يتجلى لكل ملاحظ أن الوجود الفرنسي في إفريقيا هو محل رفض من شعوبها.
وفي ظرف وجيز عرفت إفريقيا الفرنكوفونية عدة إنقلابات عسكرية ضد أنظمة حكم لنقول ديمقراطية، تستمد قوتها لإدارة شؤون البلاد من الولاء لفرنسا التي توفر لها
الحماية من خلال القواعد العسكرية
المنتشرة على أراضيها.
بالرغم أن لها إرتباط وثيق بفرنسا
ثقافيا وإقتصاديا وماليا منذ إستقلالها،
كون الفرنسية هي لغاتها الرسمية،
والنظام التعليمي هو فرنسي،
الفرنك الإفريقي هي عملتها المرتبط
بالفرنك الفرنسي قبل أن يحل محله
الأورو، وفرنسا هي من تستغل موارد
هي البلاد، إن لم نقول أن كل شيء
ينطق فرنسي، ألم يصف الزعيم العالمي
بومدين ليبولد سينغور أحد رؤساء
السنيغال بأنه إفريقي اللون لكن دمائه
فرنسية.
فمن مالي إلى بوركينا فاسو (بلد طوماس
سنكارا، وجوده في السلطة كان محل
عدم رضا فرنسا والغرب عليه، ما دفع إلى
تصفيته لكي لا ينتشر مد سنكارا في
إفريقيا)، إلى النيجر وأخيرا الغابون.
وما ثرى إنتباه الرأي العام أن هؤلاء
العسكر المستولون على السلطة هم
محل دعم شعبي عارم.
لأن الفساد قد عشعش في دواليب هذه
الأنظمة، من محسوبية ورشوة وتبديد
المال العام وتزوير الإنتخابات بلغت أوجها
لا يمكن السكوت عنها.
وقد إعترف وزير خارجية الإتحاد الأوروبي
جوزيب بوريل بتزوير الإنتخابات الأخيرة
في الغابون لصالح علي بانغو.
بقلم الأستاذ محند زكريني