وعينيك التي سرحت في الأفق، وطوت الليل بابتسامة،
لأملأن سعاف الوجد، من لي دونك إذا ما غصّة في البال أوقدت جذوتها؟
وارتاحت على أكف الليل آخر زفرة ألقيتها لتُلقى إلى بارئها.
حتّى تنأ الصوت إليّ:
___
أمّاه...
جسدي النحيفُ لا يقوى إلاّ على الرّفض فكوني لأكون!
كوني ملاذي لأبني قلاعي،
كوني سدي المنيع في وجه العالم الموحش،
وخذيني من دنياي!
انظري في وجه طفلك الجميل،
طفلك المخدوع في طفولته المشوّه
يرفضُ أن يكون طعما للعابرين!
أمّاه...
ما بالك لا تسمعين ندائي،
لا تلتفتين لمواجعي،
لطفولتي المزهقة، لروحي المعذبة،
هارب من هذا العالم الخانق فيه كل شيء
يبتزني ويهددني،
ويرقص على أشلاء الكرامة!
أخاف أن يوقظني فجر جديد،
لأقترف ما جناه العالم!
صوتي داخلي مخنوق لا يسمع!
روحي تجادل روحي!
طيرٌ لم تسعفه الأجنحة،
فاستسلم للهوة!
___
استسلمت دون أن تدري
ما بال صوتك يؤرقني،
وحنيني إليك يحرقني،
طير كان هنا وعبر للسماوات العلا!
وحشتي لا تجدي
معرفتي لا تغري
وصوتك الذي كان بالأمس غير مسموع
بات يجلدني!
تستيقظ "ليت" ولات أوان!
يجرفني الإهمال ويودعني لليل لا تنام غصّاته!
لا تكونوا مثلي!