بسم الله الرحمن الرحيم و بعد
فهذا تفريغ لمقطع " الديمقراطية إسلامية مِية المِية !! " من محاضرة (إن غدًا لناظره قريب)،و هو يتحدث عن المنظومة الإسلامية في الحُكْمِ، لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان، والمرجو ممن يستطيع أن يرفعه على الشبكات السلفية أن يتفضل بذلك، حتى تعم الفائدة إن شاء الله، جزاكم الله خيرا.
"إن المنظومة الإسلامية في الحكم، في جميع المجالات، مبنية على عبارة واحدة، " أن يكون هناك كبير يطاع في غير معصية "، فقامت، أحزاب الشيطان في الشرق والغرب والداخل، لهدم هذا الأصل، وتسوية الناس جميعا، والناس سواء في الخِلقة : كلهم عبيد لله، كلهم عند الله سواء. ولكن فضَّل بعضهم على بعض، فما عالم كجاهل، وما كريم كبخيل، وما شجاع كجبان، رفع الله بعضنا فوق بعض درجات، وأما الديموقراطية! وهي أسوء نُظُمِ الحُكْمِ التي عرفتها البشرية، كما قال وِنْسْتون تْشِرْشِلْ (1)، هو الذي قال، قال :" إن الديموقراطية هي أسوء نظام حُكْمٍ عرفته البشرية "، و قومي، ممن يقال لهم دعاة، يقولون إن الديمقراطية إسلامية مِية المِية !! أي حمق هذا؟! أرادوا أن يزيلوا المبدأ الأصيل، " كبير يطاع في غير معصية " ، أب في بيته يطاع، فهدموا ذلك حتى صارت الطاعة للمرأة أو لمن دونها، ولم يصل لأحد في الأسرة طاعة، وهذا ما هو عند الغرب، حتى في المدرسة، في حجرة الدرس، كبير يطاع في غير معصية، في الكُتَّاب، كبير يطاع في غير معصية، في المسجد، كبير يطاع في غير معصية، إِمَامٌ، من ساواه لم يكن محسنا، ومن سبقه كان مسيئا مُبْطِلا، كبير يطاع في غير معصية، فإذا عصى الله رب العالمين فلا سمع ولا طاعة، وكذا نظام الحكم في أصله : إمام له السمع والطاعة في غير معصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة في ما أمر به من المعصية، وله السمع والطاعة في ما دون ذلك، مما ليس بمعصية، ولا يُنْقَضُ نظام الحُكْم ليتهاوى المجتمع ولِتَذْهَبَ هَيْبَةُ الدولة، وليصير الناس فوضى، ولِتُطْلَقَ أيدي الناس في دماء الناس، والكاسب الوحيد، الشيطان وجنده، الشيطان وحزبه."
(1) : وِنْسْتون تْشِرْشِلْ، أشهر رئيس وزراء لبريطانيا، توفي سنة 1965 م