمرُ يقولُ: "اللهم إنِّي أُشهدك على حكيم أني أدعُوه لحقِّه وهو يأبى"، فمات حين مات، وإنه لمن أكثر قريش مالاً. وكان أعتقَ في الجاهلية مئة رقبة، وأعتق في الإسلام مثلها, وساق في الجاهلية مئة بدنة وفي الإسلام مثلها. وعن مصعب بن عثمان قال: سمعتُهم يقولون: لم يدخلْ دارَ النَّدوةِ للرأي أحدٌ حتى بلغَ أربعين سنة إلا حَكيم بن حِزام، فإنَّهُ دخلَ للرأي، وهو ابن خمس عشرة، وهو أحدُ النَّفرِ الذين دفنُوا عثمانَ ليلاً.

وفاتُهُ:

اختُلف في تاريخ وفاتِهِ، فقيل: مات سنة خمسين. وقيل سنة أربع. وقيل ثمان وخمسين. وقيل سنة ستين. وقال إبراهيم بن المنذر : عاش مئة وعشرين سنة، ووُلد قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة. قال البخاريُّ في التاريخ: مات سنة ستين، وهو ابن عشرين ومائة سنة. وقال البخاريُّ في تاريخه: عاش ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام. ولكن الذهبيَّ أنكرَ ذلك في " سير أعلام النبلاء " (3/ 45) فقال: " قلتُ: لم يعشْ في الإسلامِ إلا بِضْعاً وأربعينَ سنة ". والله أعلم.

[align=center]حاطب بن أبي بلتعة[/align]


اسمه:

حاطب بن أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة اللخمي المكي حليف بني أسد بن عبد العزى بن قصي.

بعض مناقبه:

قال الذهبي عنه هو: " من مشاهير المهاجرين، شهد بدراً، والمشاهد، وكان رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المقوقس، صاحب مصر، وكان تاجراً في الطعام، له عبيد، وكان من الرماة الموصوفين ".

دوعن جابر أن عبداً لحاطب شكا حاطباً ، فقال: يا نبي الله ليدخلنَّ النار، قال: ( كذبت لا يدخلها أبداً، وقد شهد بدراً، والحديبية ). وقال ابن حجر : " اتفقوا على شهوده بدراً، وثبت ذلك في الصحيحين من حديث علي في قصة كتابة حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بتجهيز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فنزلت فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِc (1) سورة الممتحنة. فقال عمر: دعني أضرب عنقه؟ فقال : ( إنه شهد بدرا ). واعتذر حاطب بأنه لم يكن له في مكة عشيرة تدفع عن أهله فقبل عذره ". وعن عبد الرحمن بن حاطب أن أباه كتب إلى كفار قريش كتاباً فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً والزبير، فقال: (انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فائتياني به) . فلقياها وطلبا الكتاب، وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها، قالت: ألستما مسلمين؟ قالا: بلى، ولكن رسول الله حدثنا أن معك كتاباً، فحلته من رأسها، قال: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاطباً حتى قرى عليه الكتاب، فاعترف، فقال: ( ما حملك ؟) . قال: كان بمكة قرابتي وولدي، وكنت غريباً فيكم معشر قريش، فقال عمر: ائذن لي يا رسول الله في قتله؟ قال: (لا إنه قد شهد بدراً، وإنك لا تدري لعل الله قد اطلع عل أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فإني غافر لكم). إسناده صالح وأصله في الصحيحين.


وفاته:

قال بن أبي خيثمة قال المدائني: مات حاطب في سنة ثلاثين في خلافة عثمان، وله خمس وستون سنة. وكذا رواه الطبراني عن يحيى بن بكير .


[align=center]جرير بن عبد الله البجلي[/align]

اسمه وكنيته:

هو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف البجليُّ الصَّحابيُّ الشَّهيرُ.

يُكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عبد الله.


زمن إسلامه:

اختُلف في وقتِ إسلامِهِ، ولكن الذي رجَّحه الذهبيُّ أنه أسلم قبل سنة عشر ، حيث قال - بعد أن ساق رواية موت النجاشي-: فهذا يدلُّ على أنَّ إسلامَ جرير كان قبل سنة عشر؛ لأنَّ النجاشيَّ مات قبل ذلك.

بعض فضائله:

هو من أعيان الصحابة، قال جرير - رضي الله عنه -: لمَّا دنوتُ من المدينة أنخت راحلتي، وحللت عيبتي، ولبستُ حُلَّتي، ثم دخلتُ المسجد فإذا برسول الله يخطب، فرماني الناسُ بالحِدَق -أي نظروا إليه- ، فقلتُ لجليسي: يا عبدَ الله، هل ذكرَ رسولُ الله مِن أمري شيئاً؟ قال: نعم، ذكرك بأحسنِ الذِّكرِ، بينما هو يخطب إذْ عرض له في خطبتِهِ، فقال: ( إنه سيدخل عليكم من هذا الفجِّ من خيرِ ذي يَمَنٍ، ألا وإنَّ على وجهه مِسحةَ ملكٍ). قال: فحمدت الله. وقد كان جميلاً، بل كان يشبه بجمال يوسف - عليه السلام-، قال عمر : هو يوسفُ هذه الأمةِ. قال الذهبيُّ: " قلتُ: كان بديعَ الحسن، كامل الجمال. وقد قدَّمه عمرُ في حروب العراق على جميعِ بَجِيلة، وكان لهم أثرٌ عظيمٌ في فتح القادسية، ثم سكن جريرٌ الكوفةَ، وأرسله عليٌّ رَسُولاً إلى معاويةَ ثم اعتزل الفريقين، وسكن قرقيسيا. وفي الصَّحيح عن جرير قال: ما حَجَبَني رسولُ اللهِ منذ أسلمتُ ولا رآني إلا تبسَّم. ومسند جرير نحو من مئة حديث بالمكرر، اتفق له الشيخان على ثمانية أحاديث، وانفرد البخاريُّ بحديثين، ومسلم بستةٍ.


وفاتُهُ:

اختُلف في تاريخِ وفاتِهِ، فقال الهيثمُ وخليفةُ ومحمد بن مُثنَّى: تُوفِّي جرير سنة إحدى وخمسين. قال ابنُ الكلبيِّ: مات سنة أربع وخمسين.

[align=center]ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)[/align]

اسمه وكنيته:

ثوبان النبوي مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سبي من أرض الحجاز، فاشتراه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعتقه، فلزم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وصحبه، وحفظ عنه كثيراً من العلم، وطال عمره، واشتهر ذكره، يكنى أبا عبد الله، ويقال: أبا عبد الرحمن، وقيل: هو يماني، واسم أبيه جحدر، وقيل: بجدد.

بعض مناقبه:

حدث عنه شداد بن أوس وجبير بن نفير، ومعدان بن طلحة، وأبو الخير اليزني، وأبو أسماء الرحبي، وأبو إدريس الخولاني، وأبو كبشة السلولي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وخالد بن معدان، وراشد بن سعد، نزل حمص. يذكرون أنه من حمير، وذكر عبد الصمد بن سعيد في تاريخ حمص أنه من ألهان، وقبض بحمص، وداره بها حبسا على فقراء ألهان. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر واختط بها. وقال ابن مندة: له بحمص دار، وبالرملة دار، وبمصر دار. وعن أبي العالية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من تكفل لي أن لا يسأل أحداً شيئاً وأتكفل له بالجنة) ، فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحداً شيئاً. وعن شريح بن عبيد قال: مرض ثوبان بحمص وعليها عبد الله بن قرط فلم يعده فدخل على ثوبان رجل يعوده فقال له ثوبان: أتكتب ؟ قال: نعم، قال: اكتب، فكتب للأمير عبد الله بن قرط من ثوبان مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أما بعد: فإنه لو كان لموسى وعيسى مولى بحضرتك لعدته، فأتي بالكتاب فقرأه وقام فزعاً، قال الناس: ما شأنه أحضر أمر فأتاه فعاده وجلس عنده ساعة، ثم قام فأخذ ثوبان بردائه، وقال: اجلس حتى أحدثك سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا) . أخرجه أحمد.

وفاته:

عن ثور بن يزيد أن ثوبان مات بحمص سنة أربع وخمسين. وقال ابن سعد: نزل حمص وله بها دار، وبها مات سنة أربع وخمسين.

يتبـــــــــــــع............










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 15:16   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]أبو برزة الأسلمي[/align]

اسمه وكنيته:

كنيته أبو برزة الأسلمي، صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه: نضْلة بن عبيد على الأصح، وقيل: نضْلة بن عمرو، وقيل: نضْلة بن عائذ، ويقال: ابن عبد الله، وقيل: عبد الله بن نضلة، ويقال: خالد بن نضْلة.

بعض أخباره وفضائله:

روى عدة أحاديث. وروى عنه ابنه المغيرة، وحفيدته منية بنت عبيد، وأبو عثمان النهدي، وأبو المنهال سيار، وأبو الوضيء عباد بن نسيب، وكنانة بن نعيم، وأبو الوازع جابر بن عمرو، وعبد الله بن بريدة، وآخرون. ونزل البصرة، وأقام مدة مع معاوية. قال ابن سعد: أسلم قديماً وشهد فتح مكة، وزاد الذهبي : وشهد خيبر. وقال أبو نعيم: هو الذي قتل عبد العزى بن خطل تحت أستار الكعبة بإذن النبي- صلى الله عليه وسلم -. وعن الأزرق بن قيس قال: كنا على شاطئ نهر بالأهواز، فجاء أبو برزة يقود فرساً فدخل في صلاة العصر، فقال رجل: "انظروا إلى هذا الشيخٍ"، وكان انفلت فرسه، فاتبعها في القبلة حتى أدركها، فأخذ بالمقود، ثم صلى، قال: فسمع أبو برزة قول الرجل، فجاء فقال: ما عنفني أحد منذ فارقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير ذلك، إني شيخ كبير، ومنزلي متراخ، ولو أقبلت على صلاتي وتركت فرسي، ثم ذهبت أطلبها لم آت أهلي إلا في جنح الليل، لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرأيت من يسره، فأقبلنا نعتذر مما قال الرجل. وقيل كانت لأبي برزة جفنة من ثريد غدوة وجفنة عشية للأرامل واليتامى والمساكين. وكان يقوم إلى صلاة الليل فيتوضأ ويوقظ أهله – رضي الله عنه -، وكان يقرأ بالستين إلى المائة.

وفاته:

يقال: مات أبو برزة بالبصرة. وقيل بخراسان. وقيل: بمفازة بين هراة وسجستان.

وقيل: شهد صفين مع علي. ويقال: مات قبل معاوية في سنة ستين. وقال الحاكم: توفي سنة أربع وستين. وقال ابن سعد: مات بمرو.

أنس بن مالك

اسمه وكنيته:

هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.

كنيته: أبو حمزة الأنصاري الخزرجي.

بعض مناقبه:

خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحد المكثرين من الرِّوايةِ عنه. صحَّ عنه أنه قالَ: قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ وأنا ابن عشر سنين، وأنَّ أمَّه أمَّ سُلَيم أتتْ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا قدم، فقالتْ له: هذا أنسٌ غلامٌ يخدمك، فقبله، وأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كنَّاهُ أبا حمزة ببقلةٍ كان يجتنيها، ومازحه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ، فقالَ له: (ياذا الأُذنينِ). وقال محمدُ بن عبد الله الأنصاريُّ: خرجَ أنسُ مع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى بدرٍ وهو غلامٌ يخدمُهُ. قال ابنُ حَجَر – رحمه الله - : " قلتُ: وإنما لم يذكروه في البدريين؛ لأنه لم يكن في سنِّ مَن يُقاتل ". وقال الذهبيُّ: روى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عِلْماً جماً... وقد سردَ صاحبُ التَّهذيبِ نحو مئتي نفسٍ من الرُّواةِ عن أنس.. فصحب أنسٌ نبيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - أتمَّ الصُّحبةِ، ولازمَهُ أكملَ الملازمةِ منذُ هاجرَ وإلى أنْ ماتَ، وغزا معه غيرَ مرةٍ، وبايعَ تحتَ الشَّجرةِ.

وقال أبُو هُريرة – رضي الله عنه - : ما رأيتُ أحداً أشبه بصلاةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن ابنِ أُمِّ سليم يعني أنساً. وقال أنس بن سِيرين: كان أنس بن مالك أحسنَ النَّاسِ صلاةً في الحضرِ والسَّفَرِ.

وعن أبي خلدة قالَ: قلتُ لأبي العالية: أسمعَ أنسٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قالَ: خَدَمَهُ عشر سنين، ودعا له النبيُّ- صلى الله عليه وسلم -، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السَّنَّة مرتين، وكان فيه ريحان، ويجيء منه ريح المسك، وكانت إقامته بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، ثم شهد الفتوح، ثم قطن البصرة، ومات بها . وعن إسحاق بن عثمان قال: سألت موسى بن أنس كم غزا أنس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: ثماني غزوات. رواه البخاري.

وروى بن السكن من طريق صفوان بن هبيرة عن أبيه قال: قال لي ثابت البناني، قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضعها تحت لساني؟ قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه. وقال معتمر عن أبيه سمعت أنس بن مالك يقول: لم يبق أحد صلى القبلتين غيري.

وعن حفصة عن أنس قال: قالت أم سليم يا رسول الله أدع الله لأنس؟ فقال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه. قال أنس: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإنَّ أرضي لتثمر في السَّنَّةِ مَرَّتينِ. ومناقب أنس وفضائله -رضي الله عنه- كثيرة جداً.

وفاته:

قال عليُّ بن المديني: كان آخرُ الصَّحابةِ موتاً بالبصرة. وقال جرير بن حازم قلت: لشعيب بن الحبحاب: متى مات أنس؟ قال: سنة تسعين . ومعتمر بن سليمان مات سنة إحدى وتسعين. وفي رواية : وكان عمره مائة سنة إلا سنة. وقال ابن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن زيد بن الهذلي أنه حضر أنس بن مالك سنة اثنتين وتسعين. وقال أبو نعيم الكوفي مات سنة ثلاث وتسعين، وفيها أرَّخه المدائنيُّ وخليفةُ، وزادَ: وله مائة وثلاث سنين.


[align=center]أم هانئ بنت أبي طالب[/align]

اسمها:

هي السيدة الفاضلة أم هانئ، بنت عم النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي طالب، عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية المكية.

واسمها: فاختة. وقيل: هند. وكانت زوج هبيرة بن عمرو بن عائذ بن عمر بن عمران بن مخزوم المخزومي.

بعض مناقبها:

ذكر بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي طالب أم هانئ وخطبها منه هبيرة فزوج هبيرة، فعاتبه النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: أبو طالب يا بن أخي إنا قد صاهرنا إليهم والكريم يكافئ الكريم، ثم فرق الإسلام بين أم هانئ وبين هبيرة، فخطبها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: والله أني كنت لأحبك في الجاهلية فكيف في الإسلام، ولكني امرأة مصبية فأكره أن يؤذوك، فقال: (خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد) .

من فضائلها كذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدخل عندها فقد دخل إلى منزلها يوم الفتح، فصلى عندها ثمان ركعات ضحى؛ عن أم هانئ قالت: ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح فوجدته يغتسل، وفاطمة تستره بثوب فسلمت، فقال: (من هذه ). قلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب، فقال: ( مرحبا بأم هانئ ). فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثمان ركعات ملتحفاً في ثوب واحد، فقلت: يا رسول الله زعم ابن أمي تعني علياً أنَّه قاتل رجلاً قد أجرته فلان ابن هبيرة، فقال: ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ) . وذلك ضحى. وقد روت أحاديث، وحدث عنها حفيدها جعدة، ومولاها أبو صالح باذام، وكُريب مولى ابن عباس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وعروة بن الزبير، وآخرون. وقد بلغ مسندها ستة وأربعين حديثاً، لها من ذلك حديث واحد أخرجاه.

وقد كان إسلامها يوم الفتح، وكان زوجها هبيرة مشركاً حينها، قال ابن إسحاق: لما بلغ هبيرة إسلامها قال أبياتا منها:

[align=center]وعاذلــــة هبـت بليـل تلــومنــي ***** وتعــذلني بالليـل ضل ضـلالها

وتزعم أنـي إن أطعت عشـيرتي ***** سـأذوى وهل يؤذيني إلا زوالها

فإن كنت قد تابعـت ديـن محـمد ***** وقطـعت الأرحــام منـك حبـالها
فكوني على أعلى سحيق بهضبة ***** ملمـلـــمة غبـراء يبــس بـلالهـا [/align]

قال الذهبي: " قلت لم يذكر أحد أن هبيرة أسلم.


وفاتها:

عاشت أم هانئ إلى بعد سنة خمسين.

يتبــــــــــــع.........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 15:24   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]أم مسطح القرشية التيمية[/align]

اسمها:

أم مسطح القرشية التيمية. ويقال المطلبية. وهي بنت أبي رهم أنيس بفتح الهمزة بعدها نون مكسورة بن عبد المطلب بن عبد مناف، ويقال: بنت صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة. قلت: هكذا حكى أبو موسى وهو غلط؛ فإن هذا نسب سلمى أم الخير والدة أبي بكر هي بنت صخر إلى آخره، والذي قال غيره أنها بنت خالة أبي بكر الصديق اسمها رائطة بنت صخر إلخ هكذا قال بن سعد يقال: اسمها سلمى ويقال: ريطة حكاه بن الأمين عن بن بشكوال وبه جزم بن حزم في الجمهرة. وهي مشهورة بكنيتها.

بعض مناقبها:

ثبت ذكرها في الصحيحين في قصة الإفك، حين خرجت عائشة لقضاء الحاجة، فعثرت فقالت: تعس مسطح، فقالت لها عائشة: تسبين رجلاً شهد بدراً ؟، فقالت: أولم تعلمي ما قال؟! فذكرت لها قصة الإفك. وكان مسطح ممن تكلم في ذلك. وقال بن سعد:" أسلمت أم مسطح فحسن إسلامها، وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلم مع أهل الإفك ".

[align=center]الطفيل بن عمرو[/align]

اسمه ولقبه:

هو الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي. لقبه: ذو النور.


سبب تلقيبه بذي النور:

روى الطبري من طريق بن الكلبي قال: "سبب تسمية الطفيل بذي النور، أنه لما وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا لقومه، قال له: ابعثني إليهم واجعل لي آية؟ فقال: (اللهم نور له). فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب أخاف أن يقولوا مُثْلة، فتحول إلى طرف سوطه، فكان يضيء له في الليلة المظلمة.

قصة إسلامه وبعض فضائله:

وعن الطفيل بن عمرو قال: "كنت رجلاً شاعراً سيداً في قومي، فقدمت مكة، فمشيت إلى رجالات قريش، فقالوا: إنك امرؤ شاعر، سيد، وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه، فإنما حديثه كالسحر، فاحذره أن يدخل عليك، وعلى قومك ما أدخل علينا، فإنه فرق بين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وابنه، فوالله ما زالوا يحدثوني شأنه وينهوني أن أسمع منه حتى قلت: والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني، قال: فعمدت إلى أذني فحشوتها كرسفاً، ثم غدوت إلى المسجد، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -قائماً في المسجد، فقمت قريباً منه، وأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله، فقلت في نفسي والله إن هذا للعجز، وإني امرؤ ثبت ما تخفى علي الأمور حسنها وقبيحها، والله لأسمعنَّ منه، فإن كان أمره رشداً أخذت منه، وإلا اجتنبته، فنزعت الكرْسفة، فلم أسمع قط كلاماً أحسن من كلام يتكلم به، فقلت: يا سبحان الله! ما سمعت كاليوم لفظاً أحسن ولا أجمل منه، فلما انصرف تبعته، فدخلت معه بيته، فقلت: يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا لي : كذا وكذا، فأخبرته بما قالوا، وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق، فاعرض علي دينك فعرض علي الإسلام، فأسلمت ثم قلت: إني أرجع إلى دوس، وأنا فيهم مطاع، وأدعوهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم، فادع الله أن يجعل لي آية، قال: ( اللهم اجعل له آية تعينه) . فخرجت حتى أشرفت على ثنية قومي، وأبي هناك شيخ كبير، وامرأتي وولدي، فلما علوت الثنية، وضع الله بين عيني نوراً كالشهاب يتراءاه الحاضر في ظلمة الليل، وأنا منهبط من الثنية، فقلت: اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مُثلة لفراق دينهم، فتحول فوقع في رأس سوطي، فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم، وأنه على رأس سوطي كأنه قنديل معلق، قال: فأتاني أبي، فقلت: إليك عني فلست منك ولست مني، قال: وما ذاك؟ قلت: إني أسلمت واتبعت دين محمد، فقال: أيَّ بني ديني دينك، وكذلك أمي، فأسلما، ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبت عليَّ، وتعاصت، ثم قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: غلب على دوس الزنا والربا، فادع عليهم، فقال: (اللهم اهد دوسا) . ثم رجعت إليهم، وهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام، حتى استجاب منهم من استجاب، وسبقتني بدر وأحد والخندق، ثم قدمت بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس، فكنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى فتح مكة، فقلت: يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه؟ قالأجل، فاخرج إليه ). فأتيت، فجعلت أوقد عليه النار، ثم قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقمت معه حتى قبض، ثم خرجت إلى بعث مسيلمة، ومعي ابني عمرو حتى إذا كنت ببعض الطريق، رأيت رؤيا، رأيت كأنَّ رأسي حلق، وخرج من فمي طائر، وكأنَّ امرأة أدخلتني في فرجها، وكأنَّ ابني يطلبني طلباً حثيثاً، فحيل بيني وبينه، فحدثت بها قومي، فقالوا: خيراً، فقلت: أما أنا فقد أولتها، أما حلق رأسي: فقطعه، وأما الطائر: فروحي، والمرأة : الأرض أدفن فيها، فقد روعت أن أقتل شهيداً، وأما طلب ابني إياي فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق في سفره هذا، قال: فقتل الطفيل يوم اليمامة، وجرح ابنه ثم قتل يوم اليرموك بعد. وروى البخاري في صحيحه من طريق الأعرج عن أبي هريرة قال : قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إن دوساً قد عصت، فادع الله عليهم، فقال اللهم اهد دوساً ) . وقال بن سعد: " أسلم الطفيل بمكة، ورجع إلى بلاد قومه، ثم وافى النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمرة القضية، وشهد الفتح بمكة ".

وفاته:

قيل: استشهد باليمامة. كما قاله بن سعد تبعا لابن الكلبي. وقيل: باليرموك كما قاله بن حبان. وقيل: بأجنادين كما قاله موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة.


يتبـــــــــــــع..........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 15:36   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]خنساء بنت عمرو[/align]

اسمها:

هي خنساء بنت عمرو بن الشريد بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية الشاعرة المشهورة. واسمها: تماضر، بمثناة فوقانية أوله، وضاد معجمة.

بعض فضائلها:

قال أبو عمر: قدمت على النبي -صلى الله عليه وسلم- مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم، فذكروا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: ( هيه يا خناس). ويومئ بيده، قالوا: وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو، وقتل أخوها لأبيها صخر، وكان أحبهما إليها؛ لأنه كان حليماً جواداً محبوباً في العشيرة، كان غزا بني أسد، فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولاً ثم مات، فلما قتل أخوها أكثرت من الشعر، فمن قولها في صخر:

[align=center]أعيني جواداً ولا تجمــــــدا **** ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميـل **** ألا تبكيان الفتى السيــدا
طويل النجاد عظيم الرمــاد **** سـاد عشيرتـه أمـــــردا [/align]

ومن قولها فيه:

[align=center]وإن صخراً لمولانا وسيدنا **** وإن صخراً إذا نشتو لنحار
أشم أبلـج يأتـم الهـــداة بـه **** كأنــه علـــم في رأسـه نـار [/align]

قال: وأجمع أهل العلم بالشعر أن لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. وذكر الزبير بن بكار - بسنده - عن أبي وجزة عن أبيه قال: حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية، ومعها بنوها أربعة رجال، فذكر موعظتها لهم، وتحريضهم على القتال، وعدم الفرار، وفيها إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لبنوا أب واحد، وأم واحدة، ما هجنت آباءكم، ولا فضحت أخوالكم، فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد، حتى قتلوا، وكان منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزاً، فأنشد الأول:

[align=center]يا إخوتي إن العجوز الناصــحه ***** قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
بمقالـة ذات بيــــان واضـــــحـه ***** وإنما تلقـون عنـد الصائحـه[/align]

من آل ساسان كلاباً نابحه


وأنشد الثاني:

[align=center]إن العجوز ذات حزم وجلد ***** قد أمرتنــا بالســداد والرشــــد نصيحة منها وبـرا بالولـــد ***** فباكروا الحرب حماة في العدد [/align]

وأنشد الثالث:

والله لا نعصي العجوز حرفا ***** نصحا وبرا صادقا ولطفا

فبادروا الحرب الضروس زحفا ***** حتى تلفوا آل كسرى لــفا

وأنشد الرابع:

[align=center] لســـــت لخنســـــاء ولا للأخــــرم ******* ولا لعمـــرو ذي السنـــاء الأقـــدم
إن لم أرد في الجيش جيش الأعجـــــــم ******* ماض على الهول خضم حضرمي [/align]

.. قال: فبلغها الخبر(أي خبر استشهادهم)، فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. قالوا: وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض.

قال ابن حجر: ومن شعرها في أخيها:

[align=center]ألا يا صخر لا أنســاك حتـــى **** أفارق مهجتي ويشق رمسي
يذكرني طلوع الشمس صخرا **** وأبكيه لكل غـروب شمــس
ولولا كثرة الباكيــــن حـــولي **** على أخوانهم لقتـلت نفــسي [/align]

ومن شعرها فيه:

[align=center]ألا يا صخـر إن أبكيت عيني ***** فقـد أضحكتني دهرا طــويلا
ذكرتـك في نســاء معـــولات ***** وكنت أحق من أبدى العــويلا
دفعت بـك الجليـل وأنت حي ***** ومن ذا يدفـع الخطب الجليـلا
إذا قبــح البــكاء علـى قتيـــل ***** رأيت بـكاءك الحسن الجميـلا [/align]

ويقال إنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر، فقالت لها: يا خنساء هذا نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنه، فقالت: ما علمت، ولكن هذا له قصة زوجني أبي رجلاً مبذراً، فأذهب ماله، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين، فأعطاني شطراً خياراً، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خيرهما، فقالت له امرأته: أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار، فقال:

[align=center]والله لا أمنحـها شـــرارها **** وهي التي أرحض عني عارها
ولو هلكت خرقت خمارها **** واتخــذت من شعــر صــدارها [/align]


يتبــــــــــــع.........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 15:46   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]الأحنف بن قيس[/align]

اسمه ونسبه ولقبه:

هو الأحنف بن قيس، بن معاوية بن حصين، بن حفص بن عبادة، بن النزال بن مرة، بن عبيد بن الحارث، بن عمرو بن كعب، بن سعد بن زيد مناة بن تميم، أبو بحر التميمي السعدي.

أمه: حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهلية.

واسمه: الضحاك على المشهور.

ولقبه الأحنف وهو مشهور به، وقد ذكر الذهبي أنه اشتهر بالأحنف؛ لحنف رجليه، وهو العوج والميل.

بعض فضائله:

أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يجتمع به، وكان يضرب بحلمه المثل. قال العجلي: الأحنف بصري ثقة، كان سيد قومه، وكان أعور أحنف، دميماً، قصيراً، كوسجاً، له بيضة واحدة، حبسه عمر سنة يختبره، فقال: هذا والله السيد. وفي الزهد لأحمد عن الحسن عن الأحنف قال: لست بحليم ولكني أتحلم. وعن الخليل بن أحمد قال: قال رجل للأحنف بن قيس بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي مالا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك. وقد ذكر الأحنف ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: " كان ثقة مأموناً، قليل الحديث، وكان ممن اعتزل وقعة الجمل، ثم شهد صفين ". وقد روى عن عمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبي ذر وغيرهم. وروى عنه أبو العلاء بن الشخير, والحسن البصري وطلق بن حبيب وغيرهم. وله قصص يطول ذكرها مع عمر ثم عثمان ثم مع على ثم مع معاوية ثم مع من بعده.

بعض أقواله:

قال ابن المبارك: قيل للأحنف بم سودوك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه. وقال الأحنف: عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر. وقال أيضاً: ثلاث في ما أذكرهن إلا لمعتبر ما أتيت باب سلطان إلا أن أدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني " بينهما "، وما أذكر أحداً بعد أن يقوم من عندي إلا بخير. وقيل إن رجلاً خاصم الأحنف، وقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً، فقال: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدة. وقال: من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون. وعنه سئل ما المروءة قال: كتمان السر، والبعد من الشر. وقال: " رأس الأدب آلة المنطق لا خير في قول بلا فعل ولا في منظر بلا مخبر، ولا في مال بلا جود، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في فقه بلا ورع، ولا في صدقة إلا بنية، ولا في حياة إلا بصحة وأمن ".

وفاته:

وعن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال: حضرت جنازة الأحنف بالكوفة، فكنت فيمن نزل قبره، فلما سويته رأيته، قد فسح له مد بصري، فأخبرت بذلك أصحابي، فلم يروا ما رأيت. وقال أبو عمرو بن العلاء: توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر. قال الفسوي: مات الأحنف سنة سبع وستين. وقال غيره: توفي سنة إحدى وسبعين. وقال جماعة: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق - رحمه الله -.

فائدة :

الكلام حول ترجمة الأحنف يطول، ولكن لمن أراد الإستزادة، فعليه بتاريخ ابن عساكر، وتاريخ الإسلام للذهبي، قال الذهبي في ختام ترجمته للأحنف في " سير أعلام النبلاء" : قد استقصى الحافظ بن عساكر ترجمة الأحنف في كراريس، وطولتها أنا في تاريخ الإسلام.


[align=center]أسماء بنت عميس[/align]

اسمها وكنيتها:

أسماء بنت عُميس، بن معبد بن الحارث الخثعمية. أم عبد الله.

بعض مناقبها:

قيل أنها أسلمت قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وهاجر بها زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة، فولدت له هناك عبد الله ومحمداً وعوناً، فلما هاجرت معه إلى المدينة سنة سبع، واستشهد يوم مؤتة، تزوج بها أبو بكر الصديق، فولدت له محمداً، وقت الإحرام، فحجت حجة الوداع، ثم توفي الصديق فغسلته، وتزوج بها علي بن أبي طالب. وعن الشعبي قال: قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر: " يا حبشية سبقناكم بالهجرة " . فقالت: لعمري لقد صدقت، كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم، ويعلم جاهلكم، وكنَّا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرنَّ ذلك لرسول الله، فأتته فقال: للناس هجرة واحدة، ولكم هجرتان.

وعن عامر قال: قالت أسماء بنت عميس يا رسول الله إن هؤلاء يزعمون أنا لسنا من المهاجرين، قال: (كذب من يقول ذلك لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إليَّ).

وعن سعيد بن المسيب قال: نفست بذي الحليفة فهمَّ أبو بكر بردها، فسأل النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال: مرها فلتغتسل ثم تهل بالحج.

وقال سعد بن إبراهيم قاضي المدينة: أوصى أبو بكر أن تغسله أسماء، قال قتادة: فغسلته بنت عميس امرأته، وقيل: عزم عليها لما أفطرت، وقال: هو أقوى لك، فذكرت يمينه في آخر النهار فدعت بماء فشربت، وقالت : والله لا أتبعه اليوم حنثاً.

وروى أبو إسحاق عن مصعب بن سعد أن عمر فرض الأعطية ففرض لأسماء بنت عُميس ألف درهم. وقال الواقدي: ثم تزوجت علياً فولدت له يحيى وعوناً. وعن زكريا بن أبي زائدة قال سمعت عامرا يقول: تزوج علي أسماء بنت عُميس فتفاخر ابناها محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر، فقال كل منهما: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، قال فقال لها علي: اقض بينهما، قالت: ما رأيت شاباً من العرب خيراً من جعفر، ولا رأيت كهلاً خيراً من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئاً، ولو قلت غير الذي قلت لمقتك، قالت: إن ثلاثة أنت أخسهم خيار.


[align=center]أبو محذورة المؤذن[/align]

اسمه وكنيته وأسرته:

اسمه أوس بن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جُمَح. قال البلاذري: الأثبت أنه أوس، وجزم ابن حزم في كتاب "النسب" بأن سمرة أخوه، وخالف أبو اليقظان في ذلك فجزم بأن أوس بن معير قُتل يوم بدر كافراً، وأنَّ اسم أبي محذورة سلمان بن سمرة، وقيل: سلمة بن معير، وقيل اسم أبي محذورة معير بن محيريز. وحكى الطبريُّ أن اسم أخيه الذي قتل ببدر أنيس، وقال أبو عمر: اتفق الزبير وعمه وابن إسحاق والمسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس، وهم أعلم بأنساب قريش. ومن قال إن اسمه سلمة فقد أخطأ.

ويقال أن اسمه "سمرة" بن مِعْيَر بكسر أوله وسكون المهملة وفتح التحتانية المثناة وهذا هو المشهور. وحكى ابنُ عبد البر أن بعضهم ضبطه بفتح العين وتشديد التحتانية المثناة بعدها نون.

بعض فضائله:

قال عنه الذهبي - رحمه الله-: " مؤذن المسجد الحرام، وصاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ". وقد كان من أندى الناس صوتاً، فعن أبي محذورة قال: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم، فسمعتهم يؤذنون للصلاة، فقمنا نؤذن نستهزئ ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت). فأرسل إلينا، فأذنَّا رجلاً رجلاً، فكنت آخرهم، فقال حين أذنت تعال). فأجلسني بين يديه، فمسح على ناصيتي، وبارك عليَّ ثلاث مرات، ثم قال: (اذهب فأذن عند البيت الحرام) . قلت: كيف يا رسول الله؟ فعلمني الأولى كما يؤذنون بها، وفي الصبح الصلاة خير من النوم، وعلمني الإقامة مرتين مرتين.. وعن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره، وكان يتيماً في حجر أبي محذورة حين جهزه إلى الشام، فعلمه الأذان. قال الواقدي: كان أبو محذورة يُؤذِّنُ بمكة إلى أنْ توفي سنة تسع وخمسين فبقي الأذان في ولده وولد ولده إلى اليوم بمكة. وأنشد مصعب بن عبد الله لبعضهم:

[align=center]أما ورب الكعبة المستـوره **** وما تلا محمد من سورة

والنغمات من أبي محذوره **** لأفعـلنَّ فعــلة منـكـــورة[/align]


وعن ابن أبي مليكة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى أبا محذورة الأذان، فقدم عمر فنزل دار الندوة فأذن وأتى يسلم، فقال عمر: ما أندى صوتك أما تخشى أن ينشق مريطاؤك من شدة صوتك؟ قال: يا أمير المؤمنين قدمت فأحببت أن أسمعك صوتي، قال: يا أبا محذورة إنك بأرض شديدة الحر، فأبرد عن الصلاة، ثم أبرد عنها، ثم أذن، ثم أقم تجدني عندك.

ولما كانت قصة إسلام أبي محذورة فيها من الغرابة ما فيها , كانت بدأت باستهزائه بالأذان , ثم انتهت بإسلامه ؛ولذلك فإنَّ بعض العلماء يعنونون لقصته تلك بقولهم: " قصة المستهزئ الذي هداه الله ".


وفاته:

قال ابنُ الكلبيِّ : لم يهاجرْ أبو محذورة، بل أقامَ بمكة إلى أنْ ماتَ بعد موت سَمُرة بن جُنْدُب. وقال غيرُهُ: مات سنة تسع وخمسين. وقيل سنة تسع وسبعين.

يتبــــــــــــــع.............










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-11, 15:50   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

[align=center]أبو هريرة (عبد الرحمن بن صخر) رضي الله عنه[/align]

اسمه ونسبه وكنيته :

أحد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، اشتُهر بكنيته، وقد اختُلف في اسمه اختلافاً كثيراً، ولعل الراجح أن اسمه عبد الرحمن بن صخر، لما قاله ابن إسحاق: قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة :كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن، وكنيت أبا هريرة؛ لأني وجدت هرة فحملتها في كمي، فقيل لي أبو هريرة.

وقال النووي في مواضع من كتبه: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولاً.

وقال الطبراني: وأمه - رضي الله عنها - هي ميمونة بنت صبيح.


بعض أخباره وفضائله:

من المكثرين من رواية الحديث، ومن أحفظ الصحابة له، قال عنه الذهبي في ترجمته: " الإمام الفقيه، المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو هريرة الدوسي، اليماني سيد الحفاظ الأثبات " .

وقال البخاري -رحمه الله - : روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره.

وعن أبي صالح قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - .

وقال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: لم يكن من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر حديثاً مني إلا عبد الله بن عمر، فإنه كان يكتب ولا أكتب.

وقال الحاكم أبو أحمد: كان من أحفظ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وألزمهم له صحبة على شبع بطنه، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات، ولذلك كثر حديثه.

وقد كان حريصاً على تعلم العلم بشهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فقد أخرج البخاري في الصحيح من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قلت : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: (لقد ظننت ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث).

وقد بين - رضي الله عنه - سبب إكثاره من رواية الحديث، ففي الصحيح عن الأعرج قال: قال أبو هريرة: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والله الموعد إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فحضرت من النبي - صلى الله عليه وسلم - مجلساً فقال: (من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني). فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إليّ، فو الذي نفسي بيده ما نسيت شيئاً سمعته منه بعد.

ومن فضائله؛ ما جاء في الصحيح في قصة أصحاب الصفة؛ عنه -رضي الله عنه - قال: والله إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت على طريقهم فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني، فمر ولم يفعل، فمر عمر فكذلك حتى مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرف ما في وجهي من الجوع، فقال: (أبو هريرة) ، قلت: لبيك يا رسول الله، فدخلت معه البيت، فوجد لبناً في قدح، فقال: (من أين لكم هذا ؟) قيل: أرسل به إليك فلان، فقال: (يا أبا هريرة انطلق إلى أهل الصفة فادعهم). وكان أهل الصفة أضياف الإسلام، لا أهل ولا مال إذا أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -صدقة أرسل بها إليهم، ولم يصب منها شيئاً، وإذا جاءته هدية أصاب منها، وأشركهم فيها، فساءني إرساله إياي، فقلت: أي في نفسه - كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، وما هذا اللبن في أهل الصفة، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بدٌّ، فأتيتهم فأقبلوا مجيبين، فلما جلسوا. قال: (خذ يا أبا هريرة فأعطهم). فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى، حتى أتيت على جميعهم، وناولته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع رأسه إلي متبسماً، وقال: (بقيت أنا وأنت ؟!) . قلت : صدقت يا رسول الله، قال : ( فاشرب ) فشربت، فقال: ( اشرب ) فشربت، فما زال يقول: ( اشرب ) فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغاً، فأخذ فشرب من الفضلة.

وقد كان أبو هريرة -رضي الله عنه - قواماً لليل، قال أبو عثمان النهدي : تضيفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل أثلاثاً، يصلي هذا ثم يوقظ هذا.

وكان يكثر من ذكر الله، ويحاسب نفسه، ويتهمها بالتقصير، فعن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبح بقدر ذنبي.

وعن أبي هريرة : أنه لما حضرته الوفاة بكى فسئل فقال من قلة الزاد وشدة المفازة. رواه البغوي.

وقد أخذ عليه شعبة أنه كان يدلس، فقال يزيد بن هارون سمعت شعبة يقول: كان أبو هريرة يدلس. ولكن تدليس الصحابة لا يضر لأنهم كلهم عدول، كما يقرره العلماء، قال الذهبي: " قلت: تدليس الصحابة كثير، ولا عيب فيه، فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم، والصحابة كلهم عدول ". وكان بعضهم بقول: ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان حديث جنة أو نار ".

قال الذهبي حافظ عصره :" قلت: هذا لا شيء بل احتج المسلمون قديماً وحديثاً بحديثه لحفظه وجلالته، وإتقانه وفقهه، وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه، ويقول: أفت يا أبا هريرة. وأصح الأحاديث ما جاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وما جاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

وما جاء عن ابن عون وأيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعة علمه؟!. وقد كان يضرب به المثل في بره بأمه، وقد دعا له النبي- صلى الله عليه وسلم - بأن يحبه الناس، فعنه - رضي الله عنه -، قال: والله ما خلق الله مؤمناً يسمع بي إلا أحبني، قلت: وما علمك بذلك؟ قال: إن أمي كانت مشركة وكنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبى علي فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فأخبرته، وسألته أن يدعو لها، فقال: (اللهم اهد أم أبي هريرة ). فخرجت أعدوا أبشرها، فأتيت فإذا الباب مجاف، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت حسي، فقالت: كما أنت، ثم فتحت، وقد لبست درعها، وعجلت عن خمارها، فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وقال: فرجعت إلى رسول الله أبكي من الفرح؛ كما بكيت من الحزن، فأخبرته، وقلت: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين؟ فقال: (اللهم حبب عبدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما). وفضائله ومناقبه كثيرة جداً.

وفاته:

وقال أبو سليمان بن زبر في تاريخه: عاش أبو هريرة ثمانياً وسبعين سنة. وقال هشام بن عروة وخليفة وجماعة: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين. وقال الهيثم بن عدي وأبو معشر وضمرة بن ربيعة: مات سنة ثمان وخمسين. وقال الواقدي وأبو عبيد وغيرهما : مات سنة تسع وخمسين . وقد تردد البخاري في تاريخ وفاته، فقال: " مات سنة سبع وخمسين ". وقد رجح ابن حجر قول هشام ابن عروة، فقال: "والمعتمد في وفاة أبي هريرة قول هشام بن عروة ". وهو أنه مات سنة سبع وخمسين.

[align=center]أبو جندل ابن سهيل[/align]

اسمه ونسبه وكنيته:

هو أبو جندل ابن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر العامري القرشي واسمه العاص وقيل: عبد الله.

بعض فضائله وأخباره:

كان من السابقين إلى الإسلام، وممن عذب بسبب إسلامه، ثبت ذكره في صحيح البخاري في قصة الحديبية من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فذكر القصة، قال وجاء أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده. فقال: يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين، وقد جئت مسلماً، ألا ترون إلى ما لقيت، وكان قد عذب عذاباً شديداً، وكان مجيئه قبل فراغ الكتاب، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم - : (أجزه لي) فامتنع، وقال: هذا ما أقاضيك عليه؟ فقال: (إنًّا لم نقض الكتاب بعد)، قال : فوالله لا أصالحك على شيء أبداً ؟ فأخذ سهيل بن عمر وأبوه فرجع به. فذكر قصة إسلامه ولحاقه بأبي بصير بساحل البحر، وانضم إليهما جماعة لا يدعون لقريش شيئاً إلا أخذوه حتى بعثوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يسألونه أن يضمهم إليه. وثبت ذكره في الصحيح في حديث سهل بن سعد أيضاً أنه قال يوم صفين: أيها الناس اتهموا رأيكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل، ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرددته، يعني في أمر أبي جندل.

وذكره أهل المغازي فيمن شهد بدراً، وكان أقبل مع المشركين فانحاز إلى المسلمين، ثم أسر بعد ذلك وعذب ليرجع عن دينه، ثم لما كان في فتح مكة كان هو الذي استأمن لأبيه.

وفاته:

استشهد أبو جندل باليمامة، وهو بن ثمان وثلاثين سنة. وذكر الذهبي أنه توفي شهيداً في طاعون عمواس بالأردن، سنة ثماني عشرة.

يتبــــــــــــــع..........










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc