السلام عليكم ...
قد يتبادر لذهن المطلع أن موضوعي هذا موضعه القسم الرياضي، من جهتي أرى أن هذا القسم "السياسي" هو الأحق به ولا غير سواه؛ المهم:
وأنا أتصفح جريدة الشروق بتاريخ: 25/07/2012 لأقرأ هذه الأسطر:
"دعا عدد من المجاهدين الجزائريين، أمس، في تصريحات لـ"الشروق" ... ضمن الاحتفالات المخلدة لخمسينية الثورة، السلطات الجزائرية إلى مقاطعة الألعاب الأولمبية، وعدم المشاركة فيها، لأن المشاركة حسبهم اعتراف ضمني بالكيان الصهيوني ..."
ليضيف الكاتب والإعلامي والمجاهد الطاهر بن عيشة ... أن على الجزائر كحكومة وكشعب ألا تشارك في الألعاب الأولمبية، ... موضحا أن الجزائر لديها تاريخ عظيم وعريق يمنعها من مشاركة عدو الإنسانية في أي محفل، في إشارة منه للعدو الصهيوني".
لأتساءل سعيا للتنوير:
- هل ما ذكر أعلاه من أسباب هي دواعي كافية جدا لمقاطعة الألعاب الأولمبية؟
- أليس من الضروري شحذ همم الشباب الجزائري المشارك للمنافسة لتحقيق الأفضل؟ وبالتالي نفض روح الإنهزامية حتى في المنافسات الرياضية التي تعتمد على حجم التحضير الجيد والمحكم، وكلنا يعلم أن هذه الألعاب تعتمد على المستوى العالي جدا لتحقيق النتائج.
أم أن المستقرئين لأحوال التحضيرات الجزائرية تنبأوا رجوعنا من لندن بخفي حنين، فكان لزاما تعليق إخفاقاتنا المرتقبة على مشجب المشاركة الصهيونية.
- فيا ناس إن كنا نخشى أو ندعي بالأسباب التاريخية وجوب عدم منافسة العدو حتى على البساط فكيف بربكم سنرفع الهمم ونواجه في الميدان الحربي؟
بالله عليكم في أي ميدان تريدون شبابنا ينافس العدو؟
في الرياضة تقولون: لا.
في الميدان العسكري؟ هذا محال طبعا.
في الميادين العلمية والتكنولوجية: يبقى نفس المحال ...
أخبرونا؛ أي ميدان؟
نتوسل إليكم؛ دعوا الشباب يواجه بعزيمة فيما يمكنه أن ينافس فيه على الأقل الرياضة، ولا تركنوه للتخوف والوجل فتصبح فيه عقدة الإنهزامية أمام العدو أبدية لا مناص منها.
أعلم أن الهزائم العسكرية المتكررة مع العدو الصهيوني تلقي بظلالها على الذاكرة العربية، وهي أسباب تاريخية جعلت الخوف يعشش في النفوس ويمتد بأذرعه وصولا إلى واقعنا اليوم ليحقن بطريقة أو أخرى في سواعد الشباب الجزائري فبدلا من صنع الهمة تصنع به الهزيمة قبل المنافسة أصلا.
- كلنا مازال يتذكر الحرب الباردة التي كانت على أشدها بين Moscow والـ Pantagon، فهل سجل في التاريخ يوما انسحاب ولو رياضي واحد من الدولتين بسبب تلك الاحتقانات التي وصلت حدود توجيه كل دولة لصواريخها العابرة للقارات نحو الدولة الأخرى؟
إضافة؛ متى كانت الألعاب الأولمبية محفلا؟ ربما بالنسبة لنا مازالت كذلك؛ فالآخرون يرونها مساحة لإثبات ذوات أبنائها.
ما يحز في النفس أن الجزائر بتعداد 35 مليون نسمة أو أكثر وبأموال ضخمة "تسرف" في الرياضة تمخضت وبعسر عن 39 مشاركا فقط في أولمبياد 2012 ومن المؤكد أن الوفد المرافق لهم بغرض "التحواس" يجاوز تعدادهم، بينما الكيان الصهيوني بـ 8 مليون نسمة يشارك بـ 38 رياضيا؛ على الأقل ليتنا كنا في مصاف جيراننا الأشقاء فالمغرب يشارك بـ 67 رياضيا و تونس بـ 83 رياضيا.
أرجو المعذرة إخواني، فوجهة نظري تقول أن كل ما هو فرصة لمنافسة العدو لابد من خوضها إما النصر أو الهزيمة فياسادة إن "القاعد لا يسقط".
ورغم ما جاء أعلاه يبقى تساؤلي قائما: لماذا لابد أن نبادر نحن بالمقاطعة ولا يفكرون هم أصلا بها؟