مُقدِّمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن معرفة المسلم بالأمور الشائعة الناقضة لإسلامه وإيمانه هو أوجب الواجبات حتى لا يذهب عنه ما خُلق لأجله وبه نجاته في الدنيا والآخرة ألا وهو دينه وتوحيده. وإن من أنفع ما كُتب في هذا المجال مختصر كتاب: «نواقض الإسلام» للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى.
ولشدة الحاجة إلى العلم بهذه النواقض كتبتُ وجمعتُ بعض شروحات هذه النواقض وما يتعلق بها مختصراً وسميتها: «مختصر الكلام في شرح نواقض الإسلام»( ).
نسأل الله العلي القدير أن يرزقنا علماً نافعاً وإيماناً صادقاً وعملاً متقبلاً ودعاءً مستجاباً ومبادرةً للأعمال الصالحات وتركاً للمنكرات وصلى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير
أبو خلاد ناصر بن سعيد بن سيف السيف
غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين
تمهيد
* تعريف النواقض: «جمع ناقض اسم فاعل من نقض الشيء إذا حلّه وهدمه وأفسده».
* تعريف الإسلام: «هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله».
* التوحيـد: «هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة».
* أهمية نواقض الإسلام عند الفقهاء: «العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة يبوِّبون في كتب الفقه باباً يسمونه باب حكم المرتد ويذكرون فيه صور الكفر وأنواعه الاعتقادية والقولية والفعلية التي يكفر متلبسها بعد إسلامه».
* سبب ذكر المؤلف عشرة نواقض للإسلام فقط:
1- لأنها أكثر النواقض وقوعاً.
2- لأنها أشد النواقض خطراً.
* قاعدة مهمة: «من وقع في مكفِّر أو مبدِّع أو مفسِّق فلا يقع الحكم عليه حتى تتوفر الشروط وتنتقي الموانع».
* شروط التكفير والتبديع والتفسيق:
العقل – البلوغ – العلم – الاختيار – عدم التأويل – القصد.
* موانع التكفير والتبديع والتفسيق:
الجنون – الصغر – الجهل – الإكراه – وجود التأويل – الخطأ.
* الضرورات الخمس التي يجب المحافظة عليها:
1- الدين.
2- النفس.
3- العقل.
4- حفظ الأموال.
5- حفظ الأنساب والأعراض.
* تعريف الردة: «المرتد: هو الذي يرجع عن دينه إما بقول أو باعتقاد أو بفعل أو بشك».
* أصول الردة:
1- قول الكفر والشرك من غير إكراه.
2- اعتقاد الكفر والشرك.
3- فعل الكفر والشرك.
4- الشك في الدين وما جاء به الرسول .
* الردة بالقول: «كأن يتكلم بلفظ الكفر والشرك غير مُكره سواء كان جاداً أو هازلاً أو مازحاً فإذا تكلم بالكفر فإنه يحكم عليه بالردة إلا إذا كان مُكرهاً».
* الردة بالاعتقاد: «أن يعتقد الإنسان بقلبه ما يناقض الإسلام مثل المنافقين».
* الردة بالفعل: «كأن يذبح لغير الله فإذا ذبح لغير الله خرج عن دين الإسلام وارتد لأنه عبد غير الله لأن الذبح عبادة».
* الردة بالشك: «الشك التردد فإذا شك في قلبه هل ما جاء به الرسول صحيح أو غير صحيح؟ هل هناك بعث أم لا ؟ فهذا يكفر بشكه ولو كان يصلي ويصوم ويعمل ما يعمل».
* الناس في نواقض الإسلام على ثلاثة أقسام:
الأول: الذين يغالون في التكفير والحكم على الناس بالكفر ويكفِّرون الناس من غير رويَّة أو فقه أو معرفة وهذا مبدأ الخوارج.
الثاني: المرجئة الذين يقولون الإيمان بالقلب ولم يدخلوا فيه العمل ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة.
الثالث: أهل السُّنة والجماعة وهم وسط بين مذهب الخوارج ومذهب المرجئة فيجمعون بين النصوص ويقولون: إن الكفر في القرآن والسُّنة ينقسمان إلى قسمين: كفر أكبر وكفر أصغر وشرك أكبر وشـرك أصغر والذنوب التي دون الشرك لا يكفر صاحبها في الدنيا وهي تحت المشيئة في الآخرة.
* فوائد مهمة:
1- من عبد الله بالخوف فقط فهو خارجي ومن عبد الله بالرجاء فقط فهو مرجئ ومن عبد الله بالحب فقط فهو صوفي ومن عبد الله بالخوف والرجاء والحبة فهو موحد سني.
2- لا فرق بين نواقض الإسلام ونواقض الإيمان ولكن قد يكون الإنسان مسلماً بلسانه فقط وباطنه فيه الكفر وهذا هو المنافق.
3- الجهل يختلف فإذا كان الجاهل لا يمكنه أن يتعلم فإنه يعذر حتى يجد من يعلمه كالذي يعيش في بلاد منقطعة عن بلاد المسلمين وما فيها إلا الكفار فهذا يعذر بالجهل وأما الذي يعيش بين المسلمين وفي بلاد المسلمين ويسمع القرآن ويسمع الأحاديث وكلام أهل العلم فهذا لا يعذر بالجهل.
4- الكفر أعم من الشرك لأن الكافر قد يكون جاحداً للرب سبحانه وتعالى وأما المشرك فإنه يؤمن بالرب ولكنه يشرك معه غيره فبين الكفر والشرك عموم وخصوص فكل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك.
5- الإكراه يختلف باختلاف مواقعه ولكن الإكراه الذي يعذر به هو الذي لا يمكن التخلص منه بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان.