هل تحرُّك "أردوغان" على جبهة حلب هو بهدف اِفساد ولاية "دونالد ترامب" الجديدة؟

[الزمزوم]

هل تحرُّك "أردوغان" على جبهة حلب هو بهدف اِفساد ولاية "دونالد ترامب" الجديدة؟


هناك قراءات عديدة لتحُّرك "أردوغان" الأخير على جبهة حلب منها:

أولاً، أنّ هذا الشّخص يُريد أنْ يُوحي لــ "ترامب" أنّه عدو لإيران وأنه معهُ في خندق واحد ضدَّها.


ثانياً، أنَّ هذا الشّخص يُريد أنْ يستبِق تنصيب "ترامب" بتحقيق مكاسب أكثر على الأرض فإذا ما اِنسحبت أمريكا من سوريا كانت له اليد الطولى فيها أو أنّه يُريد تحسين موقعه في التّفاوض على سوريا وبخاصة أنَّ "ترامب" يسعى للخروج من سوريا والشّرق الأوسط ليتجه صوب الصين، وبالتّالي يسعى "أردوغان" لضمان نصيب كبير من الكعكة السورية.


ثالثاً، هذا الشّخص أراد الاِنتقام من سوريا لأنّها رفضت لقاء "الأسد" مع "أردوغان" بشروط الأخير وعلى أساس قبُول الاِحتلال التركي لمناطق في شمال الغرب السوري وتكريس الاِحتلال ولا شيء غير ذلك، فــ "أردوغان" يسعى لضمان بقاء المناطق السورية الّتي يحتلها الجيش التركي تحت السّيطرة التركية سياسياً واقتصادياً واِجتماعياً وثقافياً ورفض أي جدولة للاِنسحاب والسّماح بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السّلاح على طُول الحدُود السورية التركية بعمق 30 – إلى 50 كلم في عُمق التُّراب السوري مع حظر الطيران وبناء قواعد عسكرية تركية قارة فيها وقُدرة الأتراك على التوغل في الداخل السوري متى شاءوا بذريعة مُطاردة الوحدات الكردية والأكراد سواء السوريين منهم أو الأتراك من المعارضة للنظام التركي.


رابعاً، يعرف هذا الشّخص أنّ الطريق الأقصر لإرضاء "ترامب" وكسب ودّه هو في مدى خدمة الكيان الصهيوني فالهجوم على حلب جاء بعد 48 ساعة من اِتفاق وقف إطلاق النّار في لبنان بين الكيان وحزب الله.


ولكن هُناك اِحتمال آخر لم يلتفت له البعض وهو أنّ المعروف جداً أنّ "دونالد ترامب" يُريد أنْ يدخل ولايته الجديدة صافية من الحرُوب في الشّرق الأوسط، لأنّه ببساطة ليس لدى الرّجل الوقت الكافي لتضييعه في قضايا هامشية (بالنّظر إليه) مثل هذه وبخاصة أمام ضيق الوقت أي السّنتين الأوليين الّتي منحها الأمريكيين له من خلال التصويت له والفوز برئاسة أمريكا وهو ليس من مصلحته الغرق في هذا الصّراع فهناك ماهو أهم بكثير لأمريكا مثل: الصّراع في أوروبا الشّرقية – ملف حلف النّاتو- علاقة أمريكا بأوروبا اِقتصادياً- صعود الصين- ملف الهجرة- العلاقة مع كندا ومسألة النفط – العلاقة مع المكسيك (الهجرة- تهريب المخدرات) - إعادة العمل بأجندة النفط وزيارة اِستخراجه في الولايات المتحدة..إلخ بمعنى آخر أنّ أجندة الرّئيس "ترامب" مليئة عن آخرها بأمور مُهمة ومصيرية للولايات المتحدة الأمريكية.


من نافلة القول أنّ "أردوغان" و"تميم" يتقاطعان في الكثير من النقاط مع الدّيمقراطيين وبخاصة إذا علمنا أنّ الحزب الدّيمقراطي يضمّ أعداداً كبيرة من أصدقاء البلدين سواءٌ من العرب والمسلمين أو بواسطة الشّيك والرّشاوي ولذلك من مصلحة هذا الثُّلاثي وهُم: الدّيمقراطيون، "أردوغان"، و"تميم" بدعم من أصدقائهم في أوروبا من ذوي الميول والأهداف الواحدة إغراق "دونالد ترامب" منذ الوهلة الأولى لتوليه الرئاسة في أمريكا أو حتى قبلها بـ 50 يوماً في أوحال لن يخرج منها على الأقل إلّا بعد سنتين و50 يوماً من الأن (إهدار وقت التّفويض الشّعبي المطلق له)، ويبدُو أنّ أحداث حلب الأخيرة في سوريا أهم لحظات إغراقه في الوحل ذاك بمساعدة كبيرة من الإدارة الأمريكية الحالية الّتي هي على وشك الرّحيل وبتخطيط منها ولاشك العازمة على العوّدة بقوة (الحزب الدّيمقراطي) لا لبس فيها بعد سنتين و50 يوماً من الآن.


صحيح الكيان الصهيوني مُتورطٌ في الأحداث (حلب) وصحيح هو أقرب إلى "ترامب" في ظلّ حكومة المجرم "بنيامين نتنياهو" واليمين الصهيوني في "إسرائيل" ولكن الصحيح أيضاً أنّ الكيان الصهيوني يُريد تصفية أُموره دفعةً واحدةً في المنطقة العربية قبل خرُوج "ترامب" منها والتّوجه نحو الشّرق الأقصى، كما ويريد المجرم "نتنياهو" والعقل السّياسي الاِستراتيجي الصهيوني- "الإسرائيلي" تكبيل "ترامب" بقضايا كبيرة كهذه (من وجهة نظره) حتّى يبقى تحت السّيطرة وذلك من خلال وُجُود عُنصر التأزم والحلّ فيها بيدِ "الإسرائيلي".


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق

[الزمزوم]

دولت باهتشيلي: لم يفت الأوان أمام الأسد للحوار مع تركيا


قال دولت باهتشيلي، رئيس حزب الحركة القومية، المتحالف مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه لم يفت الأوان أمام الرئيس السوري بشار الأسد لبدء الحوار مع تركيا.


وفي كلمة له خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، لفت باهتشيلي إلى أن "الأسد لم يمسك يد تركيا الممدودة وغطى أذنيه، ولم يستطع أن يتحمل حرب الجيش التركي ضد الإرهاب.. إن سوريا دولة مثيرة للجدل".


وأكد أنه "برأينا، لم يفت الأوان بعد، ومن مصلحته (أي الرئيس السوري) أن يقيم الحوار معنا، كما يجب عليه أن يقيم اتصالات مع تركيا دون شروط مسبقة"، مشددا على أن "تركيا ليس لها مصلحة أو أطماع في أراضي أية دولة".


يذكر أن قوات من هيئة تحرير الشام، وهي تحالف يهيمن عليه الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة، هاجموا يوم الأربعاء الماضي مناطق في محافظة حلب والمنطقة المجاورة لإدلب، وتمكنوا من السيطرة على حوالي 70 بلدة.


ووصلت هيئة تحرير الشام والمقاتلون المتحالفون معها إلى أبواب هذه المدينة يوم الجمعة بعد "هجومين انتحاريين بسيارات مفخخة"، ثم سيطروا تدريجيا على الأحياء. كما قطعوا الطريق السريع الإستراتيجي "إم 5" الذي يربط دمشق بحلب، وتقاطع طريق يوفر الاتصال باللاذقية، وصباح السبت، سيطروا أيضا على مطار حلب الدولي.


المصدر: Rt