تشريح السلفيين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تشريح السلفيين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-10-06, 19:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










Question تشريح السلفيين

تشريح السلفيين

د. عمار على حسن


يضـرب التيار السلفى على اختلاف مدارسه وتوجهاته بجذور عميقة فى تربة التصور الإسلامى وتاريخ المسلمين على السواء، ولذا لا يمكن الإلمام بخرائط وجوده وانتشاره، ولا بطبيعة أطروحاته وأفكاره، ولا بشبكة علاقاته ومدركاته ونظرته للآخرين، سواء داخل فضاء الدعوة والحركة الإسلامية أو خارجه، من دون العودة إلى الأسس التى انطلق منها، والتى لا يزال يُعيد إنتاجها فى الزمن الراهن من دون تغيير أو تعديل جوهرى، ظناً منه أن هذا هو «الطريق المستقيم» بالمعنى الدينى أو الاعتقادى، وأيسـر السبل إلى الخير والإنجاز بالمعنى الاجتماعى والسياسـى والاقتصادى، وذلك اتكاءً على ما نُسب إلى الرسول الكريم من قوله: «خير الناس قرنى ثم الذين يَلونهم ثم الذين يلونهم...»،1 وكذلك وفق تصور يعتقد فى أن من رأوا النبى وصحابته هم الأكثر قدرة على الوصول إلى الجوهر العميق للإسلام وتطبيق فرائضه وتعاليمه، وأن ما كانوا عليه يجب أن يكون عليه كل المسلمين مهما تقدم الزمن وتغيرت الظروف. وعلى مدار القرون التى خلت، والتيار السلفى يمر بأوقات ازدهار وانحسار، صعود وهبوط، لكن وجوده لم ينقض، وأطروحته لم تنته، بل انكمشت حين وجدت صدوداً من السلطة أو المجتمع، ولاسيما طليعته الفكرية وصفوته الاقتصادية، ثم تمددت حين أقبلت عليه، ويعود هذا بالأساس إلى أمرين: الأول: هو أن السلفية ليست تنظيماً محكماً له رأس وأتباع، بل هى تيار تنتقل أفكاره من مكان إلى مكان، ومن جيل إلى جيل، حتى ولو بأجنحة مهيضة، وتجد دوماً مَن يعتقد فى أنها تمثل الدين فى صفائه أو أصله الأول، ولذا يتمسك أولئك بها ويدافعون عنها دفاعاً مستميتاً، فكثير من التنظيمات المعسكرة والمسيسة أبيدت عن آخرها، وصارت أثراً بعد عين، بل إن بعض ما كانت تؤمن به من تصورات ذاب معها وصار نسياً منسياً، بينما بقيت السلفية على قيد الحياة، يتم استدعاؤها من قبل البعض على أنها «الحل السحرى» كلما تأزم المسلمون، وتملَّكهم حنين جارف إلى أيام مجدهم الغابر، فظنوا أن بوسعهم أن يستعيدوا التاريخ بحذافيره، بشخوصه وسياقاته ومقولاته، فى ماضوية تتجدد كلما تجددت الهزائم والانكسارات. أما الثانى، فهو أن السلطات السياسية المتعاقبة على مدار تاريخ المسلمين وجدت فى «السلفية الوديعة المستأنسة» نصيراً مضموناً لمواجهة التنظيمات المناوئة للحكم، والتى ارتدَت ثوباً دينياً أو وظَّفت خطاباً دينياً فى تعبئة الناس حولها، وتبرير مسلكها، وإذا كان هناك شيوخ كبار قد ناطحوا السلاطين فى بعض المواقف، مثل الإمامين أحمد بن حنبل وأحمد بن تيمية، فإن الغالبية منهم إما صبروا على جُورهم أو تساوقوا معهم وجاروهم. وتُلقى هذه السلسلة من المقالات نظرة تحليلية عامة على التيار السلفى؛ فتتناول فى القسم الأول الأسس المعرفية والفقهية التى ينبنى عليها التيار السلفى، والتى اتبعت خطاً فى تاريخ المسلمين تعافى على يد الإمام أحمد بن حنبل، وتراخى ليتجدد مع ابن تيمية، ثم ضعف ليأخذ دفعة جديدة على يد محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه أو المتأثرين به والمتبعين خطاه. وتتبع المقالات فى القسم الثانى خريطة التيار السلفى فى الفترة الحالية، والتى تبين أن السلفيين ليسوا فريقاً واحداً منسجماً إنما بينهم تباينات؛ سواء فى أسباب النشوء والانطلاق، أو فى الرؤى والمرجعيات، أو فى المصالح والمنافع، أو فى علاقتهم بالآخر وتصورهم عن الذات والعالم. وهنا أيضاً يظهر مدى تسـرب النزعة السلفية إلى التنظيمات الحركية التى تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها، سواء بادعاء النقاء والأصالة، أو بالسليقة، أو بتطويع التسلف لخدمة التوجهات السياسية، كما يظهر المشـروع السياسـى المستتر، والمشـروع الجهادى الكامن لدى السلفية الدعوية، سواء بنزعتها إلى تشكيل أحزاب تعمل تحت مظلة الشـرعية السياسية والمشـروعية القانونية أو بمناصـرة السلطة القائمة فى وجه معارضيها حتى من بين الجماعات والتنظيمات المسيسة التى تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها، أو بانزلاقها إلى دائرة العنف تحت راية «الجهاد المسلح» بعد التحول إلى «سلفية جهادية». أما القسم الثالث فيستقرئ مستقبل السلفيين فى ظل التغيرات التى يشهدها العالم العربى فى اللحظة الراهنة، وفى ظل التحديات التى تواجه التيار السلفى، حيث الخطاب الماضوى، والبنية المعرفية التى تسير فى اتجاه مخالف لتقدم التاريخ وتعزز المدنية، ومنظومة المعارف والسلوكيات التى تخاصم «العصرنة» إلى حد بعيد. وتسعى هذه المقالات أيضا إلى تبديد، ولو جزئيا، بعض الأمور المتعلقة بالنظر إلى أتباع التيار الدينى على اعتبار أنهم شىء واحد، وكل متراص ومتجانس ومتحاب ومتعاون، فهذا محض وهم سيطر على أذهان كثير من المتعجلين والمنافسين والمغرضين، ممن ظنوا أن الحركة الإسلامية، دعوية كانت أم مسيسة، هى نسيج واحد، أو كتلة واحدة صماء، لا فرق بين أجزائها ولا أشتاتها، ويزداد هذا التصور وضوحا وقوة وقت الاستقطاب السياسى الحاد، حين يرى الناس أتباع هذه الحركة مصطفين فى طابور واحد، فيعتقد الناظر إليهم أنهم بنيان مرصوص، وما هم كذلك، لأنهم فى النهاية بشر تتضاربهم الأهواء والمصالح شأنهم شأن غيرهم، لاسيما مع هذا الفصام الكبير بين ما يقال وما يتم فعله. وفى ظل الشد والجذب يزداد عند عتاة المختلفين فى الرأى والاتجاه مع ما اصطلح على تسميته «الإسلام السياسى» حين يعتبرون أنهم فصيل واحد، وأن ما بينهم من اختلاف أو خلاف ظاهر هو محض توزيع أدوار، أو تعدد زائف فى إطار التوحد والتجانس والتماسك الصارم، الذى يجمع بينهم فى الغاية وكثير من الوسائل وجوانب جلية فى الخطاب. ويروق أحيانا للأجهزة الأمنية أن تضعهم فى «سلة واحدة» وإن كانت تقسمهم لديها فى ملفات داخلية حتى يسهل لها التعامل معهم، بالشدة أو اللين. وهناك من يحيل إلى المنبع أو المصدر الذى ينهل منه الجميع والذى يتماهى ويرتشح ويتمدد فى خطابهم وخطبهم وتخريجاتهم وفتاواهم وآرائهم ومواقفهم ويقول: إنهم واحد وإن ظهروا أو تظاهروا بغير ذلك. وداخل هذا النسيج العريض المتراوح بين «الصوفى الانكفائى» و«السلفى الجهادى» ظلت هناك دوما درجات متفاوتة من التفاعل البينى، أو ذلك الذى يربط كل هؤلاء بغيرهم من الحركات والتيارات والاتجاهات السياسية والفكرية، أو بعوام المجتمع العريض والواسع، الذى يشكل سياقا حاضنا لكل هذه التفاعلات، الذاهبة والآيبة بين ظهور وخفوت، بلا هوادة ولا انقطاع. وهناك ملاحظة أود ذكرها ابتداء ألا وهى: كل ما سيرد فى هذه السلسلة من المقالات هو دراسة استندت إلى مراجع ومصادر عديدة، تم حذفها لضرورة النشر الصحفى، لكنها سترد بدقة وأمانة وصرامة حين يتم نشر البحث فى كتاب فيما بعد. وفى الأسبوع المقبل، إن شاء الله تعالى، سأكمل، عزيزى القارئ، على هذا الدرب لأتناول فى البداية: الأسس المعرفية للسلفية، والتى تعتمد على الرواية وليس الدراية، وعلى النقل دون العقل، وعلى العيش فى الماضى دون الالتفات إلى متطلبات الحاضر والاستجابة لها.

https://www.youm7.com/story/2014/8/6/...8#.VDLnMVcze4Y










 


رد مع اقتباس
قديم 2014-10-06, 19:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

تشريح السلفيين.. أقوالهم وأفعالهم وتنظيماتهم وجماعاتهم
فى مقال الأسبوع الماضى بدأت فى شرح خصائص التفكير السلفى، وتناولت الخاصية الأولى المتمثلة فى النزعة الدينية المحافظة وبينت مظاهرها، وهنا أكمل: ثانياً، لا تقف هذه النزعة عند حدود الأمنيات بل تتم ترجمتها فى «خطاب» يعمل السلفيون على نشـره وتسويقه على نطاق واسع، ورغم أن هذا الخطاب قديم ويمكن دحضه بسهولة ويسـر من زاوية المنهج العلمى أو تأويل عميق للنص القرآنى أو تبيان فساد عملية الاستدلال، فإنه لا يخلو من تماسك يجعله ينطلى على عقول كثيرة، لاسيما أنه يتوسل بالاستعمال الظاهرى للقرآن والحديث، ويستعين بأقوال الصحابة وأعمالهم، ولذا يرضخ له البسطاء عن طيب خاطر، ظناً منهم أن ما يردده شيوخ السلفية الآن هو بالضـرورة ما يريده الله سبحانه وتعالى، وما أراد رسوله الكريم تبليغه، وما كان عليه الصحابة، ولا يعنى هؤلاء أن يتساءلوا عن حجية استعمال «السير التاريخية» ومدى مصداقيتها، أو المرويات التى ظلت فترة طويلة «خطاباً شفهياً» قبل أن يأتى من يدوّن بعضه فى «نص مكتوب» ويمنحه قداسة، ولا يعنيهم فى الوقت نفسه أن يكتشفوا عملية التلاعب التى تحوِّل أحياناً الرؤية البشـرية إلى مركز أو أصل ثم تستعمل النص الإلهى أو «التنزيل» كعنصـر من عناصـر البرهنة. ثالثاً: ولا يقف هذا الخطاب السلفى عند حد «الأقوال» بل وجد مؤسسات راسخة وأموالا طائلة تكرّس لنشـره والدفاع المستميت عنه، وتأخذ هذه المؤسسات شكل «جمعيات» مدرسية أو علمية مثل «أنصار السنة المحمدية» فى مصر، أو تدمج بين هذا وبين العمل الخيرى أو النفع العام مثل «الجمعية الشـرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة»، أو دعوية مثل «التبليغ والدعوة»، وقد تأخذ شكل دعوات مثل «سلفية الإسكندرية» وقد تتمركز هذه الدعوات حول أشخاص يتحلق حولهم أتباع كثيرون، مثل ما نراه فى بعض دعاة السلفية الذين يطلّون على الناس من خلف الشاشات الزرقاء، ويتسللون إلى عقول ملايين الناس وأفئدتهم. رابعاً: لا تقتصـر هذه النزعة على الدين الإسلامى فحسب، فالذين يحنّون إلى «الأصول» أو «الأوَّلانى» وُجدوا فى المسيحية واليهودية، وتشابهت الأصوليات بل تطابقت فى سيرها ونهجها، حيث التفسير الحرفى والظاهرى للنص، والوثوقية التى تفتقر إلى نسبية العلم، والاعتقاد فى أن التقدم لن يتم إلا باستعادة الماضـى كاملاً، والاضطرار أحياناً إلى ممارسة العنف أو الانزلاق إليه طواعية، بدعوى أن هذا المسلك الإكراهى والجارح بل القاتل، يلبى نداء الدين وأهدافه. خامساً: لا تقف هذه النزعة عند حدود الجمعيات والتجمعات والتيارات التى تطلق على نفسها «سلفية» فحسب، بل امتدت إلى قوى وحركات وتنظيمات إسلامية أخرى، لم تكتف بالجانب الدعوى، بل انخرطت فى العمل السياسى؛ مثل جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، ومختلف التنظيمات والتشكيلات الجهادية، فمؤسس الإخوان جعل من ضمن صفاتها أنها «دعوة سلفية» إلى جانب كونها «حقيقة صوفية»، لكن بمرور الوقت تراجع التصوف فى فكر الجماعة وصعد التسلف، نتيجة تأثر الإخوان بالفكر السائد فى المملكة العربية السعودية حين هاجروا إليها واستقروا فيها فترات طويلة من ناحية، وجراء التأثر بأفكار سيد قطب التى تتقاطع مع السلفية فى بعض جوانبها، بل إنها لعبت دوراً كبيراً فى إنتاج السلفية الجهادية فى العالم العربى، وقد انعكس التسلف الإخوانى هذا فى المقررات التى يدرسها أشبال الإخوان وشبانهم، وكذلك فى دخول بعض الإخوان كدعاة إلى فضاء الدعوة السلفية الواسع، واستغلال الجماعة جوانب من الشبكة الاجتماعية والخيرية التى بنتها الجمعيات السلفية، لمواجهة التضييق الأمنى عليها، كما أن من يطالع المصادر الفكرية التى ينهل منها الجهاديون المسلحون وأتباع الجماعات الإسلامية المسيسة يجد أن فيها ما يعتبره السلفيون كتبَهم الأصلية والأساسية والعُمَد. سادساً: يظل للسلفية الدعوية مشـروع سياسى وجهادى مستتر أو كامن طيلة الوقت، لا يقوم فقط على الأسس الفكرية والمعرفية القديمة التى تستدعيها فى الواقع المعيش، بل أيضاً على التفاعل مع الظروف الآنية، والتى تفرض على السلفيين أحياناً الانخراط فى السياسة بطريقة مباشـرة، إما دفاعاً عن النفس فى مواجهة سلطة تستهدفها، أو رغبة طموحة فى ترجمة الوجود الاجتماعى إلى رقم سياسـى يعود على شيوخ السلفية بالنفع، أو يوجد جداراً حامياً لهم فى مواجهة عسف السلطة، أو يمهد لهم طريقاً وسيعاً لنشـر دعوتهم. والتيار السلفى عموماً يرى أن الخروج على «ولـى الأمر» لا يتم إلا إذا توافرت ثلاثة شـروط: أولها: رؤية كفر بواح عند السلفيين من الله فيه برهان؛ وثانيها: وجود البديل المسلم، فيُزال ولىّ الأمر الكافر، ويُبدَّل بولى الأمر المسلم؛ وثالثها: امتلاك القدرة المالية والعسكرية على الخروج ضد الحاكم الظالم، حتى يمكن إزاحته سـريعاً، وبالتالى يتجنب الناس سفك الدماء، وتُجنب البلاد التدمير والخراب، لكن هناك من ينقلب على هذه الشـروط عبر حمل السلاح دون أدنى اعتبار لميزان القوة، مثل السلفية الجهاية، وهناك من صنع مساراً آخر آمناً للخروج على الحاكم من خلال المضـى فى العملية السياسية المشـروعة عبر تكوين أحزاب للمنافسة على السلطة، ولعل الحالة المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، تقدم برهاناً ناصعاً على كل هذه الدوافع التى جعلت السلفيين يدخلون إلى غمار السياسة. وقبل ذلك قدمت الجماعات السلفية فى السودان نموذجاً على الرغبة فى لعب دور سياسـى، فـ«جماعة أنصار السنة المحمدية» السودانية لم تحصـر نفسها فى الحقل الدعوى وإنما كان لها وجود فاعل فى الحقل السياسى؛ حيث نشطت عقب استقلال البلاد عام 1956 لتطالب بتطبيق «الدستور الإسلامى » وتحكيم الشـريعة الإسلامية، كما شاركت فى جبهة الميثاق الإسلامى التى خاضت الانتخابات العامة فى البلاد عام 1964، وفى السنوات اللاحقة اتخذت موقفاً واضحاً من حركة التمرد فى جنوب السودان، فقام أتباعها بتنظيم حملة لدعم القوات المسلحة، وهناك أيضاً «حزب الوسط الإسلامى» السلفى الذى تأسس رسمياً فى أكتوبر 2006، بعد استقالة مؤسسه الدكتور يوسف الكودة من الأمانة العامة ومن المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية، محدداً رسالته الحقيقية فى العمل على معالجة الأخطاء المتكررة والتجارب المحسوبة على «المشـروع الإسلامى، وتقديم نموذج إسلامى مختلف فكراً وتطبيقاً، قولاً وعملاً». كما أن للسلفية الدعوية مشروعاً جهادياً كامناً، يعد إفرازاً طبيعياً للأفكار التى تؤمن بها وللتجربة التاريخية التى تستدعيها دوماً، فالأصول المعرفية والإحالة إلى نماذج واقعية تدفع السلفى إلى الانشغال المستمر بقضية الجهاد، بدءاً من «تغيير المنكر» وانتهاءً بقتال «العدو القريب» و«العدو البعيد»، أو حتى الانخراط فى الصـراع المسلح على السلطة. فهناك تنظيمات جهادية محلية، مثل «الجيش الإسلامى» و«جيش أنصار السنة» و«جيش المجاهدين» التى تشكلت عقب الاحتلال الأمريكى للعراق، أو العديد من التنظيمات التى تشهدها مصـر منذ مطلع سبعينيات القرن العشـرين، مثل «جماعة المسلمين» و«تنظيم الفنية العسكرية» و«القطبيون». وهناك أيضاً تنظيمات على مستوى إقليمى مثل فرع تنظيم القاعدة فى «بلاد الشام» و«بلاد النيلين» و«بلاد المغرب الإسلامى» و«جزيرة العرب»... إلخ أو على مستوى دولى مثل التنظيم الأساسـى للقاعدة الذى تكوَّن على الأراضـى الباكستانية والأفغانية عام 1998. ونكمل فى الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.

https://www.youm7.com/story/2014/9/3/...9#.VDLlbVcze4Y









رد مع اقتباس
قديم 2014-10-06, 19:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

تشريح السلفيين.. أقوالهم وأفعالهم

وهناك تقسيم على أساس الموقف من السلطة على النحو التالى: سلفية موالية أو مستأنسة: وتقف على رأسها الجامية التى تنسب إلى الشيخ الراحل محمد أمان الله الجامى وهو رجل حبشـى، أقام فترة من عمره بالمملكة العربية السعودية مدرساً ثم أستاذاً فى جامعة المدينة المنورة، والتى تعد معقل الجامية بدرجة كبيرة، ولما توفى خلفه على رأس هذه الدعوة السعودى الشيخ ربيع بن هادى المدخلى، الذى كان فى الأصل مسؤولاً عن جماعة الإخوان بالمدينة المنورة ثم تحول إلى الجامية، التى وقفت فى موقفها إلى جانب السلطة إبان حرب الخليج عام 1991 فى الاستعانة بقوات أجنبية لتحرير دولة الكويت، على النقيض من موقف كثير من شيوخ ما يسمى «التيار السلفى الإصلاحى». وتقوم مبادئ «الجامية» أو «المدخلية»، التى هى مجرد أفكار انتشـرت فى دول عربية وإسلامية عدة وليست تنظيماً أو حركة موحدة، على طاعة الحاكم، ورفض الخروج عليه، ورفض مبدأ «الحاكمية»، والتمييز بين الفرق المذهبية القديمة مثل الخوارج والمعتزلة والرافضة وبين جماعات «الصحوة الإسلامية» الحديثة والمعاصرة. وتوجِّه الجامية انتقادات لما عداها من الحركات الإسلامية كالإخوان المسلمين والدعوات السلفية مثل «التبليغ والدعوة» و«السـرورية»، ويرد عليها أتباع هذه الجماعات والحركات بأنها «سلفية موالية للسلطة» أو مستأنسة، وأن شيوخها هم خوارج العلماء والدعاة ومرجئة الحكام العرب، وصنيعة الأجهزة الأمنية، وأنهم من الفرق القاديانية التى توالى العلمانية وأهل البدع، وتعطل الجهاد، وهى اتهامات يرفضها الجاميون أو المدخليون تماماً، بل إنهم يعتبرون نسبهم إلى الجامى «غمز ولمز وتنابز بالألقاب»، ويصفون أنفسهم بأنهم الأتباع الحقيقيون لمسار محمد بن عبدالوهاب، ويؤكدون أنهم لم يعطّلوا الجهاد إنما يرونه تهلكة، فى ظل خلل ميزان القوة العسكرية بين المسلمين وأعدائهم. سلفية معارضة: وتقف «السـرورية» على رأس هذا النوع من السلفية، وهى منسوبة إلى مؤسسها الشيخ محمد سرور زين العابدين، الذى يعود مسقط رأسه إلى حوران بسوريا، وكان منتمياً إلى جماعة الإخوان، ثم انشق عليها. وقد عمل سـرور فى مطلع حياته ضابطاً بالجيش ثم ضابط استخبارات، وتعاقد مع المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود لتدريس الرياضيات، وعمل فى الأحساء والقصيم فدَرَّس فى المعهد العلمى ببريدة، معقل السلفية الدعوية بالسعودية، وجذب حوله شباناً ينتمون إلى جنسيات عربية وإسلامية عدة ممن راق لهم خطابه الثورى، المتراوح بين دعوية السلفية وحركية الإخوان، والذى بدا مغايراً لما يقوله شيوخ السلفية، ومعتمداً فى مرجعيته على عقيدة التوحيد وكتابات سيد قطب ومحمد قطب، لذا بدت السرورية رؤية واقعة بين فكرى ابن تيمية وسيد قطب، حيث أخذت من الأول موقفه الصارم من أتباع الفرق والمذاهب المخالفة لـ«أهل السنة والجماعة»، ومن الثانى ثوريته ودعوته إلى «الحاكمية»، ورفضه مبدأ السمع والطاعة للحاكم، لترفع شعار «سلفية المنهج، عصـرية المواجهة»، وتُعلى من مبدأ الحركة ضد السكون. وتتعرض السـرورية، التى بدأ نجمها فى الأفول، لانتقادات لاذعة من جماعة الإخوان، التى تتهمها بأنها أهدرت طاقة العمل الإسلامى، فيما يراها السلفيون الدعويون انزلاقاً جديداً نحو تسييس الدين، وقد وصف ناصـر الألبانى أتباعها بأنهم خوارج العصـر إلا قليلاً. فى خاتمة المطاف، هذه التقسيمات، أو تلك الخريطة، ليست جامدة؛ فالتيار السلفى فى صيرورة دائمة حتى لو كانت بطيئة، إما أنها ناجمة عن الانقسام والتشظى لأسباب سياسية وفقهية، أو نابعة من تفكير مناقض لما هو سائد فى النص والتاريخ. كما أن هذه التقسيمات قابلة للاندماج فى مسارات أخرى تتوزع السلفية عليها ليس بإغواء النفس وهواها، إنما بحكم إمعان النظر فى الرؤى المطروحة، والتصـرفات والتدابير المتداولة. ولهذا ليس من قبيل المبالغة ولا المخاتلة ولا التجنى أن نقول إن السلفية سلفيات، وعلى الجميع أن يدركها على هذا النحو، مهما ادعى بعض أتباعها بأنهم كالبنيان المرصوص. إمكانية تغير خطاب وممارسات التيار السلفى من يطالع أبجديات التيار السلفى ومساراته قد يستقر فى يقينه أن «الإصلاح الدينى» بات أمراً ضـرورياً كى يكون مستقبل العرب والمسلمين مختلفاً. فكثير من المشكلات التى تعترض طريق التقدم، والأزمات التى تنشب بين حين وآخر، سياسية كانت أو فكرية، سببها أنه يوجد طيلة الوقت من يستدعى الماضـى إلى الحاضـر، ليس للاستفادة واتخاذ العبر أو تلمس طريق الأصالة إنما لإزاحة الراهن تماماً، وكأنه دنس ورجس ومتخلف ومتوقف، لحساب ما جرى فى القرون الغابرة باعتباره بالضـرورة مقدساً وطهوراً ومتقدماً ومنطَلقاً، وهذا التصور يغفل تماماً أن للقدماء أخطاءهم الشديدة، التى سجلها المؤرخون الثقات. و«الإصلاح الدينى» فى هذا المقام لا يعنى بالطبع تعديل الدين ولا تبديله، لكنه يعنى إعادة التفكير فى الأنماط الفاسدة من «التدين» التى تحوّل الدين إلى أيديولوجيا أو فلكلور أو تجارة أو عُصاب نفسـى أو أساطير، وتغربل فى الوقت نفسه الكثير من «علوم الدين» التى تستعين، اقتباساً واقتطافاً وإحالة واستعادة، لكتب السابقين من الفقهاء أو الرواة، وإضفاء قداسة عليها. وبالنسبة للتيار السلفى فإنه لن يطور أفكاره وتصوراته إلا إذا نظر بجدية وتجرد وعلمية فى أمور أربعة، هى: وضع حد فاصل بين الوحى والتاريخ؛ فالأول أصل يُبنى عليه، والثانى تجربة يمكن الاعتبار بها، دون أن تكون قاعدة للقياس أو معياراً للحكم على الأفعال والتصرفات والآراء اللاحقة، ودون أن تمنح أى قدر من القداسة لأى سبب أو ذريعة. وضع حد فاصل بين النص والخطاب، أى بين القرآن كنص محكم نهائى واحد، وبين أى من الروايات المتعددة القابلة للمراجعة والغربلة أو الآراء الفقهية التى هى إنتاج بشـرى تجب مراجعته ونقده باستمرار. وضع حد فاصل بين المبادئ أو القيم العامة والأساسية التى حددها الإسلام وبين وسائل التجسيد الاجتماعى والتاريخى لها، بحيث يصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام تجديد الوسائل من دون جور على المبادئ أو تحريف لها، ولا يتم الاقتصار على وسائل ثابتة والتجمد عندها، فبعضها إن كان قد ثبت جدواه فى الماضـى، وأفلح فى الوصول إلى الأهداف والغايات المرجوة، فقد لا يكون صالحاً لزماننا هذا. وضع حد فاصل بين مكانة الرموز الدينية التاريخية، حتى لو كانوا من الصحابة، وبين قدسية المبادئ التى أقرها الإسلام. فالشخص يستمد مكانته من الالتزام بالمبدأ والعمل على خدمته، فإن انحرف عن هذا فقدَ مكانته. والإسلام لا يجعل لشخص حجة عليه، إنما هو حجة على الجميع. والرجال يُعرفون بالحق، ولا يُعرف الحق بالرجال. ومن حيث المبدأ يتحدث السلفيون بطريقة تبين أنهم لا يخاصمون هذه الحدود الأربعة تماماً، وأنهم حريصون على البحث عن «النابع» أو الأصل وليس «الوافد» أو الدخيل، لكنهم حين يشرعون فى ترجمة هذا التصور فى خطاب، أو محاولة تطبيقه فى الواقع المعيش، يقعون فى أخطاء فادحة، سواء من حيث خلط «الإلهى» بـ«البشرى» وتماهى «النص» مع «الخطاب»، وإنكار اختلاف السياق الاجتماعى بما فيه من مشكلات وتحديات عن تلك التى واجهها الأقدمون.

https://www.youm7.com/story/2014/10/1...5#.VDLmA1cze4Y










رد مع اقتباس
قديم 2014-10-06, 20:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

تشريح السلفيين.. أقوالهم وأفعالهم

وهناك تقسيم على أساس الموقف من السلطة على النحو التالى: سلفية موالية أو مستأنسة: وتقف على رأسها الجامية التى تنسب إلى الشيخ الراحل محمد أمان الله الجامى وهو رجل حبشـى، أقام فترة من عمره بالمملكة العربية السعودية مدرساً ثم أستاذاً فى جامعة المدينة المنورة، والتى تعد معقل الجامية بدرجة كبيرة، ولما توفى خلفه على رأس هذه الدعوة السعودى الشيخ ربيع بن هادى المدخلى، الذى كان فى الأصل مسؤولاً عن جماعة الإخوان بالمدينة المنورة ثم تحول إلى الجامية، التى وقفت فى موقفها إلى جانب السلطة إبان حرب الخليج عام 1991 فى الاستعانة بقوات أجنبية لتحرير دولة الكويت، على النقيض من موقف كثير من شيوخ ما يسمى «التيار السلفى الإصلاحى». وتقوم مبادئ «الجامية» أو «المدخلية»، التى هى مجرد أفكار انتشـرت فى دول عربية وإسلامية عدة وليست تنظيماً أو حركة موحدة، على طاعة الحاكم، ورفض الخروج عليه، ورفض مبدأ «الحاكمية»، والتمييز بين الفرق المذهبية القديمة مثل الخوارج والمعتزلة والرافضة وبين جماعات «الصحوة الإسلامية» الحديثة والمعاصرة. وتوجِّه الجامية انتقادات لما عداها من الحركات الإسلامية كالإخوان المسلمين والدعوات السلفية مثل «التبليغ والدعوة» و«السـرورية»، ويرد عليها أتباع هذه الجماعات والحركات بأنها «سلفية موالية للسلطة» أو مستأنسة، وأن شيوخها هم خوارج العلماء والدعاة ومرجئة الحكام العرب، وصنيعة الأجهزة الأمنية، وأنهم من الفرق القاديانية التى توالى العلمانية وأهل البدع، وتعطل الجهاد، وهى اتهامات يرفضها الجاميون أو المدخليون تماماً، بل إنهم يعتبرون نسبهم إلى الجامى «غمز ولمز وتنابز بالألقاب»، ويصفون أنفسهم بأنهم الأتباع الحقيقيون لمسار محمد بن عبدالوهاب، ويؤكدون أنهم لم يعطّلوا الجهاد إنما يرونه تهلكة، فى ظل خلل ميزان القوة العسكرية بين المسلمين وأعدائهم. سلفية معارضة: وتقف «السـرورية» على رأس هذا النوع من السلفية، وهى منسوبة إلى مؤسسها الشيخ محمد سرور زين العابدين، الذى يعود مسقط رأسه إلى حوران بسوريا، وكان منتمياً إلى جماعة الإخوان، ثم انشق عليها. وقد عمل سـرور فى مطلع حياته ضابطاً بالجيش ثم ضابط استخبارات، وتعاقد مع المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود لتدريس الرياضيات، وعمل فى الأحساء والقصيم فدَرَّس فى المعهد العلمى ببريدة، معقل السلفية الدعوية بالسعودية، وجذب حوله شباناً ينتمون إلى جنسيات عربية وإسلامية عدة ممن راق لهم خطابه الثورى، المتراوح بين دعوية السلفية وحركية الإخوان، والذى بدا مغايراً لما يقوله شيوخ السلفية، ومعتمداً فى مرجعيته على عقيدة التوحيد وكتابات سيد قطب ومحمد قطب، لذا بدت السرورية رؤية واقعة بين فكرى ابن تيمية وسيد قطب، حيث أخذت من الأول موقفه الصارم من أتباع الفرق والمذاهب المخالفة لـ«أهل السنة والجماعة»، ومن الثانى ثوريته ودعوته إلى «الحاكمية»، ورفضه مبدأ السمع والطاعة للحاكم، لترفع شعار «سلفية المنهج، عصـرية المواجهة»، وتُعلى من مبدأ الحركة ضد السكون. وتتعرض السـرورية، التى بدأ نجمها فى الأفول، لانتقادات لاذعة من جماعة الإخوان، التى تتهمها بأنها أهدرت طاقة العمل الإسلامى، فيما يراها السلفيون الدعويون انزلاقاً جديداً نحو تسييس الدين، وقد وصف ناصـر الألبانى أتباعها بأنهم خوارج العصـر إلا قليلاً. فى خاتمة المطاف، هذه التقسيمات، أو تلك الخريطة، ليست جامدة؛ فالتيار السلفى فى صيرورة دائمة حتى لو كانت بطيئة، إما أنها ناجمة عن الانقسام والتشظى لأسباب سياسية وفقهية، أو نابعة من تفكير مناقض لما هو سائد فى النص والتاريخ. كما أن هذه التقسيمات قابلة للاندماج فى مسارات أخرى تتوزع السلفية عليها ليس بإغواء النفس وهواها، إنما بحكم إمعان النظر فى الرؤى المطروحة، والتصـرفات والتدابير المتداولة. ولهذا ليس من قبيل المبالغة ولا المخاتلة ولا التجنى أن نقول إن السلفية سلفيات، وعلى الجميع أن يدركها على هذا النحو، مهما ادعى بعض أتباعها بأنهم كالبنيان المرصوص. إمكانية تغير خطاب وممارسات التيار السلفى من يطالع أبجديات التيار السلفى ومساراته قد يستقر فى يقينه أن «الإصلاح الدينى» بات أمراً ضـرورياً كى يكون مستقبل العرب والمسلمين مختلفاً. فكثير من المشكلات التى تعترض طريق التقدم، والأزمات التى تنشب بين حين وآخر، سياسية كانت أو فكرية، سببها أنه يوجد طيلة الوقت من يستدعى الماضـى إلى الحاضـر، ليس للاستفادة واتخاذ العبر أو تلمس طريق الأصالة إنما لإزاحة الراهن تماماً، وكأنه دنس ورجس ومتخلف ومتوقف، لحساب ما جرى فى القرون الغابرة باعتباره بالضـرورة مقدساً وطهوراً ومتقدماً ومنطَلقاً، وهذا التصور يغفل تماماً أن للقدماء أخطاءهم الشديدة، التى سجلها المؤرخون الثقات. و«الإصلاح الدينى» فى هذا المقام لا يعنى بالطبع تعديل الدين ولا تبديله، لكنه يعنى إعادة التفكير فى الأنماط الفاسدة من «التدين» التى تحوّل الدين إلى أيديولوجيا أو فلكلور أو تجارة أو عُصاب نفسـى أو أساطير، وتغربل فى الوقت نفسه الكثير من «علوم الدين» التى تستعين، اقتباساً واقتطافاً وإحالة واستعادة، لكتب السابقين من الفقهاء أو الرواة، وإضفاء قداسة عليها. وبالنسبة للتيار السلفى فإنه لن يطور أفكاره وتصوراته إلا إذا نظر بجدية وتجرد وعلمية فى أمور أربعة، هى: وضع حد فاصل بين الوحى والتاريخ؛ فالأول أصل يُبنى عليه، والثانى تجربة يمكن الاعتبار بها، دون أن تكون قاعدة للقياس أو معياراً للحكم على الأفعال والتصرفات والآراء اللاحقة، ودون أن تمنح أى قدر من القداسة لأى سبب أو ذريعة. وضع حد فاصل بين النص والخطاب، أى بين القرآن كنص محكم نهائى واحد، وبين أى من الروايات المتعددة القابلة للمراجعة والغربلة أو الآراء الفقهية التى هى إنتاج بشـرى تجب مراجعته ونقده باستمرار. وضع حد فاصل بين المبادئ أو القيم العامة والأساسية التى حددها الإسلام وبين وسائل التجسيد الاجتماعى والتاريخى لها، بحيث يصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام تجديد الوسائل من دون جور على المبادئ أو تحريف لها، ولا يتم الاقتصار على وسائل ثابتة والتجمد عندها، فبعضها إن كان قد ثبت جدواه فى الماضـى، وأفلح فى الوصول إلى الأهداف والغايات المرجوة، فقد لا يكون صالحاً لزماننا هذا. وضع حد فاصل بين مكانة الرموز الدينية التاريخية، حتى لو كانوا من الصحابة، وبين قدسية المبادئ التى أقرها الإسلام. فالشخص يستمد مكانته من الالتزام بالمبدأ والعمل على خدمته، فإن انحرف عن هذا فقدَ مكانته. والإسلام لا يجعل لشخص حجة عليه، إنما هو حجة على الجميع. والرجال يُعرفون بالحق، ولا يُعرف الحق بالرجال. ومن حيث المبدأ يتحدث السلفيون بطريقة تبين أنهم لا يخاصمون هذه الحدود الأربعة تماماً، وأنهم حريصون على البحث عن «النابع» أو الأصل وليس «الوافد» أو الدخيل، لكنهم حين يشرعون فى ترجمة هذا التصور فى خطاب، أو محاولة تطبيقه فى الواقع المعيش، يقعون فى أخطاء فادحة، سواء من حيث خلط «الإلهى» بـ«البشرى» وتماهى «النص» مع «الخطاب»، وإنكار اختلاف السياق الاجتماعى بما فيه من مشكلات وتحديات عن تلك التى واجهها الأقدمون.

https://www.youm7.com/story/2014/10/1...5#.VDLmA1cze4Y










رد مع اقتباس
قديم 2014-10-09, 13:17   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
البيرين1
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم. بارك الله فيك على الافاده و جعلها الله في ميزان حسناتك.ارجو ان تدلني اين اجد هدا الكتاب يباع و شكرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السلفيين, تصريح

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc