يدرك الطفل مفهوم الاختلاف من قبل أن يدخل إلى المدرسة ولكنّ تصرفات أمه هي التي تؤثرفي نظرته للمسألة وتطبع طريقة تعامله مع كل من يختلف عنه أو يعاني إعاقة ما أو يحتاج إلى عناية خاصة.
ومن هذا المنطلق، تدعوكِ "عائلتي" لأن تكوني المثل الصالح لطفلكِ وتلقّنيه المهارات الاجتماعية السليمة التي ستحفّزه على احترام الآخر وتقدير حاجاته وعدم إساءة معاملته:
إحرصي على احترام الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم الاستهتار بهم والسخرية من حاجاتهم. فطفلك ينصت إلى كلامك ويتعلّم من سلوكياتك، والأفضل أن تكون جميعها لطيفة وإنسانية ومليئة بالاحترام للآخر.
علّمي طفلكِ التعاطف ودعيه يدرك أنّ للآخرين مشاعر مثله لا بد من احترامها، وذلك من خلال تشجيعه على التحدث عن أحاسيسه الخاصة والإثناء على أي مبادرة يقوم بها للإصغاء إلى مشاعر الآخرين.
أجيبي بكل انفتاح وصدق على كل أسئلة طفلكِ حول الاحتياجات الخاصة والإعاقة ووضّحي له الأمور بطريقة مبسّطة تناسب عمره وقدراته الذهنية مع الحرص على تنبيهه بأنّ الإعاقة تشكّل جزءاً بسيطاً من هوية الشخص ولا تقلل من قدره وشأنه كإنسان.
اشرحي لطفلكِ بأنّ الأطفال الذي يعانون من إعاقة معيّنة هم كباقي الأطفال، أي أنهم جديرون بالاحترام والمحبة والصداقة والإندماج.
فسّري لطفلكِ بأنّ الإعاقة الجسدية لبعض الأشخاص لا تعني بالضرورة أنهم متأخرون ذهنياً ومعرفياً أيضاً.
إنتقي لطفلك كتباً وأفلاماً مصوّرة تتطرّق إلى موضوع الإعاقة والاحتياجات الخاصة وشجّعيه على قراءتها أو مشاهدتها وكوني مستعدّة للإجابة على كل أسئلته بشأنها وفتح مناقشات جديدة حول أهمية احترام الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
إن أراد طفلك دعوة أحد أصدقائه من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المنزل، رحّبي بالفكرة بكل سرور وإبذلي ما في وسعك للتعامل مع المسألة بخفة والبحث عن وسائل لترفيههما من دون التسبب بالإحراج لأيٍّ منهما.
إن كان لطفلكِ صديق أصم مثلاً، لا تترددي في تشجيعه على تعلّم لغة الإشارات من أجل تحسين علاقته به والتواصل معه بشكل أفضل.