صلاح احمد ابراهيم - الشاعر والاديب السوداني الكبير
والسفير السابق للسودان فى الجزائر
كتب هذه القصيدة قبل اكثر من 30 عاما
حبا للجزائر والثورة الجزائرية
اغنية التروبادور للجزائر
أرهقك المسير
وطالت الرحلة رغم البرد والوحدة في (أُمشير)
و انت يا حبيبتى فى شهرك الأخير
تحرك الجنين، واشفقي عليه من إجهاض
حتى إذا اشتدت عليك قبضةُ المخاض
هُزي إليك يا حبيبتى بجذع نخلة الشعوب
تُهدى إليك كيف تطلبين رُطب القُلوب
ومُهج الرجال
فبعد حين يا حبيبتى. فبعد حين
ستفرحين ، تفرحين ، تفرحين
***
في الليلٍِ تُطفأ الأنوار
ويهجع الصغير والكبير
من غُرفة حقيرة من كوخي الحقير
في قرية نائية، خاملة الذكر ، من (السودان)
ينسل يا حبيبتى فى البرد ، في الأمطار
قلبُ بلا دثار
يجرى على انابيب في الصخور
يخترق الصحراء
حافية أقدامه ، الرأس بلا غطاء
ويركب الأهوال والأخطارْ
حتى اذا لاح له معسكر الثوار
يُلقى على فيالق التحرير
تحية مملوءة حنان
يحرك العيدان تحت النار
ويصنع الشاي لديدبان
-أرعشه البرد، ولم تطرق له عينان-
لعائدين- توّهُم - أنهكهم طوال السّفر
يطوف بالخيام
يُقبل الجرحى ، يهدهدُ الجراح كي تنام
وينفضُ الغبار عن وجوه راجعين من خطر
وحين يطمئنُّ، حين نخفتُ النيران في مخافر الأعداء
وحينما يهوّم الحراس
يمضى إليك تحت شرفة من جبل (الأوراس)
في يده قيثار
يُنقّر الأوتار
يقول يا سيدتى: اطلي ، نام جميعُ النّاس
لو انت أهديت لى المنديل
أطويه في جوانحي أنشره لواء
أغشى به مُنْدفعاً كالسيل
مراكز الأعداء
سيدتي: مهما استطال الليل
مهما رمان الناس
عقيرتي تجيشُ أغنيات عاشق، تُرقِّقُ الغناء
يا ليتني رصاصة تُطلقها الجزائر
أو شمعةُ ساهرةُ تؤنس ليل ساهر
أو (كلمةُ السِّر) تقود ثائراً لثائرْ
أو خنْجر طي فدائي خفي ماكر
أغيبُ في مُهجة جاسوس وجنب غادر
لبسمة واحدة كالفُلّة البيضاءْ ...
تبسمها الجزائر