معنى اسم الله تعالى الرفيق - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنى اسم الله تعالى الرفيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-01-16, 19:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة معنى اسم الله تعالى الرفيق

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.



روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

معني اسم الله تعالى الكريم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد

معنى اسم الله عز وجل الملك

معنى اسم الله تعالى الجبار

معنى اسم الله تعالى السلام

معنى اسم الله عز وجل المؤمن

معنى اسم الله تعالى المهيمن

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير

معنى اسم الله عز وجل الخالق

معني اسم الله تعالي البارئ

معني اسم الله عز وجل المصور

معنى اسم الله عز وجل الغفار

معني اسم الله تعالى القهار

معني اسم الله عز وجل الوهاب

معنى اسم الله تعالى الرزاق

معنى اسم الله تعالى الفتاح

معني اسم الله عز وجل العليم

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط

اسم الله تعالي المعز و المذل

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم

معني اسم الله عز وجل السميع

معني اسم الله عز وجل البصير

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم

هل العدل من أسماء االله تعالى

معني اسم الله تعالى اللطيف

معنى اسم الله تعالى الخبير

معنى اسم الله عز وجل الحليم

معنى اسم الله تعالى العظيم

معنى اسم الله تعالى الشكور

معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ

معني اسم الله تعالى الكبير و المتكبر

معنى اسم الله تعالى الحفيظ

معني اسم الله تعالى الحسيب

معني اسم الله تعالى الرقيب

معنى اسم الله تعالى المجيب

معني اسم الله تعالى الودود

معني اسم الله تعالى المجيد

معني اسم الله تعالى الحق

معني اسم الله تعالى القوي المتين

معني اسم الله تعالى الولي و المولى

معني اسم الله تعالى الحميد

معني اسم الله تعالى السيد

معني اسم الله تعالى المحصي

معني اسم الله تعالى الباعث

معني اسم الله تعالى المبدئ والمعيد

معني اسم الله تعالى الحيّ

معني اسم الله تعالى القيوم

معني اسم الله تعالى الدَّيَّان

معني اسم الله تعالى سُبُّوح قدُّوس

معني اسم الله تعالى الرب

معني اسم الله تعالى البَرُّ

معني اسم الله تعالى الجميل

معني اسم الله تعالى الشافي

معني اسم الله تعالى الرَّؤوف





.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-01-16, 19:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


معني اسم الله تعالى الرفيق

الدَّلَالات ُاللُّغويةُ لاسمِ (الرَّفِيق)

أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 113).

الرفيقُ في اللُّغَةِ مِن صيَغِ المبالغةِ

فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ

فِعْلُه: رَفَقَ يَرْفق رِفْقًا.

وَالرِّفْقُ: هو اللُّطفُ وهو ضدُّ العنْفِ

ويعني: لِينَ الجانبِ ولَطافةَ الفعلِ

رفقَ بالأَمرِ وله وعليه وهو به رَفِيقٌ يعني لَطيف.

وعند أحمدَ من حديثِ عائشةَ؛ أَن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَا كَانَ الرِّفْقُ في شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ وَلَا عُزِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ"


أحمد في المسند (6/ 206) (25748)

وصححه الألباني من حديث أنس

انظر: صحيح الجامع (5654).


فالرفقُ هو اللّطفُ.

ورَفِيقُكَ: هو الَّذي يُرَافِقُكَ في السفَرِ تَجْمَعُكَ وإِيّاه رُفقةٌ واحدةٌ.

والرفيقُ أيضًا هو الذي يَتولَّى العملَ برفقٍ، أو يتَرفَّقُ بالمريضِ ويتلَطَّفُ به.

وعند أبي داودَ وصححهُ الألبانيُّ من حديثِ أبي رمثة؛ أَنَّ أباه

قَالَ للرسول صلى الله عليه وسلم: أَرِنِي هَذَا الَّذِي بظَهْرِكَ فَإِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "اللهُ الطَّبِيبُ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ، طَبِيبُهَا الذِي خَلَقَهَا"


أخرجه أبو داود في كتاب الترجُّل

باب في الخِضاب (4/ 86) (4207)

وانظر: صحيح أبي داود (2/ 792) (3544)

والطبيب لم يدخل مع الأسماء الحسنى للتقييد الذي وَرَد بَعده

وهو قوله: "طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا" فحسن الاسم على ما قيِّد به.


والمرْفَقُ مِنْ مَرَافِق الدارِ الأماكنُ المصاحبةُ للدارِ مِن خدماتٍ مختلفةٍ كَمصَابِّ الماءِ ونَحوِها.

والمرفِقُ من الإِنسانِ والدَّابَّةِ أَعلى الذراعِ وأَسفل العَضُدِ


لسان العرب (10/ 118)

وتهذيب اللغة (9/ 109)

وكتاب العين (5/ 149)

والمغْرب للمطرزي (1/ 339).


والرفيقُ سبحانه هو اللطيفُ بعبادهِ

القَريبُ منهم، يغفرُ ذنوبَهم، ويتوبُ عليهم.

وهو الذي تَكَفَّلَ بهمِ مِن غيرِ عِوَضٍ أو حاجةٍ، فيَسَّرَ أسبابَهم

وقدَّرَ أرزاقَهم

وهداهم لِـمَا يُصلحُهم، فنعمتُه عليهم سابغةٌ

وحكمتُه فيهم بالغةٌ

يحبُّ عبادَهُ الموَحِّدِينَ

ويَتقبَّلُ صالحَ أعمالهِم

ويُقرِّبُهم وينصُرُهم على عدوِّهم

ويُعامِلُهم بعَطْفٍ ورحمةٍ وإحسانٍ

ويدعو مَنْ خالفه إلى التوبةِ والإيمانِ.

فهو الرفيقُ المحسِنُ في خفاءٍ وسِتْرٍ

يحاسبُ المؤمنينَ بفضلِهِ وَرَحْمتِه

ويحاسبُ المخالفين بعدلِهِ وحكمتِهِ

ترغيبًا لهم في توحيدِهِ وعِبادتِهِ

وحِلمًا منه لِيدخلوا في طاعتهِ


انظر في تفسير الاسم:

الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (1/ 556).


والله عز وجل رفيقٌ يُتابعُ عِبادَهُ في حركاتِهم وسكناتِهم

ويتولَّاهُم في حِلِّهم وترحالِهم بمعيةٍ عامَّةٍ وخاصَّةٍ:

فالمعيَّةُ العامَّةُ

كقوله تعالى: ﴿ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ﴾ [المجادلة: 7].

والمعيَّةُ الخاصَّةُ كقوله: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19].

وعند الترمذي وصححه الألبانيُّ من حديثِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنه

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال له: "يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ"


الترمذي في صِفة القيامة والرقائق والورَع (4/ 667) (2516)

وانظر: صحيح الجامع (7957).


وعند مسلمٍ مِن حديثِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقولُ إذا خرجَ للسَّفرِ: "اللهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ في السفرِ والخلِيفة في الأَهْلِ...."

الحديث رواه مسلم في الحجِّ

باب يقول إذا ركب إلى سفر الحجِّ وغيره (2/ 978) (1342).


وهو الرفيق الذي يجمعُ عبادَهُ الموحِّدين عندَه في الجَنَّةِ

كما قالتِ امرأةُ فرعونَ: ﴿ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ﴾ [التحريم: 11].

وعند البخاريِّ من حديثِ عائشةَ قالتْ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهْوَ صَحيحٌ: "لَنْ يُقْبَضَ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ"

فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي، غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ

ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى"، قُلْتُ: إِذًا لَا يَخْتَارُنَا، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ الحَدِيثُ الَّذي كَان يُحَدِّثُنَا، وَهْوَ صَحِيحٌ، قَالَتْ: فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى


البخاري في الدَّعوات، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته (4/ 1613) (4173).









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-16, 19:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

ورُودُه في الحديثِ الشَّريفِ

النهج الأسمى (3/ 8 - 13).

وَرَدَ في حديثِ عائشة رضي الله عنها؛ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

قال: "يَا عَائِشَةُ، إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحبُّ الرِّفقَ، ويُعطِي عَلَى الرِّفقِ مَا لَا يُعْطَي عَلَى العُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"


رواه مسلم في البِرِّ (4/ 2003 – 2004)

مِن طريق عمرة بنت عبد الرحمن عنها.

وله طريق أخرى مِن حديث عليِّ بن أبي طالب، وأنس، وأبي هريرة، وعبد الله بن مغفل رضي الله عنهم

انظرها في: إبطال التأويلات (2/ 467 – 468) للقاضي أبي يعلى بتحقيقنا (النجدي).


وعنها رضي الله عنها قالتْ: لمَّا مرِضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المرضَ الذي مات فيه جعلَ

يقولُ: "فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى" وفي روايةٍ: أَنَّه رفعَ يدَهُ، أو إصْبَعهُ، ثم قال: "فِي الرَّفيقِ الْأَعْلَى" ثلاثًا ثم قَضَى...


رواه البخاري في المغازي (8/ 136 – 138)

ومسلم (4/ 1722) بلفظ: "مع الرفيق الأعلى".

قال الحافظ ابن حجر:

"وزعَم بعضُ المغاربة أنه يحتمل أَنْ يُراد بالرفيق الأعلى الله عز وجل لأنه مِن أسمائِه" ثم ذكر حديثَ مسلمٍ السابقَ. قال: "والرفيق يحتمل أَنْ يكونَ صفةَ ذاتٍ كالحكيم، أو صفةَ فعلٍ"

قال: "ويحتمل أن يُرادَ به حضرةُ القُدسِ، ويحتمل أن يُرادَ به الجماعةُ المذكورون في آية النساء، ومعنى كونهم رفيقًا: تعاونُهم على طاعة الله، وارتفاقُ بعضهم ببعضٍ، وهذا الثالث هو المعتمدُ

وعليه اقتصر أكثرُ الشراحِ، وقد غلَّط الأزهريُّ القولَ الأولَ، ولا وجهَ لتغليطِه مِن الجهة التي غلَّطه بها وهو قوله: "مع الرفيق" أو "في الرفيق"

لأَنَّ تأويلَه على ما يليقُ بالله سائغٌ" اهـ.

وفي اللسان (3/ 1696):

"وقال شمرٌ في حديثِ عائشةَ: فوجدتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يثقلُ في حجري...

قال أبو عدنان: قوله في الدعاء: "اللهم أَلحِقني بالرفيق الأعلى" سمعتُ أبا الفهد الباهلي

يقول: إنه تبارك وتعالى رَفيقٌ وَفيق، فكأن معناه: أَلحِقني بالرفيق أي: بالله، يُقال: الله رفيق بعباده؛ مِن الرفق والرَّأفة، فهو فعيل بمعنى فاعل"، ثم ذكر قول أبي منصور الأزهري الذي أشار إليه الحافظ آنفًا.


معنى الاسم في حقِّ الله تعالى:

قال القرطبيُّ بعد أَنْ بيَّنَ المعنى اللُّغويَّ للاسمِ: "وللهِ تعالى مِن ذلك ما يَليقُ بجلالِهِ سُبْحَانَهُ.

فهو الرَّفيقُ؛ أي: الكثيرُ الرِّفقِ، وهو اللِّينُ والتسهيلُ

وضدّهُ العُنفُ والتَّشديدُ والتَّصْعِيبُ.

وقد يجيءُ الرِّفقُ بمعنى: الإِرفاقِ

وهو إعطاءُ ما يُرتفقُ به

وهو قولُ أبي زيدٍ.

وكلاهما صحيحٌ في حقِّ اللهِ تعالى.

إذْ هو الميسِّرُ والُمسهِّلُ لأسبابِ الخيرِ كلِّها، والُمعطي لها

وأعْظمُها: تيسيرُ القرآنِ للحفظِ، ولولا ما قال ï´؟ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ï´¾ [القمر: 17]

ما قَدِرَ على حِفْظهِ أحدٌ، فلا تيسيرَ إلا بتيسيرِهِ، ولا منفعةَ إلا بإعطائِهِ وتقديرِهِ.

وقد يجيءُ الرفقُ أيضًا بمعنى: التَّمهُّل في الأمورِ والتَّأنِّي فيها، يُقال منه: وقفتُ الدابةَ أرفقُها رفقًا، إذا شدَدْتُ عَضُدَها بحبلٍ لِتُبطِئَ في مَشْيِها.

وعلى هذا يكون "الرَّفيقُ" في حقِّ الله تعالى بمعنى "الحليم"

فإنه لا يُعجِّلُ بعقوبةِ العُصاةِ ليتوبَ مَن سَبَقَتْ له العِنايةُ

ويَزدادُ إثمًا مَنْ سبقتْ له الشقاوةُ.

وقال الخطَّابِيُّ:

"قوله: "إِنَّ اللهَ رفيقٌ" معناه: ليس بعَجُولٍ، وإِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يخافُ الفوتَ، فأما مَنْ كانتِ الأشياءُ في قبضتِه ومُلكِه فليس يعَجلُ فيها"

.
الكتاب الأسنى (ورقة 429 أ، ب)


وقال النوويُّ:

"وأما قولُه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ رفيقٌ" ففيه تصريحٌ بتسميتِه سبحانه وتعالى، ووصفِه برفيقٍ.

قال المازري:

لا يُوصفُ اللهُ سبحانه وتعالى إلا بما سَمَّى به نفسَهُ، أو سمَّاهُ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أو أَجمعَتِ الأُمَّةُ عليه، وأما ما لم يَرِدْ إِذنٌ في إطلاقِهِ

ولا وَرَدَ منعٌ في وصفِ اللهِ تعالى به ففيه خلافٌ: منهم مَنْ قال يبقى على ما كان قبل وُرُودِ الشرعِ، فلا يُوصفُ بِحِلٍّ ولا حُرْمَةٍ، ومنهم مَنْ مَنعَهُ.

قال: وللأصوليين

المتأخِّرين خلافٌ في تَسميةِ اللهِ تعالى بما ثَبتَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بخبرِ الآحادِ

فقال بعضُ حُذَّاقِ الأشعريَّةِ: يجوزُ؛ لأَنَّ خَبَرَ الواحِدِ عنده يَقتضي العملَ

وهذا عنده مِن بابِ العمليَّاتِ لكنَّهُ يَمنعُ إثباتَ أسمائِهِ تعالى بالأقيسَةِ الشَّرعيةِ

وإنْ كانتْ يُعملُ بها في المسائلِ الفِقهيَّةِ.

وقال بعضُ متأخِّريهم: يُمنعُ ذلك، فمَنْ أجاز ذلك فَهِمَ مِن مسالِك الصَّحابةِ قَبولَهم ذلك في مثلِ هذا

ومَنْ مَنَعَ لم يُسلمْ ذلك

ولم يَثْبُتْ عِنده إجماعٌ فيهِ فبقي على المنْعِ.

قال المازريُّ:

فإطلاقُ رفيقٍ إنْ لم يثبُتْ بغيرِ هذا الحديثِ الآحادِ، جرى في جوازِ استعمالِهِ الخلافُ الذي ذكرنا

قال: ويُحتملُ أَنْ يكون َصفةَ فعلٍ، وهي: ما يخلقُه اللهُ تعالى من الرِّفقِ لعبادِهِ، هذا آخرُ كلامِ المازريِّ".

قال النوويُّ:

"والصحيحُ جوازُ تسميةِ اللهِ تعالى رفيقًا وغيرَهُ مما ثَبَتَ بخبرِ الواحدِ، وقد قدَّمنا هذا واضحًا في كتابِ الإيمانِ في حديثِ: "إِنَّ الله جميلٌ يُحبُّ الجمالَ" في باب تحريم الكِبْرِ، وذكرْنا أنه اختيارُ إمامِ الحرَمين"


مسلم بشرح النووي (16/ 145-146)

وما قاله النووي هو الحقُّ الذي لا مِرْيَة فيه؛ فإن التفريقَ في الاحتجاجِ بالمتواترِ دون الآحادِ في العقيدةِ بدعةٌ اعتزاليةٌ لم يَعْرفْها سَلَفُ الأمَّةِ رضوان الله عليهم.


قال القرطبي

بعد أن بين المعنى اللغوي للاسم:

(ولله تعالى من ذلك ما يليق بجلاله سبحانه.

فهو الرفيق:

أي الكثير الرفق

وهو اللين والتسهيل

وضده العنف والتشديد والتصعيب.

وقد يجيء الرفق بمعنى: الإرفاق

وهو إعطاء ما يرتفق به

وهو قول أبي زيد.

وكلاهما صحيح في حق الله تعالى.

إذ هو الميسر والمسهل لأسباب الخير كلها، والمعطي لها وأعظمها: تيسير القرآن للحفظ، ولولا ما قاله وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ [القمر: 17]

ما قدر على حفظه أحد

فلا تيسير إلا بتيسيره

ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره.

وقد يجيء الرفق أيضاً بمعنى: التمهل في الأمور والتأني فيها

يقال منه: وقفت الدابة أرفقها رفقاً، إذا شددت عضدها بحبل لتبطئ في مشيها.

وعلى هذا يكون (الرفيق) في حق الله تعالى بمعنى (الحليم)؛

فإنه لا يعجل بعقوبة العصاة ليتوب من سبقت له العناية

ويزداد إثماً من سبقت له الشقاوة.

وقال الخطابي

: (قوله: "إن الله رفيق" معناه: ليس بعجول، وإنما يعجل من يخاف الفوت

فأما من كانت الأشياء في قبضته وملكه فليس يعجل فيها


((الكتاب الأسنى)) (ورقة 429 أ - ب).

وقال ابنُ القَيِّمِ في (النونيَّةِ)

وهو الرَّفيقُ يُحبُّ أهلَ الرفقِ
يُعطيهـمُ بالـرِّفقِ فـوقَ أَمَـانِ


النونية بشرح أحمد بن عيسى (2/ 229)

.









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-01-16 في 19:05.
رد مع اقتباس
قديم 2020-01-16, 19:06   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ:

1- أَنَّ اللهَ تعالى موصوفٌ بالرِّفقِ

وهو مِن صفاتِهِ

إمَّا صفةُ ذاتٍ أو صفةُ فعلٍ

وقد نقلَ إجماعَ الأُمَّةِ على ذلك الإمامُ أبو يَعلى الفرَّاءُ

وقال: "لأَنَّهم يقولون: يا رفيقُ ارفُقْ بنا في أحكامِك"


إبطال التأويلات لأخبار الصفات (2/ 467).

2- ورِفْقُه سبحانه وتعالى بعبادِه يَظهرُ في رأفتهِ ورحمتهِ بهم شرعًا وقَدَرًا

وهو ما لا يُحصَى ولا يُعدُّ


انظر: مظاهر رحمته تعالى في: (الرحمن - الرحيم).

3- ومِنْ رفقِه سُبْحَانَهُ بعبادِه إمهالُه للعُصاةِ منهم لِيتُوبوا إليه

ولو شاءَ لَعاجَلَهم بالعقوبةِ، لكنَّه رفقَ بهم وتأنَّي

ليَحصُلَ لهم ما فيه سعادتُهم في الدُّنيا والآخرَةِ، فله الحمدُ حمدًا كثيرًا طيِّبًا كما يُحبُّ ويرضَى


انظر الكلام على اسمه: (الحليم).

4- وهو سبحانه وتعالى رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وأهلَهُ

ويُعطي عليه ما لا يُعطي على العُنفِ

قِيلَ: مِنَ الثَّوابِ

وقيل: يَتأتَّى معه مِنَ الأمورِ ما لا يَتَأَتَّى مع ضِدِّهِ


انظر: الفتح (10/ 449)

وقد حَثَّ الرسولُ صلى الله عليه وسلم على استعمالهِ حتى مَعَ الأعداءِ أحيانًا، وقد بوَّبَ الإمامُ البخاري في صحيحِه: (بابُ الرِّفقِ في الأمرِ كلِّه)، وأَوردَ فيه حديثَ عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: دَخَلَ

رهطٌ مِن اليهودِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّامُ عليكم، قالتْ عائشة: فَفَهِمْتُها فقلتُ: وعليكم السَّامُ واللعنةُ، قالتْ: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "

مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ"، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَولم تسمعْ ما قالوا؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ"


انظر: الفتح (10/ 449).

وانظر ما فيه مِن الفوائد الأخرى في: الاستئذان (11/ 43).


وعنها أيضًا رضي الله عنها، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الرِّفقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ"

رواه مسلم في البِرِّ (4/ 2004).

وعن جرير بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُحْرَمِ الرفقَ يُحْرمِ الخَيرَ"


رواه مسلم في البِرِّ (4/ 2003).

قال القرطبيُّ:

فينبغي لكلِّ مسلمٍ أَنْ يكونَ رفيقًا في أمورِه، وجميعِ أحوالهِ، غيرَ عَجِلٍ فيها

فإِنَّ العَجَلَةَ مِنَ الشيطانِ، ولا تُفَارقُهُ الخيبةُ والخُسْرانُ

وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبدِ القَيْسِ: "إنَّ فِيكَ لخَصْلَتَيْنِ يُحبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ وَالأَنَاةُ"


رواه مسلم في الإيمان (1/ 49)

من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc