"انتقام الموساد"..."مؤامرة إيرانية"..."تصفية حسابات"..."التحضير لانقلاب"..."اختراق الكتروني"..."ديمقراطية ترامب"...لا,هذه ليست كلمات مفتاحية مبعثرة,بل هي عناوين لأبرز التأويلات التي يحاول من خلالها واضعيها تقديم واقع تقريبي للأزمة الخليجية الراهنة,وكما أشرت في موضوعي سابقا حول ما ستؤول إليه تصريحات تميم الجدلية.إلى أنه و بمرور الساعات تتضح لنا حقيقة أن الأزمة أكبر و أعمق مما نتصور..اقتصاديا تهوي أرقام الأعمال الخليجية و يهوي معها "مؤشر الاستثمار الآمن" في الخليج إلى الحضيض,أمر يعجب قبوله عند محج و قبلة الانفتاح الاقتصادي العربي الإمارات.على صعيد سياسي استئصال قطر يعني فتح باب ونافذة أمام إمكانية رمي دول خليجية و عربية "مشاغبة" خارج السفينة ودون سترة نجاة,الأمر الذي دخل حسابات الجميع و أنتج التوجس والوسواس,هذا سلط الضوء على الصدع وسط البيت الخليجي,وجعل إيران تتلبس بمظهر أكثر حكمة خاصة مع ضبط ألسنة دبلوماسييها على قلم المرشد الذي ارتشد إلى الصيام النصفي عن الكلام,بالحديث عن الأنصاف قامت ليبيا بترتيب ملف لدى "لاهاي" التي لا تحترمها ليبيا أصلا إذ ترفض النصف حكومتين و النصف برلمان بخمس مسودات دستور(قادمة من روما,باريس واشنطن و لندن) و الجيش المنقسم إلى ثلاث أنصاف مليشيات متناحرة ترفض ليبيا بكل أطرافها تسليم المطلوبين القذافيين إلى "لاهاي".تبرر موريطانيا مواقفها أنها دفاع عن المصالح العربية و علم الكيان يرفرف في سفارة نواكشوط التي لم تعد "سرية" اليوم,المشير الأسطوري على رأس أربع جيوش و جهازي مخابرات الأعظم عربيا ,المشير الذي فشل بتحييد 200 مدني مسلح وسط صحراء مسطحة مفتوحة,يرمي عباءة اللوم على رأس إمارة ما وصفها "مجهرية" وسط الخليج... عن المجهرية...مالدييف موريشيوس بلدان لا نعرف عنها غير صور سطح مكتب الكمبيوتر,غير مرئية على الخريطة تدخل الخط بوزن عظيم و ترجح كفة المقاطعين بالرغم أنه لا ناقة و لا جمل يعيش في خط الاستواء.الاستواء و المركزية... عودة للقضية المركزية لا لا أقصد القضية المركزية الثانية..والمأساة الثانية نرى سيد "دمثق" المفدى قابعا مرتاحا في قصره و تغمره فرحة شديدة تضاهي شدة حلاوة الكنافة الشامية الشهيرة...كفانا حديثا عن الكنافة لنتجه شمالا...شمالا أكثر فوق جبال لواء اسكندرون الى عاصمة محمد الفاتح تحديدا,أين يجهز منجنيق ناري ضخم ليقض مضاجع "سوريا الديمقراطية" و مقاتلي الأكراد جنوبا والمثل يحرف للضرورة السياسية "الضرب عندي و المعنى على جاري" وان كان الجار يبعد بألفي أو أكثر من الكيلومترات جنوبا.إن دول المقاطعة لا تبتغي إرضاء أسياد "مملكة التوحيد" ريبا,اذ تتصادم كل تلك الدول مع أحفاد عبد العزيز و أنساب آل عنزة,إن لم يكن تصادما قبليا هو فكري إيديولوجي أو أقل حدة اقتصادي.. وان حظي ببركات أبو ايفانكا إن تحالف التناقضات المتأرجح استراتيجيا يثبت لنا مدى اتزان ميزان الوعي السياسي و الضرورة البراغماتية لدى الزعماء المراهقين,و خير الدعاء في خير الشهر أن غفرانك ربي لما فعل الرؤساء منا...