الاحتفال بالمولد النبوي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الاحتفال بالمولد النبوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-12-13, 18:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










Hourse الاحتفال بالمولد النبوي

اعتاد الناس الاحتفال باليوم الثاني عشر من ربيع الأول على أنه يوم مولده صلى الله عليه وسلم، وتواتر كلام العلماء على أن ذلك بدعة في الدين
*قال الشيخ تاج الدين عمر بن علي المالكي المشهور بالفاكهاني: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ولا يُنقل عمله عن أحد من علماء الأمة .
*أرخ عمر باتفاق الصحابة رضي الله عنهم بالهجرة رمز انتصار دينه عليه السلام ولم يؤرخوا بمولده ولا بوفاته؟ ثم أين يوم مولده في حياة الصحابة؟
*لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس ولا استدلال بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في القرون المفضلة. الشوكاني

أول من أَحدث الموالد هم الفاطميون في القرن الرابع لإفساد الدين فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوى ومولد على وفاطمة والحسن والحسين والخليفة الحاضر.
* ومقصودهم من هذه الموالد الستة استغفال العوام ليتمكنوا من نشر مذهبهم الإسماعيلي الباطني وعقائدهم الفاسدة بين الناس وإبعادهم عن دين الله.
*وعملوا المولد النبوي وموالد أهل البيت وأقاموا الموائد وأحسنوا إلى الفقراء خبثا ودسيسة على أهل الإسلام لاستمالة قلوب العوام ومن لا دراية لهم بدينهم.
* فمن جاء ينكر فما ينكر؟ ينكر إطعام الطعام أم الصدقة أم تلاوة القرآن أم مدح الرسول وإظهار حبه؟! فلما حاربوا السنة انفسح لهم المجال لنشر البدعة.
*ومن اطلع على مكرهم لم يستطع الإنكار لما ينتظره من القمع والتعذيب وشيئاً فشيئاً راجت البدعة واعتادها الناس وتعلقوا بها لما حفّها من الترغيب والترهيب.
*فالعبيديون الروافض هم مَن فتح باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه حتى إنهم كانوا يحتفلون بأعياد المجوس والنصارى لبعدهم عن الإسلام ومحاربتهم له.

والمولد وسيلة للغلو والشرك، ووسيلة للغلو في الأنبياء والصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلو والمدائح، التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر.
*لم يحتفل عليه الصلاة والسلام بمولده ولا الخلفاء من بعده ولو كان خيرا لسبقونا إليه إنما أحدثه الرافضة الفاطميون ثم تابعهم بعض المسلمين جهلا منهم.
* وينبغي أن نعلم جيدا أننا عبيد مأمورون لا مشرعون علينا أن نمتثل أمر الله وعلينا أن ننفذ شريعة الله. وليس لنا أن نبتدع في ديننا ما لم يأذن به الله.
*إن الاحتفال بالموالد عادة نصرانية فالنصارى هم من يحتفل بأعياد الميلاد وانتقلت هذه العادة إلينا لما ضعف تمسكنا بديننا وفشا فينا التشبه بأعدائنا
*وقال الشيخ محمد بن إبراهيم: ذكرى المولد شيء محدث في الدين لا أصل له في صدر هذه الأمة. وتعظيم وقت أو مكان معين وتمييزه على ما عداه باطل .

ولو كانت هذه الاحتفالات خيراً لكان السلف الصالح أحق بها منا فإنهم كانوا أشد منا محبة وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم على الخير أحرص .
* وقد لا يتجاوز أمر أصحاب هذه الموالد ما ذكره بعض أهل العلم من أن الناس إذا اعترتهم عوامل الضعف عظموا أئمتهم بالاحتفالات دون ترسم مسالكهم المستقيمة .


ليس الشأن أن تزعم أنك تحبه ولكن الشأن أن تثبت ذلك بالعمل



* قال الشيخ رشيد رضا: من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر أئمة الدين والدنيا حال ضعفهم لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه فيعملونه بدلا مما يجب عليهم .
*قال ابن الحاج العبدري: انظر رحمك الله إلى مخالفة السنة ما أشنعها وأقبحها وكيف تجر إلى المحرمات. فإنهم لما خالفوا السنة وفعلوا المولد لم يقتصروا على فعله .
*بل زادوا عليه من الأباطيل المتعددة فالسعيد السعيد من شد يده على امتثال الكتاب والسنة والطريق الموصلة إلى ذلك وهي اتباع السلف الماضين .
* لأنهم أعلم بالسنة منا إذ هم أعرف بالمقال وأفقه بالحال. وكذلك الاقتداء بمن تبعهم بإحسان وليحذر من عوائد أهل الوقت وممن يفعل العوائد الرديئة .
*واتباع السلف أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه لأنهم أشد الناس اتباعاً ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد ونحن لهم تبع فيسعنا ما وسعهم



ذهب الرجال المقتدى بفعالهم * والمنكِرون لكل أمر منـــكَر
أبُنَيّ إن من الرجـال بهيمةً * في صورة الرجل السميع المبصر
*
فَطِنٌ بكل مصيبة في ماله * فإذا أصيب بدينه لم يشعر
فَسَلِ الفقيه تكن فقيها مثله * من يسع في علم بلُبٍّ يَظفرِ



*مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه ولو كان خير السبق السلف إليه فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله .
*وإنما كمال محبته في متابعته وطاعته وإحياء سنته باطناً وظاهراً ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين .
*وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع تجدونهم فاترين في أمر الرسول وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه أو يقرأ فيه ولا يتبعه .
*وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه وبمنزلة من يتخذ المسابح والسجادات المزخرفة التي لم تشرع ويصحبها من الاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها ابن تيمية .

ليلة المولد ليست معلومة على الوجه القطعي وحينئذ فالاحتفال بها ليلة 12ربيع أول لاأصل له من الناحية التاريخية ومن الناحية الشرعية فالاحتفال بدعة .
*وهذا الاحتفال إن كان من كمال الدين فلابد أن يكون موجودا قبل موت الرسول عليه السلام وإن لم يكن من كمال الدين فإنه لا يمكن أن يكون من الدين.
*ولو كان خيرا ما حرمه الله تعالى سلف هذه الأمة وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة وما كان الله ليحرم سلف الأمة الخير ثم يمن به على أهل الرفض.
*قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: فأما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يُعمل
* الاحتفال بالمولد بدعة ومدعاة للإطراء والغلو في حق النبي عليه السلام وفيه تشبه بالنصارى الذين يحتفلون بمولد المسيح عليه السلام.
*إذا كان كما يقولون عن المولد أنه إظهار الشكر لله بإظهار السرور في هذا اليوم فلماذا لم يقم بهذا الشكر أحد من الصحابة أو التابعين أو الأئمة؟

بل كمال محبة رسول الله وتعظيمه في متابعته واتباع أمره واجتناب نهيه وإحياء سنته ظاهراً وباطناً ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان.
*لم يثبت عن رسول الله الاحتفال بيوم ميلاده ولا ثبت عن خلفائه الراشدين ولاعن صحابته الكرام وهم الذين يفدونه بأنفسهم ولو كان مشروعا ما خفي عليهم .

إذا كان في الاحتفال بالمولد دعاء غير الله فهي بدعة مكفرة أما إذا كان مجرد اجتماع لقراءة القرآن أو أكل الطعام فهذه بدعة صاحبها لا يكفر.
*هل يجوز أكل اللحم الذي يذبح لمولد النبي وغيره من الموالد؟ جـ: ما ذبح في مولد نبي أو ولي تعظيما له فهو مما ذبح لغير الله وذلك شرك فلا يجوز الأكل منه.
*الذبائح التي تكون في المولد: إن كان ذبحها لصاحب المولد فهذا شرك أكبر وإن كان ذبحها للأكل فينبغي ألا يؤكل منها ولا يحضر إلا للإنكار عليهم.
*في يوم المولد النبوي نعمل وجبة إفطار ونقوم بتوزيعها على الجيران ونهنئ الجيران والأقرباء؟ جـ: الاحتفال بإهداء الطعام والتزاور في هذا اليوم بدعة.
*ما حكم الصلاة خلف إمام يحتفل بالمولد النبوي؟ الجواب: إذا كان لا يفعل أو يقول في المولد ما يقتضي الكفر فإن الصلاة خلفه صحيحة لأن بدعته غير مكفرة .
*وإن كان يقول ويفعل ما يقتضي الكفر مثل أن يدعو الرسول أو يصفه بما لا يكون إلا لله فإن الصلاة خلفه لا تصح لأنه لا تصح صلاته فلا يصح أن يكون إماماً.
* شراء حلوى المولد في زمن الاحتفال به فيه نوع من الإعانة والترويج له بل فيه نوع من إقامة العيد، وهذا لا ينبغي.
*إذا ثبت أن الاحتفال بالمولد بدعة فعليك بالابتعاد عن المشاركة فيه بأي وجه فلا تشارك أهله بالجلوس معهم على موائدهم أو أكل الحلويات التي يوزعونها .

وغار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي وكان يتحراه قبل النبوة لم يقصده ولا أصحابه بعد النبوة ولا خص اليوم الذي أنزل فيه الوحي بعبادة ولا غيرها .
*ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد ويوم التعميد وغير ذلك .

قالوا: الاحتفال بالمولد من شكر الله على أعظم نعمة حصلت للعالمين. فنقول: الشكر يكون بالعبادة ولا يكون بالطبل والرقص والاختلاط المحرم
*فنقول: إذا سلمنا بحصول ذلك كله فأين كان النبي وصحبه عن كرامته؟ هل غاب عنهم فضل ذلك اليوم واحتجزه الله عنهم حتى خصكم أنتم به فمنّ به عليكم؟!
*ويقال للمخالف: من أولى بالنبي الخلفاء الراشدون أم أنتم؟ فلماذا لم يسنوا هذه السنة الحسنة بزعمكم فيكون لهم أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
*فمن اتهم الذين لا يقيمون الموالد بالإساءة فقد اتهم الصحابة بالإساءة. ومن اتهم الذين لا يقيمون الموالد بالتقصير فقد اتهم الصحابة بالتقصير

ومن الفرية في العلم فساد القياس وتصور المسلّمات والأولويات في المشهورات التي لم يتعلق بها حكم شرعي ولو تعلق بها لتوافرت الهمم والدواعي على نقله .
*فلما انعدم الدليل لديهم في هذا الأمر المشهور احتاجوا إلى أن يستدلوا على بدعتهم بشيء روي في حق كافر مذكور باسمه في القرآن بالذم، وهذا من العجب .
*لقد ضل الناس حين اتبعوا طائفتين: طائفة غنوا ورقصوا لفرحهم برسول الله وتركوا العمل، وأخرى صاحوا ولطموا لحزنهم لمقتل ابن رسول الله وتركوا العمل .
*ولذلك فإن من شبههم التي استندوا إليها قولهم: إن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب مأمور به لقوله تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا
*فيقال في ذلك ما قد قيل من قبل: فأنتم إذاً أشد فرحاُ برسول الله صلى الله عليهم وسلم وأعلم بتأويل القرآن من الصحابة الذين لم يحتفلوا بمولده ولو مرة .
* قال بن عبد الهادي: لا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه لأنه يتضمن أنهم جهلوا الحق وضلوا عنه واهتدى إليه هذا المستأخر .

وقد ذكر المؤرخون أن السماط كان يُمدّ في المولد ويوضع عليه خمسة آلاف رأس مشوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى .
*وجاء في وصف للمولد في العصر الحديث: أما الغواني فقد أكرهتهن الحكومة على التوبة من الرقص وغيره وكن في الموالد السابقة هن الأكثر اجتذابا للمتفرجين!
* تلك كانت احتفالاتهم ولازالت: على همّ بطونهم وقضاء شهواتهم بدعوى حب النبي والفرح به! وليس الشأن أن تزعم أنك تحبه ولكن الشأن أن تثبت ذلك بالعمل .
*فالفعل بدعة والفاعل: إما صادق الحب جاهل بالحكم أو عامي جاهل لا فهم له ولا معنى أو رافضي حاقد أو صوفي خبيث الطوية أو سفيه مستأكل أو ماجن فاسق
* وعادة هذه الاحتفالات أنها لا تخلو من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ودعائه من دون الله! فاللهم اشهد أنا برءاء منهم ومما يعملون .
1 - ابن باز.
2 - ابن باز.
3 - ابن باز.
4 - ابن عثيمين.
5 - ابن عثيمين.
6 - ابن عثيمين.
7 - صالح الفوزان.
8 - عبد الله بن حميد.
9 - ابن جبرين.
10 - ابن باز.
11 - فتاوى اللجنة.
12 - ابن باز.
13 - ابن باز.
14 - ابن عثيمين.
15 - الإسلام سؤال وجواب.
16 - ابن القيم.








 


آخر تعديل abedalkader 2016-12-13 في 18:39.
رد مع اقتباس
قديم 2016-12-13, 18:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

حوار حول الاحتفال بالمولد النبوي

الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى


إلى كل من يبحث عن الحق في حكم الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم نقدم إلى القول الفصل في ذلك في هذا الحوار

حكم إقامة المولد النبوي للإمام المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى . (*)

دار الحوار التالي بين الإمام الألباني رحمه الله تعالى وبين أحد الإخوة :
الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام :
1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
(( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
(( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

=======
(*) مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1
والشريط موجود على الشبكة العنكبوتية في موقع طريق الإسلام
[1] المراد هو : محمد بن علوي المالكي . أحد ألقائلين بمشروعية الموالد .









آخر تعديل abedalkader 2016-12-13 في 18:51.
رد مع اقتباس
قديم 2016-12-17, 21:48   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2021580

قال الله تعالى ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7))
â‌چ بدعة المولد النبوّي كما يزعمُ أصحابها تخالفُ هذه الآية ، كما تخالفها كل بدعةٍ محدثة في الدين ، فكل بدعةٍ هي مخالفةٌ صراط الذين أنعم الله عليهم ؛ من الأنبياء ، والصدِّيقين ، والشهداء ، والصالحين ، وهؤلاء الذين أمر الله بالإقتداء بهم (أُولَظ°ئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ غ– فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ غ—) ، والعاقلُ يرى أن بدعة المولد ليس لها سندٌ صحيح مرفوعا ولا موقوفا ، وهذا مما لا يجادل فيه أصحابها ، بل يقرُّ المنصفون منهم في أنها بدعةٌ على الإبتداء ، لكن ينعتونها بنعتٍ آخر فيقولون بدعةٌ حسنة ، وهذا النعتُ مردودٌ اصطلاحا شرعيا ، فالبدعة هي كل طريقة في الدين على غير هديِّ النبي عليه الصلاة والسلام ، فالدين كامل ، والنعمة تامةً ، والرضا مناطٌ بدين الإسلام لا بغيره من الملل والنحل والفِرق ، فالمبتدأ والمؤَّسسُ لطريقةٍ في الدين على غير مثال سابق ، فهو يعتقدُ أن الدين ناقصٌ والشرائع غير وافية ولا كافية ، وفي هذا ما فيه من الظلمِ والإثم المبين ؛ وكفى به أنه إستدراكٌ على الله ورسوله ، وقوله ï·» (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) بيانٌ في أن الدين والهداية لا تكون ابتداءً من عند العبد ، بل هو طلبٌ لما هو موجودٌ ومُقرَّر ، فالهداية توقفية من حيثُ طلبها ، فلا نطلبُ الهداية من عندِ التوراةِ ولا الإنجيل ، كما لا نطلبها من اليهود ولا النصارى ، ولا غيرهم ، إنما تطلبُ الهداية من الله وكتابه وسنةِ نبيه ï·؛ ، وقوله ï·» ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) بيانٌ على أن النعمة والعزّة والمحبة التامة في هذا الصراط المستقيم ، وكذا في الإقتداء بهؤلاءِ المُّنَعمين ، فالاهتداء بكتاب الله وسنة نبيهï·؛ ، والاقتداء بمن اهتدى بهما ، فيخرج من المنعم عليهم كل من خالفهم ، وقد تكون النعمة على حسبِ الاهتداء والاقتداء ، لكن النعمة التامة في موافقتهم باطنا وظاهرا. فإن لم تكن بدعة المولد موافقة للهدى ، فهي موافقة لهدى المغضوب عليهم ولا الضالين من اليهود والنصارى والرافضة ، فالقاعدة تقول : إن خالفت الهدىَ وافقت الهوى والعكس كذلك. وأيُّ هوىً أعظم من موافقةِ اليهود والنصارى في العقائد ، أو في العبادات ، أو الأخلاق والعادات ، وإتباع سَنَنِ الذين من قبلنا ، أمرٌ لازمٌ محتم كما أخبر به الصادق المصدوق ï·؛ ، ( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ؟ ) فهذا بيانٌ على متابعتهم إما في الأصول وإما في الفروع ، إما موافقة قصدية وإما غير قصدية ، وموافقتهم خلافٌ للأمر ، إذ قد أمرنا بمخالفتهم ، وعدم التشبهِ بهم ، والتبرأ منهم وكفى بقوله تعالىï·» ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) وهذا أصلٌ من الأصول التي لا مرية فيها .
فكيف يكون المولد شعاراً لمحبة اللهï·» ورسوله ï·؛ ، وهو يخالف هدي النبي ï·؛ ، وينازع أمر الله بالاقتداء بالذين أنعم الله عليهم وموالاتهم . ثم هومن بعد ذلك يوافق سَنةَ اليهود والنصارى والرافضة ويشابههم حذو القذة بالقذة .، وقد تقدم أنه من الأصول مخالفة المغضوب عليهم والضالين والتبرأ منهم . ويطلبون دليلاً لبطلان هذه البدعة ، فإن لم يكن إلا مشابهة اليهود والنصارى والرافضة فما إذن؟
ثم فوق ذلك ما يحوط تلك المناسبة البدعية من الإطراء والغلو في ذات النبي عليه الصلاة والسلام فيتعدى الأمر من البدعةِ إلى الشرك ، والصوفية بالأخص ورثوا الغلو والاطراء في الانبياء والصالحين من النصارى ، كما شابهوهم فيما يخصُ الألوهية والصفات ، وقد نهى النبي ï·؛ عن الإطراء به كما فعلت النصارى بالمسيح ابن مريم ، والمولد النبويُّ من مظاهر الاطراء والغلو البيّنة . وكذلك ما يحوط المناسبة من الكبائر كإختلاط النساء والرجال والمردان ، والمعازف والقيان وغير ذلك مما هو معلوم من لوازم الاحتفال عند القوم . وهؤلاء الصوفية إما مبتدعون طريقة شركية ، وإما مبتدعون طريقة بدعية ، فأعمالهم إما غير خالصةٍ لله ï·» ، وإما غير متابعة للنبي ï·؛ ، ومنهم من جمع بين السيئتين الشرك والابتداع كالغالين منهم كالحلولية والإتحادية . وهؤلاء كلهم يعبدون الله بغير علم والجهل فيهم كثير ، وهذا من الكبائر عبادة الله بالجهل والظّن والأماني والإستحسانات الهوائية الخالية من المتابعة والشواهد . وهؤلاء وغيرهم من الفرق هم المفتنون ، وما فتنوا إلا لمخالفتهم أمر النبي ï·؛ ، والفتنة كما نقل عن ابن عمر فتنةُ الدين ، والمخالف لابد أن يذوق وبال مخالفته إن كان على هوىً وبغيِ ، وأن يناله الصَغار والذلُّ سواءً قصد أم لم يقصد فهذا يشترك فيه الجاهلُ وصاحب الهوى .فأما المتعبدُ بالجهل فله شبهٌ بالنصارى وله نصيبٌ من الضلالة ، والمتعبد بالهوى والبغيِّ فله شبهٌ باليهود وله نصيبٌ من الغضب . مصداقا لقوله ï·» ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .










آخر تعديل abedalkader 2016-12-17 في 21:50.
رد مع اقتباس
قديم 2016-12-18, 16:38   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
غلام الله
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية غلام الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تبارك الله فيك أخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-18, 23:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
mohamed.2000
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mohamed.2000
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بااااااااااااااااارك اللله فيك اخي وزادك من علمه










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc