محرقة غار الفراشيش 19 جوان 1945

[زهراء الأمل]

تحية طيبه لكل الإخوة والاخوات بهذا الصرح الطيب

ارتايت اليوم التطرق لحادثة تاريخية مهمة في تاريخ الجزائر الثائرة،...هي لسيت بطولة، فالكل يعرف ما بذله أجدادنا من تضحيات جسام ...هي جريمه تبين بطش الإستعمار الفرنسي الغاشم ،وما اقترفه في حق الجزائرين من ظلم وتجاوزات لا إنسانية في حقهم وفي حق مقدساتهم وممتلكاتهم ...أحداث دونها ضباط الجيش الفرنسي في مذكراتهم وتباهوا بها
فمن واجبنا ابراز ما اقترفوه ،ورفع اللثام على ادعاءات بعض الفرنسيين القائلة بدورهم الحضاري بالبلاد

محرقة غار الفراشيش 19 جوان 1945
تعتبر محرقة غار الفراشيش بمنطقة الظهرة من أفضع ما ارتكب في العقد الثاني للاحتلال ،حيث ابيدت قبيلة اولاد رياح خنقا وحرقا بدم بارد من طرف العقيد بيليسي بعد ان تحصنت بكهوف الظهرة هروبا من سياسة نزع السلاح التي طبقتها السلطات الاستعماريه

التعريف بالمصطلحات :
ـمنطقة الظهرة/ منطقة ذات مساحة معتبرة تتميز بتضاريسها الوعرة والجبلية، ترتفع على سطح البحر ب500 م ،تقع في اقصى الحدود الشمالية لمقاطعه وهران بين ساحل البحر المتوسط وحوض الشلف تشمل كل الاراضي الواقعة بين تنس ومصب نهر الشلف

ـقبيلة اولادرياح/من القبائل المحاربة ،مستقرة بمنطقة الظهرةعلى سلسلة جبيلة بين الشلف والبحر،تظهر ارض القبيلة في شكل متاهة مقسمة لمسالك كثيرة وجبال وحفر تضم كهوف

ـمغارات الفراشيش/تتواجد بالسلسة الجبلية لمنطقة الظهرة،وتسمى بكهوف الظهرة تقع في جبال تاوسان على بعد 30كم شرق مصب الشلف حفرت بمياه كلسية في شكل رواق عمقه 180م

الوضع العام في منطقة الظهرة قبل المحرقه
تشير المصادر الفرنسية انه مع بدايه1945 تاريخ توقيع معاهدة لالة مغنية التي حوصر فيها الأمير عبد القادر بالمغرب ،بقي الهيجان بالجزائر
حيث احتضنت الظهرة انتفاضة عرفت بانتفاضة الطرق الصوفية تزعمها "الشريف بومعزه"احد قادة المقاومه الشعبية الذي وقف الى جانب الامير عبد القادر و اثار القبائل على حمل السلاح سنه1945، ولقد انتشرت الثورة بسرعه مخيفة
اشتدت المقاومه بمنطقة الظهرة حتى الشلف الى مستغانم وبسبب الحشود الفرنسية المتمركزة في المنطقة قام هذا الاخير بمواجه مع الجيش الفرنسي في منطقة عين مران يوم14 افريل1945 حيث الحق خسائر بصفوف الجيش ولجأ الى عمق جبال الظهرة للاختباء بسبب القوات الفرنسيه التي حاصرت المنطقه
تلقى بومعزة الدعم من قبيلة ولاد رياح مما ادى الى تتبع مقاومته

تزامنت هذه الاحداث مع بقدوم الماريشال بيجو الذي أصبح حاكما عاما على الجزائر وشرع في تنفيذ عملياته العسكرية التي اتسمت بالبربرية وسفك الدماء وحرق القبائل ،هذه التصرفات البربيرة كانت مناطق الظهرة مسرحا لها

احادث المحرقة
أمر بيجو ضباطه بمعاقبة القبائل التي انضمت الى بومعزة ،فشكل ثلاث فيالق يقودها العقيد سانت اورنو ،والعقيد لاميرو ،والعقيد بيليسي وغزت هذه الفيالق المنطقة ولاحقت بومعزه ،الفرقتان الاوليان أخضعتا القبائل الثائرة ،بينما فرقة بيليسي قامت بالمحرقه
في 8جوان 1945 توجهت قواته لاخضاع القبيلة وقد قدرت ب2254جندي ،فغزا القبيلة وحطم ممتلكاتها واحرق ما وجد منها وقد وجدهم أقل انقيادا لنزع السلاح
هذا ما دفع بالسكان للهروب الى غار الفراشيح ظنا منهم انه سياويهم ويجعلهم في مأمن،وهناك اعتقاد اخر كان يدفع اولاد رياح الى الهروب الى المغارة متمثلا في اعتقادهم انها البرج الج الحصين الذي يبعد الاخطار لارتفاعها عن البحر من جهة وانها مكسوة بأشجار العرعار من جهة أخرى اضافة لعامل اخر مرتبط بقدسية المكان وبأن أحد رجال الدين الصالحين يحميه ببركاته ةلكنهم لم يتصوروا أبدا الحقد والكراهية التي يحملها الغزات لهم
قد قدر عدد افراد القبيلة الفارين ب1000 شخص بما في ذلك الاطفال والنساء وحتى البهائم

في 18 جوان اصر بيليسي على اخضاع اولاد رياح فقام مبحاصرت الكهف مع عساكره وطالب القبيلة بالاستسلام ،وتشير بعض المصادر ان بعض افراد القبيلة طلبوا منه عدم ادخالهم الى سجن مستغانم غير انه رفض فابوا الاستسلام فقرر حرقهم

قامت قوات الجيش الفرنسي باشعال النار امام مدخل الغار وفي اليوم الموالي تواصلت النيران لتبدأ محادثات شكلية بين رسول يمثل القبيلة وبيليسي ،غير أنها فشلت بسبب اصرار الجيش الفرنسى على انها خطة ليكسب السكان الوقت فقط

تفنن بيليس في تكويم الحطب خلال اليوم الثاني ،مصرا على الموت الزؤام خلال ربع ساعة أو الاستسلام مما يعكس روحا قاسية تستمتع بالام الجزائرين امحتضرين ،فقد كان هناك صياح وتأوه يدوي في المكان ثم ساد الصمت .فقد اختنق البعض واحترق البعض الاخر ورفست الحيوانات الهائجة كل من في طريقها...

تذكر الاحصائيات ان عدد المتوفين تجاوز 800 شخص ،وقد ذكرت بعض المصادر الفرنسية تسجيل 750 جثة في عين المكان،وفي 20 جوان بنحو ساعه وقع انفجار مدوي في قلب الغار ،وقد وصف كاميل روسي هذا المشهد قائلا"كنا بين الحين والاخر نرى مخلوقات بشرية مشوهة تخرج من المغارات زحفا على البطون فيحاول اخرون ممن تبقى متمسكا بمبادئه إلى اخر رمق منعهم من الخروج ...وبعد انطفاء النار دخل الجنودالغارات فوجدوا منظرا رهيبا 800 جثة ملقاة على الارض ،رجال،أطفال،شيوخصمت محزن ومقطع لحرشردات بعيدة،حيوانت غطت رأسها حتى لا ترى ولا تجأر مرمية محروقه،وهناك أم مخنوقة كانت تدافع عن ابنها من ضد هياج الثور،أطفال رضع اختنقوا من المؤن،واخرون اختنقوا تحت ملابس أمهاتهم ،وفي الاخير كتل من اللحم الكثير تم الدوس عليها ،وقبيلة ولاد رياح لم تعد موجودة"

وليست هذه المحرقة الوحيدة التي قام بها المستعمر الغاشم يل هناك العديد كمحرقة قبيلة صبيح في نفس المنطقة وغيرها في كامل التراب الوطني
حاولت فرنسا تبرات نفسها من التهم الموجهة لها ،لكنها ستظل في نظرنا مجرمه ،مفما ارتكبته لا يمكن أن تمحوه الكلمات ،لان كل افعالها وجرائمها قد حفرت في الذاكرة حفرا ،وستظل محرقة غار الفراشيح لاصقة في ذاكرة الشعب الجزائري الذي كتب تاريخه بدماء الشهداء الابرار،رحمهم الله

[بسمة ღ]

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

عذرًا اغرورقت عيناي لمحاولة تصور المنظر الشنيع ، هكذا هو دائما الطاغي الجبان يتفن بتعذيب الابرياء

فَلتشهد السماء على صراخهم المُدوي .. و لتشهد المغارات و الكهوف و الخنادق على بشاعة ما أُقتُرف بحقهم

فيا التربة الطاهرة ضمي أبنائكِ و طمئنيهم دمهم المهدور و جثثهم المحروقة لم و لن تنسى و تندثر في عقولنا و قلوبنا

جرائم فرنسا لا و لن تُغتفر أبدًا عند الجزائريين و كل مُتيم عاشق للحرية

رحم الله شهدائنا الابرار ، نسأل الله أن يجعل الفردوس الأعلى سكنًا خالدًا لهم

بوركتِ أختي زهرة

جزاكِ الله ألف خير

لا تحرمينا من مواضيعكِ و مشاركاتكِ المميزة

موفقة ان شاء الله

[musoua]

جزاكِ الله ألف خير