مرامي البصر و مواقع القصد

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و كفى و صلى الله وسلم على المصطفى و آله و صحبه ومن اقتفى .
و بعد :
لا يزال المرء سائرا في هذه الحياة ، سير المُجِدِّ كان أو سير البطّال ، فإن كان من أولي الحِجى
سار سير المُجِدِّ راميا بصره منتهى قصده ، فإن رأى ما يعوق سبيله ، كان في سَعةٍ من الزمان و المكان ليحتاط لنفسه .
و إن كان من خفافيش الأبصار ، سار سير البطّالين ، مُطأطئ الرأس ، مَرمى بصرِه مواطئُ قدميه
فإن كان في سبيله ما يعوق ، لم يفطن له حتى يقتحمَ فيه و يتعثَّرَ بعتباته .
و ما دام المرء سائرا فهو يمرّ الفينة تلو الأخرى بمفترَقاتٍ تتخلّل نهجه و طريقه .
و هنا يكمن الفرق بين المسافر الذي بجرابه خريطةٌ و بوصلةٌ ، و بين الراكب يخبط في الأرض خبط عشواء فإمّا ناجٍ و إمّا هالك .
مفترق الطّرق و ما أدراك ما مفترق الطّرق . إما طريق مختصرة و إما روح مُحتضرة .
عند مفترق الطرق يجب حقا رفع الأبصار لتبلغ مواقع الأقمار ، و أدمن النظرة ، و أطل الفكرة ،لتحوز العاقبة .
عودا على بدء :
قبل السفر زوّد الجراب بخريطة و بوصلة ( كتاب الله و سنّة نبيه صلى الله عليه و سلم )
خريطة تنبيك أن الطريق لا عِوج فيه و لا أمتا ، و بوصلة تشير إبرتها دوما صوب جنة الرحمن .
و فيهما تنبيهات لبُزاةِ الأبصار أن لا يسلكوا المفاوز و القفار ، و أن لا يحيدوا عما توضحه البوصلة و لو إلى بنات نعش .
إلزم النهج الواضح و لا تمل يمنة و لا يسرة .
تعلّم أن لا تستوقفك بُنيّات الطّريق .
ارتدّت الرَّمْيةُ على الرَّام .
كنت أسير كما يسير النّاس ، و أحسب أني من أوسطهم سيرا ( لست بالمجدّ و لا بالبطّال )
و أستغفر الله ،
و كان ممّا لاح لي منذ زمن غير يسير ،
و أنا أسير ...
أن أنتسب إلى أحد هذه المنتديات التي أضحت سنّة العصر و مكمن الفخر . فتقدمت ثم أحجمت ، و قررت أنها مضيعة للعمر و مَمْحقَةٌ للأجر .
ثم نظرت أخرى و أخرى و ثالثةٌ مثلهما . فرأيت ظلاماً دامسا و نباتا يابسا ، و رأيت فيه مع ذلك كلِّه شهابا قابسا بل نورا طامسا .
العالم المُسمَّى زورا بالإفتراضي على حُلكة ليله و سواد دجاه ، فيه فلكه نجوم لوامع و كواكب روائع ، رأيت فيه : القطب و بنات نعش الصغرى و أختها و الشعرى اليمانية
و الفرقدين و سهيلا و غيرهم ...
فلما رأيت معشرا كراما اقتحموا هذه الدَّواجي فأحالوها كصبيحة ليلة القدر شمسها بيضاء نقية صافية ، أزمعت أن أنحُوَ نحوَهم و أقتفيَ أثرَهم .
قرّرت أنني و إن كنت بظهر سير فلعلي أن أكون كالمنار أُضيء و أُضاء .
قصدت أشدّ النجوم لمعانا و أرفعها بنيانا ، حتى لاح لي بابه و استقبلني حُجَّابه ،
فسألتهم عن اسم نجمهم . فقال قائلهم :
منتدى الجلفة و مأوى المحبّة و الألفة
أنخت مطيّتي و حططت رحلي ، و آويت إلى إخوة صِيغوا من معادن الأصالة ، و نُقِّعوا في ماء الكرَم و خضِّبوا بصبغة الأدب .
كنت من حيث أتيت ، أرى نفسي منارا ، فلما زرت نجمكم علمت حقيقة حالي ، و سقط البرقع و القناع ، و عرفت أنّي قليل المتاع ، ضعيف الساعد قصير الباع .
و نظرتُ إلى نفسي فرأيتُني مُطفأ النور ، لا أُبصر الغور ،
و رأيتكم يا نجوم المنتدى ، هداة لمن اهتدى ،
و نفاة لمن لبس الباطل و ارتدى .
فأبصرت الطّريقة و بَصُرت بالحقيقة .

أ

أخوكم و محبكم :
المهاجر إلى الله مصطفى
السُّلميّ

[khaled-M]

الاستاذ والاخ الفاضل .....
اشكرك كل الشكر , أسعدت بقراءة موضوعك ....
أسجل أعجابي بتميزك وبإختيارك للمواضيع الجديدة و المفيدة
دمت لنا بهذا العطاء و هذا الجمال الباذخ و المميز
لا حرمنا جديدك ...وفقك الله ورعاك
بارك الله فيك وجزاك ووالديك ومن تحب جنة الفردوس الاعلى

[جَمِيلَة]

أهلا أخي مصطفى
هي رائعة من روائع كتاباتك ما شاء الله
تدمع العين من التفريط ومن الغفلة ومن التيه.
نعم سنجعل موضوعك هذا تذكرة لنا نجدد بها عزمنا كلما خار
أن يحدد المرء هدفا يسعى إليه معتمدا الطريق المستقيم متوكلا على الله هذا يعطي حياة الإنسان قيمة
مهما كانت الوسيلة سواء في الحياة الواقعية أو فيما يسمى بالعالم الافتراضي والذي هو في الحقيقة ليس كذلك
يستطيع الانسان أن يؤدي رسالته من أي مكان ومن أي منبر وبأي وسيلة كانت
لنجدد نياتنا في أي عمل نقوم به حتى نتزود ما استطعنا لدار الخلد
جعلنا الله وإياكم من أهلها
بارك الله فيك أخي لم أجد ما أقول جزاك الله عنا كل خير
تحياتي

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khaled-m

الاستاذ والاخ الفاضل .....
اشكرك كل الشكر , أسعدت بقراءة موضوعك ....
أسجل أعجابي بتميزك وبإختيارك للمواضيع الجديدة و المفيدة
دمت لنا بهذا العطاء و هذا الجمال الباذخ و المميز
لا حرمنا جديدك ...وفقك الله ورعاك
بارك الله فيك وجزاك ووالديك ومن تحب جنة الفردوس الاعلى

غفر الله لك يا خالد ، أنا لست أستاذا أنا عامل يومي بسيط يميط الأذى عن الطريق . أحسن الله نياتنا
و لك الشكر و الفضل و أنا أسعد بردك و روحك
بالغت في الثناء قليلا عافاك الله
أما والدي فإني أحتسبهما عند الله
بارك الله فيك
أخوك المهاجر

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

و فيك بارك الرحمن يا أختنا
حقا يعجز اللسان عن مقارعة الثناء بالثناء
لكنكم أسُّ و قمة البناء
و الله لا أجد ما أقول غير أبسط قول
شكرا لكم

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

شكرا للمشرفين على تصنيف الموضوع بالتميز

[khaled-M]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر الى الله السُّلمي

غفر الله لك يا خالد ، أنا لست أستاذا أنا عامل يومي بسيط يميط الأذى عن الطريق . أحسن الله نياتنا
و لك الشكر و الفضل و أنا أسعد بردك و روحك
بالغت في الثناء قليلا عافاك الله
أما والدي فإني أحتسبهما عند الله
بارك الله فيك
أخوك المهاجر

غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين

انا لم اقصد انك استاذ في عملك بل قصدي استاذ في قلمك

اثنيت وشكرت على جهودك ونشاطك و مشاركتك الفعالة التى تميط الاذى

اسال الله الواحد الاحد الفرد الصمد ان يرحم والديك و يجعل قبرهما روضة من رياض الجنان االهم امين

بارك الله فيك

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khaled-m

غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين

انا لم اقصد انك استاذ في عملك بل قصدي استاذ في قلمك

اثنيت وشكرت على جهودك ونشاطك و مشاركتك الفعالة التى تميط الاذى

اسال الله الواحد الاحد الفرد الصمد ان يرحم والديك و يجعل قبرهما روضة من رياض الجنان االهم امين

بارك الله فيك

ما أنا إلا متطفل على موائد الأدباء
و النجوم أنتم و بكم بعد الله نستضيء
حفظك الله

[أم عاكف ( الأم المعلمة )]

موضوع مميز فعلا
بوركت أيها الطيب
زادك الله علما ونفع بك
دمت متميزا دوما .

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عاكف

موضوع مميز فعلا
بوركت أيها الطيب
زادك الله علما ونفع بك
دمت متميزا دوما .

بارك الله فيك
شكرا على الثناء و الإطراء
جزاك الله خيرا

[samuraiTM]

جزاك الله ألف خير

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

ما لي لا أرى آثارا لأنجم عوَّدوني نورهم
ألِمُوجِدَةٍ وجدوا بها علي أم لجناية جنيت بها عليهم
أم لشيء في أنفسهم
أخوكم في شوق لرحيق أقلامكم و مجاج أفهامكم
و أقول عذرا عذرا عذرا
إن جنيت عليكم و إن جنيتم علي
عناق الأقلام و وفاق الأفهام
لا لعداء القلمِ القلمَ
أخوكم و محبكم
المهاجر إلى الله
السُّلميّ

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samuraitm

جزاك الله ألف خير

و إياكم بارك الله فيك

[manal mimicha]

شكرا جزيلا على الموضوع الرّائع و المميز

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manal mimicha

شكرا جزيلا على الموضوع الرّائع و المميز

شكرا على المرور الطيب