بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد الثرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت أن الصيادين تجمعوا حسب الموعد وانطلقوا نحو الغابة لصيد العدد الأكبر من الذئاب خاصة وأن الخوف تملك أهالي القرية خشية فقدان دوابهم وعيالهم وقطعانهم جراء ظهور الذئاب على مقربة من المراعي.
و سار الصيادون مباشرة نحو النهر وتتبعوا أثار الذئاب لكن الذئاب، شعرت بهم
فاختفت بين الأعشاب الكثيفة بأعالي الغابة والتي يصعب على الصيادين الوصول إليها.وما هي إلا ساعات حتى وصل كل الصيادين إلى الكهف والجحر الذي اتخذته عائلة الذئاب المهاجرة إلى هذه الغابة مأوى لها،فلم تجد الذئاب لكن قائدهم ،ذلك الصياد المنفرد برأيه قال لهم سأدخل الكهف وأتأكد إن كان هناك بعض الذئاب بالداخل ، وبعد خطوات قليلة وجد الجراء الصغيرة التي أصبحت تطعم نفسها بنفسها بالإضافة إلى حليب أمها وهي ملتصقة يبعضها البعض في خوف ،فنادي أصحابه تعالوا لقد غنمنا اليوم بما يكفي وأخذ الجراء وكان عددها بعدد الصيادين الستة وعادوا يهتفون كعادتهم وهو يصيح ويقول لقد انتقمت وفزت لكنني للحطاب ما سامحت ، فقال له أحد أصدقائه أمازلت تذكر الرجل بعد كل هذه الفترة الزمنية والحطاب لم يظلمك وإنما سدد الثمن وهو الآن ميت فرحمة الله عليه ، فنظر له نظرة حقد وقال لكنني لم أمت وقد قسمت على أن لا أترك أي ذئب حي بهذه الغابة، وعاد إلى القرية وباع الجراء الصغيرة لمربي الحيوانات المفترسة لتكون مدربة ويبيعها هو أيضا لأصحاب
السرك.
رجع الذئاب إلى مكان تجمعهم ولم تجد الأم صغارها وأصبحت تدور بالمكان وتشم الأرض فعرفت أن الصياد هو صاحب الفعلة لقد عرفت رائحته، فخرجت إلى القطيع وعوت وإذا بالقائد يحظر ويعلم أن صغاره قد أخذوا من طرف إنسان فوقف أمام القطيع وأخبرهم بلغة الحيوان أن الأمر يتطلب التكثيف من الهجوم على أهالي القرية حتى يجدوا صغارهم ، فعوى كل الذئاب حتى دوت الغابة وسمع كل من في القرية عوائهم ، فقال الصياد حسب خبرته لأصحابه
لقد عرفت الذئاب أن جرائها قد أخذت وإنني لن أستبعد أن تحضر هذه الليلة فكونوا على موعد للإيقاع بها ، ونصبوا الشباك و الفخاخ وباتوا ينتظرون الذئاب ليجيئوا من جهة الغابة وأقاموا على ذلك الحال لعدة أيام حتى سئم الصيادون و لقائدهم قالوا إنك تهذي وما أدرى الذئاب أن جرائها عندنا وانصرف كل واحد إلى عائلته وأعماله ورجع هذا الصياد بدوره لمنزله وترك الفخاخ منصوبة .
وفي ليلة دافئة و هادئة مقمرة وساكنة والصمت مخيم فيها وفي الثلث الأخير من الليل حدث ما لم يتوقعه أهالي القرية وهذا ما سنراه في الجزء الثالث من قصة (الذئب والصياد).
وللحكاية تتمة أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب
.