عائلات تلجأ إلى طقوس غريبة لجلب النجاح وحماية أبنائها من "الخلعة"
نصف مليون مترشح للبكالوريا على أعصابهم وسط إشاعات بتسريب النتائج
2009.07.06 جريدة الشروق
صورة: نيو برس/أرشيف توقعت بعض نقابات التربية أن نتائج دورة البكالوريا لهذه السنة لن تكون أقل من نسبة نجاح السنة الماضية المقدرة بـ 53 بالمائة، وحسب قولها فإن ذلك راجع لمحاولة الجهات الوصية السير في اتجاه رفع نتائج البكالوريا مع كل دورة، فيما قالت نقابات أخرى أن بكالوريا الجزائر لا تزال تسير وفق حسابات سياسية، ووسط حديث عن تسريب نتائج البكالوريا في الخامس من جويلية، أعصاب ما يقارب نصف المليون مترشح تحترق أياما قبل إعلان النتائج النهائية.
* وزارة التربية تتوعد الأساتذة والمهندسين وموظفي مركز إعلان النتائج بعقوبات ردعية
من جهة أخرى، نفت مصادر مؤكدة من مركز إعلان نتائج البكالوريا تسريب الحصيلة الأولية لنتائج هذه الدورة، مؤكدة أنه من المنطقي أن تتعدى نسبة النجاح 50 بالمائة، وذكرت أيضا أن الموظفين من مهندسين ومفتشين لايزالون يسهرون على عملية حساب المعدلات النهائية للطلبة، غير أن محدثنا أكد مجددا وحسب ما سبق وأن نشرته "الشروق" من تحصيل عدد كبير من المترشحين على علامات كاملة في مواد ذات معامل عال على غرار مادتي الرياضيات لشعبة العلوم التجريبية ومادة الفلسفة لشعبة الآداب والفلسفة، وهو ما يعني إمكانية رفع هذه المواد لنسبة النجاح في شهادة البكالوريا.
وأكد مصدر مطلع أن وزارة التربية تعهدت بتسليط عقوبات ردعية للمتسببين في تسريب النتائج لأي كان قبل علم الوزارة بها، وأضحى البحث عن نتائج مسبقة أو قبل الآوان من نشرها، يشكل هاجسا لدى مترشحي شهادة البكالوريا، كما ألقت بعض إشاعات تسريب النتائج بظلالها على نحو نصف مليون مترشح لبكالوريا هذه الدورة، أمين، واحد من المترشحين للبكالوريا، 17 سنة، شعبة العلوم التجريبية، يجتازها لأول مرة يتحدث قائلا: ".. كلما اقترب موعد إعلان نتائج البكالوريا أشعر بخوف شديد.. أحيانا أستيقظ ليلا وأبقى صاحيا لساعات متأخرة من الليل، عندما أنسى البكالوريا أجد والدتي تستقبلني بالدعاء بالنجاح وهو ما يزرع في نفسيتي الخوف والشعور بالإضطراب..".
يشترك عامل الخوف من ظهور النتائج بين جل مترشحي الدورة، فالكل خائف بغض النظر عن إمكانات المترشح حتى وإن كان متفوقا في دراسته، وفي هذا يؤكد أحد الطلبة المترشحين الأحرار، قائلا: ".. عندما اجتزت البكالوريا لأول مرة كنت واثقا من النجاح لا محالة، حيث تمكنت من الإجابة على أهم المواد الأساسية، غير أني بعد ظهور النتائج فوجئت برسوبي في البكالوريا".
"أنفلونزا الخلعة" تدفع بعائلات المترشحين إلى ممارسة طقوس غريبة على أبنائها
وتلجأ بعض عائلات التلاميذ المترشحين إلى طقوس غريبة لحماية أبنائها من شبح الخوف والإضطرابات أو "الخلعة"، حيث يستنجد البعض بمادة الحلبة، حيث تسحق مع الحليب وتقدم للمقبلين على شهادة البكالوريا طيلة أيام انتظار النتائج لإبعاد "الخلعة عنهم"، هذه المادة العشبية وإن كان لها فوائد صحية عظيمة، غير أن الإقبال عليها دون دواعي صحية قد يشكل خطرا على متناولها، وتؤكد الحاجة فاطمة 74 سنة، أن لمادة الحلبة علاقة مباشرة وأمراض البطن الداخلية، حيث تستعمل مطحونة مع العسل وتشرب مرة واحدة في اليوم، أما عن علاقتها بالخلعة فتقول: يتم سحقها مع العسل والحليب وتشرب كل يوم، فهي تهدئ الأعصاب.. في حين يؤكد عمي مسعود، بائع أعشاب منذ 35 سنة، أن لمادة الحلبة علاقة مباشرة بالخلعة، فكثير من العائلات تقتنيها لهذا السبب، وبعيدا عن الحلبة تقبل بعض العائلات على تعويذ أبنائها بالمعوذتين وهو شيء جميل، لكنه ينحرف عندما تستخدم مع القرآن كبخور (الجاوي) وهو مستحضر يتم اقتناؤه من مكة، له رائحة زكية، تحكي خالتي سعدية، أن جميع البيوت تنبعث منها هذه الرائحة أياما ما قبل ظهور النتائج، هذا وتحتفظ عائلات أخرى بماء زمزم لتقديمه لأبنائها طيلة أيام الإمتحانات لجلب النجاح.