اداب الضيافة
لقد جاءت الكثير من الأحاديث الحاثة على إكرام الضيف والمبينة أنه من الإيمان، فالضيافة من آداب الإسلام وشرائعه وأحكامه، وهي من سنن المرسلين عليهم السلام، ومن أخلاق السلف رضوان الله عليهم، وللضيافة أحكام وآداب نذكرها فيما يلي:
الضيافة من سنن الآنبياء والمرسلين:
أول من ضيف الضيف إبراهيم عليه السلام، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الله تعالى: ï´؟هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَï´¾ [الذاريات:24]، فوصفهم بأنهم أُكرِموا. وقصته عليه السلام لما قدم لهم عجلاً حنيذًا نزلاً وضيافةً معروفة.
وأما لوطٌ عليه السلام فإنه كان يكرم الضيوف أيضًا، كيف لا وهو قد تعلم من إبراهيم عليه السلام، ولما جاءه ضيوفه وجاء قومه يهرعون إليه لعمل الفاحشة فدافعوه الباب حتى كادوا يغلبونه وهو يخاطبهم ï´؟يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌï´¾ [هود: 78]، وأخبر عز وجل أنهم راودوه عن ضيفه فطمس أعينهم ولم يرجمهم فقط، ولكن طمس أعينهم ثم رجمهم، وهذا دليلٌ على أهمية وخطورة إيذاء الضيف.
وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فقد كان أعظم الناس في إكرام الضيف على الإطلاق، وقد وصفتْه خديجة بمثل ذلك من أيام الجاهلية، فلما دخل عليها فزعًا مما لقي في الغار بعد نزول سورة اقرأ وقال: «زملوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: «أي خديجة مالي لقد خشيت على نفسي؟» – فأخبرها الخبر – فقالت خديجة: «كلا. أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدًا، فو الله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف».