بسم الله الرحمن الرحيم
من سنن الله الكونيه حفظ الأبناء بصلاح الآباء وفي سورة الكهف إشارات لهذا المعنى قال تعالى على لسان الخضر عليه السلام " وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربك خيرا منه زكاة وأقرب رحما *
وقال تعالى * وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا "
فإذا كان الله قد تكفل بحفظ الأبناء بصلاح آبائهم فما علينا إلا أن نحسن تربية أولادنا ذلك : أن أطفالنا اليوم هم رجال الغد ؟؟ ّّّ كيف نريد هم أن يكونوا ؟؟؟
هل نريدهم بارين بنا أقوياء على أعداءنا ؟؟ فاعلين متفاعلين في مجتمعاتنا؟ أم نريدهم عاقين لآبائهم ؟ ضعفاء تقودهم الأهواء تتجاذبهم الشهوات ؟؟
كيف نربى أبناءها في هذا العصر الذي طغت فيه وسائل الاتصال وأصبح الإعلام هو صاحب الكلمة المسموعة بدأنا نواجه ظهور الميوعة وآثار الترف في شخصيات أولادنا ....
هذه من أكبر المشكلات التّربوية لكن هناك دائما حلول إسلامية وعوامل شرعية لتنمية الرّجولة في شخصية الطّفل :
يجب قبل كل شيء أن نجنبه مجالس اللهو والباطل فإنها منافية للرّجولةالتي يجب أن ننميها في نفوس الأطفال بما يلي :
الـتـكـنـيـة : مناداة الصغير بأبي فلان أو الصغيرة بأمّ فلان ينمّي الإحساس بالمسئولية، ويُشعرالطّفل بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد،ويحسّ بمشابهته للكبار، وقد كان النبييكنّي الصّغار؛ كما في حديث أنس " يا أَبا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ (رواه البخاري
أخذه للمجامع العامة وإجلاسه مع الكبار :هذا مما يلقّح فهمه ويزيد في عقله ، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب، وكذا كان الصحابة يصحبون أولادهم إلى مجلس النبيومن القصص في ذلك: انَ نَبِيُّ اللَّهِ إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَيَدَيْهِ.. الحديث رواه النسائي
تحديثهم عن بطولات السابقين واللاحقين والمعارك ا لإسلاميةوانتصار ات المسلمين لتعظم الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم صفات الرجولة وأمثلة ذلك أن الزبير بن العوام كان له غلامان شهد أحدهما بعضَ المعارك، وكان الآخر يلعب بآثار الجروح في كتفه
تعليمه الأدب مع الكبار : جملة ذلك حديث أَبو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ " يُسلِّمُ الصَّغِيرُ على الكبِيرِ، والمارُّ على القاعِدِ،والقليلُ على الكثِيرِ" رواه البخاري
إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس تجنب أهانته أمام الآخرين أو احتقار أفكاره وتشجيعه على المشاركة : سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ بقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارهِ فَقَالَ: يَا غُلامُ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأشْيَاخَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ لأوثِرَبِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ رواه البخاري:
تعليمهم الرياضة الرجولية : كالرماية والسباحة وركوب الخيل وقد كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمْ الْعَوْمَ رواه أحمد
تجنيبه أسباب الميوعة والتخنث : منعه من رقص النساء، وتمايلهن، ومن لبس الحرير والذّهب. لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَى عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، قال مالك أَنَا أَكْرَهُهُ لِلرِّجَالِ الْكَبِيرِ مِنْهُمْ وَالصَّغِيرِ" موطأ مالك
إستكتامه الأسرار حديث أَنَسٍ قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِوَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ لِحَاجَةٍ. قَالَتْ: مَاحَاجَتُهُ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ. قَالَتْ: لا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُول ِاللَّهِ أَحَدًا رواه مسلم:
إعطاؤه قدره وإشعاره بأهميته : إلقاء السّلام عليه، وقد جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِمَرَّ عَلَى غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِم ْرواه مسلم:
- توليته مسئوليات تناسب سنّه وقدراته واستشارته وأخذ رأيه.
- تعليمه الجرأة في مواضعها ويدخل في ذلك تدريبه على الخطابة.
- بعاده عن التّرف وحياة الكسل والراحة ، قد قال عمر"اخشوشنوا فإنّ النِّعَم لا تدوم"
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم