قد يرغب المرء في أن يكون عالما وقد يتحقق له ذلك، وقد يرغب في أن يكون ثريا وقد يتحقق له ذلك، وقد يرغب في بناء فيلة وقد يتحقق له ذلك، وقد يرغب في كسب سيارة ضخمة وقد يتحقق له ذلك، وقد يرغب في الزواج وقد يتحقق له ذلك، وكل ذلك بدون معارضة على أساس أن هذه أمور شخصية لا دخل للغير فيها.
أما إذا أراد أن يتزوج بثانية وأهل مكة أدرى بشعابها فهذا أمر فيه نظر، يُعارض من طرف القريب والبعيد، وقد تكون المعارضة ظاهرية فقط، وقد يكون المعارض نفسه راغبا في التعدد إلا أن لوم الناس وسخط المجتمع يثنيه عن ذلك.
أراد أحد الإخوة أن يتزوج بثانية وهو أدرى بشئونه، وإذا به يلقى معارضة شديدة من طرف أهله وأصدقاءه، فخرج عن صمته وكشف سره قائلا " عندما كنت أفعل كذا وكذا لم يعاتبني أي أحد منكم، وعندما أردت الإستقامة وقفتم كلكم ضدي، أتسكتون عن الحرام، وتقفون ضد الحلال!؟ "، ثم هجر مدينته إلى مدينة أخرى وترك الزوجة الأولى وأبنائها