مازال النزاع الطويل الأمد والعميق الجذور بين إسرائيل وإيران في تصاعد مضطرد، فبعدما تصدرت السجالات والصراعات الحامية بينهما حول الملف النووي الإيراني المثير للجدل والتهديدات المتبادلة حول إمكانية توجيه بشن ضربة عسكرية إسرائيلية الى إيران، فرضت الأزمة السورية نفسها بقوة على الغريمين تحويل دفت الصراع بينهما الى سوريا حليف إيران الرئيسي خصوصا بعد لوحت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجبه ضربة عسكرية وشيكة الى سوريا.
لتصبح سوريا اليوم مرتعا الصراعات الدولية ومكانا مستهدفا لدى بعض الدول المتصارعة والمهتمة بالهيمنة على بلدان الشرق الأوسط، كـ إسرائيل وإيران وبعض الدول الإقليمية، فضلا عن بعض القوى الدولية الكبرى، وذلك لجعلها محور الصراع الشرق الأوسطي.
إذ يرى الكثير من المحللين أن سوريا باتت مسرح الانتظار لما تظهره أجندات الدول الطامعة من خلال مسلسل المماطلة السياسية و تصاعد لهجة المعارك الكلامية المستمر وخاصة بين طرفي الصراع الإسرائيلي الإيراني، يهدف لخلق بيئة مخيفة في منطقة الشرق الأوسط، من خلال ترسيخ و إبراز خطر نشوب معركة عسكرية بين إسرائيل و إيران، قد يكون لها عواقب مدمرة على منطقة الشرق الأوسط و ربما أوسع من ذلك.
بينما يرى محللون آخرون أن تصاعد حرب التصريحات و رسائل التحذير في دوامة الأعمال الاستفزازية المتواصلة بين الغريمين، ما هو إلا ذريعة لإخفاء الضعف الداخلي و الحقيقي الموجود لدى البلدين، كون حدوث مثل هكذا حرب قد ينطوي على مخاطر كبيرة اوسع نطاقا من منطقة الشرق الاوسط.
في حين بعض المحللين أن توقيت الضربة على سورية وسيناريوهاتها المتوقعة تحمل مختلف الاحتمالات والتصورات ولايمكن التكهن بابعادها على جميع اطراف الخصام، وعليه تضفي المعطيات آنفة الذكر ان اللجوء الى القوة سيكون كارثيا على منطقة الشرق الاوسط وستتعدى عواقبه المنطقة، مما يطرح سؤالا موحدا هو من سيشعل فتيل الحرب القادمة؟.