كلمة نهمس بها في اذن كل اب وام
ألا تعلم ان صلاح الابناء من صلاح الآباء
فلو تريد أن يكون ولدك صالحا فكن أنت كذلك
هل تريد أن يحفظ لك الله ولدك ولو تركته وهو صغيرا بوفاة لا قدر الله
كن صالحا ...وتذكر أن صلاح الابناء مرتبط بصلاح الآباء
**وكان أبوهما صالحا**
رجلان أتيا إلى قرية أهلها بخلاء لم يطعموهما ليجدا جدارًا أصحابه غير موجودين، "صبيان صغيران" يعيشان في مدينة أخرى، فيقيما الجدار ويصلحاه.
ـ وقفتان:
الوقفة الأولى وقفة تأمل لهذا الرجل فانظر إليه وهو واقف في خشوع بين يدي الله في جوف الليل يسيل دمعه من خشية الله، أو استمع لصوته وهو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، أو اشعر بصبره على ابتلاء الله له، أو ترقبه وهو يضع الصدقة في يد يتيم وترقرق عينه من الدمع شفقة عليه.
لا شك أن لهذا الرجل سرًا بينه وبين الله رفع من قدره فحفظ الله به ولده، فلأجله ولأجل صبياه ابتعث رجلين عظيمين عند الله أحدهما نبي من أولي العزم، والآخر قيل فيه إنه بني وقيل إنه كان رجلا صالحًا.
ورد عن محمد بن المنكدر أنه قوله لولده والله يا بني إني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك. فانظر كيف كان فقهه رضي الله لقضية صلاح الذرية، وعلم ما هو الشيء النفيس والغالي الذي يكتنزه لولده حتى ينفعه فيما هو مقبل عليه من العواقب والمشقات. لقد أدرك ابن المنكدر الطريق فهل تبصره أنت.
ـ وعمر بن عبد العزيز يضرب المثال
..وهو من هو في زهده وورعه ... مات وما خلف لأهل بيته من حطام الدنيا شيئا ... ثم ...يقول العارفون من أهل عصره: قد رأينا أبناء عمر بن عبد العزيز أغنى الناس، ورأينا أبناء عبد الملك بن مروان عالة يتكففون الناس.
فترك الحرام وقول المعروف وفعل الخيرات وبذل الصدقات هي الأمان لولد تتقلب أحواله في الدهر وأنت لا شك تاركه، ولكن الذي لا يزول، والذي بيده مقادير السماوات والأرض وخزائنها إن استودعته وديعتك لن يضيعها.
"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"