حكاية شبح رومانسي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكاية شبح رومانسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-01-26, 12:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
غريب غريب
عضو جديد
 
إحصائية العضو










New1 حكاية شبح رومانسي

حكاية شبح رومانسي.

أتساءل عن معيار الشوق ووحدة قياسه فلا أجدني أعرف له حدود ، وأتساءل عن البعد فأجدني أعلم علم اليقين تفاصيله وحجم المعاناة فيه ..وأدرك قسوته وبرده القارص. فلقد خبرت آلامه وتخصصت في أوجاعه.
متى تذوب المسافات ونلتقي؟ متى تجف بحيرة البعد بيننا؟ متى تلتقي ضفتي نهر الفراق هذه فلقد شتت البعد تفكيري وبعثرت الغربة وجداني. فقط أطلال ابتساماتك تثبت العقل وتجبر القلب على الصبر ويمنع خيال عينيك ثوران المشاعر.
فيما مضى... هناك ... عندما كانت الأطياف حرة... والحياة بسيطة... تماما عندا كان الموت مخيف، والنفس عزيزة والشرك بالله إثم عظيم.
كنت طيفا حرا شفافا أجوب المدن والقرى والأرياف.. لا يسهويني ما عادة يستهوي الأطياف من بني جنسي. ولم أكن رغم مميزات الأطياف الخارقة والمثيرة أشعر بالرضا كوني طيفا. فكم تمنيت لو كنت إنسانا... فلطالما أعجبني هذا المخلوق. -من خلال كثرة تجسسي عليه-.
......
لم يكن للمرء دخل في تكوين مشاعره ولا في تطورها ولا حتى في إكتشافها. وصدفة نجد أننا نحب الشيء الفلاني ونبغض كرها الشيء الفلاني.
وجدت نفسي بين ليلة وضحاها أشعر بفراغ رهيب حين لا تقع عيناي عليها، وأحس بضياع دائم عندما لا أحادثها. ولأنني من أناس لا يبوحون قط بمشاعرهم ... ولأن لها حبيبا تبادله المودة ولأن .... ولأن.. لم أستطع أن أتنفس هواء ليس فيه عطرها..
عيناها مبلغ منى التأئه وملاذ الحيران. الابتسامة منها جائزة لمتلهف عطش. والجلوس إليها مقصد الغريب .لا تجالسها إلا متبسما. ولا تنظر إليها إلا حائر متأملا.. ولا تفارقها إلا يائسا متألما.
عذب حديثها، وطيب صمتها، وثاقب فكرها. قدُّها أرق قبضة لا تفكر في بسط يدك وتتركها. خفيفة خطواتها، وكالنسيم العليل تمر بك فتتمنى ألا تفارقها. معها تمر اللحظات مسرعة والوقت في تسارع رهيب، تشرب من النظر إليها ولا ترتوي.
عيناها مقبرة القلوب. صدفة أن اسمها ينطبق على وصفها سماتها التواضع والبساطة.

المراهق المتقلب المزاج .
وقف أمام المرآة يسوى ربطة العنق الجديدة التي اشتراها البارحة. نعم لقد ابتاع ربطة عنق جديدة حمراء مزركشة اختارها بعناية شديدة ، من أجل اللقاء. ذلك اللقاء الذي بقي يخطط له طوال شهرين. تماما اليوم موعده. سوف يقابلها وجها لوجه. سوف يحادثها بصراحة عن مشاعره تجاهها وسوف يجرؤ على التعبير لها عن أحاسيسه القديمة والجديدة. وعن آماله وسوف يلهمها كلمات الشوق ويسمعها ألحان الغزل. وسوف يحدق بجرأة في عينيها ليملأ بئر الشوق منهما.- وما أعمقها من بئر- وخلال ذلك سوف يمسك بيدها الناعمة بين يديه ليشعر بخرير الدم من عروقها تسري بين راحتي يده. سوف يتلمس الدفء منهما سوف يتحسس أصابعها الرقيقة واحدا فواحد.
سوف يعانقها ... سوف يضمها... بعذوبة المهد يهدهد رضيعا لينا. يتحسس صدرها على صدره... يطوقها بذراعيه ... وسوف تضع يديها على كتفيه يضمها بعنف إلى صدره يتحسس كل خلية من حسدها على صدره ذلك الصدر الخالي والفارغ إلا من هموم عظام. ذلك الصدر الصدئ الذي لم يحتضن إلا الرياح... هاهو يحتضن أجمل هدية...
يشتم عطرها ... يرتوي من أحضانها... يلامس شعرها القطني الناعم يداعب خصلاتها الذهبية... تسند رأسها على صدره.... يمسكها المسكة الأبدية ويتمنى ألا تنفصل عنه.... يحكي لها عن أوتار الشوق المشدودة. يبوح لها بحب خالد ونقي. يروي لها معاناته السرمدية.. يغمض عينيه ويطير بها حول ذراعيه إلى الفضاء العالي.. يجاوران النجوم والأقمار. وكما الطيور يحط بها على غصن شجرة كبيرة .
ينظر إلى عينيها طويلا يتأمل بؤبؤها يرى صورته في عينيها صغيرة ينظر إلى رموشها الرفيعة إلى قوس يخط حاجبيها مرسوم بقلم رقيق. ينظر إلى عينيها ..ينظر إلـى عينيها .يشعر بأنه ضائع فيهما، تائه حولهما. يشعر بالفرح .. بالحزن .. بالخوف منهما. يشعر بكل شيء ولا يشعر بشيء. يضع يديه على خديها، يقرب شفتيه من شفتيها. يشعر بحرارة أنفاسها. يشتم قرنفلا حول ثغرها. يضع شفتيه على شفتيها، فيمر تيار كهربائي في جسده .يشعر بالدوار وكأنه يسقط من مكان شاهق. بل يشعر بالضياع. يقبلها فيشعر بتلك الرجفة الشديدة... تنفصل الشفتان ليتذوق ذلك الطعم في فمه ما ألذه وما أعذبه وما أغربه من طعم... يريد المزيد... تقترب الشفتان من جديد في عناق أعنف من الأول... يقبلها فيشعر بالضياع... يشعر بفقدان السيطرة... يشعر بالحنين والأنين معا.. يضمها فيحس بأنه المسافر العائد .. يقبلها فيحس بأنه المسافر المغادر الذي لا يريد أن يفارق.
تلق القبلة .. قبلة الحياة بعد الموت وقبلة. الموت بعد الحياة.. ذلك الطعم الذي لا يشبه شيئا رغم أنه كل شيء. تحسه تفاحا لكنه ليس هو بل أحلى .. أهو العسل.. كلا بل ألذ وألـذ هل هو.. هل هـو... طعم تحسه أثناء تذوقة لكنك تنساه بعد أن تبتلعه وتريد أن تتذوقه باستمرار في كل وقت..
أحس خلال ذلك بالرجولة .. وبالحب .. وبالمسؤولية .. وبالأمل.. وبالحيـــاة، أغمض عينيه برهة صغيره ثم فتحهما ليجد نفسه واقفا أمام المرآة يحتضن الهواء ويتصبب عرقا...

يتبـــع









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
حكاية, رومانسى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc