من يطلع على الحركات الإحتجاجية في الجزائر هذه الأيام ، وهي كلها احتجاجات من أجل العمل والسكن يصاب بالذهول ، وهذا ليس لطبيعة المطالب التي تعتبر مشروعة وملحة،وهي تدخل ضمن واجبات الدولة الجزائرية التي عليها بسط العدالة بين الناس ، كمواطنين من حقهم ترقية حاجاتهم الإجتماعية بالطرق السلمية التي يكفلها لهم الدستور ، ولكن هذا الدهول للطريقة التي يتم بها طرح المشكل في السكن والعمل .
كيف لإحتجاجات ترفع مطالبها ، وهي تحتكر المطلب( العمل والسكن) بأبناءالجنوب الجزائري ( أولاد البلاد) ، وكأني بهم يريدون تقسيم البلاد إلى شمال وجنوب ، شرق وغرب ، بينما الحكومة تركب هذه الموجة وتعطي تصريحات في هذا الإتجاه تحت ضغط الشارع بهدف امتصاص هذه الفوضى ، لكنها نست أنها بذلك فتحت بابا للفتنة قد لاتستطيع غلقه.
بالأمس القريب ، امتزجت دماء الشهداء ببعضها البعض من الشمال إلى الجنوب ، ومن الشرق إلى الغرب ، ماكان يجمعهم ليست الجهة التي ينتمون إليها ، ولكن الشهادة من أجل طرد المستعمر وتحرير الوطن من عدو كافر، كانوا يؤمنون أن الوطن واحد ، وأن الجزائر للجميع ويدافع عنها الجميع ، ويعيش فيها الجميع أبناء أمة واحدة.
وحتى لايغضب إخواننا في الجنوب ويعتبرون ذلك دعوة لطمس حقوقهم فإني أقول لهم ولغيرهم من أبناء الشمال أن العمل والسكن هو حق دستوري مقدس ومصان ، لكن ليس على أساس جهوي أو عروشي أو قبلي أو فئوي ، لأن ذلك قديساهم في ضياع حقوق الناس أكثر مما يحفظها ويفتح بابا للإنتهازيين من أجل تكريسه حسب أهوائهم ومزاجهم وجهويتهم.
السؤال المطروح :
أخي ، أختي في المنتدى ، كيف ترى هذه المطالب بهذه الطريقة ،وما أثرها على السلم الإجتماعي ، ألا يؤدي ذلك إلى تكريس الجهوية ، ألا يدفع ذلك بالبلاد إلى خلق الأحقاد بين أفراد المجتمع الواحد
لنتكلم بموضوعية بعيدا عن الذاتية والجهوية ، نناقش ، لانسب ولانشتم ، نتحرى الصدق ونطرح الحلول إذا أمكن ، هذه دعوة لإثراء النقاش وتوجيهه من أجل خدمة المصلحة العليا للوطن فقط لاغير.
...........اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجه الله
........والسلام