إيه لو تدرون مدى أهمية وأبعاد هذا الموضوع
فهو ليس مجرد أشرطة وتصاميم نراها ونتمتع بها وبدقتها
سواء من الجانب التقني أو الفني
إنه أكبر وبكثير من ذلك
ليس من عادتي أن أعلق ولكن للضرورة أحكام
المناظر التي ترونها هي من ذاكرة الطفولة
بين الحقيقة والخيال
إنها قريتي ، قرية أجدادي
كنت أزورها وما زلت أزورها
لكن الشيء المؤسف هو أن معظم المباني
أصبحت هشة والأغلبية إن لم أقل كلها هدمت
لم يبقى سوى آثار أعمدة وجدران عبارة عن أطلال
والحكومة إرتكبت خطأ فادح
فصحيح أنها دعمت السكان بمشروع الترميم
ولكن الكل إنتهز الفرصة ودمر بيته للآخر وأعاد بنائه مجدد
بالإسمنت المسلح
فراحت وضاعت الهوية والتراث المعماري القديم
ناسيين أن الطين والطوب هو من يصلح كآدات للبناء في الصحراء
وليس الإسمنت المسلح
خسارة أصبحت كل ما أزور قريتي
يخيل لي أني أصبحت مثل أصحاب الكهف والرقيم
فلا بيوت أعرفها ولا ناس أعرفها إلا القليل
فلم أجد وسيلة إلا إعادة ذكريات طفولتي وما تبقى في مخيلتي
من مشاهد ولقطات ما زالت مختزنة
فحولتها إلى تصاميم لأجدد حقبة من الزمن الذي إتمسح اليوم
والمفروض الحكومة وخصوصة وزارة السياحة
أن تدعم المصممين لإحياء التراث المعماري التاريخي
القديم وهذا من خلال محاكات بعض المناطق التراثية