كثيراً اسأل نفسي هل الزمن تغير ام النفوس تغيرت ام قلوبهم ايضا تغيرت....
نعم تغيرت نفوس الناس...وأصبح الكل يبحث عن مصالحه الشخصية دون أن يفكر بغيره... لكن المتأمل لحالنا يجد أن الزمن بريء من التغير براءة تامة ، فحين نعود إلى الوراء نجد أنه عندما نجتمع بالأحبة سابقاً، نجد الأُنس بقربهم، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، فتفترق الأجساد وتبقى القلوب مجتمعة والأرواح تغذي شوقها بلقاء كل جديد مشرق، أما اليوم نلتمس البُعد والجفوة والقسوة، فتبدأ الأفكار تأخذ مأخذها في التفكير في السالب... كما أن العواطف مشحونة بالحقد، والأخلاق ضيقة النطاق قابلة للانفجار في أي لحظة... والعلاقات مادية، والتعاملات قاسية غير رقيقة، والآراء إن اختلفت أفسدت معاني الود التي بيننا، ناهيك عن شريان جديد ينبض في المجتمع مما سبب فتور العلاقات وتباعد القلوب والقطيعة والأنانية، وكذلك انعدام الثقة والاهتمام بالمنفعة الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة......
فسبحان الله أصبحنا في مجتمع حسّاس كلُ يفسر الكلام على هواه والكل يخشى من حدوث مشكلة نتيجة كلمة قد تُفسّر بشكل خاطئ وينتج عن ذلك الأخطاء الفادحة فيبدأ التشكيك في نيات وخفايا القلوب... ورمي التهم على الآخرين جزافا...وأن ما فعلوه أو قالوه هو عن قصد وسوء نية ...
وأنه تدبير إبليسي بزعم أننا نعلم ما في النيات والقلوب...وهذا أمر خطير جدا قد يصدر من البعض منا... وقد حذر منه عليه الصلاة والسلام فقد قال لأسامة بن زيد
« أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا.»...
انكم على قدر نواياكم ترزقون.....يمهل ولايهمل